"نعم لمبارك" ..؟!!

[حمادة الدماطي]

لا يستطيع أحد من أبناء الشعب المصري أن ينكر أن هذا الشعار شعار "نعم لمبارك" كان شعارا مرفوعا من قِبل عشارت الآلاف أو مئات الآلاف أو حتى ملايين من المصريين ... ومقالي هذا ليس لماقشة العدد المباركي قليله أو كثيره .. بل سأحاول أن أناقش وأطرح أمرا ليس له علاقة بالعدد ولكن بالشعار نفسه.

أولا: لماذا بدأ هذا الشعار؟!!
لقد لاحظنا جميعا أن هذا الشعار لم يظهر بين المصريين إلا في الفترة الأخيرة من حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.. وكأن هذا النظام قد شعر بأن الفطرة تحتم عليه الرحيل، وأن التغيير قد أصاب كل شيء في مصر بداية من الفن إلى الرياضة ومرورا بملامح الحياو ومفاهيمها.. حتى أصبح هناك شعورا داخل خبلاء النظام أن هناك أصواتا خافتة تنادي بالتغيير.. فأصبح النظام في حاجة إلى أن يثبت للشعب المصري أن مبارك هو الوتد الذي يتحكم في التغيير من حوله ولكنه لا يتغير فخرج هذا الشعار علينا خروج الفئران من خرابها ونحن لا ندري كيف خرجت ومتى خرجت؟!!...
كان النظام يعتمد منذ بداية حكمه منذ ثلاثين عاما ـ لاحظ تغير كل السياسات والأفراد حول مبارك ومع ذلك تنادي بنفس السياسة ـ كان النظام يعتمد على فزاعتين أولهما حركة جهاد الإسلامية التي ظهرت في الثمانينات وحركة الإخوان المسلمين التي أخذت تنشط ... فكان النظام يوهم الشعب المصري ـ الغلبان ـ أنه نعم لمبارك وإلا حركة الجهاد الإرهابية أو الإخوان المسلمين ... فكان الشعب ـ الغلبان ـ بعد أن يشاهد فيلم الإرهابي وطيور الظلام ـ لعادل إمام ـ أحد رموز النظام ـ كان يسبح بحمد النظام الحالي ويرجوه ألا يتوفى حتى !!!!
ولكن .. وكما ذكرنا سالفا أن شعار "نعم لمبارك" لم يظهر إلا في الألفية الجديدة.. أي تزامنا مع ظهور حركات احتجاجية لم تتمخط عن الإخوان أو الإرهابيين ـ على حد تعبيرهم ـ فظهرت حركة كفاية التي يرمز لها جورج إسحاق.. فلا يعقل أن يكون إخواني.. وظهرت حركة 6 إبريل الشبابية وغيرها من الحركات الاحتجاجية التي دقت أول مسمار في نعش النظام ألا وهو الاعتصامات الفئوية.. فمع ظهور تلك الاعتصامات والاحتجاجات... التي لا تنتمي إلى الإخوان ... كان لابد من الرد... وبصوت عالٍ : " نعم لمبارك".........

بالطبع لم يكن هذا الشعار خارجا من محبة أو إخلاص أو وفاء أو عقل... بل خرج هذا الشعار وخرجت معه سياسة تحميه، سياسة : العصا والجزرة" .....
العصا لمن عصا .. وما أدراك ما عصا النظام.. والجزرة للشعب الغلبان الذي يستقي علمه وثقافته من القناة الأولى.. وأن الـ 10% كل أول مايو هي "المنحة" التي يتفضل علينا بها الرئيس المطرود المخلوع مبارك عندما يناديه أحد رجاله الخبلاء قائلا بصوت جهوري يتباهي به: "المنحة يا ريس."

... لذلك فقد حاول خبلاء الحزب الوطني أن الفقر ليس فسادا من مبارك أو سياساته بل لأنكم كثيرون العدد وأن المشكلة السكانية لا تجدي معها أية حلول ... وأن البطالة شيئا أصبح عاديا في كل المجتمعات حتى المتقدمة منها ... فكان الرئيس المخلوع نفسه لا يترك مناسبة أو خطاب إلا وذكر نسبة البطالة في أمريكا....
فكان الفقر والعوز والحاجة هي قضاء الله الذي لابد أن نتحمله جميعا... وأن كل ذلك ليس بيد الرئيس أو رجاله إنما حكمة وطبيعة القدر الذي جعل المصريين ينجبون كثيرا ... ولكن ليس معنى هذا أن مبارك صامت بل يترك رجاله يعملون ويحاولون في بناء المدارس ـ التي تخلو من المعليمن المحترمين ـ والمستشفيات ـ التي تخلو من العلاج الصحي ـ ترك رجاله لأنه مشغول بما هو أهم.. نعم هناك ما هو أهم من لقمة العيش ومن الكرامة ومن الحرية ومن المساواة .. إنها السياسة الخارجية... فكنا دائما نسمع أن الرئيس المخلوع في زيارة إلى فرنسا ثم نفرح لأنه زار أميركا ولقاء مع الإخوة العرب للمباحثات حول القضية العربية... والفلسطينية أحيانا..
ـ لاحظ أنه في خلال ثلاثين عاما لم تنجح أي مباحثات ولم يخرج اليهود من فلسطين، فضلا عن الفرقة والتفرق بين العرب وتهميش دور مصر وضياع هيبتها ـ حتى أني سمعت من جميع ممن تركوا هذا الوطن هروبا من الفقر وبحثا عن العمل والمال قالوا جميعهم: "كنا بنخبي جواز السفر عشان منتعرفش إننا مصريين..."

حاول خبلاء النظام البائن بكل رموزه السابقة والأسبق أن ينشروا بين الشعب المصري الطيب بفطرته أن نعم لمبارك هي الأمان والاستقرار والسلام.


ثانيا: نعم لمبارك.... حسني ثم جمال.

بدأت خطة التوريث منذ عام 1997م ـ كما صرَّح كمال صبره أحد مديري مكتب الرئيس المخلوع ـ وحتى تكون الخطة محكمة فقد جاء الوقت لكي يرتفع الشعار... وكان مقصودا ألا يكون الشعار نعم لحسني مبارك .. بل لابد أن يتفوه الشعب ـ شاءوا أم أبوا بهذه المقولة (نعم لمبارك)...
هذا الشعار يحمل ضمنا أنه نعم لمبارك وكل من ينتمي لهذه السياسة التي تحمينا من ((((الاستعمار))) منذ ثلاثين عاما.. تحمل ضمنا التأييد والنصر لكل من يخرج من هذه العباءة.. لم يكن تصريحا بل تلميحا...

وكان تولي جمال مبارك أمانة الحزب .. وكانت التعديلات الدستورية في 2005 من أكبر الشواهد على نية التوريث .. ومن هو الرئيس القادم..


ثالثا: لماذا : ""نعم...""؟!!!!!!!!

في اللغة العربية: نعم هي مضاد لكلمة واحدة لا أخرى لها هي كلمة : ""لا"" ... وهذا بالطبع معناه ضمنيا أنك إن لم تقل نعم فأنت تقل(لا)..... وويل للمصريين الذين هم لمبارك رافضون.." وأنا لم أقتبس هذا الوزن القرآني من تلك الآية القرآنية الجليلة إلا لأنني أريد أن أعبِّر عن كفر بعض زبانية جهنم في الأرض... زبانية جهنم الذين كانوا يطلقون على أنفسهم ذلك عندما كان يطلقون على مكان لابد أن يكون موجودا في مقار أمن الدولة هو "غرف جهنم" ... ـ اللهم اجعلهم من أهلها على قدر ما فعلوه بالمصريين الشرفاءـ كانوا يعذبون المعتقلين لا ليخرجوا منهم أدلة واعترافات... بل تلذذا بتعذيبهم... وأكثر ما كان يمتعهم من هذا العذاب أن يكفروا بالله ويؤمنوا بمبارك!!!!!!! ليس ضدا بضد ـ والعياذ بالله ولكن لمجرد أن أن يتركوا ما تمسكوا به من قيم ودين وحب لله وكانت وسائلم في ذلك عجيبة.... كانوا يرمون المصاحف على الأرض ثم يضعون المعتقلين أمامها ويجبروهم على أن يدوسوا عليها ... كانوا يجبروهم أن يطوفوا حول صورة مبارك بل ويقولون: "لبك مبارك لبيك"
(المصدر: من محاضر قدمت من المعتقلين ضد ضباط أمن الدولة).

وكان من سياستهم البغيضة أيضا أن تخرج بعض قصص التعذيب إلى الشاعر المصري، فكان الشعب بين معذب وخائف من التعذيب.

فانقسم المصريون إلى مجموعتين أدناها وأسوأها هم الجبناء أو المستفيدين بالطبع أصحاب "نعم لمبارك"" بصوت عال جهوري... وبين آخرين ليوا جبناء ولا عملاء ولا مستفيدين لا يقولون أي شيء.. وهذا أفضل أفضل ما يستطيعون تقديمه.


رابعا: النعميون...

النعميون لقب لمن كان يقول نعم وينتسب إلى هذا الاتجاه..
مَن هؤلاء؟ وما مآربهم؟ وكم عددهم؟؟ وأين اختفوا؟؟
كلها أسئلة قد يرى البعض أن الإجابة عنها مضيعة للوقت .. قلا يهمنا من هؤلاء ولن يفيدنا إلى أين سيذهبون...
ولكني ـ بصفة خاصة ـ أرى أن من خطورة تلك الأسئلة ألا نمر عليها مرور الكرام... بل أن خطورة هءلاء لاتقل عن خطورة مبارك ورجاله...

مَن هؤلاء؟!!!!!!!!!

هم أصناف ثلاث:
الصنف الأول: المستفيدون من بقاء النظام.. وطبعا على رأسهم خبلاء الحزب الوطني القيادون منهم الذي سترتفع مناصبهم وتمتلء خزائنهم إذا استمر هذا النظام وبقى رئيس العصابة.
ـ المستفيدون من مفاتيح الخير التي نشرها النظام البائن مفاتيح يصلون بها إلى أي شيئ إنها الوسطة والمحسوبية والرشوة والمجاملة والمال... ويندرج تحت هؤلاء رؤساء الصحف "القومية" والمتحكمون في الإعلام الحكومي.. وبعض الأدوات كبعض المذيعين والممثلين والمخرجين...
ثم يندرج بدرجة أقل أي مدير فاسد.. أي رئيس مصلحة مرتشٍ ..أي موظف متعين بوسطة.. أي واحد دخَّل ابنه كلية الشرطة بالفلوس ...

الصنف الثاني: السذَّج
وبداية... هذا الوصف ليس قدحا أو ذما.. ولكنها قلة خبرة وانغلاق على الذات...وللأسف يمثلون القطاع العريض من الشعب المصري الطيب... بداية من كبار السن الذين يتعاطفون مع كل شيء يبكون بحرقة أمام المسلسلات ويضحكون بصرخات عالية على مسرحيات عادل إمام...أنا ـ طبعا ـ لا أتهم المشاعر الرقيقة ولكن أتهم تغليب العاطفة المندفعة على العقل والتفكير... هؤلاء الذين تعاطفوا مع مبارك أثناء الثورة بحجة أنه "زي أبوكم" ومش معقول حد يقول لأبوه أمشي"" وأن العمدة في القرية بنقوله يا حضرة العمدة يبقى مش معقول نقول للريس ارحل"
ـ هؤلاء يتعاطفون مع ما يسمونه "الشرعية" والشرعية عندهم هي كل ما يشاهدونه على "القناة الأولى" ويقرأونه في "الأهرام" فمادام التليفزيون يقول: "نعم" ... فبها ونعمت ...فالخروج على مبارك هو خروج عن الشرعية والاستقرار والعدل.. نعم كما تظهر صورة مبارك دائما وراء الظابط في قسم الشرطة... هذه هي الشرعية عندهم

الصنف الثالث: الباحثون عن الاستقرار:
ودين هؤلاء الذي يؤمنون به أنه مادمنا عشنا في ثلاثين عاما من الاستقرار فنعم لصاحب الاستقرار "مبارك"" ... هؤلاء إذا تناقشت معهم لن تجد إلا مقولة واحدة..:" هو فيه زي مبارك!! ده حمى الشعب من حروب كتيرة طول التلاتين سنة"
سبحان الله... وكأن مبارك هو الذي يوقد الحروب ويطفأها.. وكأن وجود مبارك على العرش هو الذي كان يمنع إسرائيل وأمريكا وإيران من استعمار مصر .. وكأن مصر لا تملك إلا جيش يتكون من خمسة وعشرين عسكري ودبابتين ... وكأن هؤلاء الدول تقف محتشدة بكل جندي تملكه ـ علما بأن إسرائيل كلها لا يزيد عددها عن سكان القاهرة والإسكندرية ـ اللهم إلا إذا نوت أن تضربنا بالنووي ـ بس هتلبس ماسكات الأول عشان الإصابة ـ كأن هذه الدول تنتظر أن يغفو مبارك أو ينام ليلة لتهجم على المصريين...
وكأن مداهنة الغرب وإخفاض الحباه أمامها والرضى بسياستها وتصدير الغاز لإسراءيل والرضى بتدخل أمريكا في شئوننا التعليمية والسياسية هو السياسة الخارجية العظيمة التي لولاها لكنا تحت دبابات إسرائيل أو تفحمنا بطائرات أمريكا..

السؤال الأخير والأهم......... أين أختفوا؟؟؟؟

للأسف إنهم لم يرحلوا أو يختفوا بل يتلاعبون بالشائعات وينشرون البلطجية ويقومون بثورة مضادة..

لعن الله المنافقين والمنافقات.... الآن قد زاد إيماني بحكمة أن المنافقين لابد ان يكونوا في الدرك الأسفل من النار.................

[حمادة الدماطي]

هذه الخواطر قد جاءت عفوية وبدون كتابة مسبقة.. لذلك أعتذر عن الأخطاء النحوية او الإملائية

[هويدااحمد76]

كيف يقول هؤلاء نعم بعد قراءة الشعر الآتى

من حسني مبارك إلى شعب مصر

ياشعبي حبيبي ياروحي يابيبي ياحاطك في جيبي يابن الحلال
ياشعبي ياشاطر ياجابر خواطر ياساكن مقابر وصابر وعال
ياواكل سمومك يابايع هدومك ياحامل همومك وشايل جبال
ياشعبي اللي نايم وسارح وهايم وفي الفقر عايم وحاله ده حال
احبك محشش مفرفش مطنش ودايخ مدروخ وآخر انسطال
احبك مكبّر دماغك مخدّر ممشي امورك كده باتكال
واحب اللي ينصب واحب اللي يكدب واحب اللي ينهب ويسرق تلال
واحب اللي شايف وعارف وخايف وبالع لسانه وكاتم ماقال
واحب اللي قافل عيونه المغفل واحب البهايم واحب البغال
واحب اللي راضي واحب اللي فاضي واحب اللي عايز يربي العيال
واحب اللي يائس واحب اللي بائس واحب اللي محبط وشايف محال
واحبك تسافر وتبعد تهاجر وتبعت فلوسك دولار او ريال
واحبك تطبل تهلل تهبل عشان مطش كوره وفيلم ومقال
واحبك تأيد تعضض تمجد توافق تنافق وتلحس نعال
تحضر نشادر تجمع كوادر تلمع تقمع تظبط مجال
لكن لو تفكر تخطط تقرر تشغلي مخك وتفتح جدال

وتبدأ تشاكل وتعمل مشاكل وتنكش مسائل وتسأل سؤال

وعايز تنور وعايز تطور وتعمللي روحك مفرد رجال
ساعتها حجيبك لايمكن اسيبك وراح تبقى عبره وتصبح مثال
حبهدل جنابك وأذل اللي جابك وحيكون عذابك ده فوق الاحتمال
وامرمط سعادتك واهزأ سيادتك واخلي كرامتك في حالة هزال
وتلبس قضيه وتصبح رزيه وباقي حياتك تعيش في انعزال
حتقبل ححبك حترفض حلبك حتطلع حتنزل حجيبلك جمااااال

[أيمن الوزير]

موضوع رائع وخواطر جيدة لكن لا داعي لأن تفزعنا بالعناوين التي نكرهها

[مستر أحمد حمدى]

خواطر رائعة اخى العزيز جزاك الله كل خير

[حمادة الدماطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن الوزير

موضوع رائع وخواطر جيدة لكن لا داعي لأن تفزعنا بالعناوين التي نكرهها

صدقني... أنا قاصد العنوان مش لجذب أحد للقراءة والمشاهدة ـ وبالطبع هذا يشرفني ويثري موضوعي ـ ولكن عشان أصدق إني مش بحلم .... فكلما نظرت للعنوان ونظرت لجرأتي ...أقول يارب ما يكون حلم

[مسطره]

تسلم أيدك ياحماده