في مشروع مصري عالمي‏:تأهيل المعاقين‏..‏ لاستخدام الحاسوب‏!‏

[M I D O]

تحقيق‏:‏ منال الغمري

ذوى الاحتياجات الخاصة اثناء التدريب

أكثر من سبعة ملايين مواطن هم إجمالي تعداد ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر‏,‏ صاروا هدفا‏,‏ لمشروع جديد ترعاه الأمم المتحدة‏,‏ بالتعاون مع مصر‏,‏ بهدف إدماجهم في ثورة تكنولوجيا المعلومات‏,‏ سواء بتوفير أجهزة حاسوبية خاصة لاستخدامهم‏,‏ أو تأهيلهم ـ هم ـ لاستخدام هذه الأجهزة‏,‏ وشبيهها من الأجهزة المعلوماتية المختلفة‏.‏

يقول سامي البشير مدير قطاع التنمية بالاتحاد الدولي للاتصالات بجنيف إنه بداية من عمل حصر بالأعداد الحقيقية لنسب المعاقين وتصنيف مشاكلهم ومرورا بعقد اتفاقية دولية لحقوق المعاقين وقع عليها‏114‏ دولة في العالم منها عشر دول عربية من بينها مصر وانتهاء بكيفية تفعيل المعاقين داخل المجتمع ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع‏.‏

وقد نظم قطاع التنمية بالاتحاد الدولي للاتصالات في سبتمبر الماضي أول ملتقي عالمي بجنيف لبحث الأمور المتعلقة بتفعيل اتفاقية الأمم المتحدة وعرض تجارب الدول وقصص النجاحات‏.‏

ويضيف أنه من وجهة نظر الاتحاد الدولي للاتصالات وكنتائج لخطة عمل قمة المعلومات بجنيف الخاصة بالبنية التحتية فإنه يتطلب وضع استراتيجيات وطنية خاصة تفي بمتطلبات الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقة باستخدام معايير تؤمن اندماجهم التام في المجتمع كما تهدف‏,‏ وبصفة خاصة‏,‏ إلي تطوير التقنيات والتطبيقات والمحتوي وفقا لاحتياجاتهم الخاصة‏.‏

يشير الدكتور نجيب الشوربجي مدير إدارة البيانات والمعلومات بمنظمة الصحة العالمية إلي أنه ـ للأسف الشديد ـ لا تتوافر إحصاءات دقيقة حول الإعاقة في إقليم شرق المتوسط‏,‏ وإنه يمكن القول إن مصر لديها نحو أكثر من‏7‏ ملايين شخص معاق وهذه النسب تعتبر مخيفة وعالية إذا أدركنا أن الإعاقة تنشأ من الفقر والمرض وعدم الوعي وبالتالي فإن من معوقات معرفة حجم الإعاقات الاختلاف والتنوع في التعريفات المستخدمة للإعاقة مما يجعل جمع البيانات أمرا صعبا وغير معياري‏.‏

ويوضح أنه من أكثر الصعوبات التي تواجه ذوي الإعاقات الحواجز الاجتماعية والتفرقة ضدهم في العديد من الممارسات الاجتماعية والثقافية داخل المجتمع فيعانون الحرمان من التعليم والعلاج وممارسة حقوقهم في الحياة الكريمة‏.‏

يضيف‏:‏ هناك واجب إنساني وأخلاقي يقع علي عاتق المجتمع بشكل عام والشركات المصنعة بشكل خاص للقيام بدور مساعد وداعم لتلبية احتياجات هذه الفئة من المجتمع‏,‏ ومن هذه المتطلبات التي تساعد ذوي الإعاقات علي عبور المحن والصعاب البرمجيات والوسائط التي تقوم بقراءة النصوص علي شاشة الحاسوب بحيث تمكن الشخص من الاستماع إلي النص المكتوب بدلا من قراءته عند الاعاقة البصرية‏,‏ وهناك البرمجيات الخاصة بمعرفة الصوت حيث تقوم بترجمة الصوت إلي نصوص أو أوامر حاسوبية وتتيح لذوي الإعاقة البصرية التخاطب مع الحاسوب بواسطة النطق بالكلمات وإعطاء الأوامر الشفوية كما أن هناك البرمجيات التي تساعد علي تنظيم الصور والرسومات بحيث تمكن الشخص من تمثيل واستيعاب والتعبير من خلال الصور والرسومات وأيضا هناك برمجيات بالمسح الالكتروني التي تمكن الشخص من تحويل النصوص المطبوعة إلي نصوص الكترونية يمكن الاستماع إليها بالنسبة لمن لديهم اعاقة بصرية أو إعادة طباعتها باستخدام لغة برايل ليقوم الكفيف بقراءتها بنفسه وكذلك لابد من توفير أجهزة الحواسب برمجيات خاصة لتكبير الحروف علي الشاشة مما يمكن ضعاف البصر من قراءتها وكذلك استخدام محركات البحث الناطقة علي الويب‏.‏

وهناك الأجهزة والمعدات التي تشمل أجهزة التسجيل الرقمي وقراءة النصوص الألكترونية والميكروفونات الخاصة وكذلك المساحات الضوئية وتعتبر أجهزة الهاتف المصممة خصيصا لذوي الإعاقات من أهم أدوات الاتصال حيث تمكن الشخص من رؤية الأرقام بشكل أوضح أو تحسس الأرقام والرموز أو التخاطب عن طريق الصور والرسوم والأشغال الفنية‏.‏

يري جايمس راولي الممثل الأقليمي للأمم المتحدة أن المؤتمر الذي يعقد في القاهرة والذي ينظمه الاتحاد الدولي للاتصالات ومنظمة الصحة العالمية تحت رعاية وزارة الاتصالات والمعلومات المصرية يعد بمثابة حدث مهم نحو تفعيل اتفاقية الأمم المتحدة في المنطقة لحماية حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة تحقيقا للتنمية الشاملة‏.‏

ويدعو الممثل الإقليمي شركاء التنمية من جميع الهيئات والمؤسسات والوزارات العربية سواء من الأجهزة الحكومية المختصة أو شبكات الاتصالات والمعلومات والجمعيات الأهلية والمنظمات المتخصصة في مصر والمنطقة العربية إلي المشاركة في تفعيل هذا الحدث ومؤازرة جهود الأمم المتحدة لتحقيق التنمية الشاملة التي لا تقتصر علي التطبيق بشكل متساو بين النساء والرجال والشباب وكبار السن‏.‏

ولأن هؤلاء الأشخاص من ذوي الأعاقات أقل حظا في المجتمع لما يعانونه من حرمان ومرض وفقر فإنه لابد من الأهتمام بهم‏,‏ ومن أجل ذلك ينظم الاتحاد الدولي للاتصالات بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية وتحت رعاية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية أول ملتقي إقليمي موسع حول الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا المعلومات في مجال خدمات الأشخاص من ذوي الإعاقة بمقر منظمة الصحة العالمية بالقاهرة خلال الشهر المقبل‏.‏

والهدف من هذا الملتقي زيادة توعية المنطقة العربية بإتفاقية الأمم المتحدة لحقوق المعاقين بالإضافة إلي عرض تجارب وخبرات الدول المتقدمة حيث سيشارك في الملتقي خبراء عالميون مع عرض تجاربهم الناجحة للاستفادة منها‏,‏ ومن هنا نطالب برفع الحواجز أمام وصول الأشخاص من ذوي الأعاقة إلي تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات‏.‏

يشير محمد عبد النبي عبدالله مستشار الدول العربية بالمكتب الأقليمي العربي بمنظمة الصحة العالمية إلي أنه عندما تتنوع الإعاقات فلابد من تنوع الحلول بمعني أنه إذا كان أحد الأشخاص لديه إعاقة بيده أو أن إحدي اليدين مبتورة أو معطلة عن الحركة لأي سبب فالحل هنا لوحة مفاتيح يمكن إرتداؤها ويتم تصنيعها بحيث يمكن طويها وتحتوي علي عدد قليل من المفاتيح الكبيرة الحجم‏,‏ وكل مفتاح فيه أكثر من صرف كما هو موجود في لوحة مفاتيح الهاتف المحمول ومثل هذه اللوحة يمكن ربطها لتشغيل الحاسوب الشخصي أو المتنقل أو المحمول باليد أو أي شكل آخر من أشكال الحاسوب المتنقلة أما الأشخاص الذين ليس لديهم أياد علي الإطلاق أو غير قادرين علي استعمال أيديهم لإدخال البيانات أو إصدار الأوامر فإنه بتوفير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يتمكن الشخص من أرتداء ما يشبه الحزام علي الرأس ويتم تركيب مشعاع في مقدمة الحزام لإصدار حزمة من أشعة الليزر يتم توجيهها علي شاشة الحاسوب لتقوم بإسقاط هذا الشعاع علي الحرف أو الأيقونة المطلوبة علي الشاشة وبالتالي إصدار الأمر أو الطباعة‏.‏

وتتطلب هذه التكنولوجيا القليل من التدريب ليصبح الشخص قادرا علي توجيه الأشعة لتوجيه أوامر الطباعة أو التشغيل أو الأقفال وما إلي ذلك‏.

[الاسطورة]

خطوة جيدة جدآ لاعطاء المعاقين بعض الحقوق المحرومين منها