|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]()
تساؤلات؟!
اِستوقفني كتاب "أولاد حارتنا" في معرض الكتاب . كتاباً ألفه نجيب محفوظ منذ نصف قرن و نشرته جريدة الأهرام وقتئذ على حلقات فأثار إعتراض الكثيرين و لم يتم نشر الكتاب آنذاك. كتاب اِستوحاه المؤلف من القصص الديني من بدء الخلق إلى قصص الأنبياء صلوات ربي و سلامه عليهم حيث الحارة نظير العالم و الجبلاوي الجد الأكبر الذي يحكم الحارة عجوز لم يعد يره أحد. "أدهم " و يرمز به لسيدنا آدم و "إدريس" و يرمز به لإبليس اِبنا الجبلاوي. يفضل الجد أدهم و يطرد إدريس من البيت الكبير (الجنة). يغوي إدريس أدهم و يتسبب في طرده من البيت الكبير فيعيش أدهم و زوجته أميمة في كوخ في الحارة خارج البيت الكبير. و من نسل أدهم يأتي البشر. يتخلص الكاتب من الجبلاوي في مشهد من القصة معلنا عن اِستغناء الناس عن الدين و الإيمان ، رواية مطبوعة بلغات أجنبية باسم "موت الإله". و قد كانت قصة أولاد حارتنا مع الثلاثية من حيثيات حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل. و حين كتب القصة، اِعترض الأزهر على النشر بينما فسر النقاد الرواية بأنها تهدف إلى نشر الإشتراكية التي تعطي الزمام لعقل الإنسان يهتدي به لما يلائم حياته. أعطى نجيب محفوظ حق طباعة الكتاب لدار الشروق و اشترط أن يوافق الأزهر عليها ليتم نشرها و بالفعل تصدر الكتاب كتب الدار العام الماضي. أثارت الرواية خلافاً حول حق الأديب أن يصوّر الرسل بما يقلل عصمتهم و بالتالي مرجعيتهم و حقه في نسج رواية تستلهم من قصص الأنبياء ثم يكملها وحي خياله؟ لقد سبق توفيق الحكيم إلى ذلك في روايتيه "سليمان الحكيم" و "أصحاب الكهف" لكنه لم يُثر ضجة عارمة كالتي أثارها محفوظ. يستخدم الحكيم شخصية أخبرنا بها الدين لينسج حولها قصة مختلفة يرتكب فيها الأبطال الخطأ. و موضع الخلط مماثل، إذ أننا اِعتدنا تنزيه الرسل و الأنبياء عن الخطأ.و قد حقّق الرسل بإيمانهم العميق قدراً من المثالية نطمح أن نحقق مثله. و روايتي الحكيم آذاتاني حين قرأتهما قديما. بعض ما أقرأ يستقر في النفس و يؤثر فيها رغما عني و هذا هو خطر نشر روايات كتلك. لكنني لا أفهم جدوى نشر أولاد حارتنا بعد موت الكاتب؟ فالجدل حولها يستهلك قوت يومنا من وقت و طاقة. ما نحن في غنى عنه. و الأخطر أن الرواية شكّلت وعي الكثير من كتاب القرن الماضي، فتحدثوا بجرأة عن أسس الدين التي لا نختلف فيها و كتبوا قصصا عن أبطال يمارسون الكبائر بلا حرج و لا مداراة. عالمانية اِبتدعوها و قيم تنبع من تجارب البشر و أمزجتهم بلا معايير أو مرجعية، لذلك بدا من تلبسوا بقيم الدين رجعيين وفق المنظور الإشتراكي فلماذا نعيد ذلك الزمان البائد تارة أخرى؟ |
العلامات المرجعية |
|
|