|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الصحة والرياضة
اهمية الصحة والرياضة علاقة الصحة والرياضة ممارسة النشاط الرياضى: - عدم ممارسة الرياضة تجعل عضلات جسمك دائماً في حالة ارتخاء وضعف. ويصعب علي القلب والرئة أن يقوما بوظيفتهما بصورة جيدة أو تصاب المفاصل بضعف ويمكن إصابتها بسهولة. قلة النشاط له خطورته الكبيرة مثل خطورة التدخين. - الرياضة تحمي من الأمراض: أجسامنا تحتاج وتتشوق إلي الحركة والتمارين. التمارين اليومية هامة جداً للياقة البدنية والصحة الجيدة فهي تقلل من خطورة الإصابة بأمراض القلب، السرطان، ارتفاع ضغط الدم، السكر وأمراض أخرى. الرياضة أيضاً تساعد علي بقائك في مظهر جيد، وعدم ظهور التجاعيد مبكراً. - الرياضة تساعدك علي الصبر والتحمل: عند ممارسة الرياضة يبدأ الجسم في استهلاك الطاقة الموجودة به. التمارين الرياضية تساعدك علي التحمل والصبر، وذلك عن طريق تدريب جسمك علي أن يكون أكثر مرونة وحركة مستخدماً كمية طاقة أقل. - الرياضة تقوي العضلات: الرياضة تقوم بتكوين العضلات وتشكيلها وتقوم بتنمية العظام والأربطة لتحمل المزيد من القوة. مع ممارسة الرياضية لن تشعر فقط بالجسم الصحي ولكن بالشكل الأفضل لمظهر جسمك. - زيادة مرونة الجسم: أنواع التمارين التي تقوم بشد الجسم، تكون مفيدة لتكوين قوام جيد فهي تجعل الجسم في حالة مرونة لتسهيل عملية الالتواء والانحناء وجميع حركات الجسم المختلفة. زيادة مرونة الجسم عن طريق الرياضة تقلل فرص الإصابات وتحسن عملية التوازن والتناسق في الجسم، إذا كنت تشعر بآلام في الرقبة أو في الجزء العلوي من الظهر، أو تشعر بالتوتر والشد العصبي، فقيامك ببعض التمارين الخفيفة لشد الجسم تجعل عضلات الجسم في حالة ارتخاء وتشعر بالراحة. - التحكم في وزن الجسم: الرياضة هي مفتاح التحكم في وزن الجسم، لأنها تساعد علي حرق السعرات الحرارية الزائدة. وبالتالي بقاء الجسم دائماً في وزن وشكل جيد. |
#2
|
||||
|
||||
![]() الصحة والمرض إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ) . أما بعد: " يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ", " يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ". أيها المسلمون والمسلمات. فهذه محاضرة بعنوان (المؤمن بين الصحة والمرض). وفيها ثمان وقفات: · الأولى: نداء للصحيح. · الثانية: كرامات الصابر على المرض. · الثالثة: طهارة المريض وصلاته وصيامه. · الرابعة: الوقاية خير من العلاج. · الخامسة: أسباب علاج الأمراض. · السادسة: فضل كتابة الوصية وحكمها . · السابعة: فضل عيادة المريض وآدابها. · الثامنة: علامات حسن الخاتمة وأنواع الشهداء. الوقفة الأولى: أيها الصحيح:- يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس, الصحة والفراغ ), لماذا كان مغبوناً؟! لأنه لم يستفد من صحته وفراغه بما يقربه إلى الله والدار الآخرة. ولذا أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم باستغلال الصحة والاستفادة منها قبل أن يأتي ضدها, فقال (اغتنم خمساً قبل خمس, ثم ذكر منها: وصحتك قبل سقمك ).. الحديث أيها الصحيح:- هذه الصحة والعافية سوف تسأل عنها يوم القيامة وفي الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ثم ذكر منها ( وعن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه ... ) الحديث, فاجعل هذه الصحة والعافية عوناً لك على طاعة الله. أيها الصحيح: إذا أردت أن تعرف قدر الصحة والعافية فأكثر من زيارة المرضى في المنازل والمستشفيات ... ولذلك قيل إن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يعرفها إلا المرضى, كم من مريض يتمنى أن يخطوا بقدميه ليصلي الفريضة مع الجماعة, ويصل أرحامه, ويزور إخوانه .. ولكنه لا يستطيع. كم من مريض انقطع عن الناس فهو لا يسمع ولا ينطق يتمنى سماع القرآن وترتيل آياته, ولكنه لا يستطيع. كم من مريض كف بصره, فهو يتمنى أن يرى مخلوقات الله وآياته, وكم من مريض يتمنى أن يأكل الطعام ويشرب الشراب ولكنه لا يستطيع, وكم من مريض لا تسكن أوجاعه, ولا يرتاح في منامه ... وغيرهم كثير. أيها الصحيح: هل نسيت هؤلاء ؟! فاتق الله في صحتك وعافيتك واشكر الله على نعمة القدمين واستخدمها في الذهاب والإياب للمساجد ولكل خير, واشكر الله على نعمة اللسان وأكثر فيه من تلاوة القرآن وتذكر قوله صلى اله عليه وسلم " ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" واشكر الله على نعمة السمع واحفظه عن سماع الأغاني والموسيقى, واشكر الله على نعمة العينين فلا تنظر بهما إلى النساء في الشاشات أو على صفحات المجلات أو في الأسواق, وتذكر وأنت ترى بأن الله يرى, وقد أمرك بغض بصرك فقال " وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ..." ثم أمر النساء بقوله " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ". أيها الصحيح: هذا هو الشكر الحقيقي لله على نعمة الجوارح مع استخدامها في طاعة الله, تذكر وأنت تجاهد نفسك على شكر الله في جوارحك كلها أن الله يحفظها عليك ويمتعك بها سنوات طويلة, ويوفقك سبحانه وتعالى لاستخدامها فيما يرضيه. وفي الحديث القدسي أن الرب تبارك وتعالى قال: " ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها, ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه " الحديث. والمعنى أي وفق الله جوارحك لفعل الخيرات ومتعك بها سنوات عديدة. يروى أن أحد الصالحين بلغ من العمر سبعين سنة وكانت جوارحه سليمة, فلما سئل عن ذلك قال: هذه جوارح حفظناها في الصغر على طاعة الله فحفظها الله علينا في الكبر. أيها الصحيح: اسأل نفسك هل شكرت الله على نعمة الجوارح شكراً حقيقياً, فاستخدمتها في طاعة الله, وكففتها عن معصيته, فالشكر الحقيقي عمل بالجوارح, كما انه إقرار بالقلب ونطق باللسان. قال تعالى " اعملوا آل داوود شكراً وقليل من عبادي الشكور " وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم يتهجد بالليل حتى تورمت قدماه فقالت له عائشة رضي الله عنها, لم تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال " أفلا أكون عبداً شكوراً ", فأوصيك أيها الصحيح أن تشكر الله على سلامة هذه الجوارح قبل أن تسلب منك بحادث أو مرض فتكون عقوبة عاجلة على عدم شكر الله. قال الله تعالى: " وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ". أيها الأصحاء: لا يخفى عليكم ونحن الآن نتمتع بالصحة والعافية إلا أن البعض منا يعاني من بعض الأمراض العضوية الخفيفة كآلام الظهر والقدمين والمفاصل أو مرض في المعدة أو الجهاز التنفسي أو صداع في الرأس أو وجع في العينين أو الأسنان , أو يعاني من بعض الأمراض النفسية كالهم والغم والحزن والقلق بسبب مشاكل الحياة داخل المنزل أو خارجه, مشاكل مع الزوجة أو الأولاد أو الوظيفة أو الكفيل أو عدم الحصول على زوجة أو وظيفة أو عليه ديون لا يستطيع سدادها أو غير ذلك إذاً لا يخلو الكثير منا من شيء من الأمراض العضوية أو النفسية. أيها الأصحاء والمرضى: لقد انتشرت الأمراض وكثرت في هذا الزمن, ظهرت الأورام والأمراض المستعصية كالسرطان (الذي يسميه البعض بالمرض الخبيث ) ولا ينبغي تسميته بالمرض الخبيث لأنه من الله, وقد نبه على ذلك بعض العلماء, وانتشر مرض الضغط والسكر والفشل الكلوي والشلل واستئصال بعض الأعضاء الصغيرة أو الكبيرة, وكثرت حوادث السيارات مما نتج عنه الإعاقات من بعض الأعضاء ولقلة الإيمان وكثرة المعاصي فقد كثرت أمراض العين وهو الحسد وأمراض السحر ومس الجان, والأمراض النفسية المتعددة مع أمراض كبر السن والشيخوخة. مما جعل المستشفيات تكثر وتعددت أنواعها, وتمتلئ بالمرضى بل لا أبالغ إذا قلت إن الكثير من البيوت لا تخلو من مريض, ونحن جميعاً معرضون للمرض بين عشية وضحاها. أيها الأصحاء والمرضى: تذكروا أن أعمارنا في هذه الدنيا قصيرة كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه فقال: (أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وقليل من يتجاوز ذلك ), ولا خير أصلاً في طول العمر إلا إذا كان على طاعة الله. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( خيركم من طال عمره وحسن عمله وشركم من طال عمره وساء عمله ), وقد استعاذ عليه الصلاة والسلام أن يرد إلى أرذل العمر. أيها الأصحاء والمرضى: تذكروا أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان, ولهذا فهي مليئة بالمصائب والأكدار والأحزان والأمراض والحوادث. قال تعالى " ولنبلوكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين". وقال " لقد خلقنا الإنسان في كبد ". اعلموا أن الجزع لا يفيد بل يضاعف المصيبة ويفوت الأجر ويعرض المصاب للإثم قال علي بن أبي طالب ( إن صبرت جرت عليك المقادير وأنت مأجور, وإن جزعت جرت عليك المقادير وأنت مأزور ). وقال بعضهم, المصيبة للصابر واحدة وللجازع اثنتان. ولهذا نوصي كل من أصيب بمصيبة في نفسه او والده أو ولده أو زوجته أن يلزم الصبر, فإنه إذا تسلى بالصبر يحصل على حلاوة الإيمان قال تعالى" ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه, والله بكل شيء عليم " يقول علقمة في تفسير هذه الآية : هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من الله فيرضى ويسلم, فيعوضه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه. ويحصل على معية الله " إن الله مع الصابرين ". ويحصل على محبة الله " والله يحب الصابرين " ويحصل على الأجر بغير حساب " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ". قال الأوزاعي على هذه الآية: " ليس يوزن لهم ولا يكال إنما يغرف لهم غرفاً " ويحصل أيضاً على ثناء الله له ورحمته وهدايته للصابر كما قال سبحانه وتعالى " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون, أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ". قال بعض السلف:- وقد عزى على مصيبة نالته, مالي لا أصبر وقد وعدني الله على الصبر ثلاث خصال كل خصلة منها خير من الدنيا وما عليها, يعني الخصال المذكورة في هذه الآية , وهي صلاة الله ورحمته وهدايته للصابرين. ولقد مدح الله نبيه أيوب عليه السلام بقوله " إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب ". ويروى أنه لما أصيب عروة بين الزبير بالآكلة في رجله وفي نفس اليوم سقط أحد أبنائه فمات .. فقال عليه رحمة الله: اللهم كان لي بنون سبعة فأخذت واحداً وأبقيت ستة وكان لي أطراف أربعة فأخذت طرفاً وأبقيت ثلاثة, ولئن ابتليت فقد عافيت ولئن أخذت لقد أبقيت ثم نظر إلى رجله في الطست بعدما قطعت فقال: إن الله يعلم أني ما مشيت بك إلى معصية قط وأنا أعلم. ويروى أن الفضيل بن عياض (رحمه الله) كانت له بنت صغيرة فمرض كفها فسألها يوماً: يا بنية كيف حال كفك فقالت يا أبت بخير, والله لئن كان الله تعالى ابتلى مني قليلاً فلقد عافى الله مني كثيراّ, ابتلى كفي وعافى سائر بدني فله الحمد على ذلك. وعلى المصاب بنفسه أو قريبه أن يردد دائماً قوله عز وجل " إنا لله وإنا إليه راجعون ", ويلزم الصبر حتى يحصل على الثمرات السابقة. ثم ليقل الحمد لله عند وفاة الولد حتى يبنى له بيتا في الجنة ويسمى بيت الحمد, . ثم ليقل كما قالت أم سلمة عند وفاة زوجها (اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها ). قالت فما انتهت عدتي إلا وقد آجرني الله في مصيبتي وأخلف الله لي خيراً من أبي سلمة), حيث تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ،كل ذلك بسبب الصبر والاستسلام لله والرضاء بقضاءه وقدره, والتزام أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم عند المصائب. وكل الأمور إلى القضاء تنسا به ما قد مضى ولربما ضاق الفضاء لك في عواقبه رضا فلا تكن متعرضاً كن عن همومك معرضاً وأبشر بخير عاجل فلربما اتسع المضيق ولرب أمر متعبٍ الله يفعل ما يشاء الوقفة الثانية: كرامات الصابر على المرض. (1) أقل الأمراض (الهم , والغم , والحزن ) وهي أمراض نفسية أو شوكة يشاكها المسلم أو ارتفاع في درجة الحرارة فهي: تكفيراً للسيئات ورفعاً للدرجات وزيادة في الحسنات وسبب خير له كما ورد في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ) رواه البخاري. وقوله عليه الصلاة والسلام ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له , وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له, وليس ذلك إلا للمؤمن )وقوله عليه الصلاة والسلام : ( من يرد الله به خيراً يصب منه ) رواه البخاري. وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وماله وولده حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة) رواه الترمذي. .وعلى سبيل المثال فإن من الأمراض التي فيها منافع دينية وصحية: ارتفاع الحرارة وهي ما تسمى بالملاريا أو بالحمى وخاصة للكبار لأن الأطفال لا يتحملون ارتفاع الحرارة أبداً فقد يصاب الطفل بالإعاقة أو التخلف العقلي, ( دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم السائب فقال: مالك يا أم السائب تزفزفين ؟ فقالت: الحمى لا بارك الله فيها, فقال: لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد)رواه مسلم. وقال أبن أبي الدنيا كانوا يرجون في حمى ليلة كفارة ما مضى من الذنوب, وعند الإمام أحمد بسند صحيح عن ابن عمرو ( حمى يوم كفارة سنة ) وفي الأدب المفرد للبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال ( ما من مرض يصيبني أحب إلي من الحمى ) والسبب والله أعلم أن الحمى تدخل في كل الأعضاء والمفاصل. ومن فوائد الحمى: الصحية: ما ذكره الشيخ عبد الرحمن اليحيى في مطويته – فوائد المرض – فقال: الحمى وهي المعروفة بالملاريا, ففيها منافع للأبدان لا يعلمها إلا الله حيث إنها تذيب بعض الفضلات وتتسبب في إنضاج بعض المواد الفاسدة وإخراجها من البدن, ولا يمكن أن يصل إليها دواء غيرها يقول بعض الفضلاء من الأطباء: إن كثيراً من الأمراض التي نستبشر فيها الحمى, كما يستبشر المريض بالعافية فتكون الحمى فيه أنفع من شرب الدواء الكثير, فمن الأمراض التي تتسبب الحمى في علاجها مرض الرمد والفالج واللقوة وهو داء يعوج منه الشدق – وزيادة على الصحة فهي من أفضل الأمراض في تكفير الذنوب. (2) من فوائد المرض: تخويف الله للعبد حتى يرجع إليه ويستقيم على دينه قال تعالى: " وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ". فما ابتلاه الله إلا ليخوفه لعله أن يرجع إلى ربه. أخرج الإمام أبو داوود في سننه (رحمه الله) عن عامر مرفوعاً إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن المؤمن إذا أصابه سقم ثم عافاه منه كان كفارةً لما مضى من ذنوبه وموعظة له فيما يستقبل, وإن المنافق إذا مرض ثم أعفي كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلم يدر لم عقلوه ولم أرسلوه). وهذا مشاهد ومعروف عند بعض الناس إذا ابتلاه الله بحادث أو مرض ثم لزم الفراش, كان هذا المرض سبباً في استقامته ورجوعه إلى الله والتزامه بأوامر الله وتركه لمحارم الله فكان هذا المرض خيراً له وسبباً في صلاح دينه الذي هو رأس ماله وسوف يدخل معه عمله في قبره ويقف به يوم القيامة ويلاقي به ربه, وقد ورد في الحديث القدسي أن الرب تبارك وتعالى قال " وإن من عبادي من لا يصلح له إلى المرض ولو عافيته لأفسدت عليه دينه " أو كما ورد. ( 3 ) من فوائد المرض, محبة الله للمريض: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) ولذلك انظر كيف ابتلى الله الأنبياء بالأمراض والمصائب, فيونس عليه السلام في بطن الحوت وأيوب عليه السلام تمزق لحمه من الدود وإبراهيم عليه السلام في النار ... فهؤلاء الأنبياء ابتلاهم الله عز وجل لأنه يحبهم ولقوة إيمانهم, وقد ورد في الحديث أن سعد ابن أبي وقاص سأله أي الناس أشد بلاءً؟ فقال صلى الله عليه وسلم (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالامثل, يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلباً اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه, وما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة ) رواه الترمذي. (4) من فوائد المرض استمرار عمله الصالح الذي كان يحرص عليه أيام صحته: يكتب له الأجر كاملاً, فقد بشر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي موسى الأشعري ( إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً)رواه البخاري. (5) من فوائد المرض: قرب الله من المريض: ففي الحديث القدسي يقول الله:" ابن آدم عبدي فلان مرض فلم تعده, أما لو عدته لوجدتني عنده " رواه مسلم. (6) من الفوائد زيادة الثواب يوم القيامة: فعن جابر رضي الله عنهما قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم قرضت في الدنيا بالمقارض ) رواه الترمذي. (7) من الفوائد أن هذا المرض سبب في دخول الجنة ( بإذن الله ) فعن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنه قال لأحد أصحابه ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قال بلى: قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي , قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت لك الله أن يعافيك, فقالت إني أصبر, فقالت إني أتكشف, فادع الله أن لا أتكشف, فدعا لها)رواه البخاري. بل قد يكون هذا المرض سبباً في الحصول على المرتبة العالية في الجنة وفي الحديث (إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ثم صبره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى ) رواه أبو داوود وصححه الألباني, ولهذا قال بعضهم التهنئة بأجل الثواب أولى من التعزية بعاجل المصيبة. قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت وقد يبتلي الله بعض القوم بالنعم ولا شك أن كل هذه المصائب والأمراض والحوادث والفقر سوف ينساها المؤمن من أول غمسة في الجنة فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ في النار صبغة ثم يقال له : ياابن آدم هل رأيت خيراً قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول لا ، والله يارب . ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال ياابن هل رأيت بؤساً قط ؟ هل مر بك من شدة قط ؟ فيقول : لا يارب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط ) رواه مسلم. فهذا الكافر أو المنافق نسي لذات الدنيا كلها ونعيمها وترفها بغمسة واحدة في النار, وهذا المؤمن نسي أمراض الدنيا وبؤسها وفقرها كلها بغمسة واحدة في الجنة. يا صاحب الهم أن الهم منفرج أبشر بخير فإن الفـــــارج الله اليأس يقطـع أحيانً بصاحــبه لا تيـأسن فإن الكـــــــافي الله الله يحدث بعد العسـر ميـسرة لا تجزعن فإن الصـانــــع الله إذا بليت فثق بالله وارض بـه إن الذي يكشف البلوى هو الله والله مالك غير الله من أحـــــدٍ فحـسبك الله في كـــــل لك الله الوقفة الثالثة: طهارة المريض وصلاته وصيامه: أولاً: الطهارة: يجب على المريض أن يتطهر بالماء من الحدث الأصغر (فيتوضأ) ويغتسل من الحدث الأكبر ( يعني الجنابة أو الحيض والنفاس للمرأة) فإن لم يستطع ذلك لعدم وجود الماء عنده – أو عجز عن استعمال الماء –أو خاف من زيادة المرض أو تأخر برئه من استعمال الماء فإنه يتيمم. * وصفته: أن يضرب بيديه على تراب طاهر له غبار ضربة واحدة ثم يمسح وجهه بباطن أصابعه وكفيه براحتيه. فإن كان لا يستطيع التيمم يممه غيره, فإن لم يجد أحداً صلى حسب حالته, قال تعالى :"فاتقوا الله ما استطعتم ", وقال " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ". فإن كان في بدنه أو ثوبه أو فراشه نجاسة ولا يستطيع إزالتها أو التطهر منها, جاز له الصلاة على حالته التي هو عليها ولا إعادة عليه. ومن كان به سلس بول أو خروج الريح والدم والقيح فإنه يتوضأ أو يتمم لكل صلاة على حسب حالته الصحية, وما يخرج أثناء الصلاة من البول أو الريح أو القيح أو الدم فإنه لا يؤثر على صلاته ولا يعيدها. * وبعض المرضى (هداهم الله وشفاهم) يستطيع أن يتوضأ ولا يضره استعمال الماء ثم يتكاسل عن الوضوء ويتيمم وربما أن بعضهم صلى بدون تيمم وهو يستطيع ، وهذا لا يجوز ، وقد تكون صلاته غير صحيحة ومردودة عليه . ثانياً: الصلاة: على المريض أن يحرص على الصلاة أيام مرضه أكثر من أيام صحته وعليه أن يصلي حسب قدرته واستطاعته كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ( صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنبك ) رواه البخاري وغيره , زاد النسائي (فإن لم تستطع فمستلقياً لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ). · وعليه أن يصلي كل صلاة في وقتها فإن شق عليه ذلك فله الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء سواءً جمع تقديم أو جمع تأخير حسبما تيسر له. · وعلى المريض أن يحرص على استقبال القبلة بوجهه إن أمكن ذلك فإن عجز فيصلي على أي جهة كانت. · وإذا نام المريض عن صلاة أو نسيها وجب عليه أن يصليها متى استيقظ أو ذكرها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ). · ولا يجوز للمريض أن يؤخر الصلاة حتى يخرج وقتها, فإن تركها حتى يخرج وقتها وهو عاقل مكلف يقوى على أدائها ولو إيماءً فهو آثم, وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى كفره بذلك. · ونسمع عن بعض المرضى (هداهم الله وشفاهم) انه ربما ترك الصلاة بالكلية ويحتج بان في بدنه أو ثوبه نجاسة ولا يستطيع إزالتها أو أنه على غير القبلة, وربما ظن بعض المرضى بان الصلاة تسقط عنه حتى يشفيه الله, والمعلوم عند العامة والخاصة أن الصلاة لا تسقط عن المسلم والمسلمة ما دام عقله موجوداً. ثالثاً: الصيام:- للمريض مع الصوم ثلاث حالات: § الحالة الأولى: أن لا يشق عليه الصوم ولا يضره فيجب عليه الصوم. § الحالة الثانية: أن يشق عليه الصوم فيكره له الصوم وعليه القضاء إذا شفاه الله. § الحالة الثالثة: أن يضره الصوم فيحرم عليه أن يصوم وعليه القضاء إذا شفاه الله. فإن كان مرضه لا يرجى برؤه فإنه يطعم عن كل يوم مسكيناً بعدد الأيام التي أفطرها أولا يستطيع صيامها ولا قضاءها. الوقفة الرابعة: الوقاية خير من العلاج. هذه حكمة معروفة ومعناها واضح بأن العاقل ينبغي له أن يقي نفسه ويتحصن من الأمراض والحوادث قبل وقوعها ... فهذا خيرله من إهمال نفسه أو تعريضها للأمراض والحوادث ثم ينشغل بعد ذلك بالبحث عن العلاج أشهراً أو سنوات. فعلينا جميعاً أن نأخذ بهذه الحكمة العظيمة " الوقاية خير من العلاج " وأن نحصن أنفسنا من الأمراض والحوادث قبل وقوعها بإتباع الأمور الآتية: *- أولاً: المحافظة على أذكار الصباح والمساء: فهي حصن حصين للمسلم والله عز وجل يحفظ عباده بهذه الأذكار ويدفع عنهم المصائب والمحن والأمراض والحوادث, وهذا مشاهد ومعروف. ومن هذه الأذكار قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين ففي حديث عبد الله بن خبيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ثلاث مرات (قل) فقال يا رسول الله ما أقول: قال قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء. وكذلك قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه … " والتي بعدها فعن ابن مسعود أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ![]() و قول بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم .. فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح, ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي ). وقول أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات في الصباح والمساء وقول حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال حين يصبح وحين يمسي, حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله عز وجل همه من الدنيا والآخرة ). وقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة في الصباح, فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن من قالها مائة مرة كان كمن أعتق عشرة أنفس من ولد إسماعيل وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة ولم يأت أحد بأفضل منه إلا رجل قال مثله أو زاد عليه, وكانت له حرزاً من الشيطان في يومه ذلك حتى يمسي ). *- ثانياً: من التحصن من الأمراض قبل وقوعها التصبح بسبع تمرات.. فعن سعد بن أبي وقاص قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ![]() قال ابن باز عليه رحمة الله إنما يكفيه أن يتصبح بأي نوع من التمر ولا يلزم تمر العجواء. ثالثا : التحصن من الأمراض قبل وقوعها: التوسط أو التقليل من الطعام والشراب, فإن في ذلك الصحة والنشاط وقوة الجسم والفهم, يقول علي بن الحسين: قد جمع الله الطب كله في نصف آية.. قوله عز وجل "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا .." وجمع رسوله صلى الله عليه وسلم الطب في ألفاظ يسيرة... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ![]() قال بعض الحكماء: أكبر الدواء تقدير الغذاء, وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بياناً شافياً يغني عن كلام الأطباء فقال: ( ما ملأ آدمي وعاءً شر من بطن بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه, فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ). أخرجه الترمذي من حديث المقدام بن معدي كرب, ويروى في الأثر عن عمر ( نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع ). فمن أراد صحة البدن فعليه أن يأخذ بتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم في التوسط والتقليل من الطعام والشراب وعليه أيضاً أن يعود نفسه على صيام أيام من الإسبوع كالاثنين والخميس أو صيام ثلاثة أيام من كل شهر, فالصيام فيه أجور عظيمة,ومع ذلك فهو يعطي المعدة راحة وتخلصاً من بعض الفضلات والترسبات , وقد قيل (صوموا تصحوا ) وهي حكمة وليست بحديث فأوصيك بالتقليل من الطعام والشراب وافطم نفسك عن بعض الوجبات وأبدلها بشيء من الفاكهة إن كنت تبحث عن الصحة والنشاط, وستجد ذلك واضحاً. بعض الناس لا يملك نفسه عند الطعام والشراب, ويأكل كثيراً, ولا يقوم من المائدة إلا وقد ملأ جميع الأثلاث ولا يبالي بإدخال الطعام على الطعام, يفعل هذا يريد الصحة والقوة, فيصاب بالتخمة أو تجلط بعض الشرايين أو يصاب بالضغط أو السكر إذا كان يكثر من السكريات والأملاح والدهنيات أو يصاب بضيق التنفس لأن المعدة إذا امتلأت بالطعام والشراب فإنها تضغط على القفص الصدري فلا تأخذ الرئتين راحتهما بالزفير والشهيق, ويصاب كذلك بكثرة الإفرازات من الأنف والفم والقبل والدبر وكثرة العرق من سائر الجسم, ويصاب بالكسل والخمول والعجز وكثرة النوم حتى تفوته الكثير من مصالح دينه ودنياه. عن ابن عمر (رضي الله عنهما) أنه كان لا يأكل حتى يؤتى بمسكين يأكل معه, فأتى يوماً برجل يأكل معه, فأكل كثيراً, فقال لخادمه, لا تدخل هذا علي, سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ![]() *- رابعاً : من التحصن من الأمراض والمصائب والحوادث قبل وقوعها: فعل أسباب السلامة من تفقد السيارة وعدم تجاوز السرعة المحددة داخل البلد وخارجه حتى لا نعرض أنفسنا ومن معنا للحوادث والإصابات و الإعاقات أو الموت والله عز وجل يقول " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " وقال " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً", فأوصى كل قائد سيارة أن يتقي الله في نفسه ومن معه ولا يسرع السرعة الزائدة فإنها من أكثر أسباب الحوادث...., وقد يكون السائق مستعجلاً فيزيد من السرعة ويحصل له حادث فيتأخر عن حاجته ساعات أو أشهر وربما سنوات. ولا يخفى على السائقين قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه ), وجاء في الحكمة: في التأني السلامة وفي العجلة الندامة. خامساً : من التحصن من الأمراض والحوادث قبل وقوعها, البعد عن معصية الله, وعدم الإصرار على المعصية إن وقع فيها لأن الله عز وجل قد يعجل له العقوبة في الدنيا قبل الآخرة, قال سبحانه وتعالى:" وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير". وفي حديث ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ![]() أيها الأصحاء و المرضى: هناك بعض المعاصي والمحرمات تؤدي بصاحبها إلى الأمراض وربما الموت ..على ما فيها من الأوزار: فمثلاً: شارب الدخان ومتعاطي المسكرات والمخدرات ... كم من شخص تساهل بهذه المحرمات حتى اعتادها وأدمن عليها, وبعد سنوات ظهرت عليه آثار المرض من الكحة المزمنة أو ضيق التنفس أو خراب الرئة أو تسوس الأسنان وتساقطها, أو تأثر عقله بالخبل والجنون... ثم بدأ يعالج نفسه من هذه الأمراض , وقد لا ينفع العلاج إذا استفحل المرض, ومن زار المستشفيات النفسية وعيادات مكافحة التدخين والتأهيل النفسي والعيادات الصدرية والعقلية فإنه يرثى لحالهم ويسأل الله لهم الشفاء والعافية , وربما مات بسبب هذه السموم فيكون قد قتل نفسه قتلا بطيئاً وقد يعرض نفسه لعقوبة الله, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً أبداً, ومن تحسى سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً, ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه (يطعنها) في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً " رواه البخاري § فأوصي كل من ابتلي بشيء من هذه المحرمات والقاذورات أن يتركها لله أولاً وثانياً لصحته ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه, ومن تاب تاب الله عليه وأبدل جميع سيئاته حسنات. § وأوصي كل من عافاه الله من هذه المحرمات أن يتذكر بأن الوقاية خير من العلاج, , ويحمد الله على العافية الوقفة الخامسة: أسباب علاج الأمراض: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( تداوو عباد الله ولا تتداوو بحرام ). وعن أبي هريرة رض الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ![]() أيها الأصحاء و المرضى: سوف أذكر ثمانية من أسباب الشفاء والعافية وهي أسباب نافعة لعلاج المرض. 00الأول: التداوي بالتوكل على الله: ومعرفة الله عز وجل بأنه هو الشافي وهو المعافي مع حسن الظن بالله وإن ترك التداوي لقوة إيمانه وتوكله على الله بأنه هو النافع وهو الضار وهو على كل شيء قدير فلا ينكر عليه , ولا يجبر على العلاج, فنبي الله إبراهيم عليه السلام قال (وإذا مرضت فهو يشفين ), وأيوب عليه السلام قال (رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) , وأبو بكر لما نزل به المرض قيل له هلا ذهبت إلى الطبيب, فقال رضي الله عنه, ( الطبيب قد رآني ) قالواً ماذا قال لك, قال (إني فعال لما أريد ) فعلينا أن نوصي أنفسنا ومرضانا بالتوكل على الله وتعليق القلب بالله حتى نحصل على الصحة والعافية والأجر في الدنيا والآخرة. *- الثاني:التداوي بالإلحاح على الله بالدعاء: كثرة الدعاء والإلحاح على الله فيه, عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الله يحب الملحين في الدعاء" , وعن ثوبان أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (لا يرد القدر إلا الدعاء) وقال (لا يغني حذر من قدر, والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل, وإن الدعاء ليلقى البلاء فيعتالجان إلى يوم القيامة) أي يتصارعان ويتدافعان. يقول عز وجل " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ", قال البغوي رحمه الله في تفسير الآية : المضطر المكروب المجهود, وقال القرطبي رحمه الله: ضمن الله تعالى إجابة المضطر إذا دعاه وأخبر بذلك عن نفسه. وقال الزمخشري: المضطر الذي أحوجه مرض أو فقر أو نازلة من نوازل الدهر إلى اللجأ والتضرع إلى الله. فأوصي كل مضطر بملازمة الدعاء وأن يدعو باسم الله الأعظم كما قال عليه الصلاة والسلام ( أليذوا بياذ الجلال والإكرام ) وكان عليه الصلاة والسلام إذا حز به أمر قال ![]() وإني لأدعو الله والأمــر ضيق علي فما ينفك أن يتفرجــــــــــا ورب فتى ضاقت عليه وجوهه أصاب له في دعوة الله مخرجاً 00 الثالث: التداوي بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة: قال الله تعالى " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ", وقال عز وجل " قل هو للذين آمنوا هدى وشفاءً", والقرآن كله فيه شفاء ورحمة ( فعلى المريض أن يرقي نفسه – أو يرقيه غيره ) – وعلى سبيل المثال – سورة الفاتحة- أعظم سورة في القرآن بل هي أم القرآن والسبع المثاني والقرآن العظيم, والصغار والكبار يحفظون هذه السورة العظيمة.وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن قراءة الفاتحة سبع مرات على المريض أنها رقية, كما في حديث اللديغ. وكذلك أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي " الله لا إله إلا هو الحي القيوم .." وسورة الإخلاص والمعوذتين – وغيرها من السور والآيات. ورقية جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( يا محمد اشتكيت؟ قال نعم, قال: بسم الله أرقيك. من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد, الله يشفيك بسم الله أرقيك ). وعن عائشة رضي الله عنها وعن الصحابيات أجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعود بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول (اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً ) متفق عليه. وعن عثمان ابن العاص رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً في جسده فقال صلى الله عليه وسلم ![]() وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ![]() *- الرابع:التداوي بقيام الليل والتهجد: فقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل فقام ( عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ومقربة لكم إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم ومطردة للداء عن الجسد ) رواه الإمام مسلم. والشاهد قوله (ومطردة للداء وهو المرض عن الجسد, وإذا كان المريض لا يستطيع أن يصلي التهجد قائماً فعليه أن يتهجد قاعداً أو مضجعاً والأجر يكتب له كاملاً. *- الخامس: التداوي بالصدقة: فعن أبي أمامه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ![]() وسمعت الشيخ محمد بن صالح السحيباني قاضي محكمة البدائع بالقصيم يقول باختصار أن رجلاً من أهل القصيم أصيب بالسرطان فتصدق على أم أيتام فبدأت تدعو له فشفاه الله من هذا المرض, والله جل وعلا لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء " إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون " *- السادس:التداوي بالعسل والحبة السوداء وماء زمزم : فقد اخبر الله عز وجل عن العسل فقال " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس " , عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي يشتكي بطنه ( فقال: أسقه عسلاً, ثم أتاه الثانية فقال : أسقه عسلاً, ثم أتاه الثالثة فقال: أسقه عسلاً, ثم أتاه فقال: فعلت , فقال: صدق الله وكذب بطن أخيك, أسقه عسلاً , فسقاه فبرأ ) رواه البخاري, وكذلك الحبة السوداء أو حبة البركة. عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام, قلت وما السام؟ قال: الموت) رواه البخاري. وقال عن ماء زمزم ( طعام طعم وشفاء سقم ), وقال ( ماء زمزم لما شرب له ). * السابع : التداوي بالكي والحجامة : فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال (ورفعه) الشفاء في ثلاثة: ( شربة عسل , وشرطة محجم وكية نار, وأنهى أمتي عن الكي ) رواه البخاري ويقول أنس كويت من ذات الجنب ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي وشهدني أبو طلحة وأنس ابن النضر وزيد بن ثابت وأبو طلحة كواني ) رواه البخاري. * الثامن:التداوي بالعقاقير الطبية الحديثة كالذهاب إلى الأطباء في المستوصفات والمستشفيات المعروفة. * التاسع التداوي عند السحرة والكهان ( وهو محرم ) بحجة الاضطرار, وبحجة أن الضرورات تبيح المحظورات, أو قيل له مالك علاج إلا عند الساحر فلان أو الكاهن فلان. سئل الوالد عبد العزيز بن باز رحمه الله عن حكم العلاج عند المشعوذين فقيل له: هناك فئة من الناس يعالجون بالطب الشعبي على حسب كلامهم, وحينما أتيت إلى أحدهم قال لي: اكتب اسمك واسم والدتك ثم راجعنا غداً, وحينما يراجعهم الشخص يقولون له: إنك مصاب بكذا وكذا, وعلاجك كذا وكذا, ويقول أحدهم إنه يستعمل كلام الله في العلاج, فما رأيكم في مثل هؤلاء, وما حكم الذهاب إليهم؟ الجواب: من كان يعمل هذا الأمر في علاجه فهو دليل على انه يستخدم الجن, ويدعي علم المغيبات, فلا يجوز العلاج عنده كما لا يجوز المجيء إليه وسؤاله, لقول النبي صلى الله عليه وسلم, في هذا الجنس من الناس ![]() وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث النهي عن إتيان الكهان والعرافين والسحرة, والنهي عن سؤالهم وتصديقهم, وقال صلى الله عليه وسلم ![]() فعلى المريض وأهل المريض أن لا يبيعوا دينهم بدنياهم بالذهاب إلى السحرة والكهان, وعليهم أن يكتفوا بالتداوي في الحلال فقط كما أرشد إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ![]() والمؤمن بالله يمتثل أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى:" وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصى الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً". الوقفة السادسة: فضل كتابة الوصية وحكمها. لا شك أن في كتابة الوصية فوائد كثيرة منها:- 1- إتباع السنة وغفران الذنوب, فعن جابر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ![]() 2- ومن فوائدها إزالة النزاع والخصومة وربما القطيعة بين الورثة, فإن بعض المشاكل تنشأ بين الورثة بسبب عدم وجود الوصية. 3- السلامة من كلام الناس ومن عذاب القبر, فعن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفاً (ترك الوصية عار في الدنيا ونار وشنار في الآخرة ) رواه الطبراني. ومعنى عار في الدنيا: بالكلام عليه بعدم كتابة الوصية, ونار وشنار لأنه محبوس في دينه وقد يعذب بسببه في قبره . وأما عن حكم الوصية فينقسم إلى قسمين: § الأول: سنة: لمن كان سالماً من حقوق الناس, فيستحب له أن يوصي أهله وأولاده بتقوى الله في السر والعلانية وبالمحافظة على الصلاة وبالدعاء له بعد الممات, ويوصي بربع ماله أو ثلثه والثلث كثير يكون صدقة له بعد وفاته, تجري له في الأعمال الصالحة كبناء المساجد وخدمتها, وطبع كتب العلم وأشرطته والحج والجهاد والدعوة إلى الله أو يجعل له وقفاً لأحد الجمعيات الخيرية أو يصرف ريعه صدقة على المحتاجين من الأقارب أو غيرهم. وعلى الموصي أن يحذر من الجور في الوصية بان ينقص حق الورثة أو يقصد حرمانهم, أو يوصي لبعضهم دون بعض فإن هذا من كبائر الذنوب, فعن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ![]() § الثاني: واجبة: لمن كان له أو عليه حق للناس, حتى لا يضيع حق الناس عنده ولا يضيع حق الورثة عند الناس, فعليه أن يحصي جميع ما له وما عليه من الأموال والعقار, فلعل الله عز وجل أن يوفق ورثته لقضاء دينه بعد مماته, فقد يعذب في قبره بسبب ديونه, فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ![]() ولعظم الدين يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ![]() وبعض الأصحاء والمرضى والشباب وكبار السن: لا يريد كتابة الوصية ولا يرغب أن يذكره أحد بها ... لماذا؟! لأن البعض من هؤلاء يتشائم من الوصية ويعتقد بأنها تذكره بالموت وتقربه من الأجل وربما أن البعض منهم ذكر أحد أقاربه بالوصية فرد عليه قائلاً ![]() والعاقل يعلم أن الوصية أمر الله بها في كتابه بل أطول آية في كتاب الله هو آية الدين والمداينة ولا شك بان امتثال أمر الله عز وجل وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيه منافع كثيرة, ولعل الله أن يطول بأعمارنا ويمد بآجالنا إذا امتثلنا أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم. الوقفة السابعة: فضل عيادة المريض – وآدابها. لا شك أن عيادة المريض واجبة إذا كان من الأقارب والأرحام والجيران وهي حق من حقوق المريض, يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ![]() أما عن آداب زيارة المريض فهي كثيرة, اذكر منها: *- أولاً: الدعاء له بالشفاء والعافية كما جاء في الحديث ( لا بأس طهور إن شاء الله ), وتذكيره بان دعاؤه مستجاب فيدعو لنفسه ولعامة المسلمين. *- ثانياً: تسلية المريض والتخفيف عنه, وإدخال السرور عليه, والتنفيس له بالأجل وأن ما يعانيه من الآلام وما يقاسيه من المرض لا خطر منها, وأن الشفاء من الله قريب, لحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( إذا دخلتم على لمريض فنفسوا له في الأجل فإنه لا يرد من قضاء الله شيئاً وإنه يطيب نفس المريض) وتذكيره بمصائب الآخرين حتى تهون عليه مصيبته, مع تحسين ظنه بالله وقوة التوكل عليه. *- ثالثاً: الحرص على نفع المريض وذلك برقيته وإهداء بعض الكتيبات والأشرطة التي تتحدث عن كيفية طهارة المريض وصلاته وفضل الصبر على المرض وما حصل للأنبياء والصالحين على المصائب والابتلاء ومساعدته في كتابة الوصية, وتشجيعه على أسهل العبادات عملاً وأعظمها أجراً ( ذكر الله ) فهو خفيف على اللسان ثقيل في الميزان حبيب إلى الرحمن وخاصة بالإكثار من كلمة التوحيد لا إله إلا الله..... فلعله إذا أكثر منها أن يختم الله حياته بها وفي الحديث من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة, فكل هذه الأعمال ينتفع بها المريض, ولك مثل أجره, وفي الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ![]() *- رابعاً: تحذيره ونصيحته مما ابتلي به من المعاصي, فقد يكون تاركاً أو متهاوناً بالصلاة أو مغرماً بسماع الأغاني والموسيقى أو متعاطياً لشرب الدخان, فتقول له: هذه المعاصي لا تليق بالصحيح المعافي, فكيف بالمريض الذي لزم الفراش, فالمريض أحوج ما يكون إلى استجلاب رحمة الله وعافيته, ورحمة الله لا تنال بمعصيته, وذكره بأن الله أمرنا جميعاً بالتوبة " وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " وهو " يحب التوابين) ويفرح بتوبة عبده ويقبلها بل ويبدل جميع سيئاته حسنات كما بشرنا سبحانه وتعالى بذلك في آخر سورة الفرقان فقال " إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ". *- خامساً: إذا أكرمك الله بزيارة قريبك أو صديقك في المستشفى فلا تبخل على نفسك بزيارة بقية المرضى في نفس الغرفة أو الغرف الأخرى, فالمريض المجاور يستشرف لزيارتك ويفرح بها, وربما أهله بعيدون عنه أو خارج البلاد, فاحرص على زيارته مهما كانت جنسيته أو قبيلته حتى تحقق فيه أخوة المؤمنين " إنما المؤمنون أخوة" , وتعوضه عن تقصير أهله في الزيارة, ولك بهذه الزيارة الأجور العظيمة. الوقفة الثامنة: علامات حسن الخاتمة – وأنواع الشهداء: أذكر هذه العلامات حتى نفرح بها, ونسلي أنفسنا بها وتخفف أحزاننا في أقاربنا وأصدقائنا, فمن هذه العلامات المبشرة بحسن الخاتمة:- - الأولى: نطقه بالشهادة قبل الوفاة و ربما ثقل لسانه فلا يستطيع الكلام ولكنه يحرك إصبعه الشاهد بكلمة التوحيد لا إله إلا الله, فهذه بشرى له يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ). رواه أبو داوود والحاكم. *- الثانية: أن يموت بعرق الجبين أو برشح الجبين, فعن بريدة بن الحصيب (رضي الله عنه) قال قال رسول صلى الله عليه وسلم (المؤمن يموت بعرق الجبين ). رواه الترمذي والنسائي. *- الثالثة: أن يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة, وهو مشهود له بالخير والصلاة, فعن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما ) قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم ( ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر). رواه أحمد والترمذي . *- الرابعة: أن يموت على عمل صالح, كأن يموت ساجداً أو صائماً أو ملبياً, أو غيرها من الأعمال الصالحة, فإن من مات على شيء بعث عليه, لقول النبي صلى الله عليه وسلم في المحرم بالحج الذي وقصته ناقته فمات ![]() وروى حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ، ومن صام يوماً ابتغاء وجه الله ختم له به دخل الجنة ، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ) رواه أحمد *- الخامسة: ثناء الناس على الميت وشهادتهم له بالخير, فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مر بجنازة فقال: مستريح ومستراح منه, قالوا يا رسول الله: ما المستريح وما المستراح منه؟ فقال ![]() وكذلك لما مر بجنازتين فأثنى الصحابة على الجنازة الأولى خيراً فقال عليه الصلاة والسلام ![]() * وأما عن أنواع الشهداء وهي من علامات حسن الخاتمة:- *- السادسة: أن يموت صابراً محتسباً بأحد الأمراض الوبائية, وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم ) إلى بعضها .... ومنها:- أ - الطاعون: روى أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ![]() ب - السل: روى راشد بن حبيش (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( قتل المسلم شهادة, والطاعون شهادة, والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة , والسل شهادة ) رواه أحمد. والسل معناه التدرن, وهو مرض يصيب الرئة يؤول إلى ذات الجنب, ويصيب الإنسان في أماكن عدة أكثرها إصابة هو الصدر خاصة, وقد يصيب البطن والأمعاء والدماغ والجهاز البولي والتناسلي, وقيل إن السل هو زكام أو سعال طويل مع حمى هادية, وقيل غير ذلك (انظر الترغيب والترهيب للمنذري). ج- ذات الجنب:روى جابر بن عتيك (رضي الله عنه) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( وصاحب ذات الجنب شهيد ). د- داء البطن: روى أبو هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ![]() وأمراض البطن كثيرة, اذكر منها خمسة على وجه العموم:- 1-أمراض الجهاز الهضمي (المعدة – الأمعاء - الكبد – المرارة – البنكرياس ). 2- أمراض الجهاز البولي ( الكليتين – الحالبين – المثانة ). 3-أمراض الطحال ( كريات الدم ). 4-أمراض الجهاز التناسلي عند الذكور (البروستات). 5-أمراض الجهاز التناسلي عند الإناث ( الرحم – المبيضين ) *- السابعة: الحرق والغرق والهدم : - يقول جابر بن عتيك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله : المطعون شهيد (يعني الطاعون ), والغرق شهيد, وصاحب ذات الجنب شهيد, والمبطون شهيد, والحرق شهيد, والذي يموت تحت الهدم شهيد, والمرأة تموت بجمع شهيدة ) رواه مالك وأهل السنن. *- الثامنة: المقتول دفاعاً عن ماله أو نفسه أو دينه أو أهله, فهؤلاء كلهم ترجى لهم الشهادة (بإذن الله تعالى): فعن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ![]() *- التاسعة : المجاهد في سبيل الله أفضل الشهداء وأعظم الشهادة منزلة عند الله , المقتول في سبيل الله لإعلاء كلمة الله صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر – أو مرابطاً في سبيل الله أو غازياً في سبيل الله. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ![]() ويمكن (ولله الحمد) الحصول على هذه الشهادة بتمنيها وسؤالها الله بصدق, وفي الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ![]() اللهم اجعلنا جميعاً ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر, اللهم إنا نسألك اليقين والعفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة, اللهم أحينا حياة السعداء وأكرمنا بالدعوة إليك وبوفاة الشهداء ... اللهم اشفنا واشف مرضانا ومرضى المسلمين, واجعل ما أصابهم تكفيراً لسيئاتهم ورفعاً لدرجاتهم وعلامة على أنك تحبهم, واجمع لنا ولهم بين الأجر والعافية. الخاتمة الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات, والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً اللهم لك كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك, اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن أكون قد وفقت لنصح إخواني المسلمين والمسلمات, الأصحاء والمرضى, وأن ينفع الجميع بهذه الكلمات, وأن تكون عوناً لنا ولهم على طاعة الله. وأرجوا المعذرة من وجود التقصير والخطأ, فطبيعة ابن آدم أنه يخطئ كما أرجوا من الأخوة والأخوات أن يهدوا هذه المذكرة للصحيح والمريض وأن يهدون لنا ملاحظاتهم وآرائهم فالمسلم مرآة أخيه, وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |
#3
|
||||
|
||||
![]() الصحة النفسية للطفل وأساليب التربية ![]() إن تكوين شخصية الفرد ناتج بدرجة كبيرة من عمليات التعلم التي مر بها خلال تفاعله مع البيئة خاصة فى فترات الطفولة والشباب حيث تزداد القابلية للتعلم أثناء مراحل النمو الأولى فأنت مسئول بالدرجة الأولى عن شخصية ابنك أو ابنتك .. فأنت الذى تغرس فيه السلوكيات الايجابية أو العادات المرضية البذيئة فالطفل – بل وحتى الفرد البالغ – يحاكى ويقلد ويتوحد مع شخصيات المحيطين به ![]() فأنت مسئول عن تعليم ابنك – بل وكل من له علاقة ذات استمرارية معك سلوكيات مثل النظام والمسئولية أو الاستهتار والاعتمادية .. الاتزان أو الاندفاع والحماقة فالآباء الذين يشكون من جحود أبنائهم أو عصيانهم سيجدون أنهم لم يعلموا أبناءهم عادة الشكر والتقدير , واحترام وتقبل الآخر فالطفل الصغير إذا لم يتعلم أن يبدى شكره وامتنانه – بالفعل وبالتعبير اللفظي الواضح – عند كل مساعدة يحصل عليها .. ينشأ جاحداً غير شاكر .. وغير مقدر لعطاء الأخرى والطفل الإعتمادي المدلل الذى تعود أن يحصل بسهولة على كل شئ ينشأ ضعيف الشخصية عاجزا عن الكفاح من اجل تحقيق أحلامه وأهدافه والطفل الذى يرى والده لا يهتم بتقدير الآخرين والاهتمام بأمورهم ينشأ أنانياً ونرجسياً يعشق ذاته ولا يحب سواها والآباء الذين يشكون من استهتار وفوضوية الأبناء تجدهم مقصرين فى تعليم أبنائهم منذ الصغر النظام والالتزام وتحمل المسئولية ![]() فيجب أن يتعلم الطفل منذ الصغر أن يرتب سريره وملابسه وغرفته وكتبه .. وان ينظم يومه وساعات مذاكرته ولعبه كذلك فإن الشكوى الدائمة من الأبناء لا تعدل سلوكهم كما أن الإسراف فى النصائح والتوجيهات .. أمر ممل وغير محبب بل وغير مجد فى كثير من الأحيان ولكن الأسلوب العملي المنظم .. أن تدرك أن تغيير السلوك أمر ممكن ، وان سلوك الإنسان يمكن تعديله أو تشكيله أو صقله وذلك عن طريق الأساليب العلمية السليمة .. من أهمها تقديم القدوة والنموذج الجيد لمحاكاته والتوحد معه ..ثم استخدام أسلوب التعزيز بالمكافأة والتشجيع والتدعيم أما التغير فى السلوك الناتج عن العقاب أو النقد والتقريظ لا يستمر طويلا كما يجب أن تعلم أن الابن يتعلم من رؤية كيف يتصرف والده فى المواقف المختلفة أكثر مما يتعلم من خلال نصائحهم وتوجيهاتهم فيجب ألا تنفعل باستمرار أمام أبنائك .. لأن ذلك السلوك يتعلمه الأبناء كأسلوب فى الحياة .. حيث يصبح التوتر والانفعال والطرق الغير عقلانية فى مواجهة المشاكل عادة رذيلة هدامة كما يجب عليك أن تلحظ أية لمحة ايجابية تصدر من طفلك .. فتشجعه عليها وتعبر له عن سرورك وامتنانك لما صدر منه من سلوك حسن مرغوب ![]() فالحنان والحب .. والتقدير والتشجيع .. لهم فعل السحر فى تغيير سلوك الفرد إلى الأفضل
أما إذا صدر منه سلوك غير مرغوب .. أو تصرف سيئ فما عليك إلا أن تتجاهله وبحزم .. وبدون توتر أو انفعال كما يجب آن تعلم أن أساليب تعديل السلوك تحتاج لفترات طويلة .. ولصبر ويقظة ، فهو يحتاج من2_6 شهور فى المتوسط |
#4
|
||||
|
||||
![]()
أسس الصحة المدرسية
بعض التعريفات المهمة : الصحة هي : حالة من التكامل الجسدي والنفسي والعقلي والاجتماعي ، وليست مجرد الخلو من المرض . الصحة ا لنفسية هي : امتلاك القدرات والمهارات التي تمكن الفرد من مواجهة التحديات اليومية بالشكل المناسب. الصحة المدرسية هي : مجموعة المفاهيم والمبادئ والأنظمة والخدمات التي تقدم لتعزيز صحة الطلاب في السن المدرسية ، وتعزيز صحة المجتمع من خلال المدارس . والصحة المدرسية ليست تخصصاً مستقلا وإنما هي بلورة لمجموعة من العلوم والمعارف الصحية العامة كالطب الوقائي وعلم الوبائيات والتوعية الصحية والإحصاء الحيوي وصحة البيئة والتغذية وصحة الفم والأسنان والتمريض . أهمية الصحة المدرسية : 1- يمثل الأطفال في هذه المرحلة العمرية ( الدراسة ) نسبة هامة من المجتمع تصل إلى ربع عدد السكان ، وتوفر المدرسة فرصة كبرى للعناية بالصحة في هذه الفئة . 2- يمر كل أفراد المجتمع بكل فئاته بالمدرسة ، حيث تتوفر الفرصة للتأثير فيهم وإكسابهم المعلومات ووتويدهم على السلوك الصحي 3- هذه المرحلة من العمر مرحلة نمو للطفل وتطور ونضج وتحدث خلالها الكثير من التغيرات الجسمية والعقلية والاجتماعية والعاطفية ولا بد أن تتوفر للطالب في هذه السن المؤثرات الكافية لحدوث هذه التغيرات في حدودها الطبيعية . 4- في ظروف المدارس وفي السن المدرسية يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض السارية والمعدية كما أنهم أكثر عرضة للإصابات والحوادث . 5- في السن المدرسية يكتسب الأطفال السلوكيات المتعلقة بالحياة عموماً وبالصحة بصفة خاصة ويحتاجون إلى جو تربوي يساعد في اكتساب هذه العادات كما توفر المدرسة جواً مناسباً لتعديل السلوكيات الخاطئة . أهداف الصحة المدرسية : تهدف أنشطة وبرامج الصحة المدرسية إلى :- - تقويم صحة الطلاب بالتعرف على المؤشرات الصحية لصحة الطلاب في كافة المجالات . - حفظ صحة الطلاب والمؤشرات الصحية ضمن المستوى المطلوب ، و تعزيز صحة الطلاب. أما الأهداف التفصيلية لأي منظومة تعنى بالصحة المدرسية فينبغي أن تشمل ما يلي :- 1) تعريف العاملين في المجال التربوي والصحي بأولويات المشكلات الصحية في السن المدرسية . 2) إكساب القائمين على الصحة المدرسية مهارات التخطيط والتنفيذ والتقويم لبرامج الصحة المدرسية . 3) إكساب العاملين في المجال التربوي الصحي القدرات والمهارات اللازمة للاكتشاف المبكر للمشكلات الصحية . 4) تزويد العاملين في المدرسة بمهارات التوعية الصحية بالمدرسة . 5) معاونة الطلاب والتربويين والعاملين الصحيين في مراقبة وتحسين البيئة الصحية المدرسية . 6) تقديم الخدمات الصحية التي تقوِّم وتحفظ وتعزز صحة الطلاب والمجتمع المدرسي . 7) التنسيق مع الجهات الصحية الأخرى في تقديم الخدمات العلاجية المتقدمة . تطور أنظمة الصحية المدرسية :- 1) بدأت الصحة المدرسية بداية علاجية من حيث الهدف والمحتوى . 2) بدأت في التحول إلى توفير الخدمات الوقائية مثل مكافحة العدوى و إعطاء التطعيمات وإجراءات التعامل مع الأمراض المعدية . 3) انتقلت إلى من الاعتماد على الأطباء وهيئة التمريض السريري إلى فئات متخصصة ولكنها أقل تأهيلاً مثل المشرف الصحي والزائر الصحي والمثقف الصحي وممرض الصحة المدرسية وفني صحة الفم والأسنان . 4) تزايد الاهتمام بتقديم خدمات تعزيز الصحة والوقاية الأولية من الأمراض المنتشرة في المجتمع . 5) تحولت الخدمات المقدمة في الصحة المدرسية من التعامل مع المشكلات الجسدية إلى المشكلات السلوكية ومحاولة الحيلولة دون اكتساب الطلاب السلوكيات الصحية السلبية كالتدخين وإدمان المخدرات والممارسات الجنسية المحرمة . 6) انتقلت أعمال الصحة المدرسية من العيادات والمستشفيات إلى داخل المؤسسات التعليمية والتربوية وإلى المدرسة . 7) تحولت خدمات الصحة المدرسية من الاقتصار على كونها وظيفة للأطباء والممرضين والطاقم السريري ليشترك في مهامها أفراد الأسرة التربوية مع التركيز بالذات على دور المعلم . 8) تحولت الصحة المدرسية من كونها مسؤولية مؤسسة أو إدارة واحدة إلى عمل تنسيقي تتضافر فيه الجهود بين كل الجهات المعنية ، وهذا توجه متنامي على مستوى العالم، إلا أنه أكثر تبلوراً في الدول المتقدمة صناعياً ، فقد عقدت الجمعية الأمريكية للصحة المدرسية مؤتمرها السنوي الثالث والسبعين تحت شعار : " التعاون : الكلمة المختارة للقرن الواحد والعشرين " . مبررات التحول الوقائي للصحة المدرسية : يرجع السبب وراء التركيز على الدور الوقائي للصحة المدرسية وإشراك الأنظمة التربوية في أنشطة الصحة المدرسية إلى الأسباب الآتية : - تحسن إمكانات المؤسسات العلاجية وتطورت تقنياتها، بحيث أصبحت تغطي الجانب العلاجي وتترك للأنظمة التعليمية التركيز على الدور الوقائي . - تزايد إدراك القائمين على الخدمات الصحية لأهمية الوقاية . - الفئة المستهدفة من الخدمات الصحية المدرسية ( طلاب المدارس ) هي فئة سليمة جسدياً في الأساس وتندرج مشكلاتها الصحية تحت المشكلات السلوكية . - تغير الدور التقليدي للمدرسة ، فقد تغير دورها كمصدر للمعلومات ، حيث أصبحت مصادر المعلومات متنوعة وسهلة التداول وأصبح دور المدرسة يركز على التربية وإكساب السلوكيات والمهارات التي تحضر الإنسان للحياة . - ارتفاع مستوى توقعات المجتمع وبقية القطاعات لما يجب أن يقدمه القطاع التعليمي للمجتمع من تربية صحية لهذه الفئة العمرية المهمة - نجاح العديد من نماذج الخدمات الصحية الوقائية المقدمة من خلال المدارس ، حيث أدت إلى تغييرات ملموسة في معدلات الإصابة وتقليل كلفة العلاج . - تشبع تخصصات الطب الوقائي الفرعية والعلوم المساندة مثل التوعية الصحية وعلوم التغذية والإحصاء الحيوي وصحة الفم والأسنان ، وتوفر المزيد من الكوادر في هذه المجالات . - تزايد نسب الإصابة بالأمراض المزمنة بالرغم من زيادة المصروفات على علاج هذه النوعية من الأمراض . - ارتفاع الكلفة الاقتصادية للخدمات العلاجية بالرغم من تناقص الموارد المالية ، وركود الاقتصاد . - ازدواجية مصادر تقديم الخدمات العلاجية ( الصحة المدرسية ، الجهات الصحية الأخرى التي تقدم الخدمات الصحية العلاجية بصورة مطلقة ) كثيرا ما يؤدي سوء استخدام الخدمات العلاجية والاستفادة منها بالإضافة إلى إهدار الكثير من الإمكانيات العلاجية وبالتالي إهدار ثروات البلاد . خدمات الصحة المدرسية :- أ - الخدمات العلاجية :- · الكشف المبدئي على الطلاب المستجدين . · إعطاء وتصديق الإجازات . · الكشف على المرضى وعلاجهم . · الإشراف الصحي على لجان الامتحانات . · الإشراف الصحي على الأنشطة والمناسبات والتجمعات الرياضية والكشفية للطلاب . ب- الخدمات الوقائية :- · التطعيمات التنشيطية والموسمية وعند دخول المدارس . · مراقبة المقاصف المدرسية ومتابعة الاشتراطات الصحية فيها . · مراقبة البيئة المدرسية . · تقديم الأنشطة التوعوية من محاضرات ونشرات الصحية وبرامج . · الإشراف على جماعات الهلال الأحمر والصحة المدرسية . · المشاركة في المناسبات الصحية الدولية والإقليمية والمحلية . الاستراتيجيات :- - التركيز على الخدمات الوقائية وعلى رأسها التوعية الصحية . - انطلاق الأنشطة والبرامج من المدرسة وليس من الوحدات الصحية . - إشراك الأسرة التربوية في صحة الطلاب مع التركيز على دور المعلم . - إشراك أسرة الطالب في التوعية وتعديل السلوك الصحي . - الاستفادة من مقدمي الخدمات الصحية الآخرين وإشراكهم في أنشطة الصحة المدرسية . - إشراك القطاع الخاص في تصميم وتمويل برامج الصحة المدرسية . - ترشيد الدور العلاجي بالتنسيق مع وزارة الصحة ودعم هذا الدور في الظروف الخاصة . - الاستفادة من الخبرات والموارد المتاحة داخل وخارج نظام التعليم ، ومن المنظمات الدولية في تنفيذ برامج الصحة المدرسية . - تحديث القوى العاملة وتزويدها بالكوادر والمهارات ذات الطابع الوقائي . الرؤية المستقبلية :- - تحديد مشرف صحي في كل مدرسة ، يتولى التنسيق لخدمات وبرامج الصحة المدرسية . - دعم نظام الصحة المدرسية مركزياً وطرفياً بالكوادر التربوية . - التنسيق مع بقية مقدمي الخدمات العلاجية للتعامل مع الحاجات العلاجية للطلاب ومنسوبي التعليم . - تحويل الوحدات الصحية إلى مراكز للإشراف على برامج وخدمات الصحة المدرسية . - تحويل الوظائف الصحية إلى كوادر وقائية تخطط للبرامج الوقائية في المدارس وتشرف على تنفيذها وتقويمها . - استغلال بعض المخصصات المالية التي تصرف على التموين الطبي ( أدوية .. وغيرها ) لتمويل البرامج الوقائية - تحوير أنظمة المعلومات الصحية وتقويم الأداء في الوحدات من إحصاءات علاجية عن المراجعين والمرضى إلى نظام لمراقبة المؤشرات الصحية في المدارس على مستوى وطني ، مثل مؤشرات الحالة الغذائية كالطول والوزن ، ومؤشرات بعض الأمراض الأخرى الأكثر انتشاراً كتسوس الأسنان ، ومؤشرات بعض المشكلات السلوكية المتعلقة بالصحة كالتدخين ، ومؤشرات المشكلات المتعلقة بالتحصيل الدراسي والتعليم . مبررات الاهتمام ببرامج الصحة المدرسية :- 1) الصحة المدرسية واسعة الاهتمامات وتتناول موضوعات كبيرة وواسعة ومتشبعة مما يدعو إلى برمجة هذه الاهتمامات في برامج محددة الأطر والأهداف . 2) مفهوم برامج الصحة المدرسية مفهوم مرن يمكن من خلاله معالجة شتى المشكلات التي تثبت أولوياتها من بين الاهتمامات الصحية . 3) إن من الضروري برمجة الأفكار وبلورتها والتخطيط جيداً ليسهل تبنيها وتسويقها . 4) يمكن اللجوء إلى برامج الصحة المدرسية كمرحلة انتقالية لتحول الخدمات الصحية المدرسية من نمطها العلاجي السائد إلى نمط وقائي منشود ، فنجاح برنامج ما من برامج الصحة المدرسية يمهد لتغيير السياسات المعمول بها بطريقة علمية . 5) أسر الطلاب ومنسوبو الأسرة التربوية في حاجة ماسة للتدريب والتعريف بالصحة المدرسية ، ويتحقق ذلك من خلال مشاركتهم في أحد برامجها ، مما يؤدي إلى جذب انتباههم واستقطاب اهتمامهم . المكونات الثمانية للصحة المدرسية أولا : التربية الصحية *تعنى مجموعة الأنشطة التي تقدم بطريقة مدروسة في إطار واضح بهدف تغيير ثلاث جوانب في الفئة المستهدفة ( المعرفة – الاتجاه – السلوك ). * مواصفات التربية الصحية المثالية : أ- تركز على : . الظروف والسلوكيات التي تعزز الصحة، والتي تعيق الصحة . المهارات اللازمة لتطوير السلوك الصحي ، وإيجاد مناخ معزز للصحة . المعرفة والاستعداد والمعتقدات والقيم المرتبطة بالسلوك الصحي وتدعيمه . . تقديم القدوة في ممارسة المهارات والسلوكيات الصحية . ب-تكون شاملة ، بمعنى أنها : . تنظر إلى الصحة من منظور شامل ( الصحة كما عرفتها منظمة الصحة العالمية ) . تستغل كل الإمكانات المتاحة للتثقيف الصحي ( رسمية وغير رسمية ، تقليدية وغير تقليدية ) . تحرص على تناغم الرسائل الصيحة . . تمكن الطلاب من تحسين الظروف بما يدعم الصحة المدرسية . تنشط التفاعل بين المدرسة والمجتمع والأسرة والخدمات الصحية المحلية . تعمل على تحسين البيئة المدرسية والحفاظ عليها . ج- تكون أكثر فاعلية إذا : . أجريت في بيئة داعمة . كانت متناغمة مع الظروف البيئية والاجتماعية والثقافية للفئة المستهدفة . أشركت الطلاب والمعلمين والآباء في تحمل مسؤولياتهم تجاه صحتهم وصحة أسرهم والمجتمعات التي يعيشون فيها . حرصت على مخاطبة الجيل الجديد الذي لم يدخل المدارس بعد ثانياً - البيئة المدرسية : * لا تنفصل البيئة المدرسية عن بيئة المجتمع الموجودة فيه . *للبيئة المدرسية دورها المؤثر سلباً أو إيجاباً في صحة الطلاب ، وفي جعلهم يفعِّلون كل قدراتهم الكامنة . *من الصعب تربية الطلاب على مبادئ التربية ا لصحية في المدرسة بصورة فعالة في بيئة مدرسية غير صحية . *تنقسم البيئة بصفة عامة ( وكذلك البيئة المدرسية ) إلى بيئة حسية وبيئة معنوية : البيئة الحسية : تشمل الموقع والمباني المدرسية – الأثاث والمعدات – والمرافق الرياضية – المياه والصرف الصحي إصحاح البيئة المدرسية ... وغير ذلك . البيئة ا لمعنوية : تشمل التكوين الاجتماعي والنفسي للمدرسة كمنظومة تعزز الصحة لدى الطلاب ، ويشمل ذلك التخطيط الجيد لليوم الدراسي – العلاقات الإنسانية ( بين الطلاب فيما بينهم ، وبين الطلاب من جهة ومعلميهم من جهة أخرى )– النظام الإداري . ثالثا : الخدمات الصحية *يقصد بها الخدمات المتعلقة بالصحة والمرض وتنقسم إلى : الخدمات الوقائية : وتشمل الوقاية من الأمراض والمشكلات الصحية الشائعة في المجتمع المدرسي ( التطعيمات والعزل الصحي )، وتقديم الإسعافات الأولية عند الضرورة ، وخدمات الاكتشاف المبكر للمشكلات الصحية والتدخل المبكر الممكن لعلاجها ، وإحالتها إلى الخدمات العلاجية المختصة ومتابعة الحالات و التعامل مع الحالات الصحية المزمنة . والخدمات العلاجية : وتشمل الكشف الطبي على المصابين بأمراض حادة أو مزمنة ) وعلاجهم *يتم تناول الخدمات الصحية في إطار المفهوم والتعريف الشامل للصحة كما عرفتها منظمة الصحة العالمية على أنها حالة من التكامل الجسدي والنفسي والاجتماعي وليست مجرد غياب المرض أو الاعتلال . * يوجد تداخل كبير بين الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية . ربعاً : الصحة النفسية والإرشاد * ينبغي تناول الخدمات الصحية النفسية والإرشاد النفسي في إطار المفهوم الشامل للصحة النفسية ، على أنها امتلاك القدرات والمهارات التي تمكن الفرد من التعامل مع التحديات اليومية بالشكل المناسب . *تشمل - خدمات الصحة النفسية والإرشاد -كل الخدمات والبرامج المنفذة في المدرسية في جانب الوقاية والاكتشاف المبكر للمشكلات النفسية الشائعة في السن المدرسية . *ينبغي أن لا تقتصر مثل هذه الخدمات على الحالات السلوكية التي تؤثر على تحصيل الطالب أو سير التعليم في الفصل والمدرسة ، بل ينبغي أن تشمل كل الطلاب ، وبفعاليات يشترك فيها أكبر عدد ممكن من المعلمين إن لم يكن كلهم . * من غير المنطقي الانتظار حتى تظهر المشكلات السلوكية والنفسية في سن المراهقة ( قد يصعب علاجها )، بل يجب المبادرة بالوقاية منها مبكراً ، ومن خلال آليات تربوية صحية مبتكرة تبدأ في سن مبكرة ، بين طلاب المدارس الابتدائية ، وذلك إضافة إلى خدمات الدعم والإرشاد والتوجيه النفسي والاجتماعي . خامساً : الاهتمام بصحة العاملين *تكتمل الشمولية المطلوبة في تعزيز الصحة في المدارس عندما تشمل صحة العاملين في المدارس من معلمين ومسؤولين وإداريين . *للكادر المدرسي خصوصية في نوعية المشكلات الصحية التي ينبغي الاهتمام بها مقارنة بالمشكلات الصحية لدى الطلاب ( ومن أهم هذه المشكلات : الأمراض المزمنة مثل داء السكري ، السمنة ، ارتفاع ضغط الدم ، اختلال دهون الدم ، دوالي الساقين ، بعض أمراض العيون ، أمراض الفم والأسنان .... وغيرها ). *تشمل الخدمات الصحية للعاملين الوقاية من المشكلات الصحية ذات الأولوية لهذه الفئة العمرية ، والتدخل المبكر ، والإحالة للخدمات العلاجية ، ومراعاة الظروف الصحية الخاصة . سادساً : التغذية وسلامة الغذاء . يسود في بعض الأوساط التربوية وبين أولياء الأمور اعتقاد مفاده أن المقصف المدرسي يجب أن يقدم وجبة غذائية متكاملة ، وهذا يتنافى مع أسس التغذية السليمة ، حيث أن وجبة الإفطار ذات أهمية كبيرة جداًُ وأن مكانها الطبيعي هو البيت وليس المدرسة . . ينبغي أن ينظر إلى المقصف كمكان لتقديم وجبة تكميلية خفيفة ،وليس مكاناً لتقديم بديل عن وجبة الإفطار . .نعني بالتغذية المدرسية وسلامة الغذاء كل الخدمات المتعلقة بالتغذية،وينبغي أن تشمل التدابير الصحية الغذائية بالمدرسة ما يلي : 1-مراقبة المقصف المدرسي من حيث البنية والمحتوى ومراقبة صحة العاملين في تحضير الطعام وتداوله . 2- مراقبة ما يتاح للطلاب من أطعمة داخل المدرسة ( سواء التي يقومون بشرائها من المقصف المدرسي أو التي يحضرونها من بيوتهم ) أو خارجها من قبل باعة جائلين وغيرهم ، والوقاية من التسمم الغذائي . 3-رفع مستوى الوعي الغذائي في المجتمع المدرسي ، وتوصيل الرسائل الصحية إلى أولياء أمور الطلاب وأسرهم . سابعاً : التربية البدنية والترفيه * التربية البدنية ليست ترفاً ، ولكنها ضرورة تربوية وصحية ( نفسية وجسدية ) واجتماعية . *هناك ارتباط وثيق ببين التربية البدنية والتحصيل الدراسي . * مواصفات التربية البدنية المدرسية المثالية : 1- يتم تناولها من حيث كونها عادة تمارس على مدى الحياة من منطلق الوعي بمردودها الصحي ، ولا يتم تناولها في إطار المنافسات الرياضية التي تتطلب مهارات عالية . 2- تهدف إلى رفع مستوى اللياقة البدنية والنفسية للطلاب ، وإيجاد فرصة للترفيه عن الطلاب وتشجيع المشاركة الاجتماعية بين الطلاب والمعلمين ، دون أن تزيد من التنافس بينهم أو تسيء إلى البيئة النفسية في المدرسة . ثامناً : الاهتمام بصحة المجتمع المجاور * لا تنفصل القضايا المتعلقة بالصحة في المدرسة عن المجتمع . * يجب النظر إلى المدرسة كفرصة لتعميق الانتماء إلى المجتمع لدى الطلاب ، وكأداة للتغيير في المجتمع ، ومنها تنطلق الخدمات والأنشطة المتعلقة بالصحة لإحداث التغيير الإيجابي في صحة المجتمع ، ومن أمثلة هذه الخدمات: قيام المدرسة بنشاط صحي في المجتمع المحيط يتناول قضية مثل إصحاح البيئة ، أو الوقاية من الحوادث والإصابات ، أو الدعوة إلى النشاط البدني والرياضة بين أفراد المجتمع المحلي ... وغير ذلك . * تنبع أهمية علاقة المدرسة الصحية بالمجتمع من الحقائق التالية : 1- تحوي المدرسة طلاباً هم عينة ممثلة للمجتمع بكل مؤشرا ته الصحية ( يمثلون ربع السكان تقريباً ) . 2- السن المدرسية فرصة للاكتشاف المبكر للمشكلات الصحية ( وغير الصحية ) السائدة في المجتمع وعلاجها . 3- المدرسة فرصة كبيرة وغير مستغلة للوقاية من المشكلات الصحية الموجودة في المجتمع . 4- المدرسة فرصة للتأثير في السلوكيات الصحية على مستوى الطلاب ، وعلى مستوى المجتمع كله . *على المرشد الصحي الاحتفاظ بقائمة بالجهات الصحية وغير الصحية الفاعلة في المجتمع ( وخاصة في محيط المدرسة ) والتي يجب توثيق الصلات بها وتبادل الزيارات معها مثل : المراكز الصحية والمستشفيات- المزارع الإنتاجية – الدفاع المدني– مرافق الصناعات الغذائية– النوادي الصحية – إدارة المرور – البلديات – الشرطة – الهيئات الخاصة بالبيئة والحفاظ عليها .. وغير ذلك *لا يتحقق النجاح في الصحة ا لمدرسية بنجاح هذه العناصر بصورة منفردة بل يتحقق من خلال تناول منظم ومتناسق لهذه العناصر الثمانية . |
العلامات المرجعية |
|
|