|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() لم ينج من غضب الاله وناره *** الا الذي قامت به الأصلان والناس بعد فمشرك بالهه***أو ذو ابتداع أو له الوصفان والله لا يرضى بكثرة فعلنا*** لكن بأحسنه مع الايمان فالعارفون مرادهم إحسانه*** والجاهلون عموا عن الاحسان وكذا قد شهدوا بأن الله ذو*** سمع وذو بصر هما صفتان وهو العلي يرى ويسمع خلقه*** من فوق عرش فوق ست ثمان فيرى دبيب النمل في غسق الدجى*** ويرى كذلك تقلب الأجفان وضجيج أصوات العباد بسمعه*** ولديه لا يتشابه الصوتان وهو العليم بما يوسوس عبده*** في نفسه من غير نطق لسان بل يستوي في علمه الداني مع الـ*** قاصي وذو الأسرار والاعلان وهو العليم بما يكون غدا وما*** قد كان والمعلوم في ذا الآن وبكل شيء لم يكن لو كان كيـ***ـف يكون موجودا لدى الأعيان وهو القدير فكل شيء فهو مقـ*** دور له طوعا بلا عصيان وعموم قدرته تدل بأنه *** هو خالق الأفعال للحيوان هي خلقه حقا وأفعال لهم*** حقا ولا يتناقض الأمران لكن أهل الجبر والتكذيب با***لاقدار ما انفتحت لهم عينان نظروا بعيني أعور اذ فاتهم*** نظر البصير وغرات العينان فحقيقة القدر الذي حار الورى*** في شأنه هو قدرة الرحمن وأستحسن بن عقيل ذا من أحمد*** لما حكاه عن الرضا الرباني قال الامام شفا القلوب بلفظه*** ذات اختصار وهي ذات بيان فصل وله الحياة كمالها فلأجل ذا***ما للمات عليه من سلطان وكذلك القيّوم من أوصافه*** ما للمنام لديه من غشيان وكذاك أوصاف الكمال جميعها*** ثبتت له ومدارها الوصفان فمصحح الأوصاف والأفعال والأ***سماء حقا ذانك الوصفان ولأجل ذا جاء الحديث بأنه*** في آية الكرسي وذي عمران اسم الاله الأعظم اشتملا على اسـ***ـم الحي والقيوم مقترنان فالكل مرجعها الى الاسمين يد**ري ذاك ذو بصر بهذا الشان وله الارادة والكراهة والرضا*** وله المحبة وهو ذو الاحسان وله الكمال المطلق العاري عن التـ***ـشبيه والتمثيل بالانسان وكمال من أعطى الكمال لنفسه*** أولى وأقدم وهو أعظم شان أيكون قد أعطى الكمال لنفسه*** أولى وأقدم أذاك ذو امكان أيكون انسان سميعا مبصرا*** متكلما بمشيئة وبيان وله الحياة وقدرة وإرادة*** والعلم بالكلي والأعيان والله قد أعطاه ذاك ليس هـ***ـذا وصفه فاعجب من البهتان والله ربي لم يزل متكلما*** وكلامه المسموع بالآذان صدق وعدلا أحكمت كلماته*** طلبا واخبار بلا نقصان ورسوله قد عاذ بالكلمات من*** لدغ ومن عين ومن شيطان ايعاذ بالمخلوق حاشاه من الـ*** اشراك وهو معلم الايمان بل عاذ بالكلمات وهي صفاته*** سبحانه ليست من الأكوان وكذلك القرآن عين كلامه المـ***ـسموع منه حقيقة ببيان هو قول ربي كله لا بعضه*** لفظا ومعنى ما هما خلقان تنزيل رب العالمين وقوله*** اللفظ والمعنى بلا روغان لكن أصوات العباد وفعلهم*** كمدادهم والرق مخلوقان فالصوت للقاري ولكن الكلا***م كلام رب العرش ذي الاحسان هذا اذا ما كان ثم وساطة*** كقراءة المخلوق للقرآن فإذا انتفت تلك الوساطة مثل ما*** قد كلم المولود من عمران فهنالك المخلوق نفس السمع لا*** شيء من المسموع فافهم ذان هذا مقالة أحمد ومحمد*** وخصومهم من بعد طائفتان احداهما زعمت بأن كلامه*** خلق له ألفاظ ومعاني والآخرون أبوا وقالوا شطره*** خلق وشطر قام بالرحمن زعموا القرآن عبارة وحكاية*** قلنا كما زعموه قرآنان هذا الذي نتلوه مخلوق كما*** قال الوليد وبعده الفئتان والآخر المعنى القديم فقائم*** بالنفس لم يسمع من الديان والأمر عين النهي واستفهامه*** هو عين اخبار وذو حدان وهو الزبور وعين توراة وانـ***ـجيل وعين الذكر والفرقان الكل شيء واحد في نفسه*** لا يقبل البعيض في الأذهان ما ان له كل ولا بعض ولا*** حرف ولا عربي ولا عبراني ودليلهم في ذاك بيت قاله*** فما يقال الأخطل النصراني يا قوم قد غلط النصارى قبل في*** معنى الكلام وما اهتدوا لبيان ولأجل ذا جعلوا المسيح الههم*** اذ قيل كلمة خالق رحمن ولأجل ذا جعلوه ناسوتا ولا*** هوتا قديما بعد متحدان ونظير هذا من يقول كلامه*** معنى قديم غير ذي حدثان والشطر مخلوق وتلك حروفه*** ناسوته لكن هما غيران فانظر الى ذاك الاتفاق فانه*** عجب وطالع سنة الرحمن وتكايست أخرى وقالت ان ذا*** قول محال وهو خمس معان وتلك التي ذكرت ومعنى جامع*** لجميعها كالأس للبنيان فيكون أنواعا وعند نظيرهم*** أوصافه وهما فمتفقان أن الذي جاء الرسول به لمخـ***ـلوق ولم يسمع من الديان والخلف بينهم فقيل محمد*** أنشاه تعبيرا عن القرآن والاخرون أبو وقالوا انما*** جبريل أنشاه عن المنان وتكايست أخرى وقالت أنه*** نقل من اللوح الرفيع الشأن فاللوح مبدؤه ورب اللوح قد*** أنشأه خلقا فيه ذا حدثان هذا مقالات لهم فانظر ترى*** في كتبهم يا من له عينان لكن أهل الحق قالوا انما*** جبريل بلغه عن الرحمن القاه مسموعا له من ربه*** للصادق المصدوق بالبرهان فصل في مجامع طرق أهل الأرض واختلافهم في القرآن واذا أردت مجامع الطرق التي*** فيها افتراق الناس في القرآن فمدارها أصلان قام عليهما*** هذا الخلاف هما له ركنان هل قوله بمشيئة أم لا وهل*** في ذاته أم خارج هذان أصل اختلاف جميع أهل الأرض في*** القرآن فاطلب مقتضى البرهان ثم الالى قالووا بغير مشيئة*** وارادة منه فطائفتان احداهما جعلته معنى قائما*** بالنفس أو قالوا بخمس معان والله أحدث هذه الألفاظ كي*** تبديه معقولا الى الأذهان وكذاك قالوا أنها ليست هي الـ*** ـقرآن بل دلت على القرآن ولربما سمي بها القرآن تسـ***ـمية المجاز وذاك وضع ثان وكذلك اختلفوا فقيل حكاية*** عنه وقيل عبارة لبيان اذ كان ما يحكي كمحكي وهـ***ـذا اللفظ والمعنى فمختلفان ولذا يقال حكى الحديث بعينه*** اذ كان أوله نظير الثاني فلذاك قالوا لا نقول حكاية*** ونقول ذاك عبارة الفرقان والآخرون يرون هذا البحث لفـ***ـظيا وما فيه كبير معان فصل في مذهب الاقترانية والفرقة الأخرى فقالت انه*** لفظا ومعنى ليس ينفصلان واللفظ كالمعنى قديم قائم*** بالنفس ليس بقابل الحدثان فالسين عند الباء لا مسبوقة*** لكن هما حرفان مقترنان والقائلون بهذا يقولون انما*** ترتيبها بالسمع والآذان ولها اقتران ثابت لذواتها*** فأعجب لذا التخليط والهذيان لكن زاغونيهم قد قال ان*** ذواتها ووجودها غيران فترتبت بوجودها لا ذاتها*** يا للعقول وزيغة الأذهان ليس الوجود سوى حقيقتها لذي الـ***أذهان بل في هذه الأعيان لكن اذا أخذ الحقيقة خارجا*** ووجودها ذهنا فمختلفان والعكس أيضا مثل ذا فإذا هما*** اتحدا اعتبارا لم يكن شيئان وبذا يزول جميع أشكالاتهم*** في ذاته ووجوده الرحمن فصل في مذاهب القائلين بأنه متعلق بالمشيئة والارادة والقائلون بأنه بمشيئته وارادة أيضا فهم صنفان احداهما جعلته خارج ذاته*** كمشيئة للخلق والأكوان قالوا وصار كلامه باضافة الـ*** تشريف مثل البيت ذي الأركان ما قال عندهم ولا هو قائل*** والقول لم يسمع من الديان فالقول مفعول لديهم قائم*** بالغير كالأعراض والأكوان هذي مقالة كل جهمي وهم*** فيها الشيوخ معلم الصبيان لكن أهل الاعتزال قديمهم*** لم يذهبوا ذا المذهب الشيطاني وهم الالى اعتزلوا عن الحسن الر***ضي البصري ذاك العالم الرباني وكذاك أتباع على مناهجهم*** من قبل جهم صاحب الحدثان لكنما متأخروهم بعد ذا***لك وافقوا جهما على الكفران فهم بذا جهمية أهل اعتزا***ل ثوبهم أضحى له علمان ولقد تقلد كفرهم خمسون في*** عشر من العلماء في البلدان واللالكائي الامام حكاه عنـ***ـهم بل حكاه قبله الطبراني فصل في مذهب الكرامية والقائلون بأنه بمشيئة*** في ذاته أيضا فهم نوعان إحداهما جعلته مبدوءا به*** نوعا حذار تسلسل الأعيان فيسد ذاك عليهم في زعمهم*** اثبات خالق هذه الأكوان فلذاك قالوا أنه ذو أول*** ما للفناء عليه من سلطان وكلامه كفعاله وكلاهما*** ذو مبدأ بل ليس ينتهيان قالوا ولم ينصف خصوم جعجعوا*** وأتوا بتشنيع بلا برهان قلنا كما قالوه في أفعاله*** بل بيننا بون من الفرقان بل نحن أسعد منهم بالحق اذ*** قلنا هما بالله قائمتان وهم فقالوا لم يقم بالله لا*** فعل ولا قول فتعطيلان لفعاله ومقاله شرا وأبـ***طل من حلول حوادث ببيان تعطيله عن فعله وكلامه*** شر من التشنيع بالهذيان هذي مقالات ابن كرام وما*** ردوا عليه قط بالبرهان أني وما قد قال أقرب منهم*** للعقل والآثار والقرآن لكنهم جاءوا له بجعاجع*** وفراقع وقعاقع بشمان فصل في ذكر مذهب أهل الحديث والآخرون أولو الحديث كأحمد*** ومحمد وأئمة الايمان قالوا بأن الله حقا لم يزل*** متكلما بمشيئة وبيان ان الكلام هو الكمال فكيف يخـ*** لو عنه في أزل بلا أمكان ويصير فيما لم يزل متكلما*** ماذا اقتضاه له من الامكان وتعاقب الكلمات أمر ثابت*** للذات مثل تعاقب الأزمان والله رب العرش قال حقيقة*** حم مع طه بغير قران بل أحرف مترتبات مثل ما*** قد رتبت في مسمع الانسان وقتان في وقت محال هكذا*** حرفان أيضا يوجدا في آن من واحد متكلم بل يوجدا*** بالرسم أو يتكلم الرجلان هذا هو المعقول أما اقترا***ن فليس معقولا لذي الأذهان وكذا كلام من سوى متكلم*** أيضا محال ليس في أمكان الا من قام الكلام به فذا*** ط كلامه المعقول في الأذهان أيكون حيا سامعا أو مبصرا*** من غير سمع وغير عيان والسمع والأبصار قام بغيره*** هذا المحال وواضح البهتان وكذا مريد والارادة لم تكن*** وصفا له هذا من الهذيان وكذا قدير ماله من قدره*** قامت به من أوضح البطلان والله جل جلاله متكلم*** بالنقل والمعقول والبرهان قد أجمعت رسل الاله عليه لم*** ينكره من اتباعهم رجلان فكلامه حقا يقوم به والا*** لم يكن متكلما بقرآن والله قال وقائل وكذا يقول*** الحق ليس كلامه بالفاني ويكلم الثقلين يوم معادهم*** حقا فيسمع قوله الثقلان وكذا يكلم حزبه في جنة الحيـ***ـيوان بالتسليم والرضوان وكذا يكلم رسله يوم اللقا*** حقا فيسألهم عن التبيان ويراجع التكليم جل جلاله*** وقت الجدال له من الانسان ويكلم الكفار في ال***ات تو***بيخا وتقريعا بلا غفران ويكلم الكفار أيضا وفي الجحـ***ـيم أن اخسئوا فيها بكل هوان والله قد نادى الكليم وقبله*** سمع الندا في الجنة الأبوان وأتى النداء في تسع آيات له*** وصفا فراجعهما من القرآن وكذا يكلم جبريل بأمره*** حتى ينفذه بكل مكان واذكر حديثا في صحيح محمد*** ذاك البخاري العظيم الشان فيه نداء الله يوم معادنا*** بالصوت يبلغ قاصيا والداني هب أن هذا اللفظ ليس بثابت*** بل ذكره مع حذفه سيان ورواه عندكم البخاري المجسـ***ـم بل رواه مجسم فوقاني أيصح في عقل وفي نقل ندا***ء ليس مسموعا لنا بأذان أم أجمع العلماء والعقلاء من*** أهل اللسان وأهل كل لسان أن الندا الصوت الرفيع وضده*** فهو النجاء كلاهما صوتان والله موصوف بذاك حقيقة*** هذا الحديث ومحكم القرآن واذكر حديثا لابن مسعود صر***يحا أنه ذو أحرف ببيان الحرف منه في الجزا عشر من الـ*** ـحسنات ما فيهن من نقصان وانظر الى السور التي افتتحت بأحـ***ـرفها ترى سرا عظيم الشان لم يأت قط بسورة الا أتى*** في أثرها خبر عن القرآن اذ كان أخبار به عنها وفي*** هذا الشفاء لطالب الايمان ويدل أن كلامه هو نفسها*** لا غيرها والحق ذو تبيان فانظر الى مبدأ الكتاب وبعدها الا*** عراف ثم كذا الى لقمان مع تلوها أيضا ومع حم مع*** يس وافهم مقتضى القرآن فصل في الزامهم القول بنفي الرسالة اذا انتفت صفة الكلام والله عز وجل موص آمر*** ناه منيب مرسل لبيان ومخاطب ومحاسب ومنبيء *** ومحدث ومخبر بالشان ومكلم متكلم بل قائل*** ومحذر ومبشر بأمان هاد يقول الحق يرشد خلقه*** بكلامه للحق والايمان فإذا انتفت صفة الكلام فكل*** هذا منتف متحقق البطلان واذا انتفت صفة الكلام كذلك الـ***ارسال منفي بلا فرقان فرسالة المبعوث تبليغ كلا***م المرسل الداعي بلا نقصان وحقيقة الارسال نفس خطابه*** للمرسلين وانه نوعان نوع بغير وساطة ككلامه*** موسى وجبريل القريب الداني منه واليه من وراء حجابه*** اذ لا تراه ها هنا العينان والآخر التكليم منه بالوسا**طة وهو أيضا عنده ضربان وحي وارسال اليه وذاك في الشـ***ـورى أتى في أحسن التبيان فصل في الزامهم التشبيه للرب بالجماد الناقص اذا انتفت صفة الكلام واذا انتفت صفة الكلام فضدها*** خرس وذلك غاية النقصان فلئن زعمتم أن ذلك في الذي*** هو قابل من أمة الحيوان والرب ليس بقابل صفة الكلا***م فنفيها ما فيه من نقصان فيقال سلب كلامه وقبوله*** صفة الكلام أتم للنقصان اذ أخرس الانسان أكمل حالة*** من ذا الجماد بأوضح البرهان فجحدت أوصاف الكمال مخافة التشـ***ـبيه والتجسيم بالانسان ووقعت في تشبيهه بالناقصات*** الجامدات وذا من الخذلان الله أكبر هتكت أستاركم*** حتى غدوتم ضحكة الصبيان فصل في الزامهم بالقول بأن كلام الخلق، حقه وباطله، عين كلام الله سبحانه أوليس قد قام الدليل بأن أفعـ***ـال العباد خلقة الرحمن من ألف وجه أو قريب الألف يحصيـ***ـها الذي يعني بهذا الشان فيكون كل كلام هذا الخلق*** عين كلامه سبحانه ذي السلطان اذ كان منسوبا اليه كلامه*** خلقا كبيت الله ذي الأركان هذا ولازم قولكم قد قاله*** ذو الاتحاد مصرحا ببيان حذر التناقض اذ تناقضتم ولكـ***ـن طرده في غاية الكفران فلئن زعمتم أن تخصيص القرآ***ن كبيته وكلاهما خلقان فيقال ذا التخصيص لا ينفي العمو***م كرب ذي الأكوان ويقال رب العرش أيضا هكذا*** تخصيصه لاضافة القرآن لا يمنع التعميم في الباقي وذا*** في غاية الايضاح والتبيان فصل في التفريق بين الخلق والأمر ولقد أتى الفرقان بين الخلق وال***أمر الصريح وذاك في الفرقان وكلاهما عند المنازع واحد*** والكل خلق ما هنا شيئان والعطف عندهم كعطف الفرد من*** نوع عليه وذاك في القرآن فيقال هذا ذو امتناع ظاهر*** فيآية التفريق ذو تبيان فالله بعد الخلق أخبر أنها*** قد سخرت بالأمر للجريان وأبان عن تسخيرها سبحانه*** بالأمر بعد الخلق بالتبيان والأمر اما مصدر أو كان مفعـ***ـولا هما في ذاك مستويان مأموره هو قابل للأمر*** كالمصنوع قابل صنعة الرحمن فإذا انتفى الأمر انتفى المأمور*** كالمخلوق ينفى لانتفا الحدثان وانظر الى نظم السياق تجد به*** سرا عجيبا واضح البرهان ذكر الخصوص وبعده متقدما*** والوصف والتعميم في ذا الثاني فأتى بنوعي خلقه وبأمره*** فعلا ووصفا موجزا ببيان فتدبر القرآن ان رمت الهدى*** فالعام تحت تدبر القرآن فصل في التفريق بين ما يضاف الى الرب تعالى من الأوصاف والأعيان والله أخبر في الكتاب بأنه*** منه ومجرور، ( من ) نوعان عين ووصف قائم بالعين فا***لاعيان خلق الخالق الرحمن والوصف بالمجرور قام لأنه*** أولى به في عرف كل لسان ونظير ذا أيضا سواء ما يضا***ف اليه من صفة ومن أعيان فاضافة الأوصاف ثابتة لمن*** قامت به كادراة الرحمن واضافة الأعيان ثابتة له*** ملكا وخلقا ما هما سيان فانظر الى بيت الاله وعلمه*** لما أضيفا كيف يفترقان وكلامه كحياته وكعلمه***في ذي الاضافة اذ هما وصفان لكن ناقته وبيت إلهنا*** فكعبده أيضا هما ذاتان فانظر الى الجهمي لما فاته الـ***ـحق المبين وواضح البرهان كان الجميع لديه بابا واحدا*** والصبح لاح لمن له عينان وأتى ابن حزم بعد ذلك فقال ما*** للناس قرآن لا اثنان بل أربع كل يسمى بالقرآ***ن وذاك قول بين البطلان هذا الذي يتلى وآخر ثابت*** في الرسم يدعى بالمصحف العثماني والثالث محفوظ بين صدورنا*** هذي الثلاثة خليقة الرحمن والرابع المعنى القديم كعلمه*** كل يعبر عنه بالقرآن وأظنه قد رام شيئا لم يجد*** عنه عبارة في ناطق ببيان أن المعين ذو مراتب أربع*** عقلت فلا تخفى على انسان في العين ثم الذهن ثم اللفظ*** ثم الرسم حين تخطه ببنان وعلى الجميع الاسم يطلق لكن*** الأولى به الموجود في الأعيان بخلاف قول ابن الخطيب فإنه*** قد قال أن الوضع للأذهان فالشيء واحد لا أربع*** فدهي ابن حزم قلة الفرقان والله أخبر أنه سبحانه*** متكلم بالوحي والفرقان وكذاك أخبرنا بأن كتابه*** بصدور أهل العلم والايمان وكذاك أخبر أنه المكتوب في*** صحف مطهرة من الرحمن وكذاك أخبر أنه المتلو والمقـ***روء عند تلاوة الانسان والكل شيء واحد لا أنه*** هو أربع وثلاثة واثنان وتلاوة القرآن أفعال لنا*** وكذا الكتابة فهي خط بنان لكنما المتلو والمكتوب والـ***ـمحفوظ قول الواحد الرحمن والعبد يقرؤه بصوت طيب*** وبضده فهما له*** صوتان وكذاك يكتبه بخط جيد*** وبضده فهما له خطان أصواتنا ومدادنا وأدائنا*** والرق ثم كتابة القرآن ولقد أتى في نظمه من قال قو***ل الحق والانصاف غير جبان أن الذي هو في المصاحف مثبت*** بأنامل الأشياخ والشبان هو قول ربي آية وحروفه*** ومدادنا والرق مخلوقان فشفى وفرق بين متلو ومصنـ***ـوع وذاك حقيقة العرفان الكل مخلوق وليس كلامه*** المتلو مخلوقا هنا شيئان فعليك بالتفصيل والتمييز فالا***طلاق والاجمال دون بيان قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ***ـأذهان والآراء كل زمان وتلاوة القرآن في تعريفها*** باللام قد يعني بها شيئان يعني به المتلو فهو كلامه*** هو غير مخلوق كذي الأكوان ويراد أفعال العباد كصوتهم*** وأدائهم وكلاهما خلقان هذا الذي نصت عليه أئمة الـ***ـاسلام أهل العلم والعرفان وهو الذي قصد البخاري الرضي*** لكن تقاصر قاصر الأذهان عن فهمه كتقاصر الأفهام عن*** قول الامام الأعظم الشيباني في اللفظ لما أن نفى الضدين*** عنه واهتدى للنفي ذو عرفان فاللفظ يصلح مصدرا هو فعلنا*** كتلفظ بتلاوة القرآن وكذاك يصلح نفس ملفوظ به***وهو القرآن فذاك محتملان فلذاك أنكر أحمد الأطلاق في*** نفي وأثبات بلا فرقان فصل في كلام الفلاسفة والقرامطة في كلام الرب جل جلاله وأتى ابن سينا القرمطي مصانعا*** للمسلمين بافك ذي بهتان فرآه فيضا فاض من عقل هو الـ*** ـفعال علة هذه الأكوان حتى نلقاه زكي فاضل*** حسن التخيل جيد التبيان فأتى به للعالمين خطابة*** ومواعظا عريت عن البرهان ما صرحت أخباره بالحق بل*** رمزت اليه اشارة لمعان وخطاب هذا الخلق والجمهور بالحـ***ـق الصريح فغير ذي امكان لا يقبلون حقائق المعقول الا*** في مثال الحس والأعيان ومشارب العقلاء لا يردونها*** الا اذا وضعت لهم بأوان من جنس ما ألفت طباعهم من الـ***ـمحسوس في ذا العالم الجثمان فأتوا بتشبيه وتمثيل وتجـ***ـسيم وتخييل الى الأذهان ولذاك يحرم عندهم تأويله*** لكنه حل لذي العرقان فإذا تأولناه كان جناية*** منا وخرق سياج ذا البستان لكن حقيقة قولهم ان قد اتوا*** بالكذب عند مصالح الانسان والفيلسوف وذا الرسول لديهم*** متفاوتان وما هما عدلان أما الرسول ففيلسوف عوامهم***والفيلسوف نبي ذي البرهان والحق عندهم ففيما قاله*** اتباع صاحب منطق اليونان ومضى على هذه المقالة أمة*** خلف ابن سينا فاغتذوا بلبان منهم نصير الكفرة في أصحابه*** الناصرين لملة الشيطان فأسأل بهم ذا خبرة تلقاهم*** أعداء كل موحد رباني وأسأل بهم ذا خبرة تلقاهم*** أعداء رسل الله والقرآن صوفيهم عبد الوجود المطلق*** المعدوم عند العقل في الأعيان أو ملحد بالاتحاد يدين لا بالتوحيـ***ـد منسلخ من الأديان معبوده موطوءه فيه يرى*** وصف الجمال ومظهر الاحسان الله أكبر كم على المذهب الـ***ـملعون بين الناس من شيخان يبقون منهم دعوة ويقبلو***ن أياديا منهم رجا الغفران ولو أنهم عرفوا حقيقة أمرهم*** رجموهم لا شك بالصوان فابذر لهم أن كنت تبغي كشفهم***وافرش لهم كفان من الأتبان وأظهر بمظهر قابل منهم ولا*** تظهر بمظهر صاحب النكران وانظر الى أنهار كفرت فجرت*** وتهم لولا السيف بالجريان فصل في مقالات طوائف الاتحادية في كلام الرب جل جلاله وأتت طوائف الاتحاد بملة*** طمت على ما قال كل لسان قالوا كلام الله كل كلام هذا الـ***ـخلق من جن ومن انسان نظما ونثرا زوره وصحيحه*** صدقا وكذبا واضح البطلان فالسب والشتم القبيح وقذفهم*** للمحصنات وكل نوع اغان والنوح والتعزيم والسحر المبـ***ـين وسائر البهتان والهذيان هو عين قول الله جل جلاله*** وكلامه حقا بلا نكران هذا الذي أدى اليه أصلهم*** وعليه قام مكسح البنيان اذ أصلهم أن الاله حقيقة*** عين الوجود وعين ذي الأكوان فكلامهما وصفاتها هو قوله*** وصفاته ما ها هنا قولان وكذاك قالوا أنه الموصوف بالضـ***ـدين من قبح ومن أحسان وكذلك قد وصفوه أيضا بالكما***ل وضده من سائر النقصان هذي مقالات الطوائف كلها*** حملت اليك رحصة الأثمان وأظن لو فتشت كتب الناس ما*** ألفيتها أبدا بذا التبيان زفت اليك فإن يكن لك ناظر*** أبصرت ذات الحسن والاحسان فاعطف على الجهمية المغل الألي*** خرقوا سياج العقل والقرآن شرد بهم من خلفهم واكسرهم*** بل ناد في ناديهم بأذان أفسدتم المعقول والمنقول والـ***ـمسموع من لغة بكل لسان أيصح وصف الشيء بالمشتق الـ***ـمسلوب معناه لذي الأذهان أيصح صبار ولا صبر له*** ويصح شكار بلا شكران ويصح علام ولا علم له*** ويصح غفار بلا غفران ويقال هذا سامع أو مبصر*** والسمع والأبصار مفقودان هذا محال في العقول وفي النقو***ل وفي اللغات وغير ذي امكان فلئن زعمتم أنه متكلم*** لكن بقول قام بالانسان أو غيره فيقال هذا باطل*** وعليكم في ذاك محذوران نفي اشتقاق اللفظ للموجود معـ***ـناه به وثبوته للثاني أعني الذي ما قام معناه به*** قلب الحقائق أقبح البهتان ونظير ذا اخوان هذا مبصر*** وأخوه معدود من العميان سميه الأعمى بصيرا اذ أخو***ه مبصر وبعكسه في الثاني فلئن زعمتم أن ذلك ثابت*** في فعله كالخلق للأكوان والفعل ليس بقائم بالهنا*** اذ لا يكون محل ذي حدثان ويصح أن يشتق منه خالق*** فكذلك المتكلم الوحداني هو فاعل لكلامه وكتابه*** ليس الكلام له بوصف معان ومخالف المعقول والمنقول والـ***ـفطرات والمسموع للانسان من قال أن كلامه سبحانه*** وصف قديم أحرف ومعان والسين عند الباء ليست بعدها*** لكن هما حرفان مقترنان أو قال أن كلامه سبحانه*** معنى قديم قام بالرحمن ما أن له كل ولا بعض ولا أل***عربي حقيقته ولا العبراني والأمر عين النهي وأستفهامه*** هو عين أخبار بلا فرقان وكلامه كحياته ما ذاك مقـ***ـدور له بل لازم الرحمن هذا الذي قد خالف المعقول والـ***ـمنقول والفطرات للانسان أما الذي قد قال أن كلامه*** ذو أحرف قد رتبت ببيان وكلامه بمشيئة وارادة*** كالفعل منه كلاهما سيان فهو الذي قد قال قولا يعلم الـ*** ـعقلاء صحته بلا نكران فلأي شيء كان ما قد قلتم*** أولى وأقرب منه للبرهان ولأي شيء دائما كفرتم*** أصحاب هذا القول بالعدوان فدعوا الدعاوى وابحثوا معنى*** بتحقيق وانصاف بلا عدوان وارفوا بمذاهبكم وسدوا خرقها*** ان كان ذاك الرفو في الامكان فاحكم هداك الله بينهم فقد*** ادلوا اليك بحجة وبيان لا تنصرن سوى الحديث وأهله*** هم عسكر الايمان والقرآن وتحيزن اليهم لا غيرهم*** لتكون منصورا لدى الرحمن فتقول هذا القدر قد أعيا على*** أهل الكلام وقاده أصلان أحديهما هل فعل مفعوله*** او غيره فهما لهم قولان والقائلون بانه هو عينه*** فروا من الأوصاف بالحدثان لكن حقيقة قولهم وصريحة*** تعطيل خالق هذه الأكوان عن فعله اذ فعله مفعوله*** لكنه ما قام بالرحمن فعلى الحقيقة ما له فعل اذ الـ*** ـمفعول منفصل عن الديان والقائلون بأنه غير له*** متنازعون وهم فطائفتان احداهما قالت قديم قائم*** بالذات وهو كقدرة المنان سموه تكوينا قديما قاله*** اتباع شيخ العالم النعماني وخصومهم لم ينصفوا في رده*** بل كابروهم ما اتوا ببيان والآخرون لما رأوه أمرا حادثا*** بالذات قام وانهم نوعان أحداهما جعلته مفتتحا به***حذر التسلسل ليس ذا امكان هذا الذي قالته كرامية*** ففعاله وكلامه سيان والآخرون أولو الحديث كأحمد*** ذاك ابن حنبل الرضي الشيباني قد قال ان الله حقا لم يزل*** متكلما أن شاء ذو احسان جعل الكلام صفات فعل قائم*** بالذات لم يفقد من الرحمن وكذاك نص على دوام الفعل*** بالاحسان أيضا في مكان ثان وكذا ابن عباس فراجع قوله*** لما أجاب مسائل القرآن وكذاك جعفر الامام الصادق الـ*** ـمقبول عند الخلق ذو العرفان قد قال لم يزل المهيمن محسنا***برا جوادا عند كل أوان وكذا الامام الدارمي فانه*** قد قال ما فيه هدى الحيران قال الحياة مع الفعال كلاهما*** متلازمان فليس يفترقان صدق الامام فكل حي فهو فعال وذا في غاية التبيان الا اذا ما كان ثم موانع***من آفة أو قاسر الحيوان والرب ليس لفعله مانع*** ما شاء كان بقدرة الديان ومشيئة الرحمن لازمة له***وكذاك قدرة ربنا الرحمن هذا وقد فطر الاله عباده*** أن المهيمن دائم الاحسان أو لست تسمع قول كل موحد*** يا دائم المعروف والسلطان وقديم الاحسان الكثير ودائم ال*** جود العظيم وصاحب الغفران من غير انكار عليهم فطرة*** فطروا عليها لا توصي ثان أو ليس فعل الرب تابع وصفه*** وكماله أفذاك ذو حدثان وكماله سبب الفعال وخلقه*** أفعالهم سبب الكمال الثاني أو ما فعال الرب عين كماله*** أفذاك ممتنع عن المنان أزلا الى أن صار فيما لم يزل*** متمكنا والفعل ذو امكان تالله قد ضلت عقول القوم اذ*** قالوا بهذا القول ذي البطلان ماذا الذي أضحى له متجددا*** حتى تمكن فانطقوا ببيان والرب ليس معطلا عن فعله*** بل كل يوم ربنا في شان والأمر والتكوين وصف كماله*** ما فقد ذا ووجوده سيان وتخلف التأثير بعد اتمام مو***جبه محال ليس في الامكان والله ربي لم يزل ذا قدرة*** ومشيئة ويليها وصفان العلم مع وصف الحياة وهذه*** اوصاف ذات الخلق المنان وبها تمام الفعل ليس بدونها*** فعل يتم بواضح البرهان فلأي شيء قد تأخر فعله*** مع موجب قد تمّ بالأركان ما كان ممتنعا عليه الفعل بل*** ما زال فعل الله ذا امكان والله عاب المشركين بأنهم*** عبدوا الحجارة في رضا الشيطان ونعى عليهم كونها لس بخا***لقة وليست ذات نطق وبيان فأبان أن العقل والتكليم من*** أوثانهم لا شك فقودان واذا هما فقدوا فما مسلوبها*** بأله حق هو ذو بطلان والله فهو اله الحق دائما*** أفعنه ذا الوصفان مسلوبان أزلا وليس لفقدها من غاية هذا المحال وأعظم البطلان ان كان رب العرش حقا لم يزل*** أبدا اله الحق ذا سلطان فكذاك أيضا لم يزل متكلما***بل فاعلا ما شاء ذا احسان والله ما في العقل ما يقضي لذا*** بالرد والابطال والنكران بل ليس في المعقول غير ثبوته*** للخالق الأزلي ذي الاحسان هذا وما دون المهيمن حادث*** ليس القديم سواه في الأكوان والله سابق كل شيء غيره*** سبحانه جل العظيم الشان لسنا نقول كما يقول الملحد الـ***زنديق ضاحب منطق اليونان بدوام هذا العام المشهود والـ***أرواح في أزل وليس بفان هذا مقالات الملحدة الألى*** كفروا بخالق هذه الأكوان وأتى ابن سينا بعد ذاك مصانعا*** للمسلمين فقال بالامكان لكنه الأزلي ليس بمحدث*** ما كان معدوما ولا هو فان وأتى بصلح بين طائفتين بينهما الحروب وما هما سلمان أنى يكون المسلمين وشيعة الـ***يونان صلحا قط في الايمان والسيف بين الأنبياء وبينهم*** والحرب بينهم فحرب عوان وكذا أتى الطوسي بالحرب الصر***يح بصارم منه وسل لسان وأتى الى الاسلام ليهدم أصله*** من أسه قواعد البنيان عمر المدارس للفلاسفة الألى*** كفروا بدين الله والقرآن وأتى الى أوقاف أهل الدين بنقلها اليهم فعل ذي أضغان وأراد تحويل الاشارت التي*** هي لابن سينا موضع الفرقان وأراد تحويل الشريعة بالنوا*** ميس التي كانت لذي اليونان لكنه علم اللعين بأن ها***ذا ليس في المقدور والامكان الا اذا قتل الخليفة والقضا***ة وسائر الفقهاء في البلدان فسعى لذلك وساعد المقدور بالأمر الذي هو حكمة الرحمن فأشار أن يضع التتار سيوفهم*** في عسكر الايمان والقرآن لكنهم يبقون أهل مصانع الد*** نيا لأجل مصالح الأبدان فغدا على سيف التتار الألف في*** مثل لها مضروبة بوزان وكذا ثمان مئينهما في الفها***مضروبة بالعد والحسبان حتى بكى الاسلام أعداه اليهود***كذا المجوس وعابد الصلبان فشفى اللعين النفس من حزب الر***سول وعسكر الايمان والقرآن وبوده لو كان في أحد وقد*** شهد الوقيعة مع أبي سفيان لأقر أعينهم وأوفى نذره*** أو ان يرى متمزق اللحمان وشواهد الأحداث ظاهرة على*** ذا العالم المخلوق بالبرهان وأدلة التوحيد تشهد كلها*** بحدوث كل ما سوى الرحمن أو كان غير الله جل جلاله*** معه قديما كان ربا ثان اذ كان عن رب العلى مستغنيا*** فيكون حينئذ لنا ربان والرب باستقلاله متوحد*** أفممكن أن يستقل اثنان لو كان ذاك تنافيا وتساقطا*** فإذا هما عدمان ممتنعان والقهر والتوحيد يشهد منهما*** كل لصاحبه هما عدلان ولذك اقترنا جميعا في صفا***ت الله فانظر ذاك في القرآن فالواحد القهار حقا ليس في الا*** مكان أن تحظى به ذاتان فصل في اعتراضهم على القول بدوام فاعلية الرب تعالى وكلامه والانفصال عنه فلئن زعمتم أن ذاك تسلسل*** قلنا صدقتم وهو ذو امكان كتسلسل التأثير في مستقبل***هل بيت ذلك قط من فرقان والله ما افترقا لذي عقل ولا*** نقل ولا نظر ولا برهان في سلب امكان ولا في ضده*** هذي العقول ونحن ذو أذهان فليأت بالفرقان من هو فاروق*** فرقا يبين لصالح الأذهان وكذاك سوى الجهم بينهما كـ***ـذا العلاف في الانكار والبطلان ولأجل ذا حكما بحكم باطل*** قطعا على الجنات والنيران فالجهم أفنى الذات والعلاف*** للحركات افنى قاله الشوران وأبو علي وابنه والأشعري*** وبعده ابن الطيب الرباني وجميع أرباب الكلام الباطل ال***مذموم عند أئمة الايمان فرقوا وقالوا ذاك فيما لم يزل*** حق وفي أزل بلا امكان قالوا لأجل تناقض الأزلي وال***أحداث ما هذان يجتمعان لكن دوام الفعل في مستقبل*** ما فيه محذور من النكران فانظر الى التلبيس في ذا الفرق تر**ويجا على العوران والعميان ما قال ذو عقل بأن الفرد ذو*** أزل لذي ذهن ولا أعيان بل كل فرد فهو مسبوق بفرد***قلبه أبدا بلا حسبان ونظير هذا كل فرد فهو ملحـ ***ـوق بفرد بعده حكمان النوع والآحاد مسبوق وملحـ ***ـوق وكل فهو منها فان والنوع لا يفنى أخيرا فهو لا*** يفنى كذلك أولا ببيان وتعاقب الآنات أمر ثابت*** في الذهن وهو كذلك في الأعيان فإذا أبيتم ذا وقلتم أول الـ*** ـآنات مفتتح بلا نكران ما كان ذاك الآن مسبوقا يرى*** الا بسلب وجوده الحقاني فيقال ما تعنون بالآنات هل*** تعنون مدة هذه الأزمان من حين أحداث السموات العلى*** والأرض والأفلاك والقمران ونظنكم تعنون ذاك ولم يكن*** من قبلها شيء من الأكوان هل جاءكم في ذاك من أثر ومن *** نص ومن نظر ومن برهان هذا الكتاب وهذه الآثار والمعـ***ـقول في الفطرات والأذهان أنا نحاكمكم الى ما شئتمو*** منها فكل الحق في تبيان أزليس خلق الكون في الأيام كا***ن وذاك مأخوذ من القرآن أوليس ذلكم الزمان بمدة*** لحدوث شيء وهو عين زمان فحقيقة الأزمان نسبة حادث*** لسواه تلك حقيقة الأزمان واذكر حديث السبق للتقدير والتو***قيت قبل جميع ذي الأعيان خمسين ألفا من سنين عدها المخـ***ـتار سابقة لذي الأكوان هذا وعرش الرب فوق الماء من*** قبل السنين بمدة وزمان والناس مختلفون في القلم الذي*** كتب القضاء به من الديان هل كان قبل العرش أو هو بعده*** قولان عند ابي العلا الهمذاني والحق أن العرش قبل لأنه*** قبل الكتابة كان ذا أركان وكتابة القلم الشريف تعقبت*** ايجاده من غير فصل زمان لما براه الله قال أكتب كذا*** فغدا بأمر الله ذا جريان فجرى بما هو كائن أبدا الى*** يوم الميعاد بقدرة الرحمن أفكان رب العرش جل جلاله*** من قبل ذا عجز وذا نقصان أم لم يزل ذا قدرة والفعل مقـ***ـدور له أبدا وذو امكان فلئن سئلت وقلت ما هذا الذي***اداهم لخلاف ذا التبيان ولأي شيء لم يقولوا إنه*** سبحانه هو دائم الاحسان فأعلم بأن القوم لما أسسوا*** أصل الكلام عموا عن القرآن وعن الحديث ومقتضى المعقول بل*** عن فطرة الرحمن والبرهان وبنوا قواعدهم عليه فقادهم*** قسرا الى التعطيل والبطلان نفي القيام لكل أمر حادث*** بالرب خوف تسلسل الأعيان فيسد ذاك عليهم في زعمهم*** اثبات صانع هذه الأكوان اذ أثبتوه يكون ذي الأجساد حا***دثة فلا تنفك عن حدثان فإذا تسلسلت الحوادث لم يكن*** لحدوثها اذ ذاك من برهان فلأجل ذا قالوا التسلسل باطلا*** والجسم لا يخلو عن الحدثان فيصح حينئذ حوث الجسم من*** هذا الدليل بواضح البرهان هذي نهايات لاقدام الورى*** في ذا المقام الضيق الأعطان فمن ذا الذي يأتي بفتح بين*** ينجي الورى من غمرة الحيران فالله يجزيه الذي هو أهله*** من جنة المأوى مع الرضوان فاسمع إذا وافهم فذاك معطل*** ومشبه وهداك ذو الغفران هذا الدليل هو الذي أرداهم*** بل هد كل قواعد القرآن وهو الدليل الباطل المردود عند أئمة التحقيق والعرفان
__________________
عندما تنتحر الحريات تعجز الديمقراطية عن عمل عزاء للشرف .
|
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|