شربة عسل
خطوات ليان الصغيرة تقترب مني بخفة ، تملأ عينيها الدموع ، بين العبرات و النهنهات ، تشكو لي كيف أغلق بودي (ابن خالتها الذي يصغرها بعام) باب البيت الذي يفضي للحديقة و كم ضايقها ذلك. أسمع صوت الضيق الذي أصابها به دور البرد المؤذي الذي تلبسها.
بعد أن تحدث أخبارها ، أحملها و أهدىء من روعها و أخبرها أنه لا ينبغي أن يضايقها أحد و أن الأمور ستسير كما تود ، فقط سنعرج بالمطبخ و نتناول العسل .
نجلس في المطبخ، تتناول ملعقة صغيرة من العسل ، فوراً يسري النشاط فيها فتطلب المزيد و المزيد. تدب فيها الحيوية مع قطرات العسل .
_ تريد ماء ، لكن ستختار الكوب الذي تتناول فيه الماء .
تنشغل بالأكواب المختلفة الأشكال و الأحجام المرتبة في خزانة المطبخ . تستعرض الأكواب ثم يعجبها واحد ، أملأه ماء ، أسمي الله فتشرب. نصل إلى الحديقة و قد أزال فضل الله من العسل الزعل و الهم و المرض و نسينا المشكلة و حلها . عندها تحدثني مجدداً:
_ أيمكن أن تحضري لي الألعاب من البيت كي ألعب مع بودي؟!
|