اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 28-10-2010, 10:55 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

صداقات صالح
تركزت الفكرة في قيام «صالح» ببيع البيض داخل المواقع للجنود الإسرائيليين، وبالفعل تمت الفكرة بنجاح وبدأ الطفل يحقق صداقات داخل المواقع ومع الجنود لقد كان صديقا مهذبا وبائعا في نفس الوقت، وكان يبيع ثلاث بيضات مقابل علبة من اللحوم المحفوظة أو المربى، وداومت المخابرات المصرية على الاتصال به وتزويده بما يحتاج من البيض لزيارة أكبر قدر من المواقع حتى يمكن جمع المعلومات منها.
وبعد شهر تقريبا بدأت مهمة الطفل في جمع المعلومات بطريقة تلقائية من خلال المشاهدة والملاحظة وبعد أشهر معدودة جذب عددا من الجنود لصداقته فكان يجمع المعلومات بطريقته البريئة من خلال الحديث معهم، كان في كل مرة يحمل مجموعة قليلة من البيض يبعها ثم يعود إلى منزله يحمل مجموعة أخرى إلى موقع آخر تعودعلى المكان وتعود عليه الجنود حتى أنهم كانوا يهللون فرحا حينما يظهر.

ومع الأيام تكونت الصداقات واستطاع الطفل التجول بحرية شديدة داخل مواقع العدو بدون أن يحمل معه البيض كان يتعامل بتلقائية شديدة وبذكاء مرتفع لم تكن أبدا ملامحه تظهر هذا الذكاء، وظل يداعب الجنود، ويمرح معهم ويمارس الألعاب معهم، يستمع لما يقولون وكأنه لا يفهم شيئا وما أن يصل إلى الضابط حتى يروي له بالتفاصيل ما سمعه من الجنود، وما شاهده في المواقع بدون ملل.
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #17  
قديم 28-10-2010, 10:57 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

معلومات قيمة
وبعد أربعة أشهر بدأ حصاد الطفل يظهر في صورة معلومات لقد استطاع أن يقدم للمخابرات المصرية ما تعجز عنه الوسائل المتقدمة، وتكنولوجيا التجسس وقتذلك.
فقد نجح في التعرف على الثغرات في حقول الألغام المحيطة لأربعة مواقع مهمة بها المدافع الثقيلة بالإضافة إلى مولدات الكهرباء، ووضع خزانات
المياه، وبيان تفصيلي عن غرف الضباط، وأماكن نوم الجنود وأعداد الحراسة الليلية، وكل التفاصيل الدقيقة حتى الأسلاك الشائكة، وكان يستطيع الطفل
رسمها، ومع تعليمات ضابط المخابرات استطاع الطفل التمييز بين أنواع الأسلحة ظل الطفل يسرد للمخابرات ما يحدث داخل المواقع من كبيرة وصغيرة وبناء على ما تجمعه المخابرات من الطفل ترسم الخطط المستقبلية لكيفية الاستفادة القصوى من الطفل مع توفير أكبر قدر من الأمان والرعاية له.

مضايقات
كثيرا ما كان يتعرض الطفل أثناء احتكاكه بالجنود الصهاينة للمضايقات والشتائم وأحيانا الضرب من بعضهم لكن دون شك فيه، وكان ضابط المخابرات
المصرية «كيلاني» يخفف عنه الآلام، ويبث فيه روح الصبر والبطولة وكان أصدقاؤه من الجنود الإسرائيليين أيضا يخففون عنه الآلام، وينقذونه من تحت أيدى وأقدام زملائهم، وكان من أبرز أصدقاء الطفل «صالح» ضابط يهودي من أصل يمني يدعى «جعفر درويش» من مواليد جيحانه في اليمن وكان قائداً للنقطة 158 المسماة بموقع الجباسات، ظل الطفل يتحمل مشقة المهمة حتى
جاء شهر سبتمبر 1973 قبل الحرب بشهر واحد.

وبعد اختباره في عملية نفذها الطفل بدقة عالية قام ضابط المخابرات المصرية بتزويد الطفل بقطع معدنية صغيرة، وتم تدريبه على كيفية وضعها في غرف قادة المواقع التي يتردد عليها وطريقة لصقها من الوجه الممغنط في الأجزاء الحديدية المختفية كقوائم الأسرة وأسقف الدواليب الحديدية،
وكانت هذه العملية مملوءة بالمخاطر والمحاذير، وكان هناك تردد من قيام الطفل بها حتى لا يتعرض للمخاطرة، ولكن الطفل رغب في القيام بهذه المهمة وذهب وترك الضابط في قلق شديد.

قلق وحيرة كانت تراوده الظنون التي لا تنقطع، ظل الضابط ناظرا إلى السماء لا يستطيع الجلوس في مكان حتى قاربت الشمس على المغيب فزاد القلق والحيرة والتساؤل:
هل تم القبض على الطفل؟ لابد أنه يذوق ألوان العذاب الآن وما العمل؟
وكيف الخلاص إذا تم اكتشاف الطفل؟ كيف يمكن تخليصه من هذا العدو الصهيوني؟
ووسط هذه التساؤلات ظهر الطفل ليغمر وجه الضابط فرحة لا يمكن تصورها. لقد عاد بكامل صحته حاملا لعلامة النصر واستطاع إنجاز أصعب
عملية في حياته ليسجل التاريخ اسمه، لقد مكنت العملية الأخيرة التي قام بها الطفل باقتدارالمخابرات المصرية من الاستماع من خلال هذه القطع المعدنية التي بداخلها جهاز إرسال دقيق إلى كل ما يدور داخل حجرات القيادة من أحاديث وأوامر من كيفية التعامل مع هذه المواقع أثناء العبور، كما استطاع المصريون التعامل مباشرة أثناء المعركة مع هذه المواقع بتوجيه إنذارات إليهم للاستسلام.

كل هذا ولم يكشف الضابط في زيه الإعرابي عن شخصيته للطفل وقبل الحرب بعشرين يوماوصدرت الأوامر من المخابرات المصرية بنقل الطفل وأسرته إلى القاهرة، ولم يكن الأمر سهلا خاصة فقد نقل صالح وعائلته من الصحراء إلى القناة وتم عبورهم للقناة ومنها إلى «ميت أبو الكوم»
حيث كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات في استقبالهم
وبعد أيام من نصر أكتوبر أدرك الطفل صالح مدى أهمية ما قام به من أعمال خارقة ساهمت في انتصارات أكتوبر ودخل صالح مبنى المخابرات المصرية فوجد الإعرابي المهرب مرتديا زيا مدنيا لتملأ الدهشة وجه الصغير، ويقوم الضابط «كيلاني» برعايته في التعليم ويدور الزمان ليجلس الطفل مكان «الرائد كيلاني» على مقعده وفي غرفته.
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->

آخر تعديل بواسطة محمد حسن ضبعون ، 28-10-2010 الساعة 10:59 PM
  #18  
قديم 28-10-2010, 11:55 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي عملاء زرعتهم المخابرات المصرية داخل إسرائيل

كشف الخبير الاستراتيجي المصري اللواء سامح سيف اليزل لأول مرة عن قصص مثيرة لثلاثة عملاء نجحت المخابرات العامة المصرية في زرعهم داخل إسرائيل لعدة سنوات واختراق الحاجز الأمني‏,‏ بل وتجنيد أحدهم في قيادة جيش الدفاع وآخر في ميناء حيفا‏,‏ مما دفع السلطات الإسرائيلية إلي الاعتراف بتلقيها لطمة قوية من جهاز المخابرات المصري‏.‏
وقال اليزل لصحيفة "الأهرام" المصرية اليوم السبت ان العملاء الثلاثة هم‏:‏ كيبورل يعقوبيان وشموئيل باروخ وعبد الرحمن قرمان‏,‏ وقال إن إسرائيل اعترفت بذلك من خلال كتاب صدر تحت عنوان الجواسيس‏.
واضاف، ان إسرائيل نفسها اعترفت بنجاح جهاز المخابرات المصرية في اختراق الحاجز الإسرائيلي وزرع عملاء داخل إسرائيل من خلال كتاب إسرائيلي يحمل عنوان "الجواسيس" وهو الكتاب الذي ظل ينتقل لمدة ‏3‏ سنوات ما بين الرقابة العسكرية والشاباك والموساد والأمان ثم نقل إلي دائرة الشئون الجنائية والأمنية في الادعاء العام الإسرائيلي لمراجعته واقراره ولم يتم الموافقة علي نشره إلا بعد أن وافقت محكمة العدل العليا الإسرائيلية علي نشره بحكم قضائي‏.‏
ويتحدث الكتاب عن أهم عشرين قضية تجسس نجحت أجهزة المخابرات المختلف في العالم في اختراق الحاجز الإسرائيلي وزرع عملاء داخل إسرائيل‏.‏
وأورد الكتاب أربع قضايا لعملاء مصريين تم زرعهم بواسطة المخابرات العامة المصرية منهم رفعت الجمال والذي دخل إسرائيل تحت اسم جاك بيتون والشهير برأفت الهجان وقصته معروفة للجميع‏,‏ وثلاثة آخرون هم‏:‏ كيبورك يعقوبيان وشموئيل سامي باروخ وعبدالرحيم قرمان ـ وهذا يعني أن من بين عشرين عميلا كانوا يعملون لصالح أجهزة المخابرات في العالم أربعة عملوا لصالح المخابرات المصرية أي أن ‏20%‏ من إجمالي أقوي عشرين عملية تجسس ضد إسرائيل كانت من نصيب المصريين‏.‏
العميل الأول..
هو كيبورك يعقوبيان أو يتسحاق كوتشـك ولد في مصر عام ‏1938‏ لعائلة أرمينية‏..‏ ودرس في المدارس المصرية وعند بلوغه سن العشرين عاما توفي والده وأصبح العائل الوحيد للأسرة فتوقف عن الدراسة وعمل بالتصوير حتي يستطيع توفير المال لأسرته‏..‏ وعلي الرغم من عدم إكمال تعليمه إلا أنه كان يتحدث أربع لغات بخلاف اللغة العربية وهي الانجليزية والفرنسية والاسبانية والتركية‏.‏
تم تجنيده بواسطة المخابرات العامة المصرية لزرعه داخل إسرائيل وتم تدريبه وإعداده لمدة عام كامل اشتملت علي إجراء عملية ختان له حيث إن اليهود يختتنون ولم يكن هو كذلك‏,‏ وأعطي هوية جديدة باسم يتسحاق كوتشك يهودي من مواليد عام‏1935‏ في اليونان ـ وسافر إلي البرازيل بناء علي الخطة الموضوعة من جانب المخابرات المصرية في شهر أبريل عام‏1960‏ بحرا وبعد وصوله إلي البرازيل بشهرين اندمج مع الجالية اليهودية في سان باولو وفي نهاية عام‏1961‏ تقدم إلي مكتب الوكالة اليهودية بطلب هجرة إلي إسرائيل وتم قبول طلبه وأبحر من البرازيل إلي إسرائيل عن طريق إيطاليا ووصل ميناء حيفا في منتصف عام‏1961.‏
بعد انتهاء دراسته للغة العبرية في إحدي الكيبوتسات طلبت المخابرات المصرية منه أن يتجند في الجيش الإسرائيلي وبالفعل تم تجنيده في سلاح النقل لجيش الدفاع الإسرائيلي وتدرب علي قيادة سيارات النقل الثقيلة في قاعدة عسكرية في منطقة بيت نبالا بالقرب من مدينة اللد ثم عين سائقا لأحد الضباط الكبار في قيادة الدفاع المدني وهو العقيد شمعيا بكنشتين ومن خلال وجوده في جيش الدفاع الإسرائيلي أرسل كما هائلا من المعلومات المهمة إلي المخابرات المصرية ونظرا لخبرته السابقة كمصور قام بتصوير أهداف عسكرية مهمة كما ورد في الكتاب الإسرائيلي وباعتراف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي اضطرت لإجازة طبع الكتاب‏.‏
قبض علي يتسحاق كوتشك بعد عدة سنوات من العمل مع المخابرات المصرية وأثناء محاكمته وصفته صحيفة يديعوت أحرونوت بأنه حوت ضخم لا يمكن لأجهزة الأمن الإسرائيلية القبض علي العديد مثله‏,‏ وحكمت المحكمة عليه بأقصي عقوبة وهي ثمانية عشرة عاما في السجن وظل في السجن لمدة عامين فقط‏,‏ وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر ابريل/نيسان عام ‏1966‏ تم تبادله مع ثلاثة إسرائيليين كانوا قد اجتازوا الحدود المصرية بدون إذن وهم يلفيد حانوخا وابنه صموئيل حانوخا وعودي مائير وطلبت مصر استلام فدائيين فلسطينيين مع يتسحاق كوتشك هما حسين حسن الحفاني وسعيد خميس عبدالقادر اللذان قبض عليهما في إسرائيل وهما في طريقهما لتنفيذ عملية فدائية في الداخل.
العميل الثاني..
هو رجل الأعمال الإسرائيلي شموئيل سامي باروخ والذي ولد في عام‏1923‏ في مدينة القدس الحي القديم والده صيدلي والعائلة ثرية تعيش في الحي اليهودي بالقدس منذ مدة طويلة درس في البلدة القديمة بالقدس ثم درس في المدرسة الزراعية بمنطقة برديس حنا ثم انتقل للدراسة في كلية سانت جورج التابعة للكنيسة الانجليكانية ثم أنهي دراسته في معهد النسيج بمدينة مانشستر في بريطانيا‏,‏ واندلعت الحرب العالمية الثانية وبعد مرور عامين تجند شموئيل باروخ في الجيش البريطاني ووصل إلي رتبة رقيب أول وأصيب في المعارك وحصل علي عدة أوسمة وبعد الحرب في عام‏1946‏ استكمل دراسته
وتخرج عام ‏1949‏ كهندس نسيج وأنشأ مصنعا للنسيج في مانشستر وتزوج وأنجب ثلاثة أولاد وبعد نحو عشر سنوات وفي عام ‏1958‏ عاد إلي إسرائيل مع زوجته وأولاده وأقام في تل أبيب وأنشأ مصنعا للنسيج في كريات جات باسم أرجدين للنسيج في عام ‏1963‏ أفلس المصنع وباع الدائنون المصنع إلي مصنع منافس له تحت اسم مصنع بولجيت مما أصاب باروخ بصدمة نفسية شديدة‏.‏
وعلي التوازي حين كان رجل أعمال وقبل إفلاسه عمل كناشط سياسي حيث انضم إلي حركة سياسية جديدة في ذلك الوقت تدعي إسرائيل الشابة وتم تعيينه رئيسا للجنة المالية للحركة وكانت هذه الحركة تعد نفسها للاشتراك في الانتخابات السادسة للكنيست الإسرائيلي وكان باروخ يرغب بشدة في دخول الكنيست كعضو منتخب‏.‏
وبعد إفلاس باروخ في عام ‏1963‏ قرر السفر وعائلته إلي سويسرا في محاولة لتوفير سيولة مالية بشكل أو بآخر حتي يعود لبدء نشاطه مرة أخري في إسرائيل ووصل بالفعل إلي جنيف وأقام وأسرته لدي أحد أقاربه هناك‏.‏
علمت المخابرات العامة المصرية بوجود باروخ في جنيف وبتفاصيل حياته بالكامل ومنها حالته المالية المتدهورة وتم تجنيده للعمل لصالح مصر وتم تدريبه للعمل من داخل إسرائيل ورجع إلي إسرائيل هو وأسرته وقدم معلومات اقتصادية وسياسية مهمة من خلال اتصالاته ومعارفه لعدة سنوات‏,‏ إلا أن رعونته وثقته الزائدة في نفسه أدت إلي القبض عليه ومحاكمته وحكم عليه بالسجن ثمانية عشر عاما أمضي منها ‏10‏ سنوات ثم أفرج عنه خلال عفو لبعض السجناء وترك إسرائيل وسافر لإحدي الدول الأوروبية التي يعيش بها حتي اليوم‏.
العميل الثالث..
هو عبد الرحيم قرمان والذي ولد في عام ‏1938‏ لإحدي العائلات العربية الثرية والمحترمة في مدينة حيفا وكانت عائلته معروفة خلال الانتداب البريطاني بأنها عائلة محترمة ومعتدلة وجاء ثراء هذه العائلة نتيجة امتلاكهم أراضي كثيرة في مناطق الجليل الغربي ومدينة الكرمل‏,‏ تلقي تعليمه في المدرسة الثانوية في حيفا وغادر قريته في نهاية الخمسينيات وسافر إلي أوروبا وتعرف علي شابة فرنسية تدعي مونيك وتزوجها بعد أن أسلمت وعادا معا إلي إسرائيل وفي عام‏1967‏
غادر ومعه زوجته إسرائيل إلي فرنسا مرة أخري من أجل تبني ولد من أحد مخيمات اللاجئين في الدول العربية وتعرف علي أحد المصريين الذي قدمه إلي أحد ضباط المخابرات العامة الذي استطاع بعد فترة أن يجنده ويدربه للعمل لصالح مصر وكلف بمهام مهمة للغاية حسبا ما جاء بكتاب الجواسيس الإسرائيلي منها تصوير سفن سلاح البحرية الإسرائيلي في حيفا وتصوير الصواريخ من طراز جبرائيل التي تطلق من البحر علي أهداف بحرية وكانت هذه الصواريخ من الأسرار العسكرية المهمة في جيش الدفاع الإسرائيلي كما كلف باختبار ملائمة طريق حيفا ـ عكا لاقلاع وهبوط الطائرات الحربية وقت الطوارئ ومحاولة التقرب من اليهود خاصة الذين يسافرون كثيرا للخارج مع التركيز علي العاملين في القوات الجوية الإسرائيلية‏,‏
وفي ربيع عام ‏1969‏ نجح قرمان في تجنيد عميل جديد للمخابرات المصرية بناء علي التعليمات الصادرة له وجند توفيق فياض بطاح البالغ من العمر ثلاثين عاما ويعمل موظفا في جمارك ميناء حيفا حيث رؤي ضرورة وجود أحد العملاء بصفة دائمة داخل الميناء لمراقبة القطع البحرية الإسرائيلية والابلاغ عن كافة المعلومات والتفاصيل عنها وهو الأمر الذي تم بنجاح حتي نهاية عام ‏1970‏ وقبض عليهما لعدم اتباعهما تعليمات الأمن المستديمة وحكم علي قرمان بالسجن لمدة اثني عشر عاما واستأنف الحكم أمام محكمة العدل العليا التي حكمت عليه بستة عشر عاما بزيادة أربعة أعوام عن الحكم الأول‏,‏ أما توفيق بطاح فحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات وظلا بالسجن لمدة أربعة أعوام وقامت المخابرات العامة المصرية بتبادلهما ومعهما آخران عام ‏1974‏ مقابل مبادلة الجاسوس الإسرائيلي باروخ زكي مزراحي ثم قررا السفر إلي إحدي الدول الأوروبية للإقامة بها‏.‏
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #19  
قديم 29-10-2010, 12:01 AM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي المخابرات المصرية تتكلم قليلا وتفعل كثيرا

كالعادة يؤكد جهاز المخابرات المصري انه فوق العادة , وانه فوق كل التوقعات , درب اعضائة بحرفيه تفوق الوصف فبرعوا وانجزوا مهامهم علي اكمل وجه , يفعل كثيرا ولا يتكلم الا نادرا , وبقوا كما عهدناهم درع الامان لكل المصريين
لم تهنأ ابدا العقلية الصهيوينة المتبجحة في ان تنل من رجال المخابرات المصرية الابطال الا فى حالات نادرة جدا معدود علي اصابع اليد الواحدة
كشف كشف جهاز المخابرات المصرية العظيم هذا العام عن شبكتي تجسس تعملان لصالح الصهاينة , وكان بالبراعة التي جعلتهم يخرجون عن سياستهم الموروثة والمعروفة فاخرجوا لنا فيلم الاسري فردت عليهم العقلية المصرية بشبكة ثانية لتقول لهم اننا هنا نعرف ماذا تخططون ونلاعبكم ايها المخابيل
فما كان منهم الا ان شككوا في اشرف مروان البطل المصري الذى خدع الصهاينة سنوات وسنوات ليعيد الى الاذهان رأفت الهجان , ويؤكد ان في مصر 70 مليون رأفت و70 مليون جمعه الشوان فما كان منهم الا ان قاموا بفعلتهم الشنعاء والتي لم نتحقق منها
لكن كلام رئيس المخابرات الاسرائيلية الاسبق شلومو جازيت والذى نشر فى جريدة معاريف امس الي ضلوع إسرائيل في اغتيال رجل الأعمال أشرف مروان، صهر الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، ومستشار الرئيس الراحل أنور السادات، الذي لقي مصرعه في ظروف غامضة يوم الأربعاء الماضي، إثر سقوطه من شرفة منزله بلندن دليل علي فشل المخابرات الاسرائيلية فى الكشف عن شبكات تجسس مصرية او الايقاع بايا من ابطال مصر فلجات الي الاغتيال كعادتها سواء صدق كلام شالوم او اخطأ فهي سلسلة محاولات لتجميل صورة المخابرات الصهيوينة الفاشلة بعد اخفاقاتها المتتالية دون اي انتصار
لكن في النهاية هيهات هيهات
***انا فى الجنة و***اكم فى النار
***انا ابطال و***اكم جيف نتنه
***انا فى قلوبنا وعقولكم و***اكم فى مزابل التاريخ
تحية للبطل الراحل اشرف مروان وتحية لجهاز المخابرات المصري اعظم اجهزة المخابرات فى العالم ورجالة الابطال المعروفين الغير معروفين
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #20  
قديم 29-10-2010, 12:05 AM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي قصة اليهودي المتدين الذي عمل لصالح المخابرات المصرية

قصة اليهودي المتدين
الذي عمل لصالح المخابرات المصرية
بولين اسكندر شاب هادئ الطبع لا يدخن و لا يشرب الخمر شديد النفور من الحسناوات .. يهودى متعصب يؤمن بدينه رغم انه كان فى الثلاثين من العمر الا انه كان دائم التردد على المعابد و حائط المبكى كان ضابط و موجه سياسى فى وحدة البالماخ و لهذه الصفات اشتهر فى اوساط الجيش الاسرائيلى بأنه مثقف له قدرة هائلة على التأثير فى نفوس من يسمعه و كانت ندواته تحوز رضا الجميع و كان الكل فى مدينة بئر السبع يكن له الاعجاب و لم يكن يتصور احد انه عميل خطير يعمل لصالح المخابرات المصرية . كان بيته الانيق فى بئر السبع يطل على الطريق المؤدى الى ميناء ايلات و لخبرته العسكرية كان مراقبا يقظا لشمال صحراء النقب و اطلقت عليه المخابرات المصرية : ( عين النقب ) و استخدم هذا اللقب كوسيلة تعارف بينه و بين الرسل الموفدين اليه من المخابرات المصرية . تبدأ قصته مع المخابرات فى مدينة زيورخ السويسرية خلال جولته السياحية فى عدد من دول اوروبا و فى فندق متوسط المستوى هناك فى شمال مدينة زيورخ عكف على القراءة و اتخذ لنفسه نظاما دقيقا فكان يصحو مبكرا و يتناول افطاره فى غرفته ثم يهبط الى البهو و يحيى صاحبة الفندق و على باب الفندق يستنشق الهواء النقى ثم يقوم برياضة المشى و يعود قرب الظهيرة و يحتسى القهوة ثم يطالع كتاب إلى ان يتناول الغداء فى زاوية بعيدة من المطعم و لا يرفع رأسه عن طبق طعامه و يعتكف امام المدفأه فى المساء يقرأ كتاب و لا يغادر مكانه حتى العشاء و تظل غرفته مضاءة لساعة متأخرة من الليل .و ذات ليله عاصفة فوجئت به ( ماريا ) صاحبة الفندق مرتديا معطفا رفع ياقته حول وجهه و غادر الفندق فى جو عاصف شديد البرودة . و فى الصباح شاهدته لاول مرة على مائدة الافطار و وجهه شاحب و قبل ان يبدأ رياضته الصباحية اتجه الى الهاتف و رفع سماعته ثم التفت حوله و اعادها الى مكانها فقد كان ينوى الاتصال لكنه تراجع ثم ذهب ليمارس رياضة المشى و فى الظهيرة اتصلت به هاتفيا للمرة الاولى امرأه حادثته فى غرفته لدقيقة واحدة طلب بعدها سيارة اجرة ثم هبط من حجرته ممسكا حقيبة صغيرة و كان على عجله من امره و امضى اسبوعاعلى نهجه اليومى و لم يستجد عليه الا حالة اكتئاب كست وجهه و اصبح اقل شهية للطعام و اتصلت به امرأة مرة اخرى و بعد حديث قصير اسرع الى الخارج يبدو عليه المرح فأيقنت صاحبة الفندق ان فى حياته قصة حب لا يريد الافصاح عنها ثم عاد الى الفندق بسيارة خاصة و ليس بسيارة اجرة كما تعود و شاهدته يتبادل حديثا ضاحكا مع محدثته و بعد جولة غامضة ذات مساء عادت اليه حالة الاكتئاب مرة اخرى و رفض تناول الطعام و اعتكف فى غرفته حتى ان ماريا سألته هاتفيا : ( عزيزى بولين هل انت فى حاجة الى استدعاء طبيب ؟ ) فرفض و جاء فى اليوم التالى زائر له ملامح مبهمة و قامة متينة اصطحب بولين الى غرفته فى الفندق و قضيا ساعة ثن هبطا الى البهو و ودعه بولين و عاد الى الهاتف ثم طلب تذكرة سفر الى قبرص . و فى قبرص اختفى بولين بشكل مؤقت حيث نزل فى فندق فلوكسونياباسم مستعار و هو ( فريتز) و بعد اسبوع قدم الى شركة مصر للطيران جواز سفر جديد و حجز مقعدا الى القاهرة و كان فى انتظارة 2 من رجال المخابرات بسيارة سوداء اقلته من المطار إلى شقه مجهزة من اجله فى شارع فؤاد و ساعدوه على التخلص من مكياجه التنكرى و فى المساء دار حديث مهم بينه و بين مدير المخابرات العامة فى اهم غرفة فى جهاز المخابرات و بعدها اصبح اشد تحمسا للعمل مع المصريين و لا تزال تفاصيل الحديث و الاتفاق سرية الا ان نتائجه ان اصبح عميل لمصر فى اسرائيل عرفت المخابرات كيف تستغل المعاناة النفسية التى انتابت بولين عندما شاهد زملائه يموتون فى الحرب فأصابه السخط بعد ان انتشر الادعياء و الانتهازيون و المزورون و تجار الدعارة فى اسرائيل و استطاعوا ان يصلوا الى السلطة بعد ان تاجروا فى كل شئ حتى دماء الشباب اليهودى لصالح مافيا المفرقعات و الاسلحة و كانت المخابرات التقطت هذه المعلومات من المخابرات السوفيتيه التى اتصل بولين باحد ضباطها فى سويسرا . تناول افطاره فى الصبح وسط شباب المخابرات يتوسطهم ضابط كبير و دار الحديث عن الاضطهاد و التشرد و الاذلال الناجم من تعنت اسرائيل .تسلم بولين جهاز لاسلكى و كاميرا صغيرة لتصوير الوثائق و ادوات للكتابة السرية و غادر القاهرة الى اثينا و منها إلى قبرص و فى نيقوسيا عاد للظهور بشخصيته الحقيقية و عندما وصل لبيته فى بئر السبع ارسل اول رسالة الى المخابرات المصرية ايذانا باول جاسوس على دراية واسعة بالشئون و المعدات العسكرية فى النقب و كانت فائدة كبيرة لوجودها فى مفترق الطرق بين اسرائيل و سيناء و كانت كل التحركات العسكرية هناك تجاه ايلات تصل الى القاهرة قبل وصولها الى الوحدات العسكرية .و لم يأخذ من المخابرات سوى 20 الف دولار فى زيورخ و كان يتحرك بدافع مبادئه للسلام .ارتكب خطأ كبيرا عندما حاول اقناع عريف اسرائيلى يدعى شالوم بالعمل معه و كان شاللوم احد افراد المخابرات الاسرائيلية فى بئر سبع كلف ان يتقرب من بولين بعد ان شعرت بشئ غريب فى المكان .ارسل بولين الى القاهرة يخبرها بتجنيد العريف شالوم الذى يعمل فى سلاح الشارة الاسرائيلى و اندهش رجال المخابرات لانهم لم يكلفوه بتجنيده و ابرقوا اليه يطلبوا منه التخلص منه بسرعة لكن بولين كان واثقا تماما من شالوم و ابرق اليهم انه سيحصل على كل الاتصالات العسكرية فى النقب و صارح شالوم انه يعمل مع المخابرات المصرية و اخبرهم ان شالوم وافق على العمل معه . اسرعت المخابرات المصرية بإرسال احد عملائها الى بئر سبع عن طريق تل ابيب متخفيا فى زى تاجر دراجات فرنسى و سلم رسالة الى رفعت الجمال ( جاك بيتون ) فى شركته السياحية مفادها التمهيد مسبقا مع المخابرات الاسرائيلية لتوصيل معلومة مهمة بطريقة يفهم منها ان مصادفة و قوة الحس الوطنى عند رفعت الجمال و فى بئر سبع اخذ ينفى بولين لعميل المخابرات المصرية شكوك مصر لانهالا تستند الى اساس واضح و كان واضح ان شالوم قد تمكن من كسب ثقته .و لم يكن مسموح لعميل مصر بإيه معلومات او تعليمات تثبت صدق اقواله و لكنه طلب من بولين ان ينظر من خلف الستارة إلى السيارة اللاسلكية الواقفة قريبا من بيته فاستهتر بولين بهذه المعلومة و قال انه شئ طبيعى فى اسرائيل فدائما ما تتنقل مثل هذه السيارات فى اسرائيل . و طلبت منه مصر امام عناده و اصراره التوقف تماما عن مزاولة نشاطه الى ان تصله اوامر جديدة و بعد 3 اشهر و دون طلب من المخابراتالمصرية ارسل بولين برقيه يستعلم فيها عن الاوامر الجديدة و واصل ارسال المعلومات و طلبت المخابرات منه ان يمتنع عن اجراء اتصال لاسلكى الى اجل غير مسمى و كانت بعض المعلومات التى ارسلها ـ نقلا عن شالوم ـ ايقنت المخابرات المصرية انها مدسوسة بذكاء من المخابرات الاسرائيلية و بعض رسائل البريد التى وصلت منه اخذت طريقها فى هدوء الى لندن تحت رعاية الموساد دون ان تعترضها اسقطت مصر هذا العميل من حساباتها و غادر بولين اسرائيل الى اليونان ..... و ارسل برقية مسبقة الى مصر عن المكان الذى سيقيم فيه هناك و فى اثينا امضى اسبوعين دون ان يتصل به احد من المخابرات المصرية حيث كان حوله رقابة مشددة من الموساد و اتخذت العمليه شكل فكاهى فى اليونان فبولين يسير و يتحرك كالقطة العمياء و خلفه خطوة بخطوة مندوبو الموساد و خلفهم جميعا محمد حسونة المقرن و ماجد حلمى اندرواس مندوبا المخابرات المصرية .عمدت المخابرات المصرية الى حيلة لالتقاط بولين الذى وقع بين فكى الموساد و انه سقط دون ادنى شك و فى المساء طرق غرفته فنى اصلاح التكييف و عندما فتح الباب دلف الى الداخل و سلمه ورقة مكتوبة بالعبرية و اشار اليه بعدم التحدث لوجود اجهزة تنصت فى غرفته و كان بها عزيزى عين النقب .. انت مراقب ارتدى هذه الملابس و الباروكة و فى الساعة الواحدة و النصف تماما اخرج من غرفتك و اترك الباب مفتوحا ثم استقل المصعد الى الدور السابع سيكون امام الباب فتاة معها شابا كأنهما توأم تأبط ذراع الشاب الخالى و اصعدوا معا السلم الى المرقص فى الدور الثامن تناولوا مشروبا ثم اتجهوا الى المصعد و انزلوا إلى الكراج اسفل الفندق فى البارك رقم 20 المقابل لباب المصعد ستجد سيارة ذات لوحة خضراء Rq979 استقلها مع اصدقائك لو شعرت انك مراقب لا تعد الى الفندق مرة اخرى و سنتولى نحن الامر )و نجحت الحيلة و شقت السيارة طريقها الى ميدان اومونيا ثم إلى شاطئ اثينا و عرجت الى شارع جانبى و عند بوابة حديقة بيت كبير فتحت البوابة و اسرعت السيارة الى الداخل و ودع الاصدقاء صديقهم الذى اقتاده شاب اسمر الى الدور الثانى بعد ان تخلص من ملابس السيدات التى كان يرتديهاو هناك واجه مباشرة اثنين قالا له اننا نتابعك منذ وصولك ولم نتصل بك لانك مراقب من الموساد و لم يكن امامنا الا تلك الطريقة للاتصال بك و قال له ضابط المخابرات : إما ان تسافر الى مصر بجواز سفر اعددناه لك و تحل علينا ضيفا مدى حياتك فقد قدمت لنا خدمات كبيرة و اما ان تغادر هذا البيت الى اى مكان بشرط ان تنسى اى صلة لك بالمصريين . فقد كشفت نفسك بنفسك لانك خرجت عن اتفاقنا و سنكون سعداء بك فى القاهرة ضيفا معززا و اختار بولين الخيار الثانى و حاول اقناع محدثيه بعقم شكوكهم و انه خطط لزيادة شبكته فى اسرائيل و توسيع نطاق معلوماتها و رفض المصريون . و كانت المخابرات المصرية متيقنه من انه سيقبض على بولين ارسلت رسالة الى رفعت الجمال فى تل ابيب : ( هل انعت جاهز للقيام بالعملية السابق افادتك بها و هل اعددت الترتيبات ..) و جاء الرد نعم لإابرقوا اليه : يؤسفنا كثيرا ان تبلغ عن الضابط بولين اسكندر من بئر سبع انه وفق الخطة 59 عميل للمخابرات الالمانية نحن غير سعداء لذلك و لكنه اختار التهلكة و نحن لا نترك فرصة دون الاستفادة بها لرفع اسهمك و على باب الطائرة فى تل ابيب كانت الموساد فى استقبال بولين و انكر امام المحكمة الاسرائيلية انه يعمل لحساب اى جهة و القى موعظة طويلة امام القضاة هاجم العنصرية الاسرائيلية و التفرقة بين طوائف اليهود و هاجم المتربعين على كراسى السلطو و رفض الدفاع عن نفسه و صدر الحكم بإيداعه السجن مدى الحياة و عدم نشر معلومات عنه فى الصحف
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #21  
قديم 29-10-2010, 12:19 AM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي اخر ماتم الافراج عنه من ملفات المخابرات العامة المصرية

اخر ماتم الافراج عنه من ملفات المخابرات العامة المصرية
الجزء الاول: . صناعة عميل


في صباح يوم بارد ممطر من ايام شتوية يناير 68 داخل مبني عتيق في حدائق القبة بجوار القصر الجمهوري تماما وفي قاعة خافتة الاضاءة تحملق ثلاثة رجال يرتدون ملابس مدنية غارقين في سحب من دخان السجائر منتشر وتناثرت حولهم اقداح قهوة فارغة ولفافة طعام لم تمس غارقين بين ملفات خضراء يتصفحونها بدقة واهتمام
المكان هو ادارة متابعة الجالية اليهودية في مصر والرجال الثلاثة ماهم الا الضابطين المسؤلين عن هذه الادارة واحد قادة الجهاز
الهدف:انتخاب شخص من الجالية اليهودية في سن المراهقة وعلي اعتاب الشباب(من 17 الي 19 سنة) كي يكون عينا لمصر في عمق الجيش الاسرائيلي
قبل اسبوع واحد فقط من هذا الموقف كان ضابط العمليات المعروف داخل جنبات الجهاز باسم صقر يتقدم بتؤدة نحو غرفة رئيسه المباشر مقدما اقتراحا جنونيا من اربعة صفحات فحسب يقتضي ضرورة زرع عميل مصري في قلب الجيش الاسرائيلي بدأ من اصغر رتبة ممكنه وان يكون هذا العميل يهودي صميم يمتلك هوية يهودية وتاريخا يهوديا مسبقا
كان ضربا من الجنون ان يتقدم ضابط مخضرم بمثل هذا الاقتراح بعد الاجتياح الاسرائيلي لكامل مساحة شبه جزيرة سيناء قبل سبعة اشهر فحسب
وبعد ان اصبحت الجالية اليهودية في مصر محط انظار الجميع مصريين وجهات دولية بعدما اصبحو منبوذين داخل مصر وفر نصفهم الي اسرائيل عبر الصليب الاحمر بدعوي الاضطهاد وتيبقي حفنه منهم يعانون الارق والخوف
سلم صقر اقتراحه الي السيد زاهر رئيسه المباشر عالما انه لن يعلم ماسوف يتم بشأنه الا انه كان واثقا من انه سيتم دراسه اقتراحه بالتفصيل ووضع الحل له
بمجرد مغادرته لمكتب السيد زاهر نفض عن رأسه تماما كل شيء عن التقرير وانصرف الي قسم الاستماع منتظرا موعد الرسالة الجديده من عميله العتيد في تل ابيب 313
ومنذ ميلاد الاقتراح حتي انتهت العمليه لم يعلم السيد صقر ابدا مالذي حدث بخصوصه
لكن السيد فؤاد احد قادة الجهاز ادخل تعديلا بسيطا الا وهو ان من المستحيل ان تجد يهوديا واحدا ولائه لمصر مهما كان لان الطبع هو الغدر
ولذلك فالحل هو عميل مصري يتم منحه اسما وهويه يهودية بالكامل وتخليق تاريخ عائلي له
في الاحوال الطبيعية ان تصنع شخصية مثل هذه امر علي قدر من الصعوبه لكن ليس مستحيلا
اما ان تكون هذه الشخصية بعمر بين 17 الي 19 عاما فقط فهو الجنون بعينه لان التدريبات وحدها تستغرق 3 سنوات علي الاقل قبل الوصول الي المرحلة المرضية التي يمكن ان يخترق بها العميل الوسط المعادي مع خبرة كافية حتي لايتم اكتشافه
رغم ذلك عكف قسم متابعة الجالية اليهودية علي فرز ملفات افراد هذه الجالية حتي وقعت مفاجئة مذهلة
صورة صغيرة لشاب يهودي من اصل مغربي والصورة له في سن ال16 عام نظر لها السيد فؤاد بدهشة شديده قبل ان يطلب من زميليه انهاء البحث والتركيز علي هذا الشاب بالذات فهو شخصيا يعرف مواطنا مصريا حتي النخاع ويكاد ان يكون الاخ التؤأم لهذا اليهودي من ناحية الشكل ونشطت التحريات عن تاريخ هذا الشاب لمدة اسبوع كامل ليل نهار صموئيل بن نون الابن الاكبر لتاجر ملابس متجول يهودي يسكن حارة اليهود بالسكاكيني
عائة يهودية من اصل مغربي يعود الي الجد استقرت في القاهرة في اوائل القرن وهي عائلة شبه معدمة هو الابن الاكبر وله اخت واحده صغيرة كان يتنقل مع والده بين قري ونجوع لبيع تجارتهم البخسة من الاقمشة الرديئة ومالي ذلك بالاجل اختفي ذات يوم قبل عامين وقيل هربا من ظروف النشأة القاسية او تمردا علي نظرة الاحتقار في عيون الناس له كيهودي وقضي والده بعده باقل من شهر ولم يمضي شهور حتي احترقت الام الكفيفة وابنتها في دارهم نتيجه لمبة جاز صغيرة احرقتهما ظروف مثالية لتخليق شهادة نسب لعميل بقي الاهم
اين صموئيل بن نون؟
عثرت عليه فرق البحث يحتضر في مستشفي الصدر بالعباسية واخبرهم الطبيب المعالج انه لن يتبقي له اكثر من يومين فقط

كان هذين اليومين كافيين تماما لمعرفة اين اختفي طوال عامين وكيف هرب للاسكندرية ليعمل علي فلوكة صغيرة صيادا ومعاونا مع الريس عبد الله طامعا ان يتمكن يوما في الفرار الي اليونان

ثم مرض بالصدر وبدا ينزف دما ولم يعد من الممكن الاستمرار في توظيفه فمنحه اريس عبد الله مبلغا صغير من المال جعله يقرر العوده للموت وسط اهله

لكنه لم يعلم ابدا مااصابهم فقط اغشي عليه في القطار ونقل الي المستشفي ومنها الي مستشفي الصدر حيث مات

وتم دفنه بسرعه وعلي عجل بمعرفة المخابرات المصريه باسم وهوية مختلفين ولم يعلم بوفاته سوي افراد مكتب متابعه الجالية اليهودية

الجزء الثاني: . الشبيه
لماذا هذا الشخص فقط من لفت انظار السيد فؤاد؟
من هو العميل الذي يمكن زرعه محله وعمره لايتجاوز ال18 عاما ويكون متطابقا في الشكل معه؟
هلي يقدر لهذه العملية النجاح في هذا الوقت الحرج حيث لاوقت للتدريب او التمويه او الاعداد؟
هل عنصر لايتجاوز الثامنة عشرة يمكنه ان يتدبر امره بالكامل خلف خطوط العدو حتي يصل الي موقع حساس في قيادة الجيش الاسرائيلي بدون ان يشتبه به احد؟
كل هذه التساؤلات دارت في ذهن رئيس التخطيط والعمليات وهو يقطع الردهة الطويلة ويخرج من الباب الخارجي ويدلف سيارته تحت امطار هذا اليوم ويسير بها في شوارع القاهرة الحزينه متجها الي منزله
في نفس اللحظة في داخل منزل السيد فؤاد ترفع زوجته السيدة رئيفة اطباق الغداء من امام زوجها السيد فؤاد وابنه الكبير عمرو بمعونة من خطيبته نجلاء عن المائدة.
عمرو الطالب في اعدادي هندسة المليء بالطموح المتفجر بالعزم والوطني حتي النخاع البطل الرياضي المتفوق وخطيبته وجارته في نفس الوقت نجلاء طالبة الاداب
بعد نهايه الغداء قال طلب الاب من ابنه توصيل خطيبته حتي منزلها والعودة لمحادثته علي انفراد لأمر هام
فابتسم الابن ملبيا طلب والده ووعدة بسرعة العودة
وبينما اغلق عمرو غرفة المكتب وراءه جيدا نظر الي ابيه السيد فؤاد بتساؤل السيد فؤاد:بتحب مصر ياعمرو؟
عمرو:مين مبيحبش مصر يابابا!!!
السيد فؤاد:تتمني تخدمها؟
عمرو:بروحي يابابا
السيد فؤاد:مهما كانت التضحيات؟
عمرو:مهما كانت التضحيات
ايه الموضوع بابا انت قلقتني

الجزء الثاني
السيد فؤاد: ممكن مكونش اتكلمت معاك قبل كده عن طبيعة شغلي الدقيقة
السرية هي اساس عالمنا وبدونها كل شيء ينهار
انا باسم مصر هكلفك بمهمة
بس هتكون صعبة ياعمرو
هتتخلي عن كل حاجه
هتنسي كل لحظة في حياتك وتندمج في حياة جديده وتعيشها بكل جوارحك
هطلب منك تقلب كل حاجه في حياتك وتتخلي عن كل حلم حلمته في يوم عشان بلدك
تقدر ياعمرو؟
عمرو::بابا ...انت ربيتني علي حب ديني وبلدي
علمتني ان التضحية عشانها شرف لايناله الا من يدفع مهره مهما كان
لما ييجي اليوم الي مصر تطلب فيه ابن من ابنائها عشان يكون طوبه في جدار حريتها وسور امنها ويجبن مهما كانت التضحيات ميستحقش انو يكون مصري
السيد فؤأد: هتتخلي عن كل حاجه ياعمرو
هتنسي اهلك وهتنسي انك مصري وانك مسلم
هتنسي ان ليك اب وام علي قيد الحياة
هتنسي نجلاء وهتنسي دراستك وهتنسي العربي
موش هتصلي وموش هتصوم
هتكون مطالب تشيل السلاح في وش ولاد بلدك وتستحمل انها تتشتم قدامك وتضحك
هتكون مطالب ان كل الحقيقة اللي جواك متخرجش ابدا علي وشك
هتعتبر عمرو نصار مات واندفن فعليا من يوم بداية مهمتك
مات وموش هيرجع تاني ياعمرو
(يالله.... هلي يمكن ان تصل التضحية الي هذا الحد بانسان ؟)
عمرو: ايا كانت المهمه دي وايا كانت التضحية... موش ده عشان مصر يابابا؟
(لست ادري وانا اقرأ هذا الجزء لماذا تذكرت سيدنا ابراهيم وهو يقول لولده الاثير اسماعيل اني رايت في المنام اني ا***ك فيرد اسماعيل برباطة جأش:نفذ ماامرت به ابتي وستجدني ان شاء الله من الصابرين!!!)

صبيحة اليوم التالي في اجتماع مغلق ضم ثمانية اشخاص منهم السيد فؤاد والسيد زاهر

السيد زاهر بدهشة وعدم تصديق:ابنك يافؤاد!!!!

السيد فؤاد:كل شيء في سبيل مصر يهون وهو اولا واخيرا مصري

انقضي الاجتماع علي الانتقال الي الخطوات التنفيذية مباشرة

رغم كل مايتعارض مع اساس عملهم ورغم القاعدة التي تقول :لاتقع في حب العميل

وكيف يمنع السيد فؤاد نفسه من حب ابنه الوحيد!!!!!

كان لابد من اخفاء عمرو فؤاد عن الحياة تماما واجراء جراحة تجميله بسيطة لتعديل حاجز انفه وتضييق عيناه الواسعتين قليلا ليتحول الي صورة طبق الاصل من صموئيل بن نون

لاداعي لتعليمه العبرية لان صموئيل بن نون لم يكن يتحدثها اصلا لكن لابد من تدريب مكثف وعشرات الساعات مع خبراء الجانب الاخر لاعادة رسم وتكوين الشخصية الهادئة الصموت لصموئيل بن نون مكان شخصية عمرو فؤاد الحقيقية

كل هذا تحت طائلة النجاح او الفشل

كل هذا قبل ان يتم زرعه فعليا في المجتمع اليهودي مره اخري

بعد هذا بأقٌل من اسبوع وقع حادث عنيف في منطقة مصر الجديدة عندما اصطدم لوري نقل جنود عسكري بسيارة مصرية صغيرة شائعة الانتشار وادي الي احتراقهما كليا وتحويل من كان في السيارة الصغيرة الي فحم محترق

كانت هذه السيارة هي السيارة التي اهداها السيد فؤاد لابنه الوحيد عمرو لتفوقه في دراسته

واعلن رسميا وفاة المواطن عمرو فؤاد عن عمر ثمانية عشر عاما متأثر بالحروق التي اصابته في الحادث

انهارت الام المسكينه والخطيبة المكلومة

وارتسم الحزن علي وجه الاب الذي كان يعلم ان الحادث ملفق وان الذي احترق في السيارة هو مجرد حثة لمتوف مجهول الهوية مات قبل ايام

وصدر نعي الشاب المتفوق في اليوم التالي مجللا بالسواد لينعاه كل من عرفوه من اصدقاء وزملاء في كليته وحيه

واستمر العزاء ثلاثة ايام وسط الام الجميع

واكثرهم الما الاب الذي كتب الله عليه ان يكون ابنه ميتا وحيا في ان

كل هذا يدور بينما عمرو يرقد داخل احدي قاعات الافاقة لعمليات مابعد الجراحه في مستشفي وادي النيل في زمن كانت الجراحات التجميلية فيه ضربا من خيال

كان يعلم انه وصل الي نقطة اللاعودة

كان يعلم انه من الان لن يعود عمرو نصار بل هو صموئيل بن نون اليهودي مغربي الاصل مصري الجنسية

كان قد قضي ايام الاسبوع المنصرم بالكامل مع فريق من خبراء الجانب الاخر الذين عملو علي تأهيله ليصبح صموئيل بن نون

والان هذه هي الخطوة الاخيرة

لقد اصبح يمتلك وجه صموئيل بن نون

لقد اصبح هو صموئيل بن نون..........


تحركت سيارة سوداء صغيرة بلوحات سيارة اجرة صبيحة احد الايام تنهب الطريق نهبا بعد صلاة الفجر بقليل باتجاه اخر نقطة شوهد فيها صموئيل بن نون

محطة سكك حديد مصر

داخل السيارة وفي هذه الرحلة القصيرة التي لاتستغرق اكثر من عشرة دقائق جلس قائد السيارة السيد زاهر وفي المقعد الخلفي جلس عمرو فؤاد يرتدي ملابس صموئيل بن نون والي جواره حقيبة قديمة بها ماتبقي من متعلقات صموئيل

قال السيد زاهر:صموئيل .. دقائق ومهمتك تبدأ .. انا هنزلك في اخر مكان صموئيل اتشاف فيه

هتتقمص شخصية صموئيل تماما..هتخرج من محطة القطار وتتجه الي منزل صموئيل وتدور علي اهلك

وخلال الفتره القادمة كل الاجراءات والتصرفات الي هتتخذها في مصر هتكون بدون ادني معونه منا

بدون ادني اتصال بينا

وممكن تصادف عراقيل ومتنتظرش مننا اننا نتدخل لان في يوم من الايام اللي هيتحري عن ماضيك هيعرف كل ده

كل ده عشان العمه روز ياصموئيل

(مصطلع العمة روز مصطلح حقيقي كانت المخابرات لمصرية تستخدمه كاسم كودي لمصر مع عملائها في فترة من الفترات)

تراقصت ابتسامه سرعان ماتلاشت علي شفتي عمرو ورد قائلا بصوت اختلط فيه الحزن بالتحدي:عشان العمه روز ياسيد زاهر

توقفت السيارة في ركن مظلم من باب الحديد في توقيت متزامن تماما مع وصول القطار القادم من الاسكندرية وقفز منها عمرو بسرعه فيما تمتم السيد زاهر بصوت خافت:ربنا معاك ياعمرو

اندمج عمرو مع افواج الناس الخارجين من الباب الامامي للمحطة متدثرا بمعطفه الاسود القديم من البرد القارص الذي صاحبته الامطار صبيحه ذلك اليوم

وبدأ المشي من امام محطة سكك حديد مصر وحتي حارة اليهود بالسكاكسني كما كان يفعل صموئي دوما

وصباح ذلك اليوم استيقظ الجيران علي صوت الطرقات علي الباب الحديدي للمنزل العتيق الذي كان يسكنه صموئيل مع اسرته

فتحت الجارة العجوز الباب تفرك عيناها بدهشة قائلة:صموئيل..انت كنت فين يابني بقالك سنين..اهلك داخو يدورو عليك

رد صموئيل:هم اهلي فين ياام فوزي؟

ردت ام فوزي بارتباك:اهلك؟اهلك ياضنايا تعيش انت

اتقن عمرو تمثيل دوره عندما صرخ بانهيار:ايه!!!!!!!!!!ماتو ازاي ؟ازاي ماتو وسابوني ياام فوزي

احتضنته العجوز الطيبة وهو يبكي منهارا بعدما اجتمع الجيران الطيبون حوله يواسونه فيما قال احدهم :يابني ابوك مات وهو بيدور عليك بعد مااختفيت انت بشهور وامك وراشيل مكملوش ياضنايا بعد ابوك بكام شهر

اتقن عمرو دور الانهيار واغمي عليه وحمله الاهالي الي منزل الجارة العجوز ام فوزي يحاولون افاقته والتخفيف عنه

(لم يمنع كون صموئيل الجار المصري اليهودي جارته العجوز ام فوزي ان تعاونه رغم ان ابنها مجند علي خط النار في جبهة القتال يحارب الاسرائيليين اليهود ايضا)

في الايام التالية اتقفن عمرو اللعبة تماما وغاص حتي النخاع في كونه صموئيل بن نون عندما استأجر ببطاقته الشخصية غرفة في بنسيون قديم متهالك تمتلكه سيدة يونانية في شارع كلوت بك وبدأ في النضال للحصول علي ماتبقي من اوراق ومستندات تثبت شخصيته وفي زياره الحاخام المسؤول عن المعبد الهودي في شارع احمد سعيد للصلاة علي ارواح اهلة

وناضل نضالا مريرا في قسم شرطة الوايلي كي يحصل علي بقايا متعلقات اهله التي تم تحريزها والتحفظ عليها بعد وفاتهم جميعا والتي لم تخرج عن بضع صور قديمة وساعة جيب تعود لابوه وسلستين ذهبيتين وشهادتي ميلاده هو واخته وبطاقة والده الشخصية

واستخرج نسخه من شهادة مؤهله الدراسي

كما تم اعتقاله تحفظيا لمدة 12 يوما في قسم الشرطة ذاته وسط المجرمين واللصوص

وتم رفضه في العمل في كل جهة تقدم لها لانه يهودي وبدأ المال القليل الذي كان بحوزته في النفاذ

كل هذا بدون ادني تدخل او مساعدة من مشرفي العملية وان كان الامر يقتضي مراقبته من بعيد

حتي قام احد مسؤلي الامم المتحدة بزيارته في قسم شرطة الوايلي اثناء اعتقاله تحفظيا والحصول علي بياناته في اطار حصر بقايا اليهود المتواجدين في مصر خاصة بعدما شنت اسرائيل حملة شعواء تدعي فيها ان مصر تعتقل اليهود المصريين كلهم وتسيء معاملتهم لانهم يهود

كان هذا مقدمة كي تقوم الوكالة اليهودية متخفية في زي الامم المتحدة بتدبير الامور لتهريبه خارج مصر كلاجيء سياسي بعدما اشيع ان مصر تنتوي اعتقاله لاجل غير محدد لانها تشتبه في قيامه بتهريب العديد من اليهود الي اليونان اثناء فتره عمله علي مركب الريس عبد الله العام المنصرم

عندما بدأ شهر مارس يحل بالدفء علي ربوع مصر كانت كل اجراءات تسفير صموئيل بن نون الذي حاربت الوكالة اليهودية من اجله حربا مريره هو و 8 اخرين من اليهود المصريين لاخراجه من مصر قد تكللت بالنجاح وتمكنت الوكالة اليهودية من تدبير تأشيرات سفر الي الارجنتين معقل عمليات الموساد في امريكا اللاتينية خلال ايام

عندها بدأ صموئيل بن نون او عمرو فؤاد في المجاهرة علنا بالعداء لمصر وبدأ في الحديث انه سيعود الي القاهرة مره اخري لكن مع جيش اسرئيل

صباح احد ايام منتصف مارس تحركت طائرة شارتر صغيرة تحمل شعار ايراليتاليا علي مدرج مطار القاهرة تحمل عددا من الدبلوماسيين في الامم المتحدة واعضاء الصليب الاحمر الدولي وتسعه يهود سلمو قبل دقائق وثائق جنسيتهم المصرية وغادرو ارض مصر

التمعت نظرة الحزن في عيني صموئيل وهو يري ارض مصر والطائرة تبتعد عنها

قد لايكون احدنا كان الي جواره في هذه اللحظة الا انني اكاد اجزم انه تمني لو تحطمت الطائرة علي الارض حتي يموت علي ارض مصر

هبطت الطائرة في بيونس ايرزلمدة 48 ساعة جري خلالها نقلهم الي فندق بسيط قبل ان تصل طائرة اخري تابعة للعال لتقلهم مع عدد من مندوبي سفارة الكيان الصهيوني الي تل ابيب


صموئيل كان اصغرهم

المفترض انه لايتحدث الا العربية وقليل من الانجليزية(علي عكس عمرو الذي كان يجيد الانجليزية بطلاقة مع الفرنسية بحكم دراسته في كوليدج دي لاسال ويجيد القليل من الروسية بحكم الفترة التي قضاها مع والدة في وقت من الاوقات في موسكو)

كانت الوكالة اليهودية تعمل في نشاط محموم لااعادة نقل اليهود في الخارج الي ارض الميعاد كما تشير دعاياتهم المتناثرة وقتئذ في شوارع اوروبا وكانت اعادة صموئيل ومن معه رغم انهم قله الا انها ضربة كبري فهم يهود مصريون يمكن اعادة استخدامهم اعلاميا وحتي عسكريا

فهم اولا كانو مصريين

(قد يتذكر البعض حاييم مرزوق -الكولونيل الاسرائيلي فيما بعد- الذي كان احد قادة معسكر اعتقال اسرائيلي والذي كان صديقا صدوقا لعدد من المثقفين المصريين فترة وجوده في مصر )

كما ان التاريخ الزائف الذي صنعته المخابرات المصرية باتقان لنسب بطولة صموئيل بن نون علي صغر سنه انه كان يقوم بتهريب اليهود واموالهم الي المياه الدولية والي بعض الجزر اليونانية اثناء عمله علي مراكب صيد الريس عبد الله قد ابلت بلاء حسنا حيث عومل صموئيل كبطل اعلامي وقتئذ في وسط العائدين مما حدا بأحد قادة حزب الماباي الاسرائيلي واحد رؤساء الوكالة اليهودية وقتئذ الي تبنيه ماليا (كجزء من الدعاية الانتخابية ايضا التي كانت تصفياتها الاولية علي الابواب) وبدفع خاص من احد كبار اعضاء حزب الماباي وقتئذ وهو المحترم جاك بيتون رجل الاعمال والصناعه الاسرائيلي الشهير(رافت الهجان فيما بعد)والذي يعتبر الي اليوم الاسرائيلي الوحيد الذي رفض رئاسة الحكومة الاسرائيلية (معلومة واقعية فقد كان رأفت الهجان مرشحا بقوة لرئاسة حزب الماباي الذي كن يسيطر علي الحكومة الائتلافية الاسرائيلة في وقت من الاوقات وكان رئيس الحزب هو رئيس الحكومة الا ان رافت الهجان رفض المنصب في اللحظة الاخيرة لاعتبارات لاتزال طي الكتمان)


اصبح صموئيل بن نون رسميا سكرتيرا للسياسي الشهير الذي تبناه فكريا وقام بدفعه لتعلم اللغة العبريية مع دراسته بالانتساب الي كلية الاداب في احد الجامعات ااسرائيلة

وقام بتوفير عمل له في احد مكتباته التي يمتلكها مع راتب وسكن ملائمين

كانت هذه هي البداية الحقيقية لانتقال صموئيل بن نون الي الحياة في اسرائيل وكان هذا في منتصف عام 1968

كان الشاب الهاديء الصموت مجتهد التحصيل في دراسته للغة العبرية ولتحصيلة في كليته الي جانب الكتب التي يقرأها في عمله في فرع دار النشر الشهيرة حيث انه ينتمي الي اليهود الشرقيين (السفردييم) الذين حتمت ظروفهم عدم تعلم اللغة العبرية

ولم يحدث اي نوع من انواع الاتصال او حتي محاولة الاتصال بين المخابرات المصرية وبينه فيما عدا كارت تهنئة رقيق ارسله الي روما الي العمة روز والتي كان لايمل من الحديث عنها باعتبارها اخر من تبقي من اقرباءه علي وجه الارض

وكان الكارت بمناسبه عيد الكابالا اليهودي مع عبارة ارجو لك الصحة الوفيرة والعمر المديد

ابنك صموئيل

وهي رسالة شفرية بسيطة تشير الي انه قد استقر اخيرا وان العنوان علي الظرف هو عنوان مراسلاته المأمون في اسرائيل

وظلت حياته رتيبة مستمرة علي نفس المنوال حتي ظهيرة احد ايام شهر نوفمبر الباردة عام 1968


هذه هي قصة زرع الجاسوس عمرو طلبة الذي كانت له ولعمليته اثر كبير علي نفوس جميع العامليين بجهازالمخابرات العامة المصرية حيث استطاع بعد ذلك ان يتطوع رغم ارادته في الظاهر في الجيش الاسرائيلي ونتيجة شجاعته وفتوته الشبابية جعلوه يكون في صفوف الجيش في حصون خط بارليف وهناك استطاع التحرك بحرية فيما بين الخطوط والقلاع الحصينة والدوريات العسكرية ليرسم كل ذلك بدقة متناهية للمخابرات المصرية وهنا نجد ان تدريب عمرو طلبة في الكلية الحربية المصرية وبعض اقسام المخابرات ليتعلم تخصصات تفيده استطاع بذلك ان يثبت جدارة وتفوق واثناء عمله في اهم الاماكن التي كان يعدها الجيش الاسرائيلي من اقوي الاماكن سرية وتحصين ولايعلم بها احد كان والده فؤاد طلبة ضابط المخابرات حزينا في مصر لان ابنه اضاع مستقبله وهنا كانت المخابرات في صف والده بجعله متخرجا من الكلية الحربية برتبة ملازم اول وكل ذلك سرا وتم اعلامه بذلك حتي يسعد ويطمئن ان مستقبله لم يضع وظل عمرو في عمله نشيطا وقويا من اكفاء الجواسيس في اسرائيل كلها في هذه الفترة وحتي حرب اكتوبر المجيدة التي استبسل في الاخبار عن كل معلومة تقع في يده حتي يوم 9 اكتوبر الذي استلم فيه من القيادة العسكرية للمخابرات الحربية امرا بالعودة والانسحاب من موقعه الذي تقريبا اصبح تحت السيطرة المصرية ولكنه رفض واصر علي اكمال مهامه ولكن تحت الاصرار قبل ان يقف في النقطة المتفق عليها لمقابلة طائرة هيليكوبتر مصرية من المخابرات العسكرية لالتقاطه والرجوع به الا انه في انتظار الهليكوبتر فتح جهاز الراديو بغير حرص وهنا استمر في الارسال لكافة المعلومات العسكرية الهامة التي كانت لديه ومنها معرفة شفرات الارسال اللاسلكي العسكري لاغلب فروع القيادات البرية الاسرائيلية العسكرية وقد حقق ذلك عظيم الفائدة لمعركة الدبابات الباسلة التي بدات بعد وفاته شهيدا من طلقات مدفعية خاطئة من الجانب المصري الذي اعتقد انه يمهد نيرانيا لهيلكوبتر هامة من القيادة لمهمة سرية لايعلمها وكانت هذه البطارية غير معلمة بوقف اطلاق النار المؤقت حتي انقاذ الظابط عمرو الذي رقي شهيدا الي رتبة رائد وقد تم انتشال جثمانه والعودة به الي مصر
وبفضله انتصرت مصر في معركة الدبابات ومعارك مشاه عديدة نتيجة معلوماته العسكرية القيمة .

__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->

آخر تعديل بواسطة محمد حسن ضبعون ، 29-10-2010 الساعة 12:22 AM
  #22  
قديم 29-10-2010, 12:26 AM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

الاسم الحقيقي : عمرو طلبه

الرمز الكودي : 1001
الاسم المستعار : موشي زكى رافئ
تاريخ بدا العملية تقريبا : 1969
تاريخ استشهاد البطل : 1973

انها احد العمليات البارعه التى قامت بها المخابرات العامه المصرية من خلال زرع احد ضباطها : الشهيد عمرو طلبه داخل المجتمع الاسرائيلى عقب نكسه 1967 ضمن العديد من عمليات الزرع الناجحة التي جرت في هذا الوقت للحصول على المعلومات عن الجيش والمجتمع الاسرائيلى

وقد مر الشهيد عمرو طلبه بالعديد من الاختبارات في استخدام أجهزه اللاسلكي وأجاده اللغة العبرية بعد أن عثر رجال المخابرات على تغطيه مناسبة لدفعه داخل المجتمع الاسرائيلى بانتحاله لشخصيه يهودي شاب - يحمل الاسم سابق الذكر- توفى في احد المستشفيات المصرية

وهكذا يسافر عمرو مودعا والده ووالدته وخطيبته باعتباره متجها إلى بعثه عسكريه في موسكو وفى الحقيقة يتجه إلى اليونان – كبداية لخطه طويلة ومتقنه وضعها رجال المخابرات المصرية- متظاهرا بأنه يبحث عن عمل ويقضى هناك بعض الوقت إلى أن يتعرف على احد البحارة – يهودي الديانة – يسهل له عملا على السفينة التي يعمل عليها ويقنعه بتقديم طلب هجره إلى إسرائيل باعتبارها جنه اليهود في الأرض " كما يزعمون"

وهكذا يتجه عمرو إلى إسرائيل مثله مثل كل يهودي في ذلك الوقت صدق دعاية ارض الميعاد ويتم قبول طلبه بعد الكثير من العقبات والمضياقات ويقضى بعض الوقت داخل معسكرات المهاجرين محتملا للعذاب والاهانه من اجل هدف اسمي واغلي من الوجود وما فيه " كرامه مصر "

وداخل هذا المعسكر يتم تلقينه اللغة العبرية حتى يمكنه التعايش مع المجتمع الاسرائيلى وهناك يتعرف على عجوز يعطيه عنوان احد اقاربه فى القدس لكى يوفر له عملا بعد خروجه من المعسكر

ويبدأ عمرو مشواره بالعمل في القدس في مستشفى يتعرف على احد أطبائها ولانه لبق تظاهر بانه خدوم للغايه فقد نجح فى توطيد علاقته بهذا الطبيب لدرجه انه اقام معه ، ومع انتقال الطبيب إلى مستشفى جديد فى ضاحيه جديده بعيدا عن القدس ينتقل عمرو بدوره إلى تل أبيب حيث يعمل هناك كسكرتير في مكتبه مستغلا وسامته في السيطرة على صاحبتها العجوز المتصابية فتسلمه مقادير الامور داخل المكتبه مما يثير حنق العمال القدامى ،ومن خلال عمله وعن طريق صاحبه المكتبة يتعرف على عضوه بالكنيست " سوناتا " تقع فى هواه هى الاخرى وتتعدداللقاءات بينهما مما يعطى الفرصه لعمال المكتبه لكشف الامر امام صاحبه المكتبه فتثور وتطرده و ينتقل للاقامه في منزل " سوناتا"

وفى احد الأيام يفاجئ عمرو بالمخابرات الحربية الاسرائيله تلقى القبض عليه بتهمه التهرب من الخدمة العسكرية ، بعد ان ابلغت عنه صاحبه المكتبه انتقاما منه ومن " سوناتا " ،كل هذا ورجال المخابرات يتابعونه عن بعد دون أن يحاولوا الاتصال به

وتستغل عضوة الكنيست علاقاتها في الإفراج عنه ثم تساعده أيضا بنفوذها في أن يتم تعينه في احد المواقع الخدمية القريبة من تل أبيب كمراجع للخطابات التى يرسلها المجندون داخل الجيش الاسرائيلى باعتباره يهودي عربي يجيد القراه باللغة العربية

وهنا تبدأ مهمته فوظيفته داخل الجيش أطلعته على الكثير من المعلومات المهمة فيتم بعمليه شديدة التعقيد والآمان إرسال جهاز لاسلكي إليه ليستخدمه في إيصال معلوماته إلى القيادة المصرية

ويبدا تدفق سيل من المعلومات شديده الخطوره والاهميه الى القياده المصريه

ومع اقتراب العد التنازلي لحرب أكتوبر المجيدة وحاجه القيادة إلى معلومات عن مواقع الرادارات والكتائب ومنصات الصواريخ الاسرائيليه تم إصدار الأوامر إلى عمرو بافتعال مشكله كبيرة مع عضوة الكنيست املآ في أن يدفعها غضبها إلى استخدام نفوذها لنقله إلى سيناء حيث تتوافر المعلومات بصوره أكثر وضوحا

وبالفعل نجحت المحاولة وتم نقله إلى منطقه مرجانه في سيناء وبدا عمرو في إرسال معلومات شديدة الاهميه والخطورة عن مواقع الرادار والصواريخ المضادة للطائرات ومخازن الذخيرة ومواقع الكتائب الاسرائيليه

وقامت حربنا المجيدة حرب السادس من أكتوبر
ومعها ومع انهيار التحصينات الاسرائيليه تم نقل كتيبته إلى خط المواجهه وفور علم رجال المخابرات من إحدى البرقيات التي كان يرسلها بانتظام منذ بدا الحرب أسرعوا يطلبون منه تحديد وجهته ومكانه بالتحديد

وحدثت المفاجئه لقد نجح عمرو فى العثور على جهاز ارسال صوتى يتمكن من ضبطه على موجه القياده وياتى صوته مصحوبا بطلقات المدافع وقذائف الطائرات وسيل لا ينقطع من المعلومات ، فيصرخ فيه الرجال طالبين تحديد مكانه قبل فوات الاوان ، ولكن الوقت لم يمهله للأسف ، فقط اخبرهم بانه فى القنطره شرق ثم دوى انفجار هائل وتوقف صوت الشهيد للابد

توفى الشهيد عمرو طلبه في منطقه القنطرة شرق في سيناء بعد أن أدى مهمته على أكمل وجه وساهم في انتصار لن ينمحي من ذاكره المصريين مهما مرت السنوات

ولان الوطن لا ينسى أبنائه الذين يضحون من اجله بكل عزيز فقد تم إرسال طائره هليكوبتر خاصة بعد ان فشل رجال المخابرات المصريه فى الاستعانه برجال الجيش الثانى الميدانى المواجه لمنطقه القنطره شرق، وفي جنح الظلام تتسلل الطائره مخاطره باقتحام خطوط العدو و عدم التحديد الدقيق لمكانه من اجل إحضار جثه الشهيد وقد استرشد الرجال بحقيبة جهاز اللاسلكي التي كان يحملها وارسل منها اخر البرقيات قبل وفاته


__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #23  
قديم 29-10-2010, 12:35 AM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي البطل الحقيقي لعملية تدمير الحفار الإسرائيلي في أبيدجان العقيد متقاعد أنور عطية

البطل الحقيقي لعملية تدمير الحفار الإسرائيلي في أبيدجان العقيد متقاعد أنور عطية



في نهاية عام 1969 … وفي ذروة الصراع العربي الإسرائيلي وبعد عامين من نكسة 1967، أعلنت إسرائيل عن عزمها علي التنقيب عن البترول في سيناء، وقامت بالفعل باستئجار حفار أمريكي ليقوم بالتنقيب عن البترول في خليج السويس تحت سمع وأبصار المصريين وبدا واضحاً للجميع أن الغرض من شراء هذا الحفار اقتصاديا وسياسياً في ذات الوقت،، فإسرائيل كانت في حاجة بالفعل إلي البترول في تلك الأيام، بالإضافة لذلك فهذا الحفار سيدعم خططها في محاولات إذلال مصر وإظهارها أما العالم بمظهر العاجز عن حماية أرضه وموارده الطبيعية، والضغط علي مصر من ناحية أخري للتخلي عن دورها الريادي في مناصرة القضية الفلسطينية ووصلت المعلومات إلي المخابرات الحربية بوجود حفار بالفعل واسمه كينتنج 1 وأنه يعبر المحيط الأطلنطي في طريقه للساحل الغربي لأفريقيا ليتوقف في أحد موانيها للتزود بالوقود ثم اتخاذ طريقه إلي الجنوب ليدور حول القارة الأفريقية ويتجه إلي البحر الأحمر ثم إلي خليج السويس.
وكان القرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتدمير الحفار قبل وصوله إلي خليج السويس أيا كان الثمن وبأية وسيلة. وكان لابد من التحرك الفوري لمعرفة الميناء الذي سيتجه إليها الحفار للعثور عليه وتدميره. وكانت المشكلة أن تدمير الحفار سيثير أزمات سياسية مع أكثر من دولة فالحفار قامت ببناؤه شركة إنجليزية، وتملكه شركة أمريكية، ومؤجر لإسرائيل، وتقوم بسحبه في مياه المحيط قاطرة هولندية والمفروض أن يتم تدميره في ميناء أفريقي !! أي أن إسرائيل خططت لكي يكون الحفار إنجليزي أمريكي هولندي إسرائيلي !! ولكن كان القرار قد اتخذ بالفعل وكان لابد من تدمير الحفار أياً كان الثمن.
عملية تدمير الحفار كانت من أروع وأعظم العمليات التي تمت من خلال سيمفونية رائعة الجمال تم عزفها بتناغم وانسجام جميل بين كل من المخابرات العامة والمخابرات الحربية والقوات البحرية ووزارة الخارجية، عملية متكاملة أدي فيها كل شخص دوره علي أكمل وأجمل ما يكون.
وبعد 28 عاماً كاملة نفتح ملفات عملية الحفار وقد يكون الاستماع إلي الأحداث أو قراءتها في كتبا أو مشاهدتها في فيلم شئ، ومعرفة البطل الحقيقي والاستماع منه إلي قصة بطولته وجهاً لوجه شئ آخر.
ومع البطل الحقيقي .. قائد عملية الحفار كان هذا اللقاء ليتحدث البطل لأول مرة بعد 28 عاماً. وكانت البداية حينما عاد العقيد متقاعد أنور عطية قائد عملية تدمير الحفار الإسرائيلي كينتنج 1 بذاكرته 29 عاماً إلي الوراء وبالتحديد لنهاية عام 1969 وبدأ يحكي في البداية كيف تم اختيارك للقيام بالمهمة ؟؟

في نهاية عام 1969 كنت رائداً بالمخابرات الحربية ومسئولاً عن البحرية الإسرائيلية في فرع المعلومات في المخابرات الحربية، ووصلت لي معلومة أن إسرائيل قامت باستئجار حفار بترول من شركة أمريكية ليقوم بالتنقيب عن البترول المصري في خليج السويس وأن هذا الحفار يعبر المحيط الأطلنطي في طريقه إلي الساحل الغربي لأفريقيا وبدأت أتتبع أخبار هذا الحفار حتي علمت أنه قد رسا بميناء "دكار" بالسنغال وأن هذا الحفار تقوم بسحبه قاطرة هولندية، وعلي الفور أبلغت اللواء محرز .. مدير المخبرات الحربية وقتها والذي ابلغني بأن أذهب لإلقاء محاضرة عن الحفارات البحرية في هيئة الخدمة السرية بالمخابرات العامة وحينما ذهبت اكتشفت أنها لم تكن محاضرة ولكنه كان اجتماعاً علي أعلي درجة من السرية وكان يضم رئيس هيئة الخدمة السرية في المخابرات العامة ورئيس هيئة المعلومات والتقديرات وأحد ضباط المخابرات الحربية وكان متخصصاً في أعمال النسف والتدمير وبعد التعارف بدأ رئيس هيئة المعلومات والتقديرات في افتتاح الاجتماع وقال تقرر التعامل مع الحفار كينتنج 1 الموجود في دكار وسألني رئيس هيئة الخدمة السرية ما هي خطة المخابرات الحربية فقلت له إني غير جاهز بالخطة الآن وأن لي تحفظاً علي تدمير الحفار في هذا لوقت وهذا المكان (وكنا وقتها في شهر يناير 1970) وشرحت له وجهة نظري وهي أننا سنستكمل دفاعنا الجوي في شهر مارس عام 1970 وأننا حالياً غير قادرين علي استيعاب رد فعل إسرائيل للتصعيد البترولي كما أننا في غني عن استعداء دول أخري مثال السنغال وهولندا مالكة القاطرة. فقال لي رئيس هيئة المعلومات أن تدمير الحفار قد تقرر علي المستوي الأعلي ومطلوب خطة المخابرات الحربية لتدميره فرجعت لإدارتي وقابلت مدير المخابرات الحربية ورويت له ما حدث ووافقني علي ما قلته وبدأت بعدها في التخطيط لعملية التدمير خمس خطط لتدمير الحفار :

ويستطر العقيد أنور عطية قائلاً : كان لابد من وضع عدد من الخطط لتدمير الحفار لكي نضمن نجاح العملية فإذا فشلت خطة انتقلنا للخطة التالية، وعند وضع الخطط كان الله معي في كل خطوة والخطط كانت تعتمد علي التعاون والتنسيق الكامل بين المخابرات الحربية والمخابرات العامة والضفادع البشرية ووزارة الخارجية.
وكانت الخطة الأولي هي أن يتم اختيار مجموعة من الضفادع البشرية ونستعين بألغام قامت بتطويرها القوات البحرية المصرية بإضافة ساعة توقيت لها علي أن تسافر مجموعة التنفيذ تحت سواتر مختلفة وكل فرد فيها يسافر بصفة تختلف عن الآخر ونتسلل إلي الميناء الموجود به الحفار ونضع الألغام تحت جسم الحفار لتفجيره والخطة كانت تعتبر بدائية حداً وساذجة ولكنها هي التي نفذت.


وقمت بوضع ثلاث خطط أخري بديلة للخطة الأولي في حالة فشلها. وكانت الخطة الثانية هي القيام باستدعاء أحد سفن الصيد المصرية من أعالي البحار وتضع عليها طاقم الضفادع البشرية والألغام ونتتبع الحفار لاسلكياً في المحيط وحينما ندخل أي ميناء ندخل ورائه ونلغمه وندمره.
حفلة ماجنة في المحيط
وكانت الخطة الثالثة هي أن نستأجر يخت في الميناء الموجود بها الحفار ونقيم حفلة ماجنة فوق اليخت وأثناء الحفلة ينزل أفراد الضفادع لتلغيم الحفار ثم نرحل باليخت. أما الخطة الرابعة فتقرر تنفيذها في حالة هروب الحفار منا وهي أن يتم ضرب الحفار بالمدافع في الآر - بي - جي عند دخوله البحر الأحمر وكان لدينا في الصاعقة البحرية والضفادع البشرية أفراد مدربين علي هذه المدافع تدريب عالي جداً وكان المقرر أن تُحمل المدافع علي قوارب الزود ياك.
وأضاف رئيس هيئة المعلومات والتقديرات خطة خامسة وهي أن تخرج طائرة مصرية تتمركز في ميناء عدن ويتم ضرب الحفار بالطيران في حالة هروبه من كل المراحل السابقة.
والمخابرات العامة المصرية في هذه العملية لعبت دوراً عظيماً لا يستطيع أي شخص أن ينكره، وفي كل مراحل العملية كان هذا الدور بارزا ولكني لم أكن أعلم بالطبع عن الخطوات التي قاموا بها إلا علي قدر حاجتي من المعرفة.
وواجهتني في البداية مشكلة أني لم يكن لدي أي معلومة عن الحفارات البحرية ولم يكن لدنيا معلومات متوفرة عن هذه الحفارات وهيكلها وبناؤها فخطرت لي فكرة وقمت بتنفيذها علي الفور فارتديت الزي العسكري وذهبت إلي المهندس علي والي رئيس هيئة البترول في ذلك الوقت وقلت له إني مهندس بحري وأعد رسالة ماجستير عن بناء السفن وينقصني جزء خاص بالحفارات البحرية وليس لدي أي فكرة عنها.

- سبحان الله
كانت هذه هي الكلمة التي رددتها حينما حصلت علي كل المعلومات التي أريدها ليس عن الحفارات البحرية قط بل عن الحفار كينتنج 1 الذي ابحث عنه، والعجيب أن من أمدني بتلك المعلومات هو شخص "أمريكي الجنسية" ‍‍!! فقد اتصل المهندس علي والي وأنا أجلس معه بمديري شركة "إسو" للبترول بالقاهرة وكان أمريكي الجنسية وطلبت منه أن يساعدني فيما أطلبه وذهبت له بالفعل وأدخلني إلي مكتبته فوجدت كتاباً عن كل الحفارات الموجودة بجميع أنحاء العالم ومنها الحفار (كنيتنج 1) بمواصفاته ومقاساته وصورة وبالطبع مل يكن ذلك إلا توفيق من الله.
وبدأت بعد ذلك في جمع المعلومات عن المناطق التي يتوقع أن يتواجد فيها الحفار، فتوجهت إلي مكتبة القوات البحرية بالإسكندرية وجمعت معلومات عن منطقة الساحل الأفريقي الغربي بأكمله بكل موانيه وجغرافيتها والتيارات البحرية فيها والأعماق وكل شئ حتي العملة السائدة واقتصادها. وبدأت في حساب الوقت الذي يمكن أن تستغرقه القاطرة والحفار حتي تصل لأقرب ميناء وقدرت أن القاطرة لن تسير بسرة أكثر من 1.8 كم في الساعة لأنها تسحب وراءها حفاراً ضخماً وكان هذا هو توقعي وتقديري.

خطة التدمير :
وبدأت مع النقيب فتحي أبو طالب المتخصص في النسف والتدمير وضع خطة تدمير الحفار وتلغيمه وقرر النقيب فتحي وضع لغم علي كل رأس مثلث من رؤس الحفار ووضع لغم رابع تحت البريمة ولكني عارضته وقلت له لو أننا وضعنا ثلاثة ألغام علي نفس الخط ووضعنا اللغم الرابع في المنتصف فسوف يساعد ذلك في انقلاب الحفار علي أحد جوانبه وهذا ما نريده ووافقني فتحي أبو طالب علي ذلك.

اختيار الرجال :
وبدأت في خطوة من أهم خطوات العملية وهي اختيار الرجال الذين سيقومون بتدمير الحفار من رجال الضفادع البشرية وأدوات التنفيذ من ألغام ومواد متفجرة. وبدأت أذهب إلي لواء الضفادع البشرية وهو الذي كنت واحد منه حتي عام 1967 قبل عملي بالمخابرات الحربية وعلمت أن الضفادع البشرية من شدة حرصهم علي مصر يحاولون تطوير نوع من الألغام كان موجوداً بمصر منذ فترة وكان اللغم يحتوي علي 16 كيلوجرام من مادة T.N.T المفجرة وكانوا يحاولون إضافة ساعة له وعلمت أن لديهم أربعة ألغام تم تجهيزها بالفعل وبدأت في اختيار الرجال.

ما هو المعيار التي اعتمدت عليه في اختيار الرجال ؟؟

كان من المقرر أن أختار ستة من ضباط الضفادع البشرية وبدأت أولاً في اختيار قائد الضفادع ووقع اختياري علي الرائد (خليفة جودت) وهذا الرجل كان بطلاً بكل ما في الكلمة من معني وكان أستاذي وقت أن كنت أعمل بالضفادع البشرية وذهبت له في منزله وسألته عن أخباره فقال لي أنه لم يخرج في عمليات منذ فترة لأن يده كانت في الجبس فقلت له لو جاءت لك عملية غداً هل تخرج فيها فكان رده أن مد يده ونزع الجبس عن يده الأخري وقال لي أذهب فوراً وبدون تردد فطلبت منه أن نقسم علي المصحف علي ألا يعلم إنسان بهذا الموضوع وقد اخترت خليفة جودت لأنه كان شخصية فذة بالإضافة إلي أنه شارك في تطوير الألغام التي تحدثت عنها وذهبت بعدها للواء محمود فهمي قائد القوات البحرية وقتها وأبلغته بالمهمة وسلمته خطاب اللواء محرز الذي يطلب مه فيه ستة ضباط ولكن اللواء محمود فهمي أصر علي أن يقوم بالمهمة ثلاثة ضباط وثلاثة جنود واعتقد أنه تخوف من أن يفقد الضباط الستة في العملية وهذه تمثل كارثة بكل المقاييس.
وأذكر أني كنت أجلس بميس الضباط بلواء الضفادع البشرية قبل اختيار الرجال ففوجئت بأحد الضباط يدخل إلي الميس وهو غاضباً وثائراً وكان يسب ويلعن لعدم اختياره في عملية إيلات رغم تقديراته المرتفعة في التدريبات أي أنه كان غاضباً لأنه لم تتح له فرصته في الاستشهاد وكان هذا الضابط هو الملازم محمود سعد - وذهبت لخليفة جودت وقلت له إننا سنذهب لإجراء مهمة في إيلات وطلبت منه تجهيز الألغام واختيار أفراد العملية ورجوته أن يكون من ضمنهم الملازم محمود سعد واختار هو بقية المجموعة ومنهم الملازم عادل السحراوي والملازم عادل الشراكي والرقيب محمد المصري.

وكيف بدأ تنفيذ العملية ؟؟

بعد أن اخترنا مجموعة التنفيذ انتقلوا للقاهرة ووضعناهم في منزل آمن لحين تنفيذ العملية وبدأت في تلقينهم الأسماء الجديدة التي اختيرت لكل منهم والشخصية التي سينتحلها عند سفره، وكان منهم من كان سيسافر علي أنه مستشار بالخارجية ومنهم من سيسافر علي أنه من مؤسسة دعم السينما وذاهب إلي تلك الدولة لتصوير فيلم سينمائي مصري واثنان منهم كمدرسين ومنهم من انتحل صفة موظف بشركة النصر للتصدير والاستيراد وظلوا في البيت الآمن لمدة ستة أيام عاشوا فيها وتعاملوا بشخصياتهم الجديدة وكنت ومعي السيد محمد نسيم والسيد أحمد هلال من المخابرات العامة نتعامل معهم علي أساس شخصياتهم الجديدة وكان من المقرر أن نحمل معنا أربعة ألغام وستة أجهزة تفجير من القاهرة إلي دكار مع الوقوف ترانزيت بمطار امستردام لعدم وجود خطوط طيران مباشرة بين القاهرة والدول الأفريقية وقتها وكنت أنا الذي سيحمل الألغام علي أن يسافر الباقون علي دفعات وسبقنا إلي دكار محمد نسيم وأحمد هلال. وأذكر أننا قبل سفرنا قابلنا السيد أمين هويدي مدير المخابرات العامة وقد ذهبنا إليه في منزله لأنه كان مصاباً بأنفلونزا حادة وبعد أن جلسنا معه قام وأمسك بكتفي بقوة قائلاً : "يا أنور سيادة الرئيس معتمد علي الله وعليك لضرب الحفار" فقلت له اعتبر أن الحفار تم ضربه بالفعل والموضوع مجرد وقت.

وكيف تم نقل الألغام من مصر إلي دكار ؟

كانت هذه النقطة هي أخطر ما في العملية فالألغام داخل كل واحد منها 16 كيلوجرام من مادة T.N.T وهي أربعة وكان معي ستة أجهزة تفجير (أقلام تفجير) وهي حساسة جداً يمكن أن تنفجر من أي احتكاك بالإضافة إلي ملابس الضفادع البشرية وهنا لا أنسي دور المخابرات العامة التي وضعت الألغام والملابس والمعدات في حقائب قامت بتغطية الألغام بمادة تمنع أي أجهزة للكشف عن الحقائب من كشف ما بداخل الحقيبة ووضعت أقلام التفجير داخل علبة أقلام أنيقة جداً داخل جيب الجاكيت الذي ارتديه ووضعت في جيبي الآخر كتاب الله. وكم كان الخوف لحظتها ليس خوفاً علي عمري بل خوف من فشل العملية وكشف الألغام وتوكلت علي الله وسافرت وكنت في حالة من الحرص والخوف لا أستطيع وصفها فكانت كل خلية في جسمي متيقظة ووصلت إلي دكار ومعي المتفجرات وفوجئت بمحمد نسيم يستقبلني في المطار ويقول لي أن الحفار غادر دكار وكانت صدمتي لا توصف. وتقرر عودتي إلي مصر مرة أخري في اليوم التالي ومعي الألغام ولسوء الحظ في هذا اليوم حدثت مفاجأة لم تكن في الحسبان فقد تم تفجير طائرة تابعة للخطوط الجوية الألمانية ومات فيها 137 فرد واتهم فيها العرب خاصة أن تلك الفترة كانت المقاومة الفلسطينية تقوم بعمليات اختطاف وتفجير للطائرات، وبالطبع تكون شعور عام معادي ومضاد جداً لكل ما هو عربي وكان المقرر أن أسافر من دكار إلي فرانكفورت ومنها إلي القاهرة ولكن لسوء الحظ وصلت خطابات تهديد لمكتب مصر للطيران بفرانكفورت بنسف المكتب وأغلق المكتب في ذلك اليوم وألغيت رجلة فرانكفورت القاهرة. وكنت قد وصلت بالفعل إلي فرانكفورت ففوجئت بعدم وجود رحلة طيران ولم يكن لنا في ألمانيا وقتها تمثل ديبلوماسي فظللت واقفاً بالمطار بجوار الحقائب حتى تأتي طائرة مسافرة لأي دولة لنا فيها تمثيل ديبلوماسي وكانت المخابرات العامة قد منحتني تذكرة مفتوحة لأي مكاني في العالم وكان من الممكن أن أذهب لأي فندق بالمدينة ولكن خوفي علي الألغام ربطني بأرض المطار حتى لاحظ أحد جنود المطار وقفتي فاقترب مني في شك وقال لي أنك تقف هنا منذ فترة طويلة وهذا ممنوع فإما أن تستقبل أحد أو تودع أحد وترحل خارج المطار فقلت له إني من دولة ليس لها لديكم تمثيل دبلوماسي وإني أحمل أوراق هامة جداً للخارجية المصرية ونحن في حالة حرب مع إسرائيل وأنا لدي حجز في فندق خمس نجوم لكني لا أستطيع أن أغادر المطار ومعي الأوراق لإني أخاف أن يضربني أحد علي رأسي وتضيع الأوراق فسألني وما الحل ؟

وكان لا بد من التصرف بسرعة للخروج من هذا المأزق فقلت له هناك أحد حلين إما أن تدعوني إلي فنجان من القهوة في مكتبك حتى تصل أية طائرة تابعة لأي دولة لنا فيها تمثل دبلوماسي لأسافر عليها أو أن تطردني خارج المطار فيضربني أي شخص وتضيع الأوراق فقال أنا لا أستطيع دعوتك في مكتبي لأن ذلك ممنوع وذهب لإجراء اتصالاً برؤسائه ثم عاد وأبلغني أنه حصل علي موافقة بأن أظل تحت حراستهم في كافيتريا المطار حتي الصباح. وظللت بالفعل في الكافيتيريا حتى حان موعد قيام طائرة من فرانكفورت لأثينا فركبتها ونزلت بمطار أثينا وكانت تنتظرني هناك مفاجأة غير سارة.

وكان لا بد من التصرف بسرعة للخروج من هذا المأزق فقلت له هناك أحد حلين إما أن تدعوني إلي فنجان من القهوة في مكتبك حتى تصل أية طائرة تابعة لأي دولة لنا فيها تمثل دبلوماسي لأسافر عليها أو أن تطردني خارج المطار فيضربني أي شخص وتضيع الأوراق فقال أنا لا أستطيع دعوتك في مكتبي لأن ذلك ممنوع وذهب لإجراء اتصالاً برؤسائه ثم عاد وأبلغني أنه حصل علي موافقة بأن أظل تحت حراستهم في كافيتريا المطار حتي الصباح. وظللت بالفعل في الكافيتيريا حتى حان موعد قيام طائرة من فرانكفورت لأثينا فركبتها ونزلت بمطار أثينا وكانت تنتظرني هناك مفاجأة غير سارة.

فبعد ثلث ساعة من وصولي وجدتهم يعلنون عن وصول طائرة شركة العال الإسرائيلية فانزعجت وخفت أن يحدث عن طريق الخطأ أو الصدفة أو العمد أن تذهب حقيبة من الحقائب لطائرة العال فقررت أن أذهب لمخزن العفش وأجمع الحقائب وأجلس وسطهم وهذا كان ممنوعاً فأعطيت حارس المخزن مبلغ من المال ودخلت وجلست بالفعل بين الحقائب ويبدو أني قد غفوت قليلاً وفوجئت بعدها بشخص يضربني علي وجهي وبمسدس يوضع في جانبي فاستيقظت مفزوعاً ووجدت حارس المخزن يقول لي أنهم رجال مخابرات وذكر لهم أنه سمح لي بالدخول لأهمية الأوراق التي أحملها فسألوني هل تتصور أننا لن نستطيع حماية حقائبك فقلت له أنا أعلم إنك تستطيع أن تحميني وأنا سأتنازل عن حقي فيما فعلته معي لأني خالفت القواعد ولكني رجوته أن يتركني وأنا يترك معي إن أراد أي شخص حتى أصعد لطائرة القاهرة، وقد كان وظل معي شخصين حتى صعدت الطائرة، وكانت أصعب ساعات مرت علي فقد كنت حريصاً إلي درجة كبيرة جداً خوفاً من فشل العملية حتى أني أثناء وجودي بالقاهرة تعرفت علي الراكب الجالس بجواري ودعاني إلي سيجارة وأخرج ولاعته ليشعلها لي ولكني خطفت منه الولاعة بسرعة خوفاً من أن تكون بها مخدر أو أي شئ وقمت بإشعال سيجارته هو أولاً لأطمئن وتظاهرت بأني أشاهد الأنسيال الذي يرتديه وأبديت إعجابي به.

وماذا لو أصروا علي فتح الحقائب في أي مطار ؟؟

كنت بالفعل قد أعددت خطة لي ولكل المجموعة في حالة كشف شخصياتنا وكنت قد نويت في حالة إصرار أي شخص علي فتح الحقيقة أن أقوم بعمل مشاجرة وشغب حتى يقوم أمن المطار بضربي حتى أفقد وعيي وعندما يقوموا باستدعاء السفير أنكر أي معرفة لي بالحقائب وأدعي أنها استبدلت أثناء فقدي الوعي.

وعدت القاهرة وعقد اجتماع في المخابرات العامة وسألوني أين أتوقع أن نجد الحفار فأحضرت خريطة بحرية وقمت بحساب سرعة الحفار واقترحت مكان معين فتقرر أن أبدأ أنا البحث من شمال أفريقيا متجهاً للجنوب في كل المواني وأن يبدأ محمد نسيم البحث من الجنوب للشمال حتى نجد الحفار. وبدأت البحث وسافرت علي أني مستشار بالخارجية وكان لابد لي أن أدخل كل الحانات وأتعرف علي كل الناس وأقيم علاقات معهم حتى أني في أحد المرات تعرفت علي مدير الحركة في ميناء فري تاون ودعاني لمكتبه وذهبت ورأيت السفن الموجودة بالميناء ولم أجد بينها الحفار، وفي مرة أخري ذهبت لأحد المواني وقلت أني مندوب لشركة مصايد أعالي البحار وأبحث عن ميناء لتدخل فيه سفننا فكانوا يجعلوني أري الميناء بكل مناطقه.

رجال الخارجية العظام :

حتى وصلت إلي لاجوس وكان سفيرنا فيها هو السفير العظيم (كمال زادة) ويبدوا أنه شعر بأني مكلف بمهمة ذات طبيعة خاصة (وكانت المعلومات هي ألا أعطي السفير أي معلومات عن المهمة إلا إذا وجدنا الحفار وكنا سننفذ بالفعل) وتعامل معي السفير كمال زادة بعطف وتعاون شديد ودعاني إلي الغذاء في منزله وأثناء جلوسنا في تراس كبير يطل علي المحيط قال لزوجته بطريقة لطيفة جداً هل تذكري الصورة التي صورناها لسفينة شكلها غريب جداً فأحضرت السيدة زوجته الصورة ووجدتها للحفار وكان هذا الرجل العظيم يأخذني للميناء لأراها من الداخل وكان يريد أن يساعدني دون أن يشعرني بذلك. وأنا لا أستطيع أن أنكر الدور العظيم الذي لعبته وزارة الخارجية ورجالها في العملية.

العثور علي الحفار :
ومن المواقف الطريفة التي أذكرها أثناء البحث اني عندما وصلت إلي إحدى دول غرب إفريقيا أقام المستشار الموجود بالسفارة دعوة علي العشاء للترحيب بي وأثناء العشاء سألني "ما أخبار مشاجرتي مع سيادة السفير؟" وفوجئت بالسؤال فقد كان يتصور أني مسئول أبحاث الخارجية أو أمن الخارجية وكان لابد لي من التصرف بسرعة قبل أن يكشف الحقيقة فقلت له أنا حضرت لأسمع منك فحكي لي الحكاية بالكامل فقله له أنهم في مصر متعاطفين مع وجهة نظرك وسيتم نقلك إلي سفارة دولة أخري قلتها له بالصدفة والعجيب أن هذا المستشار تم نقله بالفعل إلي هذه السفارة

وكيف وأين عثرتم علي الحفار ؟

انتقلت بعد ذلك إلي (ابيدجان) بساحل العاج ووجد هناك السفير (إحسان طلعت) ولحسن حظي كان قبل عمله بالخارجية يعمل كضابط بحري وكان هو الضابط الإداري لنا في الكلية البحرية وكان يعرفني جيداً، وحينما دخلت إليه قلت له إني المستشار فلان فرحب بي ولم يظهر أنه يعلم مهمتي الحقيقية وخرجت للبحث عن الحفار وأخيراً وجدته موجوداً بميناء أبيدجان فقلت للسفير علي شخصيتي الحقيقية وأوضحت له طبيعة المهمة فرحب بي وسألني عن أخباري وأخبار الأصدقاء المشتركين بيننا وقلت له أني أبحث عن السيد محمد نسيم فقال لي أن محمد نسيم وصل قبلي ومقيم في أحد الفنادق فاتصلت به فحضر وكان معه خليفة جودت وكانت وجهة نظري أن نقوم بتفجير الحفار في نفس اليوم لأن هذا اليوم بالتحديد كان يزور أبيدجان (آلان شبرد) رائد الفضاء الأمريكي وبالتالي سيكون جزء كبير من أفراد الشرطة مشغولين في التشريفة والاحتفال به.
وكانت هناك 3 مجموعات من أفراد العملية قد وصلوا بالفعل إلي أبيدجان ومعهم الألغام بعد أن استدعاهم محمد نسيم وتبقت مجموعة واحدة في مصر، وجمعتم كلهم في فندق وقررنا العمل قبل أن يرحل الحفار وأقمنا حفلة ماجنة وأحضرنا خمور وسيدات في الحفل للتمويه علي العمل وأبلغت المجموعة أن المهمة ستتم اليوم.

تفجير الحفار :

وبدأنا في تجهيز الألغام وطلبت من خليفة جودت أن أكون أنا نقطة الإلتقاط وهي أكثر نقطة معرضة للخطر في العملية لأنها تقوم بإنزال الضفادع وتنتظرهم وتلتقطهم فرفض خليفة تماماً وأصر أن يكون نقطة الإلتقاط، وكنت قبل التنفيذ قد طلبت من السفير إحسان طلعت أن يخلي المكان لنقوم بدفن الألغام وملابس الضفادع ومعدات الغوص في حديقة السفارة حتى نبدأ العمل، وطلبت منه أن يرشح لي من عنده شخص ذو ثقة وليذهب إلي المطار لانتظار الطائرة القادمة من القاهرة وعليها الفردين الآخرين من أفراد العملية ليبلغهم بضرورة السفر إلي باريس وانتظارنا هناك لأنهم لن يلحقوا بنا قبل تنفيذ العملية لأنهم كانوا سيصلوا في الفجر وكنا قد قررنا التنفيذ في الفجر وقررت الاكتفاء بالأفراد الذين معي وبالألغام الثلاثة التي أحضروها.

وبدأنا التنفيذ بعد تجهيز الألغام وذهبنا إلي الميناء في سيارة ومعنا الألغام في الساعة الخامسة فجر يوم 7 مارس 1970 وكان الضفادع يرتدون ملابس الغوص وفوقها الملابس المدنية وبدءوا في النزول إلي المياه للسباحة حتى مكان الحفار وقاموا بتلغيمه وضبط توقيت الانفجار علي الساعة الثامنة صباحاً وكان محمد نسيم قد قام بالحجز لنا علي الطائرة التي تغادر أبيدجان في الساعة الثامنة والثلث ليضمن سفرنا قبل أن ينتبه أحد إلينا وقبل غلق المطار. وكان المفترض أن أظل أنا وخليفة علي رصيف الميناء في مكانين متباعدين حتى يرجع الرجال وكان خليفة يمسك في يده ببطارية ليوجه ضوء يهتدي علي أثره الرجال إلي طريق العودة. وأنهي الرجال المهمة وعند عودتهم فوجئنا بما جعلنا نتحفز بسرعة للتصرف بأسرع ما يمكن.

فعلي بعد 30 متر فوجئ خليفة بضوء أقوي من الضوء الذي بوجهه هو إلي الماء وكان هذا الضوء يتوجه إلي الماء والضفادع تتجه إليه وكان خليفة أكثر شجاعة ورباطة مني فأخذ في التسلل ببطيء حتى وصل إلي مصدر الضوء فوجد أحد المواطنين يقوم بقضاء حاجته في ذلك المكان وفوجئ الرجل بأشياء تتحرك في الماء فوجه لها ضوء بطاريته ليري ماذا يتحرك. فوضع خليفة بسرعة خنجره في جانب الرجل وقام بخبطه علي كتفه وقام بعمل صفارة الضفادع ليعودوا للشاطئ بسرعة وعادوا بالفعل وأسرعنا إلي السيارة واتجهنا إلي السفارة ومنها للفندق لتغير ملابسهم واتجهنا علي الفور إلي المطار.

تماسيح إلي جوار الضفادع !!
وفي كل خطوة من خطوات العملية كنت علي يقين أن الله معنا وكثير من المواقف كانت تحدث تؤكد أن الله فوق كل شئ وأن هناك معجزات تحدث في زمن به معجزات، فأثناء طريقنا للفندق بعد إنهاء العملية، قال لي الرقيب محمد المصري (يا فاندم وأنا أعوم في الماء كان فيه أشياء تتحرك فيجانبنا وسألني عنها فقلت له تعالي لأريك إيه الأشياء دي وكان بالفندق الذي نقيم فيه نافورة بها تماسيح فأشرت له عليها وقلت له هي دي الحاجات اللي كانت تتحرك جوارك !! وكانت قدرة الله هنا فوق كل شئ، قدرة الله التي جعلت التماسيح تعوم بجوار الضفادع بسلام دون أن تؤذيها أو تعوقها عن أداء مهمتها.

وحينما عدنا للفندق كنا نترنح كالمخمورين ونصدر أصوات عالية وضجيج. وذهبنا للمطار وحضر نسيم لتوديعنا وأشار لنا من بعيد ولوح لنا بثلاثة أصابع من يده ليقول لنا أن الألغام الثلاثة قد انفجرت وكانت فرحتنا في تلك اللحظة لا توصف !
واتجهنا إلي باريس وتقابلنا مع عادل السحراوي ومن معه وعدنا للقاهرة وبعدها أرسلت المخابرات مجموعة منهم خليفة جودت لكي يروا الحفار لأنه لم يغرق غرق كامل ولكي يكملوا العملية إذا كانت تحتاج للإكمال فوجدوا الحفار موجوداً بالحوض الجاف يباع علي أنه خردة.

وبعد فترة كتب محمد حسنين هيكل في الأهرام خبراً يقول فيه أن هناك حفار إسرائيلي تم تفجيره في أبيدجان وأن أصابع الاتهام تشير إلي الضفادع المصرية ولا أحد يستطيع القيام بهذه العمليات طويلة المدى إلا الضفادع البشرية المصرية. ولكن الاتهام كان بلا أي دليل يؤكده وتم تكريمنا بعدها ومنحني الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام النجمة العسكرية وهو أعلي وسام مصري في ذلك وحينما تولي الرئيس الراحل أنور السادات الحكم كرمني مرة أخري حينما زارنا وعلم بالعملية ومنحني ترقية إلي رتبة المقدم

__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #24  
قديم 29-10-2010, 12:42 AM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي قصة انتصار الشعب

بدأ اللواء محمد الغياتي ذكرياته مع قصة انتصار الشعب قائلا:
"حرب أكتوبر لم تتوقف عند 73 ولكنها أعطت إشارات للمستقبل فتعتبر عسكريا هي بوابة التطور العسكري في منظومة الحرب؛ لأنها أول حرب استخدمت فيها منظومة الحرب الإلكترونية ومن الناحية العسكرية فهي حرب استطاعت أن تغير مفاهيم المعركة البحرية من خلال معركة إيلات، بالإضافة إلى أنها أول معركة استخدمت فيها الأقمار الصناعية. وأصبح الفضاء امتدادا لمسرح الحرب؛ فحرب أكتوبر هي بوابة التطور للحرب الحديثة، لذلك نجد جميع المراكز الاستراتيجية على مستوى العالم تدرّس حرب أكتوبر وتدرّس أهمية المعلومات في نجاح أي معركة بجانب أهمية السرية التامة".
"حرب الاستنزاف فترة التطعيم لحرب أكتوبر المجيدة"
وأضاف أن الفضل في هذه المعركة لا يعود للقوات المسلحة بمفردها ولكن للدولة بأكملها؛ فالدولة بجميع مؤسساتها تحملت الكثير وشعب مصر أيضا تحمل الكثير والقوات المسلحة تحملت أكثر فمنذ النكسة وهي تحاول أن تعيد تسليح الجيش المصري وبفضل الله استطاعت أن تحقق المعجزات ففي خلال ست سنوات وهي فترة زمنية صغيرة جدا لإعادة تسليح جيش مهزوم معنويا من آثار النكسة التي ظلمت فيها قواتنا المسلحة؛ لأنها ليست معركة.. ولم تحدث فيها حرب.. وجيشنا لم يحارب فيها ولكن تربص به، ووفقا للتخطيط السليم الجيد من جميع أجهزة الدولة استطاعت القوات المسلحة في فترة زمنية صغيرة أن تحقق المهام والأهداف المتفق عليها.
كما أشار الغياتي إلى أن في هذه المعركة المجيدة رسائل قومية هامة جدا لا يمكن إغفالها وهي "عندما يجاد التخطيط ويتم وضع أهداف واضحة، ويكون هناك تكاتف بين أجهزة الدولة فهنا يصبح المستحيل ممكنا"، ففي هذه المعركة تم وضع الأهداف قبل الحرب بست سنوات وهي:
1- الاستعداد النفسي والمعنوي بعد هزيمة 67 وهذا الدور قامت به القوات المسلحة على أكفأ وجه.
2- هدم الساتر الترابي الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 20 مترا والمليء بأسلحة وذخيرة ضخمة.
3- اقتحام مانع طبيعي من أكبر الموانع المائية على مستوى العالم وهو "قناة السويس" ثم اقتحام خط بارليف بموانعه الضخمة.
4- إجبار العدو على الانسحاب.
وكل هذه الأهداف تحققت بفضل الله في المقام الأول وبفضل المعلومات التي جمعت أثناء حرب الاستنزاف التي تعتبر بمثابة التطعيم لحرب أكتوبر ففترة الاستنزاف هي بالنسبة لنا التدريب على المعركة. فالمعلومات التي تم تجميعها لو لم تكن دقيقة ومحددة لما كنا حققنا هذه النتيجة.
رأس العش درس قاسٍ للعدو:
ثم تحدث عن دوره قائلا:
أيام 73 كنت قائد كتيبة في "رأس العش" وهو موقع حصين وهو أول موقع في خط بارليف من اتجاه الشمال ويسيطر على المدخل الشمالي الشرقي لقناة السويس وكان مشهورا بموقع "ترمومتر 10 جنوب بورسعيد".. أنا كقائد كتيبة كنت أصعد بسلالم عربة المطافئ إلى غرب القناة لأتخيل شكل هذه النقطة، فكنت أعبر غرب القناة وأصعد فوق البرج وأتخيل وفقا للمعلومات التي تصل لي من مركز الاستطلاع بجهاز المخابرات أماكن العدو ودباباته على أرض الواقع بمعنى أن المعلومات كانت تشير أن في هذه المنطقة كتيبة للعدو وعددا من الدبابات فكنت أقدر أماكنهم وأحولها للرسم على أرض الواقع؛ لكي أدرب عليها جيشنا وبالفعل بناء على هذه المعلومات قمنا بعمل نقطة حصينة في مطار بورسعيد ودربنا عليها القوات".
وأشاد اللواء بمعركة رأس العش التي بدأت من 1 يوليو إلى شهر سبتمبر 68 والتي أعطت للعدو درسا قاسيا وجعلته لا يفكر في أي هجوم بعدها، ففي 1 يوليو حاول العدو أن يقتحم بؤر فؤاد ولكن 30 جنديا تصدوا لهم بشجاعة باسلة وكسروا لهم دباباتهم ومنذ هذه اللحظة لم يفكر العدو أن يهاجمنا مرة أخرى.
الغياتي يتنكر متخفيا في زي بدوي ليجمع المعلومات!!
ثم أفرج اللواء محمد الغياتي عن وقائع وقصص ساعدت كثيرا في تجميع المعلومات عن العدو وفي البداية بدأ بنفسه عندما تنكر في زي البدو واتفق مع البدو على أن يكونوا نقط مراقبة لتحركات العدو وبالفعل كانوا أجهزة مراقبة بشرية تراقب أولا بأول تحركات العدو وتبلغنا بها، فالبدو يعتبرهم اللواء الغياتي هم الأمناء والمدافعون عن بوابة مصر الشرقية، فهم لهم دور لا يستطيع أحد إنكاره في جمع المعلومات.
وبفضل المعلومات يؤكد الغياتي أن كل جندي كان واضحا له ماذا يجري وراء التل فهو متخيل لكل شيء خلفه، وهو سر نجاح المعركة؛ فالمعلومات والنيران هما جناحا أي معركة لأنهم لابد أن يسبقوا المعركة كما لابد أن يصاحبوا المعركة، بل لابد أن تنتهي بهم أيضا المعركة، كما أكد الغياتي أن المعلومات لا تقتصر على المعلومات العسكرية فقط بل تمتد لتشمل المعلومات السياسية والمعلومات الاقتصادية والاستراتيجية ومعلومات عن الأسلحة والذخيرة ومواعيد التدريب للعدو ومواعيد وصول السفن التجارية والبحرية، فكل معلومة صغيرة تكمل الأخرى، ولنجاح المعركة كان اهتمامنا بالتفاصيل الصغيرة عن حياة العدو فهذه التفاصيل مهدت لنا الطريق لمعرفة ثغرات العدو التي ساعدته أن ينتصر علينا في 67 وهو يتربص بالقوات المصرية منها الثغرات في الساتر الترابي ومواسير الألغام، كل هذه العراقيل فكرنا في التخلص منها.. ففكرنا في كيفية سد مواسير الألغام واستطعنا فتح ثغرات الساتر الترابي وهدمه وعبوره.
وهذه العراقيل توصلنا لها من خلال قوات لنا أبطال عاشوا خلف خطوط العدو لمدة ستة أشهر، وأيضا بفضل القوات البحرية ووزارة الداخلية وممثليهم في الأردن الذين ساعدونا في مراقبة ميناء إيلات خلال سنة كاملة، واستطعنا خلال هذه السنة جلب المعلومات حول معدل دخول السفن التجارية وميعادها وعن أماكن السفن الحربية ومعلومات تفصيلية عن كل ثغرة في الميناء.
إيلات.. معجزة الضفادع البشرية
وبفضل تلك المعلومات استطعنا عمل ثلاث غارات بالضفادع البشرية ضد ميناء واحد وهو ميناء إيلات في أقل من سنة، ولأول مرة يتعرض ميناء لثلاث غارات في أقل من سنة؛ الأولى كانت في نوفمبر 69 والتي أسفرت عن غرق سفينتين للعدو وهما "ميرا، باتيان" والثانية في فبراير سنة 70 وفي هذه المرة دمروا سفينة "****ير" والغارة الأخيرة كانت في مايو 70 والتي دمر فيها ميناء إيلات بالكامل.
فصل الشريان الرئيسي لإسرائيل أول استعدادات الحرب
وأيضا بفضل المعلومات استطعنا وقف شريان الحياة عن إسرائيل؛ فمن المعروف أن إسرائيل تأخذ من سيناء 10 ملايين برميل بترول سنويا، ومن إيران 13 مليون برميل سنويا، فقد بدأت المخابرات المصرية وجهاز الاستطلاع برصد عدد السفن ومواعيدها، ومن هنا توصلنا إلى أن مكان المدمرات في باب المندب والغواصات في وسط البحر الأحمر والألغام في وسط الطريق الذي يجلبون منه البترول، وكانت المدمرات تبلغ السفن ألا تتجه شمال الخط الذي يمر بين جدة وبور سودان وكنا ننتظر سفينة تخالف وتعبر الخط وبالفعل عبرت سفينة إسرائيلية خط الشمال فضربتها الغواصات المصرية وأدت إلى وقف ملاحتها، ومن هنا وقفت الملاحة من 8 أكتوبر إلى 30 أكتوبر وقطعت مصر شريان الحياة عن إسرائيل، وهنا بدأ الطريق يمهَّد لنا استعدادا للحرب. وهو ما أصاب "جولدا مائير" بالذعر وطلبت من مصر أن تفرج عن الأسرى وتفتح الملاحة.
ولا ينسى "الغياتي" دور الغواصات في نظام المراقبة فهي كانت تقضي الليالي في أماكن بحرية قريبة للعدو فذهبت إلى هذه الأماكن تسع مرات خلال حرب الاستنزاف كل مرة تجمع المعلومات عن التدريبات التي تقوم بها البحرية الإسرائيلية مع الطائرات بجانب مراقبة أماكن سفن الصيد. فكل هذه المعلومات وقفت جنبا إلى جنب للتخطيط لمعركة كبيرة مجيدة لا تُنسى على مر التاريخ.
السادات: "مصر لا تأخذ البطولات على حساب أرواح مدنيين.. هذه تصرفات إسرائيل لا مصر"
ويبن الغياتي في قصة من قصص الحرب شهامة المصريين بل شهامة وعظمة السادات "رحمة الله عليه" ففي سنة 69 اكتشف الرادار الإسرائيلي طائرة مدنية ضلت الطريق وعبرت المجال الإسرائيلي وكان من إسرائيل أن ضربتها وأوقعتها وهي تعلم أنها طائرة مدنية ضلت طريقها بسبب رياح الخماسين.
هذا كان موقف الإسرائيليين مع المدنيين الأبرياء ومفارقات بين موقفهم وموقف السادات عندما تكررت هذه الواقعة، فبعدها استأجر يهود العالم باخرة، وفي طريقها كان وراءها غواصة مصرية كانت تريد النيْل منها والأخذ بثأر الأبرياء المدنيين، وكان من الممكن أن تدمرها بكل سهولة ولكن السادات وقتها قال: "ليست مصر التي تأخذ بطولات على حساب مدنيين أبرياء، وردنا عليهم سيكون في الوقت المناسب".. وبالفعل كان أحسن رد عليهم في حرب أكتوبر 73.
عقارب الساعة تقترب من ساعة الصفر
وهنا يتذكر اللواء الغياتي الساعات الأخيرة قبل الحرب: ففي ساعة 800 يوم 6 أكتوبر تسلمت مظروفا مغلقا مشمعا بالشمع الأحمر ومكتوب عليه "لا يُفتح إلا في الساعة ألف"، وتسلمت مع المظروف عَلَم مصر وهذا يعني أن الحرب اقتربت، وبدوري كقائد كتيبة بدأت أعيد تدريبات القوات المصرية التي كانت تنتظر ساعة الحرب بفارغ الصبر، وكانت دائما تقول "متى سنحارب؟" لأن كل جندي كان يعرف مكانه ويعرف مكان العدو ومتخيل لكل موقع، بل دارس لكل مواقع العدو.
وعندما اقتربت عقارب الساعة من العاشرة صباحا "الألف"، ووقف العقرب عند رقم عشرة فتح الغياتي المظروف وجد فيه أن ساعة الحرب اليوم الساعة ألف وأربعمائة أي الساعة 2 وثلث ظهرا.. أربع ساعات من أصعب الساعات التي مرت في حياة الغياتي، ففي خلال أربع ساعات تفتح الغواصات ويهدم الساتر الترابي وتمر الدبابات المصرية لتقتحم كتائب العدو.. وكان.. ورفع علم مصر على أرض سيناء بفضل جيش مقاتل لديه روح قتالية عالية جدا.
وهنا استطعنا أن نفاجئ العدو بفضل منظومة متكاملة من الخداع وهو يعد العامل الأساسي في نجاح الحرب، كما يؤكد اللواء محمد الغياتي قائلا:
"مصر نجحت في إحكام خطة خداع استراتيجية منها فتح باب العُمْرة لضباط القوات المسلحة قبل الحرب بيومين، وتسريح 20 ألف جندي قبل الحرب بأيام ولكنهم رجعوا قبل الحرب مباشرة فضلا على ما كان يقوم به الضباط قبل الحرب بيوم، فكانوا ينظمون لدورات رياضية فكل هذا أبعد تماما فكرة استعداد المصريين للحرب".
وأخيرا وليس آخرا في يوم تخليد هذه الحرب المجيدة أرجو النظر بنظرة متفحصة لعوامل نجاح الحرب التي تعد من أعظم الحروب على مستوى العالم.. أرجو النظر إلى كيفية تخطي إرادة الشعب المصري للمستحيل، فبينما كان يبصم العالم بأن المصريين مستحيل أن يحاربوا بعد هزيمتنا في حرب الاستنزاف وانتظر الجميع رفع الراية البيضاء.. استطاع الشعب المصري بإرادته القوية إزالة آثار الهزيمة وحوّلها لنصر يدرّس في المراكز الاستراتيجية الإسرائيلية الآن
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #25  
قديم 29-10-2010, 12:53 AM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

قضيه البطل الدكتور عبد القادر حلمي
الكربون علي انف صاروخ فضائي




تعريف بالبطل المصري

عبد القادر حلمي : امريكي الجنسيه
: مصري الأصل
:يتحدث العربية بطلاقة
:عالم امريكي في المجال الدفاعي
:يعمل في شركه تيليدين الدفاعية
:يحمل تصريح امني سري من الحكومه الامريكيه كأحد العلماء القادرين علي الأطلاع البرامج الدفاعية الأمريكيه العالية السريه دون قيودهذا التصريح لا يمتلكه الرئيس الأمريكي للعلم ولكن يستخدم حقه الدستوري وليس الهيكلي في الأطلاع علي المشاريع العالية السرية




صور من الشركة واعملها

موقع الشركه

العالم الأمريكي المصري الأصل عبد القادر حلمي كان يعمل عالم في شركه تيليدين الدفاعية Teledyne Corporation في ولاية California الأمريكية كان يتحدث العربية بطلاقة بخلاف لغه بلده الأنجليزية
الدكتور عبد القادر حلمي كذلك كان يحمل تصريح امني عالي السريه من الحكومة الأمريكيةHe also had a U.S. government Top Secret security clearance بسبب عملة في برنامج محركات الدفع النفاثة للصواريخ because of his work at the Jet Propulsion Laboratory.
بعض توضيح من هو البطل المصري عبد القادر حلمي
الأن سنري محتوي التحقيق والقضية المعلن عنها ودور عبد القادر حلمي
العالم عبد القادر حلمي وافق علي مساعده مصر في الحصول علي نسخ من تصميمات ومخطاطات براءات اختراع عن قنابل التفجير الغازي امريكيه معروفه اختصارا ب FAE
صوره قنبله FAE طراز blu-82



وهذا اثرها التدميري.





Fuel-Air Explosives]هي بمثابه قنابل نوويه تكتيكيه صغيره وهي من ضمن عائله القنابل الأرتجاجية concussion BOMB تماثل في قدره تدميرها هذا الحكم من القنابل النووية التكتيكية ولذياده المعلومات حول هذا النوع من القنابل من موقع BBC العربيه يذكر ان قنابل التفجير الغازي هي بمثابه قنابل نووية صغيره لكن دون تأثير اشعاعي وان درجه حراره التفجير تصل لاكثر من 2800 درجه مئويه وان الضغط المتولد من الأنفجار من مثل هذه القنابل ضعف الضغط المتولد من القنابل العادية وان تم استخدامها في العراق وظن الكثير ان الأمريكيون يستخدمون قنابل نووية ضد العراق كذلك قنابل FAE زنه 1000 رطل مثلا تستطيع تحقيق دمار كامل ومحو من علي وجه البسيطه في دائره قطرها 45 متر وتدمير جذئي يصل الي 800متر
ذكر نص القضية ان
المخابرات الامريكيه وقتها بحثت هل مصر قامت بصناعه القنبلة بنفسها ام لا وهل هي قادرة علي صناعتها ولكن لم يوضح النتيجة فهي سرية
- ولكن بعد ذلك وحسب كلام نص التحقيقات شعرت مصر انها تحتاج مساعده في اشياء اخري فطلب الدكتور عبد القادر حلمي من عالم اخر كان يعمل معه في شركه Teledyne Corporation وهذا قام بانشاء شركه خاصة للأستشارات التقنية سماها ماديسون Madison Technical Services في الولايات المتحدة فتوجه له الدكتور عبد القادر حلمي لبحث افضل خطه لتأمين القنابل الارتجاجيه-الغازيه Fuel-Air Explosives وأظهرت سجلات المحكمه فان في 7 مارس 1986م ان هناك معلومات دقيقه في تسلسل زمني دقيق لاعمال واجتهاد لحصول مصر علي قنابل التفجير الغازي He provided a detailed chronology of the year-long effort to obtain the FAE bombs كذلك المحكمه اطلعت علي المعلومات التي حصلت عليها مصر والرسومات والمخطوطات العالية السرية

كذلك ذكر التحقيق ان القنبله CBU-72/B FAE bomb تحدث شكل من الأنفجار مماثل للأنفجارات النووية مما يصعب لمن هم ليس خبراء معرفه حقيقة الأنفجار ونوعه كذلك ذكر التقرير استغرابه بأن اذا طلبت مصر قنابل CBU-72 كانت ستوافق الولايات المتحده فلن يهدد هذا الأمن القومي "that the sale of FAE bombs to Egypt would not compromise national security."
كذلك ذكر المحقق في القضية من الطرف الأمريكي Hazelrig انه قدم محضر التحقيقات الي خيرت ظابط
المخابرات المصري في مكتبه وكذلك المحقق الأمريكي سافر مصر واجتمع مع ظباط مصرين يعملون علي برنامج CONDOR 2 الصاروخي بما في ذلك اجتماعه مع المدير العام لمشروع CONDOR 2 الصاروخي المصري ووصل لنتيجه ان مصر كانت تريد قنابل ارتجاجيه FAE ليس كما قالت لتفجير حقول الالغام في الصحراء ولكن تأكد انها كانت رؤس للصواريخ الباليستيه المصريه he understood that the FAE's were really intended for a ballistic missile project and not for mine-clearing

الشئ الأخر ان مصر واجهت عقبات في شراء تقنيات حساسه وخطيره من الولايات المتحده خاصه ببرنامجها الصاروخي لذلك اتجهت للحصول عليها عن طريق عمليه مخابرتية بالأضفه لحاجه مصر الي برمجيات خاصه They especially needed specialized softwareCOLOR][/SIZEلا تتوفر الا في الولايات المتحده available only in the United States لذلك طلب خيرت من الدكتور عبد القادر حلمي لمساعده في هذا الأمر فتم ضم لهم عالم امريكي يدعي Jim Huffman وقال له انه يحتاج الي دخول مركز ابحاث تقني في Huntsville في الابما الأمريكيه هذا المركز كان تابع الي قياده الدفاع الاستراتيجي الامريكيه the home of the U.S. Army's Strategic Defense Command وكان مركز البحوث منهمك في عمله علي برنامج باتريوت للدفاع الصاروخي لجعله صاروخ قاتل للصواريخ الباليستيه which was deeply engaged in transforming the Patriot missile into a ballistic missile killer.
في ابريل 1986م ذهب ظابط
المخابرات الي مدينه Huntsville لمقابله علماء وباحثين من مؤسسه Coleman للأبحاث التقنيه ودقم نفسه ببطاقه مزوره علي اساس انه يعمل في مؤسسه في لندن وهناك تم تجنيد امريكي اخر وهو Keith Smith والذي ذهب مع خيرت للمؤسسه للحصول علي برامج تقنيه متطوره لصناعه الصواريخ الباليستيه They asked Coleman to provide them with sophisticated software tailored for ballistic missile design ولتوجيها والسيطره عليها اثناء طيارنها and for analyzing and controlling in-flight trajectories كذلك طلبو منها تفاصيل تكلفه بناء مؤسسه في امريكا لصناعه انظمه توجيه الصواريخ strapdown كذلك تصاميم الرؤس الحربيه وكيفيه توجيها وشملت المعدات تكلفه باهظه وقائمه شرائيه واسعه

قضيه الكربون






مواد الكاربون carbon هي ماده كيمايئه صممت لتغطيه مقدمه الصاروخ (انفه) و المنطقه الخلفية لأسباب متعددة
1-تقليل البصمه الرادارية
2-تقليل البصمه الحرارية
3-حمايه مقدمه الصاروخ من الحرارة العاليه من سرعه رجوعه لداخل الغلاف الجوي للأرض
4-تحسين دقه الصاروخ من تقليل أثر الأحتكاك




هذه المواد الكاربونيه استخدمت خصيصا للصواريخ طويله المدي والصواريخ الفضائية التي تخرج من الغلاف الجوي للأرض فهي ليست للصواريخ القصيرة او المتوسطة المدي
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #26  
قديم 29-10-2010, 12:59 AM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

تناولت هنا رواية إسرائيلية لها حبكتها المخابراتية الخاصة كما رواها يوسي ميلمان أحد المختصين في شئون الجاسوسية الإسرائيلية عن قبورق يعقوبيان المصري الأرمني الذي زرعته المخابرات المصرية في إسرائيل.
ولا نعرف عنه شيئاً سوي أنه عاد إلي مصر يوم 29 مارس 1966 بموجب اتفاقية تبادل أسري أشرفت عليها الأمم المتحدة في حينه.
لا نبغي هنا تصديق الرواية الإسرائيلية عن يعقوبيان، إنما نكتفي بنقلها وتكذيبها طالما أن المخابرات المصرية لم تكشف حتي الآن عن شخصية الرجل.
يروي ميلمان بالمشاركة مع ايتان هابر في كتابهما الجواسيس والصادر عن يديعوت احرونوت في العام 2003، حكاية يعقوبيان كما حصلا عليها من ملفات المخابرات الإسرائيلية وقد خصصا لها فصلاً كاملاً ، تقول الرواية الإسرائيلية عن يعقوبيان أنه ولد في العام 1938 لعائلة أرمنية عاشت في القاهرة وسط البلد، ولم يكن ناجحا في دروسه. أكمل دراسته الثانوية وتوفي والده وهو في العشرين من عمره. تحمّل متاعب الحياة، وعمل في التصوير من الصباح حتي المساء، لكن أجرته كانت بالكاد تكفيه هو وأمه الأرملة، الأمر الذي جعله يستعمل أساليب النصب والاحتيال لكسب المال، وفي النهاية ألقي به في السجن. وحكمت علية المحكمة بالسجن لمدة ثلاثة شهور. وخلال فتره مكوثه في السجن في ديسمبر العام 1959، وبعد أن قضي شهراً في السجن جندته المخابرات المصرية مقابل شطب إدانته، لم تحك له المخابرات المصرية في حينه عن مهماته المستقبلية .. وافق يعقوبيان فوراً وبدون شروط.
إعتبرت المخابرات المصرية يعقوبيان شخصية ملائمة للتجسس في إسرائيل، كانت له قدرة فائقة وموهبة غير عادية في تعلم اللغات، تكلم الانكليزية والفرنسية والعربية والاسبانية والتركية.
تدرب يعقوبيان سنة كاملة لانجاز مهمته، حيث تعلم أسس العمل السرى ويصبح يعقوبيان حسب خطة المخابرات المصرية ابن عائلة يهودية جاءت من تركيا إلي اليونان ومن ثم إلي مصر. وفي الشهادات التي استصدرت له كتب أنه من مواليد سالونيكي في اليونان في العام 1935 وأن اسمه هو اسحاق كوتشوك. ترك والده البيت إلي مكان مجهول وسافرت الأم إلي مصر وماتت هناك ليبقي كوتشوك وحيداً.
في ربيع 1961 هاجر كوتشوك-يعقوبيان إلي البرازيل بعد أن انتظر طويلاً. ليصل إلي جينوا عن طريق الإسكندرية ومن هناك أبحر بسفينة كوسان روكي الاسبانية إلي البرازيل. وفي السفينة التقي شابا إسرائيليا يدعي ايلي ارغمان من مستوطنة في النقب.
قدم كوتشوك نفسه لارغمان كيهودي من مواليد تركيا، يتيم بعد أن رحلت أمه من الدنيا، قرر الرحيل ليبني مستقبلاً في إحدي دول أمريكا اللاتينية، بعد أن وصل إلي قناعاته انه لا يوجد مستقبل لليهود في مصر. تصاحب كوتشوك وارغمان وقضيا وقتاً جميلاً علي متن السفينة. وخلال اللقاءات بينهما أخرج كوتشوك -يعقوبيان صورة قبر أمه وكشفها لارغمان، فتعاطف الاخير معه، ولم يكشف كوتشوك لصديقه الجديد عن نواياه السفر لاسرائيل. إذ انتظر الاقتراح من ارغمان وهذا ما حصل فعلاً، فقد قال له هذه فرصة أن تعود إلي أرض الآباء في الذكري ال13 لاستقلال إسرائيل.
هناك في البرازيل واصل الحياة في أوساط الجالية اليهودية وتعرف أكثر علي ارغمان وعندما غادر ارغمان ريو دي جينيرو عائدا إلي إسرائيل، جاء جاكي ليودعه. بعدها التقي يعقوبيان بسالم عزيز السعيد ممثل الغرفة التجارية في مصر والذي كان بالفعل ممثلاً لإدارة المخابرات المصرية، وبناء علي تعليماته غير يعقوبيان عنوانه إلي سان باولو وحصل علي بطاقة هوية برازيلية. وكتب في بطاقة الهوية أن ديانته يهودية، وعاد بعدها إلي ريو ليعمل في ستوديو للتصوير.
أواخر العام 1961 تقدم جاكي كوتشوك بطلب إلي مكاتب الوكالة اليهودية للهجرة إلي إسرائيل. لم يمض وقت طويل ووافقت الوكالة علي طلبه. حزم يعقوبيان أمتعته متوجها إلي جينوا في ايطاليا ليلتقي مرة أخري سالم عزيز السعيد الذي وصل خصيصا من القاهرة. وكانت تنص التعليمات علي أن يعمل يعقوبيان بالتدريج وببطء كي يتجند في الجيش الإسرائيلى.
في نوفمبر العام 1962 تجند جاكي يعقوبيان في صفوف الجيش الإسرائيلى. هناك أرسل إلي سلك النقل، فخاب ظنه، إذ أراد أن ينضم إلي سلاح أكثر أهمية وإفادة لمهمته. تعلم القيادة وأصبح سائقاً شخصياً لضابط كبير برتبة جنرال في قيادة الجيش يدعي شمعيا بكنشتين. كان ينقله من حي افيكا شمال تل ابيب إلي يافا . بعد فترة وجيزة وبالتحديد في اكتوبر من العام 1963 ترك الجيش بعد أن اكتشفت المخابرات المصرية أن مهنته كسائق لهذا الجنرال لا تفيد بشئ. فراح يبحث عن عمل جديد كمصور، وهناك في عسقلان -اشكولون عمل في فوتو موني الذي كان مالكه من أصول مصرية أيضا.
في ديسمبر العام 1963 حضرت الشرطة ومعها وحدة مخابرات خاصة برئاسة ابراهام شالوم الذي أصبح فيما بعد رئيسا للشاباك، أجروا تفتيشاً دقيقاً ووجدوا رسائل كتب عليها بالحبر السري وأقلاماً مخابراتية ترسل الشفرات.
وفي اوائل العام 1964 حكمت المحكمة المركزية في القدس الغربية بالسجن 18 عاماً علي قبورق يعقوبيان. وفي اكتوبر من العام 1965 استأنف للمحكمة العليا وردّت استئنافه. بقي في السجن حتي اوائل 1966 وعاد إلي مصر بموجب اتفاقية تبادل أسري مع إسرائيليين اعتقلتهم مصر بعد أن اجتازوا الحدود.
بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد حاول بعض الصحفيين الإسرائيليين الوصول إلي يعقوبيان ليكشفوا حكايته كما يرويها هو، إلا أن المخابرات المصرية أخفته عن عيونهم ليسدل الستار عليه .
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #27  
قديم 29-10-2010, 01:06 AM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

حققت المخابرات المصرية نصرا جديدا‏,‏ ووجهت لطمة أخري خلال شهرين إلي الاستخبارات الإسرائيلية‏,‏ بعد نجاحها في الكشف عن شبكة تجسس تضم ثلاثة متهمين أحدهم مهندس مصري يعمل في هيئة الطاقة الذرية‏,‏ والآخران ياباني وأيرلندي هاربان خارج البلاد‏,‏ واستطاعت هيئة الأمن القومي أن ترصد تحركات الجاسوس المصري وتردده علي هونج كونج لمقابلة عنصري المخابرات الإسرائيلية وتسليمهما معلومات خطيرة وذات سرية بالغة تتعلق بالمفاعل النووي في أنشاص‏,‏ بالإضافة إلي معلومات عن نشاط هيئة الطاقة الذرية والمفاعلات النووية التي تشرف عليها‏.‏

ولم يكن من قبيل المصادفة أن تتابع هيئة الأمن القومي من يقعون في شباك المخابرات الإسرائيلية وتتم ملاحقتهم‏,‏ وتتبع خطواتهم الأولي لخيانة بلدهم التي تعلموا وتربوا في أحضانها‏,‏ وجاءت هذه المرة الخيانة من شاب حصل علي أكبر قدر من التعليم‏,‏ فهو حاصل علي بكالوريوس الهندسة النووية عام‏1994,‏ وعين بهيئة الطاقة الذرية عام‏1997,‏ وألحق للعمل بالمفاعل النووي بأنشاص‏,‏ كل ذلك أتاح للجاسوس محمد سيد صابر أن تكون لديه معلومات ووثائق عن المفاعل النووي‏,‏ ولخلاف بسيط في مجال عمله ذهب إلي سفارة إسرائيل عام‏1999‏ بهدف الحصول علي منحة دراسية في مجال الهندسة النووية من جامعة تل أبيب‏,‏ فهذا الجاسوس يذهب إلي دولة يعلم أنها تبحث عن الشباب الذين يريدون بيع بلدهم بأبخس ثمن‏,‏ وكان أن سقط صابر في الفخ الذي نصب له وسعي بنفسه إليه‏,‏ وتحت إغراء المال والجنس أصبح عميلا للموساد من خلال عميليها الأيرلندي براين بيتر‏,‏ والياباني شيرو أنيرو‏,‏ وهما يعملان بإحدي الشركات متعددة الجنسية العاملة في بحوث الفضاء وعلوم البرمجيات بهونج كونج‏,‏ واستجاب لمطالب عميلي الموساد بالعودة إلي عمله بالطاقة الذرية بعدما تركه وسافر إلي السعودية‏,‏ وذلك حتي يتمكن من الاطلاع علي ما يدور داخلها‏,‏ ويكون رجل الموساد في هيئة الطاقة الذرية‏.‏

هيئة الأمن القومي ترصد
كانت هيئة الأمن القومي تتحرك علي محاور عدة‏,‏ وفي سرية اعتدنا عليها جميعا لكي تصطاد من يرتمون في أحضان الموساد‏,‏ وأبلغت نيابة أمن الدولة العليا بمعلومات عن الجاسوس محمد صابر‏,‏ وفي هذه الأثناء تابع المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام جميع التفاصيل منذ بدايتها ومجريات التحقيق التي أجرتها النيابة بإشراف المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول‏,‏ وكان هناك دور مهم في الحصول علي تفاصيل جديدة من الجاسوس خلال اعترافاته أمام طاهر الخولي رئيس نيابة أمن الدولة العليا‏.‏

وحسبما ورد في القضية المهمة فإن بدايتها كانت في‏15‏ فبراير الماضي‏,‏ عندما أبلغت هيئة الأمن القومي أن تحرياتها أكدت قيام المتهم محمد سيد صابر‏,‏ المهندس بهيئة الطاقة الذرية‏,‏ بالتردد علي السفارة الإسرائيلية بالقاهرة في شهر مايو‏1999‏ متقدما بطلب للحصول علي منحة دراسية في مجال الهندسة النووية من جامعة تل أبيب‏,‏ وقد تم التنبيه عليه من هيئة الأمن القومي بعدم تردده علي تلك الجهة الأجنبية دون إخطار جهة عمله‏,‏ وأشارت تحريات الأمن القومي إلي أن المتهم سافر إلي السعودية للعمل بكلية المعلمين بالرياض إثر حصوله علي إجازة من عمله بهيئة الطاقة الذرية عام‏2004,‏ وخلال الفترة من فبراير‏2006‏ وحتي وصوله إلي مصر في فبراير‏2007‏ تردد علي مقاطعة هونج كونج عدة مرات‏,‏ وتعامل خلالها مع عنصرين تابعين للمخابرات الإسرائيلية‏,‏ وتسلم منهما جهاز حاسب آلي محمول مجهز ببرنامج حاسب آلي مشفر مما يستخدم في مجال التخابر‏,‏ ويتسم هذا البرنامج بصعوبة اكتشافه أو التعامل معه دون معرفة الخطوات الخاصة باستخدامه‏,‏ وتلقي الجاسوس تدريبا علي كيفية تشغيل هذا البرنامج‏.‏

وأضافت تحريات الأمن القومي أن الجاسوس تقاضي مبالغ مالية من الموساد نظير قبول التعاون معهم وتزويدهم بمعلومات عن جهة عمله بهيئة الطاقة الذرية‏,‏ وأنه سيصل إلي مصر يوم‏18‏ فبراير قادما من هونج كونج‏.‏

وفي الموعد نفسه المحدد لعودة الجاسوس انتقل طاهر الخولي رئيس النيابة إلي مطار القاهرة وقام بضبط الجاسوس محمد سيد صابر قادما من هونج كونج‏,‏ وانتقل معه مباشرة إلي منزله ومكث مع أسرته نحو ساعتين في وجود النيابة ورجال الأمن القومي‏,‏ ثم جري تفتيش المسكن وضبط جهاز الحاسب الآلي المحمول الذي تسلمه من المخابرات الإسرائيلية‏,‏ وضبط أيضا وسيلة إخفاء خاصة بحفظ الاسطوانات المدمجة والمسلمة إليه بغرض استخدامها في نقل الاسطوانات المدمجة سرا‏,‏ إلي جانب بعض التقارير السرية الخاصة بهيئة الطاقة الذرية‏.‏

الهجرة إلي إسرائيل
وقد مثل الجاسوس محمد سيد صابر أمام المحقق ليروي قصة خيانته لبلده‏,‏ وأقر بحصوله علي بكالوريوس الهندسة النووية من جامعة الإسكندرية عام‏1994,‏ وتم تعيينه بهيئة الطاقة الذرية عام‏1997,‏ وتم إلحاقه بالعمل بالمفاعل النووي بأنشاص‏,‏ وفي غضون عام‏1999‏ تقدم إلي السفارة الإسرائيلية بالقاهرة بطلب الهجرة إلي دولة إسرائيل‏,‏ وذلك إثر خلافات نشبت بينه وبين مسئولي جهة عمله‏,‏ غير أنه فوجئ باستدعائه إلي هيئة الأمن القومي حيث تم التنبيه عليه هناك بعدم التردد علي السفارة الإسرائيلية إلا بعد الحصول علي إذن من جهة عمله‏.‏

وفي غضون عام‏2000‏ سافر للعمل بأحد المعاهد التعليمية بالمملكة العربية السعودية‏,‏ وفي تلك الأثناء أدرج بياناته الشخصية وسيرته الذاتية‏,‏ متضمنة خبراته الفنية في مجال الطاقة الذرية وعلوم الحاسب الآلي‏,‏ علي أحد مواقع الشبكة الدولية للمعلومات بحثا عن فرصة للعمل في مجال تلك الخبرة‏,‏ وفي عام‏2001‏ عاد من المملكة العربية السعودية إلي عمله السابق بهيئة الطاقة الذرية‏,‏ وفي عام‏2004‏ حصل علي إجازة من جهة عمله المذكورة حيث سافر مرة أخري إلي المملكة العربية السعودية للعمل مدرسا لبرامج الحاسب الآلي بمعهد تعليمي في مدينة الرياض‏,‏ وفي شهر ديسمبر من عام‏2005‏ تلقي اتصالا هاتفيا من المتهم الثاني براين بيتر‏,‏ الذي تحدث إليه بصفته مسئولا بإحدي الشركات متعددة الجنسية العاملة في مجال بحوث الفضاء وعلوم البرمجيات‏,‏ وأنهي إليه خلال هذا الاتصال أن المختصين بشركته طالعوا سيرته الذاتية وأبدوا قبولهم لمنحه فرصة استكمال دراسته العليا وتوفير عمل لائق بخبراته الفنية‏,‏ وفي نهاية هذا الاتصال طلب إليه المتهم الثاني مقابلته في دولة اليابان‏,‏ غير أنه وإزاء تعذر حصوله علي تأشيرة دخول إلي الدولة المذكورة من المملكة العربية السعودية توجه‏,‏ بتكليف من المتهم الثاني‏,‏ إلي مقاطعة هونج كونج خلال شهر فبراير عام‏2006,‏ واستغرقت إقامته بها نحو أربعة أيام‏,‏ استقبله خلالها الأخير استقبالا حافلا وتحمل نفقات سفره وإقامته‏,‏ وسلمه ألف دولار أمريكي مقابل نفقته الشخصية‏,‏ وخلال مدة إقامته أجري عدة لقاءات بالمتهم الثاني‏,‏ حيث ناقشه الأخير في بعض التفاصيل الخاصة بخبراته العلمية والوظائف التي شغلها في مصر‏,‏ وتسلم منه أوراق السيرة الذاتية وشهادات الخبرة‏,‏ ووعده بسرعة إنهاء إجراءات تعيينه في الشركة المذكورة‏.‏

واستطرد أنه توجه في غضون شهر أبريل من عام‏2006‏ إلي المقاطعة نفسها‏(‏ هونج كونج‏)‏ والتقي المتهم الثاني الذي سلمه مبلغ ألف دولار أمريكي مقابل نفقته الشخصية‏,‏ وتحمل نفقات السفر والإقامة بأحد الفنادق الفاخرة‏,‏ حيث كانت تتردد عليه فيه بعض الفتيات اللاتي كان يدفع بهن إليه المتهم الثاني عميل الموساد‏,‏ وفي غضون شهر أغسطس من عام‏2006‏ سافر للمرة الثالثة إلي مقاطعة هونج كونج بدعوة من المتهم الثاني‏,‏ وكان برنامج الزيارة علي نحو الزيارتين السابقتين‏,‏ غير أنه في تلك الزيارة تعرف علي المتهم الثالث‏(‏ شيرو أيزو‏)‏ بصفته مسئولا عن تنمية الموارد البشرية بالشركة نفسها‏,‏ وأفهمه أن الشركة في سبيلها إلي فتح مكتب تمثيل لها في مصر‏,‏ وسوف يتولي الجاسوس المصري مسئولية الإشراف عليه وتجنيد آخرين للعمل به ـ علي حد قول المتهم الثالث له‏,‏ وكلفه الأخير خلال هذا اللقاء بأن يترك عمله بالمملكة العربية السعودية ويعود إلي العمل بهيئة الطاقة الذرية‏,‏ وبأن يسعي للالتحاق بهيئة المواد النووية ليكون رجل الشركة في الهيئة‏,‏ علي حد تعبير المتهم الثالث أيضا‏.‏

وفي هذا للقاء أدلي الجاسوس بمعلومات صحيحة للمتهم الثالث عن نشاط هيئة الطاقة الذرية‏,‏ وكيفية اتخاذ القرار في إداراتها المختلفة‏,‏ وعن علاقاته برئيس الهيئة ومسئوليها‏,‏ فضلا عن سياسات الدولة في مجالات استخدام الطاقة الذرية ومدي اعتمادها في هذا المجال علي المفاعلات النووية كأحد مصادر الطاقة‏,‏ وفي خاتمة زيارته تلك إلي المقاطعة أهداه المتهم الثاني جهاز حاسب آلي محمولا‏,‏ بينما أطلعه المتهم الثالث علي نسخة من عقد تعيينه في الشركة براتب شهري قدره ثلاثة آلاف دولار أمريكي‏,‏ وأفهمه أنه في سبيله لتوثيق هذا العقد من الجهات المختصة‏.‏

ويضيف المتهم الأول أنه وقف من مجريات هذا اللقاء علي أن الشركة المشار إليها لا تعدو كونها غطاء ساترا لنشاط جهاز المخابرات الإسرائيلية‏.‏

إسرائيل تطلب معلومات عن مفاعل أنشاص
وفي شهر أكتوبر من عام‏2006‏ توجه للمرة الرابعة إلي مقاطعة هونج كونج بدعوة من المتهم الثاني‏,‏ حيث كلفه الأخير بالسفر إلي مصر والاتصال بزملائه العاملين بالمفاعل النووي بمدينة أنشاص بغرض إعداد تقرير عن المفاعل المذكور يشتمل علي معلومات عن قدرات هذا المفاعل‏,‏ وعدد ساعات تشغيله‏,‏ وطبيعة التجارب المجراة عليه‏,‏ والمشكلات الفنية التي تعتريه وأسبابها‏,‏ كما كلفه بأن يضمن هذا التقرير معلومات عن مدي خضوع المفاعل للتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية‏,‏ ومعدلات التردد عليه من قبل مفتشي الوكالة‏.‏

كما أمده المتهم الثاني‏,‏ خلال تلك الزيارة‏,‏ بعنوان لموقع تم إنشاؤه باسم حركي علي البريد الإلكتروني وكلفه بالتراسل معه من خلال هذا الموقع باستخدام شفرة سرية أحاطه علما باصطلاحاتها‏,‏ ودربه علي كيفية استخدامها في الترميز إلي أسماء البلدان والشخصيات والجهات المختلفة فيما سوف يجري بينهما من مراسلات‏,‏ وسلمه خزانة اسطوانات مدمجة تحوي مخبأ الإخفاء الاسطوانات التي قد يطلب منه احضارها سرا دون كشفها ودربه علي كيفية استخدامها‏,‏ في حين أفصح له المتهم الثاني عن اعتزامه في الزيارة المقبلة إلي مقاطعة هونج كونج وإمداده ببرنامج حاسب آلي سري يستهدف اختراق أنظمة الحاسب الآلي بهيئة المواد النووية من خلال دسه في حاسباتها‏,‏ مما يتيح الاطلاع علي المعلومات الخاصة بنشاط الهيئة الأخيرة‏,‏ وتنفيذا لما كلف به عاد للبلاد في شهر أكتوبر عام‏2006‏ واستطاع الحصول علي بعض المستندات تتضمن معلومات مهمة وسرية عن هيئة الطاقة الذرية والمفاعل النووي بأنشاص‏.‏

وفي شهر ديسمبر من عام‏2006‏ سافر المتهم الأول إلي هونج كونج تنفيذا لما تم الاتفاق عليه مع المتهم الثاني براين بيتر‏,‏ وسلمه تلك المستندات‏,‏ وطلب منه مبلغ عشرة آلاف دولار أمريكي ثمنا لهذه المستندات‏,‏ ومبلغ سبعة آلاف دولار أمريكي تعويضا عن تركه العمل في المملكة العربية السعودية‏,‏ فوافقه المتهم الثاني براين بيتر علي هذا الطلب بتسليمه مبلغ ألفي دولار أمريكي‏,‏ كما قام باصطحابه لأحد البنوك بمدينة هونج كونج وتعمد في اختيار هذا البنك لتوافر فروع له في مصر حتي يتسني للمتهم محمد سيد صابر تسلم راتبه الشهري وما قد يصرف له من مكافآت بعد إيداعها في حساب المذكور‏,‏ وفي شهر فبراير عام‏2007‏ توجه المتهم محمد سيد صابر إلي مدينة هونج كونج بهدف تسلم وسيلة التخابر المتفق عليها‏,‏ وبرنامج الحاسب السري المزمع استخدامه في اختراق أنظمة المعلومات بهيئة المواد النووية‏,‏ غير أن المتهم الثاني براين بيتر أفهمه أن تسلم تلك المعدة والبرنامج المذكور يستلزم خضوعه للفحص بواسطة جهاز كشف الكذب‏,‏ وفي هذا الإطار قد خضع المتهم الأول للفحص بواسطة هذا الجهاز يومين متتاليين بمعرفة جهاز المخابرات الإسرائيلية‏.‏

أجري المتهم الأول تحت إشراف النيابة العامة عمليات سحب متتابعة لمبلغ مالي قدره أربعة عشر ألف وأربعمائة جنيه مصري من الصارف الآلي لأحد البنوك‏,‏ وهو المبلغ الذي تسلمه من المتهم الثاني علي سبيل الرشوة بالدولار الأمريكي‏.‏

بتفريغ محتويات صندوق البريد الإلكتروني السري بمعرفة هيئة الأمن القومي الخاص بالمتهم الأول من علي شبكة المعلومات الدولية عثر علي تسع رسائل إلكترونية متبادلة بين المتهمين الأول والثاني ومحررة باللغة الإنجليزية‏,‏ وباستخدام مفردات رمزية أدلي المتهم بمدلولها في ضوء الشفرة السرية التي تدرب علي استخدامها من قبل المتهم الثاني براين بيتر‏.‏

إحالة أعضاء شبكة التجسس للمحاكمة
ومع الدلائل والقرائن التي تجمعت لدي النيابة من خلال الوثائق والاعترافات للجاسوس‏,‏ أعدت النيابة مذكرة الإحالة التي وافق عليها المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام‏,‏ وعلي ضوئها أحيل الجاسوس المصري محبوسا وشريكاه الأيرلندي والياباني‏(‏ هاربان‏)‏ إلي محكمة أمن الدولة العليا‏.‏

وجاء في مذكرة الإحالة التي أعدها المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا أنه خلال الفترة من فبراير عام‏2006‏ حتي‏18‏ فبراير الماضي قام المتهم الأول بالتخابر مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد بأن اتفق مع المتهمين الثاني والثالث في الخارج علي التعاون معهما لمصلحة المخابرات الإسرائيلية‏,‏ وذلك من خلال قيامه باختراق أنظمة الحاسب الآلي بهيئة المواد النووية للاطلاع علي المعلومات الخاصة بأنشطتها‏,‏ وكذلك إمدادهما بمعلومات وأوراق سرية تحوي أوجه نشاط هيئة الطاقة الذرية‏,‏ وطلب وأخذ ممن يعملون لمصلحة دولة أجنبية أموالا ومنافع مادية بقصد ارتكاب عمل ضار بالمصالح القومية‏,‏ وذلك بأن طلب وأخذ من المتهم الثاني مبلغ‏17‏ ألف دولار أمريكي وجهاز حاسب آلي محمولا لاب توب مقابل تعاونه لمصلحة المخابرات الإسرائيلية‏,‏ وإمدادها بأوراق سرية خاصة بهيئة الطاقة الذرية‏,‏ واختراق أنظمة الحاسب الآلي الخاصة بهيئة المواد النووية‏.‏

كما جاء بمذكرة الإحالة أن المتهم بصفته موظفا عموميا بهيئة الطاقة الذرية استولي بغير حق علي أوراق مملوكة لجهة عمله بأن تحصل علي تقريري الأمان النووي الصادرين عن الجهة المختصة بتشغيل المفاعل النووي بأنشاص‏,‏ ومصنع الوقود النووي وذلك بنية تسليمهما للمتهم الثاني‏,‏ كما قام المتهم بالاطلاع علي معلومات لها صفة السرية تتعلق بالسياسات العليا للدولة‏,‏ بما من شأنه الإضرار بالأمن القومي للبلاد‏
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #28  
قديم 29-10-2010, 01:17 AM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

إستعدادات الحرب

التدريب على إقتحام خط برليف
كانت الحاجة ملحة للتدريب على اقتحام خط برليف حتى اذا ما حانت اللحظة الحاسمة كان الرجال يعرفون طريقهم جيدا ولما كان ذلك مستحيلا من الناحية العملية لعدم وجود تخطيط بحوزة الجيش المصري لخط برليف استعانت المخابرات المصرية بالجاسوس المصري رفيع المستوى رفعت الجمال الذى استطاع على مدى ست سنوات كاملة منذ حرب 1967 بتزويد مصر بأدق التفاصيل عن قطاعات خط برليف ومن ثم استطاعت مصر بناء قطاعات مطابقة للخط على السهل الصحراوي المجاور لمناطق استصلاح الاراضي فى الصحراء الغربية ونقل الجنود الى مواقع التدريب العملي فى سيارات مطلية باللون الاحمر وعليها اسم احد المقاولين ووضعت وسط الخيام البالية فى هذا الموقع لافتة خشبية كتب عليها انها تابعة "للمؤسسة المصرية العامة لاستصلاح الاراضي" ولم ينس رجال المخابرات ان يطمسوا جزء من اللافتة بالرمال لاخفاء بعض احرف الكلمات بحيث يبدو الموقع متهالكا ولكى يكون على اجهزة قراءة الصور الجوية المعادية ان تستخدم خيالها فى استكمال الاحرف الناقصة ثم تُهلل فرحا لرصدها
التغلب على الساتر الترابي
في سلاح المهندسين قامت مجموعات خاصة بتحليل عدة عينات من الساتر الترابي تم جلبها اثناء احدى عمليات الإستنزاف، وجرت عمليات تحديد مكونات هذه الأتربة وانسب انواع الطلقات التى يمكن لها ان تخترق السد الترابي.وتماثلت نتائج التحليل مع نتائج تحليل عينات آخرى تم احضارها من جزيرة (البلاح) من نواتج اعمال تعميق وتطهير قناة السويس، وثبت ان مكونات نواتج التطهير الموجودة فى جزيرة البلاح ممائلة لمكونات الساتر الترابي الذى اقامته اسرائيل امام مواقعها الحصينة شرق القناة، وتم الرجوع الى ملف (التجريف) الذى سبق اعداده.وحكاية هذا الملف تعود الى عدة تجارب تمت بنجاح فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر على التعامل مع هذه الاتربة واثبتت هذه التجارب امكانية التغلب على الساتر الترابي بسرعة وفاعلية، بشرط تماثل مكونات الساتر الترابي مع نواتج تطهير القناة الموجودة فى البلاح، وترجع احداث هذه الخطة الى عامين سابقين عندما كانت قيادة الفرقة 19 مشاة تناقش دورها فى خطة الاعداد للعبور وكيفية نقل المشاة بكامل معداتها ومركباتها الى شرق القناة وكان ضمن المجتمعيين ضابط شاب برتبة مقدم اسمه (باقي ذكي) وكان وقتها يشغل منصب قائد فرع المركبات بالفرقة 19 مشاه
وكان المقدم باقي قد انتدب من قبل للعمل فى السد العالي وشهد هناك عملية تجريف رمال الجبال بإستخدام المياة المضغوطة وشرح ما رآه فى السد العالى عام 1964 عندما كان يتم التجريف بواسطة مضخات رفع مياه النيل ودفعها بقوة فى خراطيم يتم تسليطها على رمال الجبال التى يسهل بعد ذلك شفطها، وكان الأمر بالنسبة للساتر الترابي اسهل كثيرا لاننا لن نحتاج الى اعادة شفط الرمال لأنها ستنساب تلقائيا الى القناة نفسها.اذن المشكلة هي في توفير مضخات دفع المياة بهذه القوة امام مواقع معادية وفي وقت قصير والاهم توفير مصدر الطاقة التى ستدير هذه المضخات
وقبل ان يتم ارسال هذه النتائج التى توصلت اليها الفرقة 19 مشاة الى القيادات العليا تمت تجربة على نواتج التطهير فى البلاح باستخدام طلمبات ضغط عال تعمل بالطاقة الكهربائية وتحميلها على براطيم عائمة لتشفط المياه من القناة وتدفعها الى الخراطيم وحققت التجربة نجاحا مذهلا.وارسل اللواء سعد زغلول قائد الفرقة 19 مشاه هذه النتائج الى القيادة العامة وابلغ بها وزير الحربية زتم يومها نقل التفاصيل الى الرئيس جمال عبد الناصر الذى طلب مواصلة التجارب وتحديد المعدات المطلوبة.ومضت الشهور وعندما حان موعد وضع الخطط تم فتح ملف التجريف واعيدت التجربة مرة آخرى فى البلاح
واعدة وزارة السد العالي تقرير مفصل مدعم بالصور عن اسلوب التجريف الذى تم اتباعه فى اسوان، واستطاع سلاح المهندسين ان يضع مواصفات مدافع المياة المطلوبة بحيث تكون اصغر كثيرا من المعدات التى استخدمت فى السد العالى وان تعمل بالوقود حيث لن تتوافر الكهرباء.وبدراسة قدرة البراطيم العائمة على حمل الطلمبات الميكانيكية التى تعمل بالوقود وقوة المياة المندفعة ثبت نجاح الفكرة واصبح هناك مدفع مياه يستطيع فتح ثغرة فى الساتر الترابي فى وقت قياسي يفوق كل الوسائل التقليدية ومنها القصف والتفجير
خطة الخداع الإستراتيجية
على الرغم من أن الطيران الإسرائيلي كان في درجة الإستعداد القصوى منذ ظهر الجمعة 5 أكتوبر بناء على الأمر الذى أصدره الجنرال دافيد أليعازر رئيس الأركان العامة إلى الجنرال باني بيليد قائد الطيران الإسرائيلي، ورغم أن مراكز الإنذار والرادار الإسرائيلية في سيناء قامت برصد جميع طلعات الطيران المصري ظهر يوم 6 أكتوبر بفضل ما تمتلكه من أجهزة إليكترونية متطورة فإن المفاجأة الكاملة لحقت بهم بسبب أساليب الخداع التى خططت لها بنجاح قيادة القوات الجوية والتى كان أبرعها بلا جدال رفع درجة الإستعداد القصوى وإعلان حالة التأهب في جميع المطارات والقواعد الجوية المصرية في الفترة من 22 الى 25 سبتمبر.وخلال هذه الفترة تتابع خروج الطلعات من مطارات الدلتا والصعيد بشكل متواصل مما أصاب الإسرائيليين بأشد أنواع البلبلة والإرتباك فقد أضطروا الى إطلاق طائراتهم في الجو كلما أنطلقت طائرة مصرية وعندما لم تحدث أي هجمات كما توقع الإسرائيليون دب في نفوسهم الهدوء والإطمئنان فقد أيقنوا بأن طلعات الطيران المصري إنما هي لمجرد التدريب وعندما تم رصد الطائرات المصرية بعد ظهر 6 أكتوبر برغم تحليقها على ارتفاعات منخفضة للغاية لا تتعدى بضعة أمتار فوق سطح الأرض ظن العدو أنها طلعة تدريبية
كما أنه خلال الساعات الحاسمة قبيل ساعة الصفر أضاف اللواء حسني مبارك وسيله آخرى من التمويه فقد أجرى ترتيبات دقيقة في القاهرة واتصالات عاجلة مع طرابلس بعد ظهر يوم الجمعة 5 أكتوبر للإعداد لزيارة أوهم المحيطين به أنه سوف يقوم بها الى ليبيا وبرفقته بعض كبار الضباط في مهمة عاجلة تستغرق 24 ساعة. وعندما كان يقترب موعد إقلاع الطائرة الذى تحدد في الساعة السادسة مساء 5 أكتوبر كان اللواء حسني مبارك يؤجل الموعد المرة بعد الآخرى حتى تم تحديده نهائيا ليكون في الساعة الثانية بعد ظهر 6 أكتوبر !!.
البـــــدايـــــــة ..بعد هزيمة يونيو 1967 حدد الرئيس جمال عبد الناصر هدفه في ضرورة طرد اسرائيل من الاراضى المصرية مهما كلفه ذلك من عناء، وسخر كل امكانيات مصر والدول الشقيقة والصديقة لخدمة ذلك الهدف
وحينما تولى الرئيس السادات السلطة حرر اول رسالة الى المخابرات العامة يسألها عن معلومات تفصيلية عن مقدرة الجيش الاسرائيلي وامكانياته وتسليحه وقد ابدى الرئيس السادات ارتياحه وتقديرة لسرعة ودقة المعلومات التى وصلته بعد ساعتين من رسالته.وقام الرئيس السادات بأول زيارة لجهاز المخابرات بعد ان اختار فريق عمله الذى جمعه بطريقة فذة فاختار احمد اسماعيل المدير السابق للمخابرات قائدا للجيش وحافظ اسماعيل المدير السابق للمخابرات مستشارا للأمن القومي والمدير السابق للمخابرات العسكرية مديرا للعمليات.وكان الرئيس السادات دائم الإجتماع بقيادات المخابرات فى اماكن متفرقة داخل مصر وفى اماكن مجهولة فى الصحراء وكان نتيجه هذا العمل الشاق والتخطيط المدروس والدقيق ان استطاعت المخابرات المصرية ان توهم المخابرات الإسرائيلية ان الرئيس السادات رجل ضعيف لا يستطيع دخول حرب مع إسرائيل وانه يتوقع ان تصل الحرب الى القاهرة وكان ذلك من خلال جمل معينة يزودونه بها لتتضمنها خطاباته او تصريحاته حتى صوره التى تظهر فى وسائل الاعلام كان يطلب منه ان يبدو بشكل معين
وتم الإتفاق على 5 أسس اساسية للخطة الإستراتيجية هي
- هدم نظرية الأمن الإسرائيلي.
- الهجوم على جبهتين في وقت واحد (الجبهة المصرية والجبهة السورية).
- القيام بأعمال تناسب الامكانات المتاحة لقواتنا.
- السيطرة على خطوط مواصلات العدو بين إيلات وشرق افريقيا.
- الخداع.

ولم تكن خطط الخداع اختراعا او ابتكارا جديدا فخطط الخداع قديمة قدم الزمن وجري تنفيذها على مر العصور، ولذلك قام فرع التخطيط بهيئة العمليات بدراسة كل خطط الخداع التى تمت في معارك سابقة.وتم تكليف مجموعة من الضباط من اسلحة مختلفة تحت إشراف الضابط أركان حرب احمد كامل نبيه بالتخطيط لعملية الخداع.وقد تمت عملية او خطة الخداع على عدة مستويات
الخداع الإقتصادي: بإظهار ضعف مصر إقتصاديا وعدم قدرتها على الهجوم وان حل الأزمة يجب ان يكون سلميا
الخداع السياسي: بإظهار قبول حالة اللا سلم واللا حرب والإعلان عن عام الحسم أكثر من مرة وقرار المستشارين الروس
الخداع الإستراتيجي و الإعلامي: مثل قرار وزير الحربية بزيارة لليبيا في توقيت معين، مع إستمرار تدريب الضباط والجنود كما هي حتى آخر لحظة قبل ساعة الصفر، والإعلان عن تسريح دفعات إحتياط ، والتضخيم في وسائل الإعلام من إستحالة عبور القناة لما فيها وعليها من موانع
الضربة الجوية
في الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم 6 أكتوبر تم استدعاء قادة القوات الجوية الى اجتماع عاجل في مقر القيادة حيث القى عليهم اللواء حسني مبارك التلقين النهائي لمهمة الطيران المصري وطلب منهم التوجه مباشرة الى مركز العمليات الرئيسي ليأخذ كل منهم مكانه استعدادا لتنفيذ الضربة الجوية.وحينما بلغ مؤشر الساعة الثانية وخمس دقائق تماما كانت مصر كلها على موعد مع اعظم ايامها على الإطلاق ففي هذه اللحظة التاريخية قامت أكثر من 200 طائرة مصرية من المقاتلات والمقاتلات القاذفة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوي 7 بعبور قناة السويس على ارتفاع منخفض في اتجاه الشرق بعد أن أقلعت من 20 قاعدة جوية بدون أي نداءات أو اتصالات لاسلكية حرصا على السرية المطلقة
وبدأت طائراتنا تحلق متجهة الى سيناء بسرعات محدودة أختلفت من تشكيل لآخر وبإرتفاعات منخفضة جدا (بضعة أمتار من سطح الأرض) فيما يسمى بأسلوب الفئران Rats Method لتفادي شبكة الرادارات الإسرائيلية ومن اتجاهات مختلفة لتنفيذ المهام التى حددها اللواء محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية حيث تم قصف مركز قيادة العدو في أم مرجم ومطاري المليز وبير تمادا ومناطق تمركز الإحتياط ومواقع بطاريات صواريخ (هوك) المضادة للطائرات ومحطات الرادار ومدفعيات العدو بعيدة المدى وبعض مناطق الشئون الإدارية وحصن بودابست (أحد حصون خط برليف).تم تنفيذ الضربة الجوية في ثلث ساعة، وعادت الطائرات المصرية في الثانية وعشرين دقيقة خلال ممرات جوية محددة تم الإتفاق عليها بين قيادة القوات الجوية وقيادة الدفاع الجوي من حيث الوقت والإرتفاع
وفور عودة الطائرات بدأت أجهزة التليفونات العديدة الموجودة بمركز قيادة القوات الجوية في الإبلاغ عن الطائرات التى عادت سالمة، وأتضح أن جميع الطائرات عادت سالمة بفاقد خمسة طائرات فقط وهو عدد هزيل ولا يكاد يذكر بالنسبة لخسائر اسرائيل نفسها أثناء تنفيذها لضربتها الجوية عام 1967.وبذلك فقد حققت الضربة الجوية نجاحا بنسبة 90% من المهام المكلفة بها، بينما بلغت نسبة الخسائر 2% وهي نتائج أذهلت العدو وقبل الصديق فقد كان تقدير الاتحاد السوفيتي الرسمي بواسطه خبراءه قبل أن يخرجوا من مصر أنه في أيه حرب مقبله فإن ضربة الطيران الأولى سوف تكلف سلاح الطيران المصري على أحسن الفروض 40% من قوته ولن تحقق نتائج أكثر من 30%.وقد أشتركت بعض القاذفات التكتيكية من طراز L-28 في الضربة الجوية وركزت قصفها على حصن بودابست
وكان من المقرر القيام بضربة جوية ثانية ضد العدو يوم 6 أكتوبر قبل الغروب لكن نظرا لنجاح الضربة الجوية الأولى في تحقيق كل المهام التى أسندت الى القوات الجوية فقد قررت القيادة العامة إلغاء الضربة الثانية.وكان من نتائج الضربة الجوية أن فقدت إسرائيل توازنها بالكامل ليس للأربعة وعشرين ساعة الأولى والحاسمة فقط وإنما لأربعة أيام كاملة فقدت فييها السيطرة على قواتها في سيناء وأنقطع الإتصال كاملا بهذه القوات.وبعد الضربة الجوية كان على القوات الجوية أن تقوم بأعمال الإبرار الجوي في عمق سيناء حيث قامت قوات الهليكوبتر بإبرار قوات الصاعقة في عمق سيناء وعلى طول المواجهة وبتركيز خاص عند المضايق وطرق الإقتراب في وسط سيناء وعلى طول خليج السويس
العبور العظيم
تحت الساتر الرهيب للتمهيد النيراني كان موعد الرجال، مع اللحظة التى أنتظروها منذ 6 سنوات، لحظة ان يخترقوا مياه القناة ويدهسوا بأرجلهم أعناق العدو ويدمروا بأيديهم العارية خطهم الدفاعي.وكان من المقرر ان تسير الخطة بالترتيب التالي:الضربة الجوية ثم التمهيد النيراني وتحت قصف المدفعية يتم العبور لكن الذى حدث أن العبور تم أثناء الضربة الجوية وقبل أن تبدأ المدفعية في القصف.وكان الأمر يحتاج الى 2500 قارب وقد تمكن سلاح المهندسين من إعداد كمية من هذه القوارب بتصنيع نصفها محليا في مصانع وورش شركات القطاع العام.وكانت الموجه الأولى للعبور تتكون من قوات المشاة ومعها مجموعة أقتناص الدبابات للقيام بمهام تدمير دبابات العدو ومنعها من التدخل في عمليات عبور القوات الرئيسية وحرمانها من استخدام مصاطبها بالساتر الترابي على الضفة الشرقية للقناة.وقد زودت القوات العابرة بسلالم من الحبال ليتمكن الجنود من تسلق الساتر الترابي اضافة الى حبال غليظة لجر المدافع عديمة الإرتداد والمضادة للدبابات والتى لا يمكن حملها لثقل وزنها
وفي الوقت نفسه بدأت قوات الصاعقة في عبور القناة للعمل ضد مراكز القيادة والسيطرة للعدو ومرابض مدفعياته بهدف إفقاده السيطره على قواته ولترتيب الكمائن ونشر الألغام على الطرق المتوقع قدوم قوات العدو منها ولمنع الدبابات القادمة من العمق من التدخل في المعارك الدائرة للإستيلاء على الحصون والنقط القوية.وفي الساعة الثانية وخمس وثلاثين دقيقة قام اللواء السابع برفع أعلام جمهورية مصر العربية على الشاطئ الشرقي للقناة معلنة بدء تحرير الأرض المحتلة. وفي هذه اللحظات اذاعت الإذاعة المصرية البيان رقم 7 الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة" بسم الله الرحمن الرحيم، نجحت قواتنا المسلحة فى عبور قناة السويس على طول المواجهة وتم الاستيلاء على منطقة الشاطئ الشرقي للقناة وتواصل قواتنا حاليا قتالها مع العدو بنجاح كما قامت قواتنا البحرية بحماية الجانب الأيسر لقواتنا على ساحل البحر الأبيض المتوسط وقد قامت بضرب الأهداف الهامة للعدو على الساحل الشمالي لسيناء وأصابتها إصابات مباشرة"وفي الوقت نفسه عوت صفارات الإنذار فى كل أنحاء اسرائيل معلنة نجاح المصريين فى العبور، وتم استدعاء القادة العسكريين الى نقطة القيادة الإسرائيلية (كدم) المعروفة باسم (الحفرة) تحت سطح الارض

__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:38 AM.