|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
مدرسة الحياة
حدثت مشادة بيني وبين أحد الزملاء وتطور الأمر إلى إعلان العداوة بيننا ، ولا يخلو مكان من وجود الشحناء بين الزملاء ، إلا أن ضغوط الحياة والتكالب على الدنيا يجعلنا نهول الأمور ونعطيها أكثر مما تستحق ، فبعد هذه العداوة انقسم العالم عندي إلى فسطاطين ، من لم يكن معنا فهو ضدنا ، وتريثت قليلا ثم صنفت زملائي إلى ثلاث أصناف ، صنف طيب القلب وسخي النفس أضعه فوق رأسي ،وصنف كالح الوجه وبادي الشر أضعه تحت قدمي ، وصنف آخر لا له ولا عليه . وباستخدام برنامج الجداول (Excel) أخذت أكتب أسماء كل صنف وفرحت كثيرا بعد الانتهاء من تصنيف الزملاء فقد وجدت أحبابي أكثر من أعدائي إذ لم يتعدى الأعداء أصابع اليد الواحدة وشعرت بفرحة الفوز ونشوة الانتصار وغدوت بثقة وقررت أن أعامل كل صنف بما يستحق أخفض جناحي لأحبائي ومخالبي لغيرهم ، ثم نظرت متفحصا قائمة الأعداء وهالني أن أرى أحدهم (وكان صاحب فضل علي) في القائمة المشئومة فقلت لنفسي موبخا إياها كيف هذا ؟ لطالما كان هذا الزميل سابق بالخير ؟ فلما اختلفت معه أصبح عدوا !! عجيب أمر هذه النفس تذكر العيب وتنسى الفضل وتسئ الظن وعزمت أن أنقل اسمه إلى خانة أحبائي وتذكرت قول المولى عز وجل (ولا تنسوا الفضل بينكم) . ثم نظرت إلى خانة الأعداء متفحصا وأمطرت أسمائهم بنظرة متنمرة وتذكرت قول الشاعر عداتي لهم على فضل ومنة فلا أذهب الله عني الأعاديا هم بحثوا عن ذلاتي فاجتنبتوها وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا في اليوم التالي ذهبت إلى عملي مستبشرا منتشيا عندي علم بكوامن النفوس ( حسب ظني ) وقوائم التصنيف زادتني قوة ، أفشيت السلام وصعدت إلى مكان عملي وقابلت أحد الزملاء صنفته سلفا في خانة الأحباء تكلمنا مع بعضنا البعض في أمور العمل اختلفنا وعلت الأصوات ثم ذهب كل منا إلى حيث أراد ، حدثتني نفسي أن أنقله إلى خانة الأعداء وتذكرت قول الشاعر أحذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة فربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة ثم راودني شعور أن فكرة التصنيف سخيفة ، وأن الأمور لا تستقر على حال وأن عدو الأمس قد يصبح صديق اليوم وصديق اليوم قد يصبح عدو الغد وقررت من ساعتها ألا أضمر شرا لأحد وأن أقبل من الناس ما هم عليه لا ما أتوقعه منهم وتذكرت قول الله عز وجل ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ) فارتاحت نفسي واطمئن قلبي . |
العلامات المرجعية |
|
|