|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() نزار قباني
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
#2
|
||||
|
||||
![]() إغضب !!
إغضبْ كما تشاءُ.. واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ حطّم أواني الزّهرِ والمرايا هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا.. فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ.. كلُّ ما تقولهُ سواءُ.. فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا.. إغضبْ! فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ إغضب! فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ.. كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً.. فإنَّ قلبي دائماً غفورُ إغضب! فلنْ أجيبَ بالتحدّي فأنتَ طفلٌ عابثٌ.. يملؤهُ الغرورُ.. وكيفَ من صغارها.. تنتقمُ الطيورُ؟ إذهبْ.. إذا يوماً مللتَ منّي.. واتهمِ الأقدارَ واتّهمني.. أما أنا فإني.. سأكتفي بدمعي وحزني.. فالصمتُ كبرياءُ والحزنُ كبرياءُ إذهبْ.. إذا أتعبكَ البقاءُ.. فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ.. والأعين الخضراء والسوداء وعندما تريد أن تراني وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني.. فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ.. فأنتَ في حياتيَ الهواءُ.. وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ.. إغضبْ كما تشاءُ واذهبْ كما تشاءُ واذهبْ.. متى تشاءُ لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
آخر تعديل بواسطة Egypt for Ever 25 ، 01-10-2010 الساعة 12:29 PM |
#3
|
||||
|
||||
![]()
قصيدة الحزن
علمني حبك ..أن أحزن و أنا محتاج منذ عصور لامرأة تجعلني أحزن لامرأة أبكي بين ذراعيها مثل العصفور.. لامرأة.. تجمع أجزائي كشظايا البللور المكسور *** علمني حبك.. سيدتي أسوأ عادات علمني أفتح فنجاني في الليلة ألاف المرات.. و أجرب طب العطارين.. و أطرق باب العرافات.. علمني ..أخرج من بيتي.. لأمشط أرصفة الطرقات و أطارد وجهك.. في الأمطار ، و في أضواء السيارات.. و أطارد طيفك.. حتى .. حتى .. في أوراق الإعلانات .. علمني حبك.. كيف أهيم على وجهي..ساعات بحثا عن شعر غجري تحسده كل الغجريات بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ.. هو كل الأوجه و الأصواتْ *** أدخلني حبكِ.. سيدتي مدن الأحزانْ.. و أنا من قبلكِ لم أدخلْ مدنَ الأحزان.. لم أعرف أبداً.. أن الدمع هو الإنسان أن الإنسان بلا حزنٍ ذكرى إنسانْ.. *** علمني حبكِ.. أن أتصرف كالصبيانْ أن أرسم وجهك .. بالطبشور على الحيطانْ.. و على أشرعة الصيادينَ على الأجراس.. على الصلبانْ علمني حبكِ.. كيف الحبُّ يغير خارطة الأزمانْ.. علمني أني حين أحبُّ.. تكف الأرض عن الدورانْ علمني حبك أشياءً.. ما كانت أبداً في الحسبانْ فقرأت أقاصيصَ الأطفالِ.. دخلت قصور ملوك الجانْ و حلمت بأن تتزوجني بنتُ السلطان.. تلك العيناها .. أصفى من ماء الخلجانْ تلك الشفتاها.. أشهى من زهر الرمانْ و حلمت بأني أخطفها مثل الفرسانْ.. و حلمت بأني أهديها أطواق اللؤلؤ و المرجانْ.. علمني حبك يا سيدتي, ما الهذيانْ علمني كيف يمر العمر.. و لا تأتي بنت السلطانْ.. *** علمني حبكِ.. كيف أحبك في كل الأشياءْ في الشجر العاري.. في الأوراق اليابسة الصفراءْ في الجو الماطر.. في الأنواءْ.. في أصغر مقهى.. نشرب فيهِ، مساءً، قهوتنا السوداءْ.. علمني حبك أن آوي.. لفنادقَ ليس لها أسماءْ و كنائس ليس لها أسماءْ و مقاهٍ ليس لها أسماءْ علمني حبكِ.. كيف الليلُ يضخم أحزان الغرباءْ.. علمني..كيف أرى بيروتْ إمرأة..طاغية الإغراءْ.. إمراةً..تلبس كل كل مساءْ أجمل ما تملك من أزياءْ و ترش العطر.. على نهديها للبحارةِ..و الأمراء.. علمني حبك .. أن أبكي من غير بكاءْ علمني كيف ينام الحزن كغلام مقطوع القدمينْ.. في طرق (الروشة) و (الحمراء).. *** علمني حبك أن أحزنْ.. و أنا محتاج منذ عصور لامرأة.. تجعلني أحزن لامرأة.. أبكي بين ذراعيها.. مثل العصفور.. لامرأة تجمع أجزائي.. كشظايا البللور المكسور..
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
#4
|
||||
|
||||
![]()
الحاكم والعصفور
أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ لأقرأَ شعري للجمهورْ فأنا مقتنعٌ أنَّ الشعرَ رغيفٌ يُخبزُ للجمهورْ وأنا مقتنعٌ – منذُ بدأتُ – بأنَّ الأحرفَ أسماكٌ وبأنَّ الماءَ هوَ الجمهورْ أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ وليسَ معي إلا دفترْ يُرسلني المخفرُ للمخفرْ يرميني العسكرُ للعسكرْ وأنا لا أحملُ في جيبي إلا عصفورْ لكنَّ الضابطَ يوقفني ويريدُ جوازاً للعصفورْ تحتاجُ الكلمةُ في وطني لجوازِ مرورْ أبقى ملحوشاً ساعاتٍ منتظراً فرمانَ المأمورْ أتأمّلُ في أكياسِ الرملِ ودمعي في عينيَّ بحورْ وأمامي كانتْ لافتةٌ تتحدّثُ عن (وطنٍ واحدْ) تتحدّثُ عن (شعبٍ واحدْ) وأنا كالجُرذِ هنا قاعدْ أتقيأُ أحزاني.. وأدوسُ جميعَ شعاراتِ الطبشورْ وأظلُّ على بابِ بلادي مرميّاً.. كالقدحِ المكسورْ
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
#5
|
||||
|
||||
![]()
قارئة الفنجان
جَلَسَت والخوفُ بعينيها تتأمَّلُ فنجاني المقلوب قالت: يا ولدي.. لا تَحزَن فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب يا ولدي، قد ماتَ شهيداً من ماتَ على دينِ المحبوب فنجانك دنيا مرعبةٌ وحياتُكَ أسفارٌ وحروب.. ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي.. وتموتُ كثيراً يا ولدي وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض.. وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب بحياتك يا ولدي امرأةٌ عيناها، سبحانَ المعبود فمُها مرسومٌ كالعنقود ضحكتُها موسيقى و ورود لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ.. وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي نائمةٌ في قصرٍ مرصود والقصرُ كبيرٌ يا ولدي وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ.. من يدخُلُ حُجرتها مفقود.. من يطلبُ يَدَها.. من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود من حاولَ فكَّ ضفائرها.. يا ولدي.. مفقودٌ.. مفقود بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً لكنّي.. لم أقرأ أبداً فنجاناً يشبهُ فنجانك لم أعرف أبداً يا ولدي.. أحزاناً تشبهُ أحزانك مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر وتَظلَّ وحيداً كالأصداف وتظلَّ حزيناً كالصفصاف مقدوركَ أن تمضي أبداً.. في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ... وترجعُ كالملكِ المخلوع..
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
#6
|
||||
|
||||
![]()
رفقاً باعصابي
شَرَّشْتِ .. في لحمي و أعْصَابي .. وَ مَلَكْتِني بذكاءِ سنجابِ شَرَّشْتِ .. في صَوْتي ، و في لُغَتي و دَفَاتري ، و خُيُوطِ أَثوابي .. شَرَّشْتِ بي .. شمساً و عافيةً و كسا ربيعُكِ كلَّ أبوابي .. شَرَّشْتِ .. حتّى في عروقِ يدي وحوائجي .. و زجَاج أكوابي .. شَرَّشْتِ بي .. رعداً .. و صاعقةً و سنابلاً ، و كرومَ أعنابِ شَرَّشْتِ .. حتّى صار جوفُ يدي مرعى فراشاتٍ .. و أعشابِ تَتَساقطُ الأمطارُ .. من شَفَتِي .. و القمحُ ينبُتُ فوقَ أهْدَابي .. شَرَّشْتِ .. حتَّى العظْم .. يا امرأةً فَتَوَقَّفي .. رِفْقاً بأعصابي ..
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
#7
|
||||
|
||||
![]()
حقائب الدموع والبكاء
إذا أتى الشتاء.. وحركت رياحه ستائري أحس يا صديقتي بحاجة إلى البكاء على ذراعيك.. على دفاتري.. إذا أتى الشتاء وانقطعت عندلة العنادل وأصبحت .. كل العصافير بلا منازل يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي. كأنما الأمطار في السماء تهطل يا صديقتي في داخلي.. عندئذ .. يغمرني شوق طفولي إلى البكاء .. على حرير شعرك الطويل كالسنابل.. كمركب أرهقه العياء كطائر مهاجر.. يبحث عن نافذة تضاء يبحث عن سقف له .. في عتمة الجدائل .. * إذا أتى الشتاء.. واغتال ما في الحقل من طيوب.. وخبأ النجوم في ردائه الكئيب يأتي إلى الحزن من مغارة المساء يأتي كطفل شاحب غريب مبلل الخدين والرداء.. وأفتح الباب لهذا الزائر الحبيب أمنحه السرير .. والغطاء أمنحه .. جميع ما يشاء * من أين جاء الحزن يا صديقتي ؟ وكيف جاء؟ يحمل لي في يده.. زنابقا رائعة الشحوب يحمل لي .. حقائب الدموع والبكاء..
__________________
(الحمد لله رب العالمين)
|
العلامات المرجعية |
|
|