اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-09-2007, 03:54 PM
الصورة الرمزية صوت الحق
صوت الحق صوت الحق غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
العمر: 67
المشاركات: 8,134
معدل تقييم المستوى: 0
صوت الحق is an unknown quantity at this point
Icon114 بطل فوق الصليب


هل تعرف من هو
البطل فوق
الصليب
تمهل وأقراء القصة وق رائيك
من هو : بطل.. فوقالصليب..!!
خبيب بن عديّ..
والآن..
أفسحوا الطريق لهذا البطل يارجال..
وتعالوا من كل صوب ومن كل مكان..
تعالوا، خفاقاوثقالا..
تعالوا مسرعين، وخاشعين..
وأقبلوا، لتلقنوا في الفداء درساليس له نظير..!!
تقولون: أوكل هذا الذي قصصت علينا من قبل لم تكن دروسا فيالفداء ليس لها نظير..؟؟أجل كانت دروسا..
وكانت في روعتهاتجلّ عن المثيل وعن النظير..
ولكنكم الآن أمام أستاذ جديد في فنالتضحية..
أستاذ لوفاتكم مشهده، فقد فاتكم خير كثير، جدّكثير..
إلينا يا أصحاب العقائد في كل أمة وبلد..
إلينا يا عشاقالسموّ من كل عصر وأمد..
وأنتم أيضا يا من أثقلكم الغرور، وظننتم بالأديانوالإيمان ظنّ السّوء..
تعالوا بغروركم..!
تعالوا وانظروا أية عزة،وأية منعة، وأي ثبات، وأيّ مضاء.. وأي فداء، وأي ولاء..
وبكلمة واحدة، أيةعظمة خارقة وباهرة يفيئها الايمان بالحق على ذويه المخلصين..!!
أترون هذاالجثمان المصلوب..؟؟انه موضوع درسنا اليوم، يا كلّ بنيالإنسان...!
هذا الجثمان المصلوب أمامكم هو الموضوع، وهو الدرس، وهوالأستاذ..
اسمه خبيب بن عديّ.
احفظوا هذا الاسم الجليلجيّدا.
واحفظوه وانشدوه، فانه شرف لكل إنسان.. من كل دين، ومن كل مذهب، ومنكل جنس، وفي كل زمان..!!
انه من أوس المدينةوأنصارها.
تردد على رسول الله صلى الله عليه وسلم مذ هاجر إليهم، وآمنبالله رب العالمين.
كان عذب الروح، شفاف النفس، وثيق الإيمان، ريّانالضمير.
كان كما وصفه حسّان بن ثابت:
صقرا توسّط في الأنصارمنصبهسمح الشجيّة محضا غير مؤتشبولما رفعت غزوة بدر أعلامها، كانهناك جنديا باسلا، ومقاتلا مقداما.
وكان من بين المشركين الذين وقعوا فيطريقه ابّان المعركة فصرعهم بسيفه الحارث بن عمرو بن نوفل.
وبعد انتهاءالمعركة، وعودة البقايا المهزومة من قريش الى مكة عرف بنو الحارث مصرع أبيهم،وحفظوا جيدا اسم المسلم الذي صرعه في المعركة: خبيب بنعديّوعاد المسلمون من بدر الى المدينة، يثابرون علىبناء مجتمعهم الجديد..
وكان خبيب عابدا، وناسكا، يحمل بين جبينه طبيعةالناسكين، وشوق العابدين..
هناك أقبل على العبادة بروح عاشق.. يقوم الليل،ويصوم الناهر، ويقدّس لله رب العالمين..
وذات يوم أرادالرسول صلوات الله وسلامه عليه أن يبلو سرائر قريش، ويتبيّن ما ترامى اليه منتحرّكاتها، واستعدادها لغزو جديد.. فاحتار من أصحابه عشرة رجال.. من بينهم خبيبوجعل أميرهم عاصم بن ثابت.
وانطلق الركب الى غايته حتى اذا بلغوا مكانا بينعسفان ومكة، نمي خبرهم الى حيّ من هذيل يقال لهم بنو حيّان فسارعوا اليهم بمائة رجلمن أمهر رماتهم، وراحوا يتعقبونهم، ويقتفون آثارهم..
وكادوا يزيغون عنهم،لولا أن أبصر أحدهم بعض نوى التمر ساقطا على الرمال.. فتناول بعض هذا النوى وتأملهبما كان للعرب من فراسة عجيبة، ثم صاح في الذين معه:
" انه نوى يثرب،فلنتبعه حتى يدلنا عليهم"..
وساروا مع النوى المبثوث على الأرض، حتى أبصرواعلى البعد ضالتهم التي ينشدون..
وأحس عاصم أمير العشرة أنهم يطاردون، فدعاأصحابه الى صعود قمة عالية على رأس جبل..
واقترب الرماة المائة، وأحاطوا بهمعند سفح الجبل وأحكموا حولهم الحصار..
ودعوهم لتسليم أنفسهم بعد أن أعطوهمموثقا ألا ينالهم منهم سوء.
والتفت العشرة الى أميرهم عاصم بن ثابت الأنصاريرضي الله عنهم أجمعين.
وانتظروا بما يأمر..
فاذا هو يقول:" أما أنا،فوالله لا أنزل في ذمّة مشرك..
اللهم أخبر عنا نبيك"..
وشرعالرماة المائة يرمونهم بالنبال.. فأصيب أميرهم عاصم واستشهد، وأصيب معه سبعةواستشهدوا..
ونادوا الباقين، أنّ لهم العهد والميثاق اذا همنزلوا.
فنزل الثلاثة: خباب بن عديّ وصاحباه..
واقترب الرماة من خبيبوصاحبه زيد بن الدّثنّة فأطلقوا قسيّهم، وبرطوهما بها..
ورأى زميلهم الثالثبداية الغدر، فقرر أن يموت حيث مات عاصم وإخوانه..
واستشهد حيثأراد..
وهكذا قضى ثمانية من أعظم المؤمنين ايمانا، وأبرّهم عهدا، وأوفاهملله ولرسوله ذمّة..!!
وحاول خبيب وزيد أن يخلصا من وثاقهم، ولكنه كان شديدالإحكام.
وقادهما الرماة البغاة إلى مكة، حيث باعوهمالمشركيها..
ودوّى في الآذان اسم خبيب..
وتذكّر بنوالحارث بن عامرقتيل بدر، تذكّروا ذلك الاسم جيّدا، وحرّك في صدورهم الأحقاد.
وسارعوا إلىشرائه. ونافسهم على ذلك بغية الانتقام منه أكثر أهل مكة ممن فقدوا في معركة بدرآباءهم وزعماءهم.
وأخيرا تواصوا عليه جميعا وأخذوا يعدّون لمصير يشفيأحقادهم، ليس منه وحده، بل ومن جميع المسلمين..!!
وضع قوم أخرون أيديهم علىصاحب خبيب زيد بن الدّثنّة وراحوا يصلونه هو الآخرعذابا..
أسلم خبيب قلبه، وأمره،ومصيره لله ربالعالمين.
وأقبل على نسكه ثابت النفس، رابط الجأش، معه من سكينة الله التيأفاءها عليه ما يذيب الصخر، ويلاشي الهول.
كان الله معه.. وكان هو معالله..

كانت يد الله عليه، يكاد يجد برد أناملها في صدره..!
دخلتعليه يوما إحدى بنات الحارث الذي كان أسيرا في داره، فغادرت مكانه مسرعة إلى الناستناديهم لكييبصروا عجبا..
" والله لقد رأيته يحمل قطفا كبيرا من عنب يأكلمنه..
وانه لموثق في الحديد.. وما بمكة كلها ثمرة عنب واحدة..
ماأظنه إلا رزقا رزقه الله خبيبا"..!!
أجل آتاه الله عبده الصالح، كماآتى من قبل مريم بنت عمران، يوم كانت:
كلما دخل عليها زكريا المحراب وجدعندها رزقا..
قال يا مريم أنّى لك هذاقالت هو من عند الله إن اللهيرزق من يشاء بغير حسابوحمل المشركون إلى خبيب نبأمصرع زميله وأخيه زيد رضي الله عنه.ظانين أنهم بهذا يسحقون أعصابه،ويذيقونه ضعف الممات وما كانوا يعلمون أن الله الرحيم قد استضافه، وأنزل عليهسكينته ورحمته.

وراحوا يساومونه على إيمانه، ويلوحون له بالنجاة إذا ما هوكفر لمحمد، ومن قبل بربه الذي آمن به.. لكنهم كانوا كمن يحاول اقتناص الشمس برميةنبل..!!
أجل، كان إيمان خبيب كالشمس قوة، وبعدا، ونارا ونورا..
كانيضيء كل من التمس منه الضوء، ويدفئ كل من التمس منه الدفء، أم الذي يقترب منهويتحدّاه فانه يحرقه ويسحقه..
وإذا يئسوا مما يرجون، قادوا البطل إلى مصيره،وخرجوا به إلى مكان يسمى التنعيم حيث يكون هناك مصرعه..
وما أن بلغوه حتىاستأذنهم خبيب في أن يصلي ركعتين، وأذنوا له ظانين أنه قد يجري مع نفسه حديثا ينتهيباستسلامه وإعلان الكفران بالله وبرسوله وبدينه..
وصلى خبيب ركعتين في خشوعوسلام وإخبات...
وتدفقت في روحه حلاوة الإيمان، فودّ لو يظل يصلي،ويصلي ويصلي..
ولكنه التفت صوب قاتليه وقال لهم:
" والله لا تحسبوا أنبي جزعا من الموت، لازددت صلاة"..!!
ثم شهر ذراعه نحو السماء وقال:
" اللهم أحصهم عددا.. واقتلهم بددا"..
ثم تصفح وجوههم في عزم وراحينشد:
ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعيوذلكفي ذات الإله وان يشأ يبارك على أوصال شلو ممزّعولعله لأول مرة فيتاريخ العرب يصلبون رجلا ثم يقتلونه فوق الصليب..
ولقد أعدّوا من جذوع النخلصليبا كبيرا أثبتوافوقه خبيبا.. وشدّوا فوق أطرافه وثاقه.. واحتشد المشركون فيشماتة ظاهرة.. ووقف الرماة يشحذون رماحهم.
وجرت هذه الوحشية كلها في بطءمقصود أمام البطل المصلوب..!!
لم يغمض عينيه، ولم تزايل السكينة العجيبةالمضيئة وجهه.
وبدأت الرماح تنوشه، والسيوف تنهش لحمه.
وهنا اقتربمنه أحد زعماء قريش وقال له:
" أتحب أن محمدا مكانك، وأنت سليم معافى فيأهلك"..؟؟وهنا لا غير انتفض خبيب كالإعصار وصاح، في قاتليه:
" واللهما أحبّ أني في أهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول اللهبشوكة"..
نفس الكلمات العظيمة التي قالها صاحبه زيد وهم يهمّونبقتله..! نفس الكلمات الباهرة الصادعة التي قالها زيد بالأمس.. ويقولها خبيباليوم.. مما جعل أبا سفيان، وكان لم يسلم بعد، يضرب كفا بكف ويقول مشدوها:" واللهما رأيت أحدا يحب أحدا كما يحب أصحاب محمدكانت كلمات خبيب هذه إيذانا للرماح وللسيوفبأن تبلغ من جسد البطل غايتها، فتناوشه في جنون ووحشية..
وقريبا من المشهدكانت تحومطيور وصقور. كأنها تنتظر فراغ الجزارين وانصرافهم حتى تقترب هي فتنال منالجثمان وجبة شهيّة..
ولكنها سرعان ما تنادت وتجمّعت، وتدانت مناقيرها كأنهاتتهامس وتتبادل الحديث والنجوى.
وفجأة طارت تشق الفضاء، وتمضي بعيدا.. بعيدا..
لكأنها شمّت بحاستها وبغريزتها عبير رجل صالح أوّاب يفوح منالجثمان المصلوب، فخذلت أن تقترب منه أو تناله بسوء..!!
مضت جماعة الطير إلىرحاب الفضاء متعففة منصفة.
وعادت جماعة المشركين إلى أوكارهاالحاقدة في مكة باغية عادية..
وبقي الجثمان الشهيد تحرسه فرقة من القرشيينحملة الرماح والسيوف كان خبيب عندما رفعوه الى جذوع النخل التيصنعوا منها صليبا، قد يمّم وجهه شطر السماء وابتهل إلى ربه العظيم قائلا:
" اللهم أنا قد بلّغنا رسالة رسولك فبلّغه الغداة ما يصنع بنا"..
واستجاب اللهدعاءه..
فبينما الرسول في المدينة إذ غمره إحساس وثيق بأن أصحابه فيمحنة..
وتراءى له جثمان أحدهم معلقا..
ومن فوره دعا المقداد بن عمرو،والزبير بن العوّام..
فركبا فرسيهما، ومضيا يقطعان الأرضوثبا.
وجمعهما الله بالمكان المنشود، وأنزلا جثمان صاحبهما خبيب، حيث كانتبقعة طاهرة من الأرض في انتظاره لتضمّه تحت ثراها الرطيب.
ولا يعرفأحد حتى اليوم أين قبر خبيب.
ولعل ذلك أحرى به وأجدر، حتى يظل مكانه فيذاكرة التاريخ، وفي ضمير الحياة، بطلا.. فوق الصليب..!!!



آخر تعديل بواسطة صوت الحق ، 30-09-2007 الساعة 03:58 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-11-2008, 07:01 PM
Sharp Sharp غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 4,544
معدل تقييم المستوى: 0
Sharp has a little shameless behaviour in the past
افتراضي

شكرا جزيلا
وبارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30-11-2008, 11:30 PM
الصورة الرمزية بنت دمنهور
بنت دمنهور بنت دمنهور غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
العمر: 32
المشاركات: 1,974
معدل تقييم المستوى: 18
بنت دمنهور is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله خيرا موضوع رائع

جعله الله فى ميزان حسناتكم ان شاء الله
__________________

أجمل شي في الحياة حينما تكتشف وجود أناس قلوبهم مثل اللؤلؤ المكنون في الرقة واللمعان .. والصفاء والنقاء .. قلوبهم تحمل الحب والعطاء .. اللهم احفظهم واكرمهم واجمعنا بهم تحت ظلك يوم لا ظل إلا ظلك .. اللهم ياارب لا تحرمنا من وجودهم فى حياتنا
آمييييييييييين يا رب العالمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:20 AM.