#1
|
||||
|
||||
ضيف لا يطرق الابواب
-------------------------------------------------------------------------------- السلام عليكم ورحمه الله وبركاته بِالعادة يأتي الضيفُ ويطرق الأبواب.. ويستأذن سُكان الدار بالولوج.. ولا يدخُل حتى يُأذن لهُ بِذاك.. ورُبما يُرد على أعقابه فلا يستقبلهُ أحدٌ مِن سُكان الدار.. لَكِن.. أتاكِ الطارِقُ الخفي.. الضيفُ الساكن قد آتى ودخل وجلس وتربع.. وأخذ حاجتهُ ورحل دون استئِذان..!! فمن هو هذا الضيفُ الغامض..؟؟ لِنتعرف على صفاتِه.. وكيفية اقتحامه.. ولِـ ماذا آتى.. ومِن ثم رحل..؟؟ يأتي الفقير والغني,, الضعيف والقوي,, يُذهِبُ السقم.. ويُداوي العلل.. يُرح البدن.. وترحل الأهواء والفتن.. يزورُ الشباب.. ويتسابق إليه الشُياب.. بِه تسكُن الأطراف.. وترتاح الأجفانُ ويأتي موسم القِطاف.. بِه تنتهي محطةُ السفر وتبدأ رِحلةُ الإستقرار.. إنهُ: هادِم اللذات.. مُفرق الجماعات.. قاطع الأماني والأُمنيات.. إنهُ [الموت] يروى أن أعرابياً كان يسير على جمل له، فخر الجمل ميتاً، فنزل الأعرابي عنه، وجعل يطوف به ويتفكر فيه، ويقول: ما لك لا تقوم؟ مالك لا تنبعث؟ هذه أعضاؤك كاملة!! وجوارحك سالمة!! ما شأنك؟ ما الذي كان يحملك؟ ما الذي صرعك؟ ما الذي عن الحركة منعك؟ ثم تركه وانصرف متعجباً من أمره، متفكراً في شأنه!! قال ابن السماك: ( بينما صياد في الدهر الأول يصطاد السمك، إذ رمى بشبكته في البحر، فخرج فيها جمجمة إنسان، فجعل الصياد ينظر إليها ويبكي ويقول: عزيز فلم تترك لعزك!! غني فلم تترك لغناك!! فقير فلم تترك لفقرك!! جواد فلم تترك لجودك!! شديد لم تترك لشدتك!! عالم فلم تترك لعلمك!! ). يردد هذا الكلام ويبكي. إن الموت لا ريب فيه، ويقين لا شك فيه وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ[ق:19، فمن يجادل في الموت وسكرته؟! ومن يخاصم في القبر وضمته؟! ومن يقدر على تأخير موته وتأجيل ساعته؟فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ[الأعراف:34. فلماذا تتكبر أيها الإنسان وسوف تأكلك الديدان؟ ولماذا تطغى وفي التراب ستلقى؟ ولماذا التسويف والغفلة وأنت تعلم أن الموت يأتي بغتة؟ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ[آل عمران:185كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ[الرحمن:26،27كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ[القصص:88. يخطئ من يظن أن الموت فناء محض وعدم تام، ليس بعده حياة ولا حساب ولا حشر ولا نشر ولا جنة ولا نار. إذ لو كان الأمر كذلك لا نتفت الحكمة من الخلق والوجود، ولاستوى الناس جميعاً بعد الموت واستراحوا، فيكون المؤمن والكافر سواء، والقاتل والمقتول سواء، والظالم والمظلوم سواء، والطائع والعاصي سواء، والزاني والمصلي سواء، والفاجر والتقي سواء، وهذا مذهب الملاحدة الذين هم شر من البهائم، فلا يقول ذلك إلا من خلع رداء الحياء، ونادى على نفسه بالسفه والجنون. قال تعالى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [التغابن:7]، وقال سبحانه: وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ [يس:79،78]. ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت غابة كل حي ولكنا إذا متنا بعـــثناونسأل بعده عن كل شيء فالموت هو انقطاع تعلق الروح بالبدن، ومفارقتها له، والانتقال من دار إلى دار، وبه تطوى صحف الأعمال،و تنقطع التوبة والإمهال، قال النبي : { إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر } [الترمذي وابن ماجة وصححه الحاكم وابن حبان]. والموت من أعظم المصائب، وقد سماه الله تعالى مصيبة في قوله سبحانه: فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ [المائدة:106]، فإذا كان العبد طائعاً ونزل به الموت ندم أن لا يكون ازداد وإذا كان العبد مسيئاً تدم على التفريط وتمنى العودة إلى دار الدنيا، ليتوب إلى الله تعالى، ويبدأ العمل الصالح من جديد. ولكن هيهات هيهات!! قال تعالى: وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ [فصلت:24]، وقال سبحانه: حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:100،99]. مضى العمر وفات *** يا أسير الغفلات حصّل الزاد وبادر *** مسرعاً قبل الفوات فإلى كم ذا التعامي *** عن أمور واضحات وإلى كم أنت غارق *** في بحار الظلمات لم يكن قلبك أصلا *** بالزواجر والعظات بينما الإنسان يسأل *** عن أخيه قيل مات وتراهم حملوه *** سرعة للفلوات أهله يبكوا عليه *** حسرة بالعبرات أين من قد كان يفخر *** بالجياد الصافنات وله مال جزيل *** كالجبال الراسيات سار عنها رغم أنف *** للقبور الموحشات كم بها من طول مكث *** من عظام ناخرات فاغنم العمر وبادر *** بالتقى قبل الممات واطلب الغفران ممن *** ترتجي منه الهبات منقول يتبع
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكى الله كل خير اختى الكريمه على هذه الكلمات التى هى بمثابة قلم صارخ موقظ لكل ضمير و كوب من الماء المثلج صب على كل قلب نائم وعقل غارق للشهوات انه الموت حقا انه حين ياتى لا يطرق الابواب ولو طرق الباب لما فتحنا منه لاننا لسنا جاهزين له فلو كل واحد منا سال نفسه هل بما فعل فى دنيته التى سئل اطول الانبياء عمرا سيدنا نوح كيف ترى الدنيا قال لها بابان دخلت من واحد وخرجت من الاخر هل فعلنا شئ يستحق اننا ناتى به بين يدى الله ونقول يا رب فعلت كذا وكذا
__________________
الذكريات مش مجرد كلام بتبقى حاجه محفوره فى القلب |
#3
|
||||
|
||||
جزاكى الله خيرا _ اختاه _ ووفقك لما يحبه ويرضاه
اللهم احسن خاتمتنا ( اللهم آمين )
__________________
TO BE OR NOT TO BE *أذا لم تكن لقمتك من فأسك لن تكون كلمتك من رأسك*
|
#4
|
||||
|
||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزانى الله واياكم كل الخير واسال الله ان يرزقنا حسن الخاتمه
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
جزاكم الله خيرا
فيا لها من لحظات وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه
__________________
[SIGPIC] إن سألوك عن إلهى فهو رحمن رحيم [/SIGPIC]
|
#6
|
||||
|
||||
جزاكم الله كل خير
ومنتظرين التكملة
__________________
قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم
إنَّ الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ والصمَّتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفُ وفيه أيضاً لصونِ العرضِ إصلاحُ أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتة والكلبُ يخسى لعمري وهو نباحُ |
#7
|
||||
|
||||
جزاكم الله كل خير
|
#8
|
||||
|
||||
__________________
تحيــــاتي وتقــديري للجمــــيع <CENTER></CENTER><CENTER></CENTER> |
العلامات المرجعية |
|
|