اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > رمضان كريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-08-2010, 02:40 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

واشوقاه إلى رمضان
لقد فضل الله تبارك وتعالى شهر رمضان بفضائل كثيرة, هي أجل من أن تحصى وأكثر من أن تُعد, فهو شهر بركة وخير, حباه الله بخير وافر, وبركة في كل شيء زائدة وأثرها واضح للعيان, فهو شهر القرآن, وشهر الإحسان وشهر البر والمواساة وشهر التقوى والمغفرة, وشهر التوبة وتكفير الذنوب, شهر قيام الليل والتهجد, شهر تصفيد الشياطين, شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران, شهر العتق من النار, شهر يُستجاب فيه الدعاء, شهر ليلة القدر, وما أدراك ما ليلة القدر؟! إنها ليلة هي خير من ألف شهر, ولو استطردنا في سرد فضائله وإيضاح محاسنه لطال بنا المقام ونفد منا المداد, قبل أن نأتي على شيء يسير من فضائله الجمة.
لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه رضوان الله عليهم بقدوم شهر رمضان.
أخرج الإمام أحمد في المسند والنسائي عن أبي قلابة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه – أي بحلول لرمضان -" قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك, افترض الله عليكم صيامه, يفتح فيه أبواب الجنة ويغلق فيه أبواب الجحيم, وتغل فيه الشياطين, فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرُم "([1]).
قال ابن رجب – رحمه الله – في التعليق على هذه الحديث: "هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان, كيف لا يُبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان, كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران, كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشيطان " أ. هـ.
أخي الحبيب: إن بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه.
قال معلى بن الفضل: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان, ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم.
قال يحي بن أبي كثير: "كان من دعائهم اللهم سلمني إلى رمضان, وسلم رمضان لي, وتسلمه مني متقبلاً".
عن أبي سلمة عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : كان رجلان من بني قضاعة, أسلما مع النبي صلى الله عليه وسلم , واستشهد أحدهما وأُخِرَ الآخر سنة, قال طلحة بن عبيد الله: فأريت الجنة, فرأيت فيها المؤخر منهما, أُدخل قبل الشهيد, فعجبت لذلك , فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم, أو ذُكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أليس قد صام بعده رمضان, وصلى ستة آلاف ركعة أو كذا وكذا ركعة صلاة السنة ". ([2]).
أخي الكريم:
من حرم في رمضان فهو المرحوم, ومن حُرم خيره وبركته فهو المحروم, ومن لم يتزود فيه لمعاده فهو الملوم.
كم ممن أمَّل أن يصوم هذا الشهر فخانه أمله. فصار قبله إلى ظلمة القبر, كم من مستقبل يوماً لا يستكمله, ومؤمل غداً لا يدركه, إنك لو أبصرت الأجل ومصيره, لأبغضت الأمل وغروره.
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب
حتى عصى ربه في شهر شعبان
فاحمل على جسد ترجو النجاة له
فسوف تضرم أجساد بنيران
كم كنت تعرف ممن صام في سلف
من بين أهل وجيران إخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم
حيا فما أقرب القاصي من الداني
ومعجب بثياب العيد يقطعها
فأصبحت في غد أثواب وأكفان
حتى متى يعمر الإنسان مسكنه
يصير مسكنه قبر لإنسان ([3])

فاعلم يا أخي الكريم أن الناصح لنفسه لا تخرج عنه مواسم الطاعات وأيام القربات عطلاً, لأن الأبرار ما نالوا البر إلا بالبر, والعاقل خصيم نفسه.
فيجب على العاقل أن يضع نصب عينيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " افعلوا الخير دهركم, وتعرضوا لنفحات رحمة الله, فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده " ([4]).
وقوله صلى الله عليه وسلم : " إن لربكم في أيام دهركم نفحات, فتعرضوا لها, لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً " ([5]).
فيتعرض العبد لإحسان مولاه, سبحانه من كريم أضحت رحالنا بباب كرمه مطروحة, ورمضان سيد الشهور وتاج على مفرق الأيام والدهور.
رمضان ربيع التُقى وقد فاح فواحه.. رمضان يوسف الزمان في عين يعقوب الإيمان, فمرحباً بشهر طيب كريم مبارك.
هبت اليوم على القلوب نفحة من نفحات نسيم القرب في رمضان, وسعى سمسار الوعظ للمهجورين في الصلح, ووصلت البشارة للمنقطعين بالوصل, وللمذنبين بالعفو, والمستوجبين النار بالعتق, لما سلسل الشيطان في شهر رمضان, وخمدت نيران الشهوات بالصيام انعزل سلطان الهوى, وصارت الدولة لحاكم العقل بالعدل, فلم يبقى للعاصي عذر.
فيا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي, يا شموس التقوى والإيمان اطلعي, يا صحائف أعمال الصائمين ارتفعي, يا قلوب الصائمين اخشعي يا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي, يا عيون المجتهدين لا تهجعي, يا ذنوب التائبين لا ترجعي, يا أرض الهوى ابلعي ماءك, ويا سماء النفوس أقلعي, يا بروق العشاق للعشاق إلمعي, يا خواطر العارفين ارتعي. يا همم المحبين لغير الله لا تقنعي, ويا همم المؤمنين أسرعي([6]).
أحبتي في الله لقد اشتاقت نفوس المؤمنين لهذا الشهر العظيم, والموسم الجليل, فهنيئاً لمن وفقه الله جل وعلا في اغتنام أوقاته بفعل الخيرات وترك المعاصي والمنكرات والمسارعة والإقبال على الله, فهيا أحبتي لنلبي نداء الداعي ( يا باغي الخير أقبل, ويا باغي الشر أقصر ).
أحبتي في الله علينا جميعاً أن نستغل كل لحظة من لحظات هذا الشهر الفضيل في فعل الخيرات والطاعات, والبعد كل البعد عن المعاصي والسيئات, فلعله أن يكون هذا آخر رمضان لنا.
اللهم يا حي يا قيوم وفقنا للطاعة وجنبنا السيئات والمعاصي فبئست البضاعة, وارزقنا صيام نهاره, وقيام ليله إيماناً واحتساباً لك يا رب, وأختم لنا فيه بخير واعتق رقابنا من النار إنك ولي ذلك والقادر عليه ومولاه.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:40 PM.