ليس كل إنسان مسلم صالحًا للفتوى، فالمفتي له شروط معينة تحدث عنها الفقهاء فالله تبارك وتعالى يقول في القرآن الكريم "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" "النحل- 16"، وأهل الذكر المقصود بهم الذين تخصصوا في الشريعة الإسلامية، فالمفتي هو المخبر عن الحكم الشرعي فيما سئل عنه في أمر واقع من غير إلزام، ولهذا يشترط في المفتي كي يفتي الناس أن يكون مسلماً صحيح الإسلام، عاقلاً بالغاً، وأن يكون شديد الفهم عالماً باللغة العربية عارفاً بآيات الأحكام من القرآن، عارفاً بالحديث، عارفاً بالناسخ والمنسوخ، عارفاً بالقياس، وأن يكون ثقة ومأموناً ومترهاً عن أسباب الفسق، ورصين الفكر، متيقظاً عارفاً بمواضع الإجماع والاختلاف كل هذه الشروط أجمع عليها العلماء والفقهاء، بالإضافة إلى مكملات لها يجب أن تتوافر فيمن يتصدى لإفتاء الناس وهي أن تكون ذاتية صالحة، وأن يكون له حلم وعلم ووقار وسكينة، وأن يكون قوياً على ما هو فيه، وعلى معرفته، وأن يكون صاحب دخل يغنيه عن الاحتياج للناس، وأن يكون عارفاً بأحوال المستفتي، وألا يتسرع بالإجابة، وألا يجامل أحداً في فتواه، وأن يطابق قوله فعله، وإذا جهل الحكم في مسألة فليس له أن يفتي فيها، وهذه كلها شروط الإفتاء، ويجب على كل أجهزة الإعلام إذاعة وتليفزيون وصحف ألا تتعامل في أمور الفتوى مع من لا تتوافر فيه هذه الشروط، فإذا أختل شرط واحد كان الذي اختل فيه هذا الشرط غير صالح للإفتاء، ونحن في حاجة لمرجعية إسلامية شاملة وموحدة تعبر عن الرؤية الرشيدة لمختلف المسائل التي تجد في حياة المسلمين أو تستشكل عليهم، فهناك العديد من المظاهر التي تعبر عن الفوضى في مجال الإفتاء، والتصدي لهذه الظاهرة لن يتم إلا إذا توحدت كل الجهود الشريفة الساعية لوقف هذه المهاترات. ولكن يبقى علماء الازهر هم الملجأ والمقصد لمن يريد الفتيا لانهم يمثلون وسطية الدين وسيظل الازهر زاهرا بعلمائه
__________________
معلم اللغة العربية بمدارس المنصورة كولدج الدولية
|