عفوا ايها السعدان نحن لسنا فى حاجه الى..

[مستر/ عصام الجاويش]

كتب: أحمد الظواهرى

من السهل على الصغار أن يحلموا .. ومن السهل عليهم أن يتمنوا أيضاً , ولكن من الصعب أن يحققوا تلك الأحلام , فإذا نجحوا وحققوها "ولو على سبيل المصادفة" ظنوا أنهم أبطال العالم ولا توجد قوة فى هذا العالم يمكنها مناطحتهم , حتى يأتى الكبار فيحطموا أحلام الصغار "ويدهسوا عليها دهساً" ويعيدوا كل شىء إلى حجمه الطبيعى .. حينئذ يحدث أمران ...

(1) أما أن يستفيق الصغار ويعرفوا من هم وماهو حجمهم الطبيعى ويبدأو فى التعامل على أرض الواقع والعمل بجد وإجتهاد من أجل تخطى الصدمة ومحاولة الصعود إلى مرتبة الكبار , (2) وإما أن يصابوا .. "بالجنون" ويظلوا يصرخوا (نحن الأبطال , نحن الابطال) !!!

هذا ماينطبق فعلياً وبالحرف الواحد على ماحدث للمنتخب الجزائرى "الصغير" على يد شقيقه الأكبر "المنتخب الوطنى المصرى" .

لم تهدأ صحف ومحللوا وخبراء الأعلام الجزائرى يوماً من وقت فوزهم على المنتخب الوطنى بأم درمان وصعودهم بدلاً منا إلى نهائيات كأس العالم بأساليب الكل يعلمها ولسنا هنا للأستفاضة عنها بالمزيد , حينها ذهب جميع من سبقوا بالاضافة إلى اللاعبين والجهاز الفنى و الجماهير الجزائرية إلى قوة فريقهم وضعف منتخبنا الوطنى وملئوا الدنيا صخباً وضجيجاً بأنهم الافضل والأحق والأجدر و.. و.. و.. إلخ

ويظهر علينا كل يوم جزائرى ليؤكد أنهم لو واجهوا منتخب مصر مجدداً 100 مرة لأثبتوا تفوقهم عليه وحطموه تحطيماً , وأكدوا إنما بطولات المنتخب ماهى إثبات لتفوقه وإنما ترجع لغياب "الفرسان الخضر" -والكلام على لسان مشجعى الجزائر- عن البطولات الافريقية مما أفسح المجال لمصر من أجل حصد الألقاب , وأشاروا إلى أن عودة الخضر مرة أخرى للمنافسات الأفريقية سيكشف للعالم كله حجم المنتخب المصرى الحقيقى , ولم يدروا أنهم بالفعل سيكونون سبباً لأظهار مستوى المنتخب الحقيقى للعالم حيث أن الأيام بالفعل كانت تخبىء لهم مواجهة أقرب مما يتصوروا مع الأبطال "الكبار" .

فبعد مرور 71 يوم بالتمام والكمال على موقعة أم درمان كانت موقعة "بنجيلا" الشهيرة والتى تمكن فيها الفراعنة من تفنيد أحلام الصغار وأعادوا الأمور إلى نصابها الحقيقى بعدما دهسوا الخضر برباعية نظيفة فى نصف نهائى كأس الأمم .. رباعية أظهرت للعالم أجمع من هو الأحق بالظهور فى المونديال , و "لعب شوارع" أظهر للعالم أجمع كيف خطفت الجزئر بطاقة المونديال .

هنا كنا على موعد مع رد الفعل الجزائرى والذى للأسف لم يكن الأول .. وإنما جاء الخيار الثانى !!

للأسف لم يستفيق الأشقاء , ولم ينظروا للأمور بنظرة واقعية , ولم يحللوا أدائهم تحليلاً جيداً , فقط كانت كل مبرراتهم للخسارة تأتى على نغمة "الأتحاد الأفريقى مصرى" و "المصريين قاموا برشوة الحكم" ومبررات كثيرة على نفس الوزن !!!!!!

أن يستمع المرء لتلك التخاريف من مشجعين متعصبين "ممكن" , وأن يستمع لها من مجموعة صحفيين منحازين "مقبول" , ولكن أن يخرج الشيخ سعدان المدير الفنى للمنتخب الجزائرى "والذى كنت أكن كل الاحترام لشخصه حتى تصريحاته الأخيرة" ويبرر الخسارة برشوة فهذا هو الغير مقبول .
مبرراً ذلك بمساعدة الكاف المستمرة للمنتخب الوطنى .

أن تأتى التصريحات والأتهامات من أفواه "اللى مالهمش فيها" معقول , ولكن أن تخرج من فم رجل من المفترض أنه صاحب نظرة ثاقبة فى الامور الفنية هنا فقط يظهر لنا الخيار رقم 2 والذى طال كل ماهو جزائرى .

ياشيخ سعدان بالله عليك ألم تر أداء لاعبيك فى تلك المباراة , ألم تر كم التعصب والكراهية الذى ظهر بوضوح وفجور على طريقة لعبهم , ألم تستطع أن تجهزهم نفسياً لهذا اللقاء وأنت تعلم مدى الحساسية فى مباريات المنتخبين , إذا لم تر ماسبق وخانتك رؤيتك الفنية لمباراة فللأسف فقد فشلت مهمتك فى مواجهة الكبار .

أما بشأن إتهاماتك للكاف ومسئولية وإتهامه بالتواطؤ لمصلحة مصر , فلن أسرد لك سوى 3 نقاط فقط بعيداً التصفيات الاخيرة لكأس العالم , تفند تلك الاتهامات والتى لا تأتى إلا من شخص "جاهل" وليس من شخص من المفترض أنه عاقل.

عزيزى سعدان .. أين كان دور الاتحاد الأفريقى "المتواطىء" وقت أحداث مباراة مصر وزيمبابوى الشهيرة بـ"مبارة الطوبة" والتى فازت بها مصر وصعدت للتصفيات النهائية لكأس العالم ولكن تعاد المباراة فى دولة محايدة بأمر الفيفا وتوصية من الأتحاد الأفريقي وتنتهى النتيجة بالتعادل السلبى والذى صب فى صالح زيمبابوى لتطيح تلك المباراة بأحلام الفراعنة فى الصعود للنهائيات .

أين كان دور الاتحاد الأفريقى "المتواطىء" بعد أن قدمنا إعتراضنا على أحداث مباراة الجزائر الشهيرة فى ملعب 19 مايو فى الجولة الختامية لتصفيات كأس العالم 2002 والتى توقفت لأكثر من نصف ساعة بسبب الشغب والطوب الجزائرى على أرجاء الملعب ... علماً أنه لو قام وقتها بتوصية بسيطة للفيفا لأعيدت المباراة فى دولة محايدة .

أين كان الاتحاد الأفريقى "المتواطىء" فى مباراتنا معكم فى كأس الأمم الأفريقية تونس 2004 , ولماذا لم يطرد منكم "لاعبين تلاتة عشان يكمل جمايله مع الكرة المصرية" .

عزيزى سعدان .. الأتحاد الأفريقى منذ أن أنشىء وهو داخل أرض الكنانة لماذا إذاً لم يجاملها طوال تاريخه ويهديها معظم البطولات "بدلاً من 7 فقط" أيها الشيخ .

للأسف أيها السعدان .. أنت مدرب رفض أن يعترف بفشل فريقه ويبدأ فى تصحيح مساره لتكون تلك نقطة البداية نحو فشل أكبر .

ونهاية أحب أن أصرح لك بأنه لايهمنا إحترامك للكرة المصرية .. فيكفينا ما كسبته من إحترام العالم أجمع .
منقول