اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-05-2010, 06:29 AM
محب القوم محب القوم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 40
معدل تقييم المستوى: 0
محب القوم is on a distinguished road
افتراضي

شبهات المعترض والرد عليها
1- قالوا: أن المولد النبوي الشريف لم يكن من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من سنة خلفائه
الجواب :
بل كان من سنته تعظيم يوم مولده صلى الله عليه وسلم كما في الحديث أنه سئل عن صوم يوم الأثنين؟ فقال: ((ذاك يوم ولدت فيه)). أخرج مسلم في صحيحه (2/819)
قال الإمام ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله تعالى ـ
وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صيام يوم الاثنين ؟قال: (ذاك يوم ولدت فيه وأنزلت علي فيه النبوة) إشارة إلى استحباب صيام الأيام التي تتجدد فيها نعم الله على عباده، فإن أعظم نعم الله على هذه الأمة إظهار محمد صلى الله عليه وسلم وبعثته وإرساله كما قال تعالى: (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم). فإن النعمة على الأمة: بإرساله أعظم من النعمة عليهم بإيجاد السماء والأرض والشمس والقمر والرياح والليل والنهار، وإنزال المطر وإخراج النبات، وغير ذلك.فإن هذه النعم كلها قد عمت خلقا من بني آدم كفروا بالله وبرسله وبلقائه فبدلوا نعمة الله كفراً، فأما النعمة بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم فإن بها تمت مصالح الدنيا والآخرة، وكمل بسببها دين الله الذي رضيه لعباده، وكان قبوله سبب سعادتهم في دنياهم وآخرتهم.
فصيام يوم تجددت فيه هذه النعم من الله على عباده المؤمنين حسن جميل، وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجددها بالشكر.أنتهى كلامه
لطائف المعارف ص114ط دار الكتب ضبط سعيد اللحام وابراهيم رمضان
ويستفاد من تعليق الإمام ابن رجب على الحديث أن الهدف من الصيام هو شكر الله على النعمة .وأن مولد النبي صلى الله عليه وسلم نعمة عظيمة ،تستحق الشكر لعظمتها. وبه يتبين للعاقل المنصف وجه الدلالة في الحديث على تخصيص يوم من الأسبوع يحتفى فيه بالمولد ،هو يوم الأثنين ،وهذا مستحب ،وهو بشهر مولده الصق ومعلوم أنه ولد في شهر ربيع الأول بالإجماع وإنما وقع الخلاف في تاريخ ذلك فقيل في الثاني عشر من ربيع الأول وهو قول الجمهور وقيل في يوم التاسع منه وهذان القولان أشهر ماذكر ،والمهم هو تعظيم يوم الأثنين من كل أسبوع ،مهما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلاً لأنه مستحب

2- قالوا :والاحتفال بالمولد محدث أحدثه الشيعة الفاطميون
الجواب:
ليس بصحيح أن أول من أحدثه الشيعة الفاطمية بل هو موجود من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ـ أي من حيث تعظيم اليوم الذي ولد فيه بعبادة ـ و الذي أحيا ذلك هم أهل السنة والجماعة ومن اتسع فيه وقام به بشكل مرتب منظم هو الملك المظفر وهو سني العقيدة فبدعة أهل السنة للمولد النبوي هي إحياء لتعظيم ذلك اليوم بترتيبها وتنظيمها لا في أصله لأن أصله مشروع كما في الحديث السابق تعظيم يوم مولده صلى الله عليه وسلم كما في الحديث أنه سئل عن صوم يوم الأثنين؟ فقال: ((ذاك يوم ولدت فيه)). أخرج مسلم في صحيحه (2/819) .
ولذا فحق لكل مسلم أن يقول نعم البدعة هذه
وكون الفاطمية سبقوا إلى إحياء هذه السنة ففيه نظر .! ولكن على فرض ذلك فلا حرج ،لأننا إنما ننكر الباطل الذي يأتي به المبتدعة، وليس المرفوض هو الحق الذي وافقوا فيه السنة .

3- قالوا:- في الاحتفال بذكرى المولد تشبه بالنصارى.
الجواب:
لا شك أن التشبه بهم فيما هو من خصائصهم محرم ،أما تعظيم الله ورسله عليهم الصلاة والسلام فليس خاص بهم، بل كل مصدق بالأنبياء لابد أن يعظمهم سواء كان يهودياً أو مسلماً ،لكن لا يتشبه بالنصارى فيطرونه إلى درجة العبادة ،ولا يتشبه باليهود فيجفون الرسل ـ عليهم السلام ـ حتى وصلوا إلى أحط الدركات بقتلهم وتكذيبهم .فلا تشبه بحال من الحالين.
فالنهي هو عن التشبه بهم فيما هو من خصائصهم هذا هو المقصود.وهذا واضح لكل بصير بمعان الحديث .
فليس تعظيم الرسل خاص بهم فهو مطلوب من الجميع بلا غلو ولا جفاء
و ليس هناك أي معنى لربط هذا المولد بالمشابهة الصريحة بالنصارى فلا النيّة ولا الكيفيّة - وهذين الأصلين من أهمّ الأصول التي يحكم بها على الأمر- مشتركة فأنّى يتمّ هذا التشابه المزعوم .
والآن أخي الكريم أريد توضيح أمر قبل أن أوضّح بطلان دعوى مشابهة النصارى للمقيمين للمولد وسأُطنِب في الكلام للمزيد من التوضيح فلتقرأ بتأمّل وتدبّر وليطل نفسك معي.
كذب وافترى من ادّعى أنّ المجيزين للمولد لم يحتفلوا إلا في ذلك اليوم أعني يوم الثاني عشر من ربيع الأوّل ونسوا رسول الله صلى الله عليه وسلم باقي أيّام السنة ! ؛ بل إنّهم يحتفلون به طوال أيّام السنة والواقع يشهد ؛ فإن قيل أنّ يوم الثاني عشر من ربيع الأوّل ينال مزيد اهتمام ورعاية فتنقله القنوات الفضائيّة ويحضر كثير من مشائخ وعلماء العالم الإسلامي في مولد واحد وجلسة موحّدة ويتم فيه من الاهتمام مالا يتم في غيره.
فالجواب : أنّ هذا من باب ارتباط الزمن بالحدث ؛ فانظر إلى هذا الحبيب الأعظم والمعلّم المقدّم نبيّنا وسيّدنا محمّد صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم لمّا قَدِمَ المدينة ووجد اليهود يصومون يوم عاشوراء لأنّه يوم نجّى الله فيه موسى عليه الصلاة والسلام فأمر بصيامه ؛ فهذه النتيجة تعطينا هذه المقدّمات :
الأولى : أنّ نجاة سيّدنا موسى عليه السلام حدثت في يوم عاشوراء وهي نعمة عظيمة .
الثانية : أنّ اليهود كانوا يصومون ذاك اليوم فأمر بصيامه الحبيب صلّى الله عليه وسلم .
الثالثة : أمره صلّى الله عليه وسلّم المسلمين صيامه وقوله (نحن أولى بموسى منهم) يعني موافقته لفكرة اليهود في صيامهم هذا اليوم .
الرابعة : فكرة اليهود من خلال تطبيقهم تكون : شكر النعمة في يوم حدوثها أنسب الأوقات لذلك .
الخامسة : بالجمع بين الأصلين السابقين (الثالثة والرابعة) يُقَالْ أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم أقرّ فكرة (شكر النعمة في يوم حدوثها أنسب الأوقات لذلك)
وبتحرير العبارة السابقة بطريقة تطبيقيّة يكون :
النعمة : نجاة موسى عليه السلام
يوم حدوثها : عاشوراء المكرّم
أنسب الأوقات لذلك : أي يوم عاشوراء ؛ بإظهار ذاك الشكر وإعلانه
مع ملاحظة أنّه ليس فيما ذكرنا (أنسب الأوقات لذلك) ما يدعو إلى تخصيص هذا اليوم دون غيره ؛ بل هو (أنسب) من أفعل التفضيل ؛ فعداه أيضًا فاضل .
إذا عُلِمْ هذا فلا شكّ أنّ مولد النبيّ صلى الله عليه وسلّم وبروزه للعالمين أعظم نعمة لنا معشر المسلمين خاصّةً .
فإن طبّقنا الأصل السابق (شكر النعمة في يوم حدوثها وأنّ ذلك أنسب الأوقات له) والذي قرّرنا فيما مضى أنّه أصلٌ صحيح ويقرّه النبي صلى الله عليه وسلّم على احتفائنا بالمولد الشريف تكون النتيجة :
النعمة : مولد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هدًى ورحمة للعالمين .
يوم حدوثها : الثاني عشر من ربيع الأوّل
أنسب الأوقات لذلك : أي يوم الثاني عشر من ربيع الأوّل ؛ ومعنى هذا أنّ ما عداه من الأيّام أيضًا فاضل .
فنقول (شكر نعمة مولد النبي صلّى الله عليه وسلّم في يوم الثاني عشر من ربيع الأول أنسب الأوقات لذلك وإن كان غيره من الوقت مناسب)
بعد كل هذا أظن أنّه قد اتّضح سبب تخصيص يوم الثاني عشر من ربيع الأوّل بهذا الاهتمام ؛ فإن اتّضح هذا أعود مرّة أخرى لأقول :
إنّ محاولة ربط المولد بالتشبّه بالنصارى محاولة فاشلة ؛ لأنّ هذا يستلزم إذا كان حقًّا مشابهة ثلاثة أمور -أو أكثر- :
الأوّل : تشابههما بحيثيّة ذكرهم لقصّة المولد.
الثاني : تشابههما بحيثيّة ذكرهم القصّة في هذا اليوم.
الثالث : تشابههما بحيثيّة الاحتفال بهذه الطريقة المُعلَنَة.
فلا باب لمن أراد أن يزعم أنّ المولد فيه مشابهة للنصارى إلا أن يقول أنّه يشابه النصارى في هذه الثلاث الأمور .
ومن زعم مشابهة المقيمين للمولد النصارى أراد الأمر الثاني والأمر الثالث ولن يجرأ للتصريح بأنّ الأمر الأوّل كذلك ؛ لأنّ الأمر الأوّل منصوص عليه بصراحة في قوله صلّى الله عليه وسلّم عن يوم الإثنين ((يوم ولدت فيه)) وقوله تعالى عن عيسيى عليه السلام {والسلام علىَّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً} وعن سيّدنا يحيى عليه السلام {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً} .
فهذا الأمر الأوّل (الذي هو حيثيّة تشابههما في ذكر قصّة المولد) اتّضح أنّه منصوص عليه في الكتاب والسنّة ؛ فهل سيستطيع هذا الزاعم مشابهة النصارى لمقيمين المولد أن يقول أنّ في هذا أعني الأمر الأوّل مشابهة للنصارى ؟
لن يجرأ أحد على ذلك ؛ فإن ثبت هذا فعليه أن يستثني الأمر الأوّل من الأمور الثلاثة التي ذكرناها حتّى يثبت حجّته المزعومة ؛ وهذا سيلزمه إلى البحث عن وسيلة غائيّتها تحقيق ذلك ؛ ولن يجد إلا التخصيص بلا مخصّص ؛ وهو باطل ؛ فعلم بطلان ذلك .
فإن قيل -وهذا ما أظنّ أنّه سيقوله الكثير- أنّ الأمر الأوّل (حيثيّة ذكرهم لقصّة المولد) غير داخل معنا في الكلام لأنّا نتكلّم عن حيثيّة ذكر القصّة في ذاك اليوم أعني الثاني عشر من ربيع الأوّل (الأمر الثاني)
قيل : أنّ معنى هذا أنّك مسلّم وموافق أنّه إن حدث المولد في غير الثاني عشر من ربيع الأوّل فليس فيه أيّ مشابهة للنصارى ؛ فإن توصّل لهذه النتيجة علم بنفسه تفاهة قوله بعدها أنّ إقامة المولد في يوم الثاني عشر من ربيع الأوّل فيه تشبّه بالنصارى ؛ وإقامته في غيرما ذاك اليوم ليس فيه أي تشبّه بهم .
وبالتالي سيقصر إنكاره على من يحتفل ويقيم المولد ذاك اليوم فقط ؛ وسيخصّص بدايات شهر ربيع الأوّل ليحذّر الناس من هذه البدعة المنكرة ! لأنّها تشبّه بالنصارى !! وعندئذ سيضطّر إلى (التحذير طوال السنة بشكل عام و بدايات شهر ربيع الأوّل لقرب الأوان بشكل خاص ومزيد اهتمام عن الاحتفال بالمولد لأنّه في هذا اليوم تشبّه بالنصارى) وهذا أعني التحذير طوال السنة ثم التخصيص بالمزيد من الاهتمام بدايات شهر ربيع الأوّل مثالاً واضحًا لمسألة متى يتمّ الاحتفال أطوال العام أم فقط يوم في السنة التي وضّحناها سابقًا فالمقيمين للمولد يقيمونه طوال العاموهذا يحذّر طوال العام والمقيمين للمولد يخصّصون الثاني عشر من ربيع الأوّل بمزيد اهتمام وهذا يخصّص بدايات ربيع الأوّل لقرب الأوان بمزيد اهتمام وعناية ؛ {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} .

4- قالوا : وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن الغلو في مدحه فقال : ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده ، فقولوا عبد الله ورسوله ) أخرجه البخاري 4/142 رقم 3445 ، الفتح 6/551 ، أي لا تغلوا في مدحي وتعظيمي كما غلت النصارى في مدح المسيح وتعظيمه حتى عبدوه من دون الله ، وقد نهاهم الله عن ذلك بقوله : ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ) النساء/171
الجواب :
وهذا صحيح فعبادة غير الله شرك أكبر سواء كان نبياً أو غير نبي ،ونحن نتكلم عن مولد يعبد فيه الله وحده لا عن موالد النصارى ،ونتكلم عن تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم تعظيماً مشروعاً لا أن نطريه كما أطرت النصارى عيسى إذ عبدوه وجعلوه ثالث ثلاثة ،ومنهم من قال إنه ابن الله سبحانه وتعالى عن قولهم.
فلا غلو ولا جفاء .
وأصبح إيراد الأدلة التي يسوقها المعترض في غير محلها.

5- قالوا: الاحتجاج بأن هذا عمل كثير من الناس في كثير من البلدان : والجواب عن ذلك أن نقول : الحجة بما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، والثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم النهي عن البدع عموماً ، وهذا منها ، وعمل الناس إذا خالف الدليل فليس بحجة وإن كثروا.
الجواب :
الناس لا يحتجون بعمل المسلمين على مشروعية العمل وإنما يحتجون بتجويز جمهور العلماء لهذا العمل ،وليس من باب البرهان للتشريع ،وإنما من باب لفت النظر إلى استنادهم لدليل ،لأن العوام تبع للعلماء ،فلما نظرنا للعلماء وأقوالهم قديماً وحديثاً كالحافظ ابن حجر والحافظ السيوطي وابن الجزرى وكثير من علماء المذاهب الأربعة وغيرها علمنا أن لهم أدلة أقاموها على جواز الاحتفال بالمولد النبوي ،وعلمنا أنهم قيدوا ذلك بعدم وجود منكرات فيه ،وعلمنا أن لهم أدلة وحجج شرعية على جوازه،وبه علمنا سبب تواتر عمل المسلمين على ذلك في شتى بقاع الأرض على تفاوت بينهم من مولد ليس فيه إلا الخير فقط ،ومولد خلط عملاً صالحاً وعملاً منحرفاً عن الجادة .
ولذا فنحن نقول هو سنة لابدعة وقد سبق ذكر بعض الأدلة على ذلك فهو موافق للدليل لا مخالف، إنما البدعة كانت في إحياءه لا في أصله كما أن صلاة التراويح كانت البدعة في إحياءها جماعة لا في أصلها.

6- قالوا: " كل بدعة ضلالة " والمولد النبوي بدعة
و قولهم [أن تخصيص ذلك اليوم بمزيد عبادة يعتبر بدعة في الدين ،وكل بدعة ضلالة.]
الجواب:
أولاً:المخصص ليوم ميلاده بمزيد فضل هو النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في الحديث الشريف تعظيم يوم مولده صلى الله عليه وسلم كما في الحديث أنه سئل عن صوم يوم الأثنين؟ فقال: ((ذاك يوم ولدت فيه)). أخرج مسلم في صحيحه (2/819) .
وكذا بالقياس على تخصيص يوم عاشوراء بعبادة شكراً لله تعالى على نجاة موسى فكذا يوم ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم بجامع شكر الله على هذه النعمة.
ثانياً:أن الأصل هو أن يعمل الطاعات في كل وقت لا يستثنى من ذلك إلا ما منع الله عن نوع من العبادة فيه.
وذلك بأدلة كثيرة منها قول الله تعالى {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره}
ولذا فالأصل أن المسلم يصلي النوافل المطلقة في جميع الأوقات إلا ما منع الشرع من الصلاة فيه وهي أوقات معروفة بأوقات النهي.
والأصل أن جواز الصيام في أي يوم من الأيام إلا ما نهى الشرع عنه سواء نهي تحريم كيوم العيد أو نهي كراهة كإفراد الجمعة .والأصل إطعام الطعام في جميع الأوقات إلا ما منع الشرع منه كإطعام الصائم في نهار رمضان فإنه لايجوز .والأصل الصدقة في جميع الأوقات ..إلخ.إذن فلا وجه لمنع الناس من زيادات الطاعات المشروعة إلا بنهي خاص يخصص عموم النصوص الدالة على التقرب إلى الله تعالى .وعليه فلاوجه لنهي الناس عن ذكر الله يوم المولد ،ولاوجه لنهيهم عن صيام التطوع ،ولا وجه لنهيهم عن أي طاعة ،إلا مانهى الشرع عنه بخصوصه .
ومن نهى الناس عن عبادة الله في وقت من الأوقات بأي نوع من العبادة فعليه الدليل .
ثالثاً:اما حديث كل بدعة ضلالة ؟فالمقصود بالبدعة مالا أصل له في الدين .ولذا قال في الحديث الأخر ((من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد )) فقوله (في امرنا) أي في دينه وشرعه وقوله (فهو رد )أي مردود غير مقبول .فالصوم والصلاة ،والصدقة ،والذكر ،والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلها مشروعة ،ولذا فهي من أمره وشرعة .وكذلك الفرح والابتهاج بيوم مولده لاشك أنه من دلائل المحبة.

7- قالوا: هل كل يوم فضيل أتى الخبرُ ينصُ عليه يُسن الاحتفال فيه؟
الجواب:
نعم يسن ذلك والاحتفال فيه يكون بما ورد فيه أو من جنسه فمثلاً يوم عرفة يكون بالوقوف والدعاء والاستغفار ونحو ذلك .
ومعلوم لدى كل عاقل احتفاء المسلمون بيوم عرفة ،والعشر الأواخر وعشر ذي الحجة ،ويوم عاشوراء وغيرها من الأيام الفاضلة .وهي تشترك مع يوم المولد النبوي الشريف في التعظيم ،واستحباب احياءها بما شرع الله فيها، وبالسرور العظيم الذي ينتاب كل مؤمن بها ،ولذا فهو يعمل في تحصيل الثواب المترتب على ذلك .
إلا أن المولد النبوي الذي نقصده هو ما شمل على التالي :
1ـ تعظيمه يومه بالصيام من باب التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم .
وسائر العبادات المشروعة الأخرى لما في ذلك من شكر الكريم عزوجل .
2ـ مزيد التذكير بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم ـ وتنبه لقولي مزيد ذلك ـ لأن الأصل أننا نذكره في جميع الأيام وإنما يوم مولده يفرح كل مؤمن ويخزي كل كافر معاند ((قل بفضل ونعمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )).
3ـ أن من فوائد تخصيص يوم مولده بالاحتفال هو ربط أذهان الأجيال المسلمة صغيرها وكبيرها بيوم من الأيام العظيمة في تاريخها والله عز وجل يقول ((وذكرهم بأيام الله)) (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ )(120) هود) ولا شك أن تذكيرهم بنجاة موسى عليه السلام كيوم عاشوراء، وأيام إبراهيم في بناء البيت وغير ذلك لبيان واضح لما نحن فيه من ربط الأجيال بالقدوة الصالحة ،ولا شك أن ذلك عمل تربوي سليم حتى لا تغفل الأجيال المسلمة عن تاريخها العظيم .فأقل ما يفعل هو ذكر شيء من سيرته وأحاديثه الثابتة صلى الله عليه وسلم .ومن أشرف على تربية الشباب يعرف فائدة ذلك جيداً.لأن ربط الأجيال بالمناسبات له دور عظيم في ترسيخ الاعتقاد وربط الأذهان بذكرى معينة تفيدهم في رسم قدوات لحاضرهم ومستقلبهم.

8- قالوا: أن يوم الثاني عشر من ربيع الذي يعظمه من يحتفل بالمولد لا يكون دائماً في كل سنة يوم الاثنين .
الجواب :
أما كونه مخالف فليس بصحيح لأن يوم الثاني عشر ويوم الاثنين يشتركان في كونهما يوم مولده صلى الله عليه وسلم فالأول بالحديث الوارد في ذلك والثاني بالاجتهاد في تحديد التاريخ ومعلوم الاختلاف في تعيين اليوم ولكن أقوى الأقوال عن مولده تتراوح بين الثامن إلى يوم الثاني عشر من ربيع الأول ،فإذا كان ذلك كذلك فلا حرج أن يحتفل الناس في أي يوم اثنين من شهر ربيع الأول في الأسبوع الثاني منه . مع أن المقصود أوسع من سطحية الاعتراض الوارد وقد ذكرت الحكم العظيمة من إحياء يوم مولده صلى الله عليه وسلم فراجعها.

9- قالوا: لماذا تجعلون الاحتفال بالمولد بدلاً عن الصيام الوارد؟
الجواب:
أن هذا السؤال فيه تعنت وكبر لأن الكبر ((هو بطر الحق وغمط الناس ))
فمعلوم أن الصيام نوع من أنواع العبادات التي تستحب في يوم المولد فمن الذي نهى عنه حتى يورد مثل هذا الإيراد التلبيسي ؟!! بل صيام الاثنين مستحب بلا ريب.
لأنه يوم مولده صلى الله عليه وسلم وفيه ترفع الأعمال وقد حوى فضائل جمة .
وحيث فهمنا الاحتفال الذي يقصده السني من تعظيمه للنبي صلى الله عليه وسلم بما شرع الله تعالى من صيام منصوص عليه ،أو نوافل مطلقة كإطعام الطعام ونحوه من تسبيح وتكبير وتهليل ، وذكر وتعليم لسيرته صلى الله عليه وسلم علم العاقل أن كل محرم للمولد فإنه مغال بشرط أن يخلو المولد عن المحرمات، والمكروهات، كما ذكرت سابقاً.

10- قالوا:أن يوم الاثنين ولد فيه ومات فيه فلا وجه لتخصيصه بالفرح؟
قد أجاب على هذا الشبهة الإمام السيوطي رحمه الله حيث قال:
"أن ولادته صلى الله عليه وآله وسلم أعظم النعم، ووفاته أعظم المصائب لنا، والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، والصبر والسكون عند المصائب، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود، ولم يأمر عند الموت بذبح عقيقةولا بغيره. بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع، فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وآله وسلم دون إظهار الحزن
وقد أجاب الشيخ الأزهري:
عندي أن الجواب القاطع لهذا التشغيب أن نقول: على فرض أنه مات في نفس اليوم الذي ولد فيه فإنه صلى الله عليه وسلم ندبنا إلى الاحتفال بمولده ولم يندبنا إلى ترك الاحتفال من أجل وفاته فيه، لأنه قال لمن سأله عن صيامه: (ذاك يوم ولدت فيه) فأرشده إلى صيامه بالتنبيه إلى فضله وأنه ولد فيه، ولم يقل له لا تصمه فهو يوم أموت فيه ـ على أساس أن النبي يعلم متى يموت ـ وهذا عاشوراء نصومه وليس موت أبي عبدالله فيه بمانعنا من صومه ولا بناقض لما ثبت من فضله ..
فإن قال قائل: لعل النبي لم يعلم أنه يموت في اليوم الذي ولد فيه؟ ولو علم لم يشرع صومه!
قلنا: فهذا على ما اشتمل عليه من الافتراض السخيف يلزم منه وقوع النسخ بعد وفاته صلى الله عليه وسلم!! وهذا محال، لأن الناسخ هو قول الشارع والنبي قد مات ولا وحي بعده فمن أين يأتي النسخ؟؟؟ ومن من المنكرين للاحتفال يقول بأن صيام الاثنين منسوخ بموت النبي في يوم الاثنين؟ ومن ذا الذي يزعم أن الفضائل تنتفي بالمصائب؟؟؟ لا أحد يقول بهذا منهم ولا منا، ولم نسمع بفتوى أن صيام الاثنين منسوخ بموته، فوجب أن مصيبة موته في يوم الاثنين ـ على تقدير حصول ذلك ـ لا يمنع من صومه وبالتالي لا يمنع من الاحتفال به.
هؤلاء يريدون أن يقعدوا قاعدة (المصائب تنسخ الفضائل) وهذا مذهب أهل الرفض لا أهل العقل.

وهذا كلام لابن رجب عن يوم وفاته في وظائف ربيع:

((واختلفوا في تعيين ذلك اليوم من الشهر فقيل : كان أوله و قيل : ثانية و قيل ثاني عشرة و قيل : ثالث عشرة و قيل : خامس عشرة و المشهور بين الناس : إنه كان ثاني عشر ربيع الأول و قد رد ذلك السهيلي و غيره بأن وقفة حجة الوداع في السنة العاشرة كانت الجمعة كان أول ذي الحجة فيها الخميس و متى كان كذلك لم يصح أن يكون يوم الإثنين ثاني عشر ربيع الأول سواء حسبت الشهور الثلاثة أعني : ذا الحجة و محرما و صفرا كلها كاملة أو ناقصة أو بعضها كاملة و بعضها ناقصة و لكن أجيب عن هذا بجواب حسن و هو أن ابن اسحاق ذكر أن النبي صلى الله عليه و سلم توفي لاثنتي عشرة ليلة من ربيع الأول و هذا ممكن فإن العرب تؤرخ بالليالي دون الأيام و لكن لا تؤرخ إلا بليلة مضى يومها فيكون اليوم تبعا لليلة و كل ليلة لم يمض يومها لم يعتد بها كذلك إذا ذكروا الليالي في عدد فإنهم يريدون بها الليالي مع أيامها فإذا قالوا عشر ليال فمرادهم بأيامها و من هنا يتبين صحة قول الجمهور في أن عدة الوفاة أربعة أشهر و عشر ليال بأيامها و أن اليوم العاشر من جملة تمام العدة خلافا للأوزاعي و كذلك قال الجمهور في أشهر الحج : إنها شوال و ذو القعدة وعشر من ذي الحجة و أن يوم النحر داخل فيها لهذا المعنى خلافا للشافعي وحينئذ فيوم الإثنين الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه و سلم كان : ثالث عشر الشهر لكن لما لم يكن يومه قد مضى لم يؤرخ بليلته إنما أرخوا بليلة الأحد و يومها و هو الثاني عشر فلذلك قال ابن إسحاق توفي لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول و الله أعلم))

11-قال بعضهم: مولد النبي مختلف فيه، والظن أنه التاسع، فكيف تحتفلون بيوم 12 ربيع مع أنكم لا تجزمون بأن مولد الهادي فيه ؟
الجواب
هذا قد ذكره أهل العلم لكن المشهور هو 12 ربيع، وعلى تقدير حصول الخلاف فلا ضير ولا مانع من الاحتفال، ولو كان جهل اليوم بالتحديد مانعا من الاحتفال به أو صومه ورافعا لفضله لوجب مثل ذلك في ليلة القدر فإن النبي خرج يخبر أصحابه بها فتلاحا رجلان فرفعت فقال النبي فالتمسوها في العشر الأخير من رمضان، ولم يكن جهلها بالتحديد بمانع من إحيائها، بل إن جهلها بالتحديد يستدعي إحياء العشر كله لنيل بركتها فلو فرضنا أن يوم مولده مختلف فيه هل هو 2 أو 8 أو 12 ربيع فالقياس والفقه يقتضي إحياء هذه الليالي كلها لا تركها كلية، فمن أين يأتينا الفقه المعوج القائل بأن جهل اليوم الذي ولد فيه النبي بالتحديد ينفي فضله الثابت بقوله (ذاك يوم ولدت فيه)؟؟!!!! كل يوم اثنين فهو مبارك يذكرنا بمولده وكل عشر أول من ربيع يذكرنا به كذلك فإذا اتفق الاسم والعدد والشهر كان ذلك غاية المطلوب وأحبه إلى القلوب وأقرب إلى نيل المرغوب.
ولكن الذي استقر عليه الجمهور واعتمدوه وعملوا به إلى يومنا هذا هو(لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأوَّل عام الفيل ) .
وإليك تأكيد "بعض" الأقوال من الأئمَّة :
* قال الحافظ الكبير صاحب التصانيف العظيمة في الحديث والرجال أبو الحاتم محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي رحمه الله في كتابه(كتاب السيرة النبوية وأخبار الخلفاء ) ص7 مانصه:
[ قال أبو حاتم : ولد النبي صلى الله عليه و سلم عام الفيل يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول ]. انتهى
* وقال الإمام الحافظ ابن سيد الناس رحمه الله في كتابه (عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير) ج1ص38 ما نصه:
[ وولد سيدنا ونبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الاول عام الفيل قيل بعد الفيل بخمسين يوما]. انتهى
*وقال الإمام السهيلي رحمه الله في كتابه( الروض الأنف ) ج1 ص300 ما نصه:
[ ـ ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ: قال حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام قال حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق قال:ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول عام الفيل ].
والذي يظهر هنا أن الإمام السهيلي رحمه الله يُرجّح ما قاله ابن إسحاق رحمه لذكره له دون معارضة أو ذكر لمعارض.
*وقال الإمام محمد بن يوسف الصالحي رحمه الله في كتابه
(سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد )‍ج1 ص334 ـ 336 ما نصه:
[ قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى: لاثنتي عشرة ليلة خلت منه ـ أي من ربيع الأول ـ ورواه ابن أبي شيبة في المصنف عن جابر وابن عباس. قال في الغرر: وهو الذي عليه العمل ]. انتهى
والذي يظهر هنا أن الإمام الصالحي رحمه الله يُرجّح ما قاله ابن إسحاق رحمه الله؛ إذ أنه ذكر قولَه أولاً ثم نقل قول صاحب ( الغرر ) الذي يقول: وهو الذي عليه العمل؛ وكأنه أراد تأكيد ما ذهب إليه ابن إسحاق وترجّح له. فتأمَّل
*وقال الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه ( لطائف المعارف ) ص137 بعد ذكره إختلاف الأقوال ما نصه:
[ والمشهور الذي عليه الجمهور أنه ولد يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول، وهو قول ابن إسحاق وغيره ].انتهى
*وقال الإمام الفقيه أبي زكريا عماد الدين العامري رحمه الله المتوفى سنة893هـ في كتابه
(بهجة المحافل وبُغية الأماثل في تلخيص المعجزات والسير والشمائل )ج1ص51 بعد ذكره إختلاف الأقوال ما نصه:

[واتفقوا على أنه صلى الله عليه وآله وسلّم ولد يوم الإثنين. قال الأكثرون: في شهر ربيع الأول. ........، وقيل لثنتي عشرة وهو أشهرها .... ].
*وقال الإمام علي بن برهان الدين الحلبي رحمه الله في سيرته( السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون؛ المُسمى بـ" إنسان العيون " ) ج1ص93 قبل ذكر الخلاف وترجيحه ما نصه:
[ وذكر الزبير بن بكار والحافظ ابن عساكر ...... وعن سعيد بن المسيب { ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إبهار النهار } أي وسطه { وكان ذلك اليوم لمضي اثنى عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول } أي وكان ذلك في فصل الربيع ...... قال: وحكى الإجماع عليه وعليه العمل الآن، أي في الأمصار خصوصاً أهل مكة في زيارتهم موضع مولده صلى الله عليه وسلم..] انتهى
*قال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله في كتابه (السيرة النبوية)ج1ص304 مانصه:
[ عن جابر وابن عباس أنهما قالا : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل يوم الاثنين الثانى عشر من شهر ربيع الاول وفيه بعث وفيه عرج به إلى السماء ، وفيه هاجر وفيه مات . وهذا هو المشهور عند الجمهور والله أعلم ].
و قد استقر الأمر عند الجمهور واشتهر وانتشر وعليه العمد والعمل إلى يومنا هذا أنه في الثاني عشر من شهر ربيع الأول كما ذكر الحفاظ والأئمة ابن كثير و ابن رجب وابن سيد الناس و العامري والسهيلي .. وغيرهم
فهل يصح أن نُخطِّئ ونُبدِّع الحافظ ابن كثير وابن رجب والسهيلي والعامري وابن سيد الناس، ونَقول لهم: كذبتم؛ لم يقل هذا الجمهور؟؟!!
إذاً المسألة شأنها كشأن كثير من المسائل المُختلف فيها؛ سواء كانت فقهية أو حديثيَّة أو تاريخيَّة أو غير ذلك، وكل يعمل بمقتضى ما ترجَّح له في كل مسألة؛ ؟؟
وبالتالي إن اتخاذ هذا الاختلاف في مسألة الاحتفال بالمولد كحُجّة في تحريم وتبديع المولد!
هي حُجَّة ساقطة لا تقوم لها قائمة؛ لأنها مسألة اجتهادية، لا يجوز أن يُلزم الشخص ويوجب على الناس ويُجبرهم بما ترجَّح لديه .

و ما أصدق قول الشاعر
ولد الهدى فالكائنات ضياء * * * و فم الزمان تبسم و ثناء

فهل بعد ذلك نترك لكل من هب ودب أن يبدع يفسق جمهور المسلمين المحتفلين بمولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم..
نترك الحكم لكل عاقل
ونختم بقصيدة نظمها العلامة عثمان بن عمر بن الشيخ داود الأشعري الشافعي
في الرد على المانعين لاحتفال المولد النبوي صلى الله عليه وسلم، من بحر المتقارب، وهي هذه:
صَلاْةٌ سَلاْمٌ عَلَـىْ مَنْ أتـى
إِلَىْ الْكَوْنِ أَبْـهَىْ مِنَ الْقَمَرَا
مُحَمَّدِ الْمُصْطَفَىْ الْمُجْتَبَـىْ
وَآَلٍ وَأَصْـحَـاْبِـهِ الأُمَـرَا
وَبَعْدُ فَخَيْـرُ الْوَرَىْ أَحْمَـدَ
بَدَاْ سَيِّـدًا خَاْشِعـًا أَنْـوَرَا
بَـدَاْ مِثْلَ نَـدٍّ وَعَنْـبَـرِنَاْ
وَمِسْكٍ شَذَاْهُ يَعُـمُّ الْـوَرَى
وَمِيْـلاْدُهُ نِعْمَـةٌ رَحْمَـةٌ
وَعِيْـدٌ بِهِ الْمُؤْمِنُ اسْتَبْشَـرَا
بِشَهْرِ الْرَّبِيْعِ بَـدَا نُـوْرُهُ
فَفَاْقَ الْشُّهُـوْرَ بِـهِ افْتَخَـرَا
وَلَيْلَـةُ مِيْـلاْدِهِ شُرِّفَـتْ
بِـهِ عَنْ سِوَاْهَاْ كَمَاْ حُـرِّرَا
عَلَىْ لَيْلَـةِ الْقَـدْرِ فَضَّلَهَـاْ
شُيُـوْخٌ كِـرَاْمٌ مِنَ الْكُبَـرَا
بِـهِ عَامُ مِيْـلاْدِهِ شَـرُفَـاْ
وَمَكَّـةُ إِذْ فِيْهِمَـاْ ظَـهَـرَا
وَمَـاْ زَاْلَ أَهْـلُ الْمَحَبَّةِ أَنْ
يُقِيْمُوْا احْتِفَاْلاً لَّـهُ أَبْـهَـرَا
وَمَحْفَلُهُـمْ بِالصَّـلاْةِ وَبِالـ
ـثَـنَاْءِ عَلَيْهِ لَقَـدْ عُطِّـرَا
وَذِكْرُ شَمَائِـلِـهِ شَأْنُـهُـمْ
فَبَاْدِر ْ وَكُنْ مَعْهُمُوْ وَاذْكُـرَا
كَمَـاْ يُنْفِقُـوْنَ لِتَعْظِيْمِـهِ
بِـمَاْ الله رَبِّـيْ لَهُمْ يَسَّـرَا
فَحُبُّـهُ تَعْظِيْمُـهُ وَاْجِـبٌ
فَطُوْبَـىْ وَطُوْبَىْ لِمَنْ وَقَّـرَا
وَوَيْلٌ وَوَيْلٌ لِمَنْ حَـرَّمَ احْـ
ـتِفَاْلاً لِمِيْلاْدِ خَيْرِ الْـوَرَى
وَأَجْمَعَ أَهْـلُ الْعُلُوْمِ عَلَىْ الْـ
ـجَوَاْزِ فَخُذْهُ لِكَىْ تَظْفَـرَا
وَكَمْ مِنْ إِمَـاْمٍ جَلِيْلٍ حَكَىْ
دَلِيْلاً صَرِيْحًا يُـرَىْ أَظْهَـرَا
فَتَبَّتْ يَدَاْ مُنْكِرٍ جَـاْحِـدٍ
مَدِيْحَ الْحَبِيْبِ وَقَدْ خَسِـرَا
إِذَاْ مُنْشِداً مَـدْحَ طَـهَ رَآَىْ
يَفِرُّ وَوَلَّـىْ إِذَنْ مُـدْبِـرَا
وَتَبْـدُوْ كَـرَاْهِيَّـةٌ مِنْهُـمُ
وَيَسْطُوْنَ مَنْ مَدْحَهُ كَـرَّرَا
فَإِيَاْكَ إِيَـاْكَ مِـنْ غـيِّـهِ
وَكُـنْ مُنْبِذاً قَوْلَهُ مِـنْ وَرَا
فَلَيْسَ لَـدَيـْهِ دَلِيـْلٌ وَلَـوْ
ضَعِيْفاً فَمِنْهُ اسْتَعِذْ وَاَهْجُـرَا
وَلَيْسَ حَيـَاْءٌ لَـهُ وَاَلْتُقَـىْ
وَلَيْسَ اِنْقِـيَاْدٌ لِحَقٍ يَـرَى
وَتَـزْيِيْـنُ بَاْطِـلِـهِ دَأْبـُهُ
وَتَـزْيِيْفُ حَقٍ فَكَمْ غَيَّـرَا
مِنَ اَلْدِيْنِ اَصْلاً وَفَرْعاً فَكُـنْ
نَبِيْهاً يَرَىْ مَاْخَفَـاْ وَاحْـذَرَا
وَصَلُوْا بِجَهْرٍ عَلَىْ اَلْمُصْطَفَىْ
عَلَىْ رَغْمِ أَنْفِ الَذِيْ أَنْكَـرَا
بِتَشْخِيْصِ ذَاْتِ اَلْحَبِيْبِ اَلَذِيْ اَصْـ
ـطَفَاْهُ اِلإِلَـهُ لِكَىْ تَظْفَـرَا
بِنَـثْرٍ وَنَظْـمٍ وَلَيْـلٍ كَـذَاْ
نَـهَاْرٌٍ فَتَحْظُوْا بِخَيْرٍ جَـرَى
وَقُلْ لِلْعَذُوْلِ اسْتَرِحْ وَاقْبِلَـنْ
عَلَىْ شَأْنِكَ ارْجِعْ إِلَيْ اَلْقَهْقَرَى
بِغَيْظِـكَ مُتْ خَاْئِباً بَاْكِـياً
وَعُـدْ خَاْسِئًا بَاْسِرًا أَخْسَـرَا
وَغَنُّوْا فُرَاْدَىْ وَجَمْعاً بِمَـدْ
حِهِ بِارْتِـيَاْحٍ تَنَاْلُوْا اَلْقِـرَى
تَـمَتَعْ وَرَدِّدْ عَلَيْـهِ بِلاْ اكْـ
ـتِرَاْثٍ بِقَوْلِ اِمْرِئٍ خَسِـرَا
فَيَاْسَعْدَ مَنْ حَبَّهُ وَاَقْتَـفَـىْ
عَلَىْ إثْـرِهِ نَـهْجَهُ اَلأَنْـوَرَا
وَصَـلِّ وَسَلِّمْ وَبَاْرِكْ عَلَـىْ
حَبِيْبِكَ مَعْ صَحْبِـهِ الْغُـرَرَا
وَآلٍ وَأَتْـبَاْعِهِـمْ سَرْمَـدَا
مَتَىْ سَاْجِدٌ فِيْ الْدُّجَىْ سَهِـرَا
وَعُثْمَاْنُ عَبْدُ الْهَوَى يَلْتَجِـيْ
حَبِيْبَ الْمُهَيْمِنِ مِنْ سَقَـرَا



  #2  
قديم 11-05-2010, 06:41 AM
محب القوم محب القوم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 40
معدل تقييم المستوى: 0
محب القوم is on a distinguished road
افتراضي

السؤال: 15ـ ما قولكم فيمن يقوم لما يدعيه من وصول الحضرة النبوية في الموالد ، و هل يحضر الرسول عليه الصلاة و السلام فعلاً تلك الموالد في وقت واحد ؟ ، و هل يصح ذلك عقلا ؟.
الجواب:
قال الشيخ يوسف خطار محمد في كتابه الموسوعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية ما يلي:
[باب] القيام في نهاية المولد:
مفهوم خاطئ : يظن بعض من يحضر المولد النبوي ويقوم مع القائمين أن الناس يقومون معتقدين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدخل إلى المجلس في تلك اللحظة بجسده الشريف حقيقة وأن البخور والطيب الذي يوضع هو له فهذه الظنون باطلة لا أصل لها.
نعم نحن نعتقد أنه صلى الله عليه وآله وسلم حي حياة برزخية كاملة لائقة بمقامه وإن روحه جوالة في ملكوت الله سبحانه وتعالى ويمكن أن تحضر مجالس الخير وكذلك أرواح الأولياء والصالحين من أتباعه وقد قال مالك: بلغني أن الروح مرسلة تذهب حيث شاءت وقال سلمان الفارسي: أرواح المؤمنين في برزخ من الأرض تذهب حيث شاءت(الروح لابن القيم ص (144).
وإن القيام في المولد ليس سنة ولا واجبا وإنما هي حركة جرت عادة الناس بها واستحسن ذلك من استحسنه من أهل العلم يقول البرزنجي مؤلف أحد الموالد النبوية ما نصه: وقد استحسن القيام عند ذكر مولده الشريف أئمة ذوو رواية وروية فطوبى لمن كان تعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم غاية مرامه ومرماه.
ويقول أيضا:
وقد سن أهل العلم والفضل والتقى
قياما على الأقدام مع حسن إمعان
بتشخيص ذات المصطفى وهو حاضر
بأي مقام فيه يذكر بل دان
فأنت تراه يقول: وقد سن أهل العلم ولم يقل سن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو الخلفاء الراشدون ولم يقل: سنة مطلقة بل قال: وقد سن أهل العلم وبعدها يقول: بتشخيص ذات المصطفى أي أن هذا القيام لتصور شخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الذهن وهذا التصور شيء محمود ومطلوب بل لابد من أن يتوفر في ذهن المسلم الصادق في كل حين ليكمل اتباعه له صلى الله عليه وآله وسلم وتزيد محبته فيه صلى الله عليه وآله وسلم ويكون هواه تبعا لما جاء به فالناس يقومون احتراما وتقديرا لهذا التصور الواقع في نفوسهم عن شخصية ذلك الرسول العظيم مستشعرين جلال الموقف وعظمة المقام وهو أمر عادي كما تقدم ولذلك فإن من لم يقم لا شيء عليه ولا يكون آثما شرعا.
فالقيام كما قدمنا أمر استحسنه العلماء شرقا وغربا والقصد فيه تعظيم صاحب المولد وجرى به العمل في سائر البلاد وما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن كما مر في حديث ابن مسعود رضي الله عنه .
وقال الشيخ علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي: وقد وجد القيام عند ذكر اسمه صلى الله عليه وآله وسلم من عالم الأمة ومقتدى الأئمة دينا وورعا الإمام تقي الدين السبكي اجتمع عنده جمع كثير من علماء عصره فأنشد قول البوصيري في مدحه صلى الله عليه وآله وسلم:
قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب
على ورق من خط أحسن من كتب
وأن تنهض الأشراف عند سماعه
قياما صفوفا او جثيا على الركب
فعند ذلك قام السبكي رحمه الله وجميع من في المجلس فحصل أنس كبير بذلك المجلس ويكفي مثل ذلك في الاقتداء (السيرة الحلبية (1/83 - 84) والسيرة النبوية لزيني دحلان ص (51( .
السؤال: 16ـ مصادر التشريع عند المسلمين هما الكتاب و السنة ، و عندكم الكشوف والمنامات و الوساوس و الخطرات ، و حدثني قلبي عن ربي ، فهل هذا هو الدين ؟
الجواب:
بل إن مصادر التشريع عند الصوفية هو الكتاب والسنة والإجماع والقياس وبعض الأمور المختلف بينها بين القفهاء في أصول الاستباط...
وهذا الاتهام للصوفية من الكذب الصراح والتشويه القبيح للتصوف حيث يوهم الوهابية الناس بأن الصوفية يستقون تشريعهم من الكشوفات والمنامات، يريدون بذلك تشويهم صورتهم وتكفيرهم ، قبحهم الله.
ولا يعلمون أن الصوفية لهم مذاهب فقهية كسائر المسلمين كالحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة..
ولكن إن حصل للقوم (الصوفية) كشف أو بشارات منامية، فإنها تعرض على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فما وافقها أخذوه وما خالفها تركوه.
لذلك كان الشيخ أبو الحسن الشاذلي الصوفي الكبير والعلم المشهور رحمه الله تعالى يقول : [إِذا عارض كشفُك الصحيح الكتابَ والسنة فاعمل بالكتاب والسنة ودع الكشف، وقل لنفسك: إِن الله تعالى ضمن لي العصمة في الكتاب والسنة، ولم يضمنها لي في جانب الكشف والإِلهام) ["إِيقاظ الهمم" ج2. ص302ـ303]
وقال أبو سعيد الخراز الصوفي رحمه الله تعالى: [كلُّ باطنٍ يخالفه ظاهرٌ فهو باطلٌ) ["الرسالة القشيرية" ص27]
ومن الأمور المسلم بها عند المحققين من العلماء أن بعض الصالحين يأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعيه وأذكاراً تنطبق على الشرع ولا تنافيه ويبين لهم فيها فضلاً خاصاً ولنذكر ما قاله إمامان جليلان يكثر منهما ويستكثر بهما جماعة أنصار السنة المحمدية وهما:
الإمام أبو اسحق الشاطبي في أكثر كتبه رواجاً عندهم: كتاب (الاعتصام) والإمام أبن الحاج في أكثر كتبه رواجاً عندهم وهو كتاب(المدخل).
قال الإمام أبو اسحق الشاطبي في كتابه الاعتصام (1/260) : [إن الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعاً على حال إلا أن تعرض على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية فإن سوغتها عمل بمقتضاها وإلا وجب تركها والإعراض عنها وإنما فائدتها البشارة أو النذارة خاصة وأما استفادة الأحكام فلا كما يحكي عن الكتاني رحمة الله تعالى : ((رأيت رسول الله صلى الله عليم وسلم في المنام فقلت ادع الله ألا يميت قلبي فقال :قل كل يوم أربعين مرة : يا حي يا قيوم لا إله أنت )) فهذا كلام حسن لا إشكال في صحته وكون الذكر يحي القلب صحيح شرعاً وفائدة الرؤيا التنبيه على الخير وهو من ناحية البشارة وإنما يبقي الكلام في التحديد بالأربعين وإذا في المنام وإذا لم يوجد على اللزوم واستقام وعن أبي يزيد البسطامي رحمه الله : رأيت ربي في المنام فقلت كيف الطريق إليك فقال أترك نفسك وتعال وشأن هذا الكلام من الشرع موجود فالعمل بمقتضاه صحيح).
والسؤال هنا : هل يصح ان نطلق على الشيخ الكتاني أنه دجال كذاب ؟؟؟ وهل كتم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الذكر عن الصحابة ؟؟؟ الايستطيع سيدنا ابوبكر ان يحمل هذا الذكر ؟؟؟ وماذا نقول في العلامة ابن الحاج على مايرويه لنا من مثل هذه الروايات التي كان يعتقد صحتها ؟؟؟
قال الشيخ أبن القيم رحمه الله في كتابه (مدارج السالكين(1/448:
(من تجريبات السالكين التي جربوها فألفوها صحيحة أن من أدمن "يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت " أورثه الله حياة القلب والعقل)
وكان شيخ الإسلام أبن تيمية – قدس الله روحه – شديد اللهج بها وقال لي يوماً: لهذين وهما الحي القيوم تأثير عظيم في حياة القلب وكان يشير إلي أنهما الأسم الأعظم وسمعته يقول: من واظب على أربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر" يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث " حصلت له حياة القلب ولم يمت قلبه)
وماذا تقول في ما أتى به ابن تيمية ؟؟؟ والذي نقله عنه تلميذه ابن القيم؟!! ومن اين اتى ابن تيمية بهذا الذكر الذي لم يرد عندنا في السنة ؟؟؟ ومن الذي قال له ان هذا النوع من الذكر يحي القلب ؟؟؟ أهو النبي صلى الله عليه وسلم أم هو من نسج الخيال واتباع الاوهام ؟؟؟
وقال الإمام العلامة المالكي ابن الحاج في المدخل (4/129):
(وقع بعض الناس في شدة كبيرة فشكى ذلك للشيخ – يعني الحافظ أبن أبي جمرة رحمه الله – فرأي النبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يشير على الشخص بأن يسبح مائة مرة ويحمد الله مائة مرة ويكبر مائة مرة ويقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له مائة مرة ثم يصلى اثني عشرة ركعة ويدعوا بعدها بما يظهر له ثم يصلى ركعتين ثم يقرأ في الختمة خمسين آية من آخر سورة البقرة ثم يصلى أربعاً وعشرين ركعة ثم يدعوا بهذا الدعاء وهو : اللهم لا فرج إلا فرجك ففرج عنا كل شدة وكربة يا من بيده مفاتيح الفرج أكفنا شر من يريد ضرنا من أنس وجن وأدفعه عنا بيدك القوية بإذنك وقدرتك إنك على كل شي قدير.
ففعله فذهبت تلك الشدة التي كان فيها ذلك الشخص وكان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يقول في النوم للذي أخبره بما تقدم من التسبيح والصلاة والدعاء إن من فعل هذا صادقاً فرج الله عنه شدته من يومه ولو كانت أي شئ كان).
وياترى ماهو رأي الوهابية في ما قاله امام السنة المحدث عبدالله ابن ابي جمرة ؟؟؟ فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأمره بأن يتلو بعض الاذكار ويصلي بعض الصلوات ؟؟؟ وهل مثل هذا الكلام كان معروفاً عند الصحابة ؟؟؟ وهل يضر المسلم شيئ اذا فعل مثل هذا الفعل ؟؟؟
السؤال: 17ـ ما قولكم فيمن يأمر المريد باستحضار صورة الشيخ و الاستمداد من قواه الروحية كالنقشبندية ، و هو ما يسميه بعضهم بالرابطة بين الشيخ والمريد ، ، أو ليس هذا شركا أكبر مخرجاً من الملة.
الجواب:
يعتقد الوهابية أن الرابطة النقشبندية التي يفعلها السادة النقشبندية شرك ، لكن الشرك هو عبادة غير الله، ولا يعني استحضار الكعبة عند ذكر الله أنك تعبد الكعبة، أو عندما تستحضر الموت أو مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذكر الله، لا يعني استحضار هذه الأشياء للاستعانة بها على الحضور والخشوع لا يعني أنك تعبدها.
وأما الرابطة النقشبندية فهي استحضار روح الشيخ ليحصل قوة الذكر والمدد ويحصل النشاط لانجذاب الأرواح الطاهرة، وهذه يعرفها أربابها، ومن ذاق عرف.
وبعد هذا البيان المتواضع يأتي إمام المدرسة الوهابية ابن تيمية ليبرر لنا أنها ليست شرك، لكن أتباعه الوهابية يخالفونه ويعدون من يقولها شرك، يعني حتى إمامهم ابن تيمية ربما سيكفره الوهابية لأنه يقول بالرابطة النقشبندية !!
يقول الشيخ ابن تيمية رحمه الله في فتاواه :
))ومما يحقق هذه الأمور أن المحب يجذب، والمحبوب يجذب‏.‏ فمن أحب شيئًا جذبه إليه بحسب قوته، ومن أحب صورة جذبته تلك الصورة إلى المحبوب الموجود في الخارج بحسب قوته‏.‏ فإن المحب عـلته فاعلية، والمحـبوب علته غائية، وكـل منهـما لـه تأثير في وجود المعلول، والمحب إنما يجذب المحبوب بما في قلب المحب من صورته التي يتمثلها، فتلك الصورة تجذبه بمعنى انجذابه إليها، لا أنها هي في نفسها قصد وفعل، فإن في المحبوب من المعنى المناسب ما يقتضى انجذاب المحب إليه، كما ينجذب الإنسان إلى الطعام ليأكله، وإلى امرأة ليباشرها، وإلى / صديقه ليعاشره، وكما تنجذب قلوب المحبين للّه ورسوله إلى اللّه ورسوله، والصالحين من عباده لما اتصف به سبحانه من الصفات التي يستحق؛ لأجلها أن يحب ويعبد‏.‏
بل لايجوز أن يحب شيء من الموجودات، لذاته إلا هو سبحانه وبحمده، فكل محبوب في العالم إنما يجوز أن يحب لغيره، لا لذاته، والرب تعالى هوالذي يجب أن يحب لنفسه، وهذا من معاني إلهيته و ‏{‏لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 22‏]‏، فإن محبة الشيء لذاته شرك، فلا يحب لذاته إلا اللّه، فإن ذلك من خصائص إلهيته، فلا يستحق ذلك إلا اللّه وحده، وكل محبوب سواه إن لم يحب لأجله، أو لما يحب لأجله فمحبته فاسدة‏.‏
واللّه ـ تعالى ـ خلق في النفوس حب الغذاء، وحب النساء، لما في ذلك من حفظ الأبدان وبقاء الإنسان، فإنه لولا حب الغذاء لما أكل الناس ففسدت أبدانهم، ولولا حب النساء لما تزوجوا فانقطع النسل، والمقصود بوجود ذلك‏:‏ بقاء كل منهم ؛ليعبدوا اللّه وحده، ويكون هو المحبوب المعبود لذاته الذي لا يستحق ذلك غيره‏.‏
وإنما تحب الأنبياء والصالحون تبعا لمحبته، فإن من تمام حبه حب ما يحبه، وهو يحب الأنبياء والصالحين، ويحب الأعمال الصالحة، فحبها / للّه هو من تمام حبه، وأما الحب معه فهو حب المشركين الذين يحبون أندادهم كحب اللّه، فالمخلوق إذا أحب للّه كان حبه جاذبًا إلى حب اللّه، وإذا تحاب الرجلان في اللّه اجتمعا على ذلك، وتفرقا عليه، كان كل منهما جاذبا للآخر إلى حب اللّه، كما قال تعالى‏:‏ ‏(‏حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتجالسين في، وحقت محبتي للمتباذلين في، وإن للّه عبادًا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء بقربهم من اللّه، وهم قوم تحابوا بروح اللّه علي غير أموال يتباذلونها، ولا أرحام يتواصلون بها، إن لوجوههم لنورًا، وإنهم لعلى كراسي من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس‏)‏‏.‏
فإنك إذا أحببت الشخص للّه كان اللّه هو المحبوب لذاته، فكلما تصورته في قلبك تصورت محبوب الحق فأحببته، فازداد حبك للّه، كما إذا ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم، والأنبياء قبله، والمرسلين وأصحابهم الصالحين، وتصورتهم في قلبك، فإن ذلك يجـذب قلبك إلى محبة اللّه المنعم عليهم، وبهم إذا كنت تحبهم للّه، فالمحبوب للّه يجذب إلى محبة اللّه، والمحب للّه، إذا أحب شخصًا للّه، فإن اللّه هو محبوبه، فهو يحب أن يجذبه إلى اللّه تعالى، وكل من المحب للّه والمحبوب للّه يجذب إلى اللّه))‏.‏ [مجموع فتاوى ابن تيمية المجلد العاشر]
ثم قال الوهابي:
بل و من شرك التعظيم ، و له تعلُّقٌ بشرك الاستغاثة و التصرف
الجواب:
نعم يقع في الشرك من يعتقد أن الإغاثة من المخلوق من دون إذن الله، أو تصرف الولي (المخلوق) بغير إذن الله.
وإنما نحن نقول أن النفع والضر يجري على يد العبد الصالح بإذن الله، كما أخبر سبحانه وتعالى عن سيدنا عيسى: {وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله} فالإحياء والشفاء أجراهما الله على يد سيدنا عيسى عليه السلام، ونسب الفعل لسيدنا عيسى وعلقه على إذن الله فقال: {وأحي الموتى بإذن الله} وهذا هو التوحيد .
فموضوع الاستغاثة توجد أدلته مفصلة في هذا الموضوع:
كتاب الإغاثة بأدلة الاستغاثة
وموضوع التصرف موجود على هذا الرابط:
الصحابة والصالحون الذين تصرفوا في الكون
وسأذكر بعضها:
طوي الأرض
جاء في (سير أعلام النبلاء ج: 17 ص: 612) لمحمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد الله (673-748هـ) : في حديثه عن (القزويني) الإمام القدوة العارف شيخ العراق أبو الحسن علي بن عمر بن محمد ابن القزويني البغدادي الحربي لصاحب، قال: وحدثني علي بن محمد الطراح الوكيل قال رأيت الملك أبا طاهر بن بويه قائما بين يدي الشيخ أبي الحسن يومىء بالجلوس فيأبى ثم سرد له ابن المجلي كرامات منها شهوده عرفة وهو ببغداد ومنها ذهابه إلى مكة فطاف ورجع من ليلته.
تسخير الحيوانات
جاء في (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ج: 2 ص: 391) لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح المتوفى سنة 884هـ : 919 محمد بن الحسن بن جعفر الراذاني المقرىء الفقيه لصاحب صحب القاضي أبا يعلى وكان زاهدا ورعا عالما بالقراءات وغيرها وممن تفقه عليه قال ابن السمعاني كان فقيها مقرئا من الزهاد المنقطعين والعباد الورعين مجاب الدعوة صاحب كرامات وأراد مرة أن يخرج إلى الصلاة فجاء ابنه وهو صغير فقال يا ابي أريد غزالا ألع به فسكت الشيخ وقال غدا يجيئك غزال فلما كان الغد جاء غزال ووقف على باب الشيخ وجعل يضرب بقرنه الباب إلى أن فتحوا له ودخل فقال الشيخ لابنه يا بني جاءك الغزال ورئي بعرفة في سنة لم يحج فيها ولم يخرج من بلده وصله إنسان بالطلاق أنه رآه فيها فأخبر الشيخ بذلك فقال أجمعت الأمة قاطبة على أن إبليس عدو الله يسير من المشرق إلى المغرب في افتتان مسلم أو مسلة في لحظة واحدة فلا ينكر العبد من عباد الله أن يمضي في طاعة الله بإذن الله في ليلة إلى مكة ويعود ثم التفت إلى الحالف وقال طب نفسا فإن زوجتك معك حلال توفي يوم الأحد رابع عشر جمادى الأولى سنة أربع وتسعين وأربعمائة .
تسخير الغمام بالدعوة المستجابة
وأيضأً في تهذيب التهذيب ج: 5 ص: 223)) للحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله)) :
ع ص الستة والنسائي في خصائص علي عبد الله بن شريك العامري الكوفي: قال بن أبي حاتم عن أبي زرعة ثقة وقال العجلي ثقة وكان يحمل على علي وقال الجريري كان عبد الله بن شقيق مجاب الدعوة كانت تمر به السحابة فيقول اللهم لا تجوز كذا وكذا حتى تمطر فلا تجوز ذلك الموضع حتى تمطر حكاه بن أبي خيثمة في تاريخه.
جريان نهر النيل بأمر من سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
جاء في كرامات الأولياء ج: 1 ص: 119) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ : أنا محمد بن أبي بكر قال ثنا محمد بن مخلد قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن صالح حدثني ابن لهيعة عن قيس بن حجاج عمن حدثه قال لما حسنة مصر أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من أشهر العجم فقالوا أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها فقال وما ذاك قالوا إذا كان ثنتا عشرة ليلة خلون من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم ألقيناها في هذا النيل فقال له عمرو إن هذا مما لا يكون في الإسلام إن الإسلام يهدم ما قبله قال فأقاموا بؤونة وأبيب ومسرى والنيل لا يجري قليلا ولا كثيرا حتى هموا بالجلاء فلما رأى ذلك عمرو كتب بذلك إلى عمر بن الخطاب فكتب إنك قد أصبت بالذي فعلت وإن الإسلام يهدم ما قبله وإني قد بعثت إليك ببطاقة داخل كتابي هذا فألقها في النيل فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو أخذ البطاقة ففتحها فإذا فيها من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما بعد فإن كنت إنما تجري من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك قال فألقى البطاقة في النيل فلما ألقى البطاقة أصبحوا يوم السبت وقد أجراه الله تعالى ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة وقطع الله تعالى تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم .
إحياء الميت بإذن الله بعد موته (وأحيي الموتى بإذن الله)
وجاء في (الإصابة ج: 3 ص: 390) لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (773-852) : 3996 شيبان النخعي له إدراك روى إبراهيم الحربي من طريق مجالد عن الشعبي قال خرج رجل من النخع يقال له شيبان في جيش على حمار له في زمن عمر فوقع الحمار ميتا فدعاه أصحابه ليحملوه ومتاعه فامتنع فقام فتوضأ ثم قام ثم رأسه فقال اللهم إني أسلمت لك طائعا وهاجرت مختارا في سبيلك ابتغاء مرضاتك وإن حماري كان يعينني ويكفيني عن الناس فقوني به وأحيه لي ولا تجعل لأحد علي منة غيرك فنفض الحمار رأسه وقام فشد عليه ولحق بأصحابه.. وذكر مثل ذلك أيضاً بن تيمية في (مجموع فتاواه ج11 ص 281) وبن كثير في (تاريخ ابن كثير 6 : 150، 292) .
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتابه (من عاش بعد الموت ص 28) بسنده عن أنس بن مالك : عدت شاباً من الأنصار، فما كان بأسرع أنْ مات، فأغمضناه، ومددنا عليه الثوب، فقال بعضنا لأمه : احتسبيه،قالت : وقد مات..؟؟ قلنا : نعم، قالت : أحق ما تقولون..؟؟ قلنا : نعم. فمدت يدها نحو السماء وقالت : اللهم إني آمنت بك، وهاجرت إلى رسولك، فإذا أنزلت بي شدة شديدة ففرجتها، فأسألك اللهم أنْ لا تحمل عليّ هذه المصيبة اليوم، قال : فانكشف الثوب عن وجهه، فما برحنا حتى أكلنا وأكل معنا.
دعا بتأخير أجله فاستجاب الله له:
جاء في (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 129) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ: 79 أخبرنا علي بن محمد بن عيسى قال أنا علي بن محمد الواعظ قال ثنا يوسف يعني ابن يزيد قال ثنا أسد قال ثنا حاتم بن إسماعيل قال ثنا يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده قال دعا سعد فقال يا رب إن لي بنين صغارا فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة..!!
وأيضاً في (صفوة الصفوة ج: 1 ص: 360) لعبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج (510-597هـ) : وعن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن جده قال دعا سعد فقال يا رب إن لي بنين صغارا فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة. وكذالك رواه في (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 129) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي، وفي (سير أعلام النبلاء ج: 1 ص: 117) للذهبي.
وبعد الاطلاع على هذين الموضوعين ستجد أن هذا الأمر مذكور ووارد في كتب أهل السنة والجماعة وموجود أن قائله هم السلف الصالح، فيا ليت هؤلاء السلفية يرجعون لسلفهم، أو إن كفروا الصوفية أن يكفروا سلفهم لأنهم قالوا بهذا !
السؤال: 18 ـ ما قولكم في تكفير بعض الطرق بعضها البعض؟

الجواب:
إن كان التكفير على حق قلنا به، وإن كان التكفير وقع على غير حق فكلام التكفير مردود عليه فـ ((من قال لأخيه يا كافر فقد باء (رجع) بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه)) رواه البخاري في الصحيح.
السؤال: 19ـ ما رأيكم في تعاون الصوفية مع المستعمر الأجنبي ، و هل ذلك من الاسلام في شيء ؟، و أين الولاء و البراء ؟
الجواب:
وما الدليل على ذلك؟
إنما الوهابية الذين وقفوا مع المستعمر الإتكليزي في حربهم ضد الدولة العثمانية الذين كان شيوخ دولتهم أغلبهم صوفية أصحاب الطريقة النقشبندية، فهؤلاء الوهابية هم أولى بالقدح بهم، فهم من وقفوا ضد الاستعمار في كل الميادين.
قال الباحث الدكتور الشيخ عمر مسعود التيجاني في رسالته التصوف وموقعه من الإسلام :
))لقد أخطأ المهاجمون في فهم التصوف لأنهم أخطأوا في فهم روح الإسلام ورسالته فليس التصوف خمولاً ولا انهزاماً كما ادعوا وليس التصوف تواكلاً وهواناً ورضاً بالذل ولو كان هذا ما كان صاحبه مسلماً كاملاً ولا عابداً عارفاً بالله .
إن التصوف قوة وبأس ونضال إنه تصعيد بالحياة إلى أعلى إنه معرفة وإيمان وإيقان أنه قوة روحية تكمن وراء كل حركة وخاطرة إن تعلق بالله وحده يرفع من معنوية الإنسان في الحياة فلا يأبه بطغيان طاغية ولا جبروت سلطان ولا يزن أعماله إلا بميزان دقيق أساسه مراقبة الله وتحكيم الحق الصرف في كل عمل وفي كل حركة وفي كل خاطرة وفي كل التفاتة .
والحركة الفكرية والتجديدية في الإسلام إنما كانت أثراً لأئمة التصوف الإسلامي ولجهودهم الضخمة في نصرة الإسلام والعمل على النهوض بالمسلمين بل إن الإسلام لم ينتشر في أواسط إفريقيا وفي الممالك النائية في آسيا وفي جزر المحيط الهندي وفي إندونيسيا وفي ماليزيا وأيضاً في أوروبا في بلغاريا وفي رومانيا وفي بلاد يوغسلافيا وفي البوسنة والهرسك وكوسوفو ( بلاد الصغالبة ) لم يكن كل ذلك إلا على أيدي الدعاة من الصوفية المجاهدين .
وكيف ننسى هذا التراث الروحي الكبير أو ننتقص من قيمته وهو جزء مهم من تاريخنا الوطني والسياسي فهؤلاء الصوفيون الأعلام هم الذين قاوموا طغيان الحكام وانتصروا للشعب في محنته وكافحوا الاستعمار الصليبي والإيطالي والفرنسي والإنجليزي كما كافحوا من قبل ظلم المماليك وطغيانهم . ( انظر كتاب التاريخ للإمام الجبرتي ) لقد كان الصوفية هم من وراء تأهيل المصريين لزعامة العالم الإسلامي بعد سقوط بغداد عاصمة الخلافة وبتأييدهم وحشود مريديهم ومحبيهم انتصر المسلمون على الصليبيين في حطين وفي دمياط وفي المنصورة وانتصروا على التتار في عين جالوت وانظر تاريخ الشيخ أحمد الدرديري شيخ الطريقة الخلوتية وانظر تاريخ الشيخ عبد الله الشرقاوي شيخ الطريقة الشاذلية وانظر تاريخ الشيخ السادات والشيخ عمر مكرم والشيخ أحمد بن السنباطي وكل هؤلاء صوفيون.
وفي تاريخنا المعاصر كان هنالك الشيخ النوراني محمد بن علي السنوسي الصوفي الكبير شيخ الطريقة السنوسية في ليبيا التي كافحت الجهل والفوضى التي جاهدت الاستعمار الإيطالي في ليبيا جهاداً شديداً إن الشيخ الشريف أحمد السنوسي حفيد شيخ الطريقة قد قضى حياته في كفاح الاستعمار الإيطالي وأزعج الدويتش موسيليني زعيم الحزب الفاشستي ورئيس الدولة الإيطالية وجهاد الشريف أحمد السنوسي يعتبر من أيام البطولات الخالدة في تاريخنا المعاصر ويكفي الطريقة السنوسية المجاهدة فخراً أن الشيخ عمر المختار هو أحد رجالات هذه الطريقة ومن كبار مقدميها ومن أخلص التلاميذ لقائد الجهاد الأعلى الشيخ الشريف أحمد ابن السنوسي ) انظر كتاب حاضر العالم الإسلامي ) تأليف لوثورب وترجمة شكيب أرسلان .
وكان من قبل الشيخ شمس الدين الدمياطي يرابط في ثغر دمياط في مواجهة العدو وكان الشيخ محمد خفاجي الصوفي الجليل يقيم هو وأسرته في دمياط في جهاد العدو كما هو مدون في تاريخه ولا ننسى الشيخ الصوفي المحدث العلامة ضياء الدين الكمشخانوي من كبار رجال الطريقة النقشبندية الذين حاربوا الروس في غزوهم الظالم لمنطقة القوقاز سنة 1280هـ ولا ننسى الشيخ أحمد شاكر بن خليل علامة الروم الذي قاد كتيبة من المتطوعين من تلاميذ الزوايا الصوفية حتى فتحوا مدينة ( علكسانيج ) في حرب الصرب وألقى يوم الفتح خطبة الجمعة باسم الخليفة في أكبر كنيسة هنالك .
ولا ننسى شيخ الإسلام الصوفي محمد سعد الدين ( المتوفى عام 1008 ) الذي كان مع السلطان محمد الثالث في حرب ( هنغاريا ) وحضر المعركة المشهورة باسم ( أكري ))]
ولو لم نرد الاختصار والإيجاز لتبحرنا أكثر عن ذكر هذه البطولات ورجالها وقد ذكرنا من قبل في الردود السابقة ما فيه الشفا لاصاحب هذه الشبهات فلتراجع.
السؤال: 20ـ لماذا تتحاشون العلم الشرعي ، و تغطُّّون أعين تابعيكم عنه ، أم أنَّ ذلك لكونِه يفضح جهلكم أمام أتباعِكم ، أو ليس الاسلام يأمر بالعلم و يحث عليه ؟
الجواب:
هذا كلام يناقض الواقع الذي نراه
فنحن نرى أن جل الصوفية علماء (وأنا لا أتكلم عن التصوف الذي شوهه وبث فيه ما ليس منه)
ففي عصرنا الحالي نرى أن مشايخ الصوفية علماء ودعاة إلى الله: فمن أشهرهم:
الحبيب عمر بن حفيظ، الحبيب علي الجفري، الحبيب علي بن مشهور، السيد محمد بن علوي المالكي محدث الحجاز، الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري وأبوه وجده (العائلة الغمارية أهل الحديث)، الشيخ عبد الهادي الخرسة، الشيخ عبد الرحمن الشاغوري شيخ الشاذلية رحمه الله، الشيخ محمود أبو الهدى الحسيني، الشيخ عبد القادر عيسى، الشيخ أحمد حسون (مفتي سوريا حالياً)، ووالده الشيخ أديب حسون، وكلاهما نقشبندي الطريقة، والشيخ أحمد كفتارو (مفتي سوريا سابقاً رحمه الله)، وأبوه الشيخ أمين كفتارو، والشيخ أديب الكلاس، والشيخ أسعد الصاغرجي، والشيخ محمود الحوت، والشيخ عبد الوهاب بوعافية، والشيخ محمد أبو الهدى الحسيني ، وأبوه مفتي المالكية في دمشق رحمه الله، والشيخ علي جمعة مفتي مصر حالياً، والشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر، والشيخ مضر مهملات، والشيخ سعيد كحيل شيخ حمص، والشيخ حبيب سلامي، والشيخ عبد القادر السقاف، وهذا غيض من فيض وهؤلاء مما حضر الذهن وإلا فهم كثيرون ولله الحمد ..
ومن العلماء السابقين: واعلم أنّ مشايخ القوم هم علماء عاملون فقهاء مشهورون نذكر بعض علمائهم لا على سبيل الحصر انما على سبيل المثال منهم:
الحافظ الأصبهاني، والمحدث والمؤرخ الروذباري، والغزالي، والقاضي بكار بن قتيبة، والقاضي رويم البغدادي، وأبو القاسم القشيري، والفقيه ابن خفيف الشيرازي، والحافظ أبو الفضل المقدسي، والعز بن عبد السلام المالكي، والحافظ ابن الصلاح، وسلطان العلماء العز بن عبد السلام، والحافظ النووي، والإمام تقي الدين السبكي، والفقيه تاج الدين السبكي، والمفسر النحوي أبو حيان الأندلسي، والحافظ قطب الدين القسطلاني، والحافظ السيوطي، وأبو الحسين محمد النوري، وأبو سعيد أحمد بن عيسى الخراز، وأبو العباس أحمد ابن عطاء البغدادي، وأبو عبد الله عمرو بن عثمان المكي، وأبو يعقوب يوسف بن حمدان السوسي ,و ابو يعقوب اسحاق بن محمد بن أيوب النهرجوري، وأبو محمد الحسن بن محمد الجريري، وأبو عبد الله محمد بن علي الكناني، وأبو اسحاق ابراهيم بن أحمد الخواص، وأبو بكر محمد بن موسى الواسطي، وأبو بكر الشبلي وغيرهم.
والشيخ أبو الحسن الشاذلي الذي كان لا يقبل مريداً عنده حتى يعد للمناظرة في علوم الشريعة (كما ذكر في كتاب المدرسة الشاذلية لعبد الحليم محمود رحمه الله)، والشيخ عبد القادر الجيلاني الذي نشر المذهب الحنبلي بسببه، والشيخ أحمد الرفاعي العالم الكبير والولي الصالح المشهور، والإمام الجنيد بن محمد شيخ الشريعة والحقيقة لذلك سمي بإمام الطائفتين... وغيرهم الكثير ممن ذكرهم الحافظ الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء.
ومن العبارات المشهورة عند الصوفية قول سيدنا أحمد الرفاعي قدس الله سره: ((ما اتخذ الله ولياً جاهلاً ولو اتخذه لعلمه((
يقول الشيخ شمس الفيضة التجانية الشيخ ابراهيم عبد الله انياس رضي الله عنه وعنا به آمين في كتابه كاشف الإلباس عن فيضة سيدي أبى العباس رضي الله عنه وعنا به آمين صفحة 66 ما نصه :-
إعلم يا أخي رحمك الله أن علم التصوف عبارة عن علم انقدح من قلوب الأولياء حتى استنارت بالعمل بالكتاب والسنة ، فكل من عمل به إنقدح له من ذلك علوم وآداب وأسرار وحقائق تعجز الألسن عنها نظير ما انقدح لعلماء الشريعة من الأحكام حتى عملوا بما علموا من أحكامها ؛ فالتصوف إنما هو زبدة عمل العبد بأحكام الشريعة إذا خلا من عمله العلل وحظوظ النفس كما إن علم المعاني والبيان زبدة علم النحو ؛ فمن جعل علم التصوف علما مستقلاً صدق ، ومن جعله عين أحكام الشريعة صدق ؛ كما أن من جعل عمل المعاني والبيان علم مستقلاً صدق ، ومن جعله من جملة علم النحو صدق لكن لا يشرق على ذوق أن علم التصوف يتفرع من عين الشريعة إلا من تبحر في علم الشريعة حتى بلغ الغاية ((..
وقال سيدنا الامام الكبير احمد الرفاعي رضي الله عنه للقطب ابي اسحاق ابراهيم الاعزب رضي الله عنه:"ما أخذ جدك طريقًا لله إلا اتباع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فان من صحت صحبته مع سرِّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) اتبع ءادابه وأخلاقه وشريعته وسنته، ومن سقط من هذه الوجوه فقد سلك سبيل الهالكين" اهـ، وقال أيضًا: "واعلم ان كل طريقة تخالف الشريعة فهي زندقة" اهـ، وقال رضي الله عنه أيضا: "الصوفي هو الفقيه العامل بعلمه " اهـ.
وقد حكى العارف بالله الشعراني في مقدمة كتابه الطبقات إجماع القوم على انه لا يصلح للتصدر في طريق الصوفية إلا من تبحر في علم الشريعة وعلم منطوقها ومفهومها وخاصها وعامها وناسخها ومنسوخها، وتبحر في لغة العرب حتى عرف مَجازاتها واستِعاراتِها وغير ذلك.
والحكمة في هذا الاجماع الذي حكاه الشعراني ظاهرةٌ لان الشخص إذا تصدَّرَ للمشيخة والإرشاد اتخذه المريدون قدوة لهم ومرجعًا يرجعون اليه في مسائل دينهم، فإذا لم يكن متقنًا لعلم الشرع متبحرًا فيه قد يضل المريدين بفتواه فيحل لهم الحرام ويحرم عليهم الحلال وهو لا يشعر، أيضا فان أغلب البدع القبيحة والخرافات إنما دخلت في الطريق بسبب كثير من المشايخ الذين تصدروا بغير علم ونصبوا انفسهم للإرشاد من غير ان يكونوا مستحقين لهذا المنصب الجليل، ولذلك تجد الكثير من المنتسبين إلى التصوف اليوم والى طرق اهله قد أعماهم الجهل فيظنون أنهم بمجرد أخذهم لطريقة صوفية معيّنة يرتقون إلى اعالي الدرجات، وبمجرد قراءتهم للاوراد يصلون إلى مقام الإرشاد، وهؤلاء هم المبتدعة الذين لا يجعلون من العلم مطية للسلوك إلى الله، بل يعبدون الله على جهل، فهؤلاء هم الذين شوهوا التصوف الصحيح.
لكون التصوف مبنيًّا على الكتاب والسنة دخل فيه عظماء العلماء وانضم إلى زمرة اهلهِ فحولٌ من الكبراء كالحافظ أبي نُعَيمٍ، والمحدث المؤرخ أبي القاسم النصرَاباذي، وأبي علي الرَوذباري، وأبي العباسْ الدَينوري، وأبي حامد الغزالي، والقاضي بكارِ بن قتيبةَ، والقاضي رُوَيمْ بن أحمد البغدادي، وأبي القاسمِ عبد الكريم بن هوازن القشيري الجامع بين الشريعة والحقيقة، والشيخ الفقيه محمد بن خَفيفٍ الشيرازي الشافعي، والحافظ ذي المصنفات في الحديث والرجال أبي الفضل محمد المقدسي، والشيخ عز الدين بن عبد السلام ، والحافظ ابن الصلاح، والنووي، وتقي الدين السبكي وابنه تاج الدين السبكي، وأبي الحسن الهِيكاري، والفقيه نجم الدين الخَبوشاني الشافعي، والفقيه المحقق سراج الدين أبي حفص عمر المعروف بابن الملقِّن الشافعي، والحافظ جمال الدين محمد بن علي الصابوني، والحافظ شرف الدين أبي محمد عبد المؤمن الدمياطي، والحافظ أبي طاهر السِّلَفي، والمسند المعمّر جمال الدين أبي المحاسنْ يوسف الحنبلي، وقاضي القضاة شمس الدين أبي عبد الله محمد المقدسي، والمفتي شرف الدين أبي البركات محمد الجُذامي المالكي، والإمام بهاء الدين أبي الحسن علي بن أبي الفضائل هبة الله بن سلامة، والحافظ أبي القاسم سليمان الطبراني صاحب المعاجم المعروفة، والمفتي جمال الدين محمد المعروف بابن النقيب، وقاضي القضاة الشيخ عز الدين عبد العزيز، ووالده قاضي القضاة بدر الدين أبي عبد الله محمد، ووالده شيخ الإسلام برهان الدين ابراهيم بن سعد بن جماعة الكِناني الشافعي، والشيخ أبي عبد الله محمد بن الفُرات، وقاضي القضاة تقي الدين أبي عبد الله محمد بن الحسين بن رُزَيْن الحموي الشافعي، وشيخ الإسلام صدر الدين أبي الحسن محمد، وشيخ شيوخ عصره عماد الدين أبي الفتح عمر، وشيخ الإسلام معين الدين أبي عبد الله محمد، والشيخ المفسّر النحوي أبي حيان الاندلسي، وقطب الدين القَسطلاني المشهور، والمفسر كمال الدين ابن النقيب، والحافظ أبي موسى المَديني، والعلامة نجم الدين أبي النعمان بشير بن أبي بكر حامد الجُبعْبري التبريزي، والحافظ جلال الدين السيوطي، والشيخ عبد الواحد بن عاشرٍ الانصاري المالكي، والعلامة المحققِ الشيخ أحمد بن المبارك اللّمْطي، وغيرهم خلق كثير مما تضيق عن ذكرهم هذه الأسطر، فلا تجد عالمًا كبيرًا ومحققا شهيرا إلا ودخل في طريق القوم والتمس بركتهم ونال الحظوة بسبب الانتسابِ اليهم، فمن قرأ تراجم العلماء والمحدثين وتتبع سيرتَم واستقصى أخبارهم أدرك ذلك، ومن انكر ذلك فهو جاهل متعنت لا اعتداد به ولا عبرة بما يقول.
ويكفي في بيان فضل الصوفية ما ذكر عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه انه كان يقول لأبي حمزة الصوفي: "ماذا تقول يا صوفي " ا.هـ.،
فالصوفي عند من يعرفه هو العامل بالكتاب والسنة يؤدي الواجبات ويجتنب المحرمات ويترك التنعم في المأكل والملبس ونحو ذلك، فهذه الصفة في الحقيقة صفة الخلفاء الأربعة، فلذلك صنف الحافظ أبو نُعيم كتابه الضخم المسمى "حلية الأولياء" أراد به ان يميز الصوفية المحققين من غيرهم لمّا كثر في زمانه الطعن من بعض الناس في الصوفية، ودعوى التصوف من طائفة أخرى هم خلاف الصوفية في المعنى، فبدأ بذكر الخلفاء الأربعة، وقد صنف خلق كثير من العلماء كتبًا في هذا الشان منها طبقات الصوفية للمحدث الحافظ أبي عبد الرحمن محمد السُلَميّ النيسابوري، وطبقات الصوفية للحافظ البارع أبي سعيد النقّاش الحنبلي، وطبقات الصوفية للحكيم الترمذي، وطبقات الصوفية للحافظ ابن الملقّن الشافعي وكل هؤلاء من اهل الحديث.
وقد أكثر الحافظ البيهقي الرواية عن شيخه أبي علي الرَوذْباري أحد مشاهير الصوفية الذي كان تلميذ الجنيد رضي الله عنه. قال الشيخ منصور البُهوتي الحنبلي في كتابه كشاف القناع ما نصه: "ونقل إبراهيم بن عبد الله القلانسي ان الإمام أحمد قال عن الصوفية- أي الصادقين-: لا أعلم أقوامًا أفضل منهم، قيل: انهم يستمعون ويتواجدون، قال: دعوهم يفرحون مع الله ساعة، قيل: فمنهم من يموت ومنهم من يُغشى عليه فقال: ﴿وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾(سورة الزمر/٤٧) ولعل مُراده سماع القرءان، وعذرهم لقوة الوارد، قاله في الفروع"، اهـ. وصاحب الفروع هو شمس الدين بن مفلح الحنبلي.
ويكفي أن الإمام أبو حنيفة كان شيخ طريقة صوفية، كما ذكر نقل الفقيه الحنفي الحصكفي صاحب الدر: أن أبا علي الدقاق رحمه الله تعالى قال: (أنا أخذتُ هذه الطريقة من أبي القاسم النصر أباذي، وقال أبو القاسم: أنا أخذتها من الشبلي، وهو من السري السقطي، وهو من معروف الكرخي، وهو من داود الطائي، وهو أخذ العلم والطريقة من أبي حنيفة رضي الله عنه، وكلٌ منهم أثنى عليه وأقرّ بفضله..) ثم قال صاحب الدر معلقاً: (فيا عجباً لك يا أخي! ألم يكن لك أسوة حسنة في هؤلاء السادات الكبار ؟ أكانوا مُتَّهمين في هذا الإِقرار والافتخار، وهم أئمة هذه الطريقة وأرباب الشريعة والحقيقة ؟ ومَن بعدهم في هذا الأمر فلهم تبع، وكل ما خالف ما اعتمدوه مردود مبتدع) [الدر المختار ج1. ص43.
يقول ابن عابدين رحمه الله تعالى في حاشيته متحدثاً عن أبي حنيفة رحمه الله تعالى، تعليقاً على كلام صاحب الدر الآنف الذكر: (هو فارس هذا الميدان، فإِن مبنى علم الحقيقة على العلم والعمل وتصفية النفس، وقد وصفه بذلك عامة السلف، فقال أحمد بن حنبل [رحمه الله تعالى] في حقه: إِنه كان من العلم والورع والزهد وإِيثار الآخرة بمحل لا يدركه أحد، ولقد ضُرِب بالسياط لِيَلِيَ القضاء، فلم يفعل. وقال عبد الله بن المبارك [رحمه الله تعالى]: ليس أحد أحق من أن يُقْتَدى به من أبي حنيفة، لأنه كان إِماماً تقياً نقياً ورعاً عالماً فقيهاً، كشف العلم كشفاً لم يكشفه أحد ببصر وفهم وفطنة وتقى. وقال الثوري لمن قال له: جئتُ من عند أبي حنيفة: لقد جئتَ من عند أعبد أهل الأرض) ["حاشية ابن عابدين" ج1. ص43]
ويكفي أن الإمام مالك رحمه الله كان متخذاً شيخاً له في التصوف اسمه ابن هرمز كما ذكر صاحب المدارك، ويكفي أن الإمام الشافعي كان يحضر مجالس الصوفية كما ذكر العجلوني في كتاب كشف الخفاء في قوله بالنقل عنه: ((صحبت الصوفية))، ولو ظللنا نستقصي العلماء الصوفية لبلغت كتاباً بأكمله.
فهذه حجة واهية أن الصوفية جهال كما أثبتنا من الواقع المكذب لهؤلاء الوهابية .
السؤال: 21 ـ هل لبِسَ الرسول عليه الصلاة و السلام الخرقة أو ألبسها أحدا من أصحابه ؟.
الجواب:
ويذكر السهروردى أن الخرقة خرقتان: خرقة إرادة وخرقة تبرك، ومقصود الصوفية هو الأولى منهما، أما الثانية فتأتى تبعا لها. وقد أفاض القاشانى فى بيان الفوائد التى تترتب على لبس الخرقة. وإن للخرقة التي يعتبرونها الصوفية إسنادا متصلا إلى الحسن البصرى عن الإمام علي كرم الله وجهه عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويذكر الإمام الشعراني أن ابن حجر والسيوطي صححا هذا الإسناد.
الإمام السيوطي:
ذكر الإمام الحافظ السيوطي في كتابه تأييد الحقيقية العلية وتشييد الطريقة الشاذلية (الفصل العاشر في لبس الخرقة( :
قال الشيخ الإمام الحافظ تقي الدين بن الصلاح إمام الشافعية والمحدثين في عصره: لبس الخرقة من القرب , وقد استخرج لها بعض المشايخ أصلا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم , وهو حديث أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاصي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بكسوة فيها خميصة, فقال: ( من ترون أحق بهذه؟) فسكت القوم. فقال: (ائتوني بأم خالد) فأتي بها. فألبسها إياها، ثم قال: (أبلي وأخلقي) مرتين. أخرجه البخاري.
قال ابن الصلاح: ولي في لبس الخرقة إسناد عال جدا: ألبسني الخرقة أبو الحسن المؤيد بن محمد الطوسي, قال: أخذت الخرقة من أبي الأسعد هبة الرحمن بن أبى سعيد عبد الواحد بن أبي القاسم القشيري قال: أخذت الخرقة من جدي أبى القاسم, وهو أخذها من أبي علي الدقاق, وهو أخذها من أبى القاسم إبراهيم بن محمد بن حمويه النصر اباذي, هو أخذها من أبي بكر دلف بن جحدر الشبلي, وهو أخذها من الجنيد, وهو أخذها من السري, هو أخذها من معروف الكرخي, وهو أخذها من داود الطائي, وهو أخذها من حبيب العجمي, هو أخذها من الحسن البصري, وهو أخذها من علي بن أبى طالب, وهو أخذها من النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن الصلاح: وليس بقادح فيما أوردناه كون لبس الخرقة ليس متصلا إلى منتهاه على شرط أصحاب الحديث في الأسانيد, فإن المراد ما يحصل البركة والفائدة باتصالها بجماعة من السادة الصالحين.
الإمام الذهبي:
قال الإمام الذهبي في كتابه السير الجزء 22 / 377 .. :
( .. ألبسني خرقة التصوف شيخنا المحدث الزاهد ضياء الدين عيسى بن يحيى الانصاري بالقاهرة ، وقال : ألبسنيها الشيخ شهاب الدين - يقصد السهروردي صاحب عوارف المعارف - بمكة ، عن عمه أبي النجيب ..) أهـ كلام الحافظ الذهبي .
ونقل الحافظ السخاوي في المقاصد الحسنة ص 331 أن عدداً من الحفاظ وأعلام الأمة حرصوا على لبس التصوف بل وألبسوها وهم : الدمياطي والذهبي والهكاري وأبي حيان والعلائي ومغلطاي والعراقي وابن الملقن والأنباسي والبرهان الحلبي وابن ناصر .. ثم قال السخاوي أنه هو أيضا لبسها من بعض الصوفية...
شيخ الوهابية ابن تيمية:
ذكر في مجموع فتاوى ابن تيميةالمجلد الحادي عشر :
وأما لباس الخرقة التي يلبسه ابعض المشايخ المريدين : فهذه ليس لها أصل يدل عليها الدلالة المعتبرة من جهة الكتابوالسنة ولا كان المشايخ المتقدمون وأكثر المتأخرين يلبسونها المريدين، ولكن طائفةمن المتأخرين رأوا ذلك واستحبوه وقد استدل بعضهم بأن { النبي صلى الله عليه وسلم ألبس أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص ثوبا وقال لها : سنا } والسنا بلسان الحبشةالحسن . وكانت قد ولدت بأرض الحبشة فلهذا خاطبها بذلك اللسان واستدلوا أيضا بحديث { البردة التي نسجتها امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم فسأله إياها بعض الصحابة فأعطاهإياها وقال : أردت أن تكون كفنا لي } . وليس في هذين الحديثين دليل على الوجه الذي يفعلونه . فإن إعطاء الرجل لغيره ما يلبسه كإعطائه إياه ما ينفعه وأخذ ثوب من النبي صلى الله عليه وسلم على وجه البركة كأخذ شعره على وجه البركة وليس هذا كلباس ثوب أو قلنسوة على وجه المتابعة والاقتداء ؛ ولكن [ يشبه ] من بعض الوجوه خلع الملوك التي يخلعونها على من يولونه كأنها شعار وعلامة على الولاية والكرامة ؛ولهذا يسمونها تشريفا. وهذا ونحوه غايته أن يجعل من جنس المباحات ؛ فإن اقترن به نية صالحة كان حسنا من هذه الجهة وأما جعل ذلك سنة وطريقا إلى الله سبحانه وتعالى فليس الأمر كذلك.
سلطان العلماء الشيخ العز بن عبد السلام:
لقد لبس الخرقة على يد الصوفي الكبير شهاب الدين السهروردي.
قال الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى في ترجمة العز :
((له كرامات كثيرة ولبس خرقة التصوفمن الشهاب السهروردي، وكان يحضر عند الشيخ أبي الحسن الشاذلي ، ويسمع كلامه في الحقيقة ويعظمه)). [حسن المحاضرة (1/273) دار الكتب العلمية]
ويقول الإمام السبكي: ((وذكر(أي القاضي عز الدين الهكاري) أن الشيخ لبس خرقة التصوف من شهاب الدين السهروردي، وأخذ عنه، وذكر أنه كان يقرأ بين يديه ((رسالة القشيري)) فحضره مرة الشيخ أبو العباس المرسي لما قدم من الأسكندرية إلى القاهرة فقال له الشيخ عز الدين: تكلمعلى هذا الفصل. فأخذ الشيخ المرسي يتكلم والشيخ عز الدين يزحف في الحلقة ويقول: اسمعوا هذا الكلام الذي هو حديث عهد بربه.
السؤال: 22ـ لماذا هذا التشابه الواضح بين الصوفية و بعض الفلسفات الوثنية الشرقية القديمة كالغنُّوصية و البراهمة ، و هل المنبع واحد ؟
الجواب:
أنا لا أعرف أين وجه التشابه بين المسلمين وبين البراهمة.
فالصوفية من المسلمين السنة يعبدون الله الواحد القهار يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويصلون الصلوات الخمس، ويزكون زكاة أموالهم، ويصومون رمضان، ويحجون إلى البيت الحرام، ويقيمون شعائر الله.
وأما البراهمة فهم كفار لا يصلون ولا يزكون ولا يصومون كصيامنا ولا يحجون إلى البيت الحرام، فالفرق شاسع، إلا أنهم يأخذون بمبدأ الزهد في الدنيا (وهو تصوف) إلا أن الزهد في ديننا تقرب إلى الله ، وزهدهم لا يزيدهم إلا بعداً عن الله لأنهم كفار.
والزهد قد جاء في ديننا فلم يأخذ الصوفية الزهد في الدنيا من البراهمة وغيرهم، بل أخذوه عن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
وقد اشتهر الشيخ ابن باز بزهده فهل هو برهمي أم هندوسي أم أنه صوفي ؟؟!
ولنعرف أيها الاخوة أن ضد الزهد الطمع، وقد حذر منه رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله:
عن عقبة بن عامر قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والأموات ثم طلع إلى المنبر فقال ( إني بين أيديكم فرط وإني عليكم لشهيد وإن موعدكم حوض وإني لأنظر إليه من مقامي هذا وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا ولكني أخشى عليكم الدنيا وتنافسوها (وهو المعبر عنه بالطمع وعدم الزهد). (رواه البخاري في صحيحه) .
وروى سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دُلَّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس قال له: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك" [رواه ابن ماجه في كتاب الزهد]
وقال تعالى: {وما هذه الحياة الدنيا إلا لهوٌ ولَعِبٌ وإنَّ الدارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحيوانُ لو كانوا يعلمونَ} [العنكبوت: 64]
وقال تعالى: {المالُ والبنونَ زينَةُ الحياة الدنيا والباقياتُ الصالحاتُ خيرٌ عندَ ربِّكَ ثواباً وخيرٌ أملاً} [الكهف: 46]
وليس معنى الزهد أن يتخلى المؤمن عن الدنيا فيفرغ يده من المال، ويترك الكسب الحلال ويكون عالة على غيره.
وقد أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم المقصود الحقيقي من الزهد حين قال: "الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال، ولكن الزهادة أن تكون بما في يد الله تعالى أوثق منك بما في يدك، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أُصبت بها أرغبَ منك فيها لو أنها أُبقيتْ لك" [أخرجه الترمذي في كتاب الزهد عن أبي ذر رضي الله عنه، وقال: حديث غريب]
قال العلامة المناوي رحمه الله تعالى معلقاً على هذا الحديث: (فليس الزهد تجنب المال بالكلية بل تساوي وجوده وعدمه، وعدمُ تعلقه بالقلب إليه، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة الزاهدين، يأكل اللحم والحلوى والعسل، ويحب النساء والطيب والثياب الحسنة، فخذ من الطيبات بلا سرف ولا مخيلة، وإياك وزهد الرهبان) ["فيض القدير شرح الجامع الصغير" للمناوي ج4/ص72]
وهكذا فهم السادة الصوفية أن الزهد مرتبة قلبية. قال عمرو بن عثمان المكي: (اعلم أن رأس الزهد وأصله في القلوب هو احتقار الدنيا واستصغارها، والنظر إليها بعين القلة، وهذا هو الأصل الذي يكون منه حقيقة الزهد)[ "طبقات الصوفية" للسلمي ص203]
وقد عبر سيدي عبد القادر الجيلاني قدس الله سره عن مفهوم الزهد الحقيقي تعبيراً واضحاً جامعاً حين قال: (أخرج الدنيا من قلبك وضعها في يدك أو في جيبك، فإنها لا تضرك) ["الفتح الرباني" للشيخ عبد القادر الجيلاني]
وإن من الحماقة والغباء أن ننسب التصوف الإسلامي إلى البوذية والبرهمية وإلى الفرق التي ظهرت في الهند وغيرها، لأن التصوف كان ظهوره منذ عهد التابعين والسلف الصالح حيث لم تكن تلك الفلسفات، فالتصوف هو المعبر عنه بمقام الإحسان أحد أركان الدين الثلاث الإسلام والإيمان والإحسان.
قال الدكتور أحمد عَلْوَشْ: (قد يتساءل الكثيرون عن السبب في عدم انتشار الدعوة إلى التصوف في صدر الإسلام، وعدم ظهور هذه الدعوة إلا بعد عهد الصحابة والتابعين ؛ والجواب عن هذا: إنه لم تكن من حاجة إليها في العصر الأول، لأن أهل هذا العصر كانوا أهل تقوى وورع، وأرباب مجاهدة وإقبال على العبادة بطبيعتهم، وبحكم قرب اتصالهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا يتسابقون ويتبارون في الاقتداء به في ذلك كله، فلم يكن ثمَّة ما يدعو إلى تلقينهم علماً يرشدهم إلى أمرٍ هُم قائمون به فعلاً، وإنما مثلهم في ذلك كله كمثل العربي القُحِّ، يعرف اللغة العربية بالتوارث كابراً عن كابر؛ حتى إنه ليقرض الشعر البليغ بالسليقة والفطرة، دون أن يعرف شيئاَ من قواعد اللغة والإعراب والنظم والقريض، فمثل هذا لا يلزمه أن يتعلم النحو ودروس البلاغة، ولكن علم النحو وقواعد اللغة والشعر تصبح لازمة وضرورية عند تفشي اللحن، وضعف التعبير، أو لمن يريد من الأجانب أن يتفهمها ويتعرف عليها، أو عندما يصبح هذا العلم ضرورة من ضرورات الاجتماع كبقية العلوم التي نشأت وتألفت على توالي العصور في أوقاتها المناسبة.
فالصحابة والتابعون ـ وإن لم يتسموا باسم المتصوفين ـ كانوا صوفيين فعلاً وإن لم يكونوا كذلك اسماً، وماذا يراد بالتصوف أكثر من أن يعيش المرء لربه لا لنفسه، ويتحلى بالزهد وملازمة العبودية، والإقبال على الله بالروح والقلب في جميع الأوقات، وسائر الكمالات التي وصل بها الصحابة والتابعون من حيث الرقي الروحي إلى أسمى الدرجات فهم لم يكتفوا بالإقرار في عقائد الإيمان، والقيام بفروض الإسلام، بل قرنوا الإقرار بالتذوق والوجدان، وزادوا على الفروض الإتيان بكل ما استحبه الرسول صلى الله عليه وسلم من نوافل العبادات، وابتعدوا عن المكروهات فضلاً عن المحرمات، حتى استنارت بصائرهم، وتفجرت ينابيع الحكمة من قلوبهم، وفاضت الأسرار الربانية على جوانحهم. وكذلك كان شأن التابعين وتابعي التابعين، وهذه العصور الثلاثة كانت أزهى عصور الإسلام وخيرها على الإطلاق، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "خير القرون قرني هذا فالذي يليه والذي يليه" ["خير الناس قرني هذا ثم الذين يلونهم.." أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الشهادات. وفي "صحيح مسلم" في فضائل الصحابة عن ابن مسعود رضي الله عنه]
فلما تقادم العهد، ودخل في حظيرة الإسلام أُمم شتى، وأجناس عديدة، واتسعت دائرة العلوم، وتقسمت وتوزعت بين أرباب الاختصاص؛ قام كل فريق بتدوين الفن والعلم الذي يُجيده أكثر من غيره، فنشأ ـ بعد تدوين النحو في الصدر الأول ـ علم الفقه، وعلم التوحيد، وعلوم الحديث، وأصول الدين، والتفسير، والمنطق، ومصطلح الحديث، وعلم الأصول، والفرائض "الميراث" وغيرها..
وحدث بعد هذه الفترة أن أخذ التأثير الروحي يتضاءل شيئاً فشيئاً، وأخذ الناس يتناسون ضرورة الإقبال على الله بالعبودية، وبالقلب والهمة، مما دعا أرباب الرياضة والزهد إلى أن يعملوا هُم من ناحيتهم أيضاً على تدوين علم التصوف، وإثبات شرفه وجلاله وفضله على سائر العلوم، ولم يكن ذلك منهم احتجاجاً على انصراف الطوائف الأخرى إلى تدوين علومهم ـ كما يظن ذلك خطأً بعض المستشرقين ـ بل كان يجب أن يكون سداً للنقص، واستكمالاً لحاجات الدين في جميع نواحي النشاط، مما لا بد منه لحصول التعاون على تمهيد أسباب البر والتقوى" ["المسلم مجلة العشيرة المحمدية" عدد محرم 1376هـ. من بحث: التصوف من الوجهة التاريخية للدكتور أحمد علوش، وهو من الرواد الأوائل الذين نقلوا حقائق التصوف الإسلامي إلى اللغات الأجنبية، وقد ألف فضيلته كتاباً باللغة الإنكليزية عن التصوف الإسلامي، كان له أكبر الأثر في تصحيح الأفكار والرد على المستشرقين كما ألف كتابه "الجامع" عن الإسلام الذي رد فيه على التهم المفتراة على دين الله، وكان له أثره البعيد في خدمة هذا الدين]
قال الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله في كتابه حقائق عن التصوف:
وقد بنى أئمة الصوفية الأولون أصول طريقتهم على ما ثبت في تاريخ الإسلام نقلاً عن الثقات الأعلام.
أما تاريخ التصوف فيظهر في فتوى للإمام الحافظ السيد محمد صديق الغماري رحمه الله، فقد سئل عن أول من أسس التصوف ؟ وهل هو بوحي سماوي ؟ فأجاب:
(أما أول من أسس الطريقة، فلتعلم أن الطريقة أسسها الوحي السماوي في جملة ما أسس من الدين المحمدي، إذ هي بلا شك مقام الإحسان الذي هو أحد أركان الدين الثلاثة التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما بيَّنها واحداً واحداً ديناً بقوله: "هذا جبريل عليه السلام أتاكم يعلمكم دينكم" [جزء من حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه] وهو الإسلام والإيمان والإحسان.
فالإسلام طاعة وعبادة، والإيمان نور وعقيدة، والإحسان مقام مراقبة ومشاهدة: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"...
ثم قال السيد محمد صديق الغماري في رسالته تلك: (فإنه كما في الحديث عبارة عن الأركان الثلاثة، فمن أخل بهذا المقام(الإحسان) الذي هو الطريقة، فدينه ناقص بلا شك لتركه ركناً من أركانه. فغاية ما تدعو إليه الطريقة وتشير إليه هو مقام الإحسان؛ بعد تصحيح الإسلام والإيمان) ["الانتصار لطريق الصوفية" ص 6 للمحدث محمد صديق الغماري]
وذُكر في "كشف الظنون" أن أول من سمي بالصوفي أبو هاشم الصوفي المتوفى سنة خمسين ومئة) ["الانتصار لطريق الصوفية" للمحدث الغماري ص17 ـ 18]
وأورد صاحب "كشف الظنون" في حديثه عن علم التصوف كلاماً للإمام القشيري قال فيه: (اعلموا أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يَتَسمَّ أفاضلهم في عصرهم بتسمية عِلْمٍ سوى صحبة الرسول عليه الصلاة والسلام، إذ لا أفضلية فوقها، فقيل لهم الصحابة، ثم اختلف الناس وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ـ ممن لهم شدة عناية بأمر الدين ـ الزهاد والعُبَّاد، ثم ظهرت البدعة، وحصل التداعي بين الفرق، فكل فريق ادعوا أن فيهم زهاداً، فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله سبحانه وتعالى، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم التصوف، واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة) ["كشف الظنون" عن أسماء الكتب والفنون، لحاجي خليفة ج1/ص414]
من هذه النصوص السابقة، يتبين لنا أن التصوف ليس أمراً مستحدثاً جديداً؛ ولكنه مأخوذ من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة أصحابه الكرام، كما أنه ليس مستقى من أُصول لا تمت إلى الإسلام بصلة، كما يزعم أعداء الإسلام من المستشرقين وتلامذتهم الذين ابتدعوا أسماءً مبتكرة، فأطلقوا اسم التصوف على الرهبنة البوذية، والكهانة النصرانية، والشعوذة الهندية فقالوا: هناك تصوف بوذي وهندي ونصراني وفارسي...
يريدون بذلك تشويه اسم التصوف من جهة، واتهام التصوف بأنه يرجع في نشأته إلى هذه الأصول القديمة والفلسفات الضالة من جهة أخرى، ولكن الإنسان المؤمن لا ينساق بتياراتهم الفكرية، ولا يقع بأحابيلهم الماكرة، ويتبين الأمور، ويتثبت في البحث عن الحقيقة، فيرى أن التصوف هو التطبيق العملي للإسلام، وأنه ليس هناك إلا التصوف الإسلامي فحسب.

السؤال: 24ـ ما سبب التقارب بين الصوفية و أهل التشيع على مر التاريخ الاسلامي ، بل إن شيعة هذا العصر صفويي إيران تعود أصولهم إلى الطريقة الصوفية التي تشيعت و شيعت إيران و ما حولها ، و هل الروافض يستخدمون التصوف قنطرة لمذهبهم الخبيث ؟.
25 ـ لماذا توجد دائما بذور التشيع في التراث الصوفي ، مثلا : الطبقات للشعراني ، كتابات زيني دحلان ، و كتابات بعض الصوفية المعاصرين ...الخ .
26 ـ ما سر الدعم الغربي لدعوات التشييع في العالم الاسلامي ، و التي تستخدم كثيراً من سدنة التصوف في هذا العصر ، و الذين أصبحوا دعاةً للتشيع ، مثلاً : أحمد الحسونة الصوفي مفتي سوريا ، والصوفي تاج الدين الهلالي مفتي عموم مسلمي استراليا، والصوفي علي جمعة مفتي مصر الذي تمرَّرُ من حوله عقائد الرافضة من القول بتحريف القرآن و سب الصحابة و هو عن كلِّ ذلك مشغولٌ بسب الوهابية "السلفية" و تحليل ما حرَّم الله .
28ـ لماذا هذا التنسيق الأمريكي مع طابوره الخامس من أهل التصوف الباطل في سبيل نشر التشيع الإيراني بفتح القنوات الدبلوماسية و الإعلامية لنشر مثل هذا التوجه ؟

الجواب:
نجد الكثير من المغرضين يشوهون صورة التصوف بين الناس لينفروهم منهم، وقد رمى الوهابية للصوفية بأنهم شيعة، ويحسبون أنهم على حد زعمهم أن ذلك منقصة لهم.
وما سموهم بذلك إلا لأنهم أخذوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسمى بحديث الثقلين فعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " إني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض " (رواه الإما أحمد 3/14) وللحديث شواهد كثيرة بلغت حد التواتر المعنوي.
وما رمونا بالتشيع إلا لأننا نمدح آل بيت رسول الله ونهيم في حبهم(مع حبنا لجميع الصحابة( .
وما رمونا بالتشيع إلا لأننا اتبعنا توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لحب آل بيته!! وكأن لسان حالهم يقول: أن تعشق أهل بيت رسول الله هي السنة!! بل نقول لهم بل نصبكم لأهل البيت هو عين البدعة الضلالة، إذ بحبهم حب الله وببغضهم بغض ألله.
فقد أخرج أحمد، والترمذي وصححه،والنسائي، والحاكم عن المطلب بن ربيعة رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والله لا يدخل قلب امريء مسلم إيمان، حتى يحبكم لله ولقرابتي.
وأخرج مسلم، والترمذي، والنسائي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال : أذكركم الله في أهل بيتي.
وأخرج البخاري عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: قال: ارقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته.
وأخرج ابن حبان في صحيحه والحاكم عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :والذي نفسي بيده، لا يبغضنا أهل البيت رجل، إلاّ أدخله الله النار.
وقد قالوا عن الصوفية التصوف قنطرة التشيع.
ونقول لهم كما قال الإمام الشافعي رحمه الله:
إنكان رفضًا حب آل محمد .... فليشهد الثقلان أني رافضي
ونقول لمن ينبزنا بالنصب بحبنا للصحابة، كما قال ابن القيم رحمه الله:
وإن كان نصبًا حب صحب محمد .... فليشهد الثقلان أني ناصبي
ولا نعرف كيف يعتقد أناس من السذج أن الصوفية هم شيعة (المعروفون في زماننا)، وهم يتبعون أصحاب المذاهب الأربعة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل؟!!!
وعقيدتهم هي عقيدة أهل السنة والجماعة من جمهور الأمة ، ويعتقدون أن العصمة لا تكون إلا للأنبياء فلا تكون لغيرهم من آل البيت بخلاف الروافض الشيعة الذين يقولون بعصمة آل البيت الاثني عشر.
كما أن الذي يميز أهل السنة عن الشيعة هو الإقرار بإمامة أبي بكر الصديق رضي الله عنه أو رفضها (كما فعل الشيعة الروافض لإمامة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما) ، فالصوفية يقولون بإمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، ويعتقدون أفضلية أبي بكر أولاً ثم عمر بن الخطاب ثانياً وعثمان ثالثاً وعلي رابعاً ، بخلاف الروافض.
وما وجدنا أحداً من الصوفية يوافق الروافض بهذا الأمر.
فبالله عليكم كيف يكون الصوفية شيعة وعقيدتهم هي عقيدة أهل السنة والجماعة؟!!!!
فلا عيب إن قيل للمحب للآل البيت أنه شيعي (لغة لا اصطلاحا)، ولا يؤبه لمن قيل للمحب لصحابة رسول الله أنه ناصبي، لأن هذا الكلام ينم عن الجهل بمصطلح النصب.
فهل نترك أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بحب آل البيت الأطهار، لأنه الروافض اشتهر عنهم محبة آل البيت ؟ الجواب: كلا .
كما أن من الافتراء أن نقول أن الشيخ أحمد حسون مفتي سوريا ينشر التشيع، أو نتهم مفتي مصر بنشر التشيع وسب الصحابة، فنحن نتحدى من يقول هذا الكلام بأن يأتي لنا بدليل ، فإن لم يفعل ولن يفعل فليبرأ قائل هذا الكلام منه، وليتب إلى الله توبةً نصوحاً فإن الله يقبل التائبين.
وأما بالنسبة لقنوات الشيعة، فمن الذي قال أن الصوفية لهم يد معهم؟
نحن نتمنى من الله أن تكون للصوفية قناة تنشر الفكر الصافي البعيد عن التشويه الذي شوهه بعض المغرضين وأعداء الدين ومن لبس لباس التصوف وجعل يشوه صورته بعلم منه أو بجهل بهذا التشويه.

الفروق الجلية بين الشيعة الروافض والصوفية
1 ـ أعلام الصوفية ليسوا بشيعة
دائما ما يغمز المتشددون المتنطعون أعلام الصوفية ويقولون أن بينهم وبين الشيعة روابط قوية ، يحضرنى الآن مثال قوى على دحض ما يقولون .
معظم الصوفية يقدرون الشيخ محى الدين بن العربى صاحب الفتوحات المكية ، وإن كان بعضهم يحرم النظر فى كتبه بسبب صعوبة ما فيها ، وقد يكون بسبب بعض الدس الذى دس فى كتبه وهو منه برئ. بعض التيارات - والعياذ بالله - تكفر محيى الدين بن العربى.
أئمة كبار أثنوا عليه وأئمة آخرون توقفوا فيه ، وبعضهم أغلظ فيه القول ، وقد كتب فى تبرئته الإمام السيوطى رسالة سماها " تنبيه الغبى فى تبرئة ابن عربى ".
ماذا قال الشيخ محى الدين بن العربى بخصوص الشيعة ؟
قال فى الفتوحات المكية الباب الخامس والخمسون فى معرفة الخواطر الشيطانية " الخواطر أربعة لا خامس لها خاطر ربانى وخاطر ملكى وخاطر نفسى وخاطر نفسى وخاطر شيطانى ولا خامس هناك " ثم بعد ذلك بقليل قال "........ وعلى هذا جرى أهل البدع والأهواء فإن الشياطين ألقت إليهم أصلاً صحيحاً لا يشكون فيه ثم طرأت عليهم التلبيسات من عدم الفهم حتى ضلوا فينسب ذلك إلى الشيطان بحكم الأصل ، ولو علموا أنّ الشيطان فى تلك المسائل تلميذ له يتعلم منه وأكثر ما ظهر ذلك فى الشيعة ولاسيما فى الإمامية منهم ، فدخلت عليهم شياطين الجنّ أو لا يحب أهل البيت واستفرغ الحب فيهم ، ورأوا أن ذلك من أسنى القربات إلى الله وكذلك هو لو وقفوا ولا يزيدون عليه إلا أنهم تعدّوا من حب أهل البيت إلى طريقين منهم من تبدى إلى بغض الصحابة وسبهم حيث لم يقدموهم وتخيلوا أن أهل البيت أولى بهذه المناصب الدنيوية فكان منهم ما قد عرف واستفاض ، وطائفة زادت إلى سب الصحابة القدح فى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفى جبريل وفى الله جل جلاله حيث لم ينصوا على رتبتهم وتقديمهم فى الخلافة للناس حتى أنشد بعضهم ما كان من بعث الأمين أمينا وهذا كله واقع من أصل صحيح وهو حب أهل البيت أنتج فى نظرهم فاسداً فضلوا وأضلوا ، فانظر ما أدى إليه الغلوّ فى الدين أخرجهم عن الحد فانعكس أمرهم إلى الضد قال تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ }المائدة77. أهـ
وقال فى الباب الثالث والسبعون : "وسموا رجبيون لأن حال هذا المقام لا يكون لهم إلا فى شهر رجب من أول استهلال هلاله إلى انفصاله ، ثم يفقدون ذلك الحال من أنفسهم فلا يجدونه إلى دخول رجب من السنة الآتية وقليل من يعرفهم من أهل هذا الطريق ، وهم متفرقون فى البلاد ويعرف بعضهم بعضاً ، منهم من يكون باليمن وبالشأم وبديار بكر لقيت واحدا منهم بدنيسير من ديار بكر مارأيت منهم غيره وكنت بالأشواق إلى رؤيتهم ، ومنهم من يبقى عليه فى سائر السنة أمر ما مما كان يكاشف به فى حاله فى رجب ، ومنهم من لا يبقى عليه شىء من ذلك ، وكان هذا الذى رأيته قد أبقى عليه كشف الروافض من أهل الشيعة سائر السنة ، فكان يراهم خنازير ، فيأتى الرجل المستور الذى لا يعرف منه هذا المذهب قط وهو فى نفسه مؤمن به يدين به ربه فإذا مر عليه يراه فى صورة خنزير فيستدعيه ويقول له تب إلى الله فإنك شيعى رافضى فيبقى الأخر متعجباً من ذلك فإن تاب وصدق فى توبته رآه إنساناً وإن قال له بلسانه تبت وهو يضمر مذهبه لا يزال يراه خنزيراً فيقول له كذبت فى قولك تبت وإذا صدق يقول له صدقت فيعرف ذلك الرجل صدقه فى كشفه فيرجع عن مذهبه ذلك الرافضى ولقد جرى لهذا مثل هذا مع رجلين عاقلين من أهل العدالة من الشافعية ما عرف منهما قط التشيع ولم يكونوا من بيت التشيع أداهما إليه نظرهما وكانا متمكنين من عقولهما فلم يظهرا ذلك وأصرا عليه بينهما وبين الله فكانا يعتقدان السوء فى أبى بكر وعمر ويتغالون فى على فلما مرا به ودخلا عليه أمر بإخراجهما من عنده فإن الله كشف له عن بواطنهما فى صورة خنازير وهى العلامة التى جعل الله له فى أهل هذا المذهب وكانا قد علما من نفوسهما أن أحداً من أهل الأرض ما اطلع على حالهما وكانا شاهدين عدلين مشهورين بالسنة فقالا له فى ذلك فقال أراكما خنزيرين وهى علامة بينى وبين الله فيمن كان مذهبه هذا فأضمرا التوبة فى نفوسهما فقال لهما إنكما الساعة قـد رجـعتما عن ذلك المذهـب فإنى أراكما إنسانين فتعجـبا من ذلك وتابا إلى الله ". أهـ
انتهى النقل والغرض منه ليس وصف الشيعة بالخنازير وإنما توضيح أن ابن عربى ليس بشيعى وتوضيح الفرق الكلى والجزئى بين الصوفية والشيعة حتى فيمن يتهمه المتمسلفة وبعض الإخوان المسلمين بأنه خارج عن الملة أو يقول بالاتحاد والحلول.
ولنا تساؤل مَنْ مِنْ أعلام الصوفية أمثال معروف الكرخى ، الجنيد ،السرى السقطى ، سهل التسترى ، أبو يزيد البسطامى شيعى ، وقد مدحه هؤلاء الأعلام كبار كبار الأئمة. وسوف ترى بنفسك من خلال هذا الكتاب أن الصوفية بكافة أنواعها وطوائفها وطرقها تختلف عن الشيعة. ونذكر الآن بعض العلماء ممن رد على الشيعة ولم يقع فى معاداة أهل البيت أثناء دفاعه عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته وصحابته وخاصة من العصور المتأخرة وذلك لنرد على دعوة المتمسلفة أن الصوفية تهادن الشيعة وأنهما وجهان لعملة واحدة وأنه لم يرد عليهم إلا ابن تيمية .
نذكر من هؤلاء العلماء غير ما سبق:
- " إلقام الحجر لمن زكى ساب أبى بكر وعمر رضى الله عنهما " للإمام الحافظ جلال الدين السيوطى (911).
- " الصواعق المحرقة على أهل الرفض والزندقة " للشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمى مفتى الحجاز المتوفى ( 973 هـ) وهو كتاب مطبوع .
- " رسالة رد الروافض " لمجدد الألف الثانية أحمد الفاروقى السرهندى النقشبندى (971 - 1034 هـ).
- " رسالة فى كيفية المناظر مع الشيعة والرد عليهم " للسيد أحمد بن زينى دحلان مفتى الشافعية بمكة.
- " الأساليب البديعة فى فضل الصحابة وإقناع الشيعة " للشيخ يوسف النبهانى.
والعلماء الأربع السابقون لهم كلام شديد فى ابن تيمية ، والسيد أحمد بن زينى دحلان ، والشيخ يوسف النبهانى لهم ردود على فتنة الوهابية.
قائمة بأسماء علماء الأتراك الذين ردوا على الروافض (وأفتوا بالتكفير والتفسيق)
" محل الرد فى البراءة من الشيخين أو طعن عائشة أو القول بالتحريف أو العصمة"
وكان لعلماء الدولة العثمانية الصوفية والأتراك ردود كثيرة على الشيعة ، منهم:
1- زنبيللى أفندى شيخ الإسلام.
2- أبو السعود أفندى شيخ الإسلام فى فتاواه.
3- صاحب تنقيح الحامدية ابن عابدين.
4- صاحب الحامدية.
5- الفتاوى الهندية.
6- ابن كمال باشا له عدة رسائل فى الرد على الشيعة.
7- المولى البركلى.
8- السويدى صاحب الصارم الحديد فى الرد على ابن أبى الحديد.
9- أحمد رضا قادرى له عدة مؤلفات فى رد الرافضة منها كتاب محمد خاتم النبيين وكتاب المعتمد المستند.
10- العينى فى شرح الهداية وعقد الجمان وعمدة القارى.
11- فتاوى قاضى خان.
12- فتاوى الخيرية لنفع البرية.
13- ابن عابدين فى رد المحتار (باب الردة ، باب النكاح).
14- الملا الطورى فى تكملة البحر.
15- القونوى شارح عقيدة الطحاوى.
16- علاء الدين البخارى صاحب الكشف.
17- البابرتى فى شرح الطحاوى.
18- البرجانى والخلخالى والسيالكوتى فى حواشى النسفية.
19- العقائد النسفية.
20- المقاصد للتفتزانى.
21- مواقف الإيجى وشروحها.
22- العلاء القوشجى فى شرح تجريد النصير الطوسى حيث استنكر علاء الدين القوشجى ضلال الطوسى.
24- العلاء البخارى " فاضحة الملحدين ".
25- العلامة بدر الدين الرشيد.
25- صاحب ملتقى الأبحر إبراهيم الحلبى الفقيه.
26- التمرتاشى صاحب تنوير الأبصار (فيما يخص الكفر والردة).
وسوف نعرض فى آخر هذا الرد رسالة لمفتى مكة الشيخ دحلان فى الرد على الشيعة ورسالة من رسائل مفتى الخلافة العثمانية ابن كمال باشا.
تنبيه :
بعض ممن يرد على الشيعة قد يقع فى أخطاء عظيمة بحق أهل البيت دون أن يدرى ، ومكمن الخطورة فى أن من يرد على الشيعة يريد أن يفند جميع أدلة الشيعة سواء كانت أدلة صحيحة أو غير صحيحة ، فلا يجد دليلا على غير ما يذهب إليه - وإن احتج به أهل السنة - إلا وفنده ولا يجد دليلا على عكس ما يقول إلا تجاهله.
كما حدث مع ابن تيمية حيث ادعى فى رده على ابن مطهر الشيعى أن السيدة فاطمة لها قوادح وأن السيدة خديجة إيمانها غير كامل ، وقال أن أثناء خلافة سيدنا على حدث فساد ، وأن علياً مات ولم يعلم كثير من السنة ، وتحامل تحاملا شديدا على مولانا الحسن والحسين وعلى زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم أجمعين إلى آخر ما سطرناه فى كتاب " أخطاء ابن تيمية فى حق رسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته " وكتاب " خصوصية وبشرية النبى صلى الله عليه وآله وسلم عند قتلة الحسين ".
قال ابن حجر فى لسان الميزان ( 6 / 319 ) فى ترجمة ابن المطهر الحلى تعليقا على ابن تيمية فى رده على ابن المطهر : " لكن وجدته كثير التحامل إلى الغاية فى رد الأحاديث التى يوردها ابن المطهر وأن كان معظم ذلك من الموضوعات والواهيات ، لكنه رد فى رده كثيرا من الأحاديث الجياد التى لم يستحضر حالة التصنيف مظانها لأنه كان لاتساعه فى الحفظ يتكل على ما فى صدره والإنسان عامد للنسيان . وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضى أدته أحيانا إلى تنقيص على ، وهذه الترجمة لا تحتمل إيضاح ذلك وإيراد أمثلته ". ا هـ كلام الحافظ بحروفه .
قلت:
ماذا يكون رد فعل الإخوة المتنطعين وأصحاب الكيل بمكيالين لو كان ابن تيمية انتقص الصديق .
فالحمد لله " الصوفية هى الوسطية " ما بين محبة أهل البيت وبين توقير وتعظيم صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصوفية الحقة تعلم أن الشيعة تكفرهم. اقرأ معى تكفير الشيعة للصوفية.
يتبع بمشيئة الله

  #3  
قديم 11-05-2010, 07:02 AM
محب القوم محب القوم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 40
معدل تقييم المستوى: 0
محب القوم is on a distinguished road
افتراضي


تكفير الشيعة للمتصوفة
وكراهيتهم لأهل مصر


كراهية الشيعة لمصر أمر غير مستبعد ، وذلك لسقوط الدولة الفاطمية وكأنها شيئا لم يكن ، وهم يكرهون صلاح الدين الأيوبى وينعتونه بالملعون.

كما أن وجود أهل البيت فى مصر يسحب البساط من تحت أقدامهم ، وخاصة أن أهل مصر لم يخذلوا آل البيت مثلما فعلت الشيعة .

والغريب أن الشيعة الإمامية – إلا قليلاً منهم - ينكرون وجود رأس مولانا الحسين ، والسيدة زينب أخته ، وذلك حتى لا تصبح مصر مركز جذب بالمقارنة بالنجف أو كربلاء ، لذلك تجدهم ينفون ذلك. ومن هذا الباب ينفون وجود السيدة زينب أخت مولانا الحسين ، ويدَّعُون أن السيدة زينب الموجودة هى زينب بنت يحيى المتوج . وللشيخ محمد زكى إبراهيم كلام طيب فى إثبات وجود السيدة زينب فى مصر .

فى جميع الأحوال فإن الشيعة لهم تطلعات واضحة ، نعرض أثرا أو حديثاً موجوداً عند الشيعة عن مصر .. فيه أن : " الأكل فى فخار مصر أو الاغتسال يجعلك ديوثاً ".

عَنْ أَبِى الْحَسَنِ الرِّضَا قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ وَ ذَكَرَ مِصْرَ فَقَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وآله وسلم لَا تَأْكُلُوا فِى فَخَّارِهَا وَلَا تَغْسِلُوا رُءُوسَكُمْ بِطِينِهَا فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بِالْغَيْرَةِ وَيُورِثُ الدِّيَاثَــةَ انظر ( الكافى 6/386 ، 501 )..

لا تعليق ، علق أنت ، وانظر كيف تكون حامية الإسلام هى مصدر الدياثة والعياذ بالله !!

تكفير الشيعة للصوفية

أما كراهية الشيعة للتصوف فَحَدِّث ولا حرج عن أحاديثهم الموضوعة الباطلة المختلقة الكاذبة.

فعندهم حديث " أن مـن زار المتصوفة حياً أو ميتاً كان كمن زار معاوية ويزيد "!! ، ومعاوية عندهم كافر.

ولهم عدة كتب فى تكفير الصوفية مثل :

- " الإثناعشرية فى الرد على الصوفية " للحر العاملى فى الرد على الصوفية ، وفيه نحو ألـف حديث فى الرد على الصوفية عموما وخصوصا فى كل ما اختص بهم !!!

- كتاب " عمدة المقال فى كفر أهل الضلال " - يعنى المتصوفة - مؤلفه الشاه طهماسب الصفوى ، وفرغ من تأليفه فى مشهد الرضا سنة 972 .

- كتاب " التشيع والتصوف لقاء أم إفتراق ".

- كتاب " التصوف فى البداية والتطرف فى النهاية " .

وانظروا بعض أدلتهم فى تكفير الصوفية والمتصوفة حيث قالوا أن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام تبرأوا من أهل التصوف وإليكم أدلتهم :

- يقول الإمام الرضا عليه الصلاة والسلام : " لا يقول بالتصوف أحد إلا لخدعة أو ضلالة أو حماقة ، أما من سمى نفسه صوفيا للتقية فلا إثم عليه .
انظر : " الإثنا عشرية فى الرد على الصوفية للحر العاملى ( ص17)

ومما ذكره المؤلف أيضا عن الصوفية ونقله " إجماع جميع الشيعة الإمامية واتفاق الفرقة الاثنى عشرية على ترك هذه النسبة ومباينة أهلها فى زمن الأئمة عليهم السلام وبعده إلى قريب من هذا الزمان لم يكن أحد من الشيعة صوفيا أصلا كما يظهر لمن تتبع كتب الحديث والرجال وسمع الأخبار ، بل لا يوجد للتصوف وأهله فى كتب الشيعة وكلام الأئمة - عليهم السلام - ذكر إلا بالذم ، وقـد صنفوا فى الرد عليهم كتبا متعددة ذكروا بعضها فى فهرست كتب الشيعة ".

وقال العاملى أيضا فى التصوف " قال بعض المحققين من مشائخنا المعاصرين : اعلم أن هذا الاسم كان مستعملا فى فرقة من الحكماء الزائغين عن الصواب ، ثم بعدهم فى جماعة من الزنادقة وأهل الخلاف من أعداء آل محمـد - - كالحسن البصرى وسفيان الثورى ونحوهما ، ثم جاء فيمن جاء بعدهم وسلك سبيلهم كالغزالى رأس الناصبين لأهل البيت ".

.. الشيخ بهاء الدين العاملى فى كتاب الكشكول قال : قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يخرج قوم من أمتى اسمهم صوفية ، ليسوا مـنى ، وإنهم يهود أمتى إلى أن قال : هـم أضـل مـن الكفار وهـم أهل النار .. ".

.... عن على بن محمد الهادى قال : " الصوفية كلهم مخالفونا ، وطريقتهم مغايرة طريقنا ، وإن هم إلا نصارى أو مجوس هذه الأمة ". انتهى باختصار.


- وقال الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام : " إنهم أعداؤنا فمن مال إليهم فهو منهم ويحشروا معهم ، وسيكون أقوام يدعون حبنا ويميلون إليهم ويتشبهون بهم ويلقبون أنفسهم بلقبهم وأقوالهم ، ألا فمن مال إليهم فليس منا وأنا منه براء ، ومن تنكر منهم ورد عليهم كان كمن جاهد الكفار بين يدى رسول الله " .


- وقال الإمام الهادى عليه الصلاة والسلام " لا تلتفتوا إلى هؤلاء الخداعين فإنهم حلفاء الشياطين فخربوا قواعد الدين ... أورادهم الرقص والتصدية ، وأذكارهم الترنم والتغنية فلا يتبعهم إلا السفهاء ... فمن ذهب إلى زيارة أحد منهم حيا أو ميتا ... فكأنما أعان يزيد ومعاوية وأبا سفيان ".

- وقال الإمام العسكرى عليه الصلاة والسلام " يميلون إلى الفلسفة والتصوف ، وأيم والله إنهـم من أهل العـدوان والتحرف ، يبالغون فى حب مخالفينا ويضلون شيعتنا وموالينا ".

قلت : بالتأكيد أحاديث باطلة مفتراة يستحيل أن يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو أهل البيت هذا الكلام .

فما هو سبب كراهية الشيعة للتصوف ؟!


{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110

نص إلهى قاطع بأن الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس
كمسلسل من مسلسل الفشل

خير أمة أصبحت عند الشيعة شر أمـة وأفشل وأضيع أمة ،

كلمة " خير أمة " تعنى عدداً كثيراً جداً جداً ، لكن الشيعة لهم كلام آخر.

فالذين رضى الله عنهم ورضوا عنه ، والسابقون الأولون الذين تركوا ديارهم وأموالهم وقاتلوا آباءهم وأبناءهم وعشيرتهم وقاتلوا وقتلوا .. عند الشيعة فى ضلال مبين .

ماذا قال الله وماذا قالت الشيعة.

قال الله تعالى :

- {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100

- {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الفتح29

أما الشيعة :

فهذه مروياتهم كذبا وزورا على لسان أهل البيت ، بدءاً من تكفير الصحابة واتهامهم بالردة ولعنهم ، حـتى تصـل بهم الدرجة لاتهام الصحابة بالشذوذ والعياذ بالله.

- عن هشام بن عروة عن أبيه قال قالت لى عائشة : يا بن أختى أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبى صلى الله عليه وآله وسلم فسبوهم.

- بوب المجلسى فى كتابه بحار الأنوار(8/208-252) باباً بعنوان : باب كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم.

- وفى كتاب تهذيب الأحكام للشيخ الطوسى قال : وهى رواية صحيحة أجلة عن الحسين بن ثوير وأبى سلمة قالا: سمعــنا أبا عبد الله وهو يلعن فى دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء : التيمى والعدوى وفعلان ومعاوية ويسميهم ، وفلانة وفلانة وهند وأم الحكم أخت معاوية .

وفى اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسى (2/810) وهو المعروف بكتاب رجال الكشي: عن على بن مهزيار قال : سمعت أبا جعفر يقول وقد ذكر عنده أبو الخطـاب : لعن الله أبا الخطاب ، ولعن أصحابه ، ولعن الشاكين فى لعنه ، ولعن من قد وقف فى ذلك وشك فيه . ثم قال : هذا أبو الغمر وجعفر بن واقد وهاشم بن أبى هاشم استأكلوا بنا الناس ، وصاروا دعاة يدعون الناس إلى ما دعا إليه أبو الخطاب ، لعنه الله ولعنهم معه ، ولعن من قبل ذلك منهم ، يا على لا تتحرجن من لعنهم ، لعنهم الله ، فان الله قد لعنهم ، ثم قال ، قال رسول الله : " من تأثم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله ".
والصوفيـة تختلف تماما مع الشيعة من حيث:

العقيدة ،

والتعبدات ،

والفقه ،

والسلوك

لذا سنناقش وننقل بعض اعتقادات الشيعة والنقول فى ذلك

واختلافهم التام عن الصوفية ،

ونذكر ما يدل على أن الصوفية لا تخرج عن أهل السنة والجماعة ،

فهى منهم وأساسهم.
اعتقاد الشيعة فى أنفسهم واعتقادهم فى بقية المسلمين


1- أنهم خير خلق الله فى الأرض ، وأنهم مخلوقون من بقية طينة الأئمة الاثنا عشر الذين هم بدورهم مخلوقون من نور الله.

2- أن الناس كلهم من المسلمين وغيرهم لا يعدوا كونهم قـردة وخـنازير ، لأنهم - أى بقية المسلمين - ينكرون الإمامة وبالتالى فهم نواصب.

3- أن كل من عاداهم ملعونون أنجاس.

4- يجب المحافظة على كيانهم بأشد أنواع السرية - التقية -، بدءا من الكذب ، وانتهاءً بالحلف والقسم بالله.

5- مال وعرض ودم بقية المسلمين مباح.

نستعرض هذه المقولات من كتب الشيعة واحكم بنفسك

النقطة الأولى: إنهم خير خلق الله فى الأرض وأنهم مخلوقون من بقية طينة الأئمة الاثنا عشر الذين هم بدورهم مخلوقون من نور الله.

1- قال الحر العاملي: " الأئمة الاثنى عشر أفضل من سائر المخلوقات من الأنبياء والأوصياء السابقين والملائكة وغيرهم "


2- كذبوا على النبى صلى الله عليه وآله وسلم ونسبوا إليه أنه قال لعلى (.. ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واستعظموا أمورنا ، فسبحنا لتعلم الملائكة أنا مخلوقون ، وأنه منزه عن صفاتنا ، فسبحت الملائكة لتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا .. فبنا اهتدوا إلى معرفة التوحيد وتوحيد الله وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده)


4- يروى الكلينى فى الكافى عن أبى عبدالله أنه قال: " أن الله خلقنا من نور عظمته ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة تحت العرش فأسكن ذلك النور فيه فكنا خلقا وبشرا نورانيين لم يجعل لأحد فى مثل الذى خُلقنا منه نصيبا , وخُلق شيعتنا من طينتنا وأبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل ذلك الطينة ، ولم يجعل لأحد فى مثل الذى خلقهم منه نصيبا إلا للأنبياء ، ولذلك صرنا نحن وهم الناس وسائر الناس همج للنار وإلى النار ".

النقطة الثانية حتى الخامسة : أن الناس كلهم من المسلمين وغيرهم لا يعدوا كونهم قردة وخنازير لأنهم - أى بقية المسلمين - ينكرون الإمامة وبالتالى فهم نواصب ، وأن كل من عاداهم ملعونين أنجاس ، وأن مال وعرض ودم بقية المسلمين مباح.

فى الكافى (1/389) " عن أبى بصير قال: حججت مع أبى عبد الله فلما كنا فى الطواف قلت له : جعلت فداك يا ابن رسول الله ، يغفر الله لهذا الخلق ؟ فقال يا أبا بصير: إن أكثر من ترى قردة وخنازير ، قال: قلت له أرينهم ؟ قال: فتكلم بكلمات ثم أمرَّ يده على بصرى فرأيتهم قردة وخنازير ، فهالنى ذلك ، ثم أمرَّ يده على بصرى فرأيتهم كما كانوا فى المرة الأولى".

قلت:

فلماذا يضجر الشيعة عندما نقول لهم أن الشيخ محيى الدين بن العربى كان يقول عن أحد الصالحين أنه يرى الشيعة فى صورة خنازير حتى لو لم يصرحوا بأنهم شيعة.
وعن علىّ أنه قال " سيؤتى بالرجل من مقصرى شيعتنا فى أعماله بعد أن جاز الولاية والتقية ... ويوقف بإزائه مابين مائة وأكثر من ذلك إلى مائة من النصاب فيقال هؤلاء فداؤك من النار فيدخل هؤلاء المؤمنون الجنة وأولئك النصاب النار).

روى الطوسى عن محمد بن الحنفية أنه كان يحدث عن أبيه أنه قال : " ما خلق الله عز وجل شيئا أشر من الكلب والناصب أشر منه " .

" ما من مولود يولد إلا وإبليس من الأبالسة بحضرته فإن علم أن المولود من شيعتنا حجبه من ذلك الشيطان ، وإن لم يكن المولود من شيعتنا أثبت الشيطان أصبعه فى دبر الغلام فكان مأبوناً ، وفى فرج الجارية فكانت فاجرة " .

عن ابن فرقد قال: " قلت لأبى عبدالله ما تقول فى قتل الناصب ؟ قال: حلال الدم ولكن أتقى عليك , فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه فى البحر فافعل قال: ما تقول فى ماله ؟ قال : خذ ما قدرت عليه "."خذ مال الناصب حيثما وجدته، وادفع إلينا الخمس "." مال الناصب وكل شيء يملكه حلال ".
قلت :
أنت ترى بنفسك كيف أن الشيعة يرون أنفسهم شعب الله المختار، أما الصوفية فحالهم حال الخوف وعند الممات يكون حال الرجاء.

قال الكلاباذى فى التعرف لمذهب أهل التصوف "وهم مع ذلك كله أرجى الناس للناس وأشدهم خوفا على أنفسهم ، حتى كان الوعيد لم يرد إلا فيهم والوعد لم يكن إلا لغيرهم . قيل للفضيل عشية عرفة : كيف ترى حال الناس قال مغفورون لولا مكانى فيهم.

وقال السرى السقطى :" إنى لأنظر فى المرآة كل يوم مرارا مخافة أن يكون قد اسود وجهى . وقال لا أحب أن أموت حيث أعرف مخافة أن لا تقبلنى الأرض فأكون فضيحة".

وقال أيضا : " وهم أحسن الناس ظنونا بربهم ، قال يحيى : من لم يحسن بالله ظنه لم تقر بالله عينه ، وهم أسوأ الناس ظنونا بأنفسهم وأشدهم إزراء بها لا يرونها أهلا لشىء من الخير دينا ولا دنيا. والجملة أن الله تعالى قال {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة102 أخبر أن المؤمن له عملان صالح وسيء فالصالح له والسيء عليه ".
الاختلاف الكلى والجزئى بين
الصوفية والشيعة


من المعلوم أن الصوفية بجميع أشكالها وصورها ومشاربها موافقة لأهل السنة إلا من شذ وخرج عن طريق الصوفية الأصيل ، وبالقطع لا تؤاخذ الغالبية الساحقة والجمهور بتصرفات بعض الأفراد ، وقد قال الأئمة : " النادر لا حكم له ".

واستدلالنا فى بيان كون الصوفية فى عقائدهم وقواعدهم مختلفين تماما عن الشيعة نابع من يقين ، فلو تكلمنا مثلا عن مسألة تحريف القرآن ستجد مئات الأقوال لأئمة أهل السنة تقول أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، لو سقنا هذه الأقوال لخرج الكتاب فى مجلدات ، قد نكتفى بأن نشير إلى أن القاضى عياض والإمام النووى والفخر الرازى والسيوطى ردوا على هذه المزاعم ، وقد أثبتنا مثلا أن النووى صوفى ، والسيوطى صوفى ، والفخر الرازى يمدح الصوفية ، والقاضى عياض وتوسلاته بالنبى صلى الله عليه وآله وسلم وحكى عنه الإجماع على أن البقعة التى حوت النبى صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من العرش وغير ذلك من الأمور معروفة .

وأنت خبير بأن جمهور الأمة منذ القرن الثالث صوفية أو فيهم تصوف ومعظمهم إما أشاعرة أو منزهة لله عز وجل سواء بالتفويض أو التمرير.

الصوفية تختلف تماما عن الشيعة فى الأصول والفروع ، فى المعتقدات والقواعد، فى السلوك ، وفى السير، وفى كل شىء فى:

1- نظرتهم للنبى صلى الله عليه وآله وسلم وتوقيرهم لآل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم ومنهم زوجاته ، واحترامهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما أن هناك اختلافا واضحا فى العقائد مثل: القرآن ، والصفات ، والإمامة ، كما يختلفون كثيرا جدا فى الجزئيات الفقهية.

إيذاء الشيعة للنبى صلى الله عليه وآله وسلم فى نفسه
وفى أهل بيته ومنهم أزواجه

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً }الأحزاب57، وقال {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ }التوبة63، وقال {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ }المجادلة20.

ما وجدنا أحداً يعظم ويوقر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل الصوفية ، وما وجدنا أحداً يعظم آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم وأزواجه وأصحابه مثل الصوفية.

1- الصوفية عندهم أن خير خلق الله هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أما الشيعة فانظر ماذا يقولون ويروون فى حديث قدسى عندهم أشرنا إليه فى كتاب خصوصية وبشرية النبى صلى الله عليه وآله وسلم عند قتلة الحسين (ص337) وهو " لولا علىّ ما خلقت محمـداً ، ولولا فاطمة ما خلقت علياً " . وللشيعة كلام تلبيس ما هو إلا من قبيل اللف والدوران .
بل إن الشيعة يعتقدون أن الله خلق السموات والأرض بسبب علىّ.

أما عن السيدة فاطمة فكلامهم ننقله بحذافيره ، وقرر درجة اختراق اليهود والنصارى لعقائد الشيعة قالوا : قال أمير المؤمنين "لم تكن الزهراء امرأة عاديَّة ، بل كانت امرأة روحانيَّة، امرأة ملكوتيَّة ، إنساناً بكلِّ ما للإنسان من معنى ، إنَّها موجود ملكوتى ظهر فى عالمنا على صورة إنسان ، بل موجود إلهى جبروتى ظهر بصورة امرأة".
2- الصوفية عندهم أن خير خلق الله هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا أحد مثله لا يدانيه ولا يقاربه ، ثم أفضل الناس بعده الأنبياء يأتون خلفه.

أما الشيعة فيضعون السيدة فاطمة وبعلها وابناها فى نفس مرتبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, انظر ما يقولون:
" لما خلق الله آدم أبو البشر نفخ فيه من روحه التفت آدم يمنة العرش فإذا فى النور خمسة أشباح سجداً وركعاً . قال آدم : يا رب ! هل خلقت أحداً من طين قبلى ؟ قال : لا ، يا آدم ؛ قال : من هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم فى هيئتى وصورتى ؟ قال : هؤلاء خمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائى ، لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار ، ولا العرش ولا الكرسى ، ولا السماء ولا الأرض ، ولا الملائكة ولا الأنس ولا الجن ، فأنا المحمود وهذا محمد ، وأنا العالى وهذا على ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا الإحسان وهذا الحسن ، وأنا الحسن وهذا الحسين ، آليت بعزتى أنه لا يأتينى أحد بمثقال ذرة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته نارى ولا أبالى ، يا آدم ، هؤلاء صفوتى من خلقى بهم أنجيهم ، وبهم أهلكهم فإذا كان لك إلى حاجة فبهؤلاء توسل فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم نحن سفينة النجاة . من تعلق بها نجا ، ومن حاد عنها هلك ، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت .

3- الصوفية يعلمون ويؤمنون بقضية شق الصدر خلافا للعلمانيين ومن يكذب بمعجزات النبى قال تعالى {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ }الشرح1.
وقد ورد شق الصدر ثلاث مرات :
- مرة عند حليمة السعدية.
- ومرة عند بدء الوحى
- ومرة عند الإسراء والمعراج .
عن أنس بن مالك قال كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " فرج عن سقف بيتى وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدرى ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلىء حكمة وإيمانا فأفرغه فى صدرى ثم أطبقه ثم أخذ بيدى فعرج بى إلى السماء الدنيا ..." الخ الحديث.
ماذا تقول الشيعة ...
قال محمد صادق النجمى فى كتابه أضواء على الصحيحين (ص236-241) : " ولا يمكن أن نعتبر قصة شق الصدر قصة حقيقية وواقعية ،وأشرنا سابقا بأن هذه القصة الوهمية والخرافية ، قد ذكرت فى كثير من كتب العامة ومصادرهم ، وتلقوها بكونها من المسلمات الضرورية ". أهـ
قلت :
وحتى لا تظن أن هذا قول النجمى وحده ، فقد نقل النجمى قول المجلسى قال : ( اعلم أن شق بطنه فى صغره ورد فى روايات كثيرة مستفيضة عند العامة ، كما عرفت ، وأما رواياتنا وإن لم يرد فيها بأسانيد معتبرة ، لم يرد نفيه أيضا ، ولا يأباه العقل أيضا ، فنحن فى نفيه وإثباته من المتوقفين كما أعرض عنه أكثر علمائنا المتقدمين وإن كان يغلب على الظن وقوعه ، والله تعالى يعلم وحججه).

قلت :
والعامة عند الشيعة يعنى أنهم السنة وكل من ليس بشيعى ، وانظر إلى طريقة المجلسى وقوله : ( شق بطنه ) , وانظر أدب الصوفية فى لفظ ( شق وشرح الصدر ) ، وانظر أيضا طريقة وأسلوب المجلسى وهى من سمات الشيعة وجزئياً فى الإخوان المسلمين ( تعويم الأمور وما تريده تجده عندنا , نحن متوقفون , هناك أقوال , ....)
4- التشكيك فى سيرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم وسيرة أهل بيته وأزواجه .
وقد سبق الكلام عن تشكيكهم أثناء الكلام عن السيدة عائشة وعثمان بن عفان رضى الله عنه ، ونفى الشيعة أبوة النبى صلى الله عليه وآله وسلم للسيدة زينب والسيدة رقية والسيدة أم كلثوم.

5- التشكيك فى أن زوجات النبى صلى الله عليه وآله وسلم قتلوه !!!
ألف أحد الشيعة المشهورين اسمه نجاح الطائى كتابا بعنوان : " هل اغتيل النبى محمد صلى الله عليه وآله وسلم " ؟ وقد اتهم السيدة عائشة والسيدة حفصة بوضع السم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

استدل هذا الشيعى بروايات شيعية منها ما ورد فى تفسير العياشى(1/200): جـاء عن عبدالصمد بن بشير عن أبى عبد الله عليه السلام قال : تدرون مات النبى صلى الله عليه وآله وسلم أو قتل ؟ إن الله يقـول { أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً }آل عمران144فسم قبل الموت ، إنهما سقتاه .

وجاء فى رواية المجلسى وهى عن عبد الصمد بن بشير أيضاً فى البحار (22/516) : عائشة وحفصة سقتاه : سماً .
استشهد الرافضى بهذه الرواية على صحة دعواه برواية لَدِّ النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، والتى رواها البخارى ومسلم عن عائشة رضى الله عنها قالت : لددنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى مرضه فقال " لا تلدونى " فقلنا كراهية المريض للدواء فلما أفاق قال " لا يبقى أحد منكم إلا لد غير العباس فإنه لم يشهدكم ".

قلت :
أما عندنا - نحن السنة وخاصة المتصوفة المعظمين لجناب النبى صلى الله عليه وآله وسلم ولأهل بيته ومنهم زوجاته - فلا نقول بهذه الخرافات والسوء وقلة الأدب وهذه الزندقة ، أين قول الله عز وجل : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67
القرآن بين السنة والشيعة

القرآن

1- يعتقد الشيعة أنه مخلوق .
2- يعتقد أغلب الشيعة أنه محرف وناقص .

القرآن كلام الله غير مخلوق
فى أبواب الإلهيات تجد الشيعة يقولون بخلق القرآن كالمعتزلة ، فإذا لم يكن عندك شيئا من كتبهم أنقل لك أحد الروابط وفيها كلام الشيخ على الكورانى العاملى.

http://www.aljamri.org/RQ/al3aqeeda.htm

أما الصوفية فالقرآن عندهم غير مخلوق ففى الرسالة القشيرية " قال إبراهيم الخواص: انتهيت إلى رجل وقد صرعه الشيطان ، فجعلت أؤذن فى أذنه ، فنادانى الشيطان من جوفه: دعنى أقتله ؛ فإنه يقول القرآن مخلوق.

وفى قوت القلوب لأبى طالب المكى ـ الفصل الخامس والثلاثون " ...كتاب السنّة وشرح فضائلها وجمل من آداب الشريعة وذكر عقود القلوب من علم الظاهر وهى ستَّ عشْرَةَ خصلة: أولها أن تعتقد أن الإيمان قول وعمل ، وأن القرآن كلام اللّه تبارك وتعالى غير مخلوق " .

وفى إحياء علوم الدين لأبى حامد الغزالى "... وأنه تعالى متكلم آمِرٌ ، نَاهٍ ، وَاعِدٌ ، مُتَوَعِّدٌ بكلام أزلى قديم ، قائم بذاته لا يشبه كلام الخلق ، فليس بصوت يحدث من انسلال هواه أو اصطكاك أجرام ، ولا بحرف ينقطع بإطباق شفة أو تحريك لسان. وأن القرآن والتوراة والإنجيل والزبور كُتُبُهُ المنزلة على رسله عليهم السلام. وأن القرآن مقروء بالألسنة مكتوب فى المصاحف محفوظ فى القلوب ، وأنه مع ذلك قديم قائم بذات الله تعالى ، لا يقبل الانفصال والافتراق بالانتقال إلى القلوب والأوراق، وأن موسى صلى الله عليه وآله وسلم سمع كلام الله بغير صوت ولا حرف، كما يرى الأبرار ذات الله تعالى فى الآخرة من غير جوهر ولا عرض. وإذا كانت له هذه الصفات كان حياً عالماً قادراً مريداً سميعاً بصيراً متكلماً بالحياة والقدرة والعلم والإرادة والسمع والبصر والكلام لا بمجرد الذات ".
اعتقاد الشيعة بتحريف القرآن ونقصانه

اعتقاد الشيعة بتحريف القرآن
قال الكلينى فى الكافى " أن أبا الحسين موسى كتب إلى على بن سويد وهو فى السجن : ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك ولا تحبن دينهم فإنهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ، وهل تدرى ما خانوا أماناتهم ؟ ائتمنوا على كتاب الله ، فحرفوه وبدلوه ".

وفى الكافى أيضا : " عن أحمد بن محمد بن أبى نضر قال : رفع إِلىَّ أبو الحسن مصحفاً وقال : لا تنظر فيه ، ففتحته وقرأت فيه {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ } (البينة1) ، فوجدت فيها سبعين رجلا من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم ، قال : فبعث إلى ابعث إِلىَّ بالمصحف ".

وقال العلامة الشيعى حسـين بن محـمد تقى النورى الطبرسـى فى كتابه : " فصل الخطاب فى إثبات تحريف كتاب رب الأرباب " ناقلا عن السيد نعمة الله الجزائرى " أن الأخبار الدالة على ذلك - أى التحريف فى الكتاب الحكيم - تزيد على ألفى حديث ، وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد ، والمحقق الدماد ، والعلامة المجلسى وغيرهم " ، " أن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف فى القرآن ".

أمثلة التحريف فى القرآن عند الشيعة
ومن أمثلة التحريف فى القرآن عند الشيعة ما رواه على بن إبراهيم القمى عن أبيه عن الحسين بن خالد فى آية الكرسى " إن أبا الحسن موسى الرضا - أحد الأئمة الإثنى عشر - قرأ آية الكرسى هكذا : ( الم ، الله لا إله إلا هو الحى القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم ، له ما فى السموات وما فى الأرض ، وما بينهما وما بين الثرى ، عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم ).

وذكر القمى آية {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ } (الرعد11) ، فقال : فإنها قرئت عند أبى عبد الله صلوات الله عليه فقال لقارئها : ألستم عربا ؟ .

فكيف تكون المعقبات من بين يديه ؟ وإنما المعقب من خلفه ، فقال الرجل : جعلت فداك كيف هذا ؟ فقال : نزلت ( له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله ) .

ونقل القمى أيضا تحت قوله تعالى : {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } (الفرقان74) : أنه قرىء عند أبى عبد الله: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } (الفرقان 74) ، فقال : قد سألوا الله عظيما أن يجعلهم للمتقين أئمة ، فقيل له: كيف هذا يا بن رسول الله؟ قال : إنما أنزل الله ( واجعل لنا من المتقين إماما ) .

وذكر الكلينى فى كتابه الكافى " عن أبى بصير عن أبى عبد الله فى قول الله عز وجل ( ومن يطع الله ورسوله فى ولاية على والأئمة بعده فقد فاز فوزا عظيما) هكذا نزلت ".


وذكر الكشى فى تفسيره تحت آية {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } (التوبة 73) ، وفى المجمع فى قراءة أهل البيت - يا أيها النبى جاهد الكفار بالمنافقين ".

قلت :
هذه بعض من أمثلة كثيرة جـدا تثبت اعتقاد الشيعة بتحريف القرآن ، خاصة القدماء منهم . إلا أن كثيراً من الشيعة ينكرون ذلك فى العصر الحديث.

يقول علماء السنة أن إنكار الشيعة إيمانهم بتحريف القرآن من باب التقية .

نقول :
نحن نكفر من يقول بأن القرآن الذى بين أيدينا - ويقرأه المسلمون فى مكة والمدينة وسائر بلاد المسلمين - فيه تحريف أو زيادة أو نقصان ، وعلى الشيعة أن تكفر تكفيراً واضحاً من قال أن القرآن فيه تحريف أو زيادة أو نقصان .

للأسف لا يكفر الشيعة من قال بتحريف القرآن !!!

ولذا فأهل السنة والجماعة وخاصة أهل مصر لم ينطل عليهم تشدق الشيعة بحب أهل البيت ، ولذا لفظوهم فى الماضى والحاضر إلا من لا علم له ) .


وكما قلنا للأسف لا يكفر الشيعة من قـال بتحريف القرآن ولا يتبرأون منهم ... كيف وهم علمائهم .

نزيدك بعض النقول من أقوال كبار علماء الشيعة والتى يدعون فيها تحريف القرآن:
قـال الشيخ المفيد : " واتفقوا - أى الإمامية - على أن أئمة الضلال خالفوا فى كثير من تحريف القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبى صلى الله عليه وآله وسلم "

وفى الكافى " رفع إلىَّ أبو الحسن عليه السلام مصحفا وقال : لا تنظر فيه ، ففتحته وقرأت فيه {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} (البينة 1) ، فوجدت فيها سبعين رجلا من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم ، قال : فبعث إلىَّ ابعث إلىَّ بالمصحف ". وفيه أيضا " عن سالم بن سلمة قال : قرأ رجل على أبى عبدالله وأنا أسمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرأه الناس ، فقال أبو عبدالله: كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأه الناس حتى يقوم القائم ، فإذا قام القائم قرأ كتاب الله عز وجل على حده ، وأخرج المصحف الذى كتبه علىّ ، وقال : أخرجه علىٌّ إلى الناس حين فرغ منه وكتبه ، فقال لهم : هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقد جمعته من اللوحين ، فقالوا : هوذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن ، لا حاجة لنا فيه ، فقال : أما والله لا ترونه بعد يومكم هذا أبدا إنما كان علىّ أن أخبركم حين جمعته لتقرءوه ".

قال الطبرسى فى الاحتجاج (1/224) : " ولما استخلف عمر سأل علياً أن يدفع لهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم فقال : أبا الحسـن إن كنت جئت به إلى أبى بكر فأت به إلينا حتى نجتمع عليه ، فقال علىٌّ: هيهات ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبى بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة : إن كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به . إن القرآن الذى عندى لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدى. فقال عمر : فهل وقت لإظهار معلوم ؟ قال نعم إذا قام القائم من ولدى يظهره ويحمل الناس عليه فتجرى السنة به ".

ويقول الطبرسى (1/377-378) أيضا " ولو شرحت لك كل ما أُسْقِطَ وحُرِّفَ وبُدِّلَ وما يجرى فى هذا المجال لطال وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء ".

تـعليقا على تحريف القـرآن - والعياذ بالله – قـال الكاشانى فى تفسيره : " المستفاد من جميع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ، ومنه ما هو مُغير مُحرف ، وأنه قد حُذف منه أشياء كثيرة منها اسم على فى كثير من المواضع ، ومنها لفظة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة ، ومنها أسماء المنافقين فى مواضعها ، ومنها غير ذلك وأنه ليس على الترتيب المرضى عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وبه قال على بن إبراهيم القمى ).
انظر أقوال الصوفية فى القرآن وقارنها بما سبق للشيعة

تعلم أن الصوفية لم يخرجوا عن أهل السنة والجماعة

بل هم أساسهم


القرآن كلام الله غير مخلوق
محفوظ عن التبديل والتغيير والتحريف
والزيادة والنقصان

- {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} (النساء 82)
- {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت 42)

القرآن كلام الله غير مخلوق

قال : سهل بن عبد الله التسترى :

" من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن علم الله مخلوق ، ومن قال ذلك فهو كافر ، لأن القرآن من علم الله تعالى ، وليس هو كل علمه، لقوله : { وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا } (البقرة 255) ، وقال : بالله عز وجل عرف النبى صلى الله عليه وآله وسلم وأطيع الله بالرسول ، فالظاهر إمام للباطن ، وتصديق الظاهر بالباطن ، وقال : إيمان بالله والكتاب والسنة هو العلم كله ، وأول الجهل ترك الإقرار بالتوحيد ، وترك التمسك بالسنة. الإقرار بالتوحيد هو الإيمان، والاقتداء بالسنة هو النجاة ، وضده كفر وبدعة ".

وقد رد الإمام المحاسبى فى كتابه " فهم القرآن " (ص 363-364) على من ادعى خلق القرآن ، ورد على الشيعة فى مسألة نسخ الأخبار.

وقال الإمام أبو عبد الله الحارث بن أسد المحاسبى

فى كتاب فهم السنن

" كتابة القرآن ليست محدثة فإنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر بكتابته ولكنه كان مفرقا فى الرقاع والأكتاف والعسب ، وإنما أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان ، وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت فى بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيها القرآن منتشر فجمعها جامع وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شىء .
فإن قيل كيف وقعت الثقة بأصحاب الرقاع وصدور الرجال ، قيل لأنهم كانوا يبدون عن تأليف معجز ونظم معروف ، وقد شاهدوا تلاوته من النبى صلى الله عليه وآله وسلم عشرين سنة ، فكان تزويد ما ليس منه مأمونا ، وإنما كان الخوف من ذهاب شىء من صحفه ".

قال الكلاباذى فى التعرف لمذهب أهل التصوف " أجمعوا أن القرآن كلام الله تعالى على الحقيقة وأنه ليس بمخلوق ولا محدث ولا حدث ، وأنه متلو بألسنتنا مكتوب فى مصاحفنا محفوظ فى صدورنا غير حال فيها ، كما أن الله تعالى معلوم بقلوبنا مذكور بألسنتنا معبود فى مساجدنا غير حال فيها ، وأجمعوا أنه ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض "
وفى الرسالة القشيرية للإمام القشيرى .... " يقول : سمعت أبا على الدلال يقول : سمعت أبا عبد الله بن قهرمان يقول : سمعت إبراهيم الخواص يقول : انتهيت إلى رجل ، وقد صرعه الشيطان ، فجعلت أؤذن فى أذنه، فنادانى الشيطان من جوفه : عنى أقتله ؛ فإنه يقول القرآن مخلوق.

ومدح الإمام القشيرى للإمام أحمد بسبب ثباته على أن القرآن كلام الله غير مخلوق واضح وظاهر فى عدة مواضع.

وفى قوت القلوب لأبى طالب المكى فى الفصل الخامس والثلاثون " .... وذكر عقود القلوب من علم الظاهر وهى ستَّ عشْرَةَ خصلة : أولها أن تعتقد أن الإيمان قول وعمل ، وأن القرآن كلام اللّه تبارك وتعالى غير مخلوق ".

قال القاضى عياض المالكى الأشعرى عليه رحمة الله : ( وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو فى جميع أقطار الأرض المكتوب فى المصحف بأيدى المسلمين مما جمعه الدفتان من أول {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (الفاتحة 2) إلى {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } (الناس 1) أنه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن جميع ما فيه حق وأن من نقص منه حرفا قاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذى وقع الإجماع عليه وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر.

وفى تفسير قول الله عز وجل {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(الحجر 9) ، قال الإمام الرازى الشافعى الأزهرى فى تفسيره الكبير " ... فإن قيل فلم اشتغلت الصحابة بجمع القرآن فى المصحف وقد وعد الله تعالى بحفظه وما حفظه الله فلا خوف عليه ، والجواب أن جمعهم للقرآن كان من أسباب حفظ الله تعالى إياه فإنه تعالى لما أن حفظه قيضهم لذلك . قال أصحابنا وفى هذه الآية دلالة قوية على كون التسمية آية من أول كل سورة لأن الله تعالى قد وعد بحفظ القرآن والحفظ لا معنى له إلا أن يبقى مصونا من الزيادة والنقصان فلو لم تكن التسمية من القرآن لما كان القرآن مصونا عن التغيير ولما كان محفوظا عن الزيادة ولو جاز أن يظن بالصحابة أنهم زادوا لجاز أيضا أن يظن بهم النقصان وذلك يوجب خروج القرآن عن كونه حجة ".

ثم قال بعدها بقليل " المسألة الثالثة : إذا قلنا الكناية عائدة إلى القرآن فاختلفوا فى أنه تعالى كيف يحفظ القرآن ، قال بعضهم حفظه بأن جعله معجزا مباينا لكلام البشر فعجز الخلق عن الزيادة فيه والنقصان عنه لأنهم لو زادوا فيه أو نقصوا عنه لتغير نظم القرآن فيظهر لكل العقلاء أن هذا ليس من القرآن ، فصار كونه معجزا كإحاطة السور بالمدينة لأنه يحصنها ويحفظها ، وقال آخرون إنه تعالى صانه وحفظه من أن يقدر أحد من الخلق على معارضته ، وقال آخرون أعجز الخلق عن إبطاله وإفساده بأن قيض جماعة يحفظونه ويدرسونه ويشهرونه فيما بين الخلق إلى آخر بقاء التكليف ، وقال آخرون المراد بالحفظ هو أن أحدا لو حاول تغييره بحرف أو نقطة لقال له أهل الدنيا هذا كذب وتغيير لكلام الله تعالى حتى أن الشيخ المهيب لو اتفق له لحن أو هفوة فى حرف من كتاب الله تعالى لقال له كل الصبيان أخطأت أيها الشيخ وصوابه كذا وكذا ، فهذا هو المراد من قوله {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } (يوسف 12)

واعلم أنه لم يتفق لشيء من الكتب مثل هذا الحفظ فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف والتحريف والتغيير إما فى الكثير منه أو فى القليل ، وبقاء هذا الكتاب مصونا عن جميع جهات التحريف مع أن دواعى الملحدة واليهود والنصارى متوفرة على إبطاله وإفساده من أعظم المعجزات ، وأيضا أخبر الله تعالى عن بقائه محفوظا عن التغيير والتحريف وانقضى الآن قريبا من ستمائة سنة فكان هذا إخبارا عن الغيب ، فكان ذلك أيضا معجزا قاهرا ".

قلت :
ومَدْحُ الإمام الرازى للصوفية معروف ، وله مراسلات مع الشيخ نجم الدين الكبرى والشيخ محيى الدين بن العربى - على ما نعلم ، والله أعلم .
اختلاف تفسير الصوفية للقرآن عن تفسير الشيعة

تفاسير الصوفية بدءا من المحاسبى والتسترى والقشيرى وابن العربى والنووى والسيوطى والألوسى وغيرهم على نهج أهل السنة والجماعة من محدثين وفقهاء ، قد تختلف بعض الشىء فيما يسمى بالتفسير الإشارى ، وهو يختلف تماما عن التفسير الباطنى الذى يقول به الشيعة ، فهم يظنون أن معظم القرآن نزل فى الأئمة الإثنا عشرية.

قال العلامة الزرقانى : " قال التفتازانى فى شرحه : " سميت الملاحدة باطنية لادعائهم أن النصوص ليست على ظاهرها بل لها معان لا يعرفها إلا المعلم ، وقصدهم بذلك نفى الشريعة بالكلية . قال وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من أن النصوص على ظواهرها ومع ذلك ففيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف لأرباب السلوك يمكن التوفيق بينها وبين الظواهر المرادة فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان " .
ومن هنا يعلم الفرق بين تفسير الصوفية المسمى بالتفسير الإشارى وبين تفسير الباطنية الملاحدة ، فالصوفية لا يمنعون إرادة الظاهر بل يحضون عليه ويقولون لا بد منه أولا ، إذ من ادعى فهم أسرار القرآن ولم يحكم الظاهر كمن ادعى بلوغ سطح البيت قبل أن يجاوز الباب ، وأما الباطنية فإنهم يقولون إن الظاهر غير مراد أصلا وإنما المراد الباطن وقصدهم نفى الشريعة .

ونقل السيوطى فى الإتقان عن ابن عطاء الله فى لطائف المنن ما نصه : اعلم أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله وكلام رسوله بالمعانى الغريبة ليس إحالة للظاهر عن ظاهره ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جاءت الآية له ودلت عليه فى عرف اللسان ولهم أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث لمن فتح الله قلبه ، وقد جاء فى الحديث " لكل آية ظهر وبطن " فلا يصدنك عن تلقى هذه المعانى منهم أن يقول لك ذو جدل ومعارضة هذا إحالة لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فليس ذلك بإحالة وإنما يكون إحالة لو قالوا لا معنى للآية إلا هذا وهم لا يقولون ذلك بل يقررون الظواهر على ظواهرها مرادا بها موضوعاتها ويفهمون عن الله ما ألهمهم.اهـ

فإن قلت أن العلامة الزرقانى صوفى ، نقول لك : قال ابن القيم فى كتابه التبيان فى أقسام القرآن (1/50) " وتفسير الناس يدور على ثلاثة أصول : تفسير على اللفظ وهو الذى ينحو إليه المتأخرون ، وتفسير على المعنى وهو الذى يذكره السلف ، وتفسير على الإشارة والقياس وهو الذى ينحو إليه كثير من الصوفية وغيرهم وهذا لا بأس به بأربعة شرائط أن لا يناقض معنى الآية ، وأن يكون معنى صحيحا فى نفسه ، وأن يكون فى اللفظ إشعار به ، وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم ، فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنباطا حسنا ".

وقد وضح ودافع العلامة الزركشى فى البرهان فى علوم القرآن (2/170- 171) عن التفسير الإشارى وقال : " تنبيه فى كلام الصوفية فى تفسير القرآن : فأما كلام الصوفية فى تفسير القرآن فقيل ليس تفسيرا وإنما هى معان ومواجيد يجدونها عند التلاوة كقول بعضهم فى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ} (التوبة 123) أن المراد النفس فأمرنا بقتال من يلينا لأنها أقرب شيء إلينا وأقرب شيء إلى الإنسان نفسه ، قال ابن الصلاح فى فتاويه : وقد وجدت عن الإمام أبى الحسن الواحدى أنه صنف أبو عبد الرحمن السلمى حقائق التفسير فإن كان اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر ، قال : وأنا أقول : الظن بمن يوثق به منهم إذا قال شيئا من أمثال ذلك أنه لم يذكره تفسيرا ولا ذهب به مذهب الشرح للكلمة المذكورة فى القرآن العظيم ، فإنه لو كان كذلك كانوا قد سلكوا مسلك الباطنية وإنما ذلك منهم ذكر لنظير ما ورد به القرآن فإن النظير يذكر بالنظير ، فمن ذلك مثال النفس فى الآية المذكورة فكأنه قال أمرنا بقتال النفس ومن يلينا من الكفار ، ومع ذلك فياليتهم لم يتساهلوا فى مثل ذلك لما فيه من الإبهام والالتباس " انتهى.

قلت :
وابن الصلاح نفسه من الصوفية وفى فتاويه نصيحة أن يتخذ الإنسان شيخا من الصوفية ليربيه.

وقد ذكر العلامة الزرقانى شروط التفسير الإشارى فقال : " شروط قبول التفسير الإشارى : مما تقدم يعلم أن التفسير الإشارى لا يكون مقبولا إلا بشروط خمسة وهى :
1- ألا يتنافى وما يظهر من معنى النظم الكريم .
2- ألا يدعى أنه المراد وحده دون الظاهر .
3- ألا يكون تأويلا بعيدا سخيفا كتفسير بعضهم قوله تعالى {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } (العنكبوت 69) ، بجعل كلمة لمع ماضياً وكلمة المحسنين مفعوله .
4- ألا يكون له معارض شرعى أو عقلى .
5- أن يكون له شاهد شرعى يؤيده.

كذلك اشترطوا ، بيد أن هذه الشروط متداخلة فيمكن الاستغناء بالأول عن الثالث وبالخامس عن الرابع ، ويحسن ملاحظة شرطين بدلهما أحدهما بيان المعنى الموضوع له اللفظ الكريم أولا ، ثانيهما ألا يكون من وراء هذا التفسير الإشارى تشويش على المفسر له ، وسيأتيك فى نصيحتى وفى كلام الغزالى ما يقرر هذين الشرطين.

ثم إن هذه شروط لقبوله بمعنى عدم رفضه فحسب وليست شروطا لوجوب اتباعه والأخذ به ، ذلك لأنه لا يتنافى وظاهر القرآن ، ثم إن له شاهدا يعضده من الشرع وكل ما كان كذلك لا يرفض وإنما لم يجب الأخذ به لأن النظم الكريم لم يوضع للدلالة عليه بل هو من قبيل الإلهامات التى تلوح لأصحابها غير منضبطة بلغة ولا مقيدة بقوانين ". اهـ
الصوفية وصفات الله عز وجل

التأويل فى صفات الله عز وجل وأفعاله عند الشيعة فرض ، وغير المؤوِّل عقيدته باطلة.
أما الصوفية فهم على مذهب أهل السنة والجماعة سواء من السلف الصالح أهل الحديث أو الخلف الصالح - الأشاعرة والماتريدية - .

قال الإمام الكلاباذى فى التعرف لمذهب أهل التصوف " شرح قولهم فى الصفات : أجمعوا على أن لله صفات على الحقيقة هو بها موصوف من العلم والقدرة والقوة والعز والحلم والحكمة والكبرياء والجبروت والقدم والحياة والإرادة والمشيئة والكلام , وأنها ليست بأجسام ولا أعراض ولا جواهر ، كما أن ذاته ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر وأن له سمعا وبصرا ووجها ويدا على الحقيقة ليس كالأسماع والأبصار والأيدى والوجوه ، وأجمعوا أنها صفات لله وليس بجوارح ولا أعضاء ولا أجزاء ".

وقال أيضا " واختلفوا فى الإتيان والمجىء والنزول فقال الجمهور منهم إنها صفات له كما يليق به ولا يعبر عنها بأكثر من التلاوة والرواية ويجب الإيمان بها ولا يجب البحث عنها" ... ثم قال بعد ذلك " وأولها بعضهم فقال معنى الإتيان منه إيصاله ما يريد إليه ونزوله إلى الشىء إقباله عليه ، وقربه كرامته ، وبعده إهانته وعلى هذا جميع هذه الصفات المتشابهة ".

وقال أيضا : " أجمعوا أن الله تعالى خالق لأفعال العباد كلها كما أنه خالق لأعيانهم ، وأن كل ما يفعلونه من خير وشر فبقضاء الله وقدره وإرادته ومشيئته ولولا ذلك لم يكونوا عبيدا ولا مربوبين ولا مخلوقين وقال جل وعز {قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} (الرعد 16) وقال {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } (القمر 49) ، {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ } (القمر 52) .

قال الإمام القشيرى فى الرسالة القشيرية " وقال أبو الحسن البوشنجى ، رحمه الله : التوحيد أن تعلم أنه غير مشبه للذوات ، ولا منفى الصفات.

وسأل ابن شاهين الجنيدَ عن معنى : مع ، فقال مع ، على معنيين : مع الأنبياء بالنصرة والكلاءة ، قال الله تعالى {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } (طه 46) ومع العامة بالعلم والإحاطة ، قال تعالى : { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ} (المجادلة 7) فقال ابن شاهين : مثلك يصلح أن يكون دالاَّ للأمة على الله .

قال شيوخ هذه الطريقة ، على ما يدلُ عليه متفرقات كلامهم ، ومجموعاتهم ، ومصنفاتهم فى التوحيد:
إن الحق سبحانه وتعالى : موجود ، قديم ، واحد ، حكيم ، قادر ، عليم ، قاهر، رحيم ، مريد ، سميع ، مجيد ، رفيع ، متكلم ، بصير متكبر، قدير ، حى أحد، باق ، صمد.

وأنه عالم بِعِلم ، قادر بقدرة ، مريد بإرادة ، سميع بسمع ، بصير ببصر ، متكلم بكلام ، حى بحياة ، باقٍ ببقاء ، وله يدان هما صفتان ، يخلق بهما ما يشاء سبحانه ، على التخصيص.

وله الوجه ، وصفات ذاته مختصة بذاته ، لا يقال هى هو ، ولا هى غيار له ، بل هى صفات أزلية ، ونعوت سرمدية ، وأنه أحدىُّ الذات ، ليس يشبه شيئاً من المصنوعات ، ولا يشبهه شيء من المخلوفات ، ليس بجسم ، ولا جوهر ولا عرض، ولا صفاته أعراض ، ولا يتصوَّر فى الأوهام ، ولا يتقدَّر فى العقول ، ولا له جهة ولا مكان ، ولا يجرى عليه وقت وزمان ، ولا يجوز فى وصفه زيادة ولا نقصان ، ولا يخصُّه هيئة وقدُّ ، ولا يقطعه نهاية وحدُّ ، ولا يحله حادث ، ولا يحمله على الفعل باعث ، ولا يجوز عليه لون ولا كوْن ، ولا ينصره مدد ولا عون ؛ ولا يخرج عن قدرته ".اهـ

قال أبو طالب المكى فى قوت القلوب فى الفصل الخامس والثلاثون : "... ذكر عقود القلوب من علم الظاهر وهى ستَّ عشْرَةَ خصلة : أولها أن تعتقد أن الإيمان قول وعمل ، وأن القرآن كلام اللّه تبارك وتعالى غير مخلوق ، وأن تسلم أخبار الصفات ، وأن تصدق بجميع أقدار اللّه عزّ وجلّ خيرها وشرها ، وأن مساءلة منكر ونكير حق ، وأن عذاب القبر حق ، وأن تؤمن بالميزان ، وأن تعتقد أن الصراط حق ، وأن تؤمن بالحوض المورود حوض محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن تؤمن بالنظر إلى اللّه سبحانه وتعالى ".اهـ

وقال العارف بالله الشيخ أحمد الرفاعى : فسبيل المتقين من السلف تنزيه الله تعالى عما دل عليه ظاهره ، وتفويض معناه المراد منه إلى الحق تعالى وتقدس وبهذا سلامة الدين.

وقال " أى سادة .. نزهوا الله عن سمات المحدثين وصفات المخلوقين وطهروا عقائدكم من تفسير معنى الاستواء فى حقه تعالى بالاستقرار كاستواء الأجسام على الأجسام المستلزم للحلول تعالى الله عن ذلك ، وإياكم والقول بالفوقية والسفلية والمكان واليد والعين بالجارحة والنزول بالإتيان والانتقال فإن كل ما جاء فى الكتاب والسنة مما يدل ظاهره على ما ذكر فقد جاء فى الكتاب والسنة مثله مما يؤيد المقصود ، فما بقى إلا ما قاله صلحاء السلف وهو الإيمان بظاهر كل ذلك ورد علم المراد إلى الله ورسوله مع تنزيه البارى تعالى عن الكيف وسمات الحدوث ، وعلى ذلك درج الأئمة وكل ما وصف الله به نفسه فى كتابه فتفسيره قراءته والسكوت عنه ليس لأحد أن يفسره إلا الله تعالى ورسوله ، ولكم حمل المتشابه على ما يوافق أصل المحكم لأنه أصل الكتاب والمتشابه لا يعارض المحكم ".

رؤية الله عز وجل فى الآخرة

أهل السنة يثبتونها والشيعة والمعتزلة ينفونها.

قال الكلاباذى " أجمعوا على أن الله تعالى يرى بالأبصار فى الآخرة وأنه يراه المؤمنون دون الكافرين لأن ذلك كرامة من الله تعالى {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (يونس 26) "
قال الإمام القشيرى الرسالة القشيرية "... سمعت أبا الحسن العنبرى يقول : سمعت سهل بن عبد الله التسترى يقول : ينظر إليه ، تعالى ، المؤمنون بالأبصار من غير إحاطة ولا إدراك نهاية ". وقال أبو طالب المكى فى قوت القلوب " وأن تؤمن بالنظر إلى اللّه سبحانه وتعالى ".

والنصوص فى ذلك كثيرة عند كافة طوائف التصوف.
أهل البيت
أهل البيت هم السيدة فاطمة والإمام علىّ وأبناؤهما ، وذرية عبد المطلب جد النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، ومنهم عم النبى صلى الله عليه وآله وسلم العباس وأبناؤه وزوجات النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، وفى ذلك تفاصيل طويلة فى الكتب ، لكن ذرية النبى صلى الله عليه وآله وسلم انحصرت فى مولانا الحسن والحسين.

عن أبى سعيد الخدرى أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال : " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " يا على إن لك فى الجنة كنزا وإنك ذو قرنيها ، فلا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة ".

قال العالم الصوفى الربانى الحكيم الترمذى فى نوادر الأصول فى أحاديث الرسول (3/181-182) : " فمعنى الكنز فاطمة وقرنيها الحسن والحسين صيرها بمنزلة الكنز؛ لأن الكنز موضوع مستور ، إليه الموئل وسائر المال ظاهر يذهب ويجىء ، والكنز أصل المال ، فشبه فاطمة رضى الله عنها من نعيم الجنة بالكنز من المال ، ثم قال : وأنت ذو قرنيها ، نسب القرنين إلى فاطمة رضى الله عنها ، ومعناه أن الحسن والحسين رضى الله عنهما قرناها ، وإنك يا علىّ ذو القرنين أى تجد الحسن والحسين وهما سيدا أهل الجنة لك ولدا ".
الحديثان السابقان يدلان على منزلة مولانا الحسن والحسين.

منزلة أهل البيت عند الصوفية ليس لها مثيل ، أما عند الشيعة فلنا عليهم مآخذ كثيرة للغاية. لا نتكلم عن الغلو ولكن نتكلم عن نظرتهم لأهل البيت.

بفرض أن أهل البيت هم أولاد النبى صلى الله عليه وآله وسلم ( الحسن والحسين ) وعمومته وأبناء عمومته ، وبفرض أن سيدنا الحسن والحسين هما ثلاثة أرباع أهل البيت ، وذرية العباس وجعفر بن أبى طالب وعقيل الربع الباقى.

هذا الربع منتهى عند الشيعة ليس له أى قيمة ، بل رووا القبائح فى بقية أهل البيت.
فقد أفاد الكشى أن سبب نزول قوله تعالى {وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } (هود 34) وكذلك قوله {يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} (الحج 13) ، نزلت فى العباس عم النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن الإمام على لعن عبد الله بن عباس وأخاه ، فقال " اللهم العن ابنى فلان واعم أبصارهما كما عميت قلوبـهما، واجعل عمى أبصارهما دليلاً على عمى قلوبهما ".

ونسبوا كذباً وزورا للباقر أنه قال " وبقى معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالإسلام ، عباس وعقيل ".

هذا فى ما لم يكن من ذرية أهل البيت من الحسن والحسين رضى الله عنهما.

بفرض أن أهل البيت بعد السيدة فاطمة والإمام على وابنيهما هم ذرية سيدنا الحسن والحسين فقط ، فما هى نظرة الشيعة ؟ .

الشيعة تسقط تماما جميع أبناء سيدنا الحسن ، وآراؤهم معروفة فى محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب المعروف بمحمد ذى النفس الزكية.

فالشيعة الموجودة الآن هم الاثنا عشرية الجعفرية ، يعنى أولاد جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن مولانا الحسين.

إذاًً نصف أهل البيت عند الشيعة متجاهَلون تماما ، إذاً ضاع النصف ، ومن قبل ضاع الربع ، فالجزء الباقى - ذرية سيدنا الحسين - ماذا تفعل به الشيعة ؟.

لم ينجُ من مذبحة بنى أمية ويزيد بن معاوية فى كربلاء من أولاد سيدنا الحسين إلا سيدنا زين العابدين ،كان من أولاد سيدنا زين العابدين بن الحسين مولانا زيد ، كما خذل الشيعة الإمام على وسيدنا الحسين خذلوا أيضاً سيدنا زيد بن على زين العابدين.

القصة معروفة مبثوثة فى كتب التاريخ حيث طالب الشيعة الإمام زيد بالتبرؤ من أبى بكر وعمر ، فقال لهم ما معناه: كان سيف أبى - سيدنا علىّ - مازال يقطر من دماء العرب فجعل الله أبا بكر وعمر خلفاء حتى تسكن الفتنة.

تبرأ آلاف الشيعة من جيش زيد بن على زين العابدين وتركوه حتى قتل وصلب أربع سنوات ، وطيف برأسه الشريفة فى البلدان حتى وصلت مصر فسرقها بعض الناس ودفنها فى مكان قريب من بركة السباع يسمى الكناسة وهى الآن منطقة زين العابدين أو ( زينهم ) ، والموجود فى هذا المقام هو سيدنا زيد بن سيدنا على زين العابدين وليس سيدنا زين العابدين ، فمكانه فى المدينة المنورة فى البقيع.

وهكذا اتخذ الشيعة فرعا واحدا من أولاد الإمام زين العابدين ثم ، ابنا واحدا من أبناء محمد الباقر ، ثم ابنا واحدا من أبناء جعفر الصادق ... وهكذا.

فالشيعة على الحقيقة لا يؤمنون بأهل البيت ، هذا لو كان ما عليه الشيعة ثابتا وصحيحا فيكون إيمانهم بجزئية واحدة وهى عشر معشار أهل البيت ، فكيف وقد دخل عليهم التزوير والكذب والتدليس والتقية والتكفير والتطرف فى الجزء الباقى.

الصوفية تنظر لكل أهل البيت وليس لفرع واحد فقط ، عدد أهل البيت فى العالم الإسلامى ملايين كثيرة بفضل الله ، فى مصر وحدها حوالى ستة ملايين ، وفى الحجاز ، والسودان ، والشام ، والمغرب ، واليمن ، وإندونيسيا ، وماليزيا ، ونيجيريا ، ودول كثيرة جدا.

ومعظم الصوفية من أهل البيت ، لذا تجد الشيعة دائما يطعنون فى أى أنساب لأهل البيت إلا أنسابهم هم ، مع أن نكاح المتعة وإعارة الفروج كافية بإسكاتهم إلى الأبد ، ونحن لا نظن أنهم من ذرية آل البيت ، ولكنهم يتحدثون بلسانهم كذبا وزورا.

قبل أن أختم هذه الجزئية أذكر قولين :

1- ما قاله الكلينى فى أصول الكافى (1/405) واصفا جعفر أخا الحسن العسكرى قال " هو معلن الفسق فاجر ماجن شريب للخمور أقل ما رأيته من الرجال ، وأهتكهم لنفسه ، خفيف قليل فى نفسه "

2- ما قاله واحد ممن ترك الشيعة على شبكة الانترنت قال : " ولذلك اختلف الشيعة تقريبا بعد وفاة كل إمام ، من يكون الإمام بعده ؟ وهذا زيد بن على بن الحسين عم جعفر الصادق ، أخو محمد الباقر ، ابن على بن الحسين ، بعث إلى الأحول وهو مستخف بعث إليه زيد بن على بن الحسين وطلب نصرته ، فأبى الأحول وقال : إن كان الخارج أباك أو أخاك خرجت معه ، أما أنت فلا، فقال له زيد : يا أبا جعفر ، كنت أجلس مع أبى على الخوان - يعنى على طاولة الطعام - فيلقمنى البضعة السمينة ، ويبرد لى اللقمة الحارة ، حتى تبرد شفقة عَلَىَّ ، ولم يشفق على من حر النار ، إذ أخبرك بالدين ولم يخبرنى به ، فقال الأحول : جعلت فداك من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك ، خاف عليك ألا تقبله فتدخل النار - أى لا تقبل أن المهدى أو أن الإمام بعد على بن الحسين هو أخوك محمد ولست أنت ، وبعد أخيك محمد هو جعفر ابنه ولست أنت - قال : ما أخبرنى أبى بهذا ، كيف أخبرك ولم يخبرنى وهو أبى ، يشفق على من اللقمة الحارة ، يبردها لى حتى يضعها فى فى ، ولا يشفق على من حر النار ، قال : خاف عليك ألا تقبل فتدخل النار ، وأخـبرنى أنا فإن قبلت نجوت ، وإن لم أقبل لم يبال أن أدخل النار ". الكلينى فى الكافى (1/174)

قلت :

وفى النص ركاكة واضحة ، وأهل البيت هم أهل الفصاحة. وهذا الكلام باطل ، إذ يلزم من هذا ألا يخبر جميع أهل البيت أولادهم ولا أعمامهم ولا أخوالهم ولا باقى أقاربهم ، خشية ألا يقبلوا فيدخلون النار ، وهكذا لا ينتهى هذا المسلسل من الطعن فى آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، من شرذمة يدّعون محبتهم ، الآن زيد وبعده سيأتينا الطعن فى جعفر بن على الهادى ، كما طعنوا فى أبناء عم الحسن العسكرى ، وقبلهم طعنوا فى محمد بن على بن أبى طالب ، وعبد الله بن جعفر الصادق ، وأولاد الحسن بن على ، والعباس عم النبى صلى الله عليه وآله وسلم وابنه عبد الله بن عباس ، ثم يدعون بعد ذلك محبة آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، قبح الله تبارك وتعالى هذا الحب " انتهى

ومما يجب أن يذكر أن الشيعة خذلوا أهل البيت الأوائل : سيدنا على وابناه وفى قضية مولانا الحسين.


الإمامة

نظرة الشيعة إلى من يقدم أبا بكر وعمر أو أى إنسان على علىّ رضى الله عنهم أجمعين.

يقول الشيخ الصدوق " فى كتابه " الاعتقادات " ( واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين على بن أبى طالب والأئمة من بعده عليهم السلام أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء ، واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدا من بعده من الأئمة ، أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم).

ويقول عبد الله شبر : واعلم أن جمعا من علماء الإمامية حكموا بكفر أهل الخلاف ، ونقلوا الإجماع على دخولهم النار ، والأخبار فى كفرهم كثيرة لا تحصى ، ونقل عن العلامة فى شرح الياقوت قوله : أما دافعوا النص على أمير المؤمنين بالإمامة فقد ذهب أكثر أصحابنا إلى تكفيرهم.

قال الشيخ المفيد: ( واتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود فى النار ).

ويقول الكاشانى : من جحد إمامة أحدهم فهو بمنزلة من جحد نبوة جميع الأنبياء عليهم السلام ويقول أبو الحسن الشريف : ليت شعرى أى فرق بين من كفر بالله سبحانه تعالى ورسوله وبين من كفر بالأئمة عليهم السلام ؟.

ويقول المجلسى : المخالفون ليسوا من أهل الجنان ولا من أهل المنزلة بين الجنة والنار وهى الأعراف بل هم مخلدون فى النار ، ولو قام القائم بدأ بقتل هؤلاء قبل الكفار.

ومن أقوال الخمينى : " الإيمان لا يحصل إلا بواسطة ولاية على وأوصيائه من المعصومين الطاهرين عليهم السـلام بل لا يقبل الإيمان بالله ورسوله من دون الولاية ". ومن أقواله أيضاً : ولاية أهل البيت عليهم السلام شرط فى قبول الأعمال عند الله سبحانه بل هو شرط فى قبول الإيمان بالله والنبى الأكرم.

قلت :

هذا هو ما عند الشيعة ، فكونك تنكر أن الإمام علىّ لم ينزل الله عز وجل فيه قرآنا ينص بوضوح على أنه خليفة المسلمين من بعد النبى صلى الله عليه وآله وسلم هو ، والأئمة الإثنا عشر (سيدنا الحسن ، والحسين ، وعلى زين العابدين ، ومحمد الباقر ، وجعفر الصادق ، وموسى الكاظم ...) فمعنى ذلك أنك كافر عند الشيعة ، بل مجرد تفضيلك لأى صحابى آخر على سيدنا علىّ فأنت فى نظرهم منكر للإمامة - نعوذ بالله من التطرف والهوى - فهذا كتاب الله – القرآن الكريم - ليس فيه آية واحدة تدل على ما يقولون ، لذا يقولون بتحريف القرآن ، وإن سكتوا أحيانا تقية.

أما عندنا فكتب التصوف وكل كتب أهل السنة طافحة بأحاديث تدل على منتهى الرحمة والوسطية وترك التطرف.

اقرأ هذا الحديث وقارنه بما عند الشيعة ، قال طلحة بن عبيد الله : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوى صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " خمس صلوات فى اليوم والليلة " فقال هل على غيرها قال " لا إلا أن تطوع " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " وصيام رمضان " قال هل على غيره قال " لا إلا أن تطوع " قال وذكر له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الزكاة قال هل على غيرها قال " لا إلا أن تطوع " قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "أفلح إن صدق".

النواصب

الناصبى هو كل من يبغض علياً كما أن الرافضى كل من يرفض صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإمامتهم وخاصة أبى بكر وعمر.

قد يكون الإنسان - دون أن يدرى - واقعاً فى جزئية من الخطأ فى أبى بكر وعمر أو الإمام علىّ .

الصوفية - بفضل الله - هم أعظم الناس فى حب أهل البيت وتوقير صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا يرضون بالإفراط ولا بالتفريط ، ولم يقعوا فى فخ الشيطان الذى يريد أن يجعل من يريد أن يرد على الشيعة أن يقع فى عرض سيدنا علىّ والسيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت ، كما فعل ابن تيمية ، ورددنا على ذلك فى كتابنا " أخطاء ابن تيمية فى حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته ".

كذلك يريد الشيطان ممن يدافع عن سيدنا علىّ أن يقع فى عرض أبى بكر وعمر وزوجات النبى صلى الله عليه وآله وسلم وبقية صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فالصوفية هى الوسطية بفضل الله.

يطلق الشيعة لفظ الناصبى على أى إنسان مسلم يقدم ويفضل أبا بكر وعمر على سيدنا علىّ بن أبى طالب حتى لو كان هذا الإنسان محبا لأهل البيت وتتلمذ على أيديهم مثل الإمام أبى حنيفة الذى تتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق.

قال صاحب طبقات الحنفية (1/463) عـن أبى يوسف " أن الإمام كان يفتى فى المسجد الحرام إذ وقف عليه الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر رضى الله عنهما وعن آبائهما الكرام ففطن الإمام فقام فقال يا ابن رسول الله لو علمت أول ما وقفت لما قعدت وأنت قائم ، فقال : اجلس وأفت الناس على هذا أدركت آبائى " .اهـ

فانظر إلى أدب الإمام أبى حنيفة ، ومع ذلك أطلق عليه الشيعة " ناصبى ".

إذاً كل أهل السنة من السلف والخلف بما فيهم الصوفية نواصب ، ومهما دافعوا عن أنفسهم فهم نواصب عند الشيعة.

ما هى أحكام النواصب عند الشيعة ؟

1- بالقطع استخدام التقية معهم.
2- الناصببى كافر حلال الدم عند الشيعة.

قال نعمة الله الجزائرى فى حكم النواصب : إنـهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية ، وإنـهم شر من اليهود والنصارى ، وإن من علامات الناصبى تقديم غير علىّ عليه فى الإمامة.

فعن داود بن فرقد قال : قلت لأبى عبد الله : ما تقول فى قتل الناصب ؟ فقال : حلال الدم ، ولكنى أتقى عليك ، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه فى ماء لكيلا يشهد عليك فافعل.

وقلنا :

أن هناك اختراقاً من اليهود للشيعة ، فأسلوب قلب الحائط والإغراق فى الماء دون وجود شهود هو أسلوب اليهود فى التخلص من أعدائهم.

3- لَعْنُ كل مخالف للشيعة .

قال الخوئى - أحد أئمة الشيعة - كما جاء فى مصباح الفقاهة " ثبت فى الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين ، ووجوب البراءة منهم ، وإكثار السب عليهم واتهامهم ، والوقيعة فيهم أى غيبتهم ؛ لأنهم من أهل البدع والريب. بل لا شبهة فى كفرهم ، لأن إنكار الولاية والأئمة ( عليهم السلام ) حتى الواحد منهم ، والاعتقاد بخلافة غيرهم ، وبالعقائد الخرافية كالجبر ونحوه يوجب الكفر والزندقة ، وتدل عليه الأخبار المتواترة الظاهرة فى كفر منكر الولاية وكفر المعتقد بالعقائد المذكورة وما يشبهها من الضلالات ".

4- ولأن الناس - ما عدا الشيعة - أولاد زنا فى نظرهم ، فلا يجوز مصافحتهم ، وإن صافح الشيعى أحد السنة تقية وجب عليه غسل اليدين.

روى الكلينى : إن الناس كلهم أولاد زنا أو قال بغايا ما خلا شيعتنا ، " ما من مولود يولد إلا وإبليس من الأبالسة بحضرته ، فإن علم أن المولود من شيعتنا جبه من ذلك الشيطان ، وإن لم يكن المولود من شيعتنا أثبت الشيطان أصبعه فى دبر الغلام فكان مأبوناً وفى فرج الجارية فكانت فاجرة ".

وفى الكافى : عن وهيب بن حفص عن أبى بصير عن أحدهما فى مصافحة المسلم اليهودى والنصرانى قال : " من وراء الثوب ، فإن صافحك بيده فاغسل يدك " .
وعن خالد القلانسى قال : " قلت لأبى عبد الله : ألقى الذمى فيصافحني، قال: امسحها بالتراب وبالحائط ، قلت : فالناصب ؟ قال : اغسلها ".

قلت نفس فكرة التطهير عند اليهود الذين يبحثون عن البقرة الحمراء حتى يتم تطهرهم ، وخروج نبيهم المنتظر ، الذى هو الدجال.

وقلنا :

أن هناك اختراقاً من اليهود للشيعة ، فأسلوب قلب الحائط والإغراق فى الماء دون وجود شهود هو أسلوب اليهود فى التخلص من أعدائهم.

3- لَعْنُ كل مخالف للشيعة .

قال الخوئى - أحد أئمة الشيعة - كما جاء فى مصباح الفقاهة " ثبت فى الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين ، ووجوب البراءة منهم ، وإكثار السب عليهم واتهامهم ، والوقيعة فيهم أى غيبتهم ؛ لأنهم من أهل البدع والريب. بل لا شبهة فى كفرهم ، لأن إنكار الولاية والأئمة ( عليهم السلام ) حتى الواحد منهم ، والاعتقاد بخلافة غيرهم ، وبالعقائد الخرافية كالجبر ونحوه يوجب الكفر والزندقة ، وتدل عليه الأخبار المتواترة الظاهرة فى كفر منكر الولاية وكفر المعتقد بالعقائد المذكورة وما يشبهها من الضلالات ".

4- ولأن الناس - ما عدا الشيعة - أولاد زنا فى نظرهم ، فلا يجوز مصافحتهم ، وإن صافح الشيعى أحد السنة تقية وجب عليه غسل اليدين.

روى الكلينى : إن الناس كلهم أولاد زنا أو قال بغايا ما خلا شيعتنا ، " ما من مولود يولد إلا وإبليس من الأبالسة بحضرته ، فإن علم أن المولود من شيعتنا جبه من ذلك الشيطان ، وإن لم يكن المولود من شيعتنا أثبت الشيطان أصبعه فى دبر الغلام فكان مأبوناً وفى فرج الجارية فكانت فاجرة ".

وفى الكافى : عن وهيب بن حفص عن أبى بصير عن أحدهما فى مصافحة المسلم اليهودى والنصرانى قال : " من وراء الثوب ، فإن صافحك بيده فاغسل يدك " .
وعن خالد القلانسى قال : " قلت لأبى عبد الله : ألقى الذمى فيصافحني، قال: امسحها بالتراب وبالحائط ، قلت : فالناصب ؟ قال : اغسلها ".

قلت نفس فكرة التطهير عند اليهود الذين يبحثون عن البقرة الحمراء حتى يتم تطهرهم ، وخروج نبيهم المنتظر ، الذى هو الدجال.
كفر من كفريات الشيعة
وكارثة من كوارثهم


يقول أحد علماء الشيعة الكبار وهو نعمة الله الجزائرى : " ..........فى دبره داء لا يشفى إلا بماء الرجال ، فهو مما يؤتى فى دبره .

ويقول نعمة الله الجزائرى عن سيدنا .... : " كان .... مما يتخنث ويلعب به " وقال : " إن عثمان كان فى زمن النبى صلى الله عليه وآله وسلم ممن أظهر الإسلام وأبطن النفاق ".

عامة فكل من سماه المسلمون أو سمى نفسه بأمير المؤمنين فهو عند الشيعة من أهل اللواط والعياذ بالله.

روى العياشى عن محمد بن إسماعيل عن رجـل سماه عن أبى عبد الله قال: دخل رجل على أبى عبد الله فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فقام على قدميه فقال : مه هذا اسم لا يصلح إلا لأمير المؤمنين الله سماه به ، ولم يسم به أحد غيره فرضى به إلا كان منكوحا وإن لم يكن به ابتلى به ، وهو قول الله فى كتابه {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً } (النساء 117) قال قلت : فماذا يدعى به قائمكم ؟ قال : يقال له ، السلام عليك يا بقية الله السلام عليكم يا ابن رسول الله.

الشيعة مع سيدنا عثمان بن عفان:

ذو النورين عثمان بن عفان رضى الله عنه هو من زَوَّجَهُ النبى صلى الله عليه وآله وسلم ابنتاه السيدة رقية والسيدة أم كلثوم وقد بشره الله بالجنة.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم فيه : " ألا أستحى من رجل تستحى منه الملائكة ".
وهو الذى جهز جيش العسرة ، وقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم فيه " ما ضر عثمان ما عمل بعد هذا اليوم " قالها مرارا.

ومع ذلك زعم الشيعة أن عثمان رضى الله تعالى عنه قتل زوجته السيدة رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

عن أبى بصير قال : " قلت لأبى عبد الله: أيفلت من ضغطة القبر أحد ؟ قال : نعوذ بالله منها ، وما أقل من يفلت من ضغطة القبر ، إن رقية لما قتلها عثمان وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على قبرها فرفع رأسه إلى السماء فدمعت عيناه ، وقال للناس : إنى ذكرت هذه وما لقيت فرققت لها واستوهبتها من ضغطة القبر فوهبها لى ".
روى القمى عن الباقر - زورا وبهتانا - فى تفسير قوله تعالى : {أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } (البلد 5) قال : يعنى عثمان فى قتله ابنة النبى صلى الله عليه وآله وسلم . {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } (البلد 6) يعنى الذى جهز به النبى من جيش العسرة {أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ } (البلد 7) قال: فساد كان فى نفسه {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ } (البلد icon_cool.gif يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. {وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ } (البلد 9) يعنى أمير المؤمنين {وَشَفَتَيْنِ} (البلد 9) : يعنى الحسـن والحسـين عليهما السلام . {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } (البلد 10): إلى ولايتهما ... ".

وفى سيرة الأئمة الاثنى عشرية لهاشم الحسينى (1/67) : أن عثمان بن عفان لم يحسن صحبتها ولم يراع رسول الله فيها ، فتزوج عليها أكثر من امرأة ، وماتت على أثر ضربات قاسية منه أدت إلى كسر أضلاعها."

وفى ترجمة يونس بن خباب - وكان ممن يغلو فى الرفض - قال يونس بن خباب لعباد بن عباد : أنتم تحبون عثمان الذى قتل بنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال قلت قتل واحدة فلِمَ زوجه الأخرى ، فقال لى أنت عثمانى خبيث .

وقال الكركى فى نفحات اللاهوت : " إن من لم يجد فى قلبه عداوة لعثمان ، ولم يستحل عرضه ، ولم يعتقد كفره فهو عدو لله ورسوله ، كافر بما أنزل الله ".
الصحابة عند الصوفية
الصحابة والتفضيل


{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (التوبة 100)

وقال : {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } (الأنفال 74) .

وقال : { لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } (الحديد 10).

وقال : { فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (الأعراف 157) .

وقال فى أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم الذين كانوا معه فى الحديبية وبايعوه على الموت : {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } (الفتح 10) .

وقال مبشرا لهم بالجنة: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} (الفتح 1icon_cool.gif
وقال الله فى صحابته البررة : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } (الفتح 29) .

وقال : " لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ{8} وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{9} " (الحشر 8-9) .

وقال: " وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ{7} فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{8} " (الحجرات 7-icon_cool.gif.
وقال فى صاحبه : {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (التوبة 40) .

وقال عز وجل فى كتابه: " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً{28} مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً{29} " (الفتح 28-29)
بفضل الله نهل الصوفية - أهل الله ، أهل الأنوار ، وأهل الأسرار - من علوم القرآن وذاقوا من حلاوته . انظر ماذا يقولون من فهمهم للآيات السابقة.

موقف الصوفية من الصحابة

قال الكلاباذى فى كتابه التعرف لمذهب أهل التصوف " وأجمعوا على تقديم أبى بكر وعمر وعثمان وعلى ، ورأوا الاقتداء بالصحابة والسلف الصالح وسكتوا عن القول فيما كان بينهم من التشاجر ، ولم يروا ذلك قادحا فيما سبق لهم من الله عز وجل من الحسنى ".

قال الإمام الطحاوى فى عقيدته : ونُحبُ أصحابَ رسولِ الله ِصلى الله عليه وآله وسلم ، ولا نُفرطُ فى حبِ أحدٍ منهم ، ولا نتبرأُ من أحدٍ منهم ، ونبغضُ من يبغضهم ، وبغير الحقِ يذكرهم . ولا نذكرهم إلا بخيرٍ . وحبهم دينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ ، وبغضهم كفرٌ ونفاقٌ وطغيانٌ .ا.هـ.

قال القشيرى فى الرسالة القشيرية " ... فهذه: فصول تشير إلى أصول المشايخ على وجه الإيجاز، وباللّه التوفيق.

فى ذكر مشايخ هذه الطريقة وما يدلّ من سيرهم وأقوالهم على تعظيم الشريعة اعلموا ، رحمكم اللّه تعالى ، أن المسلمين بعد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم لم يتسمّ أفاضلهم فى عصرهم بتسمية علم ، سوى صحبة رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ لا فضيلة فوقها ، فقيل لهم : الصحابة ، ولمَّا أدركهم أهل العصر الثانى سمى من صحب الصحابة : التابعين ورأوا فى ذلك أشرف سِمة ، ثم قيل لمن بعدهم : أتباع التابعين ." اهـ

قال أبو طالب المكى فى قوت القلوب فيما يجب اعتقاده : " ويعتقد تفضيل أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته ورضوا عنه كافة ، ويسكت عمّا شجر بينهم ، وينشر محاسنهم وفضائلهم لتأتلف القلوب بذلك ، ونسلم لكل واحد منهم ما فعله ، لأنهم أوفر وأعلى عقولاً منا ، .... فقد علم كل واحد بعلمه ومنتهى عقله فيما أدى إليه اجتهاده ، وإن كان بعضهم أعلم من بعض ، كما أن بعضهم أفضل من بعض ، إلاّ أنّ علومنا وعقولنا تضعف وتنقص عن علم أدناهم علماً ، كما فضّلوا علينا بالسوابق سبقاً وتقدّم من قدم اللّه ورسوله ، وأجمع المسلمون الذين تولى اللّه إجماعهم على الهداية ، وضمن لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم تفضيلاً لهم وتشريفاً لهم أن لا يجتمعوا على ضلالة ، وقد قال على لما قيل له : ألا تستخلف علينا ؟ فقال: لا أستخلف عليكم بل أكلكم إلى اللّه عزّ وجلّ، فإن يرد بكم خيراً جمعكم بعد نبيكم على خيركم... ثم قال " فليعتقد بقلبه من رضى الصحابة بإمامته ، وأجمعوا على خلافته واتفق الأئمة من أهل الشورى على تقدمته على حديث ابن عمر فى التفضيل، قال: كنا نقول على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم : أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ، فيبلغ ذلك رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فلا ينكر ، وعلى حديث سفينة مولى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم " الخلافة بعدى ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً " فهؤلاء الأربعة خلفاء النبوة ؛ وهم أئمة الأئمة من العشرة ، وعيون أهل الهجرة والنصرة ، وخيار الخيار من الأصحاب . اهـ

قال الإمام الغزالى فى إحياء علوم الدين : " الإمام الحق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على " ولم يكن نص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على إمام أصلا .

قال الإمام عبد القادر الجيلانى فى الغنية " ويعتقد أهل السنة أن أمة محمد عليه الصلاة والسلام خير الأمم أجمعين ، وأفضلهم أهل القرن الذين شاهدوه وآمنوا به وصدقوه وبايعوه وقاتلوا بين يديه... حتى قال " وأفضلهم العشرة الذين شهد لهم النبى صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير وعبد الله بن عوف وسعد وسعيد وأبو عبيدة بن الجراح ، وأفضل هؤلاء العشرة الأبرار الخلفاء الراشدون الأربعة الأخيار وأفضل الأربعة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على رضى الله تعالى عنهم ".أهـ


وفى البرهان المؤيد للإمام أحمد الرفاعى صاحب الطريقة الرفاعية " أفضل الصحابة سيدنا أبو بكر الصديق ثم سيدنا عمر الفاروق ثم سيدنا عثمان ذو النورين ثم سيدنا على المرتضى كرم الله وجهه ورضى عنه ، والصحابة رضى الله عنهم كلهم على هدى . روى عنه أنه قال " أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " ويجب الإمساك عما شجر بينهم وذكر محاسنهم ومحبتهم والثناء عليهم أجمعين ، فأحبوهم وتبركوا بذكرهم واعملوا على التخلق بأخلاقهم "

وفى تعظيم مقام أبى بكر الصديق وكونه فى مقام بين الصديقية والنبوة ، قال الشيخ محيى الدين بن العربى فى الفتوحات المكية الباب الحادى والستون ومائة " فى المقام الذى بين الصديقية والنبوة .
وهو مقام القربة جماعة من رجال الله أنكره
وليس من شانهم إنكار ما جهلوا
هو المقام الذى قامت شواهده
فى الحرق والقتل والباقى الذى فعلوا
لو أنهم دبروا القران لاح لهم
وجه الحقيقة فيما عنه قد غفلوا
وما تخصص عنهم فى مقامهم
ألا الذين عن الرحمن قد عقلوا
ومنه أيضاً أبو بكر وميزته
بالسر لو نظروا فى حكمنا كملوا
فليس بين أبى بكر وصاحبه
إذا نظرت إلى ما قلته رجل
هذا الصحيح الذى دلت دلائله
فى الكشف عند رجال الله إذ عملوا"اهـ

قال العلامة ابن حجر الهيتمى فى الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة (1/146) : " ومر عن القاضى حسين أن فى كفر ساب الشيخين أو الختنين وجهين ولا ينافيه جزمه فى موضع آخر بفسق ساب الصحابة وكذا ابن الصباغ وغيره وحكوه عن الشافعى لأنهما مسألتان فالثانية فى مجرد السب وهو مفسق وإن كان المسبوب من آحاد الصحابة وأصاغرهم بخلاف الأول فإنها خاصة بسب الشيخين أو الختنين وهو أشد وأغلظ فى الزجر بأن فيه وجها بالكفر ، وأما تكفير أبى بكر ونظرائه ممن شهد لهم النبى صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة فلم يتكلم فيها أصحاب الشافعى والذى أراه الكفر فيها قطعا موافقة لمن مر . ومر عن أحمد أن الطعن فى خلافة عثمان طعن فى المهاجرين والأنصار وصدق فى ذلك فإن عمر جعل الخلافة شورى بين ستة عثمان وعلى وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد بن أبى وقاص ..... " إلى آخره.

وفى الإبريز للشيخ عبد العزيز الدباغ فى الباب الرابع فى ذكر ديوان الصالحين أجمعين قال: " وإذا حضر سيد الوجود صلى الله عليه وآله وسلم مع غيبة الغوث فإنه يحضر معه أبو بكر ، وعمر، وعثمان ، وعلي، والحسن ، والحسين ، وأمهما فاطمة الزهراء تارة كلهم ، وتارة بعضهم أجمعين قال: وتجلس مولاتنا فاطمة مع جماعة النسوة اللاتى يحضرن الديوان فى جهة اليسار كما سبق وتكون مولاتنا فاطمة أمامهن رضى الله عنها وعنهن ".

وفى منبع أصول الحكمة للبونى (ص 97) فى أبيات الجلجلوتية الصغرى
وصل وسلم يا إلهى بكثرة
كوابل غمام سائل قد تهطل
على المصطفى والآل والصحب كلهم
بقدر نبات الأرض والريح إن سرت


وفى نهاية الكتاب فى ذكر سند مشايخه ذكر سلسلة فى علم الباطن تنتهى حتى أبى بكر الصديق ...وفيها جعفر الصادق عن قاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

الإمام السيوطى ألف كتابا سماه " إلقام الحجر لمن زكى ساب أبى بكر وعمر رضى الله عنهما "

عنون العلامة عبد الوهاب الشعرانى فى كتابه اليواقيت والجواهر المبحث الثالث والأربعون بقوله " المبحث الثالث والأربعون فى بيان أن أفضل الأولياء المحمديين بعد الأنبياء والمرسلين أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على أجمعين " ، وقال " وهذا الترتيب بين هؤلاء الأربعة الخلفاء قطعى عند الشيخ أبى الحسن الأشعرى ظنى عند القاضى أبى بكر الباقلانى ". اهـ ، وقال " وقال الشيخ - يقصد محى الدين بن العربى - فى الباب الثالث وثلاثمائة من الفتوحات اعلم أن السر الذى وقر فى صدر أبى بكر وفضل به على غيره هو القوة التى ظهرت فيه يوم موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكانت له كالمعجزة فى الدلالة على دعوى الرسالة فقوى حين ذهلت الجماعة ، لأنه لا يكون صاحب التقدم والإمامة إلا صاحيا غير سكران ، فكان رضى الله عنه هو الحقيق بالتقدم ولا يقدح فى كماله واستحقاقه الخلافة كراهة بعض الناس فإن ذلك مقام إلهى قال تعالى {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً} (الرعد 15) ، فإذا كان بعض الناس يسجد لمن بيده ملكوت السموات والأرض كرها لا طوعا فكيف بحال أبى بكر أو غيره فعلم أنه لابد من طائع وكاره ولو كان يدخل فى الأمر على كره لأجل شبهة تقوم عنده إذا كان ذا دين وكل الصحابة كذلك فتقديم بعضهم على بعض كما وقع به الترتيب فى خلافتهم لابد منه لكونه سبق ذلك فى حكم الله ، وأما من حيث قطعنا بتفضيل بعضهم على بعض فذلك مصروف إلى الله تعالى فهو العالم بمنازلهم عنده ولم يعلمنا سبحانه وتعالى بما فى نفسه من ذلك ، فالله تعالى يحفظنا من الفضول ومن مخالفة أهل السنة والجـماعة آمين.

وفى معظم - إن لم يكن - كل أوراد الطرق وفى الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم تجد الترضى على أبى بكر وعمر وعثمان وعلى عليه السلام كما فى حزب البحر الكبير للشيخ أبى الحسن الشاذلى ، وبقية الأئمة ونختم ذلك بما يترنم به الصوفية من شعر الإمام البوصيرى.
ثم الرضا عن أبى بكرٍ وعن عمرٍ
وعن على وعن عثمان ذى الكرمِ
والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهم
أهل التقى والنقا والحلم والكرمِ
اهـ
أفضل الخلق من غير الملائكة

الصوفية متفقة على أن خير الخلق من إنس وجن وملك هو النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن خير الخلق بعد النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، الأنبياء الكبار ، وتعتقد الصوفية أن أفضل الخلق من البشر هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأفضلهم - كما ذكرنا فى جزئية الصحابة – أبو بكر فعمر فعثمان فعلى عليه السلام ، أما الشيعة فتعتقد أن الأئمة الاثنا عشرية أفضل من الأنبياء.
وفى الجزء الخاص عن بنى أمية الجدد تكلمنا عن مسألة التفضيل بين الصحابة، فراجعه هناك. ولنا فى كتاب " أدلة الصوفية فى المسائل الخلافية " ما يريح خاطرك فى مسألة التفضيل بين الصحابة.

نكتفى بالنقل فى الجزئية السابقة الخاصة بالصحابة

ونضيف عليها ما يزيل شبهة أن بعضا ممن يريد التشويش يقول أن الصوفية تدعى أن الولاية أعلى من النبوة ونسبوا ذلك إلى محى الدين بن العربى.

قال الشيخ محى الدين بن العربى فى الباب الرابع عشر من الفتوحات " اعلم أن الحق تعالى قصم ظهور الأولياء بانقطاع النبوة والرسالة بعد موت محمد صلى الله عليه وآله وسلم وذلك لفقدهم الوحى الربانى الذى هو قوت أرواحهم ولو أن أحدا من الأولياء كان فى مقام نبى فضلا عن كونه قد فضله ما قصم ظهره ، ولا احتاج إلى وحى على لسان غيره ، وإنما غاية لطف الله تعالى بالأولياء أنه أبقى عليهم وحى المبشرات فى المنامات ليستأنسوا برائحة الوحى ". اهـ

وقال أيضا فى الكلام على التشهد من الفتوحات " اعلم أن الله تعالى قد سد باب الرسالة عن كل مخلوق بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم القيامة ، وأنه لا مناسبة بيننا وبينه صلى الله عليه وآله وسلم لكونه فى مرتبة لا ينبغى أن تكون لنا " .اهـ

وقال فى شرحه لترجمان الأشواق " اعلم أن مقام النبى ممنوع لنا دخوله وغاية معرفتنا به من طريق الإرث النظر إليه كما ينظر من هو أسفل الجنة إلى من هو فى أعلى عليين وكما ينظر أهل الأرض إلى أهل كواكب السماء ، وقد بلغنا عن الشيخ أبى يزيد أنه فتح له مقام النبوة قدر خرم إبرة تجليا لا دخولا فكاد أن يحـترق ".أهـ

وقال فى الباب الثانى والستين وأربعمائة من الفتوحات " اعلم أنه لا ذوق لنا فى مقام النبوة لنتكلم عليه ، وإنما نتكلم على ذلك بقدر ما أعطينا من مقام الإرث فقط لأنه لا يصح لأحد منا دخول مقام النبوة وإنما نراه كالنجوم على الماء ". أهـ

وقال فى الباب السابع والستين وثلثمائة " لقد أعطيت من مقام العبودية التى اختص بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقدار الشعرة الواحدة من جلد الثور فما استطعت القيام به ". انتهى

قال الإمام الشعرانى فى اليواقيت والجواهر " قال تعالى: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ} (يوسف 108) الآية فقد بان لك أن الولاية لا تلحق النبوة أبدا ومن قال من العارفين أن مقام الولاية أكمل وأتم من مقام الرسالة فمراده كما قال الشيخ محيى الدين فى الفتوحات أن مقام ولاية النبى فى نفسه أتم وأكمل من مقام رسالته ، وذلك لشرف المتعلق ودوامه فإن الولاية يتعلق حكمها بالله تعالى ، ولها الدوام فى الدنيا والآخرة ، والرسالة يتعلق حكمها بالخلق وينقطع زوال زمن التكليف ، فليس مراد أحد من القوم بما قالوه نصب الخلاف بين مطلق الولاية ورسالة الأنبياء فإن هذا لايقوله إلا الجاهلون بالله تعالى الذين لم يقربوا من حضرته ولم يعرفوا أهلها وحاشا الأولياء من ذلك".اهـ

وقد أكد الشيخ العارف بالله الإمام الرفاعى الفرق بين النبوة والولاية بقوله : " أى سادة : عالم النبوة الأكبر الجامع لجميع العوالم والأنبياء عليهم الصلاة والسلام خلفاء الله فى الأرض على الحقيقة وأصحاب الهمم السماوية والقلوب العرشية والأسرار الربانية والانخلاع عن الأغيار بالكلية قادات الخلق إلى الحق بين مراتبهم البدائية ومراتب الصديقين النهائية ثلثماية ألف وثمانية وستون ألف مرتبة ليس للصديقين على مراتبهم من سبيل وبين مراتب النبيين ومرتبة سيد المخلوقين مراتب ودرجات فى مرتبة محبوبيته مراتب لا تعد ولا تحد ولا تمر آونة إلا وله مرتبة ترفع ودرجة تنصب ومقام يدنو من الله ، لا تحيط به الأسرار ولا تدرك كيفيته الأوهام والأفكار تتميما للنعمة وتكميلا لشرف المحبة ".

المهدى بين السنة والشيعة


المتعة

عند أهل السنة والجماعة - وطبقا لما عندهم من أدلة ثابتة ثبوت الشمس -كانت المتعة حلالا أثناء الحروب والسفر ثم حرمها النبى صلى الله عليه وآله وسلم.

والمتعة ببساطة هى نوع من أنواع الزواج لكن لمدة محددة ( يوم ، أسبوع ، شهر ) حسب التراضى بين الزوجين.

إذاً هى مجرد قضية فقهية وحكمها عندنا - نحن السنة - أنها كانت مباحة لحكمة إلهية وحرمها النبى صلى الله عليه وآله وسلم لحكمة إلهية ، ومن ذلك عدم ضياع الأنساب كما يحدث مثلا للبحارة الذين يتركون ديارهم ولا يرسون على الأرض إلا كل عدة أشهر، فقد يقتربون من امرأة وتحمل ولا يعلمون ولا يرون تلك المرأة مرة أخرى.

المهم أن الشيعة جعلوا زواج المتعة من الدين ، فقد نسبوا زوراً إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم " من تمتع بامرأة مؤمنة كأنما زار الكعبة سبعين مرة " ونسبوا إليه صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً " من تمتع مرة أمن سخط الجبار ، ومن تمتع مرتين حشر مع الأبرار ، ومن تمتع ثلاث مرات زاحمنى فى الجنان ".
وروى الصدوق عن الصادق قال : " إن المتعة دينى ودين آبائى ، فمن عمل بها عمل بديننا ، ومن أنكرها أنكر ديننا ، واعتقد بغير ديننا ".

وفى بعض أبواب الفقه عند الشيعة - وأنا حقيقة لا أفهم ذلك ولا ما معناه ومن شدته أظن أننى أفهم خطأ بالرغم من تأكيد كثير من السنة هذه المعلومة – وهى " إباحة التمتع بالمرأة المحصنة المتزوجة " .
بل إن هناك قضية أخطر وهى قضية تجويز علماء الشيعة إعارة الفروج ، ومعناها أنه إذا حل رجل ضيفاً عند أحد استعار منه زوجته حتى يرحل!!.

الجمع بين الظهر والعصر

الشيعة يصلون خمس صلوات فى ثلاث أوقات :

- صلاة الفجر .
- ثم الجمع بين الظهر والعصر هذا وقت .
- ثم يجمعون المغرب مع العشاء.

أدخل مسجد السيدة نفيسة أو السيدة زينب أو أى مسجد تجد الصلاة فى أوقاتها كما رغب فى ذلك النبى صلى الله عليه وآله وسلم .

أما الصوفية فيصلون الخمس صلوات فى خمس أوقات ، ويصلون جمعاً وقصراً فى السفر فقط كما فعل النبى صلى الله عليه وآله وسلم .

الصوفية يصلون المغرب عند أذان المغرب المعروف فى ديار المسلمين ، وكذلك إفطارهم فى رمضان ، بينما الشيعة لهم مواقيت تختلف عن بقية الأمة فى إفطارهم وصلواتهم ، ولا يصلون ويسجدون على ( شقفة ) من كربلاء كما تفعل الشيعة.

الشيعة حرموا الأرنب و الطحال ، والصوفية كبقية الأمة يأكلون الأرنب والطحال.
الشيعة لا يرون المسح على الخفين ، والصوفية يمسحون على الخفين كبقية الأمة.

الشيعة لا تقول "آمين" وراء الإمام فى الصلاة ويزعمون أن الصلاة تبطل به ، والصوفية تقول "آمين" كما هو مشاهد فى جميع المساجد.

الشيعة يخرجون من الصلاة بغير التسليم يمينا ويسارا ، والصوفية يختمون الصلاة بالتسليم يمينا ويسارا.

الصوفية لا تخرج على الحكام ، وتجاهد مع البر والفاجر كما فعل أبو الحسن الشاذلى فى دمياط بمصاحبة العز بن عبد السلام ، وكما فعل الخلفاء والسلاطين الأتراك العثمانيين والعثمانيين من المعروف أنهم متصوفة.

أما عند الشيعة فيحرم الجهاد حتى يخرج المهدى المنتظر !! ، عن عبد الله ابن سنان قال : قلت لأبى عبد الله : جعلت فداك ماتقول فى هؤلاء الذين يقتلون فى هذة الثغور ؟ ، قال : فقال " الويل يتعجلون قتلة فى الدنيا ، وقتلة فى الآخرة , والله ما الشهداء إلا شيعتنا ولوا ماتوا على فرشهم ".!!!

الصوفية والمذهبية

جمهور الصوفية إما حنفية أو مالكية أو شافعية أو حنابلة ، وكان الإمام الجنيد على مذهب أبى ثور ، وكان الشيخ محيى الدين بن العربى ظاهريا ، قال الكلاباذى " قولهم فى المذاهب الشرعية : إنهم يأخذون لأنفسهم بالأحوط والأوثق فيما اختلف فيه الفقهاء ، وهم مع إجماع الفريقين فيما أمكن ، ويرون اختلاف الفقهاء صوابا ولا يعترض الواحد منهم على الآخر ، وكل مجتهد عندهم مصيب ، ولك من اعتقد مذهبا فى الشرع وصح ذلك عنده بما يصح مثله مما يدل عليه الكتاب والسنة وكان من أهل الاستنباط فهو مصيب باعتقاده ذلك ، ومن لم يكن من أهل الاجتهاد أخذ بقول من أفتاه ممن سبق إلى قلبه من الفقهاء إنه أعلم وقوله حجة له ، وأجمعوا على تعجيل الصلوات وهو الأفضل عندهم مع التيقن بالوقت ، ويرون تعجيل أداء جميع المفترضات عند وجوبها لا يرون التقصير والتأخير والتفريط فيها إلا لعذر ، ويرون تقصير الصلاه فى السفر ومن أدمن السفر منهم ولم يكن له مقر أتم الصلاة ، ورأوا الفطر فى السفر جائزا ويصومون " انظر : التعرف لمذهب أهل التصوف (1/84)..

أما الشيعة فعندهم المذاهب الأربعة هى نوع من أنواع التعدى على فقه الشيعة، ويسمون فقه أهل السنة بفقه العامة والعوام.
فى كيفية المناظرة مع الشيعة والرد عليهم

تأليف : مفتى الشافعية بمكة المكرمة

العلامة الفاضل السيد أحمد بن زينى دحلان


1817 – 1886م

لسيد أحمد بن زينى دحلان كان مفتى الشافعية بمكة زمن الأشراف ، وهو من أشد المناوئين للدعوة الوهابية ، وقد رد عليهم فى عدة كتب منها فتنة الوهابية , ورد عليه بعض الوهابية بكتاب اسمه فيه تجاوز لحدود الأدب " صيانة الإنسان من وسوسة الشيخ دحلان " ، وننقل تلخيص هذه الرسالة إسكاتا لمن يقول : لا يرد على الشيعة أحد يبغض والوهابية ( وقد قدمنا أسماء العلماء من الصوفية الذين ردوا على الشيعة بما لا يدع مجالا للشك ).

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.. أما بعد فهذه كلمات كنت سمعتها من شيخنا رحمه الله تعالى كان يذكرها ويكررها كثيراً فى مجالس متفرقة ويقرر كثيراً منها فى درسه نصحا للمسلمين وشفقة من أن يدخل عليهم بعض أهل الزيغ والبدع شيئاً من الشبهات المخلة بعقيدة أهل السنة والجماعة لا سيما أنه كان يرى كثيراً من أهل البدع يأتون إلى مكة بقصد الحج ويختلط بهم كثير من أهل السنة فيلقون إليهم بعض الشبهات التى يستندون إليها فى زيغهم وضلالهم فكان الشيخ رحمه الله يحذر الناس كثيراً من مخالطة أهل البدع ويقرر لكثير من طلبة العلم كثيراً من الدلائل التى يستدل بها أهل السنة ويعلمهم كيفية البحث والمناظرة مع أهل البدع بالطرق العقلية والنقلية.

ففى مدة إقامته بمكة ما كان أحد من المبتدعة يستطيع أن يظهر نفسه ولا أن يتكلم ظاهراً بشىء مما يضمره فى نفسه خوفا من الشيخ رحمه الله تعالى.. وكذلك الذين يخالفون المذاهب الأربعة ويدعون الاجتهاد كانوا يخافون منه غاية الخوف.. وكذلك طائفة الوهابية فكان رحمه الله تعالى حجة على جميع المخالفين.

فكان رحمه الله تعالى يقول فى كيفية مناظرة المخالفين لأهل السنة وإلزامهم الحجج العقلية والنقلية: لا يخفى على كل متناظرين فى فن من الفنون أنه لا بد لهما من أصل يرجعان إليه عند الاختلاف يكون متفقا عليه عندهم، فإذا كانت المناظرة مثلا بين حنفى وشافعى فى مسألة فقهية فإنهما يرجعان إلى الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس فمن أقام دليله منهما بواحد من هذه وعجز الآخر كانت الغلبة له، أعنى من أقام الدليل وأما إذا لم يكن لهما أصل يرجعان إليه عند الاختلاف يكون متفقا عليه عندهما بأن كان كل منهما يرجع إلى أصل لا يقول به الآخر فلا تمكن المناظرة بينهما.

فإذا كانت المناظرة بين سنى وغيره من المبتدعة من أى طائفة كانت فلا بد أن يتفقا قبل المناظرة على أصل يرجعان إليه عند الاختلاف، فإن كان المبتدع لا يقول بالعمل بكتب أهل السنة ولا بقول الأئمة الأربعة وغيرهم من المحدثين وغيرهم من أهل السنة فلا بد من أن السنى يجتهد باللطف وحسن السياسة حتى يلزمه أولا بالإلزامات العقلية التى تلجئه إلى الإقرار والاعتراف بأصل يكون مرجعا عند الاختلاف كالقرآن العزيز كأن يقول هل تؤمن بأن ما بين دفتى المصحف كلام الله المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته المتحدى بأقصر سورة منه؟

فإن أنكر ذلك أو شك فيه كفر فلا يحتاج إلى المناظرة معه بل تجرى عليه أحكام الكافرين وكذا إن أعتقد فى القرآن تغييراً وتبديلا لأنه مكذب لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } (الحجر 9) وإذا أقر واعترف.. وقال أؤمن بأن ما بين دفتى المصحف كلام الله تعالى المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته بأقصر سورة منه يتلو عليه أو يكتب له فى ورقة بعض الآيات التى أنزلها الله تعالى ثناء على الصحابة عليه السلام كقوله تعالى فى سورة الأنفال {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } وقوله تعالى فى سورة التوبة : " لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{88} أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{89} " (التوبة 88-89) وكقوله تعالى فى سورة التوبة أيضاً : { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (التوبة 100) وكقوله تعالى فى سورة الفتح : {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } (الفتح 18) وكقوله تعالى فى سورة الفتح أيضاً {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } (الفتح 29) وكقوله تعالى فى سورة الحديد { لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى } (الحديد 10) مع قوله تعالى فى سورة الأنبياء {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } (الأنبياء 101) ويتلو عليه أيضاً قوله تعالى فى سورة الحشر {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } (الحشر 8) .

ثم بعد تلاوة هذه الآيات أو كتابتها فى صحيفة يقول له السني: هذه الآيات من القرآن العزيز أنزلها الله تعالى مثنيا بها على أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وشاهداً لهم بأنهم صادقون ومخبراً بأن لهم الجنة وقد أقررت بأنها آيات الله فيلزمك ترك الطعن عليهم والقدح فيهم لأنك إن فعلت كنت مكذبا بما تضمنته هذه الآيات وتكذيب آيات الله كفر فما تقوله فى ذلك؟

فإن قال إن هذه الآيات لا تشملهم.. قلنا يدفع ذلك قوله تعالى { وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى } (الحديد 10) وعلى فرض إرخاء العنان وتسليم أنها لا تشملهم يسئل عمن نزلت فيهم فإن النبى صلى الله عليه وسلم بعثه الله فدعا الناس إلى الله تعالى ومكث فيهم ثلاثا وعشرين سنة ينزل عليه القرآن ويتلوه عليهم ويعلمهم الأحكام والشرائع فآمن به خلق كثير.. ولما توفاه الله تعالى كان عددهم نحو مائة ألف وأربعة وعشرين ألفا وأنزل فيهم الآيات فيها مدحهم والثناء عليهم وشهد لهم بأنهم صادقون وأن لهم الجنة ، وكذلك جاء عن النبى صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تشهد لهم بمثل ذلك ، بعض تلك الأحاديث عامة وبعضها خاصة بناس مذكورين فيها أسماؤهم فهل هذه الآيات عامة لهم جميعا أو خاصة ببعضهم ؟ فإن قلت إنها خاصة ببعضهم فمن ذلك البعض؟ هل هو معلوم أو مجهول ؟ وهل هو كثير أو قليل ؟ وهل منهم الخلفاء الأربعة وبقية العشرة والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار كأهل بدر وأحد وبيعة الرضوان أم لا؟ ، فإن قال إنها عامة للجميع وجب عليه أن يعتقد نزاهتهم عما يعتقده فيهم ويؤول كل ما وقع بينهم من الاختلاف ويحمله على الاجتهاد وطلب الحق وأن المصيب منهم له أجران والمخطئ له أجر واحد كما جاء ذلك عن النبى صلى الله عليه وسلم وأن يعتقد أنهم لا يجتمعون على ضلال كما ثبت ذلك أيضاً عن النبى صلى الله عليه وسلم فإن لم يفعل ذلك كله كان مكذبا بالآيات والأحاديث التى جاءت فى الثناء عليهم والشهادة لهم بالصدق والإخبار بأن لهم الجنة ، وإن قال إن تلك الآيات والأحاديث فى بعض منهم والسابقون فسقه أو مرتدون.. يسأل عن هذا البعض الذين نزلت فيهم تلك الآيات هل هم معروفون معينون بأسمائهم وألقابهم أم لا.. وهل هم كثيرون أم قليلون.. وهل منهم الخلفاء الأربعة وبقية العشرة وأهل بدر وأحد وبيعة الرضوان أم لا.. فإن قال إنهم كثيرون وأن هؤلاء المذكورين داخلون فيهم لزمه أيضاً أن يعتقد نزاهتهم إلى آخر ما تقدم وإلا كان مكذبا بالآيات والأحاديث التى جاءت فى الثناء عليهم ، وإن قال إنهم قليلون خمسة أو ستة كما اشتهر عند الرافضة.. يسأل فيقال له ما فعل الباقون.. فإن قال إنهم ارتدوا أو فسقوا بعد النبى صلى الله عليه وسلم .. فقل له إن الله تعالى قال فى حق هذه الأمة {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } (آل عمران 110) فكيف يقول عاقل بأنهم خير أمة أخرجت للناس وقد مكث فيهم نبيهم ثلاثا وعشرين سنة يتلو عليهم القرآن ويعلمهم الأحكام.. ثم يرتدون بعد وفاته وهم نحو مائة ألف وأربعة وعشرين ألفاً ولم يبق منهم على الإسلام إلا خمسة أو ستة فإن ذلك يقتضى أنهم أخبث أمة أخرجت للناس لا أنهم خير أمة أخرجت للناس وقد أثنى الله عليهم فى كتابه وكذا نبيه صلى الله عليه وسلم فى أحاديث كثيرة عموما وخصوصا وسمى كثيراً منهم بأسمائهم وحذر الأمة من سبهم وتنقيصهم وبغضهم فيكون ذلك كله كذباً منه صلى الله عليه وسلم وحاشاه من ذلك فإنه معصوم من الكذب وسائر المحرمات والمكروهات.

فالحكم بارتدادهم أو فسقهم إلا نحو خمسة أو ستة منهم تكذيب لقول الله تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } (آل عمران 110) وتكذيب لثناء النبى صلى الله عليه وسلم عليهم مع قوله صلى الله عليه وسلم " خير القرون قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ".. فإن صمم على اعتقاده ولم ينقد لهذا الإلزام فلا تجرى معه مناظرة، بل لا ينبغى أن يخاطب لأنه غير عاقل بل غير مسلم.
ويجب على كل حاكم عادل أن ينتقم منه بما يقدر عليه من الإهانة ولو بالقتل فإن الذى يعتقد ارتداد أصحاب النبى إلى نحو خمسة أو ستة يستحق القتل لأن ذلك يستلزم إبطاله للشريعة فإنها إنما نقلها إلينا عن النبى أصحابه وكذلك القرآن إنما وصل إلينا من طريقهم ويلزمه تكذيب الآيات والأحاديث التى جاءت فى الثناء عليهم. وإذا لم يستحق مثل هذا القتل فمن الذى يستحقه؟! ، وأما إذا اعترف بأن الآيات والأحاديث التى جاءت فى الثناء عليهم حق وأنها فيهم جميعاً أو فى الأكثر منهم وأن منهم الخلفاء الأربعة وبقية العشرة وأهل بدر وأحد وبيعة الرضوان فيجب عليه حينئذ أن يعتقد نزاهتهم عن كل ما يقدح فيهم.. ثم يصير البحث والمناظرة معه فى بيان التفاضل بينهم واستحقاق الخلافة.. ولا بد أيضاً قبل المناظرة أن يمهد بين المتناظرين أصل آخر يكون المرجع إليه عند الاختلاف كالكتاب والسنة الصحيحة والإجماع والقياس.

والمراد بالسنة الصحيحة ما صححه أئمة الحديث الثقات المشهورون بين الأمة فى مشارق الأرض ومغاربها المشهود لهم بالعلم والمعرفة والإتقان الذين أفنوا أعمارهم فى تحصيل الحديث وتدوينه ورحلوا فى تحصيله إلى مشارق الأرض ومغاربها وعرفوا الصحيح من الضعيف والموضوع وعرفوا الرواة وميزوا الثقة الذى تقبل الرواية عنه من غيره وكل ذلك موضح مبسوط فى كتب التواريخ والسير وطبقات العلماء ، بل ألفوا كتبا خاصة فى أسماء الرجال طبقة بعد طبقة ، وذكروا فيها صفاتهم وتواريخ ولاداتهم ووفاتهم وتفاوت درجاتهم فى العلم ومن يقبل منهم ومن لا يقبل. كل ذلك لله الحمد موضح مبين بغاية التوضيح والبيان. فإذا صارت المناظرة والاستدلال من أحد المتناظرين لا يقبل شئ من الروايات ولا من الرواة إلا من حكم الأئمة العارفون بقوله ولا تقبل رواية المجهول ولا من حكموا عليه بالضعف وعدم القول ولا يقبل فى الجرح والتعديل إلا قول الأئمة العارفين. وأما غيرهم ممن لا معرفة له بالحديث أو لم يذكره أحد من أئمة الحديث ولم يترجموا له فى رجال الحديث ولم يبينوا أوصافه فإنه لا يقبل قوله ولا روايته ولا تصحيحه ولا تضعيفه ولا جرحه ولا تعديله فإذا حصل الاشتباه فى أحد تراجع كتب الأئمة فإن وجد مذكورا فيها بالعدالة والمعرفة والضبط قبلت روايته بعد تصحيح إسنادها إليه وإن وصف بعدم ذلك لم تقبل روايته وكذا لو لم يذكروه أصلا فإنه لا تقبل روايته ولا تصحيحه ولا تضعيفه ولا جرحه ولا تعديله. فإذا اتفق المتناظران على هذا الأصل أيضاً أمكنت المناظرة بينهما حينئذ بإيراد ما يورده كل منهما وإقامة الدليل عليه من الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس، وإسناد ذلك إلى الثقات من الأئمة وإلى كتبهم المشهورة.. فإن لم يتفقا على هذا الأصل لا تمكن المناظرة بينهما. وإذا حصلت المناظرة بينهما فليكن السنى حريصا على إقامة البرهان والحجة على خصمه أولا بالآيات القرآنية التى تلزم خصمه الاعتراف بنزاهة الصحابة عما يقدح فيهم وفى عدالتهم.. ثم بالأحاديث النبوية الدالة على ذلك أيضاً ولا يذكر له شيئاً من الأحاديث إلا بعد إلزامه بما تضمنته الآيات القرآنية ، فإن البحث مع المبتدعة فى الأحاديث قبل إلزامهم بما تضمنته الآيات لا ينتج بفائدة.. وكذلك البحث معهم قبل تقرير المرجع عند الاختلاف على الوجه المذكور آنفا لا ينتج بفائدة لأن أدلتهم التى يستدلون بها على مطالبهم كلها تمويهات لا محصول لها عند التحقيق ولهم أكاذيب واختلاقات ينسبونها إلى سيدنا على رضى الله عنه وإلى أهل البيت لا يثبت شئ منها عند التحقيق.

وأما أهل السنة فعندهم أدلة كثيرة على معتقدهم منسوبة إلى الأئمة الثقات وكثير منها منسوبة بالأسانيد الصحيحة إلى سيدنا علىّ رضى الله عنه وعلماء أهل البيت لا يمكنهم الطعن فى شيء منها. وأما شبهات المبتدعة واستناداتهم التى يستندون إليها قلا يقبلها منهم إلى جاهل غير مطلع على كتب الأئمة الذين يكون المرجع إليهم عند الاختلاف.. وأما العالم بالمعرفة والإطلاع فإنه يزيف لهم كل دليل يستندون إليه مخالفا لمذهب أهل السنة ويقيم لهم على ذلك الحجج الواضحة والبراهين الفاضحة. فالعاقل لا يتعب نفسه معهم فى المناظرة قبل تمهيد الأمر على الوجه الذى ذكرناه.. ولا بد أن يقرر لخصمه أنه إذا حصل اختلاف فى معانى بعض الآيات والأحاديث يكون المرجع فى تفسير ذلك وبيانه تفاسير الأئمة المشهورين بالعلم المعرفة والإتقان وشروح الأحاديث المنسوبة أيضاً للأئمة المشهورين بالعلم والمعرفة والإتقان ولا يفسر شيئاً من الآيات والأحاديث بالرأى قبل معرفة كلام الأئمة المذكورين، فإن الأخذ بظواهر الآيات والأحاديث قبل عرضها على كلام الأئمة أصل من أصول الكفر كما صرح بذلك كثير من الأئمة منهم الإمام السنوسى فى شرحه على (أم البراهين) فلا يجوز تفسير شئ من الآيات والأحاديث بالرأى ولا حملها على معان لم ينص عليها الأئمة المعتبرون.

ولنذكر شيئاً من الأمثلة التى تعارضت فيها الأحاديث وأجاب الأئمة عن تعارضها وحملوا كلا منها على معنى صحيح.. فمن ذلك قوله (على سيد العرب) إن أخذ بظاهره وحمل على عمومه فربما يستدل به المخالف على أفضلية على على أبى بكر رضى الله عنهما أو على استحقاقه الخلافة قبله مع أن ذلك معارض بالأدلة الكثيرة التى هى أصح وأقوى فى الدلالة على أفضلية أبى بكر واستحقاقه التقدم فى الخلافة فإنه قد صحت أحاديث كثيرة على أن أبا بكر رضى الله عنه أفضل الخلائق بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأنه أحق بالخلافة وكل ذلك مبسوط فى كتب أئمة أهل السنة فحينئذ لا يجوز حمل قوله صلى الله عليه وسلم (على سيد العرب) على عمومه لكل شئ حتى يعارض ذلك فحمله الأئمة على أن هذه السيادة فى شئىء مخصوص كالنسب مثلا والاتصال بالنبى صلى الله عليه وسلم فجمعوا بين النصوص بهذا الحمل ليندفع التعارض. ومن ذلك أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم "سدوا كل خوخة فى المسجد إلا خوخة أبى بكر" رضى الله عنه . قال الأئمة من أهل السنة إن فى ذلك إشارة إلى أنه الخليفة بعده فأمر صلى الله عليه وسلم بإبقاء خوخة داره غير مسدودة حتى يسهل عليه الدخول للمسجد ليصلى بالناس لأن الخليفة هو الذى يصلى بالناس وكل أمير كان يؤمره صلى الله عليه وسلم على جماعة كان يأمره بالصلاة بهم. قالوا ولا يعارض هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم "سدوا كل باب فى المسجد إلا باب عليّ " رضى الله عنه لأن الحديث الأول أصح إسناداً وشرط التعارض التساوى ولأنه قاله صلى الله عليه وسلم فى مرضه الذى توفى فيه حين قال "مروا أبا بكر فليصل بالناس" وأما حديث علىّ رضى الله عنه فقد قاله النبى صلى الله عليه وسلم قبل ذلك ، ولأن بيت على كان ملاصقا لحجرة النبى صلى الله عليه وسلم وليس له طريق إلى المسجد إلا بفتح باب من بيته إلى المسجد. وأما أبو بكر رضى الله عنه فإنه كان له طريق إلى المسجد من غير احتياج إلى فتح الخوخة وإنما أمر بفتح الخوخة ليسهل تردده إلى المسجد ليصلى بالناس فلا تحصل له مشقة بسلوك طريق آخر.

وهناك أمثلة كثيرة يطول الكلام بذكرها ولو كان الأخذ بظواهر القرآن جائز من غير عرضه على كلام الأئمة لأشكل كثير من الآيات.. من ذلك قوله تعالى : {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (القصص 56) مع قوله تعالى { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } (الشورى 52) فبينهما بحسب الظاهر تعارض يندفع بما قرره الأئمة فى ذلك.. قالوا إن معنى قوله تعالى {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (القصص 56) إنك لا تخلق الهداية فى قلوبهم لأن الخالق لذلك هو الله تعالى.. وأمثال ذلك فى القرآن كثير فليس لنا أن نعدل عن كلام الأئمة ونأخذ ذلك بالرأى فمن فعل ذلك كان من الضالين الهالكين. ولا تجتمع الأمة على ضلال لقوله صلى الله عليه وسلم (لا تجتمع أمتى على ضلال) واستند الإمام الشافعى لكون الإجماع حجة من قوله تعالى {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً } (النساء 115) والمراد من الإجماع الذى يكون حجة هو إجماع أهل السنة والجماعة ولا عبرة بغيرهم من المبتدعة والفرق الضالة، فإن أهل السنة والجماعة هى الفرقة الجارية على ما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فقد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم بأن الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقه كلها فى النار إلا واحدة وهى التى تكون على ما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

وإذا نظرت تجد أهل السنة هم الذين قاموا بنصرة الشريعة ودونوها وألفوا الكتب فى إيضاحها وبيانها وتحقيقها من كتب التفسير والحديث والفقه والنحو وغير ذلك من العلوم المنقولة والمعقولة أما غيرهم فليس لهم شئ من ذلك وأن وجد لهم شيء من التأليف فعلى سبيل الندرة وملؤوا كتبهم بأكاذيب وقبائح تقتضى إبطال الشريعة ورفضها والطعن على ناقليها من الصحابة وغيرهم وقد قال صلى الله عليه وسلم (عليكم بالسواد الأعظم فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية). والسواد الأعظم هم الجماعة الكثيرة وهم أهل السنة والجماعة فإياك أن تفارقهم فتكون من الهالكين.
وينبغى أن يتنبه المناظر من أهل السنة لغيره من أهل البدعة لأشياء هى أهم من غيرها فستحضرها حال المناظرة ليلزم الخصم بها.. منها أن إنكار صحبة أبى بكر كفر لأنها مذكورة فى القرآن فى قوله تعالى { إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا } (التوبة 40) فأجمعت الأمة أن المراد بالصاحب فى الآية أبو بكر رضى الله عنه. وكذا إنكار براءة عائشة رضى الله عنها كفر لأن الله أنزل عشر آيات فى سورة النور فى براءتها فمن أنكر براءتها فهو كافر ولا يجوز التعرض لها بشيء يقتضى النقص بل يجب محبتها والترضى عنها لأن النبى صلى الله عليه وسلم أثنى عليها وقال (خذوا شطر دينكم عنها) وأخبر أن الله زوجه إياها وأنها زوجته فى الدنيا والآخرة. كل ذلك ثبت بالأحاديث الصحيحة التى لا يمكن الطعن فيها، فالتعرض لها تكذيب بأحاديث النبى 1.

ومن تأمل الآيات التى نزلت فى براءتها وعرف معناها علم أنها صديقة بنت صديق وأن لها قدراً عظيما عند الله تعالى. قال الله تعالى فى بعض الآيات التى نزلت فى براءتها { وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } (النور 26) وقال تعالى تهديداً للقاذفين " إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{23} يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{24} يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{25} " (النور 23-25)

قال كثير من المفسرين منهم الزمخشرى: من تصفح القرآن وتتبعه لم يجد فيه آية فيها تهديد مثل هذا التهديد ولا تخويف مثل هذا التخويف وذلك دليل على رفعة قدر عائشة رضى الله عنها عند الله تعالى ، وتعظيم شأنها وتعظيمها تعظيما للنبى 1. واعلم أن أدلة تفضيل الخلفاء الأربعة عليه السلام على حسب ترتيبهم فى الخلافة الذى هو مذهب أهل السنة كثيرة وهى صحيحة متواترة وثابتة عن على رضى الله عنه وأكابر علماء أهل البيت ونقل ذلك عن على رضى الله عنه الجم الغفير من أصحابه وقالوا إنه كان يخطب فى زمن خلافته على منبر الكوفة ويقول (إن افضل الخلق بعد النبى صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر) وكل ذلك مبسوط فى كتب الأئمة ، وإنكاره محض عناد ومكابرة فإذا أراد المناظر المخالف بيان ذلك يوضح السنى له ذلك مما هو مذكور فى كتب الأئمة.

وأما أحقية تقديم أبى بكر رضى الله عنه فى الخلافة فكذلك لأهل السنة فى ذلك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة بعضها صريح وبعضها بالإشارة وقد ثبت عن على رضى الله عنه الاعتراف بأحقية خلافة أبى بكر وعمر وعثمان عليه السلام ، ونقل ذلك عن الجم الغفير من أصحابه حتى صار ذلك متواتراً فإنكاره محض عناد ومكابرة فإذا أراد المخالف بيان ذلك يوضح له السنى ذلك مما هو مذكور فى كتب الأئمة.
ولا بد للسنى أن يقيم الحجة والبرهان على المخالف فى إبطال التقية التى ينسبونها لعلى رضى الله عنه وهو برئ منها لأن نسبة التقية إليه يستلزم الذل والجبن له حاشاه الله من ذلك بل يستلزم نسبة ذلك لجميع بنى هاشم حاشاهم من ذلك فإن عليا رضى الله عنه كان فى قوة ومنعة بهم لو أراد الخلافة زمن الخلفاء الثلاثة قبله أو كان عنده نص أو رأى أنه أحق منهم بها لنازعهم فيها ولوجد من يقوم معه ونصره فى ذلك ولكنه عرف الحق فى ذلك وانقاد له كما جاء التصريح عنه بذلك فى أحاديث كثيرة بأسانيد صحيحة ولم يترك ذلك تقية كما يقولون ، ولو كان عنده نص لأظهره ولم يكتمه ولما انقضت خلافتهم وجاء الحق ونازعه من ليس مثله حاربه وقاتله، ولم يترك ذلك تقية فنسبة التقية إليه فيها تحقير وإذلال له أعاذه الله من ذلك ولو صحت نسبة التقية له لم يوثق بشيء من كلامه فإن كل شيء يقوله أو يفعله يحتمل حينئذ أن يكون تقية حاشاه الله من ذلك.

ثم إن الرافضة قبحهم الله تجرؤا على النبى صلى الله عليه وسلم ونسبوا التقية أيضا إليه فإنهم لما أقيمت عليهم الحجج الواضحة فى أحقية خلافة أبى بكر رضى الله عنه التى منها حديث (مروا أبا بكر فليصل بالناس) وكان معلوما علما ضروريا عند الصحابة عليه السلام أن الأمير هو الذى يصلى بالناس ففهموا من ذلك أنه الخليفة بعده وكان ذلك الحديث مستفاضاً متواتراً لا يمكن إنكاره ومروى عن كثير من الصحابة منهم علىّ رضى الله عنه من طرق كثيرة صحيحة.. قالوا إنما قال النبى صلى الله عليه وسلم ذلك تقية. قاتلهم الله أنى يؤفكون مع أن لأهل السنة أدلة كثيرة على تقديم أبى بكر رضى الله عنه فى الخلافة ولو فرض أنه لم يوجد دليل إلا حديث الأمر له بالصلاة بالناس لكان كافيا، كيف وقد انضم إلى ذلك إجماع الصحابة على صحة خلافته ولا تجتمع الأمة على ضلال كما جاء ذلك عن النبى 1.

وصح عن على رضى الله عنه التصريح بأنهم دخلوا فى بيعة أبى بكر رضى الله عنه ولم يتخلف منهم أحد. فالقول بعدم صحة خلافته يستلزم تخطئة جميع الصحابة عليه السلام وإجماع الأمة على ضلال وحاشاهم من ذلك. ويستلزم أيضاً تكذيب النبى صلى الله عليه وسلم فى أحاديث كثيرة وفى أن أمته لا تجتمع على ضلال ، ويستلزم أيضاً تكذيب القرآن فى شهادته لهم بالصدق فى قوله { أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } (الحجرات 15) وفى إخباره باستحقاقهم الجنة إلى غير ذلك من المحذورات التى لزمت هؤلاء الضالين. ويستلزم أيضاً إبطال الشريعة لأنها إنما وصلت إلى الأمة بطريق الصحابة عليه السلام بل يلزمهم أيضاً التشكك فى صحة القرآن لأنه إنما وصل إلينا من طريقهم عليه السلام. والحاصل أن مذاهب المبتدعة كلها خيالات وضلال.. قال ابن الأثير فى تاريخه (الكامل) عند ذكره دولة العبيديين أن المبتدعة إنما قصدوا بالطعن فى الصحابة الطعن فى الشريعة لأنها وصلت إلينا من طريقهم. انتهى.

وأما مذهب أهل السنة والجماعة فهو المذهب الحق الذى كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه بلا إفراط فيها ولا تفريط ولا قدح فى أحد الصحابة ولا تكذيب لشيء من القرآن والسنة فهو بالنسبة لمذهب المبتدعة خرج من بين فرث ودم لبنا خالصاً سائغاً للشاربين.. ومن كان من أهل العلم والمعرفة ونظر فى أدلة أهل السنة وأدلة غيرهم عرف حقيقة ذلك إن نور الله قلبه وأزال انطماس بصيرته. ومن نظر فى كتب الحديث وتأمل فى سيرته صلى الله عليه وسلم من حين بعثه الله تعالى إلى أن توفاه علم منزلة الشيخين عنده وإنهما كانا عنده فى أعظم المنازل لأنه كان يقربهما ويدنيهما ويستشيرهما وكانا يقضيان ويفتيان بحضرته ويراجعانه فى بعض الأمور وربما إنه أراد أن يفعل بعض الأشياء أو يأمر بها فيريان أو أحدهما خلاف ذلك فيراجعان النبى صلى الله عليه وسلم وقد يكرران عليه المراجعة فيرجع إلى قولهما أو قول أحدهما ولو كان ذلك غير حق لما رجع إليه ووافق عليه وإلا كان فاعلا خطأ أو مقراً عليه وهو معصوم من ذلك.
والرافضة قبحهم الله إذا أقيمت عليهم الحجة بمثل ذلك يقولون إنما كان يوافقهما أو يوافق أحدهما تقية .قاتلهم الله أنى يؤفكون. فإن القول بالتقية يستلزم أن لا يوثق بشيء من أقواله أو أفعاله صلى الله عليه وسلم إذ أن ذاك كله على قولهم يحتمل التقية فيلزمهم إبطال الشريعة والأحكام ولا يقال إن مراجعة الشيخين أو أحدهما للنبى صلى الله عليه وسلم فى بعض الأشياء سوء أدب أو مخالفة لأمره لأنهما علما رضاه بذلك وسروره به ورغبته فيه وما ذلك إلا لعظم منزلتهما عنده. ونزل كثير من آيات القرآن موافقا لرأى عمر رضى الله عنه وعاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم فى مخالفته رأى عمر فى قصة أسرى بدر كما هو مبسوط فى كتب الأئمة.. ولما بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم كان أعظم قائم بنصرته أبو بكر رضى الله عنه فكان يعينه على تبليغ رسالة ربه ويدعو الناس إلى الدخول فى دينه ويدفع عنه من يتعرض له. وناله من قريش أذى كثير كما هو مبين فى كتب السير. وكذلك عمر رضى الله عنه كان من أعظم القائمين بنصرته بعد إسلامه فى السنة السادسة من البعثة فكان من أعظم الناس شدة على كفار قريش وإن كان قبل إسلامه شديداً على المسلمين لكنه بعد أن أسلم كان من أشد الناس على الكفار حتى أنزل الله تعالى عند إسلامه {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } (الأنفال 64) ، أى يكفيك من حصل إسلامهم فلا تبال بتأخر غيرهم. وكون نزولها عند إسلامه دليل على مزيد فضله حتى كأنه هو المقصود من الآية وحده.. وكان ابن مسعود رضى الله عنه يقول مازلنا أعزة منذ أسلم عمر.

وكان على رضى الله عنه عند النبى صلى الله عليه وسلم صغيراً فى أول بعثة النبى صلى الله عليه وسلم وإن كان رضى الله عنه بعد أن كبر كانت منه النصرة المأثورة والمواقف المشهورة لكنهما كانا مميزان عنه بالنصرة الحاصلة فى بدء الإسلام حين اشتدت وطأة قريش على المسلمين وكذا بقية العشرة السابقين للإسلام ولو كان ملك من ملوك الدين أعانه بعض الناس على تأسيس ملكه ونصرته على أعدائه حتى ظهر أمره وتم مراده لكان يحبه ويفضله على كثير من أقاربه، فما بالك بهؤلاء السابقين بالإسلام الذين قاموا بنصرة النبى صلى الله عليه وسلم حتى أظهر الله دينه على الدين كله.

والرافضة قبحهم الله نظروا إلى القرابة وغفلوا عن هذه الأشياء وأهملوا قول على رضى الله عنه (لا يجتمع حبى وبغض أبى بكر وعمر فى قلب مؤمن) وأهملوا الآيات والأحاديث التى جاءت فى فضل الشيخين وغيرهم من الصحابة فأدّاهم الأمر إلى إبطال الشريعة التى وصلت إلينا من طريقهم. وأما أهل السنة والجماعة فإنهم لم يضيعوا حق القرابة ، ويعترفون بفضلها ولا يضيعون حقوق الصحبة والمؤازرة والنصرة للصحابة فيعطون كل ذى حق حقه ، ولما ثبتت عندهم الآيات والأحاديث الواردة فى الثناء على الصحابة عليه السلام أولوا جميع ما وقع بين الصحابة من الاختلاف وحملوه على الاجتهاد وطلب الحق وحملوه على أحسن المحامل وسلكوا به أحسن المسالك لأنهم لو طعنوا فى أحد منهم كان ذلك تكذيباً للآيات والأحاديث الواردة فى الثناء عليهم ورفضا للشريعة التى جاءت إلينا من طريقهم فحكموا بعدالتهم كلهم وقبلوا كل ما جاء مرويا عنهم من الآيات والأحاديث.

ولا عبرة بما ينقل من الأكاذيب والحكايات التى ينقلها المبتدعة وكذبة المؤرخين فإنها كلها من اختلاقات الفرق الضالة يريدون بها توغير صدور المؤمنين على الصحابة عليه السلام. فلا يلتفت إلى ذلك لأنه يؤدى إلى تكذيب الآيات والأحاديث الواردة فى الثناء عليهم، ولا نقبل إلا ما صح بالأسانيد الصحيحة التى رواها ثقات الأئمة ومع ذلك نؤولها ونطلب لها أحسن المحامل ونحملها على الاجتهاد الذى يؤجر المصيب فيه أجران والمخطئ أجر واحد. ثم يجب عند اعتقاد التفاضل على الوجه الثابت عند أهل السنة أن لا يعتقد نقص فى المفضول بالنسبة للفاضل ولا يلاحظ ذلك قط بل يعتقد التفاضل مع اعتقاد أن الكل بلغ غاية الكمال والفضل لأنهم باجتماعهم بالنبى صلى الله عليه وسلم ونصرته أشرقت عليهم أنواره حتى فضلوا على كل من يأتى بعدهم وموقف ساعة لواحد منهم مع النبى صلى الله عليه وسلم خير من الدنيا وما فيها وذلك ثابت حتى لمن اجتمع به لحظة ولو كان طفلا غير مميز.

وليحذر المؤمن من اعتقاد نقص لأحد منهم أو التعرض لشيء من السب الذى ارتكبه كثير من المبتدعة لأن ذلك يوجب لعنة فاعله لقوله صلى الله عليه وسلم فمن سبّهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين مع أن المرتكبين لذلك يعترفون بان السب ليس مأموراً به لا على الوجوب ولا على الندب ولو تركوه لم يسألهم الله عن تركه ولو كان السب طاعة مأموراً بها لأمر الله بسب إبليس الذى هو أشقى الخلق وسب فرعون وهامان وقارون وغيرهم من الكفرة فلو لم يلعن الإنسان فى عمره قط أحداً منهم لا يعاقبه الله ولا يسأله عن ترك السب فكيف هؤلاء المبتدعة يرتكبون لعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين نصروه وبلغوا شريعته لأمته.

يروى أن سيدنا عليا عليه السلام تناظر مع بعض من ينكر البعث.. فقال له سيدنا على رضى الله عنه إن صح ما تقول أنت يعنى من عدم البعث نجوت أنا وأنت وإن صح ما أقول أنا من البعث نجوت أنا ولم تنج أنت فأنا، ناج على كل حال وأنت على النظر فلم يقدر ذلك الناظر على جوابه. فلذلك يقال للمبتدع المتعرض لسب الصحابة المجيز له بالنسبة للمانعين وهم أهل السنة إن صح ما يقول المبتدع من الجواز نجونا نحن وهم لأنهم يسلمون أن تارك السب لا يسئل عن ذلك ولا يعاقب وإن صح ما يقول أهل السنة من المنع نجا أهل السنة وهلك أهل البدعة، فأهل السنة ناجون على كل حال وأهل البدعة على خطر.. وهذا كله على سبيل الفرض وإرخاء العنان فى الجدل وإلا فهم الهالكون قطعاً لتعرضهم لسب أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم. ولو سئل اليهود وقيل لهم من خير الناس عندكم.. لقالوا أصحاب موسى عليه الصلاة والسلام.. ولو سئل النصارى وقيل لهم من خير الناس عندكم.. لقالوا أصحاب عيسى عليه الصلاة والسلام.. ولو سئلت الفرقة التى تبغض الصحابة من شر الناس لقالوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم !! "

انتهى التلخيص
رسالة فى حكم الروافض لابن كمال باشا


قال مفتى الخلافة العثمانية ابن كمال باشا (837–940 هـ):

" الحمد لله العلى العظيم القوى الكريم والصلاة على محمد الهادى إلى صراط مستقيم وعلى آله الذين اتبعوه فى الدين القويم . وبعد :

قد تواترت الأخبار والآثار فى بلاد المؤمنين أن طائفة من الشيعة قد غلبوا على بلاد كثيرة من بلاد السنيين حتى أظهروا مذاهبهم الباطلة ، فأظهروا سبَّ الإمام أبى بكر والإمام عمر والإمام عثمان رضوان الله تعالى عليهم أجمعين . ( فإنهم كانوا ينكرون خلافة هؤلاء الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين ) وكانوا يستحقرون الشريعة وأهلها ويسبون المجتهدين زعما منهم أن سلوك مذاهب هؤلاء المجتهدين لا يخلو عن مشقة بخلاف سلوك طريق رأسهم ورئيسهم الذى سموه بشاه إسماعيل ، فإنهم يزعمون أن سلوك طريقه فى غاية السهولة ونهاية المنفعة ويزعمون أن ما أحله شاه فهو حلال وما حرمه فهو حرام وقد أحل شاه الخمر فيكون الخمر حلالا. وبالجملة أن أنواع كفرهم المنقولة إلينا بتواتر مما لا يُعَدْ ولا يحصى . فنحن لا نشك فى كفرهم وارتدادهم ، وإن دارهم دار حرب ( وإن نكاح ذكورهم وإناثهم باطل باتفاق ؛ فكل واحد من أولادهم يصير ولد الزنا لا محالة ) وما ذبحه واحد منهم يصير ميتة ، وإن من لبس قلونسوتهم الحمراء المخصوصة بهم من غير ضرورة كان خوف الكفر عليه غالبا ؛ فإن فى ذلك من أمارات الكفر والإلحاد ظاهرا . ثم إن أحكامهم كانت من أحكام المرتدين حتى إنهم لو غلبوا على مدائنهم صارت هى دار الحرب فيحل للمسلمين أموالهم ونساؤهم وأولادهم . وأما رجالهم : فواجب قتلهم إلا إذا أسلموا ، فحينئذ يكونون أحرارا كسائر أحرار المسلمين بخلاف من أظهر كونه زنديقا فإنه يجب قتله البتة ولو ترك واحد من الناس دار الإسلام واختار دينه الباطل فلحق بدارهم ؛ فللقاضى أن يحكم بموته ويقسم ماله بين الورثة ، وينكح زوجته لزوج آخر . ويجب أن يعلم أيضا أن ( الجهاد عليهم ) كان فرض عين على جميه أهل الإسلام الذين كانوا قادرين على قتالهم . وسننقل من المسائل الشرعية ما يصحح الأحكام التى ذكرنا آنفا . فنقول وبالله التوفيق. قد ذكر فى البزازية ، أن من أنكر خلافة أبى بكر رضى الله عنه هو كافر فى الصحيح ، وأن من أنكر خلافة عمر رضى الله عنه فهو كافر فى الأصح. ويجب إكفار الخوارج بإكفارهم عثمان رضى الله عنه.

وذكر فى التتارخانية: أن من أنكر خلافة أبى بكر فالصحيح أنه كافر , وكذلك خلافة عمر رضى الله عنه وهو أصح الأقوال. وكذا سب الشيخين كفر. ولو قال: إنى برىء من (مذهب أبى حنيفة رضى الله عنه , أو قال : أنا برئ من مذهب) الشافعى يكفر ومن استحل حراما علم حرمته فى دين الإسلام كشرب الخمرفهو كافر. ( وإذا شد الزنار أو لبس قلنسوة جادا أو هازلا يكفر ).وذكر فى القنية : أن استهزاء العلم والعالم كفر. وذكر فى البزازية: أن أحكام هؤلاء أحكام المرتدين .

وذكر فى الاختيار الذى هو شرح المختار أن المرتدين لو غلبوا فقد صار دارهم دار الحرب وأموالهم غنيمة . ذكر فى الكافى : أن نكاح المرتدين باطل اتفاقا ولا يقبل من المرتدين إذا ظهرنا أى غلبنا عليهم ( إلا ) الإسلام أو السيف كمشركى العرب . ويقسم الأموال والأراضى بين المسلمين . وتقسيم أموالهم ونسائهم وذرياتهم صحيح.

وفى بعض الكتب الشرعية : أن من ارتد – والعياذ بالله – ولحق بدار الحرب وحكم بموته ؛ صار عبده معتقا ، وأم ولده معتقة. وقال صدر الشريعة : إذا هجم الكفار على ثغر من الثغور يصير الجهاد فرض عين ( على من كان بقرب منه ويقدر على الجهاد ) عليهم إذا احتيج إليهم ثَم وثُم إلى أن يصير فرض عين على جميع أهل الإسلام شرقا وغربا ، هذا الكلام واضح فالواجب على السلطان أن يجاهد هؤلاء الكفار كما قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } (التوبة 73) "

.ا هـ كلام المفتى ابن كمال باشا.

  #4  
قديم 11-05-2010, 07:18 AM
محب القوم محب القوم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 40
معدل تقييم المستوى: 0
محب القوم is on a distinguished road
افتراضي

ولله الحمد للعبد الفقير اكثر من بحث في الرد على الرافضة والجامهم الحجر بعون الله ومدده ولن نضع روابط حتى لا تقول الادارة هذا موقع مخالف بل ابحث في جوجل عن موضعنا وبحثنا في الرد على الرافضة اكتب في جوجل
نصب المنجنيق لنسف افتراءات الرافضة على الاصحاب الفاروق والصديق

وكذلك موضعنا الاخر في الدفاع عن سيدنا الفاروق عليه السلام
مدد الرسول في نسف اسطورة كسر ضلع وقتل جنين سيدتنا فاطمة البتول

وغيرها الكثير فهذه مواضيعنا الشخصية النابعة من عقيدة أهل السنة والجماعة والتي تعلمتها من شيخ الإسلام في دروسه الذي يشوه الاعلام ويتخذ الاخوة الجرائد حجة علينا ومواقعه مفتوحه للاطلع على ارائه وهو سماحة مفتي الديار المصرية علي جمعه حفظه الله الذي علمنا حب آل البيت والصحابة عليهم جميعاً السلام
فنحن ابعد الناس عن الروافض بحمد الله وعونه ولنا ردود عليهم وعلمائنا ردوا عليهم وما يذكر في الجرائد هذا تهويل وما وجد من تعاطف فهذا حب في الدين من البعض وما وجد من سلوك غير سوي من بعض المسلمين سواء صوفية او غيرهم ليس دليل علينا بل نرد عليهم ونفضحهم فليس احداً احب علينا من شرع الله ومنهاجه.

ومثل ما اورده الاخ من صور من بعض المنتسبين للطريقة العزمية وهو خارج نطاق الموضوع وانما جلبه كوثائق ولدينا الوف الوثائق ضد الوهابية ولم نعرضها لانها بلا فائدة هنا لاننا نلتزم هنا النقاش العلمي الذي لم نرى احدا التزم به بل تشعب الموضوع لمفتي مصر وخطب الحويني والشيخ العريفي ونستيطع ان نضع الوف الخطب ايضاً نحن ولكننا نعرف الرجال بالحق ونتبع السلف ولا يهمنا قول معاصر سواء شيخ الاسلام علي جمعة أو الحويني ان خالف السلف.

ونكرر اقوال الجهلاء الاغبياء الذين مالوا لبعض افكار الروافض وينتسبون للطريقة العزمية فالطريقة بريئة منهم ومؤسسها عقيدته صافية كما ذكرنا وما هم الا بعض الجراد الذي سينتف جناحه ويسقط بايد الصوفية ايضاً فلله الحمد نحن حماة التوحيد في مصر من صلاح الدين الايوبي الصوفي الاشعري قاهر الرافضة والصليبين الي شيخ الازهر الطيب الذي صرح بانه لني سمح باي نشر للتشيع في مصر وسيكون يقظ لافكارهم
ولن نسمح باي اختراق شيعي رافضي او وهابي سلفي كفى ما نحن فيه فتن بسبب هذه التيارات




  #5  
قديم 11-05-2010, 07:19 AM
محب القوم محب القوم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 40
معدل تقييم المستوى: 0
محب القوم is on a distinguished road
افتراضي

السؤال: 27ـ لماذا كان التصوف ـ في كثير من الأحيان ـ قنطرةً للإلحاد ، مثل : وحدة الوجود ، الحلول و الاتحاد ، الرفض ، الفناء ، النور المحمدي ، الرابطة ، دعاء الأموات و عبادة القبور .......ألخ
الجواب:
نبدأ مع وحدة الوجود والحلول والاتحاد الذي مللنا من إعادته وتكراره للوهابية، ونعود ونقول:
نحن ننكر مسألة وحدة الوجود والحلول والاتحاد قبل أن ينكرها الوهابية علينا، وعلينا أن نعرف أنه قد يوجد في بعض كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نصوصاً ظاهرها وحدة وجود أو حلول واتحاد ((وطبعاً باطنها ومعناها الحقيقي ليس كذلك)) هذا فضلاً عن الصوفية الذين نجد في ظاهر بعض كلامهم ما ينم عن الوحدة والحلول.
فنجد في قول الله سبحانه وتعالى: ((وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى))
ونجد: ((من يطع الرسول فقد أطاع الله))
ونجد: ((إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله))
وأما في الأحاديث فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد ألا كل شيء ما خلا الله باطل)) رواه البخاري (3628)، ومسلم (2256).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها.) رواه البخاري في صحيحه (6137)
فهل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يقولان بوحدة الوجود والحلول والاتحاد؟؟، حاشا وكلا، عرفنا ذلك لأن في مواضع أخرى قرائن تدل على نفي هذا القول عن الله ورسوله كالقول بأن الإله شيء والعبد شيء آخر، كما قال تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) .
ولنعلم أن من الصوفية قد صدر من كلامهم مثل هذا، ولكن يوجد قرائن من كلامهم تدل على نفي هذه العقيدة الكفرية في مواضع أخرى.
قال الشيخ عبد القادر عيسى في كتابه حقائق عن التصوف:
الحلول والاتحاد:
إِن من أهم ما يتحامل به المغرضون على السادة الصوفية اتهامهم جهلاً وزوراً بأنهم يقولون بالحلول والاتحاد، بمعنى أن الله سبحانه وتعالى قد حلَّ في جميع أجزاء الكون ؛ في البحار والجبال والصخور والأشجار والإِنسان والحيوان.. إِلخ، أو بمعنى أن المخلوق عين الخالق، فكل الموجودات المحسوسة والمشاهدة في هذا الكون هي ذات الله تعالى وعينه. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
ولاشك أن هذا القول كفر صريح يخالف عقائد الأمة. وما كان للصوفية وهم المتحققون بالإِسلام والإِيمان والإِحسان أن ينزلقوا إِلى هذا الدرك من الضلال والكفر، وما ينبغي لمؤمن منصف أن يرميهم بهذا الكفر جزافاً دون تمحيص أو تثبت، ومن غير أن يفهم مرادهم، ويطلع على عقائدهم الحقة التي ذكروها صريحة واضحة في أُمهات كتبهم، كالفتوحات المكية، وإِحياء علوم الدين، والرسالة القشيرية وغيرها..
ولعل بعض المغرضين المتحاملين على الصوفية يقولون: إِن هذا القول بتبرئة السادة الصوفية من فكرة الحلول والاتحاد، إِنما هو تهرب من الواقع أو دفاع مغرض عن الصوفية بدافع التعصب والهوى، فهلاَّ تأتون بدليل من كلامهم يبرىء ساحتهم من هذه التهم ؟!.
فلبيان الحقيقة الناصعة نورد نبذاً من كلام السادة الصوفية تثبت براءتَهم مما اتُّهموا به من القول بالحلول والاتحاد، وتحذيرَهم الناسَ من الوقوع في هذه العقيدة الزائغة، وتُظهِر بوضوح أن ما نسب إِليهم من أقوال تفيد الحلول أو الاتحاد إِما مدسوسة عليهم، أو مؤولة [انظر موضوعي الدس ص 398 والتأويل ص 415 في هذا الكتاب] بما يلائم هذه النصوص الصريحة التالية الموافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة.
يقول الشعراني رحمه الله تعالى: (ولعمري إِذا كان عُبَّاد الأوثان لم يتجرؤوا على أن يجعلوا آلهتهم عين الله ؛ بل قالوا: ما نعبدهم إِلا ليقربونا إِلى الله زلفى، فكيف يُظَن بأولياء الله تعالى أنهم يدَّعون الاتحاد بالحق على حدٌّ ما تتعقله العقول الضعيفة ؟! هذا كالمحال في حقهم رضي الله تعالى عنهم، إِذ ما مِن وليٌّ إِلا وهو يعلم أن حقيقته تعالى مخالفة لسائر الحقائق، وأنها خارجة عن جميع معلومات الخلائق، لأن الله بكل شيء محيط) [اليواقيت والجواهر ج1 ص83]
والحلول والاتحاد لا يكون إِلا بالأجناس، والله تعالى ليس بجنس حتى يحلَّ بالأجناس، وكيف يحل القديم في الحادث، والخالق في المخلوق! ؟ إِن كان حلولَ عَرَض في جوهر فالله تعالى ليس عرضاً، وإِن كان حلولَ جوهر في جوهر فليس الله تعالى جوهراً، وبما أن الحلول والاتحاد بين المخلوقات محال ؛ إِذ لا يمكن أن يصير رجلان رجلاً واحداً لتباينهما في الذات ؛ فالتباين بين الخالق والمخلوق، وبين الصانع والصنعة، وبين الواجب الوجود والممكن الحادث أعظم وأولى لتباين الحقيقتين.
وما زال العلماء، ومحققو الصوفية يبينون بطلان القول بالحلول والاتحاد، وينبهون على فساده، ويحذرون من ضلاله. قال الشيخ محي الدين بن عربي رحمه الله تعالى في عقيدته الصغرى: (تعالى الحق أن تحله الحوادث أو يحلها)[الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
وقال في عقيدته الوسطى: (اعلم أن الله تعالى واحد بالإِجماع، ومقام الواحد يتعالى أن يحل فيه شيء، أو يحل هو في شيء، أو يتحد في شيء) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
وقال في باب الأسرار: (لا يجوز لعارف أن يقول: أنا الله ، ولو بلغ أقصى درجات القرب، وحاشا العارف من هذا القول حاشاه، إِنما يقول: أنا العبد الذليل في المسير والمقيل) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
وقال في الباب التاسع والستين ومائة: (القديم لا يكون قط محلاً للحوادث، ولا يكون حالاً في المحدَث) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
وقال في باب الأسرار: (من قال بالحلول فهو معلول، فإِن القول بالحلول مرض لا يزول، وما قال بالاتحاد إِلا أهل الإِلحاد، كما أن القائل بالحلول من أهل الجهل والفضول) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
وقال في باب الأسرار أيضاً: (الحادث لا يخلو عن الحوادث، ولو حل بالحادثِ القديمُ لصح قول أهل التجسيم، فالقديم لا يحل ولا يكون محلاً) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
وقال في الباب التاسع والخمسين وخمسمائة بعد كلام طويل: (وهذا يدلك على أن العالم ما هو عين الحق، ولا حل فيه الحق، إِذ لو كان عينَ الحق، أو حلَّ فيه لما كان تعالى قديماً ولا بديعاً) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
وقال في الباب الرابع عشر وثلاثمائة: (لو صحَّ أن يرقى الإِنسان عن إِنسانيته، والمَلكُ عن ملكيته، ويتحد بخالقه تعالى، لصحَّ انقلاب الحقائق، وخرج الإِله عن كونه إِلهاً، وصار الحق خلقاً، والخلق حقاً، وما وثق أحد بعلم، وصار المحال واجباً، فلا سبيل إِلى قلب الحقائق أبداً) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
وكذلك جاء في شعره ما ينفي الحلول والاتحاد كقوله:
ودعْ مقالةَ قوم قال عالمُهم بأنَّه بالإِله الواحد اتحَدا
الاتحادُ مُحُالٌ لا يقول به إِلا جهولٌ به عن عقلهِ شَرَدَا
وعن حقيقتِه وعن شريعتِه فاعبدْ إِلهَك لا تشركْ به أَحَدا
وقال أيضاً في الباب الثاني والتسعين ومائتين: (من أعظم دليل على نفي الحلول والاتحاد الذي يتوهمه بعضهم، أن تعلم عقلاً أن القمر ليس فيه من نور الشمس شيء، وأن الشمس ما انتقلت إِليه بذاتها، وإِنما كان القمر محلاً لها، فكذلك العبد ليس فيه من خالقه شيء ولا حل فيه) [الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، كما في اليواقيت والجواهر ج1. ص80-81]
قال صاحب كتاب نهج الرشاد في الرد على أهل الوحدة والحلول والاتحاد: (حدثني الشيخ كمال الدين المراغي قال: اجتمعتُ، بالشيخ أبي العباس المرسي ـ تلميذ الشيخ الكبير أبي الحسن الشاذلي ـ وفاوضْته في هؤلاء الاتحادية، فوجدته شديد الإِنكار عليهم، والنهي عن طريقهم، وقال: أتكون الصنعة هي عين الصانع ؟!) [الحاوي للفتاوي في الفقه وعلوم التفسير للعلامة جلال الدين السيوطي ج2. ص134]
وأما ما ورد من كلام السادة الصوفية في كتبهم مما يفيد ظاهره الحلول والاتحاد، فهو إِما مدسوس عليهم، بدليل ما سبق من صريح كلامهم في نفي هذه العقيدة الضالة. وإِما أنهم لم يقصدوا به القول بهذه الفكرة الخبيثة والنحلة الدخيلة، ولكن المغرضين حملوا المتشابه من كلامهم على هذا الفهم الخاطىء، ورموهم بالزندقة والكفر.
أما الراسخون في العلم والمدققون المنصفون من العلماء فقد فهموا كلامهم على معناه الصحيح الموافق لعقيدة أهل السنة والجماعة، وأدركوا تأويله بما يناسب ما عرف عن الصوفية من إِيمان وتقوى.
قال العلامة جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه الحاوي للفتاوي: (واعلم أنه وقع في عبارة بعض المحققين لفظ الاتحاد، إِشارة منهم إِلى حقيقة التوحيد، فإِن الاتحاد عندهم هو المبالغة في التوحيد. والتوحيد معرفة الواحد والأحد، فاشتبه ذلك على من لا يفهم إِشاراتهِم، فحملوه على غير محمله ؛ فغلطوا وهلكوا بذلك.. إِلى أن قال: فإِذن أصل الاتحاد باطل محال، مردود شرعاً وعقلاً وعرفاً بإِجماع الأنبياء ومشايخ الصوفية وسائر العلماء والمسلمين، وليس هذا مذهب الصوفية، وإِنما قاله طائفة غلاة لقلة علمهم وسوء حظهم من الله تعالى، فشابهوا بهذا القولِ النصارى الذين قالوا في عيسى عليه السلام: اتَّحَد ناسوتُهُ بلاهوتِهِ. وأما مَنْ حفظه الله تعالى بالعناية، فإِنهم لم يعتقدوا اتحاداً ولا حلولاً، وإِن وقع منهم لفظ الاتحاد فإِنما يريدون به محو أنفسهم، وإِثبات الحق سبحانه.
قال: وقد يُذْكَر الاتحاد بمعنى فناء المخالفات ، وبقاء الموافقات، وفناء حظوظ النفس من الدنيا، وبقاء الرغبة في الآخرة، وفناء الأوصاف الذميمة، وبقاء الأوصاف الحميدة، وفناء الشك، وبقاء اليقين، وفناء الغفلة وبقاء الذكر.
قال: وأما قول أبي يزيد البسطامي رحمه الله تعالى: [سبحاني، ما أعظم شأني] فهو في معرض الحكاية عن الله، وكذلك قول من قال: [أنا الحق] محمول على الحكاية، ولا يُظَنُّ بهؤلاء العارفين الحلول والاتحاد،لأن ذلك غير مظنون بعاقل، فضلاً عن المتميزين بخصوص المكاشفات واليقين والمشاهدات. ولا يُظَنُّ بالعقلاء المتميزين على أهل زمانهم بالعلم الراجح والعمل الصالح والمجاهدة وحفظ حدود الشرع الغلطُ بالحلول والاتحاد، كما غلط النصارى في ظنهم ذلك في حق عيسى عليه السلام. وإِنما حدث ذلك في الإِسلام من واقعاتِ جهلةِ المتصوفة، وأما العلماء العارفون المحققون فحاشاهم من ذلك.. إِلى أن قال:
والحاصل أن لفظ الاتحاد مشترك، فيطلق على المعنى المذموم الذي هو أخو الحلول، وهو كفر. ويطلق على مقام الفناء اصطلاحاً اصطلح عليه الصوفية، ولا مشاحة في الاصطلاح، إِذ لا يمنع أحد من استعمال لفظ في معنى صحيح، لا محذور فيه شرعاً، ولو كان ذلك ممنوعاً لم يجز لأحد أن يتفوه بلفظ الاتحاد، وأنت تقول: بيني وبين صاحبي زيد اتحاد.
وكم استعمل المحدِّثون والفقهاء والنحاة وغيرهم لفظ الاتحاد في معان حديثية وفقهية ونحوية.
كقول المحدِّثين: اتحد مخرج الحديث.
وقول الفقهاء: اتحد نوع الماشية.
وقول النحاة: اتحد العامل لفظاً أو معنى.
وحيث وقع لفظ الاتحاد من محققي الصوفية، فإِنما يريدون به معنى الفناء الذي هو محو النفس، وإِثبات الأمر كله لله سبحانه، لا ذلك المعنى المذموم الذي يقشعر له الجلد. وقد أشار إِلى ذلك سيدي علي بن وفا، فقال من قصيدة له:
يظنُّوا بي حلولاً واتحاداً وقلبي مِنْ سوى التوحيد خالي
فتبرأ من الاتحاد بمعنى الحلول، وقال في أبيات أُخَرَ:
وعلمُك أنَّ كلَّ الأمرِ أمْري هو المعنى المسمى باتحاد
فذكر أن المعنى الذي يريدونه بالاتحاد إِذا أطلقوه، هو تسليم الأمر كله لله، وترك الإِرادة معه والاختيار، والجريُ على مواقع أقداره من غير اعتراض، وترك نسبة شيءٍ ما إِلى غيره) [الحاوي للفتاوي في الفقه وعلوم التفسير والحديث والأصول والنحو والإِعراب وسائر الفنون للعلامة جلال الدين السيوطي صاحب التآليف الكثيرة المتوفى سنة 911هـ. ج2. ص134]
ونقل الشعراني عن سيدي علي بن وفا رحمهما الله تعالى قوله: (المراد بالاتحاد حيث جاء في كلام القوم فناء العبد في مراد الحق تعالى، كما يقال: بين فلان وفلان اتحاد، إِذا عمل كل منهما بمراد صاحبه، ثم أنشد:
وعلمُك أنَّ كلَّ الأمرِ أمري هو المعنى المسمَّى باتحاد
[اليواقيت والجواهر للشعراني ج1. ص83]
وقال العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين شرح منازل السائرين: (لدرجة الثالثة من درجات الفناء: فناء خواص الأولياء وأئمة المقربين، وهو الفناء عن إِرادة السوى، شائماً برق الفناءِ عن إِرادة ما سواه، سالكاً سبيل الجمع على ما يحبه ويرضاه، فانياً بمراد محبوبه منه، عن مراده هو من محبوبه، فضلاً عن إِرادة غيره، قد اتحد مراده بمراد محبوبه، أعني المراد الديني الأمري، لا المراد الكوني القدري، فصار المرادان واحداً.. ثم قال: وليس في العقل اتحاد صحيح إِلا هذا، والاتحاد في العلم والخبر. فيكون المرادان والمعلومان والمذكوران واحداً مع تباين الإِرادتين والعلمين والخبرين، فغاية المحبة اتحاد مراد المحب بمراد المحبوب، وفناء إِرادة المحب في مراد المحبوب. فهذا الاتحاد والفناء هو اتحاد خواص المحبين وفناؤهم ؛ قد فَنَوْا بعبادة محبوبهم، عن عبادة ما سواه، وبحبه وخوفه ورجائه والتوكل عليه والاستعانة به والطلب منه عن حب ما سواه. ومَنْ تحقق بهذا الفناء لا يحب إِلا في الله، ولا يبغض إِلا فيه، ولا يوالي إِلا فيه، ولا يعادي إِلا فيه، ولا يعطي إِلا لله، ولا يمنع إِلا لله، ولا يرجو إِلا إِياه، ولا يستعين إِلا به، فيكون دينه كله ظاهراً وباطناً لله، ويكون الله ورسولهُ أحبَّ إِليه مما سواهما، فلا يوادُّ من حادَّ الله ورسوله ولو كان أقرب الخلق إِليه،
بل ُعادي الذي عادى مِن الناسِ كلِّهم جميعاً ولو كانَ الحبيبَ المصافيا
وحقيقة ذلك فناؤه عن هوى نفسه، وحظوظها بمراضي ربه تعالى وحقوقه، والجامع لهذا كله تحقيق شهادة أن لا إِله إِلا الله علماً ومعرفة وعملاً وحالاً وقصداً، وحقيقة هذا النفي والإِثبات الذي تضمنتْهُ هذه الشهادة هو الفناء والبقاء، فيفنى عن تأله ما سواه علماً وإِقراراً وتعبداً، ويبقى بتألهه وحده، فهذا الفناء وهذا البقاء هو حقيقة التوحيد، الذي اتفقت عليه المرسلون صلوات الله عليهم، وأُنزلت به الكتب، وخلقت لأجله الخليقة، وشرعت له الشرائع، وقامت عليه سوق الجنة، وأسس عليه الخَلْق والأمر.. إِلى أن قال: وهذا الموضع مما غلط فيه كثير من أصحاب الإِرادة. والمعصوم من عصمه الله، وبالله المستعان والتوفيق والعصمة) [مدارج السالكين شرح منازل السائرين ج1. ص90 و91 للعلامة الشهير ابن قيم الجوزية المتوفى 751هـ]
وقال في موضع آخر: (وإِن كان مشمراً للفناء العالي، وهو الفناء عن إِرادة السوى، لم يبق في قلبه مرادٌ، يزاحم مراده الديني الشرعي النبوي القرآني، بل يتحد المرادان ؛ فيصير عين مراد الرب تعالى هو عين مراد العبد، وهذا حقيقة المحبة الخالصة، وفيها يكون الاتحاد الصحيح، وهو الاتحاد في المراد، لا في المريد ولا في الإِرادة) [مدارج السالكين شرح منازل السائرين ج1. ص90 و91 للعلامة الشهير ابن قيم الجوزية المتوفى 751هـ]
ورغم أن ابن تيمية مخاصم للسادة الصوفية، وشديد العداوة لهم، فإِنه يبرِّىءُ ساحتهم من تهمة القول بالاتحاد، ويؤول كلامهم تأويلاً صحيحاً سليماً. أما تبرئته لساحتهم، فقد قال في فتاويه: (ليس أحد من أهل المعرفة بالله، يعتقد حلول الرب تعالى به أو بغيره من المخلوقات، ولا اتحاده به، وإِن سُمع شيء من ذلك منقول عن بعض أكابر الشيوخ فكثير منه مكذوب، اختلقه الأفاكون من الاتحادية المباحية، الذين أضلهم الشيطان وألحقهم بالطائفة النصرانية) [مجموع فتاوى ابن تيمية قسم التصوف ج11. ص74ـ75]
وقال أيضاً: (كل المشايخ الذين يُقتدَى بهم في الدين متفقون على ما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها من أن الخالق سبحانه مباين للمخلوقات. وليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته، وأنه يجب إِفراد القديم عن الحادث، وتمييز الخالق عن المخلوق، وهذا في كلامهم أكثر من أن يمكن ذكره هنا) [مجموع فتاوى ابن تيمية قسم علم السلوك ج10. ص223] .
وأما تأويله لكلامهم فقد قال في مجموعة رسائله: (وأما قول الشاعر في شعره:
أنا مَنْ أهوى ومَنْ أهوى أنا
فهذا إِنما أراد به الشاعر الاتحاد المعنوي، كاتحاد أحد المحبّين بالآخر، الذي يحب أحدهما ما يحب الآخر، ويبغض ما يبغضه، ويقول مثل ما يقول، ويفعل مثل ما يفعل ؛ وهذا تشابه وتماثل، لا اتحاد العين بالعين، إِذا كان قد استغرق في محبوبه، حتى فني به عن رؤية نفسه، كقول الآخر:
غبتُ بكَ عنِّي فظننْتُ أنَّك أنِّي فهذه الموافقة هي الاتحاد السائغ) [مجموع رسائل ابن تيمية ص52]
من هذه النصوص المتعددة تبين لنا أن كل ما ورد في كلام السادة الصوفية من كلمة [اتحاد] إِنما يراد بها هذا الفهم السليم الذي يوافق عقيدة أهل السنة والجماعة، ولا يصح أن نحمل كلامهم على معان تخالف ما صرحوا به من تبنِّيهم لعقيدة أهل السنة والجماعة. وما على المنصف إِلا أن يحسن الظن بالمؤمنين، ويؤول كلامهم على معنى شرعي مستقيم [انظر بحث تأويل كلام السادة الصوفية ص 415]]
وحدة الوجود:
اختلف علماء النظر في موقفهم من العارفين المحققين القائلين بوحدة الوجود، فمنهم من تسرع باتهامهم بالكفر والضلال، وفهم كلامهم على غير المراد. ومنهم من لم يتورط بالتهجم عليهم، فتثبت في الأمر ورجع إِليهم ليعرف مرادهم. لأن هؤلاء العارفين مع توسعهم في هذه المسألة لم يبحثوا فيها بحثاً يزيل إِشكال علماء النظر، لأنهم تكلموا في ذلك ودوَّنوا لأنفسهم وتلاميذهم لا لمن لم يشهد تلك الوحدة من غيرهم، لذلك احتاج الأمر للإِيضاح لتطمئن به قلوب أهل التسليم من علماء النظر.
ومن العلماء الذين حققوا في هذه المسألة، وفهموا المراد منها السيد مصطفى كمال الشريف. حيث قال: (الوجود واحد، لأنه صفة ذاتية للحق سبحانه وتعالى، وهو واجب فلا يصح تعدده، والموجود هو الممكن، وهو العالَمُ فصح تعدده باعتبار حقائقه. وقيامُه إِنما هو بذلك الوجود الواجب لذاته، فإِذا زال بقي الوجود كما هو، فالموجود غير الوجود، فلا يصح أن يقال الوجود اثنان: وجود قديم ووجود حادث، إِلا أن يراد بالوجود الثاني الموجود من إِطلاق المصدر على المفعول، فعلى هذا لا يترتب شيء من المحاذير التي ذكرها أهل النظر على وحدة الوجود القائل بها أهل التحقيق.. إِلى أن قال: الحِسُّ لا يرى إِلا الهياكل أي الموجود، والروحُ لا تشهد إِلا الوجود، وإِذا شهدت الموجود فلا تشهده إِلا ثانياً، على حدِّ مَنْ قال: ما رأيت شيئاً إِلا ورأيت الله قبله، وأراد بهذه الرؤية الشهودَ لا رؤية البصر، لأن الرؤية من خصائص البصر، والشهود من خصائص البصيرة، لذلك ورد: أشهد أن لا إِله إِلا الله، ولم يرد أرى ؛ بل ولا يصح أن يقال: أرى) [رسالة وحدة الوجود للعلامة مصطفى كمال الشريف ص27ـ28]
وهكذا شأن العلماء المنصفين، يغارون على الشريعة الغراء، ويتثبَّتون في الأمور، دون أن يتسرعوا بتكفير أحد من المؤمنين، ويرجعون في فهم كل حقيقة إِلى أهل الاختصاص بها.
ونظراً لأن مسألة وحدة الوجود أخذت حظاً كبيراً من اهتمام بعض العلماء، وشغلت أذهان الكثير منهم، أردنا أن نزيد الموضوع إِيضاحاً وتبسيطاً خدمة للشريعة وتنويراً للأفهام فنقول:
إِن الوجود نوعان: وجود قديم أزلي ؛ وهو واجب، وهو الحق سبحانه وتعالى، قال تعالى: {ذلِكَ بأنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ} [الحج: 22] أي الثابت الوجود، المحَقَّق.
ووجود جائز عرضي ممكن، وهو وجود من عداه من المُحْدَثات.
وإِن القول بوحدة الوجود، وأن الوجود واحد هو الحق تعالى يحتمل معنيين: أحدهما حق، والثاني كفر، ولهذا فالقائلون بوحدة الوجود فريقان:
1ـ الفريق الأول: أرادوا به اتحاد الحق بالخلق، وأنه لا شيء في هذا الوجود سوى الحق، وأن الكل هو، وأنه هو الكل، وأنه عين الأشياء، وفي كل شيء له آية تدل على أنه عينه.. فقوله هذا كفر وزندقة وأشد ضلالة من أباطيل اليهود والنصارى وعبدة الأوثان.
وقد شدَّد الصوفية النكير على قائله، وأفتَوْا بكفره، وحذَّروا الناس من مجالسته. قال العارف بالله أبو بكر محمد بناني رحمه الله تعالى: (فاحذر يا أخي كلَّ الحذر من الجلوس مع من يقول: ما ثَمَّ إِلا الله، ويسترسل مع الهوى، فإِن ذلك هو الزندقة المحضة، إِذ العارف المحقق إِذا صح قدمه في الشريعة، ورسخ في الحقيقة، وتَفَوَّهَ بقوله: ما ثَمَّ إِلا الله، لم يكن قصدهُ من هذه العبارة إِسقاطَ الشرائع وإِهمال التكاليف، حاش لله أن يكون هذا قصده) [مدارج السلوك إِلى ملك الملوك للعارف الكبير محمد بناني المتوفى 1284هـ] .
2ـ الفريق الثاني: قالوا ببطلان وكفر ما ذُكِرَ ؛ من أن الخالق عين المخلوق، وإِنما أرادوا بوحدة الوجود وحدة الوجود القديم الأزلي، وهو الحق سبحانه، فهو لاشك واحد منزه عن التعدد. ولم يقصدوا بكلامهم الوجود العرضي المتعدد. وهو الكون الحادث، نظراً لأن وجوده مجازي، وفي أصله عَدَمِيٍّ لا يضر ولا ينفع. فالكون معدوم في نفسه، هالك فانٍ في كل لحظة. قال تعالى: {كُلُّ شَيءٍ هالِكٌ إلا وَجهَهُ} [القصص: 88] وإِنما يُظهره الإِيجاد، ويُثْبتُه الإِمداد. الكائنات ثابتة بإِثباته، وممحوةٌ بأَحدِّيَة ذاته، وإِنما يُمْسكه سر القيومية فيه. وهؤلاء قسمان:
1ـ قسم أخذ هذا الفهم بالاعتقاد والبرهان، ثم بالذوق والعَيان، وغلب عليه الشهود، فاستغرق في لُجج بحار التوحيد، ففني عن نفسه فضلاً عن شهود غيره، مع استقامته على شرع الله تعالى وهذا قوله حق.
2ـ وقسم ظن أن ذلك علم لفظي، فتوغل في تلاوة عباراته، وتمسَّك بظواهر إِشاراته، وغاب في شهودها عن شهود الحق، فربما هانت الشريعة في عينيه، لما يلتذ به من حلاوة تلك الألفاظ، فيقع على أم رأسه، ويتكلم بما ظاهره أن الشريعة في جهة يختص بها أهل الغفلة، والحقيقة في جهة أخرى يختص بها أهل العرفان، ولَعمري إِن هذا لهو عين الزور والبهتان، وما ثَمَّ إِلا شريعةٌ ومقامُ إِحسان.
وعلى كلٌّ فالأَوْلى بالصوفي في هذا الزمان أن يبتعد عن الألفاظ والتعابير التي فيها إِيهام أو غموض أو اشتباه [انظر بحث بين الحقيقة والشريعة ص 381 من هذا الكتاب] لئلا يوقع الناس بسوء الظن به، أو تأويل كلامه على غير ما يقصده، ولأن كثيراً من الزنادقة والدخلاء على الصوفية قد تكلموا بمثل هذه العبارات الموهمة والألفاظ المتشابهة، لِيَظْهروا ما يُكِنُّونَه في قلوبهم من عقائد فاسدة، ولِيصلوا بذلك إِلى إِباحة المحرمات، ولِيبرِّرُوا ما يقعون فيه من المنكرات والفواحش، فاختلط الحق بالباطل، وأُخِذَ المؤمن الصادق بجريرة الفاسق المنحرف.
لهذا سيَّجَ الصوفية بواطنهم وظواهرهم بالشريعة الغرَّاء، وأوْصَوْا تلامذتهم بالتمسك بها قولاً وعملاً وحالاً، فهي عندهم باب الدخول وسلم الوصول، ومَنْ حاد عنها كان من الهالكين، وقد مر بك كلام الصوفية في التمسك بالشريعة فارجع إِليه في هذا الكتاب [أما ما ثبت من كلام أعلام الصوفية مما فيه غموض أو اشتباه فمردُّه أحد سببين:
أ ـ إِما لأنهم التزموا اصطلاحاتٍ ورموزاً وإِشاراتٍ لا يفهمها غيرهم كما أشرنا إِلى ذلك في بحث التأويل.
ب ـ وإِما لأنهم تكلموا بها في حالات الغلبة والشطح. ولذلك لا يجوز لمن لم يذق مذاقهم ولم يبلغ مراتبهم أن يقلدهم في هذه العبارات ويتشدق بها أمام الناس]
وختاماً نقول: إِن تلك النقول عن العلماء الأعلام، وعن الصوفية أنفسهم، تكشف للقارىء الكريم أن الصوفية مُبَرؤَّوُن مما نُسب إِليهم من القول بالحلول والاتحاد، ووحدة الوجود، وأن كلامهم مؤوَّل على وجه شرعي، وموافق لما عليه أهل السنة والجماعة، من العقيدة الصحيحة السليمة، وأنهم ما نالوا هذه المواهب العرفانية إِلا بالتمسك بالكتاب والسنة، وأنهم حقيقة رجال السلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ الذين تمسكوا بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأفلحوا وتحققوا بالاتباع الكامل له عليه الصلاة والسلام، فنالوا الرضى من الله تعالى، وفازوا بسعادة الدارين. {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ والرسولَ فأولئِكَ معَ الصِّدِّيقينَ والشهداءِ والصالحينَ وحَسُنَ أولئكَ رفيقاً} [النساء: 69]
تتمة السؤال: الرفض ، الفناء ، النور المحمدي ، الرابطة ، دعاء الأموات و عبادة القبور .......ألخ
الجواب:
أما عن أن الصوفية يقولون بالرفض (أي رفض خلافة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب) فليس هناك أحد من الصوفية السنة يقولون بهذا الكلام أبداً ، فعقيدتهم عقيدة أهل السنة والجماعة ومذاهبهم في الفقهيات مذاهب الشافعي ومالك وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين.
وأما عن الفناء فيفسره ابن تيمية رحمه الله:
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوي (جزء 10 - صفحة 219(
(فان الفناء ثلاثة انواع: نوع للكاملين من الأنبياء والأولياء ونوع للقاصدين من الاولياء والصالحين ونوع للمنافقين الملحدين الخمشهبين فاما الأول فهو الفناء عن ارادة ما سوى الله بحيث لا يجب الا الله ولا يعبد الا اياه ولا يتوكل الا عليه ولا يطلب غيره وهو المعنى الذى يجب ان يقصد بقول الشيخ ابى يزيد حيث قال اريد ان لا اريد الا ما يريد اى المراد المحبوب المرضى وهو المراد بالارادة الدينية وكمال العبد ان لا يريد ولا يجب ولا يرضى الا ما اراده الله ورضيه واحبه وهو ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب ولا يجب الا ما يحبه الله كالملائكة والأنبياء والصالحين وهذا معنى قولهم فى قوله الا من أتى الله بقلب سليم قالوا هو السليم مما سوى الله او مما سوى عبادة الله او مما سوى ارادة الله او مما سوى محبة الله فالمعنى واحد وهذا المعنى أن سمى فناء او لم يسم هو اول الاسلام وآخره وباطن الدين وظاهره .
( اما النوع الثاني فهو الفناء عن شهود السوى وهذا يحصل لكثير من السالكين فانهم لفرط انجذاب قلوبهم الى ذكر الله وعبادته ومحبته وضعف قلوبهم عن ان تشهد غير ما تعبد وترى غير ما تقصد لا يخطر بقلوبهم غير الله بل ولا يشعرون كما قيل فى قوله {وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها} قالوا فارغا من كل شئ الا من ذكر موسى وهذا كثير يعرض لمن فقمه أمر من الأمور إما حب وإما خوف واما رجاء يبقى قلبه منصرفا عن كل شئ الا عما قد احبه او خافه او طلبه بحيث يكون عند استغراقه فى ذلك لا يشعر بغيره فإذا قوى على صاحب الفناء هذا فانه يغيب بموجوده عن وجوده وبمشهوده عن شهوده وبمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن معرفته حتى يفنى من لم يكن وهى المخلوقات المعبدة ممن سواه ويبقى من لم يزل وهو الرب تعالى والمراد فناؤها فى شهود العبد وذكره وفناؤه عن ان يدركها او يشهدها) اهـ .
وأما عن النور المحمدي فقد جاء في مجموع فتاوي ابن تيمية : الجزء (13ص 10)
[وكذلك قوله : (لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين) قيل : النور هو محمد عليه الصلاة والسلام] انتهى
أخرج أحمد والحاكم والبيهقي في الدلائل عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إني عند الله في أمّ الكتاب لخاتم النبيّين، وإن ءادم لمنجدل في طينته وسأنبئكم بتأويل ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام وكذلك ترى أمهات الأنبياء".وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: "رواه أحمد بأسانيد، والبزار والطبراني بنحوه" ..."أحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سويد، وقد وثقه ابن حبّان"اهـ. قلت: رواه الحاكم من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن سويد بن سعيد، عن العرباض بن سارية، وقال: "صحيح الإسناد" وتعقّبه الذهبي بأن أبا بكر ضعيف، وغلط الدكتور قلعجي محقّق كتاب دلائل النبوة فذكر أن الذهبي وافقه على تصحيحه.
وروى أحمد من طريق بُدَيْل عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال: "قلت: يا رسول الله متى كنت نبيًّا؟ قال: "وءادم بين الروح والجسد". وهكذا رواه البغوي وابن السكن في الصحابة. قال الحافظ: وهذا سند قوي. قلت: وذكره البخاري في التاريخ معلقًا. روى الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قيل للنبيّ صلى الله عليه وسلم: متى وجبت لك النبوّة؟ قال: بين خلق ءادم ونفخ الروح فيه". وروى أحمد من طريق عبد الله بن شقيق، عن رجل قال: "قلت: يا رسول الله متى جعلت نبيًّا؟ قال: وءادم بين الروح والجسد". قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. قلت: هو أحد طرق حديث ميسرة الفجر.
وقال ابن سعد في الطبقات: أخبرنا عفّان ابن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا: حدّثنا حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عبد الله ابن شقيق، عن عبد الله بن أبي الجدعاء قال: "قلت: يا رسول الله متى كنت نبيًّا؟ قال: إذ ءادم بين الروح والجسد"اهـ. رجاله رجال الصحيح. وروى البزار والطبراني بإسناد ضعيف عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: "قيل: يا رسول الله متى كنت نبيًّا؟ قال: وءادم بين الروح والجسد". قال البيهقي: قوله صلى الله عليه وسلم: "إني عند الله في أمّ الكتاب لخاتم النبيين وان ءادم لمنجدل في طينته" يريد انه كان كذلك في قضاء الله وتقديره قبل أن يكون أبو البشر وأوّل الأنبياء صلوات الله عليهم" اهـ.
وقال أبو الحسين بن بشران، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو، حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح، ثنا محمد بن صالح، ثنا محمد بن سنان العَوفي، ثنا إبراهيم بن طَهمان، عن بُدَيل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة قال: قلت: يا رسول الله متى كنت نبيًّا؟ قال: "لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وخلق العرش كتب على ساق العرش: محمّد رسول الله خاتم الأنبياء، وخلق الله الجنّة التي أسكنها ءادم وحوّاء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام، وءادم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبر أنه سيد ولدك، فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه" اهـ، إسناد جيد قوي. وهو يفيد أن معنى كونه نبيًّا: إظهار نور النبوة قبل نفخ الروح في سيدنا آدم عليه السلام.
واستئناساً من كتاب أشعيا أحد أناجيل النصارى نقلاً عن ابن القيم رحمه الله في هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى جزء 1، صفحة 74فصل الوجه التاسع عشر :
((قول أشعيا ايضا باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم "اني جعلت امرك يا محمد بالحمد يا قدوس الرب اسمك موجود من الابد")) فهل بقي بعد ذلك لزايغ مقال او لطاعن مجال قوله: يا قدوس الرب معناه يا من طهره الرب وخلصه واصطفاه وقوله اسمك موجود من الابد مطابق لقول داود في مزمور له اسمك موجود قبل الشمس .
ولننظر من سماه النور ، بل من سماه السراج (يعني الذي يتفجر منه النور) ، قال الله عز وجل: (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً) سورة الأحزاب، فهل سينكرون كلام الله ؟ أم أنهم سينكرون على الله سبحانه وتعالى لأنه سمى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم سراجاً منيراً؟؟!!!!!
وأما عن الرابطة فقد أجبت عنها.
ولكن من الأغاليط أن نقول دعاء الأموات الصالحين، فإن الأموات لا نداء لهم، بل هو استشفاع بهم إلى الله (ليس بأجسادهم البالية) بل بأرواحهم الحية وبمقامهم عند الله، وليس حراماً أو شركاً إن توجهنا بهم إلى الله توسلاً واستشفاعاً إليه، وتحبباً لديه، ومنكر الشفاعة عند أهل السنة يعتبر فاسقاً.
وأما عن عبادة القبور:
فهذا من المضحك أن يقال عن الصوفية الذين يزورون القبور أنهم يعبدونها، فهل زيارة المساجد مثلاً تعتبر عبادة لها؟؟!!! الجواب طبعاً : لا
أما التوسل بالصالحين الذين دفنوا في المقبرة فلا يعني هذا عبادة لهم أو عبادة لقبورهم، ومن اعتقد هذا عن زائري هؤلاء الصالحين فهذا أحمق فاقد لعقله، ومن أشكل المشكلات توضيح الواضحات.
هل نسمي من يدعو الله ويشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله متوسلاً بأحبابه إليه) كما فعل الصحابة عندما توسلوا ببعضهم وتوسلوا برسول الله) هل نسمي هؤلاء مشركين أو عابدين للقبور؟!
اللهم ثبت علينا إيماننا وعقولنا
لكن أقول: إن قوماً من أهل الجفاء والقلوب القاسية ومن فهموا الدين بالتشدد والتزمت والتكفير، قالوا للسذج هذا الكلام لتنفير الناس من زيارة الصالحين حتى في قبورهم أما عن زيارتهم في مجالسهم وهم أحياء فهي بدعة عند هؤلاء، فلا الصالحين الأحياء نجوا منهم ولا الصالحين الأموات.
ومن يعتقد أن زيارة قبر الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم شرك، فقد افترى على الله ورسوله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد)) فقبره محفوظ من الشرك وإن توسل الناس به عند قبره وإن استغاثوا به مستشفعين به إلى الله عنده، فهذا ليس من الشرك لأن دعاءه عليه الصلاة والسلام بحفظ قبره من الشرك والوثتية محفوظ من كل هذا.
وإذا كان التوسل حدث من الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته فالأمر باق على مشروعيته بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا شيء مسلم به كما ورد عن سيدنا عمر في صحيح البخاري ((اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا)) ، فكل ما جاز فعله في حياة النبي عليه الصلاة والسلام فهو جائز بعد وفاته ما لم يرد دليل على منعه بعد وفاته، ولم يرد هذا، ولايجوز تخصيص شيء من دون دليل من كلام الله أو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم والترك لا ينجب حكماً.

تمت الأجوبة على هذه الأسئلة والحمد لله رب العالمين
موضوع مغلق

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:55 PM.