|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() دعوة للمحاسبة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله عبدالمحسن بن محمد القاسم ![]() إن تعاقب الشهور والأعوام على العباد من نعم الله الغزار، قال جل وعلا: ![]() ![]() وقد أقسم الله في آيات عديدة من كتابة بأجزاء من الوقت من الليل والنهار والفجر والعصر والضحى، ونحن قد ودعنا عاماً حافلاً من أعمارنا، واستودعنا فيه أعمالنا، تُنشر يوم الحشر أمامنا، فما أسرع ما مضى وانقضى، وما أعظم ما حوى، كم من حبيب فيه فارقنا، وكم من بلاء فيه واجهنا، وكم من سيئات فيه اجترحنا، والليالي والأيام خزائن للأعمال ومراحل للأعمار، تبلي الجديد وتقرب البعيد، أيام تمر، وأعوام تكر، وأجيال تتعاقب على دروب الآخرة، فهذا مقبل وذاك مدبر، والكل إلى الله يسير، يقول المصطفى ![]() في الدهر آلام تنقلب أفراحاً، وأفراح تنقلب أتراحاً، أيام تمر على أصحابها كالأعوام، وأعوام تمر على أصحابها كالأيام، واللبيب من اتخذ في ذلك عبرةً ومدَّكراً، قال سبحانه: ![]() ![]() ![]() ![]() فانظر في صحائف أيامك التي خلت؛ ماذا ادخرت فيها لآخرتك؟ واخل بنفسك وحاسبها حساب الشحيح، يقول ميمون بن مهران: ( لا يكون العبد تقياً حتى يكون مع نفسه أشد من الشريك مع شريكه ) [أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف:7/235،195، وأبو نعيم في الحلية:4/ 89، وعلقه الترمذي في الرقاق:2459]. والرشيد من وقف مع نفسه وقفة حساب وعتاب؛ يصحح مسيرتها ويتدارك زلتها، يتصفح في ليله ما صدر من أفعال نهاره، فإن كان محموداً أمضاه، واستبق بما شاكله وضاهاه، وإن كان مذموماً استدركه وانتهى عن مثله في المستقبل؛ لأنه مسافر سفر من لا يعود، يقول ابن حبان: ( أفضل ذوي العقول منزلة أدومهم لنفسه محاسبة ) [روضة العقلاء:19]. وإن غياب محاسبة النفس نذير غرق العبد في هواه، وما أردى الكفار في لجج العمى إلا ظنهم أنهم يمرحون كما يشتهون بلا رقيب، ويفرحون بما يهوون بلا حسيب، قال سبحانه عنهم: ![]() ![]() والاطلاع على عيب النفس ونقائصها ومثالبها يلجمها عن الغي والضلال، ومعرفة العبد نفسه وأن مآله إلى القبر يورثه تذللاً وعبودية لله، فلا يُعجب بعمله مهما عظم، ولا يحتقر ذنباً مهما صغر، يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: ( لا يتفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتاً ) [أخرجه عبدالرزاق في المصنف:11/255، وابن أبي شيبة في المصنف:7/ 110)، والطبري في تفسيره:1/258، وأبو نعيم في الحلية:1/211]. وإذا جالست الناس فكن واعظاً لقلبك، فالخلق يراقبون ظاهرك، والله يراقب باطنك، ومن صحح باطنه في المراقبة والإخلاص زين الله ظاهره في المجاهدة والفلاح. والتعرف على حق الله وعظيم فضله ومنه وتذكر كثرة نعمه وآلائه يطأطىء الرأس للجبار جل وعلا، ويدرك المرء معه تقصيره على شكر النعم، وأنه لا نجاة إلا الرجوع إليه، وأن يطاع فلا يعصى، وأن يشكر فلا يكفر، يقول أهل العلم: ( بداية المحاسبة أن تقايس بين نعمته عز وجل وجنايتك، فحينئذ يظهر لك التفاوت، وتعلم أنه ليس إلا عفوه ورحمته أو الهلاك والعطب ). وتفقد عيوب النفس يزكيها ويطهرها، قال سبحانه: ![]() ![]() وإن أضرَّ ما على المكلف إهمال النفس وترك محاسبتها والاسترسال خلف شهواتها حتى تهلك، وهذا حال أهل الغرور الذين يغمضون عيونهم عن المعاصي ويتكلون على العفو، وإذا فعلوا ذلك سهُلت عليهم مواقعة الذنوب والأنس بها والله يقول: ![]() ![]() والمؤمن قوام على نفسه يحاسبها، قال عز وجل: ![]() ![]() وعاهد نفسك في مطلع هذا العام على المحافظة على الصلوات الخمس في المساجد جماعة مع المسلمين، والتزود من العلم النافع والسعي في نشره وتعليمه، وحفظ اللسان عن المحرمات من الكذب والغيبة والبذاءة والفحش، وعليك بالورع في المطاعم والمشارب، واجتناب ما لا يحل، واحرص على بر الوالدين وصلة الأرحام، وبذل المعروف للقريب والبعيد، وتطهير القلب من الحسد والعداوة والبغضاء، واحذر الوقيعة في أعراض المسلمين، واجتهد بالقيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأداء حقوق الأولاد والزوجة على الوجه الأكمل، وغض البصر عن النظر إلى المحرمات في الطرقات أو الفضائيات، وما أجمل أن يكون هذا العام انطلاقة تغير في المجتمعات، ومحافظة النساء على حجابهن، والتزامهن بالستر والحياء، إمتثالاً لأمر الله واتباعاً لسنة رسول الله ![]() فالليل والنهار يباعدان من الدنيا ويقربان إلى الآخرة، فطوبى لعبد انتفع بعمره، فاستقبل عامه بمحاسبة نفسه على ما مضى، فكل يوم تغرب فيه شمسه ينذرك بنقصان عمرك، والعاقل من اتعظ بأمسه، واجتهد في يومه، واستعد لغده، فخذ الأهبة لآزف النقلة، وأعد الزاد لقرب الرحلة، وخير الزاد التقوى، وأعلى الناس عند الله منزلة أخوفهم منه. ![]() ![]() فضل شهر محرم فاتحة شهور العام شهر الله المحرم، من أعظم الشهور عند الله، عظيم المكانة قديم الحرمة رأس العام، من شهر الله الحرام، فيه نصر الله موسى وقومه على فرعون وملته، ومن فضائله كثرة صيام أيامه، يقول عليه الصلاة والسلام: { أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل } [رواه مسلم]. وأفضل أيام هذا الشهر يوم عاشوراء، يقول ابن عباس رضي الله عنهما، قدم النبي ![]() ![]() ![]() وقد عزم على أن يصوم يوماً قبله مخالفة لأهل الكتاب فقال: { لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع }. فيستحب للمسلمين أن يصوموا يوم عاشوراء اقتداء بسنة المصطفى ![]() وصلَّى الله على محمد وآله وسلم.
__________________
مستر/ عصام الجاويش معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه |
#2
|
||||
|
||||
![]() الغفلة المهلكة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.. أما بعد: يقول الله تعالى: ![]() ![]() ![]() ![]() من يرى أحوالهم وما هم عليه من شدة جرأتهم على ارتكاب المعاصي وتهاونهم بها يقول: إن هؤلاء إما أنهم لم يصدقوا بالنار، أو أن النار قد خلقت لغيرهم، نسوا الحساب والعقاب وتعاموا عن ما أمامهم من أهوال وصعاب ![]() ![]() يا مـتعب الجسم كـم تـسعى لراحتـه *** أتعبت جسمك فيما فيه خسران؟! أقبل على الروح واستكمل فضائلها *** فأنت بالروح لا بالجسم إنـسان ما أحرصهم على أموالهم وما أحرصهم على وظائفهم، وصحتهم، لكن أمور دينهم والتفقه فيها وتطبيقها والتقيد بها فهي آخر ما يفكرون فيه إن هم فكروا. أوقاتهم ضائعة بلا فائدة، بل إن أغلبها قد تضيع في المحرمات وإضاعة الواجبات يبحثون بزعمهم عن الراحة والسعادة، وهم بعملهم هذا لن يجدوا إلا الشقاء والتعاسة، شعروا بذلك أم لم يشعروا لقوله تعالى: ![]() ![]() نهارك يا مغرور سهو وغفـلة *** وليلك نوم والردى لك لازم وشغلك فبما سوف تكره غبـه *** كذلك في الدنيا تعيش البهائم ولقد مات عند الكثير من هؤلاء الشعور بالذنب، ومات عندهم الشعور بالتقصير، حتى ظن الكثير منهم أنه على خير عظيم، بل ربما لم يرد على خاطره أنه مقصر في أمور دينه، فبمجرد قيامه بأصول الدين ومحافظته على الصلوات ظن في نفسه خيرأ عظيماً، وأنه بذلك قد حاز الإسلام كله وأن الجنة تنتظره في نهاية المطاف، ونسي هذا المسكين مئات بل آلاف الذنوب والمعاصي التي يرتكبها صباحاً ومساءً من غيبة أو بهتان أو نظرة إلى الحرام أو شرب لحرام أو حلق لحية أو إسبال ثوب أو غير ذلك من المعاصي والمخالفات التي يستهين بها ولا يلقي لها بالاً ويظن أنها لا تضره شيئاً وهي التي قد تكون سبباً لهلاكه وخسارته في الدنيا والآخرة وهو لا يشعر لقوله ![]() تا الله لو عاش الفتى في عمره *** ألفاً من الأعوام مالك أمره مــتـلــذذاً فيــها بـكــل نــعيـــم *** متـنعـماً فيـها بنعـمى عصره مـا كـان ذلـك كـله في أن يفي *** بمـبيـت أول ليـلة فـي قــبـره إن مثل هؤلاء المساكين الغافلين السادرين في غيّهم قد أغلقت الحضارات الحديثة أعينهم وألهتهم الحياة الدنيا عن حقائقهم ومآلهم، ولكنهم سوف يندمون أشد الندم إذا استمروا في غيهم ولهوهم وعنادهم ولم يفيقوا من غفلتهم وسباتهم ويتوبوا إلى ربهم. يقول تعالى عن مثل هؤلاء: ![]() ![]() أمـا والله لـو عـلم الأنـام *** لمـا خلقوا لما غفلوا وناموا لقد خلقوا لما لو أبصرته *** عيون قلوبهم تاهوا وهاموا مـمـات ثـم قـبرثم حشــر *** وتـوبـيـخ وأهــوال عظــام أخي الحبيب: يا من تقرأ هذه الرسالة قف قليلأ مع هذه الأسطر وراجع نفسك وحاسبها وانظر كيف أنت في هذه الحياة، هل أنت من أولئك اللاهين الغافلين أم لا؟ وهل أنت تسير في الطريق الصحيح الموصل إلى رضوان الله وجنته، أم أنك تسير وفق رغباتك وشهواتك حتى ولو كان في ذلك شقاؤك وهلاكك، انظر أخي في أي الطريقين تسير فإن المسألة والله خطيرة وإن الأمر جد وليس بهزل، ولا أظن أن عندك شيء أغلى من نفسك فاحرص على نجاتها وفكاكها من النار ومن غضب الجبار، انظر أخي الحبيب كيف أنت مع أوامر الله وأوامر رسوله ![]() إن الدين أخي الحبيب كلٌ لا يتجزأ؛ لأن الإلتزام ببعض أمور الدين وترك الأمور الأخرى يعتبر استهتارا بأوامر الله وتلاعبا بها، وهذا لا يليق بمسلم أبداً وقد نهى الله عن ذلك وتوعد من فعله بوعيد شديد فقال عز من قائل: ![]() ![]() أخي الحبيب: يا من تعصي الله إلى متى هذه الغفلة؟ إلى متى هذا الإعراض عن الله؟ ألم يأن لك أخي أن تصحو من غفلتك؟ ألم يأن لهذا القلب القاسي أن يلين ويخشع لرب العالمين ![]() ![]() ألا تريد الجنة يا أخي؟ تخيّل يا أخي النظر إلى وجه ربك الكريم في الجنة وتخيّل أنك تصافح نبيك محمداً صلى الله عليه وسلّم وتقبله وتجالس الأنبياء والصحابة في الجنة، قال تعالى: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() أخي الحبيب: إياك إياك أن تغتر بهذه الدنيا وتركن إليها وتكون هي همك وغايتك، فإنك مهما عشت فيها ومهما تنعمت بها فإنك راحل عنها لا محالة، فيا أسفاً لك أخي إذا جاءك الموت ولم تتب ويا حسرةً لك إذا دعيت إلى التوبة ولم تجب، فكن أخي عاقلأ فطناً واعمل لما أنت مقدم عليه فإن أمامك الموت بسكراته، والقبر بظلماته، والحشر بشدائده وأهواله، وهذه الأهوال ستواجهها حتماً وحقاً وستقف بين يدي الله وستسأل عن أعمالك كلها صغيرها وكبيرها فأعد للسؤال جوابأ ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() إذا ما نهاك امرؤ ناصـح *** عن الفاحشات انزجر وانتهي إن دنيا يا أخي من بعدها *** ظلمة القبر و صوت النائحي لا تساوي حبة من خردل *** أو تساوي ريشة من جانحي وفقني الله واياك لما يحب ويرضى وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________
مستر/ عصام الجاويش معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|