|
#1
|
||||
|
||||
![]() السلفية بين منظورين .. دعوة نجاة ومنهج حياة الأستاذ / علي مبارك لا يشك أحد له إيمان صادق و مسكة من عقل أن السلف الصالح من الصحابة والتابعين هم خيار هذه الأمة وأن الانتماء لمنهجهم والانتساب إليهم هو من أعظم الأمور التي تعين على الثبات على الحق وتبعث على الفخر والاعتزاز ، وعلى هذا فإن السلفية إنما هي تسمية تعود إلى الانتساب إلى السلف الصالح والدعوة إلى العود إلى منهجهم والالتزام بفهمهم لهذا الدين القويم وعلى ذلك يجب أن نفهم السلفية في جانب وأن يلتزم المنتمون إليها في الجانب الآخر . وقد جعلت هذه الطوتدة من أجل الدخول في موضوع العنوان ومنظور السلفية المعاصرة وما يتعلق بها . هل هي دعوة للنجاة يجب أن تقتصر على جوانب من الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وأن النظر إليها يجب أن ينحصر من هذه الزاوية فقط فلا دخل لها في التحدث في أمور الأمة العامة وقضاياها كما يحلو لبعض الدعوات كما لا دخل لها في أمور السياسة وكواليسها كما يروق للبعض الآخر وأن السلفيين حينما يدسون أنوفهم في مثل هذه الأمور إنما يرتكبون خطأ يبعد بهم عن خط الدعوة الصحيح الذي يجب أن يسلكوه حتى ولو كان ذلك من باب النصح لهذه الأمة وبيان الحق في بعض المسائل التي تهم السلفيين أنفسهم فضلاً عن أنها تهم هذه الأمة ، والسلفيون بلا شك هم أهم نسيج تتشكل منه هذه الأمة لما يعرفون به من الدعوة إلى الحق وعدم المداهنة فيه وهم أبعد الناس عن المراوغة والتمييع لقضايا الأمة وهم المستهدف الأول لأعداء الإسلام . أم أن السلفية منهج حياة وهي الامتداد الحقيقي لأصل الإسلام الحق ويجب النظر إليها بهذا المنظور العام مع الأخذ بنظر الاعتبار أن السلفيين هم جزء لا يتجزأ من نسيج هذه الأمة العريق والذي يتأثر بما يصيب هذه الأمة من ضعف وتأخر بين الأمم وكذا ما ينوب هذه الأمة من مصائب وأن أطروحاتهم ونظرهم لقضايا هذه الأمة ينبع من فهمهم لمنهج السلف والنظر إلى واقع هذه الأمة وما تحتاج إليه في حال ضعفها وقوتها وأن السلفيين والدعاة إلى هذا المنهج ليسوا معصومين من الخطأ سواء في النظر والاستدلال أو في تشخيص واقع الأمة ومعالجة قضاياها بل هم ملتزمون في ذلك بمنهج أهل السنة والجماعة من الناحية الإجمالية مجتهدون في ذلك المنهج وتطبيقه على واقع هذه الأمة ولكل مجتهد نصيب . كما يجب النظر إلى السلفيين بأنهم فصيل مهم من فصائل هذه الأمة العريقة وأن لهم الحق في التحدث في قضاياها على جميع المستويات بل أن تغييب رأيهم وغمط حقهم في هذا ربما يصيب الأمة بزيادة في ضعفها لأنهم أقرب الناس إلى معرفة منهج سلف هذه الأمة وأحرص الناس على تقدم وسؤدد ونجاة هذه الأمة كما لهم الحق أيضاً في قيادة هذه الأمة إن مكنهم الله من ذلك وبالطرق التي رسمها لهم سلفهم الصالح لا بالطرق والوسائل التي رسمها لهم أعداؤهم ليوقعوهم في فخ الإتباع لسننهم وإتباع آثارهم . وعلى هذا تبقى السلفية بين هذين المنظورين ، منظور أنها دعوة للنجاة فقط تأخذ جانب تعليم الناس 5في المساجد والبحث في متون العلم والمعرفة وتربي شبابها ومنتسبيها على حب العلم والتضحية من أجله وتبقى قضايا الأمة الكبرى لأهلها والمتمرسون في هذا الجانب . والمنظور الآخر وهو أن السلفية منهج متكامل يغطي جميع جوانب الحياة العقدية والعلمية والاجتماعية والثقافية وما يتجدد من أحوال هذه الأمة ووضع المعالجات للقضايا التي تجابه هذه الأمة وتعرقل وصولها إلى المكانة التي وضعها الله لها من قيادة الإنسانية إلى خيري الدنيا والآخرة . ولا شك أن هذا المنظور هو منظور السلفية الحقة والذي يجب أن تكون عليه الدعوة السلفية ، فلا بد أن تعد العدة من أجل تحقيق نفسها وأخذ موقعها الحقيقي بين بقية الدعوات . لأن الأمة جربت كثير من الدعوات وهي ما زالت في حال التجربة المرة إلا أن التخبط الذي تمشي بها فيه هذه الدعوات جعلها تتنكب على الصرط المستقيم ، ولا بد من منقذ ولا يتصور هذا المنقذ إلا من دعوه تلتزم بالإسلام منهجاً متكاملاً للحياة وتسعى لتطبيق هذا المنهج وتصبر في تحقيق هذا التطبيق مع مراعاة كافة الظروف التي توصلها إلى هدفها الأعظم وهو تحقيق العبودية لله وابتغاء مرضاة الله . إذا تقرر هذا فإن تساؤلات تطرح منها :ما الواجب على حملة هذه الدعوة ؟ وما هي المساحة المسموح لهم بالتحرك فيها ؟ وهل منهجهم مقيد بحيث يقتصر على جوانب من الحياة دون الجوانب الأخرى ؟ وما هي برامجهم للإصلاح والتغيير على الأمدين القريب والبعيد ؟ وغيرها من الأسئلة التي قد تبدو ملحة في طرحها سواء على السلفيين أنفسهم أو من يريد التعرف عن كثب على هذه الدعوة المباركة ؟ ومع أن الإجابة على كل هذه التساؤلات تبدو صعبة إلا أننا نحاول في هذا المقال بجهد المقل سواء من الناحية العلمية المنهجية أو من الناحية التربوية والقيادية .. لكن نطرح مجرد رأي يتضمن الإجابة السريعة والمختصرة على ما مثل هذه التساؤلات ولعله يفتح بابا للنقاش حوله من قبل من هم أدرى واعرف واعلم بحال هذه الدعوة . فالواجب على حملة هذه الدعوة المباركة أن يتمثلوا منهج الدعوة بشموليته وسماحته ووسطيته وأن يكونوا على مستوى تحمل المسؤولية لتبليغ هذه الدعوة لأكبر مساحة بين المسلمين فضلا عن غيرهم . وأن يعلموا أن مهمتهم عظيمة ووظيفتهم جليلة وأن تمسكهم بهذا المنهج والدعوة إليه والتضحية من أجله وجمع الناس عليه هي من اجل القربات إلى الله سبحانه وتعالى , لذا يجب التفاني في ذلك والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وألا يستخفهم في ذلك ضغط واقع ولا شنآن مخالف . أما المساحة المسموح بها لهم فإن ذلك يكمن في جهودهم وتدبيرهم لأمور دعوتهم من الناحية النظرية على أقل التقدير , أما من الناحية الواقعية فإن تلك الرقعة المسموح بها ينافسهم فيها ولا شك الكثرة الكاثرة من الدعوات والأفكار والتي تملك من الإمكانيات والتسهيلات والدوافع الداخلية والخارجية ما يمكنها أحيانا من قوة المنافسة والانتصار في المنازلة , لكن يجب أن يثق الدعاة في ربهم أولا , وأن يتمسكوا بمنهجه مهما علا زبد تلك الدعوات ومهما غطت من مساحة فإنها ستذهب جفاء إذا أقام أبناء هذه الدعوة ودعاة هذا المنهج بما يجب عليهم حقا تجاه دعوتهم ومنهجهم . وأما ما يتخوف منه بعض الذين يودون الانتماء إلى هذه الدعوة المباركة حيث أنهم يتصورون أن لهذا المنهج قيود يصعب معها الجمع بينه وبين ما هم فيه من ظروف العمل أو العادات أو الواقع أو غيرها من المؤثرات والتي يتصور البعض أنها لا تتلاءم وأدبيات هذا المنهج لما فيه من صرامة الالتزام وقوة الحجة وهذا بلا شك توهم , فإن هذا المنهج قد ضم قديما وحديثا الكثرة الكاثرة من المسلمين على اختلاف علمهم والتزامهم وعاداتهم وأوطانهم بل وألسنتهم وثقافاتهم بشرط أن يلتزموا إجمالا بما تنص عليه حيثيات هذا المنهج ثم يكون المنتمون إليه بحسب ما قسمتهم الآية الكريمة [ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ] {فاطر:32} والمتتبع لمؤلفات دعاة هذه الدعوة قديما وحديثا يجد ذلك منصوصا ومكررا في كثير من مؤلفاتهم وكتبهم التي حفظت هذا المنهج وبلغته إلينا . وأما برنامج هذا المنهج للإصلاح والتغيير سواء على المدى القريب من حيث جمع الناس حول هذا المنهج والدعوة إليه وكسب أنصاراً له فإنه لا ينكر احد أن دعاة هذا المنهج نجحوا كغيرهم أو أفضل منهم في حالات من الدعوات الأخرى وإن كان الكثرة قد تكون خلف غيرهم إلا إن العبرة بالكيف لا بالكم فقط . وأما ما يسمى بالجانب الاستراتيجي أو الدعوة إلى هذا المنهج على المدى البعيد فإن الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة ترسم هذا الأمر وتقعد لأتباعه ودعاته أعظم القواعد في ميراث الأرض واستخلاف المؤمنين وحسن العواقب , لكن يبقى فقه أصل هذا المنهج ودعاته وفق الالتزام بالشروط المعقودة على ذلك ومعرفة قدر الله سبحانه وتعالى وما جرت به سننه في هذا الكون وان الأيام دول بين الناس . وعلى هذا فإن الدعوة السلفية دعوة عريقة بماضيها ناصعة بمنهجها قوية ومستمرة بحفظ الله لها موعودة بنصره وتوفيقه مهما كانت اليوم مطاردة أو مطرودة إلا إنها وبلا شك – قارب النجاة لمستقبل هذه الأمة وعزتها وإلى أن يجئ ذلك لابد عليها أن تعد نفسها لهذه المرحلة العظيمة من مراحل تمكين هذه الأمة محبكم / علي مبارك
__________________
مستر/ عصام الجاويش معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه آخر تعديل بواسطة مستر/ عصام الجاويش ، 29-04-2010 الساعة 11:57 PM |
#2
|
||||
|
||||
![]()
11 وسيلة للتأثير على القلوب
هذه سهام لصيد القلوب، أعني تلك الفضائل التي تستعطف بها القلوب، وتستر بها العيوب وتستقال بها العثرات، وهي صفات لها أثر سريع وفعّال على القلوب، فإليك أيها المحب سهاماً سريعة ما أن تطلقها حتى تملك بها القلوب فاحرص عليها، وجاهد نفسك على حسن التسديد للوصول للهدف واستعن بالله. الوسيلة الأول: الابتسامة : قالوا هي كالملح في الطعام، وهي أسرع سهم تملك به القلوب وهي مع ذلك عبادة وصدقة، ( فتبسمك في وجه أخيك صدقة ) كما في الترمذي، وقال عبد الله ابن الحارث ( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم). الوسيلة الثانية : البدء بالسلام : سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك لكن أحسن التسديد ببسط الوجه والبشاشة، وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف، وهو أجر وغنيمة فخيرهم الذي يبدأ بالسلام، قال عمر الندي (خرجت مع ابن عمر فما لقي صغيراً ولا كبيراً إلا سلم عليه)، وقال الحسن البصري (المصافحة تزيد في المودة) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ). وفي الموطأ أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء ) قال ابن عبد البر هذا يتصل من وجوه حسان كلها. الوسيلة الثالثة : الهدية : ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب، وما يفعله الناس من تبادل الهدايا في المناسبات وغيرها أمر محمود بل ومندوب إليه على أن لا يكلف نفسه إلا وسعها، قال إبراهيم الزهري (خرّجت لأبي جائزته فأمرني أن أكتب خاصته وأهل بيته ففعلت، فقال لي تذكّر هل بقي أحد أغفلناه ؟ قلت لا قال بلى رجل لقيني فسلم علي سلاماً جميلاً صفته كذا وكذا، اكتب له عشرة دنانير) انتهى كلامه. انظروا أثّر فيه السلام الجميل فأراد أن يرد عليه بهدية ويكافئه على ذلك. الوسيلة الرابعة : الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع : وإياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس، وإياك وتسيد المجالس وعليك بطيب الكلام ورقة العبارة (فالكلمة الطيبة صدقة) كما في الصحيحين، ولها تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير عليها حتى مع الأعداء فضلاً عن إخوانك وبني دينك، فهذه عائشة رضي الله عنها قالت لليهود ( وعليكم السام واللعنة) فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مهلاً يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله) متفق عليه، وعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عليك بحسن الخلق وطول الصمت فو الذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما ) أخرجه أبو يعلى والبزار وغيرهما. قد يخزنُ الورعُ التقي لسانه …… حذر الكلام وإنه لمفوه الوسيلة الخامس: حسن الاستماع وأدب الإنصات : وعدم مقاطعة المتحدث فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع الحديث حتى يكون المتكلم هو الذي يقطعه، ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناس وأعجبوا به بعكس الآخر كثير الثرثرة والمقاطعة، واسمع لهذا الخلق العجيب عن عطاء قال : ( إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد). الوسيلة السادسة : حسن السمت والمظهر: وجمال الشكل واللباس وطيب الرائحة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله جميل يحب الجمال ) كما في مسلم. وعمر ابن الخطاب يقول ( إنه ليعجبني الشاب الناسك نظيف الثوب طيب الريح )، وقال عبد الله ابن أحمد ابن حنبل ( إني ما رأيت أحداً أنظف ثوبا و لا أشد تعهدا لنفسه وشاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوبا وأشده بياضا من أحمد ابن حنبل). الوسيلة السابعة : بذل المعروف وقضاء الحوائج : سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيب صوره الشاعر بقوله: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم … فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ بل تملك به محبة الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم : ( أحبُ الناس إلى الله أنفعهم للناس )، والله عز وجل يقول { وأحسنوا إن الله يحب المحسنين }. إذا أنت صاحبت الرجال فكن فتى …….. مملوك لكل رفيق وكن مثل طعم الماء عذبا وباردا ……… على الكبد الحرى لكل صديق عجباً لمن يشتري المماليك بماله كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه، ومن انتشر إحسانه كثر أعوانه. الوسيلة الثامن: بذل المال : فإن لكل قلب مفتاح، والمال مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلى منه خشية أن يكبه الله في النار ) كما في البخاري. صفوان ابن أمية فر يوم فتح مكة خوفا من المسلمين بعد أن استنفذ كل جهوده في الصد عن الإسلام والكيد والتآمر لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيعطيه الرسول صلى الله عليه وسلم الأمان ويرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب منه أن يمهله شهرين للدخول في الإسلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لك تسير أربعة أشهر، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين والطائف كافراً، وبعد حصار الطائف وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر في الغنائم يرى صفوان يطيل النظر إلى وادٍ قد امتلأ نعماً وشاء ورعاء. فجعل عليه الصلاة والسلام يرمقه ثم قال له يعجبك هذا يا أبا وهب؟ قال نعم، قال له النبي صلى الله عليه وسلم هو لك وما فيه. فقال صفوان عندها : ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي، اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. لقد استطاع الحبيب صلى الله عليه وسلم بهذه اللمسات وبهذا التعامل العجيب أن يصل لهذا القلب بعد أن عرف مفتاحه. فلماذا هذا الشح والبخل؟ ولماذا هذا الإمساك العجيب عند البعض من الناس؟ حتى كأنه يرى الفقر بين عينيه كلما هم بالجود والكرم والإنفاق. الوسيلة التاسعة : إحسان الظن بالآخرين والاعتذار لهم : فما وجدت طريقا أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب منه، فأحسن الظن بمن حولك وإياك وسوء الظن بهم وأن تجعل عينيك مرصداً لحركاتهم وسكناتهم، فتحلل بعقلك التصرفات ويذهب بك كل مذهب، واسمع لقول المتنبي: إذا ساء فعل المرءِ ساءت ظنونه …… وصدق ما يعتاده من توهمعود نفسك على الاعتذار لإخوانك جهدك فقد قال ابن المبارك ( المؤمن يطلب معاذير إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم ). الوسيلة العاشرة : أعلن المحبة والمودة للآخرين : فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره بذلك فإنه سهم يصيب القلب ويأسر النفس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ( إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه ) كما في صحيح الجامع، وزاد في رواية مرسلة ( فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة)، لكن بشرط أن تكون المحبة لله، وليس لغرض من أغراض الدنيا كالمنصب والمال، والشهرة والوسامة والجمال، فكل أخوة لغير الله هباء، وهي يوم القيامة عداء (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين). والمرء مع من أحب كما قال صلى الله عليه وسلم - يعني يوم القيامة -، إذا فإعلان المحبة والمودة من أعظم الطرقِ للتأثير على القلوب. فإما مجتمع مليء بالحب والإخاء والائتلاف، أو مجتمع مليء بالفرقة والتناحر والاختلاف، لذلك حرص صلى الله عليه وسلم على تكوين مجتمع متحاب فآخى بين المهاجرين والأنصار، حتى عرف أن فلانا صاحب فلان، وبلغ ذلك الحب أن يوضع المتآخيين في قبر واحد بعد استشهادهما في إحدى الغزوات.، بل أكد صلى الله عليه وسلم على وسائل نشر هذه المحبة ومن ذلك قوله صلوات الله وسلامه عليه (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) كما في مسلم. وللأسف، فالمشاعر والعواطف والأحاسيس الناس منها على طرفي نقيض ، فهناك من يتعامل مع إخوانه بأسلوب جامد جاف مجرد من المشاعر والعواطف، وهناك من يتعامل معهم بأسلوب عاطفي حساس رقيق ربما وصل لدرجة العشق والإعجاب والتعلق بالأشخاص. والموازنة بين العقل والعاطفة يختلف بحسب الأحوال والأشخاص، وهو مطلب لا يستطيعه كل أحد لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء. الوسيلة الحادي عشر: المداراة : فهل تحسن فن المداراة؟ وهل تعرف الفرق بين المداراة والمداهنة؟ روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ( أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما راءه قال بئس أخو العشيرة، فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل، قالت له عائشة يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا عائشة متى عهدتني فاحشاً؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس لقاء فحشه) قال ابن حجر في الفتح (وهذا الحديث أصل في المداراة) ونقل قول القرطبي ( والفرق بين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معا، وهي مباحة وربما استحبت، والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا ). إذا فالمداراة لين الكلام والبشاشة للفساق وأهل الفحش والبذاءة، أولاً اتقاء لفحشهم، وثانيا لعل في مداراتهم كسباً لهدايتهم بشرط عدم المجاملة في الدين، وإنما في أمور الدنيا فقط، وإلا انتقلت من المداراة إلى المداهنة فهل تحسن فن المداراة بعد ذلك؟ كالتلطف والاعتذار والبشاشة والثناء على الرجل بما هو فيه لمصلحة شرعية، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( مداراة الناس صدقة ) أخرجه الطبراني وابن السني، وقال ابن بطال ( المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للناس، وترك الإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة) كاتب المقال الشيخ / ابراهيم الدويش
__________________
مستر/ عصام الجاويش معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|