اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-04-2010, 10:23 PM
نزيه الصعيدى نزيه الصعيدى غير متواجد حالياً
معلم بالمرحلة الابتدائية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 1,708
معدل تقييم المستوى: 16
نزيه الصعيدى will become famous soon enough
افتراضي عبدالناصر مات بالشريان التاجي والسكر الوراثي‏..‏ وليس بالسم الأمريكي

3أسرار يكشفها لأول مرة طبيبه الخاص وبعض أفراد العائلة وعلماء الطب والوراثة
عبدالناصر مات بالشريان التاجي والسكر الوراثي‏..‏ وليس بالسم الأمريكي


السبت 17 / 4 / 2010


تحقيق ـ محمد هلال


برغم مرور الأيام والسنوات‏,‏ وتقادم العهد‏,‏ فإن الجدل والاختلاف يبقيان قائمين حول الشخصيات الكبري في التاريخ‏,‏ ولما لا وهم من صنعوا التاريخ‏,‏ بكل أفراحه وأتراحه‏,‏ يخبو الجدل حينا ويزدهر حينا آخر‏,‏ طبقا لدواعي الأحداث‏.‏
وفي عصرنا الحديث يقف الموت المبكر للزعيم جمال عبدالناصر‏,‏ الذي توحي خصوبة سيرته التي ملأت وجدان المصريين والعرب والكثير من بلدان العالم‏,‏ بأن الرجل قد عاش ألف عام أو يزيد‏!..‏
وتنشر الدهشة خيمتها علي الأفهام والتصورات حين يعرف البعض ـ حتي الآن ـ أنه مات وسني عمره فقط‏52‏ عاما‏.‏
هذا الموت المباغت كان صدمة لا يمكن وصف مراراتها وقسوتها في حينها‏,‏ فقد أفقدت الكثيرين وعيهم‏,‏ وتساوت العقول والأفهام في ردود أفعالها‏,‏ فمن فلاح أمي بسيط يلطم الخدود ويشق الجيوب ويفضل الموت علي الحياة بدون عبدالناصر‏,‏ إلي شاعر كبير يبكي مرارة الفقر قائلا‏:‏ ***ناك يا آخر الأنبياء حتي يقول‏:‏ مثلك كان كثيرا علينا‏.‏
ومن حينها وكالعادة في شأن الشخصيات الجدلية انطلقت الشائعات‏,‏ ولأن الموت قد حدث مبكرا‏,‏ فقد كان حقلا خصبا لها‏,‏ وعليه فقد دارت الشائعات حول أسباب الوفاة‏,‏ واحدة تؤكد أنه مات مسموما وأخري تقول‏:‏ بل ***ه فلان الذي كان يدلك جسمه بدهانات جاءت إليه من إسرائيل‏,‏ وغيرها تتهم أطباء عبدالناصر بالخطأ في التشخيص بل وتحملهم وزر موته وهكذا‏.‏
ودارت عجلة الأيام ومعها دارت الاتهامات التي كانت تتلكأ عند أطباء الرئيس‏,‏ حتي رحل منهم من رحل مثقلا صدره بأحزان الشائعات‏,‏ وما بقي ممن حضروا وفاة الزعيم سوي الدكتور الصاوي حبيب‏,‏ أستاذ الباطنة والقلب ـ أمد الله في عمره ـ والذي كان اسمه آخر كلمات قالها جمال عبدالناصر أنا خلاص ارتحت يا صاوي‏!‏
ولزم الرجل الصمت قرابة‏40‏ عاما حتي استفزته تصريحات صحفية حديثة للدكتور أحمد عكاشة‏,‏ أستاذ الطب النفسي‏,‏ ثم اتهام د‏.‏ مصطفي محمود في مذكراته التي نشرت عقب وفاته‏,‏ واستدعي ذلك ما قاله د‏.‏ يوسف أديب قديما‏,‏ فانبري الدكتور الصاوي مفندا ومكذبا بالحجة والدليل في مقالات نشرتها الأهرام‏..‏ وبينما هو في معتركه هذا‏,‏ ولدت المفاجأة أو قل الاكتشاف المثير للسبب الحقيقي لموت الزعيم جمال عبدالناصر‏.‏
الوقوف علي تفاصيل اكتشاف د‏.‏ الصاوي وكم يحمل من حقائق وإجابات لأسئلة حائرة وأخري يستدعيها الحال أكثر حيرة‏..‏ كان وراء هذا التحقيق‏.‏
د‏.‏ الصاوي يتكلم
في البداية يجد الدكتور الصاوي حبيب ضرورة في استعراض اتهامات د‏.‏ عكاشة ود‏.‏ مصطفي محمود ود‏.‏ يوسف إدريس وكشف دوافعها‏,‏ فإن لها ما بعدها ـ حسب وصفه ـ يقول د‏.‏ الصاوي‏:‏ إن أحدا من هؤلاء الأطباء الثلاثة لم يتعامل مع عبدالناصر من قريب أو بعيد‏,‏ فمن أين لهم بكل هذه الثقة في التشخيص الذي يرونه حقائق؟ ولم يرها من لازموا عبدالناصر حتي وفاته؟‏!‏ فقد اتهمه د‏.‏ عكاشة بأنه قد أصيب بالاكتئاب عقب هزيمة يونيو‏67,‏ والحقيقة أن كل إنسان معرض للشعور بالحزن والاكتئاب كمرض‏,‏ ولكن يؤدي ذلك إلي انعدام النشاط والشعور بالدونية والكسل غير المبرر واللامبالاة‏,‏ ولا يمكن قبول هذا لشخص مثل عبدالناصر كان يعمل‏18‏ ساعة يوميا‏,‏ ففي سنة‏1967‏ وبعد الهزيمة ترأس مجلس الوزراء خمس مرات وتابع مع القوات البحرية إغراق المدمرة إيلات وأجري مقابلات مع‏26‏ شخصية أجنبية‏,‏ وهكذا كان عبدالناصر شعلة من النشاط تزعج الأطباء خوفا علي صحته وقلبه المعتل‏.‏ بل وأتحدي أن يكون طبيبا نفسيا أجنبيا ـ كما زعم د‏.‏ عكاشة ـ قد زار أو كشف علي عبدالناصر‏.‏
أما الدكتور مصطفي محمود‏,‏ وهو أديب هجر الطب‏,‏ فقد اتهم عبدالناصر بأنه مجنون بالعظمة ومجنون بذاته‏,‏ والرد البسيط علي مثل هذه الاتهامات والأباطيل هي‏:‏ لو كان عبدالناصر كذلك لسمي السد العالي باسمه‏,‏ وإذا كان الفعل دليل العقل فهل كان بناء السد العالي وتأميم قناة السويس وإعادة بناء الجيش من أعمال العظمة أم من أعمال الجنون؟
وتعلو علامات الأسي تضاريس وجه الدكتور الصاوي وهو يقول‏:‏ قال د‏.‏ مصطفي محمود ـ سامحه الله ـ إن عبدالناصر كان مريضا بالسكر البرونزي شديد الخطورة كما يعلم أهل الطب‏,‏ والحقيقة أن عبدالناصر كان مصابا بالسكر العادي الذي يصيب الكبار‏,‏ وبلغ د‏.‏ محمود ذروة اتهاماته لأطباء عبدالناصر قائلا‏:‏ إن سبب الوفاة خطأ الطبيب في التشخيص وما حدث كان غيبوبة نقص السكر‏,‏ وأن هذا ربما يكون خطأ مقصودا من طبيبه‏!‏
ويشرد د‏.‏ الصاوي بعينيه بعيدا ويقول‏:‏ الذي لم يعلمه المرحوم د‏.‏ مصطفي محمود‏,‏ أن الرئيس عبدالناصر قد تناول كوبا من عصير البرتقال كان معتادا عليه عند شعوره بالتعب بل لم تحدث له غيبوبة سكر‏.‏ وقد كنت ثالث ثلاثة من أكبر أطباء الباطنة والقلب إلي جوار الرئيس في يوم وفاته‏.‏
أما الطبيب الثالث الذي هجر الطب إلي الأدب فهو يوسف إدريس‏,‏ وقد اتهم عبدالناصر بالبارانويا ومعني ذلك عدم الثقة فيمن حوله ويتوقع خيانة الأصدقاء والشك في وجود تهديدات وأخطار ومؤمرات تحاك ضده وللحقيقة شعرت بالدهشة لهذا الكلام‏,‏ فعبدالناصر كان علي خلاف ذلك تماما‏,‏ بل إن البساطة كانت هي السمة المميزة له في مسكنه وملبسه وطعامه وشرابه‏,‏ وتبرير ذلك ودوافعه من وجهة نظري ـ والكلام للدكتور الصاوي ـ أن د‏.‏ عكاشة لم ينس أن عبدالناصر رفض فكرة د‏.‏ ثروت عكاشة‏,‏ وزير الثقافة آنذاك‏,‏ بأن ينضم الدكتور أحمد كطبيب نفسي إلي أطباء عبدالناصر‏.‏
أما د‏.‏ مصطفي محمود فقد قال ما قاله انطلاقا من كراهيته لعبدالناصر ونظامه الذي منعه بعض الوقت من الكتابة‏,‏ أما د‏.‏ يوسف إدريس فقد كان عنيدا ولا يقتنع إلا بما يقوله وأدي به هذا العناد إلي إدمان المخدرات وهذا أمر معروف‏,‏ وقد قصدت من وراء ذكر تلك الشهادات وتفنيدها أننا إزاء رجل برغم ثقل مهام الرئاسة وقسوة الظروف السياسية في حينها ومجموعة الأمراض المتداخلة وهي السكر والضغط وارتفاع الكوليسترول ظل حتي آخر لحظة في حياته يمتلك عقلا واعيا يعرف كيف يخطط لمستقبل أمته بنجاح كبير‏.‏
أكذوبة السكر البرونزي
ذكر د‏.‏ مصطفي محمود في مذكراته التي نشرت بعد وفاته أن عبدالناصر كان مصابا بالسكر البرونزي‏,‏ ولأن هذا النوع من الخطورة بمكان كما يؤكد الأطباء وتأثيره علي الأسنان مدمر‏,‏ كان من الضروري أن نسمع للدكتور كمال عبيد أستاذ أمراض الفم والأسنان وطبيب الرئيس عبدالناصر حتي وفاته‏,‏ بل وطبيب الرئيس السادات وعدة سنوات للرئيس مبارك‏.‏
يقول د‏.‏ عبيد‏:‏ كان نوع السكر الذي أصيب به عبدالناصر من النوع الثاني الذي يصيب الكبار‏,‏ نتيجة وجود مقاومة في العضلات والكبد والدهون لعمل الأنسولين‏.‏ والمعروف أن مرض السكر أحد عوامل الخطر التي تسبب ظهور مرض تصلب الشرايين وسرعة انتشاره في الأوعية الدموية‏,‏ مما يسبب الأزمة القلبية والسكتة الدماغية وقد أصيب الرئيس عبدالناصر بالأزمة القلبية الأولي في‏11/9/1969,‏ وكان مهيأ لها لإصابته بالسكر قبل ذلك بعشر سنوات‏.‏
وهذا النوع من السكر من الممكن السيطرة عليه إذا تجنبنا مسببات ارتفاعه مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول‏.‏ وكان من الضروري أن يعتمد العلاج إلي جوار خفض السكر وضغط الدم والكوليسترول علي تغيير نمط حياته كليا‏,‏ وإتاحة الفرصة للراحة والاستجمام وتحديد ساعات العمل وهذا ما لم يستطعه عبدالناصر ولا سمحت به ظروف حرب الاستنزاف والموقف السياسي الضاغط في كل الاتجاهات والبناء الداخلي‏.‏
أما ما قيل عن إصابة عبدالناصر بالسكر البرونزي فهو قول مكذوب لا صحة له من قريب أو بعيد‏,‏ فهذا المرض يركز الحديد تحت الجلد بصورة كبيرة فيغير لونه إلي اللون البرونزي‏,‏ كما يترسب في الكبد ويصيب صاحبه بالفشل الكبدي وكذلك يترسب بصورة كبيرة في البنكرياس وتزداد الحالة إلي ترسب الحديد في خلايا المخ فيصبح الشخص غير قادر علي التركيز وأيضا يدمر الأسنان وهذا لم يحدث مع عبدالناصر‏.‏
وفي مارس‏13‏ مارس‏1969,‏ كان فايفر عميد معهد السكر في أولم بألمانيا يحاضر في كلية الطب جامعة القاهرة بدعوة الدكتور علي البدري‏..‏ وكانت مناسبة ليزور الرئيس عبدالناصر وبالفعل أخذ عينات من دمه معه إلي معامل ألمانيا‏,‏ وأرسل تقريرا يؤكد بأنه السكر من النوع العادي وكتب له نظاما غذائيا لم يلتزم به عبدالناصر لسبب بسيط وهو أنه كان يأكل أقل بكثير مما يكتبه الأطباء فلم يكن رجلا يحب الأكل‏,‏ وإنما يكتفي باليسير منه والبسيط‏,‏ فبذلك كان مريضا مثاليا لا يرهق طبيبه في هذا المجال‏.‏
ويقول د‏.‏ عبيد‏:‏ يدعم ما أقوله أن سكر عبدالناصر كان من النوع العادي البسيط النوع الثاني هو أن أسنانه ظلت في حالة معقولة جدا حتي وفاته فلم يسقط منها شيء ولم يقم بخلع أحداها‏.‏
قنابل الجينات الموقوتة
رويدا‏..‏ رويدا يدخل بنا الدكتور الصاوي حبيب إلي حيث خبيئته وموطن أسرار وفاة عبدالناصر قائلا‏:‏ ينبغي أن نقرأ أولا ملفه السياسي في عامه الأخير‏,‏ ثم ملفه الصحي وسنصل إلي نتيجة حتمية يعرفها الجميع وهي أن الجهد الرهيب الذي كان يبذله وقلبه مريض كان كافيا لإحداث الوفاة‏.‏ فبينما كان يخوض حربه الخارجية في كل الميادين كان جسده يخوض حربا داخلية في الشريان التاجي الذي تشقق غشاؤه المبطن بسبب ضغط الدم واندفاع الكوليسترول داخل جداره‏,‏ ليضيق مجراه وساهم السكر في زيادة قابلية الدم للتجلط وتراكمت الصفائح الدموية علي الشقوق لتسد مجراه وتسبب وفاته‏.‏
وكان نصيب عبدالناصر من عوامل الخطورة التدخين والسكر وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والمجهود العضلي الكبير‏,‏ وجميع هذه العوامل يمكن تعديلها ماعدا التاريخ العائلي الذي لا يمكن علاجه لوجود موروث جيني لا يمكن تغييره‏..‏ وذلك كان غير معروف عن عبدالناصر‏,‏ لأنه كان الأخ الأكبر لأشقائه الأربعة وأول من مات منهم‏.‏
مصادفة د‏.‏ الجوهري
المصادفة وحدها كانت خلف فتح ملف موت عبدالناصر الذي كاد يطوي دفتيه علي الأقوال القديمة المعروفة‏,‏ هكذا يحدثنا الدكتور ممدوح الجوهري ـ أستاذ الأنف والأذن والحنجرة ـ وكان طبيب الدكتورة هدي عبدالناصر وزوجها السيد حاتم صادق ـ رئيس مجلس إدارة بنك عودة‏.‏
يقول‏:‏ قرأت مقالا للدكتور الصاوي بالأهرام ينوه فيه عما ذكره هيكل ـ دون أن يذكر اسم هيكل ـ عن أن عبدالناصر‏,‏ قد سمع تسجيلا للسفير الأمريكي بالقاهرة مع إسرائيل بشأن ضرورة الخلاص من عبدالناصر وتعجبت من إشارات الكلام التي ترمي إلي وقوف أمريكا وإسرائيل بشكل مباشر خلف موت عبدالناصر‏,‏ وكنت أعرف الليثي عبدالناصر فقد كان أكثر الناس شبها بشقيقه الأكبر جمال في صورته وجسمه وصوته‏,‏ وقضي عمره بالإسكندرية وقد اختار النهوض بالتعليم هدفا له فآنشأ عدة مدارس خاصة‏.‏
وضحك الدكتور الجوهري قائلا ليس مدارس خاصة مثل التي نعرفها اليوم باهظة التكاليف التي لا يقدر عليها إلا رجال الأعمال والمال‏.‏ بل كانت بسيطة المصاريف يمكن لكل شخص إلحاق أولاده بها‏.‏
وقال‏:‏ المهم أن الليثي رحمه الله قد مات وعمره‏51‏ عاما وبنفس مرض الشريان التاجي والسكر‏,‏ فتعجبت متسائلا‏:‏ كيف يتجاهل د‏.‏ الصاوي ذلك؟ فنظرية الاحتمالات تؤكد عامل الوراثة‏,‏ صحيح كانت هناك محاولات كثيرة لاغتيال عبدالناصر وضغوط غير عادية ولكن لا يمكن تجاهل عامل الوراثة الذي يقوم بدور خطير في مثل هذه الأمور‏.‏ وعلي الفور اتصلت بالدكتور الصاوي وأخبرته والحقيقة دهشة الرجل لتلك المعلومة‏,‏ وبدأ البحث في شجرة العائلة ليقف علي الحقيقة التي تجعل من حياة عبدالناصر كتابا مفتوحا‏.‏
رحلة البحث
يقول الدكتور الصاوي‏:‏ بعد مكالمة الدكتور الجوهري قمت برحلة بحث تتابعت فيها المعلومات سريعا وكانت الحقائق لم يقل أحد حتي الآن إن مرضي الشريان التاجي ومرض السكر موروثان جين في عائلة عبدالناصر ومازالت تتوارثه أجيالها حتي الآن فإن أخيه الليثي الذي كان مريضان بالسكر أيضا لم يلبث أن توفي بعده بثلاثة أعوام بأزمة قلبية ثم توفي أخوه عز العرب وكان أيضا مريضا بالسكر بعده بحوالي ست سنوات إثر أزمة قلبية صامتة‏,‏ والثلاثة جمال والليثي وعز العرب ماتوا جميعا في نفس السن تقريبا ولم ينجح إلا أصغرهم‏,‏ وهو أخوهم الرابع شوقي الذي توفي بعد أن تجاوز الثمانين وإن كان نجله الدكتور جمال شوقي متعه الله بالصحة والعافية وقد أجري عمليتي قلب مفتوح بسبب مرض الشريان التاجي‏.‏ وهذا يؤكد وجود عامل جيني متوارث لمرض الشريان التاجي الذي أصاب الأشقاء الثلاثة جمال والليثي وعز العرب وماتوا به في سن واحدة سواء فيهم الذي حمل هموم أمة كاملة أم الذي عاش حياة عادية مثل كل الناس‏.‏
ويستطرد الدكتور الصاوي قائلا‏:‏ أغلب الظن أن الجين قد جاء من الأم رحمها الله‏,‏ فقد توفيت صغيرة في السن‏,‏ في حمي النفاس ووقتها لم تكن مسألة الجينات تهم أحدا‏.‏ يدعم ذلك أن الأب عبدالناصر حسين قد تزوج مرة أخري وأنجب منها ستة أبناء خمسة ذكور وبنتان لم يظهر فيهم مرض الشريان التاجي وهو نفسه مات عن‏73‏ عاما‏.‏
سحر إسرائيل وسم أمريكا
حفلت شائعات وفاة عبد الناصر بالكثير والكثير وهو ما حاول د‏.‏ الصاوي نفيه قائلا‏:‏ ما ذكرته هو دليل علي بطلان شائعات السم الأمريكي‏,‏ وسم المياه الطبيعية في تسخالطوبو بروسيا وأيضا الدهان المسمم الذي قيل إن المدلك علي العطيفي ـ وتمت محاكمته في قضايا تخابر لصالح إسرائيل ومات بالسجن ـ دلك به جسم عبدالناصر‏,‏ والحقيقة أن العطيفي هذا لم يكن مدلكا لعبدالناصر ولم يدخل بيته طوال عمر ملازمتي للرئيس وتلك شائعة وأكذوبة مثلهما كثير‏,‏ وإنما من دلك عبدالناصر هو إخصائي العلاج الطبيعي أحمد عبداللطيف ثم محمود فهيم ثم زينهم محمود الذي استمر مع الرئيس السادات أيضا‏.‏
أكذوبة أخري روج لها المروجون‏,‏ وهي سحر حاخامات إسرائيل الأسود هو الذي *** عبدالناصر‏,‏ ويقول د‏.‏ الصاوي‏:‏ هل معني ذلك أن أمريكا مثلا لم تفكر في الخلاص من عبدالناصر؟ أقول نعم فكرت ولعل حكاية الجرسون الذي كان يعمل في جروبي‏,‏ والذي تم ضبطه ومحاكمته لمحاولته وضع السم لضباط الثورة وخصوصا عبدالناصر وكان مجلس قيادة الثورة في بداية عهده يستعين بمحلات جروبي لعمل الحفلات‏,‏ خير دليل‏,‏ ولكن اختراق الدائرة التي كانت تحيط بعبدالناصر فيما بعد كان من درب المستحيل‏.‏
ويكسو التأثر وجه د‏.‏ الصاوي وهو يقول‏:‏ ما ذكرته أيضا هو دليل براءة أطباء بل وبراءة جميع المتهمين في مأساة وفاة عبدالناصر‏,‏ ويبقي الفاعل الأصلي هو العامل الجيني لمرض الشريان التاجي‏..‏ إذن علينا أن نكف عن قصف أطباء عبدالناصر بالحجارة‏,‏ وعلينا أن نستعيد الثقة في الأطباء المصريين الأكفاء الذين هم طوق النجاة لغير القادرين والفقراء والضعفاء‏.‏
ويبرز سؤال يقول‏:‏ لماذا لم تتوافر الصفة التشريحية للرئيس عبدالناصر‏,‏ إذا كانت هناك ريبة في وفاته؟
تدركنا إجابة الدكتور الصاوي الذي يقول‏:‏ لم يكن أحد عنده شبهة أو أدني شك لا من مجلس قيادة الثورة أو الوزراء أو حتي أحد من أهله‏..‏ لم يطلب أحد علي الإطلاق ذلك لانعدام الشك‏.‏
الوراثة الجينية
تصريحات الدكتور الصاوي أثارت من جديد زوابع الكلام وفتحت الأبواب وكان لابد حتي تطمئن القلوب علي معرفة رأي أطباء الوراثة البشرية‏,‏ لعل ما حدث مع الأشقاء الثلاثة محض مصادفة أم أن للجينات أقوالا أخري؟‏!‏
د‏.‏ سامية التمتامي كبير أطباء الوراثة البشرية بالمركز القومي للبحوث تقول‏:‏ لم تكن الخريطة الجينية للبشر حتي عام‏1993‏ معروفة ولذا كانت نظرية الاحتمالات هي القائمة‏,‏ وكان اكتشاف الخريطة الجينية ثورة حقيقية لمعرفة ميراث الإنسان من الأمراض وغيرها‏.‏
والحقيقة أن الإنسان مصنوع من البروتين الذي هو مادة الحياة فمنه تكون الأنسجة والأوعية الدموية وهكذا‏,‏ أما السكريات والنشويات فهي بمثابة الطاقة اللازمة لحياة الإنسان‏,‏ وأن أي خلل في الجين يعني أن البروتين به عيوب‏,‏ ومعروف أن كل إنسان به كروموزين نسخة منهما مريضة والأخري سليمة‏.‏ وهنا تأتي العوامل الوراثية السائدة وهي التي تنتقل من جيل إلي جيل‏.‏ وتعطي كل جين بنسبة‏50%‏ ومن المعروف ليس كل من يحمل مرضا بالضرورة أن يورثه لأولاده‏,‏ وهذه الاحتمالات يؤكدها تحليل الجينات‏,‏ فالأعراض ربما تختلف من ابن إلي آخر بل يمكن عدم ظهور الأعراض في البعض ولكن ليس معني ذلك أنه يخلو من المرض أو لا يورثه لمن بعده‏.‏
وفي مسألة الرئيس عبدالناصر فأنا أستبعد مسألة السم‏,‏ فالإخوة الثلاثة ماتوا بنفس المرض فهل حدث سم للجميع؟ وأن حدوث الجلطة في الشريان والإرهاق النفسي والبدني والإصابة بالسكر والتدخين كل ذلك يؤثر سلبا بشكل كبير‏.‏
كل ما أستطيع قوله في موت الرئيس عبدالناصر حسب هذه المعلومات أن العامل الجيني هو السبب الرئيسي‏.‏
فهناك عاملان يمكن أن نسميهما الجبر والاختيار أو العامل الوراثي والعامل البيئي‏,‏ فالعامل الوراثي معروف كما بينا والإنسان غير مسئول عنه‏,‏ أما العامل البيئي فهو مسئول عنه مثل التدخين وأسلوب الحياة والإرهاق والتوتر النفسي والبدني‏.‏ وإذا استبعدنا العامل الجيني للرئيس عبدالناصر فقد كان الإرهاق والمسئولية الكبيرة التي كانت علي عاتقه وشائعات التربص به من الأعداء يمكنها أن تؤدي إلي قصور في أداء البطين الأيسر‏,‏ ثم بعد ذلك هبوط في عضلة القلب يؤدي فيما بعد إلي هبوط القلب‏,‏ ولكن صاحب هذا الحالة لا يموت ـ طبيا ـ مبكرا‏..‏ بل يمكن أن يعيش عمرا طويلا‏.‏
ويأتي هنا الدور الخطير للعامل الوراثي المسبب للوفاة وانتقال الأمراض الوراثية ليس مقصورا علي الأب أو الرجال فقط‏,‏ ولكن الأم أو النساء هي الأخري مؤهلة لنقل الأمراض الوراثية‏.‏
الإحصاء الوراثية
الدكتور محمد كامل حبيب ـ أستاذ الإحصاء السابق بجامعة جورج ميسون الأمريكية وصاحب نظريات الإحصاء في طب الأعصاب وطب وظائف المخ بجامعة ديوك الأمريكية ـ يقول‏:‏ حسب علم الوراثة الإحصائي لا مجال للمصادفة وإنما حقائق علمية‏,‏ فبعد اكتشاف الخريطة الجينية للبشر يمكننا من خلال حسابات علمية دقيقة‏,‏ وإذا تناولنا حالة الرئيس جمال عبدالناصر وطبقنا عليها علم الوراثة الإحصائي‏,‏ سنخلص في النهاية إلي أن وفاة الرئيس جاءت من أمراض القلب والتصلب في الشرايين‏,‏ وبإضافة مرض السكر يزيد اليقين‏,‏ كما أشهد كمتخصص أن ما يقوله الدكتور الصاوي محمود حبيب بشأن ظروف وفاة الزعيم جمال عبدالناصر تؤيدها الأدلة العلمية حسب علم الوراثة الإحصائي‏,‏ فلا يمكن للمصادفة أن تتكرر في ثلاثة أشقاء وإنما المسئول الأول هو الجينات التي تحمل المرض‏.‏
نجل الزعيم يشهد
بروح رائعة تحدث المهندس عبدالحكيم جمال عبدالناصر قائلا‏:‏ أولا أنا لست طبيبا حتي أفند الأسباب ولكنني أفهم جيدا في الإنشاءات والخرسانة والمباني‏..‏ أما إذا أردت شهادتي فلا مجال لإنكار أن الرئيس كان مريضا بالسكر وللأسف قد ورثت عنه ذلك‏,‏ أيضا كان يعاني الشريان التاجي ولا أنكر أن عمي الليثي وعمي عز العرب قد توفيا ـ رحمهما الله جميعا ـ بهذا المرض‏.‏
ولكن في حالة الرئيس لا أنكر أيضا أن الشك قد تملكني في أن الوفاة غير طبيعية وليس معني ذلك أنني أكرر حكاية السم الشهيرة هذه‏,‏ ولكن أقصد بغير طبيعية التوقيت نفسه‏.‏ أعني أن هناك من كانوا يريدون للزعيم أن يظل مرهقا حتي ي***ه الإرهاق أضرب لك مثلا بسيطا‏..‏ إذا كنت أعلم جيدا أنك رجل مريض بالقلب وبشكل خطير ثم أقوم بخطف ابنك الوحيد ووضعه أمام القطار أمام عينيك ولم يحتمل القلب المريض ومات صاحبه أليس ذلك ***ا غير مباشر؟‏!‏
ويستطرد المهندس عبدالحكيم عبدالناصر قائلا‏:‏ ما حدث ببساطة وأنا شاهد عيان علي ذلك‏,‏ أنه بعد عودة الرئيس من روسيا وقبول مبادرة روجرز بوقف القتال مع إسرائيل لمدة ثلاثة أشهر‏,‏ ومحاولة أمريكا إحلال السلام في الشرق الأوسط وكان ذلك في يوليو‏1970‏ وقبلتها الأردن ولكن منظمة التحرير الفلسطينية وبعض الدول العربية رفضتها وبدأ التوتر يسود الساحة العربية‏,‏ واستشعر الأطباء خطورة الموقف واجتمعوا به في الإسكندرية وأخبر أن عضلة القلب لم يتم شفاؤها من أثر الأزمة القلبية الأولي ولابد من إجازة‏,‏ وما إن وصلنا إلي مطروح يوما واثنين‏,‏ وفي اليوم الثالث اندلعت مذابح أيلول الأسود بين الأردنيين والفلسطينيين‏.‏ وكان قبول المبادرة فقط لترتيب الأوضاع والنقاط الأنفاس ولكن الذين هاجموه لم يفهموا سر قبولها‏.‏
وتحرك الأسطول الأمريكي ليتدخل بحجة ما يدور في فلسطين والأردن‏,‏ غير ذلك كان الرئيس يريد للبلد أن يقوم ويسترد عافيته ويحاول جاهدا بناء الجيش بأي ثمن حتي لو كان هذا الثمن هو حياته‏.‏ فعمل جاهدا في نقل حائط الصواريخ من العمق إلي شط القنال لحماية مصر من جهة إسرائيل‏,‏ التي مارست وحشيتها ضد المدنيين مثل ضربها مدرسة بحر البقر‏,‏ وجاء المؤتمر الأخير الذي عقد في فندق الهيلتون وظل الرئيس بالفندق في حالة إرهاق لا يحتمله قلب سليم‏,‏ فما بالنا من قلب مريض‏.‏ وقابل عددا غير محدود من البشر‏,‏ الله أعلم بمن اندس فيهم وماذا أفعل كلها شكوك ساورتني عقب الوفاة‏,‏ واللقاءات في المطار للاستقبال والتوديع‏,‏ ويقفز السؤال مرة أخري ليقول‏:‏ لماذا لم يطلب أحد الصفة التشريحية للرئيس عبدالناصر‏,‏ إذا كانت هناك ريبة في وفاته؟
علت الدهشة وجه المهندس عبدالحكيم وكأن السؤال كان مفاجأة له وقال‏:‏ الحقيقة لم يخطر ببال أحد تلك الفكرة‏..‏ وحتي لو وردت فمن كان سيستطيع فعل ذلك سواء من الأهل أم الجماهير أم الأطباء فالرئيس لم يكن ولن يكون ملكا لأسرته‏..‏ بل هو ضمير الأمة وابنها وقائدها في الوقت نفسه‏.‏ فلا أتصور أن فكرة مثل هذه حتي لو كانت ستحقق نتيجة تغلق باب الشائعات يمكن أن تتحقق‏.‏
شهادة‏..‏ د‏.‏ جمال
مات والد الزعيم جمال عبدالناصر عن‏73‏ عاما ومات ولده الرابع شوقي أصغر أولاده عن عمر يناهز‏83‏ عاما وما بينهما مات الأشقاء الثلاثة في عمر واحد تقريبا ومرض واحد‏,‏ ولكن العالم الجليل الدكتور جمال شوقي عبدالناصر الذي يعمل وفريق من علماء الطب في ابتكار علاج لفيروس‏C‏ منذ عدة سنوات لإنقاذ أكباد المصريين والبشر عموما وبالفعل نجحت التجارب وخلال أسابيع قلائل سيسعد ملايين المرضي بطوق النجاة الذي يمكن لكل فقير مصاب في مصر أن يقضي علي الفيروس الكبدي‏C‏ بجنيهات قليلة‏.‏ هذا العالم الجليل كان حظه ميراث مرض القلب‏,‏ وبالفعل أجري جراحة ما يعرف بالقلب المفتوح ـ متعه الله بالصحة والعافية‏.‏
يقول د‏.‏ جمال شوقي‏:‏ إذا تكلمنا عن الطب في عام‏1970‏ وما قبله سنقول إن تكنولوجيا علوم القلب كانت قليلة جدا‏,‏ فلم يكن هناك حتي القسطرة التشخيصية‏..‏ أيضا القلب المفتوح لم يكن موجودا‏,‏ إذا قلنا الجينات وتوارث المرض سأقول نعم‏,‏ ولكن كان مطلوب *** جمال عبدالناصر وسنترك هذا لميزان التاريخ‏,‏ فرغم ميراث المرض فإن السؤال الأخير لا يجد إجابة من *** عبدالناصر؟ المرض أم الأعداء؟ سواء في الداخل أم الخارج؟
كان لابد من إيقاف المارد الذي يريد لمصر التطور‏,‏ وإننا بمواجهة أجهزة ـ أقصد الأمريكية ـ الإسرائيلية ـ قادرة علي الاختراق وتجنيد العملاء‏..‏ كان لابد من *** مصر و*** مجانية التعليم و*** تكافؤ الفرص‏.‏ ويقول‏:‏ أذكر أن نيكسون عندما علم بالوفاة وكان الأسطول السادس قاصدا شواطيء فلسطين قال‏:‏ الآن انتهت قضية الشرق الأوسط‏,‏ عموما كما قلت لا أنكر دور الوراثة الجينية ولكن السؤال سيظل بلا إجابة حتي يجيب التاريخ يوما ما‏.‏
د‏.‏ عبدالوهاب بكر ـ أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة الزقازيق ـ لا يري ضرورة في تفسير الحوادث والأحداث بمنطق التآمر قائلا‏:‏ لا أحبذ مشجب التفسير التآمري‏..‏ فالجميع كان يعلم مرض عبدالناصر‏..‏ ربما أرهقوه نفسيا ليشتد عليه المرض‏,‏ ولكن لم يثبت حتي الآن بأي وثيقة رسمية إن كانت هناك اختراقات ناجحة ضد أمن عبد الناصر‏,‏ توصلوا فيها للتأثير السلبي المادي لصحة الرئيس عبدالناصر‏,‏ وما أعلمه فقط أن اليهود قد استطاعوا الحصول علي عينة للبول أثناء زيارته للأردن ومن خلال التحليل استطاعوا أن يعرفوا حقيقة المرض‏.‏
حكايات اللواء فتحي
تري من أين يأتي ميراث الشريان التاجي؟ الدكتور الصاوي ينصح كل من مات والده صغيرا أن يفحص نفسه بأقصي سرعة ليتدارك أية مشاكل قبل استفحالها‏.‏ ولكن في حالة الزعيم جمال عبدالناصر توفي الوالد عبدالناصر حسين عن‏73‏ عاما في أكتوبر‏1968,‏ تري هل جاء المرض من الوالدة ـ رحمها الله ـ وقد توفيت وكان عمره آنذاك‏8‏ سنوات؟‏!‏
اللواء فتحي إبراهيم حماد يفتح أمامنا سجلات التاريخ قائلا‏:‏ كان جدي الحاج محمد حماد تاج الخشب المقيم بالإسكندرية قد أنجب ثلاثة أبناء‏,‏ الكبري السيدة فهيمة التي تزوجها عبدالناصر حسين موظف مكتب البريد والد الزعيم جمال عبدالناصر‏,‏ ثم ولده الثاني إبراهيم والدي أنا وقد توفي عن‏52‏ عاما‏,‏ ووالده الثالث عمي أحمد توفي بعد المعاش وأنجب فتحي إسحاق ومات في الأربعين من عمره بصورة مفاجئة‏.‏
نعود إلي عمتي والدة الزعيم جمال عبدالناصر فقد توفيت عقب الولادة الرابعة للابن الأخير شوقي في سن مبكرة جدا‏,‏ ويقول اللواء فتحي إبراهيم حماد‏:‏ بعد وفاة السيدة فهيمة والدة الزعيم‏,‏ تزوج الحاج عبدالناصر حسين سيدة تدعي عنايات من دمنهور أنجب منها ستة أبناء خمسة ذكور وبنتا‏..‏ لم يمت أحد منهم بمرض القلب بل بأمراض أخري فقد مات منهم اثنان بالسرطان‏.‏
وبنظرة بسيطة يتضح لنا أن عبدالناصر حسين والد الزعيم قد توفي في أكتوبر‏1968‏ أي قبل نجله الأول جمال بعامين فقط‏,‏ فقد توفي الرئيس في‏28‏ سبتمبر‏1970,‏ قد تزوج من السيد فهيمة محمد حماد وهو في سن العشرين عاما وكانت هي في سن أقل من ذلك بطبيعة الحال‏.‏ وقد توفيت ـ رحمها الله ـ كما يقال في حمي نفاس مولودها الرابع شوقي وكان عمر جمال عبدالناصر وقتذاك‏8‏ سنوات فقط‏,‏ ومعني ذلك أنها توفيت دون الثلاثين عاما‏.‏ يعلق الدكتور الصاوي حبيب قائلا‏:‏ يمكننا القول الآن إن الصعيد برئ من الجين المريض‏..‏ فتاريخ عائلة الأم يؤكد ذلك‏,‏ وأن ما حدث هو وفاة الزعيم متأثرا بأمراض الشريان التاجي الموروث بالتحريض من مرض السكر‏.‏
ويقول‏:‏ الآن يمكنني القول إن حياة الرئيس عبدالناصر أصبحت كتابا مفتوحا لا ألغاز فيه‏..‏ موت الأم صغيرة جدا ثم موت شقيقها عن‏52‏ عاما وموت ابن شقيقها عن‏40‏ عاما‏..‏ كلها دلائل لا تقبل الشك العلمي في خريطة الجينات للزعيم الراحل وأخوته الذين ماتوا في نفس عمره وبنفس مرضه ثم شقيقه الذي ورث لابنه المرض‏.‏
واغرورقت عينا الدكتور الصاوي وكأن الرئيس قد مات بالأمس فقط وقال بعد تنهده‏:‏ رحم الله جمال عبدالناصر فقد عاش حياة غير طبيعية‏,‏ كان قائد ثورة ورئيس جمهورية وزعيما عربيا وعالميا وقائدا للتحرير‏,‏ وكانت حياته قصيرة جدا بعمر الزمن طويلة جدا بإنجازات التاريخ‏.*‏

http://arabi.ahram.org.eg/Index.asp?....htm&DID=10285
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:48 AM.