|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
عندما يختلي الداعيه بنفســــه.
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة
كنت أقرأ في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المعين الذي لا ينضب من الفوائد والدروس التربوية والاجتماعية وغيرها كثير.. فاستوقفتني محطة قرأتها مراراً من قبل ولكن في هذه المرة كان لي معها شأن آخر، لعلي كنت محتاجاً لها في ذلك الوقت أو كنت متفاعلاً جداً بمشاعري مع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم .. تأملت في ذلك الموقف الذي يحتاج إلى تفكر وتدبر ولماذا احتاج الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك؟ جاء في الكتاب القيم الرحيق المختوم " .. ولما قاربت سنه صلى الله عليه وسلم الأربعين كانت تأملاته الماضية قد وسعت الشُُّقة العقلية بينه وبين قومه، وحبب إليه الخلاء فكان يأخذ السويق والماء ويذهب على غار حراء في جبل النور على مبعدة نحو ميلين من مكة وهو غار طوله أربعة أذرع وعرضه ذراع وثلاثة أرباع الذراع من ذرع الحديد فيقيم شهر رمضان يطعم من جاءه من المساكين ويقضي وقته في العبادة والتفكر فيما حوله من مشاهد الكون وفيما وراءها من قدرة مبدعة وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك المهلهلة وتصوراتها الواهية .. وكان اختياره صلى الله عليه وسلم لهذه العزلة طرفاً من تدبير الله له وليعده لما ينتظره من الأمر العظيم. ولابد لأي روح يراد لها أن تؤثر في واقع الحياة البشرية فتحولها وجهة أخرى..لابد لهذه الروح من خلوة وعزلة بعض الوقت وانقطاع عن شواغل الأرض وضجة الحياة وهموم الناس الصغيرة ... " . في خضم هذه الحياة وبين دروبها الموحشة وضغوطها المتنوعة ونزواتها وأهوائها لابد من وقفة مع النفس.. تحدثها.. تلومها.. تحاسبها.. تقويها.. تشجعها. في المسجد حيث السكون والخشوع.. في المكان الذي تؤدي به أجل عبادة تجلس بين أعمدته وبين يديك كتاب رب العالمين . أو على شاطئ البحر حيث الهدوء والتأمل... تتأمل في أمواج البحر المتلاطمة وزرقة السماء تلتقي بزرقة البحر.. تنظر إلى الطيور وهي تسبح في أرجاء الفضاء.. تتفكر في عظمة من رفعها سبحانه. أو في ظلمة الليل حيث الإخلاص يبلغ مداه والخشية في أسمى صورها والتذلل وصل إلى منتهاه .. لا أحد معك سوى الله سبحانه يراقبك وأنت وحيد بين البشر ضعيف إلا بمدد من عنده سبحانه وتعالى . وقفات تعتزل بها كل شيء .. تختلي بها مع خالقك ورازقك الذي تعمل لأجله وتسعى لنيل رضوانه. وقفة تفكر فيها في تقصيرك تجاهه.. كم من صلاة جماعة قد فرطت.. وكم من تكبيرة إحرام قد فاتت.. وكم من ليلة مضت لم تسجد لله سجدة تمجد بها خالقك.. ولم تقرأ بها آية.. وكم من عمل دعوي به قد قصرت.. وكم من جهد كان لازما أن تبذله قد تركت! وتتفكر كم من أعمال في سبيل الله قد أُجلت.. وكم من أموال في سبيل الدنيا قد دُفعت. وقفة تتصل بها بربك... فتسمو بها نفسك ويرتفع إيمانك حتى يعانق السماء. جلسة تتفكر بها في النار وأهوالها .. تتخيل أنك من أصحابها .. فيلفحك لهيبها .. وتتفكر في الجنة ونعيمها وتتخيل أنك من أهلها.. فتستشعر نسيمها. عزلة يمتلئ قلبك فيها بالإيمان والإخلاص والخشوع والتذلل لله تعالى .. فتشحذ عزمك وتعلو همتك.. فتنفض عن نفسك غبار الكسل والدعة والراحة وتنطلق في دروب الحياة .. نظرتك إلى رضا خالقك وسعيك في سبيله فلا تمد يداً ولا ترفع قدماً ولا تحرك لساناً إلا والإخلاص قد ملأ قلبك له عز وجل. فأنت بالله ولله ومع الله منقول
__________________
"ربِ إنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين" لكل شئ إذا ماتم نقصان...فلا يُغَر بطيب العيشِ إنسان
|
#2
|
||||
|
||||
جزاكي الله خير
|
#3
|
||||
|
||||
__________________
"ربِ إنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين" لكل شئ إذا ماتم نقصان...فلا يُغَر بطيب العيشِ إنسان
|
العلامات المرجعية |
|
|