لأول مرة :المثليون المغاربة يخرجون للعلن عبر مجلة "مثلي "الإليكترونية

[ابو سند]

قرر المثليون المغاربة في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم العربي ، إصدار منبر إعلامي خاص، تحت إسم " مثلي"، يكون هو اللسان المعبر عنهم، ابتداء من فاتح شهر أبريل ( نيسان) المقبل حسب ما ذكر موقع الهدهد الإلكتروني .
ليس في الأمر أية مزحة ولا علاقة له بكذبة أبريل بل هي معلومة صحيحة أعلنت عنها، عبر شبكة الانترنت، جمعية "كيفكيف"،للشواذ المغاربة، وتعني الكلمة بالعربية الفصحى" سواسية"، وهي جمعية غير مرخص لها من الناحية القانونية، لكنها، حسب مايبدو، تنشط في الخفاء .
وقال أصحاب المشروع إن مجلة ''مثلي'' ، صفحات الكترونية تقدم مواضيع عن الهوية الجنسية ، كما تتابع المستجدات التي تعني المجتمع المثلي المحلي باللغة العربية .
أمين وفريد، سجلا إسميهما على احد الجدران، وأبرزوا أن "الهدف الأساسي من هذه الوسيلة الاعلامية الجديدة هو فتح باب للحوار يعنى بمثليي الجنس، عن طريق خلق مكان سهل الوصول وامن لتقديم معلومات دقيقة وحساسة وقيمة تهم المجتمع المثلي المغربي و العربي ."
ونسب إلى محمد خربوش، منسق الاعلام و النشر بمجموعة "كيفكيف" قوله:" إن التحدي الأكبر كان نجاحنا في مزج هويتنا المغربية بالهوية الجنسية، نأمل بان تكون المجلة الجديدة مكانا يجمع مثليي الجنس المغاربة بعضهم ببعض ."
وأفادت مصادر إعلامية، إن المشروع قد لا يبقى حبيس شبكة الأنترنيت، مشيرة إلى أنه من المنتظر أن تعقب هذه الخطوة الأولى، خطوة ثانية سوف تتشكل في نشر صحيفة ورقية تحمل نفس الإسم، غير أنه من الصعوبة بمكان، أن تنزل إلى أكشاك الصحف،لعدة اعتبارات، من بينها أن القانون الجنائي في المغرب لايعترف بالشواذ،بل يحرم هذه الظاهرة، ويمنعها، وينص الفصل 489 منه على عقوبات على السلوك الجنسي المثلي بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاثة أعوام، وبالغرامة من 120 إلى 1200 درهم "الدولار يساوي حوالي 8درهم مغربي تقريبا" .
غير أن ذلك المنع لايعني عدم تفشي الظاهرة وسط المجتمع المغربي، بشكل خفي، لأن غالبية المثليين يرفضون الإفصاح عن أنفسهم، تفاديا للاستهزاء منهم،ودرءا للإحراج الذي قد يتعرضون له في حالة الكشف عن ميولاتهم المثلية .
ويتمركز غالبية قيادة جمعية" كيفكيف" في مدينة مدريد باسبانيا، بعد أن حاولوا تأسيس فرع لهم داخل المغرب، لكن محاولتهم باءت بالفشل، بسبب منع السلطات المحلية لجمعهم التأسيسي بمدينة تطوان،شمال البلاد وحين أراد بعض المثليين عقد اجتماع لهم قبل مدة في مدينة مراكش، جنوب المغرب،بهدف "إنتزاع بعض الحقوق"، حسب زعم أحدهم، تصدت لهم السلطة، وحالت دون عقد اللقاء .
وتأسيسا على البعد الدينى والشرعي، فإن المجتمع المغربي لاينظر بعين الرضا والقبول إلى المثليين، بل يرفضهم وينبذهم بتاتا، ولايعاملهم بالاحترام، رغم تواتر دعوات في الوسط الإعلامي المغربي المكتوب، خاصة منه الناطق باللغة الفرنسية، تتجه إلى اعتبار الأمر يدخل في إطار الحرية الشخصية للفرد، وبالتالي ينبغي التعامل معه في هذا الإطار .
بيد أن السلطات في البلد، وبحكم هويته الإسلامية لاتسكت عادة على مثل هذه النداءات أو الحملات الإعلامية، إذ ترى في "الترويج لبعض السلوكات المشينة" استفزازا "للرأي العام الوطني دون الأخذ بعين الاعتبار قيم مجتمعنا الأخلاقية والعقائدية،" حسب تعبير بيان كان قد صدر، ردا على تلك الدعوات،قبل سنوات، عن وزارة الداخلية المغربية،التي أكدت الحرص الكامل "على التصدي بكل حزم، وفي اطار القوانين الجاري بها العمل لكل الممارسات المنافية لقيمنا ولكل المنشورات والكتب والإصدارات التي ترمي الى المس بقيمنا الدينية والأخلاقية ."
وإذا كان الكثيرون من المثليين لايجرؤن على الكشف عن هويتهم الجنسية أمام الرأي العام،تجنبا للإحراج، وحفاظا على سمعة العائلة، فإن هناك بعض الحالات الاسثتنائية التي استطاعت أن تتحدث عن نفسها بصراحة، دون خوف أو خجل، ومنهم الكاتب المغربي عبد الله الطائع، ابن مدينة سلا المجاورة للرباط، المقيم في باريس بفرنسا .
فهذا الكاتب الذي يكتب عادة باللغة الفرنسية، لايتردد في التحدث عن المثلية، انطلاقا من تجربته الشخصية، التي أوردها في سيرته الذاتية في كتاب من ثلاثة أجزاء .
ولا يعتقد الطائع،كما يصرح بذلك للصحافة، أن مثليته هي التي دفعته للهجرة نحو فرنسا، بل إن دافعه لذلك، هو تحقيق حلم سينمائي كان يداعب خياله، وأيضا التمتع بما يسميه" الحرية الفكرية والجسدية" على حد تعبيره، معتبرا أن المثلية تولد مع المرء،" وليس هناك اختيار مطلقا ."
وبالإضافة إلى عبد الله الطائع، هناك إسمان مغربيان أخران سبق لسمير البركاشي، منسق جمعية " كيفكيف"، أن كشف عن ميولاتهما الجنسية المثلية في تصريح صحافي، وهما: "رشيد "كاتب معروف يعيش في فرنسا، ومطرب مقيم في اسبانيا اسمه "حكيم ."
ويقول بعض الباحثين في الشأن الاجتماعي إن ظاهرة المثلية الجنسية في المغرب قديمة جدا، قدم البشرية، غير أنها استأثرت اليوم باهتمام شريحة واسعة من المجتمع بفعل انتشار وسائل الإعلام
وهناك موسم سنوي يحج إليه المثليون المغاربة ،حول ضريح سيدي علي بن حميدوش، في ضواحي مدينة مكناس،لممارسة بعض المعتقدات والطقوس، يدخل ضمنها التزاوج فيما بينهم،بطريقة غير شرعية طبعا، غير أن السلطات غالبا ماتكون لهم بالمرصاد، وفي إحدى المرات اعتقلت نحو 20 شخصا يشتبه في كونهم مثليين جنسيين، بدعوى شروعهم فيما يبدو في ممارسة طقوس وزيجات فيما بينهم .

[BaNZeR]

يرجى إضافة رابط الخبر