اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-03-2010, 06:43 PM
الصورة الرمزية طالبة القرآن
طالبة القرآن طالبة القرآن غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 267
معدل تقييم المستوى: 16
طالبة القرآن is on a distinguished road
Icon1 قصص حكايات قلب روووووووعة

السلام عليكم ورحمت الله وبركاته كيف حالكم اتمنى ان تكونوا بالف خير انا قرات مجموعة من القصص في احد المنتديات الاخرى وحبيت اني الجميع يقراها ايضا لتعم الفائدة اتمنى تعجبكم







قطع طريقه بخطوات سريعة واسعة، سمع وقعها على جليز الممر المؤدي إلى مكتبه...

فتح الباب في حركة عصبية ثم ارتمى على الكرسي المريح و أسند رأسه إلى الخلف و هو يتنهد في عمق...أغمض عينيه للحظات وهو يسترجع بعض الصور من ذاكرته... فتح عينيه في بطء و جال ببصره في أنحاء المكتب الفاخر الذي انتقل إليه منذ أيام قليلة. لم يكن قد اعتاد بعد على ديكوره الجذاب الأنيق، لكن ابتسامة صغيرة تسللت إلى شفتيه حين وقع نظره على شهادة التقدير التي احتلت جزءا من الجدار الجانبي

لقد استحقها بالفعل، و استحق الترقية التي صاحبتها، و هذا المكتب الفخم الذي استهلك سنوات من شبابه...أخذ نفسا عميقا... نعم، لقد حقق جزءا من أحلامه، و قد حان الوقت ليحقق أحلاما أخرى طالما أجلها إلى أجل غير مسمى... و طالما لاحقته والدته بها، كأنها أحرص عليها منه!
قطع أفكاره رنين هاتفه الجوال... تطلع إلى الشاشة الصغيرة فانعقد حاجباه في انزعاج

رمى بالهاتف على سطح المكتب و أشاح بوجهه تاركا إياه يرن في إلحاح...
طال الرنين أكثر مما يتحمل... التقط الهاتف في ضيق و تردد إبهامه في الضغط على زر الإجابة...
كان قد التقاها اليوم، بل منذ بضعة دقائق... كانا على موعد، لكنه كان مختلفا عن مواعيدهما السابقة...كان يجب أن ينهي علاقته بها مذ لاحظ تعلقها الواضح به، لكنه تلكّأ و انتظر... ليس تعلقا بها، فهو لم يكن يميل إليها يوما... لكن لأنها كانت جانبا من حياته يجد صعوبة في الخلاص منه...

لم يعدها بالزواج... لا هي ولا غيرها... كان يعتبرها "صديقة" وحسب، لكنها تقربت منه أكثر مما يجب، وبنَت أحلامها معه، في خيالها... وفوجئ بدموعها اليوم... وهي تحاصره باعترافاتها...
ليست من الصنف الذي يريده... ليست فتاة أحلامه... لكنه كان يقضي معها ومع بقية الأصدقاء أوقاتا ممتعة...


لكنه الآن يستعد لحياة جديدة... منذ أيام قليلة بدأ يفكر بجدية في الطلب الذي لاحقته به أمه طويلا... كان ينتظر أن يحقق نجاحا يجعله في موقف قوي... أن يصل إلى مستوى مرموق في عمله يضمن له الرضا والقبول من أي بنت يتقدم إلى خطبتها... البنت التي تناسب طموحه وآماله ...و ذوقه المعقد...

حين انتبه من أفكاره, كان الهاتف قد توقف عن الرنين... جعله في الوضع الصامت، ثم أعاده إلى محفظته... اعتدل في جلسته وفتح الحاسوب... قرب كومة من الأوراق إليه، ثم انهمك بسرعة في دراسة الملفات... إنه عمله الذي يعشقه...




*******
يتبع
__________________

  #2  
قديم 03-03-2010, 06:44 PM
الصورة الرمزية طالبة القرآن
طالبة القرآن طالبة القرآن غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 267
معدل تقييم المستوى: 16
طالبة القرآن is on a distinguished road
افتراضي


((المشهد الثاني))



أدار المفتاح في قفل الباب ثم دفعه بقدمه وعاد ليلتقط كيس المشتريات الذي وضعه على الأرض...
طالعه وجه والدته المبتسم التي أطلت من المطبخ حين سمعت حركة عند المدخل... ألقى التحية ثم اقترب ليقبل جبينها و هي تتمتم بالدعاء له بالنجاح والصحة والهداية... تناولت من يده الكيس واختفت من جديد خلف باب المطبخ...

ألقى بنفسه في إعياء على أريكة في قاعة الجلوس و تناول جهاز التحكم عن بعد وراح يتنقل بين القنوات الفضائية في ملل... ارتفع صوت المؤذن في الخارج...

الله أكبر... الله أكبر...

إنه أذان المغرب...
سمع خطوات أمه وهي تخرج من المطبخ على عجل متوجهة نحو الحمام... لم يتحرك من مكانه، فقد كانت نظراته معلقة بوجه ممثلة حسناء تظهر على الشاشة. لم يكن يتابع المسلسل بانتظام، لكن فضولا غريبا تملكه في تلك اللحظات، و لبث يترقب في انتباه المشهد الموالي...

خرج أخوه سمير من غرفته وقد فاحت منه رائحة المسك... نظر إليه عند مروره على القاعة :
ـ رمزي... ألا تذهب إلى المسجد؟

تمطط رمزي في تكاسل وقال دون أن يلتفت إلى أخيه :
ـ لم أقض بعد الصلوات الفائتة... سأصلي في البيت...

هز سمير كتفيه في تسليم و خرج من فوره...
سمير أخوه الأصغر، لايزال في أولى سنوات الجامعة... لكنه يبدو أكبر من سنه. ليست لديه اهتمامات الشباب في مثل تلك الفترة من العمر... ورفاقه من مثل صنفه... لم يمنحوا أنفسهم الفرصة والوقت لاكتشاف الجامعة، مغامراتها و أسرارها... أقنعوا أنفسهم بما يسمى "الالتزام" وتخلوا عن كل أحلام الشباب...

ابتسم في سره في حزن... إنه ليرثي لحال أخيه، متأكد من أنه سيعيش حالة مراهقة متأخرة بسبب الكبت الذي فرضه على نفسه... بل اختاره... في بداية شبابه!
أليس الأفضل أن نعيش كل حالة في وقتها؟


سرح للحظات وأهمل المشهد الذي كان يترقبه من المسلسل... لم يشعر بنفسه إلا و قد غير القناة...
لم يكن متضايقا... بل هامت نظراته إلى غير وجهة...

كان سمير قد عاد من المسجد منذ فترة... لا يزال ضجيج أمه في المطبخ يطرق أذنيه وهي تغسل الأواني... يبدو أن سارة أخته الصغرى قد انضمت إليها، فضحكاتها تملأ المكان...

تطلع من النافذة... اختفت بقايا خيوط الشمس الأخيرة و خيم الظلام على الكون في الخارج

لم يكن قد تحرك من مجلسه بعد حين فتح الباب الخارجي من جديد... كان القادم والده
استقبلته والدته بابتسامتها الوديعة المعتادة :
ـ هل أعد مائدة العشاء؟

خطا نحو قاعة الجلوس وهو يقول :
ـ لم تتبقى إلا دقائق قليلة على صلاة العشاء... نصلي ثم نتعشى...

استقبل والده بابتسامة و تحية. جلس إلى جواره وهو يربت على كتفه :
ـ كيف حالك مع المنصب الجديد؟

ابتسم في رضا، وتحدثا قليلا عن الترقية الحديثة والعمل الجديد... وما لبث أن ارتفع النداء إلى صلاة العشاء. وقف والده من فوره، و قبل أن يغادر القاعة التفت إلى رمزي :
ـ ألا ترافقني إلى المسجد؟

تردد للحظات قبل أن يقول مبتسما :
ـ سألحق بك بعد قليل...

نظر إليه والده في عدم اقتناع، ثم انصرف و هو يهز كتفيه في يأس...

ظل رمزي في مجلسه بضع دقائق أخرى، ثم وقف فجأة كأنه تذكر شيئا... و كانت وجهته إلى غرفته
أغلق الباب خلفه و أخرج هاتفه الجوال الذي كان لا يزال على الوضع الصامت... هاله عدد الاتصالات والرسائل التي وصلته... و كلها من رقم واحد... رقمها! تجاهل الأمر و سارع بتكوين رقم آخر :
ـ كيف حالك يا رجل... لم نرك منذ فترة في النادي؟ من يلقى أحبابه ينسى أصحابه...

ارتفع ضحكه وهو يستمع إلى صوت صديقه الذي أجاب في مرح :
ـ أنت تعلم، الالتزامات الجديدة ومسؤوليات البيت...إضافة إلى الزيارات والاستضافات المتواصلة...

ضحك رمزي من جديد وهو يقول :
ـ هنيئا لك يا صاحبي... أخذتك مشاغلك الجديدة منا...

ـ وأنت... ألم يحن دورك بعد... الترقية و نلتها والحمد لله... متى نفرح بك أنت و ندى؟

انزعج لذكرها و قال في استياء :
ـ أنت أيضا تقول هذا...

ـ من الذي حدثك في الموضوع غيري؟

تذكر رمزي وجهها الباكي ذاك الصباح و زفر في ضيق :
ـ ندى نفسها... تصور أنها كانت تأول تصرفاتي وكلماتي على أنني أميل إليها وأريد الارتباط بها!

عاجله صاحبه في عتاب :
ـ لو كنت تضع حدودا لمعاملتك لها لما سمحت لنفسها بالتأويل والتحليل!

تنهد رمزي من جديد :
ـ تلك هي طريقتي معها ومع غيرها... لكنك تعلم أن ندى ليست الصنف الذي أبحث عنه...

بدا الارتياح في صوت محدثه وهو يقول :
ـ جيد... و الآن، أخبرني... ماهو الصنف الذي تبحث عنه؟

سكت للحظات و هو يفكر في حيرة... لم يكن قد طرح على نفسه السؤال من قبل... كيف يريدها؟ إنه على الأقل متأكد من أنه يريدها مختلفة عن كل البنات اللاتي عرفهن وصادقهن و بادلهن الأحاديث ورافقهن في السهرات... يريدها مختلفة... من نوع مختلف تماما... وفجأة خطرت بباله سناء... بنت الجيران... فتاة محجبة... جميلة ورقيقة... ومن النوع الذي يسمونه بالملتزم... ولم يقدر على طرد صورتها من باله...


صحيح أنه لا يزال يؤجل تغيير نمط حياته ويرى أن الوقت لم يفت بعد ليعود إلى الله ويعيد النظر في تصرفاته... لكن الأمر بالنسبة إلى الفتاة مختلف! الفتاة التي يريد الارتباط بها لا يجب أن تكون من النوع "المستهلك"... "المجرِب"، أو "ذي الخبرة في الحياة"... يريدها طازجة، لم تصل إليها يد أي كان... محمية في علبة مخملية، مثل علبة الخاتم الذي سيضعه في إصبعها...

انتبه على صوت صديقه وهو يهتف :
ـ رمزي... أين ذهبت؟

ـ هااه...

ـ اسمع... يجب أن أذهب الآن... هناك من يستعجلني...

و ارتفع ضحكهما من جديد...



*******
__________________

  #3  
قديم 04-03-2010, 10:48 AM
يمامة الصعيد يمامة الصعيد غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 193
معدل تقييم المستوى: 15
يمامة الصعيد is on a distinguished road
افتراضي

معلش مش متابعة معاكى لانى فعلا مش فاضية

المرة دى بطلب التاخير
  #4  
قديم 05-03-2010, 08:02 AM
يمامة الصعيد يمامة الصعيد غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 193
معدل تقييم المستوى: 15
يمامة الصعيد is on a distinguished road
افتراضي

كل دا تاخير انتى ما صدقتى ولا ايه

ها راح فين
  #5  
قديم 05-03-2010, 11:15 PM
الصورة الرمزية طالبة القرآن
طالبة القرآن طالبة القرآن غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 267
معدل تقييم المستوى: 16
طالبة القرآن is on a distinguished road
افتراضي

((المشهد الثالث))




وقف أمام الشرفة و قد أشاح طرفا من الستار... أخذ يتطلع إلى الطريق في اهتمام مثلما صارت عادته منذ أسبوع أو أكثر... انتظر لبضع دقائق قبل أن يلمحها تخرج من منزلها الذي يفصله عن منزله عدد قليل من المنازل، على الجانب المقابل من الطريق... تابعها وهي تمر أمام منزله في خطوات رصينة في هيأتها المحتشمة، ووجهها الطفولي يرسم شبه ابتسامة خجلى...

ـ بني... الفطور جاهز...

لم يبعد عينيه عنها وهو يقول في سرحان :
ـ نعم... أنا آت...

تابعها بنظراتها إلى أن اختفت في المنعطف القريب، ثم توجه إلى المائدة.
بادل والدته ابتسامتها الحنونة و همس في حب :
ـ سلمت يداك يا غالية! وأدام الله علينا هاته النعمة...

سارعت والدته تصب القهوة في فنجانه و قالت وهي ترمقه بنظرة فاحصة :
ـ لكنك لا تريد أن تسعد قلب هاته الغالية...

هتف في احتجاج :
ـ أنا يا أمي؟! هل قصرت في شيء؟ اطلبي ولا تترددي... أنا ومالي و صحتي وكل ما أملك تحت أمرك وتصرفك!

طالعته بنظرة ذات معنى :
ـ لست في حاجة إلى كل هذا... لكنها أمنية في قلب كل أم... أن تفرح بأبنائها وترى أحفادها يرتعون حولها...

ابتسم هاته المرة ابتسامة واسعة، تختلف عن المزاج الذي تعودت أن تلقاه منه كلما خاضت في موضوع الزواج :
ـ كل شيء في وقته حلو...

أحست بأنه لان أخيرا... جذبت الكرسي المجاور وجلست وهي تنحني نحوه :
ـ ما رأيك في بنت خالتك ليلى... فتاة أصيلة، ذات جمال وأخلاق... هل تريد أن أخطبها لك؟

ربت على كفها في حنان وقال في هدوء منهيا الحوار :
ـ قلت لك لا تقلقي... سأهتم بالأمر بنفسي...

لكنها أصرت و هي تلاحقه إلى باب المنزل :
ـ رمزي، بني... هل تفكر في فتاة بعينها؟

اتسعت ابتسامته وهو يقول :
ـ قلت لك... كل شيء في وقته حلو...

ثم أضاف و هو يفتح الباب الخارجي :
ـ عن إذنك الآن... سأتأخر عن عملي...



******


((المشهد الرابع))





خرج من مكتبه قبل وقت انتهاء الفترة المسائية... كان مستعجلا... أدار محرك السيارة وانطلق في اتجاه غير اتجاهه الاعتيادي... لكنه كان يعرف الطريق جيدا... الطريق التي قطعها أكثر من مرة في الأيام القليلة الماضية... كان طريق كلية التجارة... نعم فقد عرف أنها تدرس في كلية التجارة، وعرف أيضا مواعيد خروجها... اطلع على برنامج محاضراتها لهذا الأسبوع...

ركن السيارة في موقف قريب وقطع المسافة مشيا إلى محطة الحافلات. رآها تقف وحيدة وهي تضم كراساتها إلى صدرها في هدوء... تقريبا في نفس الوضعية التي يراها عليها منذ بضعة أسابيع، في كل مرة راقبها فيها عن بعد... عرف صديقاتها وتعرف على محيطها، و حمد الله من كل قلبه لأن صديقاتها لا يركبن نفس حافلتها!

وها قد جاء اليوم الذي عقد فيه العزم على الخروج من صمته... وسار ليكلمها...

اقترب منها في خطوات مترددة و هو يكاد يسمع دقات قلبه المتسارعة. ما الذي يحصل معك يا رمزي؟ رمزي الذي تعود المصافحة والعناق، وإمساك الأيدي في المطاعم والأماكن العامة، يرتجف الآن... وحبيبات العرق تتجمع في جبينه...

رفعت عينيها إليه في حركة تلقائية، حين أحست بنظراته المركزة عليها... وسرعان ما خفضت نظراتها في حياء محبب... طار قلبه معه!

ـ آنسة سناء
ـ .........................

التفتت إليه وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة مترددة وقد انعكست دهشتها على ملامحها. لم تنبس ببنت شفة... ترقب توضيحا منه...
هل تعرفت علي؟ نحن جيران منذ أكثر من 5 سنوات... لكن العلاقات شبه مقطوعة بين العائلتين...

غالب خجله وهو يقول :
ـ أنا... رمزي... ابن جاركم... الحاج علي...

هزت رأسها موافقة، كأنها تنتظر المزيد... يبدو أنها تعرفت عليه...
ـ اعذريني...لست أدري من أين أبدأ... أعرفك بنفسي أولا... أنا مهندس، في شركة خاصة... دخلي جيد وأمتلك سيارة حديثة... وبوسعي أن أشتري منزلا مناسبا... في المنطقة التي تعجبك...

أحس أنه تسرعبملاحظته الأخيرة، وهو لم يشرح بعد طلبه وسبب محادثته لها...

لاحظ ارتباك البنت، و الدهشة التي اعترتها... فتدارك في سرعة :
ـ آسف...لم أفصح لك بعد عن سبب المحادثة... في الحقيقة، أنا معجب بك آنسة سناء... بأخلاقك وحيائك... و يسرني أن أتقدم لطلب يدك...

رفع عينيه إليهاليلمح أثر كلماته على قسمات وجهها. كان لونها قد تحول إلى الأحمر القاني، و عيناها قد التصقت بالأرض

ـ أردت أنأتعرف عليك أكثر... وأتيح لك الفرصة لتتعرفي علي أنت أيضا... قبل أن أفاتح والدك بصفة رسمية...

لم تكن قد رفعت عينيها بعد، لكنها تمتمت في خجل :
ـ أظن أنوقوفنا بهذا الشكل ليس الحل المناسب... يمكنك أن تتحدث إلى والدي ونتعرف أكثر فيما بعد

كان السرور واضحا في صوته و هو يهتف :
ـ إذن أنت موافقة؟ يمكنني أن أتقدم؟


********






__________________

  #6  
قديم 06-03-2010, 08:59 AM
يمامة الصعيد يمامة الصعيد غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 193
معدل تقييم المستوى: 15
يمامة الصعيد is on a distinguished road
افتراضي

جميل ها وبعدين
  #7  
قديم 06-03-2010, 07:26 PM
الصورة الرمزية طالبة القرآن
طالبة القرآن طالبة القرآن غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 267
معدل تقييم المستوى: 16
طالبة القرآن is on a distinguished road
افتراضي

((المشهد الخامس))





لم يكن يتصور بأنه سيتعلق بها بتلك السرعة... وإلى تلك الدرجة...



أصبح يتابعها يوميا حين خروجها... بجرأة أكبر... يخرج إلى الشرفة وينتظر مرورها ليحييها بابتسامة، قلما تردها... لكن قلبه كان يكتفي من احمرار وجنتيها... يتحين الفرص ليبادلها بضع كلمات أمام الكلية قبل أن تصل حافلتها، مع أنه كان يتمنى أن ترضى بأن يوصلها إلى المنزل بسيارته!
و كانت تلك اللحظات القصيرة تشعره بسعادة لا توصف...

رمزي الذي لم يكن يتحرج من محادثة الفتيات ومبادلتهن الضحك والمزاح، أصبح قلبه يدق بشدة حين يبادر سناء بتحية الصباح!


******

أخذ نفسا عميقا من السيجارة، ثم نفث الدخان من فيه في توتر.
عقد سمير حاجبيه وهو يقترب من أخيه الذي وقف في الشرفة موليا إياه ظهره، و هتف في ضيق :
ـ متى تتوقف عن استهلاك هاته السموم؟

ابتسم رمزي في لامبالاة :
ـ اتركني الآن... أحتاجها لتخفيف توتري...

وقف إلى جانبه و هو يرفع عينيه إلى السماء المظلمة :
ـ وما الذي يوترك يا أخي؟

بدت علامات الضيق على ملامح رمزي و هو يزفر في قلق :
ـ... لقد تأخروا في الرد...

رفع سمير حاجبيه في دهشة وهو يطالع أخاه في عدم تصديق مشوب بارتياح خفي :
ـ و هل يهمك الرد إلى هاته الدرجة؟ ظننتك لا تبالي كثيرا... بل استجبت لرغبة الوالدة!

لم يعلق رمزي فاستطرد سمير مبتسما :
ـ أراك قد تعلقت بها... ماذا فعلت بك هاته الفتاة!

ابتعد عنه رمزي متضايقا، لكن سمير ربت على كتفه وهو يقول :
ـ أرجو أن تكون من نصيبك... سناء فتاة رقيقة و ذات شخصية قوية... على خلق، ولا ينقصها الجمال...

استدار إليه رمزي في حدة و هو يمسك بياقة قميصه و يهتف به :
ـ و ما أدراك أنت بأخلاقها و طباعها؟

ضحكسمير وهويبعد قبضة أخيه عن قميصه :
ـ على رسلك يا أخي... لا تخف ليس لي أية علاقة بها... لكن أخاها سالم زميلي في الجامعة ويتحدث عنها كثيرا وعن مواقفها في البيت...

هدأ رمزي قليلا ثم طالع سمير في فضول :
ـ وماذا يقول عنها؟

ضحك سمير من جديد، لكنه لم يجب... ثم التفت إلى رمزي مطمئنا :
ـ لا تقلق... الفتاة وأهلها لا يعرفونك جيدا... أكيد أنهم يحاولون السؤال عنك... وسيجيبون قريبا...


********
((المشهد السادس))




رنت العبارة في ذهنه للمرة الألف و هو يقود سيارته في عصبية ذاك المساء... كان قد اتصل بوالدها ليستعجل الجواب... و كأنه استعجل النهاية... نهاية أحلامه مع سناء!

"الزواج قسمة و نصيب"

تلك العبارة الركيكة التي يقذف بها والد الفتاة في وجه الخاطب وهو يمثل الأسف... والتي يعني بها الرفض!

حين توقفت السيارة أخيرا، انتبه إلى أنه لم يكن أمام المنزل... قاده قلبه إلى حيث يمكنه أن يراها...

كان قد ركن السيارة قريبا من كليتها... وتقريبا بلا وعي أو سيطرة على أعصابه قفز منها و توجه إلى حيث يلقاها... سار بخطى سريعة وقلب موجوع... وتسمر في مكانه حين التقت عيناه بعينيها... لبضعة أجزاء من الثانية... قبل أن تغض بصرها في حيرة... وألم... وخوف من سؤال تنطق به عيناه... لماذا؟


ـ آنسة سناء... هل لي بكلمة؟ هل لي أن أفهم أسباب الرفض؟

رفعت عينيها في تردد... لكنها تكلمت أخيرا... تكلمت وتكلمت... بصراحة لم يتوقعها، و هي تصفعه بكل كلمة... وأحس بالأرض تميد تحت قدميه...

الصلاة... الفتاة محجبة وملتزمة، ولا ترضى بالاقتران بشاب لا يؤدي صلواته في المسجد... بل لا يحافظ عليها أصلا.
..

تهاونه في علاقاته مع الزميلات في العمل... لم يتصور أن شخصيته المرحة وأسلوبه الظريف الذي تثني عليه جميع الفتيات اللاتي عرفهن قد توضع يوما موضع شك واتهام
!

التدخين... آفة لم يقدر على التخلص منها رغم قراراته السابقة و نواياه الطيبة... لكنها لا ترضى بمن يلقي بنفسه إلى التهلكة!


توقفت، فانقطعت أنفاسه... هل هاته هي صورتي في عينيها؟



لكنه رأى لمحة حزن في عينيها... حزن بعث في قلبه الأمل... وأعاد الهواء إلى رئتيه...
هل تراها تعلقت به قبل أن تعلم عنه كل هذا؟ هل تراها تتألم لأن وضعه لا يناسبها؟
وفي لحظة... أحس بأنه قادر على التغيير... بل أنه أخيرا وجد دافعا للتغيير...

خرج صوته مبحوحا... حزينا... مهموما :
ـ سناء... أنا لست هكذا... لم أرد أن أكون هكذا... لكنني لم أتخذ الخطوة المناسبة لأتغير... لأبدأ صفحة جديدة في حياتي وأسير في طريق سليمة... لكنني لا أريد أن أفقدك...

رفعت عينيها إليه في دهشة... فرأت الصدق والتصميم في عينيه...
هو نفسه لم يصدق ما أحس به في تلك الآونة... هو رمزي... ذو الشخصية القوية المستقلة... الذي لم يؤثر فيه عتاب والده الطويل، وحزن والدته المتواصل، ونصائح أخيه المتكررة... أحس فجأة باستفاقة، بانتفاضة قلبه التي طالما أجلها وماطلها وتناساها وأسكتها...

أخرج علبة سجائره و طالعها باحتقار... رمى بها عند قدميه و سحقها بشدة... لن يستسلم لها ثانية...
لكن هنالك خطوات كثيرة أخرى...ليثبت لها مدى جديته وعمق التغيير في نفسه...

ـ أعدك... أعدك بأن أتغير...

كان ردها البلسم الذي أعاد إليه الحياة :
ـ سأنتظرك... بقلبك الجديد...




***انتهت القصة الأولى***




__________________

  #8  
قديم 06-03-2010, 07:28 PM
الصورة الرمزية طالبة القرآن
طالبة القرآن طالبة القرآن غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 267
معدل تقييم المستوى: 16
طالبة القرآن is on a distinguished road
افتراضي


*×*((صحــــــــوة قلــــب))*×*


((المشهد الأول))






قادته قدماه خارج القاعة و هو لا يكاد يشعر بخطوتاه... كان الامتحان صعبا... بل تعجيزيا... حتى هو الطالب المجتهد المتميز وقف حائرا أمام تلك المعادلات المعقدة و أظلمت الدنيا أمام عينيه في لحظات... هل ضاعت أحلامه في تحقيق الامتياز في اختبارات السنة النهائية؟ شد على أسنانه في حنق... ليس الاستسلام من طبعه...

وقف في بهو الكلية يبحث بعينيه عن رفيقه شوقي... وقعت عيناه على جمع قد احتشد أمام إحدى القاعات... ركز قليلا على الواقفين... و بالفعل ميز بينهم وجه رفيقه الملتهب... الكل خرج ساخطا من قاعات الاختبار!


سار نحوه و ربت على كتفه مهدئا،التفت شوقي نحوه و رسم ابتسامة متعبة :


ـ ضاعت الأحلام!

ـ لا تقل هذا... الاختبار كان صعبا على الجميع... و لا أظنهم يرضون برسوب الدفعة كلها!


تعالت ضحكات ساخرة، مغتصبة، لاح فيها الألم... ثم ارتفع صوت زميل آخر :


ـ ما بكم تقفون خارجا؟ "نادي الثقافة" يقترح عليكم وجبة خفيفة في الداخل! هلموا جميعا... و لننس خيبة اليوم!


تدافع الشباب إلى داخل القاعة و قد انطلقت أصواتهم في مرح غير متوقع... ما أسرع ما ننسى...

تباطأ وليد و وقف خارجا رفقة شوقي الذي لم يكن يميل هو الآخر إلى الانضمام إلى المجموعة، حيث اختلط الشباب و الفتيات في غير تكلف و لا اعتبار لحدود التعامل بين الجنسين...

حانت منه التفاتة إلى مدخل القاعة... و في تلك اللحظة رآها...

كانت تقف في مجموعة من الفتيات، و كان يبدو عليها الهدوء و الثقة، توزع الابتسامات و وجهها الصغير المشرق يبعث على الارتياح... تأملها للحظات و هو لا يكاد ينتبه إلى نفسه، شده جمالها و وداعتها... ثم خفض عينيه في حرج من تصرفه و هو يهمهم في صوت غير مسموع : أستغفر الله... الأولى لك، و الثانية عليك...


و سرعان ما عاد ليركز في الحوار القائم بين صديقيه...


*******


وقفت مع صديقتيها سوسن و داليا وسطالجموع و هي تتلقى التحيات والمجاملات من هذا و ذاك بعد أن ألقت كلمة الترحيب الافتتاحية بصفتها رئيسة نادي الثقافة، في الكلية. كانت عيناها تجولان هنا و هناك، تطمئن على حسن سير الحفلة الصغيرة التي نظمها النادي بمناسبة انتهاء فترة الاختبارات...

كانت تحاول جاهدة التركيز في حوارها مع صديقتيها لكن نظرها كان يسقر في كل مرة على مجموعة من الشبان تقف غير بعيدة عنهم، دون وعي منها...



ـ سارة أين ذهبت؟


التفتتإليها فزعة:
ـ هه؟ ماذا هناك؟

ابتسمت سوسن و قد لاحظت ارتباكها :
-
كنت أسألك من أين اشتريت أقراطك فشكلها غريب و مميز...لكن يبدو أنك لم تسمعيني...

ثم اشرأبت بعنقها لتطالع إلى حيث هامت نظرات سارة :
ـ أيهم الذي أخذك منا؟ دعيني أخمن... ممم...

كان وليد يقف في تلك المجموعة و بدا أنه قد اندمج بسرعة في حوار ساخن حول فرص التشغيل عند الخروج من الكلية و أوضاع البلاد الاقتصادية...


ـ إنه المتحدث اللبق.. أليس كذلك؟

نظرت إليها سارة و قد احمرت وجنتاها دون أن تجيب...
ـ إنه وسيم و أنيق... لكن تبدو عليه الجدية و هو منذ وصوله يتحدث في الاقتصاد و المشاكل الاجتماعية! حتى أنه لم يهتم بمشاركتنا الحفلة... هل تظنينه الصنف المناسب لك؟

التمعت في عيني سارة نظرة ذات معنى... و جذبت رفيقتيها قائلة :
ـ تعاليا لنتعرف عليهم... و نعرفهم على النادي...



**********


((المشهد الثاني))




أدار المفتاح في قفل باب الغرفة، ألقى السلام، ثم ارتمى على فراشه في إرهاق...
أغلق شوقي، شريكه في الغرفة، بالسكن الجامعي، الكتاب الذي كان يطالعه و وضعه جانبا و هو يتأمل هيأته المتعبة


ـ أراك قد تعودت السهر خارجا و صرنا لا نراك إلا أطراف الليل...

ـ لا تبالغ إنها الساعة العاشرة!

ـ لكنك لم تكن هكذا في بداية السنة!

نظر إليه وليد مبتسما :
ـ دوام الحال من المحال...

رمقه شوقي بنظرة طويلة ثم سأله :
ـ و أين كنت إلى هاته الساعة؟

أسند وليد رأسه إلى الخلف و أغمض عينيه و هو يقول :
ـ أين تظنني كنت... في النادي... كالعادة...

رفع شوقي حاجبيه في شك :
ـ النادي؟ إلى حدود الساعة العاشرة؟

تنهد و هو يستطرد :
ـ نعم، اجتماع طارئ... يجب أن نكون مستعدين جيدا للحملة... و الوقت يداهمنا...

ـ وليد ما الذي دهاك؟ لقد أصبح النادي يأخذ كل وقتك! لا تنسى أن الاختبارات النهائية قد اقتربت... و لا أرى أنك بدأت مراجعتك بعد...

فقد وليد صبره و هتف في حدة :
ـ و منذ متى تتدخل في شؤوني و تحقق معي بشأن دراستي و نشاطاتي؟

كان قد اعتدل في جلسته و جلس يطالع صديقه بنظرات صارمة...
خفض شوقي عينيه في حزن ظاهر و هز كتفيه في استسلام... تراجع بضع خطوات... ثم عاد إلى مجلسه و فتح كتابه من جديد... دون أن يعلق بكلمة

حل بينهما الصمت لبضع دقائق... كان التوتر واضحا في ملامحهما
ـ شوقي... لم أقصد... أنا آسف...

لم يرفع شوقي نظراته عن كتابه و هز رأسه متفهما :
ـ لا عليك... أنت لست طفلا... و تعي مسؤولياتك جيدا...

لم تكن المرة الأولى التي يتشاجران فيها... بسبب النادي
مذ انضم وليد إلى نادي الثقافة، ابتعد عن شوقي... و اتسعت الهوة بينهما...

رفع شوقي عينيه... التقتا بعيني وليد التي بدا فيها الندم :
ـ دعني أسألك سؤالا واحدا...

نظر إليه وليد في انتباه
ـ من كان حاضرا في الاجتماع اليوم؟

ـ أنا و سارة و...

توقفت الكلمات في حلقه... و لبث شوقي ينتظر في اهتمام

ـ كان هنالك سوسن و داليا و محمد و عماد... لكنهم غادروا قبلنا... كان هنالك عمل كثير... و سارة أصرت على إتمامه الليلة... فلم أستطع تركها بمفردها...

و قبل أن يتكلم شوقي سارع وليد يبرر :
ـ لكن الباب كان مفتوحا طبعا... و كان هنالك بعض الطلبة في الساحة... كما أننا كنا منهمكين في العمل... و...

قاطعه شوقي متهكما :
ـ لست مضطرا للتبرير... المهم هو أن تكون مقتنعا بما تفعل...

ـ ماذا تقصد؟

كانت ملامح وليد مكفهرة و قد علاها الارتباك...
تردد شوقي للحظات... لكنه قرر أن يواجه صديقه



ـ لست أدري هل أنت غبي أم أنك تتغابى.. الجميع يعلمون أنها مهتمة بك، و أنها تحاول إشراكك في كل نشاطاتها حتى تظل قريبة منك... و أنت تتحدث عن النادي... أظن أن النادي سيصبح دولة مستقلة إذا واصلتما العمل فيه على هذا النسق إلى نهاية السنة!! ألا تفهم أنه مجرد تعلة؟ لماذا لا تقترح انضمام آخرين إليه إذا كان لديها كم هائل من الأعمال مع أن الكثيرين يريدون ذلك؟

تصاعد الدم إلى وجهه و هو يحد نظراته إليه :

ـ ما الذي تقوله يا شوقي؟ هل جننت؟

واصل شوقي متجاهلا اعتراضه :
ـ أنت يا عزيزي شاب محترم، ملتزم و ليس لديك خبرة كافية بكيد الفتيات و ألاعيبهن

ـ لكن سارة فتاة محترمة... و هي لم تجبرني على شيء و لم تتجاوز حدود الزمالة...

طالعه شوقي في سخرية لاذعة :
ـ بالطبع فأنت نوع مختلف من الشباب... و هؤلاء الفتيات يعاملن كل فريسة باللغة التي تفهمها... و هيتعلم أنها لن تنجح في استمالتك بالدلال... بل بالجدية و العمل...

صرخ فيه وليد :
ـ هل تعلم... أنت معقد!

هز شوقي رأسه في ألم لكنه ابتسم و هو يتمتم : سامحك الله!
صرت تعايرني يا وليد! و من أجل من؟ من أجل بنت تلعب بك و تسخر من سذاجتك و حسن نيتك...
لكنه لم ينبس ببنت شفة...

سارع وليد يهتف :
ـ أنت تظلمها! ليست كل الفتيات كما تحسبهن

ـ أعلم أن كل الفتيات لسن من الطراز نفسه... لكن سارة يا وليد...

تردد شوقي قبل أن يقول :

ـ أنت لا تعرف ماضيها...

ـ ماذا عن ماضيها؟

ـ كانت لديها الكثير من العلاقات و الصداقات... و هي لا تتوانى عن اللعب بمشاعر الآخرين...

ـ لعلها إشاعات... هل تصدق كل ما يقال؟

ـ ليس هنالك دخان من دون نار...



قد تغير صوته و هو يقول :
ـ و ما يدريك... لعلها تابت و تغيرت... كما أن علاقتنا لا تتعدى الصداقة و العمل في النادي...

ـ و إلى أين تسير صداقتك معها؟




**********






((المشهد الثالث))




كان يقف مع مجموعة من الأصدقاء في بهو الجامعة... ينتقلون من موضوع إلى آخر، في انتظار محاضرات الفترة المسائية...


فجأة التفت الجميع عند سماع صوت أنثوي مميز ينادي من بعيد : وليد!

تبادل الرفاق ابتسامات و
غمزات... أما شوقي فقد عقد حاجبيه في استياء و هو يرقب وليد الذي لبى نداء سارة دون أدنى تردد...


وقفت تنتظره على بعد بضعة أمتار... و ما إن لمحت نظرة التساؤل في عينيه حتى بادرته دون مقدمات :
-
الليلة سنقيم حفلة عيد ميلاد داليا... يجب أن ترافقني لنشتري لها هدية

-
هدية؟ مهلا... من قال أنني أريد أن أقدم هدية لداليا أو أنوي الذهاب إلى الحفلة أصلا؟

-
ليس لديك خيار!


نظر إليها في شك و عقد ذراعيه أمام صدره :
-
و كيف فقدت الخيار يا ترى؟

- وليد... أخبرت الجميع أن النادي سيتكفل بالحفلة لأن داليا من أبرز الأعضاء فيه... و أنت بصفتك نائب رئيس النادي من واجبك الإشراف معنا
!

-
سارة... أنت تعلمين أنني لا أحب هذه الحفلات... ثم أنت لم تسأليني رأيي...



بدت على وجهها الصغير علامات الأسف و الاستجداء :
-
آسفة للغاية... و لكن غيابك سيؤثر سلبا على سير الحفلة!

ابتسم في تهكم وقال :

-
لماذا؟ هل خصصت لي دور الراقصة أو المغنية؟

أطرقت في خجل و قالت :

-
لا... و لكن...


لبث يطالعها في صمت... و انتظار... فواصلت بصوت أوضح :
-
لقد تعودت أن نقوم بكل شيء معا... حتى أنني لم أعد أثق في قراراتي إن لم تشاركني فيها!

ثم أضافت و قد رفعت عينيها لتنظر إليه مباشرة :

-
حتى أنني أريد التنحي عن منصب الرئيسة و ترشيحك مكاني... و أنا واثقة أن الجميع سيؤيدني... وليد... أنت تصلح للقيادة أكثر مني!!



**********



ارتفعت الأصوات الضاحكة الصاخبة من شقة داليا و قد تجمع عدد لا بأس به من الأصدقاء و الصديقات في المدخل...

كانت سارة تقف وسط الجموع كأنها صاحبة الحفلة تطلب تغيير الموسيقى، توشوش كلمة في أذن هذه و تبتسم لذاك... حتى داليا كانت لا تفارقها فالحفلة كانت ستكون مملة بغيابها.
لكنها رغم انشغالها وسط الزحام كانت عيناها لا تفارقان وليد : كان يبدو عليه الضجر... بل الانزعاج!!

تقدمت نحوه و قد كان واقفا قرب الباب متأهبا للخروج في أية لحظة! جذبته من ذراعه و هي تصرخ ليسمعها :



ـ تعال سنقسم الكعكة...

تبعها في امتعاض...



تم تقسيم الكعكة وسط هرج و مرج ثم فتحت الهدايا وتقدمت سارة لتفتح هدية النادي وهتفت بصوت رقيق و هي ترمق وليد بنظرة خاصة :

ـ وهذه هدية الناي... انتقاها لك وليد... المرشح الجديد لرئاسة النادي



ارتفعت الهتافات باسم وليد و سارة و عادت الموسيقى و الصخب...



كان يحس بالاختناق... لكن إحساسا غريبا انتابه في تلك اللحظات... إحساس مميز لم يدرك له معنى في حينه... و عادت كلمات شوقي ترن في أذنيه... إنها تهتم بي... تهتم بي...


و ما إن غفلت عنه سارة لثوان حتى تسلل خارجا... لينفرد بأفكاره...



************










__________________

  #9  
قديم 06-03-2010, 07:30 PM
الصورة الرمزية طالبة القرآن
طالبة القرآن طالبة القرآن غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 267
معدل تقييم المستوى: 16
طالبة القرآن is on a distinguished road
افتراضي


((المشهد الرابع))





ـ كيف كانت سهرتك؟



أشاح بوليد بوجهه... ليهرب من نظرات شوقي الحادة
ما الذي يريد مني هذا الآخر... ألا يكفيني ما أنا فيه؟ أحتاج إلى الهدوء و الراحة

تنهد في ضجر و قال في رجاء :
ـ أرجوك... أريد أن أستريح قليلا...

اقترب منه شوقي و جلس على طرف الفراش حيث كان وليد قد استلقى :

ـ وليد... أرجوك استمع إلي... إنك تنقاد مع رغباتها ولا تحاول العصيان! هل أصبحت تفكر بعقلها؟ أم أغراك المنصب الجديد؟! انه ليس منصب أمين عام جامعة الدول العربية، بل مجرد ناد في جامعة! أفق أرجوك...

لم يكن وليد يستمع إليه… بل كان قد سرح بعيدا… بين أفكاره… الأفكار الجديدة التي لم تفارقه مذ غادر الحفلة وحيدا… لم يعد مباشرة إلى الغرفة… كان في حاجة إلى ساعة صفاء ذهني، يخلو فيها بنفسه… و بأفكاره… فتمشى لبعض الوقت... هام على وجهه لبرهة، قبل أن يقرر العودة...


تمتم كأنه يحدث نفسه :
ـ إنها محاطة بأصدقاء تافهين... و تشغل وقتها في لهو تافه... خسارة...

نظر إليه شوقي في ذهول :
ـ وليد... ما الذي تفكر فيه؟! هل سيطرت على تفكيرك؟


لم ينطق وليد و بدا عليه الشرود... قاطع شوقي أفكاره و هو يهتف :
ـ لو لم تكن تافهة لما أحاطت بها مجموعة من التافهين!

طالعه وليد في ضيق... و استنكار واضحين :
ـ لا... لا... إنها مختلفة...


ثم أضاف و نظراته تسرح بعيدا :

ـ في داخلها فتاة بريئة... لكنها تكابر... و لا تجد من يساعدها على إيجاد ذاتها


رمقه شوقي في سخرية و هو يقول :
ـ و أنت البطل الهمام الذي سيساعدها على إيجاد ذاتها... أليس كذلك؟


التفت إليه وليد في استياء... فاستطرد شوقي بسرعة :
ـ بل هي التي ستساعدك على تضييع ذاتك
!

أغمض و ليد عينيه و زفر في سخط... همس دون أن يفتح عينيه :
ـ لماذا تغلق الأبواب دائما في وجهي؟


ضرب شوقي كفا بكف و هز رأسه و هو يعاين حال صديقه :
ـ لا حول و لا قوة إلا بالله! لقد أثرت فيك و الله! يا أخي، في هذه الزمن الغريب اقبض على دينك بكلتا يديك... ابتعد عن الغواية و رفاق السوء ما استطعت... و عسى أن تثبت!

- و إخواننا؟ هل نتركهم على ضلالهم؟

ـ ادع لهم بالهداية و لا تدعهم يؤثروا فيك! فانك لا تهدي من أحببت...


لم يجب وليد... لكنه تمتم في صوت هامس :

ـ و لكن الله يهدي من يشاء...



*********


((المشهد الخامس))




كانا يتمشيان جنبا إلى جنب... لكن كلا منهما كان قد أبحر في عالم أفكاره...
هو كان متعبا... و قد حفر الأسى على وجهه علامات عميقة... الحيرة واضحة في عينيه... و الحزن قد سكن في قلبه... كيف ستكون النهاية؟



أما هي... فقد كانت منزعجة... تريد الإفلات من حصاره... تنشد الحرية من قيود أفكاره...



ـ متى ستتوقفين عن عنادك و تصغين إلي؟



التفتت إليه و هي تقاوم رغبة في الصراخ :
ـ يا وليد يا عزيزي... الصلاة، و أواظب عليها قدر الإمكان... أما إن كانت لدي التزامات... أنت تعلم، لا مفر من تأجيلها... لبعض الوقت... الصيام، والحمد لله صمنا رمضان هذه السنة.. ماذا تريد مني أكثر من ذلك؟

تنهد في ضيق... لشد ما ينعصر قلبه بين ضلوعه كلما استمع إلى حجاجها حول ذاك الموضوع... عنيدة... عنيدة... و قلبها قاس... كالحجارة أو أشد قسوة...

-
ذلك لا يكفي...يجب أن تغيري نمط لباسك... أن تغيري أصدقاءك... أن تبحثي عن الصحبة الصالحة...

قاطعته في احتجاج صارم... و صوت حازم... لا يقبل النقاش :
-
قد أسمح لك بانتقاد كل شيء في حياتي... كل شيء... ما عدا أصدقائي! فهم شلتي المفضلة منذ سنوات عدة... لذلك لا تحاول!

زفر في أسى... إنها لا تدرك أنهم هم السبب... سبب ضياعها... و معاناته...
لا سبيل إلى إقناعها طالما أنها مرتبطة بهم بهذا الشكل
غير الموضوع...

-
و ماذا عن النوادي؟



عقدت حاجبيها و هي تتطلع إليه في تساؤل :
-
النوادي الثقافية؟ ما بالها؟



دون أن يشعر، ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة، و قال بلهجة لا تخلو من التهكم السافر :
-
ثقافية؟! سمها ما شئت لكنها بالنسبة لي مضيعة وقت...



كانت الحدة جلية في نظراتها... و في صوتها... و هي تضع كفيها عند خصرها و تقف إزاءه :
-
تلك هي اهتماماتي... فلا تصفها بأنها مضيعة للوقت... أنا بحاجة إلى نادي الموسيقى لتنمية موهبتي في العزف...



هل يجاريها؟ فلننظر إلى أين سيصل بها المطاف...

-
و الغناء؟

-
و الغناء أيضا ضرورري...صوتي جميل فلماذا لا أدرب حنجرتي؟



رفع حاجبيه و هو يتطلع إليها في تحفز :
-
و ماذا عن نادي الرقص؟



استدارت في رشاقة و هي تخطو إلى الأمام في خطوات شبه راقصة
-
أرجوك وليد هل تريد أن يسخر مني الجميع لأنني لا أجيد الرقص الشرقي؟

-
لست مضطرة للرقص أمام أحد!!

-
أوه، بلى!! سوف نقدم لوحات راقصة في حفل اختتام السنة الدراسية!

************

انفجر شوقي ضاحكا و هو يراقب وليد الذي جلس أمامه... يغلي من الغضب... و القهر...

-
وتريد الرقص أيضا!

رمقه وليد شزرا و قال في ألم :

-
تضحك؟ إنها مأساة حقيقية!!

ربت شوقي على كتفه و قال في جدية :
-
هذه الفتاة لا تناسبك

-
هل تريدني أن أستسلم بسهولة؟

عقد شوقي ذراعيه أمام صدره :

-
لا تضيع وقتك معها... و إلا ستقنعك هي بنظرتها إلى الحياة!!

- إنها عنيدة... وقوية!

أشاح شوقي بوجهه عنه... ابتعد بضع خطوات... ثم التفت إليه من جديد... لا مفر من المواجهة... يجب أن يعلم بما يحصل حوله

- لقد أصبحتما حديث الجامعة... علاقتكما على كل لسان... و بالطبع ماذا يقولون : صديق سارة الجديد!

نظر إليه وليد غير مصدق... هل وصل الأمر إلى هذه الدرجة...

-
لكن لماذا يتحدثون عنا دون الجميع؟ هل أصبحت الصداقة بين الشاب و الفتاة أمرا غريبا؟ ألسنا في مجتمع متحضر و متفتح؟



رمقه شوقي بنظرة طويلة صامتة... ما الذي يحصل معك يا وليد... هل أنت وليد الذي عرفته؟!



**********




((المشهد السادس))




سار على غير هدى... تقوده خطواته الحائرة... إلى حيث لا يدري...
يريد أن يهرب من أفكاره... أن يسيطر على نبضات قلبه... أن ينزل راية الاستسلام البيضاء... الذي رفعها بنفسه... و خانته ذراعاه منذ ذاك الحين!
يريد أن يعود إلى نفسه... إلى وعيه... إلى بر الأمان، الذي افتقده مذ أبحر في لجة عينيها...


أخذه تيار مشاعره... إلى ما ظنه جزيرة الأحلام... لكن حين أدرك أنها مجرد سراب... لم يكن بقي في صدره سوى بضعة أنفاس... لا تكاد تكفيه لطريق العودة!


إلى متى يظل عالقا في منتصف الطريق؟


يحس بالوهن... فهل يستسلم لواقعه... يرضى بها كما هي؟ نصف حلم أو أقل... بالكاد تشبه الصورة التي رسمها لها في سويداء قلبه...
أم يحاول النجاة بقلبه... لا ضير إن أثخنته الجراح و أرهقته المقاومة... لكنه على الأقل يصد عنه الموت...


هل...؟!

********

طرقت سوسن باب الغرفة دقات ذات إيقاع متفق عليه...

طالعها وجها سارة المبتسم... دلفتا إلى الداخل... حيث كانت الغرفة في حالة من الفوضى...

-
هل سار كل شيء على ما يرام؟


ابتسمت سوسن و هي تهز رأسها مطمئنة :
-
بالطبع! قطعت التذاكر... لكن بعد جهد جهيد... الإقبال لا يصدق... ثم مررت على المحل... أحضرت لك الفستان... سيكون رائعا عليك... ماذا فعلت مع وليد؟


أطرقت سارة في تفكير ثم همهمت :
-
لم أكلمه بعد...

-
و هل تضمنين موافقته؟


رفعت رأسها و قد رسمت على شفتيها ابتسامة واثقة :
-
لا تخافي... لو رفض، و أعلم أنه سيفعل... سأبكي قليلا و أتوسل إليه أن يوافق من أجل خاطري!

قالت ذلك و هي تطلق ضحكة قصيرة، مرحة...

-
هل أنت واثقة من نجاح ذلك؟


كانت نظراتها تحمل بعض الشك... و القلق... لكنها قالت :
-
وليد متعلق بي... هناك من يحاول التأثير عليه لكنه متعلق بي... لا تخافي، سأتصل به الآن...

أخذت سماعة الهاتف... وضعت يدها على صدرها و هي تأخذ نفسا عميقا... يجب أن تفوز في هاته المعركة...



*********

ارتفع رنين هاتفه الجوال... تلك الرنة المميزة التي تعلن اقتحامها لعالمه... و تكفي لتبعثر أوراق أفكاره...



جمع شتات نفسه المعذبة في سرعة... و استعاد نبرة صوته في صعوبة... و استعد... للجولة الأخيرة...

-
وليد... عندي لكمفاجأة!


جاهد ليمحو من صوته أي أثر لانفعاله... و حمله قدرا لا بأس به من البرود... و اللامبالاة...
-
أية مفاجأة هذه؟ انضممت لناد جديد!؟

كانت السخرية واضحة في لهجته... أجابت في احتجاج :
-
وليد... أرجوك! ألم تعلم أن الفنان العربي المعروف (فلان) سيقيم حفلة كبيرة الليلة... في مسرح المدينة... لذا اشتريت تذكرتين لي و لك...ما رأيك؟

رفع حاجبيه في دهشة... حفلة أخرى؟ تحاول استمالته... إنها لا تستسلم...


لم تفارق السخرية صوته و هو يجيب :
-
شكرا جزيلا على الفكرة... لكنني لا أحب أن يثري أمثاله من النجوم، من أموال المعدمين أمثالي!

-
يا عزيزي أنت لن تدفع شيئا! أنا أدعوك!

يجب أن تكون صارما... و حازما... لا تتردد...
-
شكرا لكنني لست مهتما!


جاءه صوتها متكسرا... لينا... في لزوجة الحلوى...
-
وليد... من أجل خاطري... ألا تخاف علي إن عدت بمفردي في وقت متأخر منالليل؟


ابتسم في تكهم... لعبة جديدة؟
-
إذا كنت أنت لا تخافين على نفسك فلماذا سأخاف أنا!؟

كظمت غيظها بصعوبة و هي تقول :
-
ظننت أن لي مكانة عندك!

زفر في يأس و لم يجب... لطالما كان تأثيرها عليه قويا... و من الواضح أنها تدرك هذا التأثير... و لم تتردد يوما في استغلاله!


أردفت بعد صمت قصير :
-
وليد... علاقتنا ليست علاقة عادية... أنت تعلم و أنا أعلم... و لا أظن الأمر يخفى على كل من حولنا...

أخذ نفسا عميقا...
-
جيد أنك فتحت الموضوع... فقد كنت أريد محادثتك عنه...


هل تواتيه الشجاعة؟

هتفت في فرح :
-
صحيح؟! كنت تريد محادثتي؟ انه أسعد يوم في حياتي!! لقد حدثت ماما عنك وهي قادمة لزيارتي في الإجازة وسيسرها كثيرا أن تتعرف عليك... و إذا شئت نحدد موعدا... و...


أحس ببرودة تجتاح جسده و كل خلاياه مع تدفق كلماتها... و تسارعت دقات قلبه في نسق حزين... أصابه بالارتباك...
لكنه كان قد قرر... فهل يتراجع عن قراره في اللحظة الأخيرة؟
مقاومته تضعف... و أنفاسه تتسارع...

قاطعها في صوت شابه الألم :
-
مهلا... مهلا! عم تتحدثين؟ كل ما أردت قوله هو أنني لم أعد أستطيع الاستمرار في هذه المهزلة... سارة... نحن لا نناسب بعضنا البعض... و الطريق التي نسير فيها لن تأخذنا إلى أي مكان... لذلك، يجب أن نوضح كل شيء بيننا... و لكل من حولنا... نحن لا يمكن أن نكون إلا مجرد زملاء...

لم يشعر بنفسه و هو يتكلم و يتكلم... يفصح عن كل التحفظات، التي ظهرت "فجأة"، على علاقتهما... لعلها كلمات شوقي التي ظلت ترن طويلا في رأسه... لطالما حول تجاهلها، إسكاتها، نبذها و إخراجها من بوتقة أفكاره... لكنها لم تكن ترضى... أو لعل ضميره، الذي ظل معلقا بين الحياة و الموت، تمسك بها... كطوق نجاة، يعيده إلى بر الأمان...

أنهى المكالمة بعد أن ترجته بصوتها المبلل بالدموع... لكن قلبه كان قد أصيب بالصمم أمام توسلاتها...

هل كان قاسيا عليها؟ لا يدري كيف واتته الشجاعة و خاطبها بتلك الطريقة الفظة و الباردة، و هو الذي كان يخاف عليها من هبة النسيم حين تداعب شعرها...

لكنه يحس بارتياح غريب يسري في أوصاله... و يدغدغ قلبه، الذي... بعد غفوة دامت ردحا من الزمن... بدأ يصحو...




**انتهت الحكاية الثانية**
__________________

  #10  
قديم 06-03-2010, 07:32 PM
الصورة الرمزية طالبة القرآن
طالبة القرآن طالبة القرآن غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 267
معدل تقييم المستوى: 16
طالبة القرآن is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يمامة الصعيد مشاهدة المشاركة
جميل ها وبعدين


اظن كدا كويس علشان متقوليش حرماكى من حاجه

انا عملتهالك كلها ومعاها واحده كمان علشان الايام الجايه هكون مشغوله

يــــــــــــــــــلا بقى دول المفروض يكفوكى شهر كامل
__________________

 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:22 PM.