|
#1
|
||||
|
||||
![]() الملائكة والإنسان المبحث الأول الملائكة وآدم سؤالهم عن الحكمة من خلق الإنسان :عندما أراد الله سبحانه أن يخلق آدم أعلم ملائكته بمراده ، فسألوه عن الحكمة من وراء ذلك ؛ لأنهم علموا أنه سيقع من بني آدم إفساد ، وسفك دماء ، وعصيان ، وكفر ، فأخبرهم سبحانه ، أن من وراء خلقه لآدم حِكَماً لا يعلمونها : ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفةً قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ) [ البقرة : 30 ] . سجودهم له عند خلقه : أمر الله ملائكته بالسجود لآدم حين يتمّ خلقه ، وتنفخ فيه الروح : ( إذ قال ربُّك للملائكة إني خالق بشراً من طينٍ – فإذا سوَّيته ونفخت فيه من رُّوحي فقعوا له ساجدين ) [ ص : 71-72 ] . وقد استجابوا لأمر الله إلا إبليس : ( فسجد الملائكة كلُّهم أجمعون – إلاَّ إبليس استكبر وكان من الكافرين ) [ ص : 73-74 ] (1) . توجيه الملائكة لآدم : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خلق الله آدم على صورته ، طوله ستون ذراعاً ، فلما خلقه قال : اذهب فسلم على أولئك ، نفر من الملائكة جلوس ، فاستمع ما يحيونك ، فإنها تحيتك وتحيّة ذريتك ، فقال : السلام عليكم . فقالوا : السلام عليك ورحمة الله ( فزادوه ورحمة الله ) (2) . غسل الملائكة آدم عند موته : عندما توفي آدم لم يعرف أولاده كيف يفعلون به ، فأعلمتهم الملائكة ، ففي مستدرك الحاكم ، ومعجم الطبراني الأوسط ، بإسناد صحيح ، عن أبيّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( لما توفي آدم غسلته الملائكة بالماء وتراً ، وألحدوا له ، وقالوا : هذه سنة آدم في ولده ) (3) . وقد ثبت في صحاح الأحاديث أن الملائكة غسلت شهيداً من هذه الأمة هو حنظلة بن أبي عامر ، الذي استشهد في معركة أحد ، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه بعد مقتل حنظلة : ( إنّ صاحبكم تغسله الملائكة ، يعني حنظلة ) ، فسأل الصحابة زوجته ، فقالت : إنّه خرج لما سمع الهائعة وهو جنب . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لذلك غسلته الملائكة ) . رواه الحاكم والبيهقي وإسناده حسن ، وقد ذكر ابن عساكر بإسناد صحيح : أنّ الأوس افتخروا بأن منهم غسيل الملائكة : حنظلة بن الراهب (4) . -------------------------------- (1) هذه الآية ظاهرة الدلالة في أن الملائكة جميعاً سجدوا لآدم ، وفي هذا ردٌ على الذين قالوا إن الذين سجدوا هم جزء من الملائكة ، أو أنهم ملائكة الأرض فحسب ، والأثر الوارد في أنهم ملائكة الأرض المنسوب إلى ابن عباس فيه نكارة وانقطاع . ويرى ابن تيمية أن الآية نص لا يحتمل التأويل ، ولا يجوز مخالفتها . (2) صحيح البخاري : 11/3 . ورقمه : 6227 . ورواه مسلم : 4/2184 . ورقمه : 2841 . (3) صحيح الجامع : 5/48 . (4) سلسلة الأحاديث الصحيحة : حديث رقم : 326 . |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|