اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-01-2010, 09:37 PM
dr.abdullah dr.abdullah غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 614
معدل تقييم المستوى: 15
dr.abdullah is on a distinguished road
افتراضي قصة حقيقية: المليونير الذي تحول إلى عامل نظافه


..
))
بسم الله الرحمن الرحيم
((

هذه قصة انقلها لكم للعبرةوفيها الكثير من الدروس والعبر وهي بلسان راويها الذي يقول :

يسعدني أنأقدم لكم هذهِ القصة الحقيقية والتي سمعتها من فم راويها ، الذي عاشها لحظة بلحظةوهو رجل ثقة ذو خلق ومن الثقاة عندنا .

سافر هذا الصديق ،والذي يدعى فهد مع صديقٍ له يدعــى خالد إلى احد الدول في عام 2001 م –21/1422هـ ،وذلك لأن خالد كان يشتكي آلاماً في ظهره ، فوصف له بعض الأصدقاء طبيباً مختص بارعوحذق في آلام العظام بشكل عام .

وبعد وصولهما للدوله ، أقاما في أحدالفنادق هناك ، وبينما كان خالد قد أستسلم للنوم من أثر التعب والإجهاد ، خرج فهدوحده للسوق مشياً على الأقدام ،باحثاً عن مطعمٍ ينحر بهِ جوعه !!

يقول فهد : وبينما أنا أسير في منتصف السوق تقريباً ... إذ لفتانتباهي مطعم فخم صغير ومزدحم كثيراً ، فقلت في نفسي ، لولم يكن هذا المطعم متميزلما كان عليهِ هذا الإقبال الشديد والازدحام ... رغم ضيق مساحته . فاتجهت إلىالمطعم ودفعت بابه لكي أدخل ، فأخذت أنظر يميناً وشمالاً في صالة المطعم لعلي أجدمكاناً خالياً أجلس بهِ ، ولكن للأسف لم أجد !

وفجأة وإذا بمدير المطعم يبتسم بوجهي ويرحب بي ،
ويقول : هلأجعل لك طاولة خاصة أمام واجهة المطعم ؟
فقلت وبلا تردد : نعم .. لو سمحت .
فجلست وحيداً أنتظرالعشاء ..
وفي هذهِ اللحظات إذ توقفت أمام المطعم سيارةفارهة جداً ، ترجل منها صاحبها الذي ظهرت عليه علامات الثراء ، فهرع له عدد منموظفين المطعم ليستقبلوه ويرحبون به ، فلما وقعت عيناه على عيني ، أخذ لي لحظاتيرمقني من بعيد ، إلى أن أقبل على .. ثم أتستأذنني بالجلوس ، فأذنت له وعندما جلسأمامي على طاولة واحدة ،أخذت تفوح من فمهِ رائحة كريهة ونتنه جداً !!
حتى أنني رجعت بالكرسي للخلف .. محاولاً الابتعاد عنه ، ولكن لا فائدة ..
وبعد صمت دام لمدة ما ، بدد الرجل غيوم الصمت ..

فقال : يا شيخ ، أشعر بأنك متضايق من رائحة فمي المزعجة ..
هل هذا صحيح ؟
فقلت له بكل لطف : نعم صدقت
فقال : يا شيخ .. أنا مبتلىبشرب الخمر منذ أثنى عشر عاماً !! ولا أستطيع مفارقته ، وكيف أستطيع التخلي عنهوهوالآن يسرى في شراييني ؟!!
فقلت له : لا حول ولا قوة إلا بالله ... والله إنهأمر عظيم جداً !!
فسكتنا نحن الاثنين .. وبعد لحظات أخذ الرجل يتأفف ويتنهدبنفس طويل
فقلت له : استغفر الله يا أخي ... ولا تتأفف وتنفُخ ، بل أذكر اللهوادعوه أن يُفرج همك ويشرح صدرك ويعينك على بلواك

فقال : يا شيخ أنا عنديملايين كثيرة ، ومتزوج ولدي خمسة أولاد ... لا يزروني ولا يسألون عني مطلقاً ولو عنطريق الهاتف !!
وأخذ يشتكي لي ويفضفض ...
إلى أن قال : لعن الله المخدرات ،لعن الله المخدرات
فقاطعته وقلت : وما دخل المخدرات في الأمر ؟!!
فقال الرجل : أنا من تجار المخدرات يا شيخ !!
فسقط ما في يدي .. واندهشت من أمرهكثيراً
فقال لي : يا شيخ .. إن أردتني أن أذهب وأتركك .. سأذهب بسرعة ولن أغضبمنك 0
فقلت بعد لحظات من الصمت الممزوج بالحيرة
قلت : لا ... اجلس ولاتذهبحتى نتعشى .. وما هي إلا لحظات حتى جاء العشاء ، وأكلنا حتى شبعنا ، فأتى ( الجرسون ) بمحفظة وضع بها الفاتورة ، فوضع المحفظة بيننا ثم انصرف ، فأدخل الرجل المليونيريديه في جيوبه ، فأخرج منها رُزم من الأوراق المالية ، فوضعها أمامي على الطاولة ... وقال : أنظر يا شيخ إنها 32 ألف دولار ، كلها من الحرام ، فبالله عليك أن تدفعأنت حساب الفاتورة ، حتى ينفعني الله بما أكلت من مالك الطيب الحلال فسددت الفاتورةوخرجنا

فقال لي الرجل المليونير : يا شيخ أنا محتاج لكجداً جدا ،أرجوك ثم أرجوك ألا تتركني للحيرة والعذاب ..

فقلت له : أنا حاضر بالذي أقدرعليه بإذن الله ، ولا يكلف الله نفساًإلا وسعها

قال : يا شيخ .. أنا ارتحت لك كثيراً ،وقد انشرح صدري لجلوسي معك ..... هيا لنجلس معاً في أي مكان أنتتختاره
فقلت له : أما الآن فلا أستطيع ، ولكنأعدك بإذن الله بأن سألتقي بك غداً صباحاً حيث أنني متعب من السفر ، ثم إن صاحبي ( خالد ) تركته وحيداً في الفندق نائماً .. وربما قد يكون الآن مشغول الذهن علي فتغيروجهه واعتراه الأسى .. فقال : حسناً حسنا ، إليك أرقامهواتفي


فأخذتها منه واتجهت للفندق وما هي إلا لحظات حتى مر بىالرجل نفسه ، يقود سيارته الفخمة ، فوقف بجانبي وأنزل زجاج السيارة
وقال : ياشيخ
أعذرني .. أقسم بالله العظيم أنني أتشرف بركوبك بجانبي ، ولكن هذهِ السيارةجلبتها بالمال الحرام ، وكلها حرام في حرام ،ولا أريد أن أجلسك على مقعد حرام ..
فتركني وذهب لحال سبيله ....


وعند وصولي للفندق وجدت صديقي خالد ،قد أستيقظ فأخبرته بالذي جرى بيني وبين ذلك الرجل المليونير فتعجب خالد جداً من أمرذلك الرجل ، وعزمنا أن ندعوه على الفطور وأن نحاول أن نسحب رجليه إلى عالم الخيروالهداية والصلاح .


وفي الساعة التاسعة صباحاً .. اتصلت بالرجل المليونير ودعوته على الفطور في الفندق الذي نحن مقيمين فيهِ ، فحضروجلسنا معه ، وأخذ صديقي خالد يعظه وينصحه بكلام جميل وطيب ، يؤثر في الصخر .... حتىتأثر ذلك الرجل تأثراً بالغاً قد بان عليه ، وقد رأيت دموعاً صادقة تلألأت في عيناه، ثم انحدرت على خديه ، فرفع الرجل المليونير كفيه للسماء وأخذ يقول :
اللهمإني أستغفرك .. اللهم اغفرلي .. اللهم اغفرلي

فعرضت عليه أن نزور بيت الله الحرام للعمرة ، وأخذت أحدثه عن فضلالعُمرة وما لها من أثر نفسي وراحة للمعتمر فقال الرجل : أعطوني فرصة للتفكير ،وسوف أقوم بالاتصال بكم قبل الساعة الواحدة ظهراً ثم أنفض مجلسنا .

وفي تمام الساعة الثانية عشر أخذ هاتف الغرفة يرن ، فرفعه خالد .. وكنت حيينها أقف أمامه ، فأشار لي أن هذا المتصل يكون هو صاحبنا الذي ننتظر ردهفأخذ يتكلم معه حول العُمرة ، وسمعت خالد يشترط على الرجل أن لا يأخذ معه للعُمرةولا درهماً واحداً .

وفي الساعة التاسعة والنصف مساءً ،وبعد أن أنهينا جميع أعمالنا في البحرين ، انطلقنا نحن الثلاثة أنا وخالد والرجلنحو مكة المكرمة ،

وهناك عند الميقات تجرد الرجل من ثيابه ولبسإحراماً اشتريناه له ، فأخذ كل ملابسة التي كان يرتديها .. ورمى بها في حاويةالنفايات ، وقال :
لا بد أن تفارق هذهِ الملابس الحرام جسدي

وبعد أن انتهينا من تأدية مناسك العُمرة .. قررنا أن نخرج من الحرملكي نتحلل من الإحرام ونبحث عن سكن لنا
فقال الرجل المليونير بصوت حزين : اتركوني أجلس هنا .. أرجوكم، واذهبا أنتما
فقلنا له حسناً .. ووصيناه أن لايغادر مكانه

فلما عدنا لصاحبنا بعد أكثر من ساعة ... وجدناه في مكانهنائماً وقد نزل منه العرق بغزارة فأيقظناه من النوم و ذهبنا بهِ لبئر زمزم ، فلماشرب منه طلب منا أن نفيض عليه من ماء زمزم ، فأخذنا نصب عليه الماء حتى بللنا جسدهبالكامل !!

فلما ذهبنا للسكن لكي نرتاح وبعد لحظات ... طلب منا أن نسمح له بالرجوع للحرم المكي فسمحنا له، فخرج للحرم بعدما ارتدى ثوببسيط بعشرة ريالات ، وانتعل حذاء بخمس ريالات ...
بعدما كان يرتدى ما يزيد سعرهعن 500 ريال دفعة واحدة

وبعد صلاة الفجر .. التقينا بهِ بالحرم ،فسلمنا عليه وإذ بالنور يشع من وجههِ والابتسامة السمحاء طغت على ثغرهِ فطلب منا أننوصله بأحد أئمة الحرم المكي لأمر ضروري خاص بهِ ... وبعد جهد جهيد استطعنا تحديدموعد مع أحد أئمة الحرم القدماء ، بعد صلاة العشاء في مكتبة الخاص الكائن بالحرم ..

فلما أتى الموعد ودخلنا سوياً على إمام الحرم الذيكان ينتظرنا .. فسلمنا عليه ، فأقترب منه صاحبنا وقال له : يا شيخنا الكريم ،إنيأملك ثلاثون مليون دولار كلها من مكسب حرام ، واليوم أنا تبت لله توبة صادقة ،وأنبتإليه ، فما أفعل بها ؟
قال الشيخ الإمام بكل هدوء ووقار : تبرع بها على الفقراءوالمحتاجين
فقال الرجل المليونير : يا شيخ إن المبلغ كبير ، وأنا لا أعرفكيف أصرفها... فهل ساعدتني على ذلك ؟
فقال الشيخ الإمام : سوف أدلك على بعض أهلالخير ليساعدوك على توزيع المال

فعدنا في نفس اليومإلى البحرين ... وقمنا بإجراءات تحويل المبلغ إلى أحد البنوك في السعودية ، وبعديومين رجعنا إلى مكة ، ومكثنا فيها ثلاث أيام ، ثم ودعنا صاحبنا وأخبرناه بأن عليناالعودة للكويت ، ووعدناه أن نرجع له بعد بضعة أيام ، وعند وصولنا للكويت قضينا فيهاأربعة أيام ، ثم رجعنا إلى مكة المكرمة ، وهناك في الحرم وبعد البحث الطويل ...
وجدنا صاحبنا الذي كان مليونيراً واقف عند أحد ممرات الحرم ، مرتدي لباس عمالالنظافة الخاصين بالحرم ، ممسكاً بيده مكنسة ... يكنس الممر بها فلما اقتربنا منهوسلمنا عليه ... اعتنقنا عناقاً حاراً ، وهو يرحب بنا ويقول : باركا لي .. باركالي
فلما سألناه عن ماذا نبارك لك ؟
قال : لقد توظفت هنا بالحرم ( عاملنظافة ) وأجري الشهر 600 ريال ، كما أن السكن عليهم وهي عبارة عن غرفة صغيرةيشاركني بها اثنين من الأخوة الأفارقة + المواصلات فباركنا له وهنأناه على هذهِالوظيفة الشريفة التي تجر المكسب الطيب الحلال .

واليوم وبعد ستة اعوام ... لا يزال هذا الرجل عامل نظافة فيالحرم المكي الشريف وهو الآن يحفظ كتاب الله العزيز ، وصحيح البخاري ومسلم
وجميعأئمة الحرم يعرفونه ويجالسونه .. بل أنه أكل معهم في صحنٍ واحد
بعد أن كان ملبسهومأكله ومركبه في اليوم والليلة أضعاف ذلك الأجر الشهريالبسيط ( 600) ريال بمئاتالمرات 0
ولكن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
نسأل الله أن يقبل توبتهويعلوا درجته في جنات النعيم
انه ولي ذلك والقادرعليه
آمين يا ربالعالمين

يقول الله في سورة فصلت :
(
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوارَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاتَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْفِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَاتَدَّعُونَ (31) نُزُلا مِّنْغَفُورٍ رَّحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِوَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )

ويقول تعالى فيسورة الزمر :

( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواعَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُالذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىرَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاتُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّنقَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاتَشْعُرُونَ (55) أَنتَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُلَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَالْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةًفَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَاوَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59)وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَىالَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَمَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوابِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ )
تمت

منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووول

__________________
أدعيلي شكرا...
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-01-2010, 01:20 AM
الصورة الرمزية (العبد الفقير الى الله)
(العبد الفقير الى الله) (العبد الفقير الى الله) غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 95
معدل تقييم المستوى: 15
(العبد الفقير الى الله) is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله كل خير
ولكن الالكلام يحتاج لتعديل
ها هو

اقتباس:
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه قصة انقلها لكم للعبرة وفيها الكثير من الدروس والعبر وهي بلسان راويها الذي يقول :

يسعدني أن أقدم لكم هذهِ القصة الحقيقية والتي سمعتها من فم راويها ، الذي عاشها لحظة بلحظة وهو رجل ثقة ذو خلق ومن الثقاة عندنا
.

سافر هذا الصديق ،والذي يدعى فهد مع صديقٍ له يدعــى خالد إلى احد الدول في عام 2001 م –21/1422هـ ،وذلك لأن خالد كان يشتكي آلاماً في ظهره ، فوصف له بعض الأصدقاء طبيباً مختص بارع وحذق في آلام العظام بشكل عام .


وبعد وصولهما للدوله ، أقاما في أحدالفنادق هناك ، وبينما كان خالد قد أستسلم للنوم من أثر التعب والإجهاد ، خرج فهدوحده للسوق مشياً على الأقدام ،باحثاً عن مطعمٍ ينحر بهِ جوعه !!

يقول فهد : وبينما أنا أسير في منتصف السوق تقريباً ... إذ لفت انتباهي مطعم فخم صغير ومزدحم كثيراً ، فقلت في نفسي ، لولم يكن هذا المطعم متميزلما كان عليهِ هذا الإقبال الشديد والازدحام ... رغم ضيق مساحته . فاتجهت إلى المطعم ودفعت بابه لكي أدخل ، فأخذت أنظر يميناً وشمالاً في صالة المطعم لعلي أجد مكاناً خالياً أجلس بهِ ، ولكن للأسف لم أجد !


وفجأة وإذا بمدير المطعم يبتسم بوجهي ويرحب بي ،
ويقول : هلأجعل لك طاولة خاصة أمام واجهة المطعم ؟
فقلت وبلا تردد : نعم .. لو سمحت .
فجلست وحيداً أنتظرالعشاء
..
وفي هذهِ اللحظات إذ توقفت أمام المطعم سيارة فارهة جداً ، ترجل منها صاحبها الذي ظهرت عليه علامات الثراء ، فهرع له عدد من موظفين المطعم ليستقبلوه ويرحبون به ، فلما وقعت عيناه على عيني ، أخذ لي لحظات يرمقني من بعيد ، إلى أن أقبل على .. ثم أستأذنني بالجلوس ، فأذنت له وعندما جلس أمامي على طاولة واحدة ،أخذت تفوح من فمهِ رائحة كريهة ونتنه جداً !!

حتى أنني رجعت بالكرسي للخلف .. محاولاً الابتعاد عنه ، ولكن لا فائدة ..
وبعد صمت دام لمدة ما ، بدد الرجل غيوم الصمت ..

فقال : يا شيخ ، أشعر بأنك متضايق من رائحة فمي المزعجة ..
هل هذا صحيح ؟

فقلت له بكل لطف : نعم صدقت
فقال : يا شيخ .. أنا مبتلى بشرب الخمر منذ أثنى عشر عاماً !! ولا أستطيع مفارقته ، وكيف أستطيع التخلي عنه وهوالآن يسرى في شراييني ؟!!
فقلت له : لا حول ولا قوة إلا بالله ... والله إنهأمر عظيم جداً
!!
فسكتنا نحن الاثنين .. وبعد لحظات أخذ الرجل يتأفف ويتنهد بنفس طويل

فقلت له : استغفر الله يا أخي ... ولا تتأفف وتنفُخ ، بل أذكر الله وادعوه أن يُفرج همك ويشرح صدرك ويعينك على بلواك

فقال : يا شيخ أنا عندي ملايين كثيرة ، ومتزوج ولدي خمسة أولاد ... لا يزروني ولا يسألون عني مطلقاً ولو عن طريق الهاتف !!
وأخذ يشتكي لي ويفضفض
...
إلى أن قال : لعن الله المخدرات ،لعن الله المخدرات

فقاطعته وقلت : وما دخل المخدرات في الأمر ؟!!
فقال الرجل : أنا من تجار المخدرات يا شيخ
!!
فسقط ما في يدي .. واندهشت من أمره كثيراً

فقال لي : يا شيخ .. إن أردتني أن أذهب وأتركك .. سأذهب بسرعة ولن أغضب منك 0
فقلت بعد لحظات من الصمت الممزوج بالحيرة
قلت : لا ... اجلس ولاتذهب حتى نتعشى .. وما هي إلا لحظات حتى جاء العشاء ، وأكلنا حتى شبعنا ، فأتى ( الجرسون ) بمحفظة وضع بها الفاتورة ، فوضع المحفظة بيننا ثم انصرف ، فأدخل الرجل المليونير يديه في جيوبه ، فأخرج منها رُزم من الأوراق المالية ، فوضعها أمامي على الطاولة ... وقال : أنظر يا شيخ إنها 32 ألف دولار ، كلها من الحرام ، فبالله عليك أن تدفع أنت حساب الفاتورة ، حتى ينفعني الله بما أكلت من مالك الطيب الحلال فسددت الفاتورة وخرجنا

فقال لي الرجل المليونير : يا شيخ أنا محتاج لكجداً جدا ،أرجوك ثم أرجوك ألا تتركني للحيرة والعذاب
..

فقلت له : أنا حاضر بالذي أقدرعليه بإذن الله ، ولا يكلف الله نفساًإلا وسعها

قال : يا شيخ .. أنا ارتحت لك كثيراً ،وقد انشرح صدري لجلوسي معك ..... هيا لنجلس معاً في أي مكان أنت تختاره
فقلت له : أما الآن فلا أستطيع ، ولكن أعدك بإذن الله بأن سألتقي بك غداً صباحاً حيث أنني متعب من السفر ، ثم إن صاحبي ( خالد ) تركته وحيداً في الفندق نائماً .. وربما قد يكون الآن مشغول الذهن علي فتغير وجهه واعتراه الأسى .. فقال : حسناً حسنا ، إليك أرقام هواتفي



فأخذتها منه واتجهت للفندق وما هي إلا لحظات حتى مر بى الرجل نفسه ، يقود سيارته الفخمة ، فوقف بجانبي وأنزل زجاج السيارة
وقال : ياشيخ
أعذرني .. أقسم بالله العظيم أنني أتشرف بركوبك بجانبي ، ولكن هذهِ السيارة جلبتها بالمال الحرام ، وكلها حرام في حرام ،ولا أريد أن أجلسك على مقعد حرام ..
فتركني وذهب لحال سبيله
....


وعند وصولي للفندق وجدت صديقي خالد ،قد أستيقظ فأخبرته بالذي جرى بيني وبين ذلك الرجل المليونير فتعجب خالد جداً من أمرذلك الرجل ، وعزمنا أن ندعوه على الفطور وأن نحاول أن نسحب رجليه إلى عالم الخيروالهداية والصلاح
.


وفي الساعة التاسعة صباحاً .. اتصلت بالرجل المليونير ودعوته على الفطور في الفندق الذي نحن مقيمين فيهِ ، فحضر وجلسنا معه ، وأخذ صديقي خالد يعظه وينصحه بكلام جميل وطيب ، يؤثر في الصخر .... حتى تأثر ذلك الرجل تأثراً بالغاً قد بان عليه ، وقد رأيت دموعاً صادقة تلألأت في عيناه، ثم انحدرت على خديه ، فرفع الرجل المليونير كفيه للسماء وأخذ يقول
:
اللهمإني أستغفرك .. اللهم اغفرلي .. اللهم اغفرلي


فعرضت عليه أن نزور بيت الله الحرام للعمرة ، وأخذت أحدثه عن فضل العُمرة وما لها من أثر نفسي وراحة للمعتمر فقال الرجل : أعطوني فرصة للتفكير ،وسوف أقوم بالاتصال بكم قبل الساعة الواحدة ظهراً ثم أنفض مجلسنا .

وفي تمام الساعة الثانية عشر أخذ هاتف الغرفة يرن ، فرفعه خالد .. وكنت حيينها أقف أمامه ، فأشار لي أن هذا المتصل يكون هو صاحبنا الذي ننتظر رده فأخذ يتكلم معه حول العُمرة ، وسمعت خالد يشترط على الرجل أن لا يأخذ معه للعُمرة ولا درهماً واحداً .

وفي الساعة التاسعة والنصف مساءً ،وبعد أن أنهينا جميع أعمالنا في البحرين ، انطلقنا نحن الثلاثة أنا وخالد والرجل نحو مكة المكرمة ،


وهناك عند الميقات تجرد الرجل من ثيابه ولبسإحراماً اشتريناه له ، فأخذ كل ملابسة التي كان يرتديها .. ورمى بها في حاوية النفايات ، وقال :
لا بد أن تفارق هذهِ الملابس الحرام جسدي


وبعد أن انتهينا من تأدية مناسك العُمرة .. قررنا أن نخرج من الحرم لكي نتحلل من الإحرام ونبحث عن سكن لنا
فقال الرجل المليونير بصوت حزين : اتركوني أجلس هنا .. أرجوكم، واذهبا أنتما
فقلنا له حسناً .. ووصيناه أن لايغادر مكانه

فلما عدنا لصاحبنا بعد أكثر من ساعة ... وجدناه في مكانه نائماً وقد نزل منه العرق بغزارة فأيقظناه من النوم و ذهبنا بهِ لبئر زمزم ، فلما شرب منه طلب منا أن نفيض عليه من ماء زمزم ، فأخذنا نصب عليه الماء حتى بللنا جسده بالكامل !!

فلما ذهبنا للسكن لكي نرتاح وبعد لحظات ... طلب منا أن نسمح له بالرجوع للحرم المكي فسمحنا له، فخرج للحرم بعدما ارتدى ثوب بسيط بعشرة ريالات ، وانتعل حذاء بخمس ريالات
...
بعدما كان يرتدى ما يزيد سعرهعن 500 ريال دفعة واحدة


وبعد صلاة الفجر .. التقينا بهِ بالحرم ،فسلمنا عليه وإذ بالنور يشع من وجههِ والابتسامة السمحاء طغت على ثغرهِ فطلب منا أننوصله بأحد أئمة الحرم المكي لأمر ضروري خاص بهِ ... وبعد جهد جهيد استطعنا تحديد موعد مع أحد أئمة الحرم القدماء ، بعد صلاة العشاء في مكتبة الخاص الكائن بالحرم ..

فلما أتى الموعد ودخلنا سوياً على إمام الحرم الذيكان ينتظرنا .. فسلمنا عليه ، فأقترب منه صاحبنا وقال له : يا شيخنا الكريم ،إني أملك ثلاثون مليون دولار كلها من مكسب حرام ، واليوم أنا تبت لله توبة صادقة ،وأنبت إليه ، فما أفعل بها ؟

قال الشيخ الإمام بكل هدوء ووقار : تبرع بها على الفقراء والمحتاجين
فقال الرجل المليونير : يا شيخ إن المبلغ كبير ، وأنا لا أعرفكيف أصرفها... فهل ساعدتني على ذلك ؟
فقال الشيخ الإمام : سوف أدلك على بعض أهلالخير ليساعدوك على توزيع المال

فعدنا في نفس اليومإلى البحرين ... وقمنا بإجراءات تحويل المبلغ إلى أحد البنوك في السعودية ، وبعديومين رجعنا إلى مكة ، ومكثنا فيها ثلاث أيام ، ثم ودعنا صاحبنا وأخبرناه بأن علينا العودة للكويت ، ووعدناه أن نرجع له بعد بضعة أيام ، وعند وصولنا للكويت قضينا فيها أربعة أيام ، ثم رجعنا إلى مكة المكرمة ، وهناك في الحرم وبعد البحث الطويل ...
وجدنا صاحبنا الذي كان مليونيراً واقف عند أحد ممرات الحرم ، مرتدي لباس عمال النظافة الخاصين بالحرم ، ممسكاً بيده مكنسة ... يكنس الممر بها فلما اقتربنا منهوسلمنا عليه ... اعتنقنا عناقاً حاراً ، وهو يرحب بنا ويقول : باركا لي .. باركالي

فلما سألناه عن ماذا نبارك لك ؟
قال : لقد توظفت هنا بالحرم ( عامل نظافة ) وأجري الشهر 600 ريال ، كما أن السكن عليهم وهي عبارة عن غرفة صغيرة يشاركني بها اثنين من الأخوة الأفارقة + المواصلات فباركنا له وهنأناه على هذه الشريفة التي تجر المكسب الطيب الحلال .

واليوم وبعد ستة اعوام ... لا يزال هذا الرجل عامل نظافة فيالحرم المكي الشريف وهو الآن يحفظ كتاب الله العزيز ، وصحيح البخاري ومسلم

وجميعأئمة الحرم يعرفونه ويجالسونه .. بل أنه أكل معهم في صحنٍ واحد
بعد أن كان ملبسه ومأكله ومركبه في اليوم والليلة أضعاف ذلك الأجر الشهري البسيط ( 600) ريال بمئات المرات 0
ولكن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
نسأل الله أن يقبل توبته ويعلوا درجته في جنات النعيم
انه ولي ذلك والقادرعليه
آمين يا رب العالمين

يقول الله في سورة فصلت :
(
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوارَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاتَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَاتَدَّعُونَ (31) نُزُلا مِّنْغَفُورٍ رَّحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )

ويقول تعالى في سورة الزمر :

( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواعَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُالذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىرَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاتُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّنقَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاتَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُلَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59)وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوابِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ )
تمت

منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووول


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-01-2010, 04:56 AM
الصورة الرمزية BaNZeR
BaNZeR BaNZeR غير متواجد حالياً
نجـــم العطــاء
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 9,239
معدل تقييم المستوى: 25
BaNZeR is on a distinguished road
افتراضي

شكراً لهذه القصة التي تسعد القلب
__________________
It was over 3 years since my last visit
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-01-2010, 01:41 PM
الصورة الرمزية ياسمينايا
ياسمينايا ياسمينايا غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 1,375
معدل تقييم المستوى: 17
ياسمينايا is on a distinguished road
افتراضي

جميله جدا ..



شكرا ..
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-01-2010, 01:44 PM
ميغووووو ميغووووو غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 89
معدل تقييم المستوى: 15
ميغووووو is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله
يمهل ولا يهمل
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-01-2010, 06:47 PM
**تسابيح** **تسابيح** غير متواجد حالياً
طالبة جامعية <>المركز الثاني عن مسابقة العام في الاسبوع السابع
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 4,220
معدل تقييم المستوى: 21
**تسابيح** is on a distinguished road
افتراضي

قصة في منتهي الجمال
جزاك الله خيرا
__________________
والحب له قوانين آخري..!
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:36 PM.