اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-01-2010, 04:19 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي الدعاء بالأسماء الحسنى


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله. اللهم صلي عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد .
فإن أشرف الوسائل وأعلاها وأقواها فيما يتقرب به العبد إلى الله أن يتوسل إليه بأسمائه الحسنى، وقد أمرنا الله في كتابه أن ندعوه بها فقال U: } وَللهِ الأسْمَاءُ الحسْنى فَادعُوه بها وَذَرُوا الذِين يُلحِدُون فِي أسْمَائِهِ سَيُجْزَون مَا كَانُوا يَعْمَلون {[الأعراف:180] .
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة t أن رسول الله e قال: (إن للهِ تِسْعَة وَتِسْعِين اسْمَا مِائة إلا وَاحِدًا مَنْ أحْصَاهَا دَخَل الجنة) ([1]) .
قال ابن القيم: (فالعلم بأسمائه وإحصاؤها أصل لسائر العلوم، فمن أحصى أسماءه كما ينبغي أحصى جميع العلوم، إذ إحصاء أسمائه أصل لإحصاء كل معلوم؛ لأن المعلومات هي من مقتضاها ومرتبطة بها) ([2]) .
ويذكر ابن القيم أن مراتب إحصاء الأسماء الحسنى التي من أحصاها دخل الجنة ثلاث مراتب: المرتبة الأولى إحصاء ألفاظها وعددها. المرتبة الثانية فهم معانيها ومدلولها. المرتبة الثالثة دعاؤه بها) ([3]) .
ومن المعلوم أن علماء الأمة على اختلاف مذاهبهم اتفقوا على أنه لا يجوز أن يسمى الله تعالى ولا أن يخبر عنه إلا بما سمى به نفسه أو أخبر به عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله e دون زيادة أو نقصان لا يتجاوز القرآن والحديث ، يجب أنن نسمي الله بما عند ما جاء في الكتاب وصحيح السنة بذكر أسماء الله نصا ؛ لأن أسماء الله الحسنى توقيفية لا مجال للعقل فيها؛ فالعقل لا يمكنه بمفرده أن يتعرف على أسماء الله التي تليق بجلاله؛ ولا يمكنه أيضا إدراك ما يستحقه الرب U من صفات الكمال والجمال؛ فتسمية رب العزة والجلال بما لم يسم به نفسه قول على الله بلا علم، وهو أمر حرمه الله عز وجل على عباده .
قال ابن حزم: (لا يجوز أن يسمى الله تعالى ولا أن يخبر عنه إلا بما سمى به نفسه أو أخبر به عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله e أو صح به إجماع جميع أهل الإسلام المتيقن ولا مزيد، وحتى وإن كان المعنى صحيحا فلا يجوز أن يطلق عليه تعالى اللفظ .
وقد علمنا يقينا أن الله U بنى السماء فقال: }وَالسَّمَاءَ بنيْناهَا { [الذاريات:47]، ولا يجوز أن يسمى بناء، وأنه تعالى خلق أصباغ النبات والحيوان وأنه تعالى قال:} صِبغةَ اللهِ وَمَنْ أحْسَنُ مِن اللهِ صِبغة { [البقرة:138]، ولا يجوز أن يسمى صباغا، وأنه تعالى سقانا الغيث ومياه الأرض ولا يسمى سقاء ولا ساقيا، وهكذا كل شيء لم يسم به نفسه) ([4]).
وقال الإمام النووي: (أسماء الله توقيفية لا تطلق عليه إلا بدليل صحيح) ([5]) .
واحتج الإمام الغزالي على أن الأسماء الحسنى توقيفية بالاتفاق على أنه لا يجوز لنا أن نسمي رسول الله e باسم لم يسمه به أبوه ولا سمى به نفسه، وكذا كل كبير من الخلق، قال: فإذا امتنع ذلك في حق المخلوقين فامتناعه في حق الله أولى ([6]).
وقال الإمام السيوطي: (اعلم أن أسماء الله تعالى توقيفية بمعنى أنه لا يجوز أن يطلق اسم ما لم يأذن له الشرع، وإن كان الشرع قد ورد بإطلاق ما يرادفه) ([7]) .
وقال أبو القاسم القشيري: (الأسماء تؤخذ توقيفا من الكتاب والسنة والإجماع، فكل اسم ورد فيها وجب إطلاقه في وصفه، وما لم يرد لم يجز ولو صح معناه) ([8]) .
وقال ابن الوزير المرتضى: (فأسماء الله وصفاته توقيفية شرعية، وهو أعز من أن يطلق عليه عبيده الجهلة ما رأوا من ذلك، فلا يجوز تسميته رب الكلاب والخنازير ونحو ذلك من غير إذن شرعي، وإنما يسمى بما سمى به نفسه) ([9]) .
والأقوال في ذلك كثيرة يعز إحصاؤها وكلها تدل على أن عقيدة أهل السنة والجماعة مبنية على أن الأسماء الحسنى توقيفية، وأنه لا بد في كل اسم من دليل نصي صحيح يُذكر فيه الاسم بلفظه، ومن ثم فإن دورنا تجاه الأسماء الحسنى الجمع والإحصاء ثم الحفظ والدعاء وليس الاشتقاق والإنشاء .
السؤال الذي يطرح نفسه كضرورة ملحة في التعرف على أسماء الله: ما هي الأسماء الحسنى التي ندعو الله بها ؟ وكيف اشتهرت الأسماء التي يعرفها عامة المسلمين حتى الآن ؟

(1)صحيح البخاري (6957)، ومسلم (2677) .

(2)بدائع الفوائد 1/171 .

(3)السابق 1/171 .

(4)الفصل2/108 .

(5)شرح النووي7/188 .

(6)فتح الباري11/223 .

(7)شرح سنن ابن ماجة 1/275 .

(8)سبل السلام 4/109 .

(9)إيثار الحق 1/314 .


رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:03 AM.