الشماخ بطل قومي في عيون الفلسطينيين

[ابو سند]

تفاوتت ردود افعال وانطباعات الرياضيين الفلسطينيين حول خطوة اللاعب المغربي، مروان الشماخ، المحترف في صفوف بوردو الفرنسي عندما رفض مرافقة فريقه باللعب في اسرائيل امام فريق "مكابي حيفا" يوم الثلاثاء الماضي، ضمن دوري المجموعات في اطار منافسات ذهاب ابطال اوروبا.
واجمع الذين استطلع موقع "سوبر" رأيهم على الثناء والتقدير للموقف العروبي المتوقع من اللاعب، رغم التباين في ردود الفعل.
وقال ابراهيم الصباح، مدير عام الشؤون الرياضية في وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية: ان موقف الشماخ يجسد اروع معاني الانتماء والوفاء والصدق، وطالب السلطة الوطنية الفلسطينية بمكافأة اللاعب، ومن اعلى المستويات، كي يتم تعميم هذه الخطوة، وتمنى على وسائل الاعلام تسليط الاضواء على موقف اللاعب الرافض للتعاطي مع الاسرائيليين، مشيراً الى انهم محتلون، ويمارسون اسوأ الوان الظلم والعسف بحق الفلسطينيين.
ويرى المهندس مالك البرغوثي انه كان يتمنى مجيء الشماخ الى فلسطين والخروج على وسائل الاعلام المختلفة بتصريح قوامه: انه في الوقت الذي يُسمح لجميع الفرق القادمة الى اسرائيل بالدخول من دون تعقيدات وعراقيل، فان الاحتلال يرفض السماح للفرق والمنتخبات، وحتى الكوادر الرياضية، بالدخول الى اراضي السلطة الفلسطينية، ويضع في وجهها كافة الوان العراقيل والمنغصات.
وطالب يحيى بصة، رئيس اتحاد كرة الطائرة السلطة الفلسطينية منح الشماخ اعلى وسام، لافتاً الى ان موقفه الرائع يرسخ في الأذهان وجود جذور قوية ومتينة للقضية الفلسطينية لدى شريحة واسعة من الشباب والرياضيين العرب، وهذا الامر في غاية الاهمية ولا يقدر بثمن.
وثمن معروف شطارة، مدرب منتخب فلسطين للكرة الطائرة، اللفتة التضامنية، التي مارسها الشماخ، قولاً وفعلاً، وقال: انه موضع تقدير واعتزاز، مشيراً الى ان اسرائيل ماضية في محاربة الرياضيين الفلسطينيين بشتى السبل، وذكر منها عدم السماح باقامة مشاريع البنية التحتية الرياضية، وتضع العوائق الكثيرة في وجههم.
وكان اللاعب فضّل عدم مرافقة فريقه "بوردو" إلى إسرائيل، من اجل مقابلة فريق "مكابي حيفا"، وارجع السبب في ذلك إلى أنه عربي ومسلم وعنده مشاعر ولا يقبل ما يفعله الإسرائيليون في فلسطين.
وقال: الكل يعلم أنني مسلم، وهناك العديد من الأمور، غير المقبولة، تحدث تجاه الشعب الفلسطيني، سواء من اعتداءات أو مواصلة الاستيطان في الضفة الغربية، ومحاصرة قطاع غزة، وهو ما لا أقبله بالمطلق.
وتابع قائلاً: أنا إنسان ولي قلب، وأشعر أنني معني بالأمر لا سيما عندما أشاهد اعتداءات اليهود على الاخوة في فلسطين، واستناداً الى ذلك فقد قررت عدم مرافقة فريقي.
وأشار إلى أنه تحدث مع مدربه، واطلعه على رفضه السفر إلى إسرائيل واللعب هناك، وهو ما قابله المدرب "لوران بلان" بتفهم، خاصة وأن اللقاء كان بمثابة تحصيل حاصل لفريق بوردو، الذي ضمن التأهل الى دور الـ 16.
وكانت الجماهير المغربية رحبت بموقف الشماخ، وتجلى ذلك بوضوح من خلال وسائل الاعلام المختلفة، وعلق احدهم قائلاً: الان استطيع الجزم أن الشماخ يُعد أحد أبطال العرب، خاصة أنه ترك فريقه مفضلاً عدم السفر إلى إسرائيل واللعب في المكان الذي يُ*** فيه الفلسطينيون، وتردد ان اشتباكاً وقع بين الشماخ وأحد لاعبي فريق "مكابي حيفا" الإسرائيلي.
ويعتبر الشماخ من أبرز لاعبي بوردو في الفترة الأخيرة، سواء في الدوري الفرنسي أو في دوري أبطال أوروبا، ونجح في مساعدة فريقه خلال مشواره بدوري الأبطال، وسجل هدفين في مرمى بايرن ميونخ الألماني، ويوفينتوس الإيطالي.
وسبق أن رفض عدد من اللاعبين العرب مرافقة فرقهم الى اسرائيل أو اللعب مع الى جانب لاعبين إسرائيليين، ومن بينهم اللاعب الدولي الجزائري كريم مطمور، الذي رفض مرافقة فريقه الألماني "بوروسيا مونشن جلادباخ" إلى إسرائيل لإقامة معسكر تدريبي هناك، وفعل الشيء نفسه عمرو زكي، لاعب نادي الزمالك المصري والمنتخب القومي، عندما رفض الانضمام لنادي بورتسموث الإنجليزي، بسبب وجود إسرائيليين في صفوف الفريق، ومن ابرزهم: "أفرام جرانت" مدرب الفريق.

محمود السقا