اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-11-2009, 06:16 PM
عبد الرحمن عبد الله عبد الرحمن عبد الله غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 106
معدل تقييم المستوى: 15
عبد الرحمن عبد الله is on a distinguished road
افتراضي وقفات ما بعد سَكْرة الكرة!!!


وقفات ما بعد سَكْرة الكرة!

كتبه/ محمد مصطفى

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فها هو المولد قد انفضَّ، وها هي سكرة "السافلة المستديرة" قد بدأت ترتفع عن رؤوس عاشقيها -فيما أظن- بعد أن انفضَّت هذه المهزلة بما لحقها من توابع مخزية؛ تجعل الحليم حيران.

والسكرة تُعمي وتصمُّ، فبينما يصدح الواعظ بالنصح والتحذير من مزلات الأقدام؛ تجد المنصوح في تخبطه، قد خمَّرت سكرة "الكرة" رأسه، شأنه شأن قوم لوط. قال الله -تعالى- عنهم:

(وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ) (الحجر:67)، فوَعَظَهم نبيهم لوط -عليه السلام-، وذكَّرهم بربهم ونخوتهم، وفطرتهم التي فطرهم الله عليها، و(قَالَ إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ . وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ . قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ . قَالَ هَؤُلاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ) (الحجر:68-71).

ولكنَّ سكرة الشهوة غلبت على عقولهم، فكأنَّ في آذانهم وقرًا، وقد وصف الله -تعالى- حالهم خير وصف، وأخبر عن حالهم بأحسن بيان، فقال -عز وجل-: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) (الحجر:72)، سكرة لا يُرجى معها أن يفيقوا، وأن يسمعوا هاتف التقوى والنخوة والفطرة السليمة.

وللمستديرة سكرة.. وأيُّ سكرة!

وإلا فبِمَ تسمي ما رأيناه في شوارع بلدين من بلاد الإسلام لمجرد مباراة.. بم تسمي ذلك غير أنه "سكرة"؟!

وبمَ تسمي هذه الاعتداءات بين المسلمين من أجل قطعة من الجلد تُسدَّد في شبكة من الخيط.. أليست تلك سكرة؟!

وبمَ تسمي هذا التأجيج الإعلامي لإثارة النزعات القومية والوطنية -أو الجاهلية بعبارة أوضح- غير أنه سكرة؟!

بل بمَ تسمي ما تفعله أمة مقهورة أُخرجت من ديارها وأبنائها، ثم تجعل كل همها في شيء لو سميناه "تفاهة" لكان رفعًا له فوق منزلته؟!

جلدةٌ ملؤها هواء.. يلهث خلفها أناس أفئدتهم هواء!

أفاق.. فقال: أين أنا؟!

مرَّت المباراة المشئومة بعُجَرها وبُجَرها، وذاعت أنباء ما فعله السَّكرى من الطرفين بما يُغني عن تسويد الصفحات في بيانه، ونسأل الله العافية.

ولعل السكرة قد بدأت تحل عن الرؤوس لتعقل وتعي، كشأن المخمور إذا أفاق وقال: "أين أنا؟!".

نعم، إنه سؤال نحتاج أن نقف معه بعد هذه السكرة: أين نحن؟!

عندما تـُعقد الموالاة على خطوط!

في وقت من الأوقات لم تكن هناك حدود بين بلاد المسلمين، وكان السائر ينتقل بينها في أرض الله -عز وجل-، وسلطان المسلمين، إلى أن عملت مباعض الاستعمار -وهو استخراب في الحقيقة- في بلاد المسلمين، فقسَّمتها بخطوط مستقيمة، أو شبه مستقيمة كما تُقسَّم قطعة الجُبن، وكانت تلك الخطوط على ورقٍ وخرائطَ في بادئ الأمر، ولكن لم تكن تلك هي الغاية.

لقد كانت غاية هؤلاء أن تنعقد القلوب على تلك الخطوط بعد أن كانت تنعقد على (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ . وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) (المائدة:55-56).

كانت غايتهم أن ينحل رباط الولاء للدين وأهله إلى أن يكون على مجرد خطوط رسموها يومًا من الأيام.

ولو أردت أن تتخيل سذاجة تلك العقول التي عقدت ولاءها على خطوط الطول، ودوائر العرض؛ فتخيل أن مصر -مثلاً- انقسمت بخطٍّ إلى قسمين شمالي وجنوبي، أو شرقي وغربي، ثم بعد عقود انعقد ولاء الناس وبراؤهم على هذا الخط، فانطلق كلٌّ في شطره ينتهك حرمات أهل الشطر الآخر، وكل هذا من أجل خطٍّ!

ألا لعنة الله على من كاد بالمسلمين هذا الكيد، وخطَّ هذا الخط! خطٌّ لا تمحوه من النفوس ممحاةٌ، وإنما تمحوه من النفوس أن تعي: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) (التوبة:71)، وأن تعلم أن: المسلمَ أخو المسلم، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (متفق عليه).

وفي حديث المهاجرين والأنصار عبرة!

فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: كنا في غزاة، فكسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري: "يا للأنصار"، وقال المهاجري: "يا للمهاجرين"، فسمع ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (مَا بَالُ دَعْوَى الجَاهِلِيَّة؟!)، قالوا: "يا رسول الله، كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار"، فقال: (دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ) (متفق عليه).

منتنة.. تدعو إليها وسائل الإعلام!

منتنة.. ويتشدق بها أدعياء الثقافة ليل نهار!

منتنة.. ويتبجَّح بها شعبان مسلمان من المفترض أنهما جسدٌ واحدٌ، إذا اشتكى منه عضو أنَّ له الآخر!

وفي السكرة تُساق العجماوات!

فالمخمور يُقاد كما تُقاد البهيمة، وإن كان يُساق لحتفه!

فعندما تعبث الأيادي بعقيدة الولاء والبراء ليسحق شعب مسلم شعبًا آخر..

وعندما تـُوظَّف هذه المباريات في عملية تعطيل العقول، وتفريغ الشحنات -إن صح التعبير-، حتى إذا انقضت المباراة، ووقتها الضائع الذي لم يعد يقتصر على دقائق، وإنما يمتد إلى أيام وأيام؛ كان المشجعون كالخرقة البالية تلعب بها الأهواء كيف شاءت..

عندما تُساق الأمة إلى حتفها من خلال مباراة؛ فأي سكرة أعظم من هذه؟!

إنه كيد ساحر!

وعلى الطريق مشايخ سكرى!

والمصيبة عندما يتكلم من يتكلم باسم الدين؛ جاعلاً من مثل هذه المباراة قضية مصيرية، ويتشدَّق بأن الفريق ما فاز إلا لأنه قال كلمة السر في النصر التي أسر بها إليهم!

عبثٌ واستخفافٌ بالعقول، وتسويد الأمر لأناس لا يستحقون المداد الذي يُسكب على الورق للرد عليهم، ولو كانوا في زمنٍ مضى لضُربوا بالنعال، وطيف بهم في الطرقات ليكونوا عبرة لمن اعتبر.

وتجد آخر يرفع يديه متضرعًا إلى ربه أن تنساب تلك الجلدة المنفوخة إلى شبكة الفريق الخصم، ويحث المسلمين على الدعاء من أجل المباراة، ويقول: "ادعوا، أليس في مصر رجل مستجاب الدعوة؟! ادعوا لعل الله ينصرنا!".

يسمون هذا الهراء نصرًا، كهؤلاء الذين أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا) (رواه أبو داود وابن ماجه، وصححه الألباني)، فيقولون: نصرٌ، وهدفٌ، وهجومٌ، ودفاعٌ.

أنَّى لأمة تسمي اللعب نصرًا -شأنها شأن الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم- أن ترفع رأسها؟!

استنصرتُك.. فلم تنصرني:

يا حسرتى.. على مسلمين في مشارق الأرض ومغاربها! تُنتهك أعراضهم وتُستباح دماؤهم، وتتعلق قلوبهم بإخوانهم في الدين والملة، ينتظرون يدًا من إخوة العقيدة، ثم يرون المسلمين مشغولين بمثل هذه الأمور، ي*** بعضهم بعضًا من أجل مباراة.

هل يلزم أن تنعقد مباراة مع إسرائيل، أو أمريكا، أو روسيا، أو الصين، أو غيرها من البلاد التي تنتهك حرمات المسلمين حتى تستيقظ الرجولة في النفوس؟! ماذا سيقول الواقفون بين يدي الله -تبارك وتعالى-، المسئولون عن كل صغيرة وكبيرة؟!

إذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ يَا ابْنَ آدَمَ، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ، وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي؟ يَا ابْنَ آدَمَ، اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي، قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي) (رواه مسلم).

وهذا في عيادة المريض، وإطعام الجائع، وسقيا العطشان؛ فما البال بنصرة المظلوم، وإنقاذ المنتهك حرمته؟!

اللهم اغفر لنا عجزنا وتقصيرنا..

وبعد..

فهذه وقفات عاجلة، وكم أرجو أن تصادف عاشقي الكرة، وقد استفاقوا من سكرتهم؛ لعل الأذن تسمع، والقلب يعي، لا أن تكون السكرة قد استحكمت على العقول، فحيل بينها، وبين نصح الناصحين، ومضى أصحابها.. في سكرتهم يعمهون.

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-12-2009, 09:47 PM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
مشرف ادارى الركن الدينى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,321
معدل تقييم المستوى: 22
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي

(دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ)


__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-12-2009, 09:56 PM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
مشرف ادارى الركن الدينى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,321
معدل تقييم المستوى: 22
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي

أملات في المسألة الكرويةكتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فرغم أن "معركة" الجزائر "الكروية" قد انتهت بعد أن "استـُنفر" لها الشعبان "الشقيقان"، من خلال حملة إعلامية هائلة، وعلى أعلى المستويات؛ إلا أن تداعيات هذه "المعركة" لا تزال تتابع مما يقتضي وقفة صادقة مع شبابنا، بل وشيوخنا، ونسائنا؛ لننظر أين نحن من إسلامنا في هذه القضية في كلا البلدين؟!
نلخص ما نريده في الآتي:
1- تبين من خلال السلوكيات الشعبية: قبل وأثناء وبعد المباراتين مدى تغلغل العصبية الجاهلية في عامة طبقات المجتمع في كلا البلدين؛ رغم تحذير النبي -صلى الله عليه وسلم- منها، وتسميتها بالمنتنة في قوله: (مَا بَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ؟!... دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ) (متفق عليه).
فإذا كان هذا في التعصب لأسماء شريفة ذكرها الله في كتابه، وذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في سنته على سبيل المدح والثناء، وهي أسماء "المهاجرين" و"الأنصار"، فكيف بالتعصب لفرق الكرة التي تتسابق على نيل الجوائز التي أبطلها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (لاَ سَبْقَ إِلاَّ فِي خُفٍّ أَوْ فِي حَافِرٍ أَوْ نَصْلٍ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني)؟؟!!
2- أن ما زعموا من أن مقصود الرياضة تحقيق التواصل بين الشعوب إنما هو مجرد وهم وسراب وخداع؛ لأن الشعوب تتعادى وتتفرق على هذه المسابقات التافهة التي صارت غاية الأمنية فيها الوصول إلى "كأس العالم"!! والحقيقة أن ما يؤدي إلى تحقيق التواصل بين الشعوب هو التعاون على البر والتقوى، والتوافق في المواقف المصيرية من قضايا أمتنا الواحدة.
3- إن المخططات المستمرة؛ لإلهاء الشعوب إلى درجة "السكر" و"الإغلاق" حول الشهوات تتضاعف كل يوم؛ حتى تشغل الأمة عن قضاياها، وعن علمها النافع في الدين والدنيا، وعن عملها الصالح حتى في أفضل أوقات السنة؛ في "أيام العشر الأول من ذي الحجة"؛ لتبقى فريسة سهلة لأنواع الملهيات من اللهو واللعب، والجنس، والمخدرات، والإشاعات المغرضة التي تُحَوّل الشباب، بل والشيوخ، والنساء إلى حطام يعيش على هامش الحياة؛ لا ينتج شيئًا، ولا يعمل شيئًا، ولا يعلم شيئًا إلا ما أشرب من هواه!! فما أيسر أن يلتهم الأعداء -بعد تحطيم الشعوب- بلادنا كلقمة سائغة لا تظهر أدنى مقاومة، بل ولا حتى أدنى اكتراث بالقضايا الحقيقية!
فهذا الأقصى يقتحم مرات ومرات... والعد التنازلي لهدمه قد بدأ كما ذكره المعاينون من أهل القدس لمخططات اليهود، والناس لم يتحرك لهم ساكن، ولم تجتمع دعوات الملايين كما اجتمعت دعواتهم؛ لتحقيق النصر في "المباراة الحاسمة"! حتى فعل ذلك خطباء على المنابر! ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
4- إن مسيرة الدعوة إلى الله لا تزال طويلة، وإنه رغم وجود "آلة إعلامية مناسبة" لدى الدعاة متمثلة في القنوات الفضائية"، و"منابر المساجد"، وغيرها؛ إلا أن التأثير على الناس في هذه القضية كان أضعف ما يكون، فأظهر ذلك: حقيقة الالتزام الأجوف، وبعض مظاهره الخادعة التي تـَوهم الكثير بسببها أن الأمة قد استيقظت، وأن الدعوة توشك أن تقطف الثمار، والحقيقة أن الالتزام ما زال قشرة رقيقة عند الكثيرين، وأنه لم يتغلغل في طبقات المجتمع، ولم يحدث بعد الإصلاح المنشود لا كمًا، ولا كيفـًا؛ فأكثر الجموع التي كانت تصلي القيام في رمضان، وتشهد صلاة العيد كانت هي التي ترفع أعلام الجاهلية،! بل وترسمها على الوجوه،!! وترقص في الشوارع والطرقات، وتعطل مصالح المسلمين رغمًا عنهم، وتفرض عليهم: "ثقافة التفاهة"، و"فكر السخافة"، و"سلوك الضحالة الخلقية"، و"الجهالة المركبة"؛ فاحذروا أيها الدعاة من الاغترار بكـَمّ من يحضر، أو يسمع.
وإياكم من إهمال الدعوة إلى قضايا الأمة، وكشف عورات الجاهلية، وتبيين زيفها للناس؛ باسم الحكمة والتعقل في الدعوة، بل لابد من مواجهة صادقة واضحة؛ لهدم ولاء العصبية حتى يرفع الولاء في الله، والعداء فيه، لا في الكرة والوطنية الزائفة.
5- إن الإشاعات التي انتشرت في كلا الشعبين، والتي أشارت بعض الأخبار أن ورائها بعض "المخابرات الأجنبية"؛ لإشعال نار الحمية في الشعوب ضد بعضها؛ مما ترتب عليه القيام بأعمال تخريب، أو ضرب، أو نحو ذلك مما لا تراعى فيها حرمات المسلمين في دمائهم وأموالهم؛ قد يساهم فيها الكثير من حيث يشعر، ومن حيث لا يشعر؛ بتناقل هذه الأخبار التي لا يوثق بمصادرها، فأين نحن من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ) (رواه مسلم)؟!
فقائل يقول: "ضربونا وجرمونا... !".
وقائل يقول: "أخرجوا آلاف المجرمين؛ ليحملوا علينا السلاح... !".
وقائل يقول: "هشموا السيارات والمحلات.. !".
فتنشأ معارك حقيقية من وهم الإشاعات المتناقلة التي لا سبيل إلى التثبت منها سواء كانت في مواقع النت، أو في الإذاعات والقنوات الفضائية التي تصب الزيت على النار من خلال حفنة من المغرضين، والجهلاء الإعلاميين؛ فهلا ذكَّرنا الناس بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ) (رواه مسلم)، وقوله: (مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا) (متفق عليه)، بدلاً من التهييج على مقابلة سيئة موهومة غالبها الكذب؛ بسيئات متحققة بالاعتداء على: الأموال، والنفوس، والأعراض؛ حتى صار المصريون يكرهون كل جزائري، وصار الجزائريون يكرهون كل مصري! ولو لم يكن إلا هذه الكراهية دون اعتداء لكفي بها إثمًا!
6- أن الإفتاء بجواز المشاهدة، والتشجيع لمباريات الكرة مع العلم بواقعها المؤلم الذي لا يمكن التخلص فيه من الحرام؛ أصبح يحتاج إلى إعادة نظر، وحسنـًا ما فعلت "دار الإفتاء المصرية" بإصدار فتوى بتحريم التشجيع المتعصب لمباريات الكرة وغيرها؛ فلابد من نشر مثل هذه الفتاوى وتوضيح الحكم الشرعي للشباب والشيوخ.
7- إن إنفاق الأموال الهائلة على هذه "التفاهات" في: أجور اللاعبين -التي هي من أكل المال بالباطل- وجوائزهم مع الفريق الإداري إذا حقق الفوز -الذي هو مجرد تفريج عن الهزيمة الداخلية-، وكذلك في ثمن التذاكر، والسفر عبر جسر جوي؛ لنقل المشجعين المتعصبين المرتكبين للمحرمات من كلا الشعبين، كل هذا من إهدار أموال المسلمين وتضييعها في المنكر، ومن السفه المحرم، والإسراف الذي نهى الله عنه: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ) (الإسراء:27).
فلو كان هذا من مال الإنسان الخاص لكان منهيًا عنه؛ فكيف إذا كان من المال العام وباستعمال المرافق العامة: كالطائرات وغيرها... ؟؟!!
هذا والأمة تعاني من وجود الملايين "تحت خط الفقر" -كما يقولون-، وقضاء حاجات المسلمين، وضرورات مرضاهم، وأراملهم، وفقرائهم، وأيتامهم، وقضاء حاجات المحاصرين في غزة، والجوعى في: الصومال، وأفغانستان، و
__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:38 AM.