|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]()
خلصت ايام التثبيت يا قمر
فى انتظار باقى الحلقات
__________________
صديقتى انتظرتك طويلا حتى فات الاوان فها انا امام جدار زمنى وقد ضاعت الامال |
#2
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
شكرا على مرورك
__________________
I am not afraid to stand alone |
#3
|
||||
|
||||
![]()
الحلقه العشرون
------------------------------------------------------------- ------------------------------------------------------------ حدث الاصطدام فى جزء من الثانيه ، لم يكن ممكنا تلافيه بحال ، مما ادى لانقلاب السياره الصغيره ، بينما لاذت السياره النقل بالفرار ، ارتج شريف الذى كان نائما فى الكرسى الخلفى بشده و صدم راسه بمسند الباب ، مما اصابه بالاغماء ، اما شيرين فقد انفتحت الوساده الهوائيه امامها هى و حسام فى نفس اللحظه . فلم تصب فى الحادث ، لكن حدث لها ما يشبه الصدمه و اضطر حسام ان يقطع الوساده الهوائيه بنصل صغير فى ميدالية مفاتيحه حتى يحررها من ضغط الوساده الهوائيه على صدرها ، اذ كان كرسيها قريبا جدا من المقود و اصبحت من جراء هذا الضغط فى حاله يرثى لها و عاجزه عن التنفس بصوره طبيعيه . نزل حسام مسرعا من السياره و كانت السيارات قد بدات فى التوقف للمساعده ، فحمل شيرين حملا ، و وضعها فى الكرسى بجوار السائق ، و اغلق الباب ، و فتح باب السياره الصغيره عنوه ، و اخرج منها المصاب ، و ساعد بعض الشباب فى وضعه فى احداها ، وفى اثناء ذلك وصلت سيارة دوريه للشرطه كانت فى المنطقه ، و سالوا عمن كان يقود السياره الشيروكى وقت الحادث ، فاجاب حسام بانه هو قائدها ، و طلب الاسراع فى انقاذ المصابين الذين نظر لهم الضابط فى لحظتها و حمد حسام الله انه نقل شيرين الى المقعد المجاور للسائق ، و ساعده رجل الشرطه فى نقل شريف الذى كان لازال فاقداً الوعى ، و شيرين التى كانت فى حاله يرثى لها ، و انطلقت سيارة الشرطه و خلفها سياره احد الشباب التى كانت تحمل المصاب لاقرب مستشفى لاسعافهم ، و كان يبدو على قائد السياره الصغيره انه نزف الكثير من الدماء و حالته خطره . و فى اثناء ذلك اتصل حسام بهشام بك ، و اخبره ان حادثا بسيطا قد وقع ، و انهم كلهم فى الطريق للمستشفى ، هلع الرجل على ولديه و امر سائقه بعكس الاتجاه و العوده لمكان المستشفى كما وصفه له حسام . و فى المستشفى ، دخل شريف غرفه عاديه للكشف و كذلك شيرين ، اما المصاب فدخل العنايه المركزه و كان تشخيص الطبيب لحالة شيرين ، صدمه عصبيه ، اما شريف فاغماءته كانت بسيطه و قرر الطبيب انه بسبيله للافاقه منها و سال الضابط حسام عما حدث ، حكى له حسام ما حدث بالتفصيل ، و زاد عليه رقم السياره النقل التى فرت من مكان الحادث ، و كان الشاب الشهم الذى ساعده قد التقطها و دونها على موبايل حسام الضابط : انت اللى كنت سايق حسام : ايوه يا فندم انا الضابط : فين رخصك ؟ تذكر حسام فى هذه اللحظه ان رخصته فى سيارته بالقاهره و اجاب : هى مش عربيتى انا ضيف و صاحب العربيه تعب و كان عايز ينام ، فسقت مكانه و رخصتى مش معايا انا كنت سايبها فى عربيتى فى مصر لم ينتظر الضابط اكثر من ذلك ، و قبض على حسام ، و طلب منه التوجه معه للقسم فاستسمحه حسام فى ان ينتظر حتى يصل اهل شيرين لانها كانت ذاهله تماما و عاجزه عن النطق . ارسل الضابط للدوريات و البوابات مواصفات السياره النقل ، لضبطها و احضارها ، و قرر الانتظار قليلا مع حسام وخلال ربع الساعه كان اهل شيرين قد وصلوا جميعا ، و امها فى حالة انهيار هشام : ايه يا حسام يا بنى ، شيرين و شريف جرالهم حاجه ؟ و انت رايح فين ؟ حسام : ان شاء الله خير ، الدكتور طمنا انها بسيطه باذن الله ، انا حاضطر امشى مع الضابط عشان الاجراءات هشام : ليه يا بنى انت مالك ، مش شريف اللى كان سايق ؟ رد حسام متلعثما و كان الضابط الى جواره : لا لا يا عمى ، انا اللى كنت سايق ، و .......... ا لم تدعه ام شيرين يكمل اذ هجمت عليه و خمشت وجهه باظافرها و صاحت :ا موتتهم الاتنين ، منك لله يا شيخ ، و انا اللى كنت باقول حاتسعد بنتى ، تقوم تقصف عمرها هى و اخوها كمان ، حرام عليك ، حرام عليك ذهل هشام مما فعلت زوجته و اضطر لتكتيفها و ابعادها عن حسام الذى تركها تهاجمه و لم يرفع اصبعا لرد هجومها عليه ، فقد كان هو الاخر خائفا على شيرين ، و لا يهتم بما قد يحدث له ، قدر اهتمامه بها . و مضى حسام مع الضابط وهو يتصل باحد اصدقائه فى القاهره ، طالبا منه احضار رخصته من داخل السياره ، دون اشعار امه بالقلق و لكن هيهات ، لقد كانت امه تعلم ان لديه ميعادا مع رئيس القسم بالكليه ، لاستيفاء اجراءات البعثه ، و تعلم انه قادم اليوم لا محاله ، و اعدت له الغداء و البذله التى طلبها ، ليجرى بها المقابله مع الدكتور لذا تضاعف قلقها عندما طلب صديقه المفتاح لاحضر الرخص ، لكن صديقه كذب عليها و اخبرها ان حسام كان يقود السياره بدون رخصه و انه موجود قريبا من المنزل فى لجنه مرور عاديه و يريد رخصته ازداد الامر سوءً بوفاة المصاب فى الحادث ، و اصبح لزاما على حسام العرض على النيابه ، و تحقيقات طويله لذلك كان لابد من الاتصال بوالدته لطمانتها ، و هذا ما فعله و طلب اليها ان تسال عن شيرين و اخاها و كذلك ان تحدث رئيس القسم فى الهاتف و تطلب ارجاء المقابله يومين حتى يفرج عنه ، و قضى ليلته فى القسم مسهداً ، لا يدرى ماذا حدث لحبيبته ، و لا ماذا سيكون مصيره و مصير بعثته بعد هذه القضيه التى لم تكن فى الحسبان اما عائلة الحديدى فكانت فى حاله يرثى لها ، فما ان افاق شريف حتى وجد امه تبكى على مقربه منه و تقبل يديه و وجهه ، و تحمد الله على سلامته ، و افاق غير متذكر للحظة الاصطدام ، كل ما يذكره انه كان نائما فى الكرسى الخلفى ثم اضاف انا متهيالى يا ماما مش حسام اللى كان سايق ، ايوه ، شيرين اللى ساقت ، انا مارضتش اطلب من حسام يسوق عشان ما احرجوش ، لكن شيرين واخده على عربيتى و ياما ساقتها ، يمكن هو طلب يسوق شويه عشان يريحها ؟ انا السبب فى ده كله ، فين شيرين ؟ كانت شيرين نائمه بعد حقنه مهدئه اعطاها لها الطبيب ، و قناع الاكسجين على وجهها ، و قد تحول وجهها الى اللون الابيض لم يكن بها اصابات ظاهره ، لكن طبيبها الخاص جاء بناء على طلب هشام بك ، و بعد كشف سريع عليها ، قرر ان حالة قلبها اسوا ما يكون الان ، و انها لن تستطيع الانتظار لاجراء الجراحه ، بل يجب ان تجريها فى خلال ايام قليله ، لان عضلة القلب اصبحت اضعف من ان تحتمل الانتظار، و لم تعد مشكلة الصمام هى مشكلتها الرئيسيه ، بل ضعف عضلة القلب نفسها . هشام : انا عارف يا دكتور ان دلوقتى ممكن نغير القلب كله ، انا ممكن ادفع كل ما املك ، عمرى كله ، عشان انقذها الطبيب : ايوه بس نقل القلب ده بيكون فيه طابور مرضى منتظرين ، لما حد يتوفى و يتم حفظ قلبه بطريقه معينه ، و بعد وقت قصير من وفاته ، و الكلام ده موجود فعلا فى امريكا ، بس الاولويه للمواطنين الامريكيين نفسهم اللى بيشملهم التامين الصحى هناك و فى خلال دقائق كانت شاهى اتصلت بزوجها فى امريكا و حجزت المستشفى و الاطباء ، و ساهم شوكت باجراءات التاشيره و الفيزا لم ينتبه احد ان شيرين بدات فى الافاقه و سمعت طرفا من الحديث هزت راسها يمنه و يسره طالبه ازالة القناع عن وجهها ، الذى اغرقته الدموع ، و سالت عن اخاها و عن حسام الام : الحمد لله هما بخير يا شيرين ، منه لله بقه اللى كان السبب شيرين : مين يا مامى اللى كان السبب ؟ هما مسكوا سواق العربيه النقل الام : نقل ايه ؟ انا قصدى حسام ، اللى مالوش فى السواقه ده ، و كان حايضيعك منى انتى واخوكى شيرين : مين قال حسام اللى كان سايق ، و ايه موضوع قلبى ده ، انا سمعتكم بتقولوا عمليه ، مامى انا مش فاهمه حاجه الاب : قلبك بخير يا حبيبتى ، بس احنا مضطرين نسافر امريكا عشان نعمل عمليه صغيره شيرين : عملية ايه ، انا فاكره كويس انى ما انصابتش فى الحادثه خالص ، و كل الخبطه كانت فى العربيه ، و انا فاكره حسام وهو بيقطع الايرباج ، و فاكره كمان ...اه ااااه يا حبيبى يا حسام فاكراه و هو بيشيلنى و يقعدنى فى الكرسى بتاعه كان بيعمل كده عشان يقول انه هوه اللى كان سايق كنت حاسه ساعتها ان الهوا تقيل و مش قادره اتنفس و لا اتكلم خالص ، عشان كده ما اعترضتش على حاجه اصفر وجه ليلى حين سمعت هذا الحديث و صاحت : يا حبيبى يا بنى ، ظلمتك ، شوف محامى يا هشام و لا حد يلحق الولد ، ده بايت من امبارح فى القسم شيرين : قسم ؟ يا ناس ردوا على ، حسام فى القسم ليه ؟ هشام و هو يحدج زوجته بنظره قاسيه : مش حادثه يا شيرين و فيها مصابين ، لازم اللى سايق يتم استجوابه يا بنتى شيرين : و حسام ماله بالموضوع يا بابى ، شيلو الكانولا دى من دراعى ، انا رايحه اطلعه من القسم حالا ، حاقول انى انا اللى كنت سايقه ، ده عنده معاد مع رئيس القسم عشان يسافر البعثه ، حرام مستقبله حايضيع .......... .... و تداعى صوت شيرين و ازداد ضعفا و هى تردد ، حرام حرام حرام لم تقو شيرين على الحركه ، و عادت لوضعها فى الفراش مرغمه ، و قامت الممرضه باعادة تثبيت قناع الاكسجين على وجهها اتصل هشام بالشئون القانونيه فى شركته ، و طلب ارسال محامى لحسام ، و اخراجه من الحبس باى ثمن ، و لم يدر كيف فات عليه ان يفعل هذا من فرط قلقه على شيرين . فوجىء حسام بالضابط ينادى عليه باحترام شديد ، بعد ان جاءت هيئه كامله من المحامين احدهم كان لواء شرطه سابق ، و الاخر كان استاذا للحقوق و تم دفع الكفاله و الافراج عن حسام ، بضمان محل اقامته و طلب منه الضابط وديا عدم السفر فى اي مكان خارج البلاد ، قبل ان يتم الحكم فى القضيه حسام : بس انا عندى بعثه للخارج فى خلال شهر من دلوقتى ، ارجوك ، انا حكيت لك على اللى حصل و فى شهود ، و نمرة العربيه النقل معاك المحامى : طيب ارجوك تثبت عندك شهادة الشهود ، انه سائق النقل هو سبب الحادث ، و رخص موكلى مع حضرتك عشان تتاكد انه معاه رخصه ، بس هى الظروف اللى اجبرته يسوق يومها ، كمان انا عايز عنوان المتوفى الله يرحمه عشان نتفاهم مع عائلته بخصوص التعويض ، اى تعويض يطلبوه حايتم دفعه . الضابط : ايوه بس فى شهود برضه شهدوا ان اللى سايق العربيه كانت واحده ست مش راجل حسام : لا طبعا ، انا اللى كنت سايق و انا مصر على اقوالى ، و عايزنى ارجع تانى الحجز ما عنديش مانع المحامى : لا يا دكتور حسام ، حضرتك مش لازم ترجع الحجز و لا اي حاجه ، و ان شاء الله القضيه تنتهى بشهادة الشهود ، اللى حاندور عليهم و نجيب عناوينهم باذن الله ، و بتنازل اهل المتوفى ، هشام بك مش عايز حضرتك تحمل هم غمغم حسام : كويس انه افتكرنى اصلا ، و الله انا كنت فاكر حايعدمونى قبل ما حد يفتكر يخرجنى من هنا و خرج حسام من القسم و كل همه الاطمئنان على شيرين ، لذلك توجه للمستشفى القريب اولا ، قبل ان يذهب لبيته --------------------------------- ------------------------------------------------------- كانت شيرين قد افاقت ، و عرفت حقيقه مرضها ، و السبب الرئيسى لمعاناتها من الحقن و الادويه التى كانت تزعم امها انها مقويه طوال تلك السنوات ، وفهمت لماذا كانت امها تفرغ الحبوب فى عبوات صغيره بدون بادج ، كما ادركت ايضا سر موافقه اباها و امها على الخطوبه سريعا لحسام ، بعد موقفهم الرافض له ، و كذلك تاكدت ان حياتها باتت مهدده مما جعلها تطلب من شهيره ، مساعدتها فى ابعاد حسام بكل الطرق عنها ، انها لا تريد ايلامه اكثر مما فعلت ، خاصة بعدما علمت بما فعلته امها معه كذلك طلبت من والدها رد ثمن هديته و شبكته اليه ، اذ انها لن ترضى له الخساره فى ثمن الماس ، ان هى اعادتة اليه ، لكن الحقيقه انها كانت متمسكه بهذا القلب الماسى و هذه الدبله الذهبيه اكثر من تمسكها بحياتها ذاتها ، و كانت تود لو كتب الله عليها الموت ، ان تموت و هى ترتدى دبلته ، و .....قلبه الماسى كما انها لن ترضى الغش و التدليس و مواصلة اخفاء حقيقة مرضها ، أو على احسن الفروض اجباره على الزواج منها بدافع الشهامه او الشفقه . و حتى ان لم يكن بدافع الشفقه ، حتى لو كان يحبها فعلا لدرجة ان يتحمل مرضها ، هل ترضى له ان يترك فرصته فى هذه البعثه ، ليرافقها فى رحلة علاج مشكوك فى نجاحها ؟ هل تحرم امه السيده الصابره الطيبه من ان ترى ابنها سعيداً بنجاحه العلمى ، و بزواجه ، و باولاده ؟ لا ، ابدا لم يكن الحب انانيه ، و حبها لحسام كان يسمو فوق حب الامتلاك ، كانت تحبه كانه طفلها ، و تخاف عليه ، و قررت ستترك حسام ، قبل ان تسافر ، الان ...ا اتصل المحامى بهشام بك و ابلغه بخروج حسام ، و انه توجه بالسياره التى بعثها هشام بك لتقله الى المستشفى حيث توجد شيرين و العائله طلبت شيرين من شهيره التى كانت تلازمها فى المستشفى ، ان تساعدها على ابعاد حسام باى طريقه ، من اجل مصلحته ، و من اجل شيرين ايضا ، لقد احبها و هى فى قمة القوه ، و لا تريد له ان يراها فى غاية الضعف تستجدى حبه و عطفه ، و لو كتب الله لها الشفاء ، وفتها فقط ستطلعه على الحقيقه ، ان كان لازال يجد فى قلبه مكانا لحبها وافقت شهيره اختها على ما طلبت و هى تعلم بالالم الذى يعتصرها ، بينما لم تعلق امها بكلمه ، فقد كانت شيرين توجه لها نظرات عتاب قاسيه ، لم تستطع معه الام ان تتكلم . ---------------------------------------------------------- ---------------------------------------------------------- و حين جاء حسام للمستشفى نزلت شهيره للاستقبال لتراه ، حيث طلبت ابلاغها بحضوره حين ياتى قابلته شهيره بوجه صلب و بارد ، فى الوقت الذى كان قلبها يتمزق من اجله ، و طلب اليها رؤية شيرين ، لكن بناء على خطتها مع شيرين ، طلبت اليه الانصراف قائله :ا معلش يا حسام ، امشى دلوقتى عشان شيرين مش عايزه حاجه تربطها بالحادثه ، هى خايفه موت لحسن يقبضوا عليها و يبهدلوها فى الاقسام ، وهى مش حمل بهدله ، لكن بابى و مامى بيشكروك على الشهامه دى و مامى بتعتذر ان كانت اساءت ليك عشان هى ما كانتش تعرف حسام : شهامه ؟ بيشكرونى ؟ انتى بتتكلمى ازاى يا مدام شهيره ؟ شيرين دى انا ، يعنى اللى يمسها يمسنى انا الاول ، و اعتقد يعنى البوليس مش مالى المكان ، و من معلوماتى عن جوز حضرتك انه ممكن يتصرف و يسجننى بدالها لو هو عايز حتى من غير ما اعترف شهيره : ايه ده يا حسام ، انت حاتغلط فى شوكت بيه كمان و لا ايه ، عيب كده ، و بعدين يعنى ايه نسجنك من غير ما تعترف ، اظن انت اللى كتبت بنفسك انك كنت سايق ، و ما حدش ضغط عليك ، بس الموضوع داخل فى جنايه و شوكت خوفنى اوى على شيرين ، و احنا مقدرين شهامتك و تاكد ان بابى مش حايسيبك حتى لو الدفاع عنك كلفه ملايين ، و اطمن شيرين صحتها زى الفل دلوقتى خلاص و حاتخرج النهارده ان شاء الله رد حسام ذاهلا و قد بدات الدموع تنحدر من عينيه : ملايين ايه ، و دفاع ايه ، انا مستعد اموت فدا شيرين ، انتى بالذات عارفه انا باحبها قد ايه ، طيب بس طمنينى عليها ، هى كويسه ؟ كان الدمع قد بدا يطفر من عينى شهيره و هى تعلم انها تقطعه بسكين بارد ، لكنها تذكرت رغبة اختها فى انقاذ مستقبله و اكملت : بص يا حسام ، احنا حانبعت حد من سواقين بابى يشيل القضيه يعنى لو الامور ساءت زياده ، و طبعا حاندفع دية القتيل ، لكن ارجوك مش عايزين اى حاجه تربط بينك و بين شيرين دلوقتى لحد ما الموضوع يعدى ، انت عارف يوم واحد فى القسم بالنسبه لواحده فى مركزها ممكن يعمل ايه فيها و فى بابى ، و الانتخابات على الابواب ، و الجرايد لما تصدق حاتكتب و تعمل فضايح ......... ..ا حسام : قولى كده يا شهيره ، هى الجرايد كتبت عنى حاجه ؟ كتبت خطيب بنت الحديدى ؟ عشان كده مستعرين منى ، انا عايز اشوف شيرين حالا ً لو سمحتى شهيره : لا ما كتبتش لحد دلوقتى ، بس احنا بنطلب منك انك تمشى فى اجراءات البعثه بتاعتك ، و احنا حانساعدك تسافر ، و المساعده بدات بالفعل لما والد شوكت اوقف قرار منعك من السفر ، و شيرين حتسافر امريكا مع شاهى عشان تكمل دراستها هناك ، هى مش حمل جامعة القاهره و لا الزحمه و البيئه دى . و بالمره تغير جو بعد ما الحادث اثر على اعصابها جدا . حسام : زحمه ؟ بيئه ؟ عارفه يا مدام شهيره ، انا خلاص مش عايز اشوف شيرين ، ما كنتش اتخيل ان موقف بسيط زى ده يفرق بينى و بينها ، الظاهر انى كنت لعبه عجبتها على الرف ، و طلبتها من بابى ، و بابى وافق يجيبها لها ، و دلوقتى خلاص ما عادتش عايزاها ، قوليلها حسام بيقولك شكرا الف شكر .......... .. .......... .......... .......... ....
__________________
I am not afraid to stand alone |
#4
|
||||
|
||||
![]() الحلقه الواحد والعشرون نزل حسام من المستشفى وهو لا يرى امامه من شدة الحزن و الغضب ، و لم يلتفت لقائد السياره التى جعلها هشام بك تحت تصرفه منذ خروجه من القسم ، و سار فى الشارع لا يلوى على شىء لم يكن يدرى الى اين يتجه ، من فرط انكساره و حزنه ، كان يحاول تصديق ما حدث ، و دموعه الداخليه تغرق قلبه ، و تغرق احاسيسه التى شبت فيها النار ، لكنها بكل اسف تزكيها و تزيدها اشتعالا ، و ظل فى حالته تلك لا يدرى كم مضى من الوقت ، لكنه حين افاق لنفسه ، اشار لاول سيارة اجره امامه ، و ركبها فى طريقه الى المنزل و هو يتذكر حالته وهو يغادر المنزل اخر مره ، و حالته الان و هو يعود منكسراً ، مقهوراً ، هل ستقوى امه على رؤيته بهذا الشكل ؟ منذ شهور قليله ، لم يكن يعرف شيرين لكن هل حقا عرفها ؟ ام خيل له حبه لها انه عرفها بل و امتلكها ؟ لم يكن يدرى انه فى لحظه واحده ، ممكن ان تتغير اقدار الانسان من النقيض الى النقيض ، منذ يومان كان اسعد رجل على وجه الارض ، و كان الى جواره اجمل ملاك ملاك ؟ هل من الممكن ان تخدعه مشاعره الى هذه الدرجه ؟ انه متاكد ان شيرين قد احبته فعلا ، لن يقول اعجبت به ، لا ، كان حبا لكن هل من الممكن ان ينتهى الحب فجاه ؟ كما بدا فجاه ؟ اما شهيره ، فحمدت الله على ان حسام مضى بدون ان ينظر وراءه ، فقد انهارت على ركبتيها فور ما ادار لها ظهره ، كانها استهلكت كل ذره من قوتها لكى تفعل ما فعلته ، هى نفسها لم تتصور ان تفعل ذلك ، لكن اصرار شيرين ، و كذلك خوف شهيره على حسام و شعورها بالذنب لعدم ابلاغه بالحقيقه من البدايه ، اعطاها قوة لم تعرفها فى نفسها من قبل ، لكنها بعد ان انصرف ندمت لقد احست انه كان يفضل الف مره ان يضيع مستقبله المزعوم ، على ان يضيع حبه الكبير لاختها كان يفضل ان يصدم فى صحتها و صدق عائلتها ، على ان يصدم فى حبه يا الله ، هل اخطات حين فعلت ما فعلته ، و ماذا ستقول لشيرين وجدت امها منتظره اياها فى الممر خارج غرفة شيرين ، و قرات فى عينيها و دموعها ما حدث بالتفصيل ، فلم تسالها ، لكنها طلبت منها انت تترفق بشيرين فى ابلاغها بما حدث كانت شيرين جالسه نصف جلسه فى سريرها ، و هى منتظره لترى شهيره و تعرف ما حدث ، كانت تتوقعه ، لكنها كانت تتمنى لو ان حسام صعد لغرفتها و حطم الباب و دخل ، كانت تتمنى الا يصدق انها تخلت عنه وقالت محدثة نفسها : ايه يا شيرين مش انتى اللى عايزه كده ، ايوه انا اللى عايزه كده ، انا مش حاقدر احطمه مرتين خلاص ، اللى حصل حصل ، لو عرف دلوقتى حايبقى زى ما يكون خليته يمشى ع الجمر مرتين ، مره بسبب الفراق اللى حصل دلوقت ، و مره تانيه لما اموت و اسيبه فعلا اموت ؟؟؟ هل انا فعلا مستعده للموت ، لم احلم يوما بطول العمر ، طوال حياتى اتمنى الا اشيب قط ، و لا ان يتغضن وجهى ، و كان الكلام حول ان لكل سن جماله و لكل مرحله مميزاتها ، يثير ضحكاتى اكثر ما يثير رغبتى فى الحياه اطول لكن ليس لهذه الدرجه ، لقد حلمت بيوم تخرجى ، الن اراه ؟ و حلمت بيوم زفافى ، احقا لن اعيشه ؟ و تمنيت حمل طفلى ؟ اقدر لى حقا الا احمله ابدا؟ انى احمد الله الان على حياتى التى مضت ، كانت حياه سعيده ، لطالما كنت موضع تدليل ابواى و اخوتى و حب كل اصدقائى و مدرسينى ، كما ان الاقدار كانت سخية معى و عرفت الحب ، حتى يومان مضوا كنت اسعد بنت فى العالم احقا حدث ذلك من يومان فقط ؟ احس ان عمرا كاملاً يفصل بينى و بين ذلك الصباح السحرى ، بجوار البحر ااه و تلك النظره فى عينى حسام ، كم تمنيت ان تكون عينيه اخر ما اراه حسام ؟ احقا عرفته و احببته ، ام كان حلماً مضى ام ان حياتى باسرها حلم ؟ اللهم ثبتنى على الايمان ، و احسن خاتمتى يا رب و طلبت من شهيره ان تساعدها كى تتوضا و تصلى ركعتين لله تعالى و خلال صلاتها نزلت دموعها ، تدعو الله و تستعطفه ، ان يكون الى جوار حسام ، و الى جوار اهلها لو قدر لها .......... الرحيل اختصر نفوذ و اموال هشام بك الاجراءات المعقده للسفر الى امريكا ، و اصبحت مسالة ايام ، و عادت شيرين الى المنزل مع تحذيرات مشدده من الاطباء بعدم ازعاجها او تعريضها للضغوط جاءت منال ملهوفه حين علمت بعوده شيرين و كانت تظنها عادت من عطله سعيده فى العين السخنه ، و تريد ان تسمع كل التفاصيل لكن هالها منظر شيرين ، و ملازمتها لغرفتها لا تغادرها و شرحت لها صديقتها كل ما حدث ، طالبة منها بدموعها ان تعدها بعدم اخبار حسام بالحقيقه اعترضت منال قائله : يجب ان يعلم حسام ، من حقه ان يختار ، لماذا يقدر لهذا الحب النظيف النادر فى هذا الزمن ان يموت لماذا يجب ان نقتله بايدينا ، لماذا لا نترك مقدراتنا لله ؟ هل ضمن احدنا عمره يا شيرين ، مش ممكن حسام يموت قبلك يا شيرين ، يموت متعذب و فاكرك خنتى حبه ؟ ازاى تفكرى فى كده ؟ انت اكتر واحده عارفه اد ايه بيحبك ، و اللى انت فاكره انه فى مصلحته ده ممكن يدمره للنهايه ، ممكن يحكم عليه بالفشل طول حياته ، يعنى ايه نجاح يا شيرين ؟ يعنى نجاح فى الشغل ؟ يعنى فلوس ؟ مين يقدر يعرّ ف كلمة نجاح ؟ او كلمة سعاده ؟ كل اللى انا متاكده منه انك حرمتيه للابد من السعاده يا شيرين ، للابد ...عمره ما حايفرح تانى ، حتى لو بقى الدكتور زويل نفسه ، عمره ما حايفرح انتى كسرتيه للابد ردت شيرين بضعف و قد اثارت كلمات منال دموعها : خلاص يا منال اللى حصل حصل ، و كمان بابى بعت له تمن الشبكه على البيت ، يعنى زمانه كرهنى و اللى كان كان ، هو نفسه مش ممكن يسامح حتى لو عرف الحقيقه منال : انت لسه لابسه دبلته يا شيرين ، و اللى يحب ما يكرهش انت بتضحكى على نفسك ، وهو كمان لابس دبلتك على فكره ، انا شفته النهارده الصبح فى الكليه ، بس ما كلمتوش كان شكله فظيع جدا و دقنه طالعه و ما فهمتش فيه ايه الا لما حكيتى لى شيرين : تلاقيه كان رايح يقابل الدكتور بخصوص البعثه ، يا ترى عملت ايه يا حسام ، ربنا يوفقك و تسافر منال : و من امته احنا اللى بنحدد توفيق ربنا فين ؟ ما يمكن لو فضلتى معاه يكون احسن له ميت مره ، شيرين ارجوك اسمحى لى اقوله اخذت شيرين تتحسس الكومود الى جوار سريرها حتى وجدت مصحفها الصغير و و ضعته فى يد منال و طلبت منها انت تقسم بالله الا تخبر حسام باى شىء عن مرضها و لا عما حدث لها و ان تتركه يمضى فى طريقه شيرين : حاينسانى و يعيش يا منال ، انا عارفه ، لكن لو فضلت معاه حاكون ندبه فى تاريخه عمره ما حينساها و لا يتجاوز الامها منال : و مين قال انك دلوقتى ما بقتيش طعنه فى كرامته و حبه ، عمرها ما حاتخف ابدا ، انا حاحلف يا شيرين انى ما قولوش حاجه بخصوص حالتك بس لو سمحتى انت كمان اوعدينى انك تفكرى كمان مره قبل ما تسافرى شيرين : انا مسافره بكره يا منال ، انا طلبت من بابى يودينى اعمل عمره قبل ما اروح امريكا ، انشا لله على كرسى بعجل ، نفسى ازور بيت الله قبل ما ........ تظاهرت منال بالمرح و قاطعتها قائلة : اسكتى ارجوكى ، انشاء الله حاتروحى العمره و تعملى العمليه و ترجعى زى الفل يا شيرى يا حبيبتى شيرين : انا الحمد لله انا اتحجبت قبل ما اعرف انى مريضه بيوم و احد يا منال ، عشان تكون توبتى لله كامله و هو عالم بالنوايا و ما تخفى الصدور منال باكيه : ربنا عالم يا شيرين ، انت طول عمرك اطيب قلب ، و انضف ضمير فى الدنيا ، يا شيرين انا لو ما كنتش صاحبتك ، لو كنت عدوتك كان لازم برضه احبك و احترمك ، عشان انتى احسن واطيب واحده فى الدنيا الى هنا لم تتمالك منال نفسها و احتضنت صديقتها و هى تتمنى من الله ان يعيدها سالمه ، انها تعلم ان من يموت شابا يكون غالبا من كرام البشر مثل شيرين ، لكن يا رب اترك لنا بعض كرامهم كى لا تخلو الدنيا بعد حين من الخير و الحب و الطيبه على الجانب الاخر ، كان حسام يتعذب بحبه ، غير مصدق ان والد شيرين بعث له ثمن هداياه لشيرين ، كانت تلك اللطمه اقوى من كلام شهيره ، انه حتى لم يبعث بالشبكه نفسها ، لقد حرمه حتى من ان يتحسس شيئا ارتدته ، من ان يتشمم فيه رائحتها ، حتى الذكرى استكثروها عليه و اعماه الغضب لحظتها ان يفكر فى معنى ارسال المال و عدم ارسال الشبكه ، لم يفكر لحظه انه من المحتمل ان تكون شيرين تمسكت بها ، و ارادتها لانها منه ، كل ما ظنه انهم يعوضونه بالمال عن شبكته استعلاءً عليه فكر ان هشام بك من المستحيل ان يجعل ابنته تخلع شيئا لبسته . لكن لماذا ؟ الم تخلعه هو شخصيا من حياتها ؟ اما امه ، فكانت غير مصدقه لما حدث ، و كل يوم تستجوبه الف مره ليعيد سرد ما حدث عليها ، علها تجد ثغره تجعلها تصدق ، لكنها فى كل مره تؤكد عدم منطقية الاحداث ام حسام : منين يابنى ايديهم طايله و قدروا يطلعوك من القضيه ، و منين شيرين خايفه على نفسها من الموضوع ، و بعدين فرضنا انهم ايديهم مش طايله و لا حاجه و خايفين فعلا على بنتهم ، ما عملوش حساب انك تروح تعترف بالحقيقه و تقول انك ما كنتش سايق بعد ما بنتهم تسيبك بالطريقه المهينه دى ؟ لا يا حسام انا مش مطمنه ، فيه حاجه غلط يا بنى طيب اقولك حاول تشوف شيرين نفسها ، او حتى كلمها على التليفون او النت حسام : لا ماهم بعتولى خمسين الف جنيه تمن شبكتى و اكتر عشان اسكت ، و ما اتكلمش خالص ، صدقينى يا ماما حاولت اكلمها ، رغم انى كنت متضايق و كرامتى واجعانى لكن و الله حاولت ، تليفونها اترفع من الخدمه اساسا ، و فى البيت ردود غريبه دايما بتكون مش موجوده او نايمه ، و ما قدرش بعد اللى حصل ده اروح اطب على الناس كده زى القضا الام : و ليه لا ، دى حياتك يا بنى و من حقك تعرف اتسرقت منك ليه ، من حقك تقابلها و تكلم معاها ، مش جايز اهلها كانوا بيراضوها بس بموضوع الخطوبه ده و لما صدقوا حصل اي حاجه و فرقوا بينكم ، و جايز كمان يكونوا قالولها كلام على لسانك و قالوا انك مش عاوزها و سبتها خلاص و هى تكون مسكينه زيك كده بتتعذب حسام : ايه الافلام دى يا ماما ، ما نمرتى معاها كان ممكن بكل بساطه تتصل بى الام : يعنى انت الراجل بتقول كرامتى ، مش ممكن هى كمان تقول كرامتى ، و مش ممكن يكونوا قالولها انك مثلا سبتها عشان ما رضتش تقول انك كنت سايق العربيه و زى ما ضحكوا عليك يكونوا برضه ضحكوا عليها ، اسمع ايه رايك لو رحتلهم انا البيت ؟ حسام : ده على جثتى ، ايه حابعت امى تتحايل عليهم كمان ، ما عشت و لا كنت لو خليتك تتبهدلى عشان خاطرى ، انا خلاص يا ماما بخلص اوراق البعثه ، و ان شاء الله شهر و لا حاجه و ابعت لك تيجى تقعدى معايا فى لندن ، انا ماليش غيرك و مش حاسيبك فى مصر لوحدك الام : عايزنى اسيب بيت المرحوم ابوك يا بنى ، عايزنى اقفله ؟ حسام باكياُ: مين الاهم الحيطان و لا ابنك يا ماما ؟ انت عارفه ان البعثه ممكن تطول سنتين تلاته ، و انى عمرى ما حارتبط و لا اتجوز تانى و الحمد لله ربنا بعت لنا رزق من عنده يكفى نعيش احنا الاتنين مستورين هناك ، غير انى حاشتغل مش حادرس بس الام : خلاص يا بنى ، انت اغلى من عينى ، حيطان ايه بس ، انا ما كنتش عايزه اكون حمل عليك يا حبيبى ، كفايه عليك دراستك و شغلك و لكن كلام ام حسام معه ، جعله يعيد التفكير ، انه يريد ان يراها ، من حقه ان يكلمها ، و يسمع منها ، ولو لمره واحده قبل ان يسافر و لكن كيف ؟ من الممكن ان يذهب لمقابلتها و يمنعوه مثل المره الماضيه لكنه وجد نفسه ينزل لسيارته ، و هو لا يزال يفكر كيف يراها ، و قاده الطريق الى هناك ، الى منزلها ، لم تكن اول مره ، كان يمر بالمنزل وحوله مرات كل يوم بحجج مختلفه عله يرى منها لمحه واحده تعينه على طول الفراق ماذا يفعل فى هذا الملعون الصغير قلبه انه لا يزال ينبض بحبها و يتغنى باسمها كما كان و اكثر امام منزلها ، و جد ثلاث سيارات فان كبيره فى الشارع مفتوحة الابواب الخلفيه و الجانبيه و يتم انزال عدد كبير من الحقائب فيها ، وقف على مقربه من المنزل بحيث لا يراه احد ، مترقبا ملهوفا و نبضات قلبه تتسارع و راى امها تنزل مرتديه ملابس بيضاء و حجابا ابيض ، ثم راى والدها يرتدى جلبابا ابيض ، و بعد برهه وجد شريف يخرج من الباب و بصحبته .......... شيرين كانت شيرين ترتدى ملابس بيضاء فضفاضه هى الاخرى ، اخفت هزالها و انخفاض وزنها ، و تلف راسها بطرحه بيضاء كبيره ، و عيناها خلف نظاره سوداء اخفت معظم وجهها و مع ذلك عرفها ، من اول وهله عرفها فوجىء حسام بنفسه ، و قد انتابته شجاعه لم يعرفها قط فى نفسه قطع الطريق جريا ليجد نفسه يقف وجها لوجه امامها ، و يتاملها مليا وهو يلتقط انفاسه المبهوره بصعوبه لم يدر هل الجرى ما تسبب فى النهجان ، ام اثارة الموقف و نظر الى وجهها ياه ، هل من الممكن ان يطعن هذا الضعف و الجمال احدا حتى الموت كما فعلت معه نظرت اليه شيرين ذاهله غير مصدقه لمجيئه هنا غير مصدقه انها راته قبل ان تسافر ، و قد باتت ليلتها امس تتمنى رؤيته ولو فى الاحلام هل جرحته لهذه االدرجه ، كان يبدو مختلفا تماما ، اصابه هزال و لم يحلق ذقنه منذ ايام ، حتى ملابسه كانت غير مهندمه ، و عيناه زائغتان كانه لم ينم منذ سنوات حزنت لما اصابه ، رغم انه اثبت لها عمق حبه ، يكفى مجيئه فى هذه اللحظه ليثبت مدى هذا العمق لا تدرى هل تفرح ام تحزن .......هل تستمر فى التمثيليه بعدما راها بهذا الضعف ام تنهار و تخبره بالحقيقه و اصاب الذهول كلا من شريف و والديه فلم ينبس احدهم ببنت شفه ، و ظلا يراقبان ما يسفر عنه لقاء العاشقان .......... ..
__________________
I am not afraid to stand alone |
#5
|
||||
|
||||
![]() الحلقه الثاني والعشرون نظر حسام لشيرين بعينان زائغتان تملؤهما الدموع و لم يقل غير : ليه ؟؟نظرت اليه شيرين و قد بدات الدموع تنهمر من عيناها و قالت : عشان بحبك حسام : بتحبينى ؟ حقيقى يا شيرين ؟ شيرين : ايوه يا حسام باحبك ، و ربنا عالم انك اغلى من حياتى حسام وهو يهز راسه يمنه ويسره : و انا بحبك يا شيرين ، و مش حاسالك ليه ، خلاص مش عايز اعرف سيبتينى ليه ، انا بس عاوزنا نرجع لبعض ، نرجع دلوقتى و عمرى ما حاسألك ليه اندهشت شيرين ،و ازداد المها و حزنها على ما سببته له من جراح ، للدرجه دى ؟ ده حتى مش زعلان منى ، ولا من بابى ، ده زعلان بس على الفراق ، اعمل ايه بس يا ربى ، خلعت شيرين نظارتها و بدا وجهها ذابلا من اثر المرض و لكن عيناها ، كما هما تلمعان بحبه و بدموع فراقه شيرين : انا مش عايزه اعذبك يا حسام ، انا مريضه يا حسام ، قلبى ضعيف و مسافره اعمل عمليه ممكن تنجح و ممكن لا ، ممكن اعيش و ممكن لا ، عشان كده سبتك عشان ما تتعذبش بموتى او على احسن الظروف لو العمليه نجحت تتعذب بمرضى و بعدم قدرتى على الحياه الطبيعيه و على الانجاب نظر اليها حسام و هو غير مصدق لما يسمعه ، ليته مات قبل ان يرى عذابها ، و لاول مره منذ حواره مع شهيره تتفتح عيناه ، لاول مره يرى ان وزنها انخفض الى النصف ، و وجهها ، احقا عين المحب ترى غير الناس ، ان وجهها ذابل و حزين و هتف من اعماقه :ا فداكى عمرى يا شيرين كان هذا هتاف قلبه و لسانه فى نفس اللحظه و استمر الدمع يجرى من عيناه و قد ركع على الارض و امسك بيدها التى كانت لا تزال تحمل دبلته و لثم يداها بشفتيه قائلاً : تتجوزينى يا شيرين ؟ نزلت شيرين هى الاخرى امامه على ركبتيها ، و سحبت كفها من بين يديه لتربت راسه و تمسك بوجهه و تقول : من يوم ما عرفتك ، و انا معتبره انى خلاص اتجوزتك و دبلتك و قلبك لسه لابساهم و وصيت لو مت ، اموت و انا لابساهم حسام : كده يا شيرين ؟ كنت عايزه تسيبينى ؟ حتى لو ربنا كتب الفراق ، ما يبقاش بايدينا يا شيرين شيرين : ما هانش على تتعذب معايا حسام : اتعذب معاكى احسن ما اتعذب من غيرك طول عمرى شيرين : كان نفسى تفضل صورتى فى قلبك زى ما هى ، من غير مرض من غير الم ، من غير ..... شفقه . حسام : الشفقه دى بين اتنين اغراب ، و انت لسه اجمل بنت و حاتفضلى طول عمرك كده فى نظرى حتى لما يبقى عندك تمانين سنه شيرين : تمانين طيب قول تسعتاشر سنه لملمت نفسها و كتمت دموعها حين رات دموعه بسبب جملتها الاخيره و قالت :ا انا مسافره السعوديه اعمل عمره مع مامى و بابى و شريف ، و شاهى سبقتنى على امريكا عشان حجز المستشفى و الاتفاق مع الدكاتره و باذن الله حانحصلها كمان اسبوع حسام : ان شاء الله حاكون معاكى شيرين : انا محتجالك يا حسام ، كذبت على نفسى كتير ، لكن انا محتاجاك اوى ، بس فى نفس الوقت محتاجه احس انى ما اثرتش على حياتك و حرمتك من بعثتك و دراستك ، حسام : و انا بين ايديكى يا حبيبتى ، و حافضل كده طول عمرى و البعثه ممكن تتاجل شيرين : كنت اتمنى من قلبى انى اكون سبب سعادتك مش سبب حزنك و وجعك فى الدنيا دى يا حسام ، بس مش بايدى ، صدقنى انا ما كنتش اعرف انى عيانه حسام : و مين فينا بيختار يا شيرين ، لكن لازم نرضى بقضاء الله و لاول مره يتدخل هشام بك فى الحوار : انا آسف يا حسام يا ابنى ، دى كانت غلطتى انا من الاول ، صدقنى ما كانش المقصود نخبى عليك انت ، كان بس غرضى شيرين ما تعرفش حاجه الا بعد ما تخلص السنه دى ، عشان تركز فى دراستها ، و عشان كان المفروض العمليه تتعمل فى الصيف الجاى ده لكن حانقول ايه ، و ما تشاءون الا ان يشاء الله ، ربنا اراد ان حالتها تتاخر و بكده العمليه اصبحت ضروريه دلوقت حسام : انا اللى اسف يا عمى ، كان المفروض اقابل حضرتك و اتكلم معاك ، لكن صدقنى لما بعت لى الفلوس حسيت انها اهانه و انك مش عايز تشوفنى تانى ، و افتكرت ان شيرين خلاص باعتنى ، و لو كنت اعرف من اول يوم شفتها فيه انها مريضه ، كل اللى كان حايحصل انى احبها زياده ، انا باترجاك يا عمى ، تكتب كتابنا قبل ما تسافروا السعوديه ارجوك ، عشان فى خلال اليومين الجايين انا هاعمل كل جهدى احصلكم فى امريكا شيرين : لا يا حسام ارجوك ما تسبش البعثه بتاعتك ، ، ده بالضبط اللى ما كنتش عايزاه ، انى اقف فى طريقك ، ممكن تسافر بعثتك و تطمئن على بالتليفون ، كفايه يكون قلبك معايا حسام : ربنا يسهل ما تشيليش انتى بس اى هم ، ممكن نكتب الكتاب يا شيرين ؟ ممكن يا عمى ؟ هشام : بس يا بنى الطياره فاضل عليها تلات ساعات بس ، و احنا كنا نازلين نكشف على شيرين قبل السفر حسام : خلاص حضرتك اسبقنى على المستشفى و انا هاحصلكم و معايا المأذون رقص قلب شيرين الضعيف بين ضلوعها ، وهى لا تتخيل انها على بعد خطوات من تحقيق الحلم الذى كانت قد فقدت الامل فيه و قالت :ا بس على شرط يا حسام ، ما تسيبش بعثتك و تيجى امريكا ، سيبها على الله و انا خلاص حابقى مراتك و حاطمنك بنفسى بعد العمليه ان شاء الله حسام : ان شاء الله ، اللى انتى عايزاه انا هاعمله ، و مش هاسيب البعثه شيرين : احلف حسام : و حيات شيرين اقبلت ام شيرين على حسام و احتضنته بحب و كانت دموعها ملء عينيها منذ لحظة وصول حسام ثم قبلت راسه قائله : سامحنا يا حسام يا حبيبى ، انا لو اعرف انك بتحبها كده ما كنتش خبيت عليك من الاول ، بس انا خفت قلبها ينجرح و هى ما كانتش ناقصه ،لكن النهارده لما شفتها بتبتسم بعد طول غياب ، عرفت انت ايه بالنسبه لها ، ربنا يشفي حبيبتى و حبيبتك و يوفقكم سوا يا رب قبلها حسام بحب و اخذ يطيب خاطرها وكان فعلا يعذرها الان فيم فعلت ، فقد كانت تعلم ان شيرين ليست على ما يرام ، و خافت يوم الحادث ان تتفاقم حالتها وهو ما حدث بالفعل ، و احس ان ما فعلته كان مجرد تنفيس عن خوفها و هلعها على ابنتها و على شريف ايضا . فسامحها من قلبه كان حسام فى سباق مع الزمن ، اتصل باحد اصدقاءه الذى دله على اقرب مأذون للمنطقه و اتصل بامه ليخبرها انه سيعقد قرانه على شيرين الان قبل سفرها و لم تسأله عن التفاصيل لكنها منحته مباركتها و رضاها و سمعها تزغرد فى الهاتف ، ثم انطلق بكل سرعته للمستشفى ، ليجد شيرين قد خرجت لتوها من حجرة الكشف ، و كان هناك مسجد صغير ملحق بالمستشفى ، دخل الجميع المسجد و صلوا العصر ، ثم بدأ المأذون عمله ردد هشام خلف الماذون : زوجتك ابنتى و كانت شيرين خلف اباها تردد بشفتيها : زوجتك نفسى و قال حسام و عيناه على حبيبته : و انا قبلت زواجها و دعا لهما المأذون و تبعه الناس فى المسجد اللهم بارك لهما ، و بارك عليهما ، و اجمع بينهما فى خير و كان هذا كل ما يتمناه كلا العروسين ، ان يجمع الله بينهما فى خير تقدم منها حسام ولم يحس بذرة خجل ، و هو يضمها بين ذراعيه ، ياه ، كم هى رقيقه هذه الانسانه ، كم هى حنونه ، انه يحس انه يحتضن زوجته و ابنته و اخته اللاتى لم يعرفهمن ابدا ،و دعا الله ان يحميها و يشفيها اما هى ، فعندما احتضنها ، كانت فى البدايه خجله من اهلها ، ثم تذكرت انه اصبح اهلها و زوجها و حبيبها ، و هتفت من اعماقها : اللهم لك الحمد كما ينبعى لجلال وجهك و عظيم سلطانك لم تكن تتصور انها ستستطيع ان تراه او تلمسه ثانية ، و ها هو الله يجمع بينهما فى حلاله ، بعد البعد و الفراق ، و يبدل حزنهما فرحا و انطلق بعدها موكب السيارات و معها حسام فى سيارتها للمطار ، و طوال الطريق يدها فى يديه ، و راسها على صدره ، و هى تحس بقلبه ينبض مع قلبها نبضاً واحداً ، انه الان زوجها و حبيبه ا شيرين : انا حادعى يا حسام فى الكعبه ان ربنا ما يفرقناش حسام : ربنا هو اللى جمعنا النهارده يا شيرين ، انا صحيح جيت عند البيت كذا مره قبل كده ، لكن انى اجى النهارده فى اللحظه دى بالذات ، هى دى المعجزه شيرين : كنت عارفه انى لو شفتك حانهار ، و عمرى ما حاعرف اكذب عليك و لا اقولك انى مش عايزاك حسام : ما تتكلميش فى اللى فات خلاص و ما تقوليش مش عاوزاك ابدا ابدا شيرين : حاضر ، انا حاسمع الكلام ، عشان كلام جوزى حسام : بس كده عشان جوزك ، ماشى يا شيرى يا ريتنى كتبت عليكى من اول يوم شفتك فيه شيرين : كان نفسى كتب كتابنا يكون فى ظروف مختلفه و تقدر تفرح زى اى ...ا قاطعها حسام : افرح ؟ انتى بتهذرى ، النهارده انا ارتفعت من قاع الياس لقمة السعاده مره واحده ، انا اتحدى لو حد فى الدنيا فرح بكتب كتابه زيى ، كل ما الحاجه بتكون اصعب ، فرحتها بتزيد و الرغبه فى الحفاظ عليها تتضاعف شيرين : ربنا يكمل فرحتنا يا حبيبى ، بس اوعدنى انك ما تسيبش البعثه تضيع منك حسام : اوعدك و كان المنظر فى المطار عاطفيا لدرجة انه اثار دهشة كل من راه ، كان هشام بك و عائلته فى قاعة كبار الزوار استعداداً للسفر ، و العاشقان يرفضان الفراق ، حتى عندما جاء ميعاد الطائره ، ظلت ايديهما متشابكه ، و كانت شيرين فى ملابسها البيضاء تبدو مثل العروس فى ليلة زفافها ، هى فعلا كانت عروس يتم زفافها على المجهول ربط حسام على قلبه فى النهايه ، و احتضنها بحب ، و هو يدعو الله ان يحفظ زوجته و ان يجمع شملهما على خير و تحركت شيرين محاطه بابويها و اخاها ، و راسها ملتف الى الخلف تتابع حسام بعينيها ، كأنها تملا عينيها قبل الرحيل ، و تتمنى من كل قلبها الا تكون تلك المره الاخيره التى تراه فيها بعد سفر شيرين ، اتجه حسام فى البدايه الى منزله وحكى لامه جميع التفاصيل ، و لم يخف عنها شيئا بما فيه احتمالات عدم الانجاب فحزنت امه لحال الشابه الصغيره و مرضها اكثر من اكتراثها لما قد يحدث قائله :ا الخلفه و عدم الخلفه دول بيد الله يا حسام ، ده انت نفسك انا خلفتك بمعجزه بعد ما كنا يئسنا انا و والدك من الخلف ، و بعد ما طفنا على الدكاتره ، ربنا بعتك لينا يا حسام بعد جوازى بعشر سنين و كان سنى وقتها تلاتين سنه ، ووالدك الله يرحمه كان سنه اربعين سنه ، و لا كان عندى مرض ولا هو ، لكن ربنا لما شاء حرمنا و لما شاء اعطانا ، ليه نشغل نفسنا بحاجات داخله فى علمه و مشيئته الهى يشفيكى يا شيرين يا مرات ابنى و يسعدكم انتم الاتنين ببعض ، عالم بى و حاسس بشكوتى يا رب و كانت الدموع بدات تلمع فى عينى الام حينما جثا حسام على ركبتيه امامها ، واضعاً راسه على حجرها كما اعتاد كلما اهمه شىء ، و اخذت امه تتحسس راسه و تقرا القران و الادعيه كما اعتادت منذ كان طفلاً حسام : بس انا مش متصور يا ماما انى ما كونش جنبها فى العمليه الام : طيب ما تروحلها يا حبيبى دى مراتك دلوقتى و محتاجالك حسام : بس انا وعدتها انى ما اضيعش البعثه و ما اضيعش املكم انت وبابا فى الام : دى امريكا فيها جامعات كبيره ، مش جوز اخت شيرين بيحضر دكتوراه هناك ، ما تتصل فيه و تساله كده لو كان ممكن تقدم هناك و تغير البعثه و خلاص حسام : أغير البعثه ؟ الام : مش عارفه يا ابنى انا ما فهمش زيك ، بس اللى اعرفه انك عمرك ما حاتطمن و انت فى لندن وهى فى امريكا ، ده غير ان العمليات دى ممكن تطول و ممكن تحتاج هى متابعه بعدها ، و يمكن يكون صحيح اهلها ناويين انها تكمل دراستها هناك طيب ليه البعد و الفرقه دى بعد تفكير قصير فى كلام امه اتصل حسام بالمشرف على رسالته بالكليه و ساله عن امكانية تغيير البعثه الى امريكا بدلا من انجلترا ليس حبا ً فى البعثه او حرصاً على مستقبله ، بل لانه وعد شيرين انه لن يترك البعثه و كان يتمنى الا يخلف وعده معها ان استطاع و كل نيته انه ان لم يستطع ، فسيخلف وعده بكل تاكيد و جاءت اجابة المشرف مخيبه لامال حسام ، اذ ابلغه انه من الواجب ان ينفذ السفر الى انجلترا لان الجامعه هناك متعاقده مع جامعة القاهره لشئون البعثات و لا سبيل لتغيير الوجهه لكنه ترك بصيصا من الامل لحسام حين ابلغه انه من الممكن ان يسجل للدكتوراه فى اى جامعه عالميه اخرى ، لكن ستكون الدراسه باكملها على حسابه الشخصى و ليس على نفقة الجامعه ، ووقتها سيضطر لاخذ اجازه رسميه من منصبه بالجامعه ، و لن يضمن مكانه بعد العوده و كذلك لا يضمن اعادة تعيينه من اساسه توكل حسام على الله و اتصل باشرف زوج اخت شيرين بامريكا ، و كان قد كلمه قبل ذلك مكالمة تعارف بناءً على رغبة شيرين ، و ابلغه بالموقف كاملا و طلب منه المساعده فى ايجاد جامعه لاعداد الدكتوراه ، مع تكفله بالمصاريف اللازمه طمأنه اشرف بان الموضوع لن يكون صعبا و ابلغه ايضا بالاموال التى تتكلفها الدراسه هناك ، و انه من الممكن ان يجد عملا فى مركز ابحاث او فى الجامعه نفسها التى سيعد فيها الدكتوراه ، و طلب منه حسام عدم ابلاغ شيرين عن اى من هذه التفاصيل خشية الا تكلل مساعيه بالنجاح و يتسبب ذلك فى احباطها . و مرت الايام التاليه فى استعدادت للسفر ، اتت بكل ما يتمناه حسام فعلا ، اذ تمكن زوج شاهى من تسجيل حسام فى الدراسات بنفس جامعته ، و اسعد ذلك حسام اذ سيتمكن من الوفاء بوعده ، و فى نفس الوقت يتواجد معها و كانت شيرين فى هذه الاثناء تقضى معظم وقتها فى رحاب الكعبه مع والدتها ووالدها و تدعو ربها و قلبها متجه اليه ، و عيناها معلقه ببيته المحرم ان يفرج همها كربها ، و الا يخذل والديها و حسام و لا يسئهم فيها و تهتف من اعماقها :ا ، اللهم ان امتنى الان فسأموت سعيده و راضيه ، لكن املى فى كرمك لا ينقطع ان تمنحنى فرصة العيش مع من احب ، العيش لمن احب ، و ان اردتنى الى جوارك ، احسن خاتمتى و الحقنى بالصالحين يا رب ، و افرغ عليهم صبرا من بعدى يا كريم اذ كانت روحها تهون عليها ولكن لا يهون عليها حزن اهلها و احباؤها و قبلهم زوجها و بعد ايام كانت شيرين فى تنزل فى المطار بامريكا ، و ينتظرها هناك ، اختها شاهى و زوجها ، و .......... .......... حسام
__________________
I am not afraid to stand alone |
#6
|
||||
|
||||
![]()
الحلقه التلاته وعشرون (الجزء الاول)
فى ذاكرة الانسان تحفر صور و جوه و اشخاص و احداث لكن بالتاكيد ذاكرة شيرين ، حفر فيها هذا اللقاء مكاناً غائراً ، لا يمحوه الزمن مهما طال وكم كانت تتمنى فى تلك اللحظه للزمن ان يطول نظرت شيرين اليه ، غير مصدقه ، انه هو ، امامها ، كم استحلفته بلسانها الا ياتى معها و قلبها يكذب لسانها ، و يحلم بوجوده الى جوارها ، حتى النهايه ، بيده تمسك بيدها حتى باب حجرة العمليات يا الله ، كم انت كريم و رحيم لم تقل أى كلمات ، كان انفعالها و انفعاله اقوى من اى كلمات ، فقط دست جسدها الضئيل بين ذراعيه الممدودتان و صوته يرن فى اذنها منذ اخر لقاء ، فداكى عمرى يا شيرين اما هو ، فأحس انه فى بيته ، رغم الغربه و البرد و الظروف ، انها فى احضانه الان ، اذن هو فى بيته حيث توجد .......... حبيبته زوجته حملها كطفله صغيره و دار بها حول نفسه ، و عيناه مغلفة بالدموع و توقف لينظر اليها مليا ، و هى الاخرى نظرت الى عينيه ، و لم تقل اى كلمه و كل منهما بوجه نصفه ابتسامه و نصفه عينان تدمعان مما جعله ينهار على يداها تقبيلاً و هو غير مصدق انها لم تأبه للناس حولها ولا لوالديها ، فقط عبرت عما بداخلها و لم يكن بداخلها فقط حب فى هذه اللحظه ، كان نوع من العرفان ، كانت تريد ان تبلغه بغير كلام ، كم تقدر وقوفه الى جوراها ، و قطعه لنصف الكره الارضيه ليكون معها لم يكن يدرى كيف كانت ستسير به الايام ، لو فقد هذه المخلوقه ، لو اختفت من عالمه لكن شيرين كان وجودها مثل العطر قد يختفى الشخص ، و يبقى عطره للابد ، دليلاً دامغاً على وجوده دليلا يقول : كان هنا انسان جميل ، نبيل ، لا تمحو ذكراه السنين اندهش والدا شيرين نفسيهما عندما وجدا حسام ، لكن وجوده اورثهما الكثير من الارتياح ، احسا انه سيسهم فى ارتفاع معنويات شيرين للسماء ، خاصةً بعد ما لمسا تبدل حالها تماماً بمجرد ما رأته . كان ميعاد المستشفى فى اليوم التالى ، و امامهما ليله باكملها ليله من العمر ، قد تكون اخر لقاءهم طلبت شيرين من امها ان تتركها مع حسام تلك الليله . نظرت الام نظره ذات مغزى لحسام ، الذى طمأنها بنظره واحده ، انه لم يكن ليؤذيها او ليجهدها تحت اى ظروف و لم تقل الام غير : انا واثقه فيك يا حسام يابنى ابتسم حسام ابتسامه حزينه قائلاً : اطمنى يا طنط ، انا باخاف على شيرين اكتر من نفسى خرج حسام وشيرين من الفندق بعد انزال الحقائب ، و حجز الغرف و اخذ حبيبته الى احد المطاعم الذى اخبره اشرف عنه ، و على ضوء الشموع الخافته ، نظر لوجهها كانه يراها لاول مره ، عيناها حبيبتاه ، هل من الممكن ان يحرم منهما للابد ، هل من الممكن ان يوقف الزمن لياخذ منها كفايته الان ، و هل هناك فعلاً ما يكفيه عمراً كاملاً بدونها و هى كانت تنظر اليه دون ان تتكلم ، فقط تراقب انفعالاته و عيناه ، و تشعر بكل ما فى داخله ، انه لازال كما هو ، منذ وقعت عليه عيناها ، لا ينظر اليها ، ينظر بداخلها ، و احست انها تريد ان تحيا فقط لكى تجعل هذا الرجل سعيداً وهى لاتدرى ان مجرد وجودها بجوراه ، جعله بالفعل اسعد الرجال و بعد فتره طويله من ضجيج الصمت قال لها : بحبك يا شيرين انا عارف انى باقولها كتير و باكرر نفسى ، حاولت ادور فى كل القواميس على كلمه جديده تعبر عن شعورى بيكى ، و مش لاقى برضه غير بحبك اغمضت شيرين عينيها لتتشرب الكلمه بكل احساسها ثم قالت : باحبك و اردفت مصطنعه الغضب : بس زعلانه منك يا حسام ، مش اتفقنا تروح البعثه و انت وعدتنى حسام : مانا رحت البعثه اهوه شيرين : ازاى بأه ؟ حسام بمرح : شغل عالى اوى ، سجلت للدكتوراه هنا فى نفس الجامعه اللى فيها الدكتور اشرف جوز اختك ، و اللى ان شاء الله حاتكملى فيها دراستك انت كمان ردت شيرين و قد دار راسها من المفاجأه :ا ايه ايه ، قول تانى معلش ، دراستى و دراستك فين ؟ حسام : انت فاكره انك بعد ما تطلعى بالسلامه ان شاء الله حاسيبك ترجعى مصر و تبعدى عن جوزك ، لا يا مدام ، حاتفضلى معايا هنا ، انا عملت اجراءاتى خلاص شيرين : اجراءاتك ؟ حسام : يا حبيبتى انت مراتى دلوقتى ، و نجحتى بحمد الله فى الترم الاول ، طبعا عرفت كده وانا فى مصر ، و كلمت شهيره و هى ساعدتنى انى انقل اوراقك ، و طبعا كانت معايا قسيمة الجواز يا عروسه ، و خلاص ، انت اتدبستى فيا رسمى لم تطق شيرين نفسها من الفرحه فانتصبت واقفه و هى تقول و قد ملأها ما فعله حسام بالامل : يعنى انت ما خسرتش البعثه يا حسام قام حسام هو الاخر واقفا : و لا انت خسرتى النص ترم ده يا عيون حسام ، و ان شاء الله نخلص دراستنا و نرجع بلدنا و بدون اتفاق انسحبا الى جانب طاولتهما ، و ذابا فى احضان بعضهما ، و كانت موسيقى الكمان بدات بالعزف فى المطعم الراقى و لاول مره يرقصا سويا بحق ، اذ كانا خلال رقصتهما فى الخطوبه متباعدين عن بعضهما ، لم تكن زوجته بعد لكن سرعان ما انتهت الرقصه ، و بعدها انتهى العشاء و عادا الى الفندق ذهبا سوياً لغرفة شيرين ، و اول ما فعلا هو الوضوء و الصلاه ، و تبعاها بصلاة شكر لله تعالى الذى جمعهما ، و بدأ حسام يدعو دعاء الحاجه بصوت رخيم ، و تردد خلفه شيرين شيرين بعينان دامعتان و هما يبتهلان الى الله الذى جمعهما ، الا يفرقهما قط --------------------------------------------------------------- شيرين : فاكر اول يوم قلت لى فيه انك بتحبنى ؟ حسام و قد احمر وجهه : فاكر طبعاً ، صدقينى يا شيرين انا عمرى ما كنت جرىء و لا مقتحم زى ما نتى فاكره ، انا كتبت الكلام ده بينى و بين نفسى ، و فجاه لقيت نفسى بادوس انتر و الكلام وصل عندك شيرين : الكلام وصل عندى قبل اليوم ده بكتير ، من ساعة ما بصتلى بعد ما صحيت من الاغماءه ، ساعتها حسيت انك بتحبنى من غير ما تقول ولا كلمه عمرى ما تخيلت ان ربنا يكون بيحبنى لدرجة انى اشوف معاك السعاده دى كلها اطرق حسام و فكر بينه و بين نفسه : انها بالرغم من كل الامها و مرضها سعيده ، الحمد لله ان وضعنى فى طريق هذا الملاك ، حتى لو اورثتنى حزن العمر كله ، يكفينى اسعادها ولو لحظه واحده كان الفجر قد اقترب ، فظلا يرقبان الشرفه التى كانت تطل على بحيره رائعه الجمال ، لكنها تقترب من التجمد ، و على جانبيها الاشجار قاربت على الجفاف من شدة البرد و لم يتبق فيها ورقه واحده ، و تساءل الاثنان فى نفس اللحظه ، هل ستتاح لهما رؤية هذا المنظر ، معاً ، الربيع القادم ، و قد اكتست جنبات المكان بالخضره ، و اينعت الزهور و سالت مياه البحيره باشراقة شمس الربيع الدافئه عليها ؟ __________ ___
__________________
I am not afraid to stand alone آخر تعديل بواسطة Prof.Dr/A.T.M ، 06-08-2009 الساعة 04:46 AM |
#7
|
||||
|
||||
![]()
الحلقه التلاته وعشرون(الج زء التاني)
------------------قلب واحد--------------------------------------- و حينما اقترب ميعاد نزولهما للمستشفى ، دخل حسام حمام الغرفه كى يتيح لشيرين تغيير ملابسها دون خجل ، اذ كان مصراً ، على منحها خصوصية الخطيبه ، بالرغم من عقد قرانهما ، أملا فى ان يمنحهما الله الفرحه كامله غير منقوصه يوم عرسهما دفنت شيرين راسها فى صدره ، ثم اعطته مظروفاً مغلقاً على رساله ، و طلبت منه ان يقرأها و هى فى غرفة العمليات ، لانها سطرت فيها ، ما لم تستطع قوله بلسانها ثم تمت جميع الاجراءات فى دقه و سرعه غريبه ، اذ كانت شيرين مستعده لانها لم تتناول طعاماً منذ عشاء امس ، و كانت الفحوص و الاشعات قد وصلت من مصر قبلها بايام و اقر الاطباء انها جاهزه للعمليه ، لم تكن عملية استبدال قلب ، فقط عمليه لتغيير الصمام ، و بعدها قد يعمل القلب بصوره تقترب من الطبيعيه و قد لا يعمل ، و يتوقف الامر على متابعتها للساعات القليله بعد العمليه ، لان عضلة القلب كان بالفعل ضعيفه ، و اخبرهم الاطباء باعصاب بارده ان شيرين قد لا تتحمل التخدير لفتره طويله و عصر ذلك اليوم امسك حسام بيدها و هى نائمه كالملاك على ترولى العمليات ، مغطاه بالملاءات ، و رغم ثبات ملامحها ، وجد يدها تختلج و ترتعش فى يده مثل عصفور صغير ، و احكمت قبضتها على يده قائله : ادعيلى يا حبيبى و دخلت شيرين غرفة العمليات و لم يعد لحسام و لا لاحد فى الدنيا ، ما يفعله ، غير الابتهال لله ان ينجيها تمنى ساعتها لو كان هو الممدد بالداخل مكانها ، و تعيش هى و تبقى لو كان الامر بيده لاعطاها قلبه ، و عاش بداخلها ما عاشت هى ...ا لكننا لا نختار مقدراتنا ، و لا نختار من نحبه ، حتى اسماءنا لا نختارها اتصل حسام بامه و هو يبكى قائلاً : ادعى لها يا ماما .......... ارجوكى ثم انزوى فى احد الاركان وحيداً و فتح رسالتها :ا حبيبى و زوجى و بهجة عمرى .... ..حسام اسمك بالنسبه لى اصبح مساوياً لكمة احبك ، عندما ادعوك حسام ، اعلم انى اقصد ابلاغك بحبى اكثر من ان اناديك ، عرفت الحياه و الحب معك ، و لم اتمنى اكثر فى عمرى ، اكثر من حبك و حنانك ، سامحنى يا حسام ان تسببت يوماً فى جرحك او فى عذابك ، و اعلم انى لو عشت او مت ، لن اعرف الفرق ، لانى عشت معك فى ايام ، ما لم يره غيرى فى عمر كامل ، لكن حزنى سيكون عليك انت ، سامحنى يا حبيبى لو تركتك ، لن يكون ذلك باختيارى ، و لكنك انت اخترت ، اخترتنى يا حسام ، و تبعتنى الى اخر الدنيا ، و لو كانت الليله الماضيه اخر ليالى عمرى ، لكانت اعظم نهايه لاسعد حياه ، لقد علمتنى معنى الحب ، و التضحيه ، و لو قرات الاف الكتب ما تعلمت منها ما عرفته معك فى لحظات قصيره ، يوم تمسكت بى رغم عدم ترحيب اهلى ،لحظة فديتنى بنفسك و ادعيت قيادة السياره ، لحظة قابلتنى تحت منزلنا و انت تظن انى توقفت عن حبك و مع ذلك ، لم تتوقف عن حبى ، و تمسكت بعقد قرانك علىّ رغم ان حياتى مهدده ، و تاج على راس تضحياتك ، لحظة رايتك امس فى المطار ، لقد جعلتنى اعيش العمر كله فى ليله واحده . اريدك ان تعدنى انه مهما حدث ، مهما كانت النهايه ، تعدنى انت تتشبث باحلامك ، و احلامى ، و لا تظن انى لو مت سارحل بعيداً ، ستظل روحى ترفرف حولك ، تسعد بسعادتك ، و تشقى لو راتك حزيناً ، اما لو عشت ، فأعدك ان اهب كل لحظه فى عمرى لاسعادك ، كما اسعدتنى و انتشلتنى من اعماق اليأس ، و اخر دعائى لربى ان يجمعنى بك فى الدنيا لو قدر لى الحياه ، ولو غير ذلك ، يجمعنى بك فى جناته ان شاء الله و كما قلت لى سابقاً لم اجد كلمه اكبر من احبك حبيبتك و زوجتك الى الابد ......شيري ن
__________________
I am not afraid to stand alone آخر تعديل بواسطة Prof.Dr/A.T.M ، 06-08-2009 الساعة 04:47 AM |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|