اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-07-2006, 01:26 AM
الصورة الرمزية مسيو محمد عياد
مسيو محمد عياد مسيو محمد عياد غير متواجد حالياً
مدرس أول اللغة الفرنسية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 1,893
معدل تقييم المستوى: 0
مسيو محمد عياد is an unknown quantity at this point
افتراضي


ويل للمُتآمرين بالسوء ، الذين يحيكون الشرّ وهم في مضاجعهم ، الذين يُنفّذون ما خطّطوا له عند طلوع الفجر ، لأن ذلك في مُتناول أيديهم ، يشتهون حقولا فيغتصبونها ، وبيوتا فيستولون عليها ، يجورون على الرجل وعلى بيته ، وعلى الإنسان وميراثه ( التوراة : سفر ميخا ، 2: 1-2 ) .
قد باد الصالح من الأرض ، واختفى المُستقيم من الناس ، جميعهم يكمنون لسفك الدماء ، وكل واحد منهم يقتنص أخاه . تَجِدُّ أيديهم في ارتكاب الشرّ ، ويسعى الرئيس والقاضي وراء الرشوة ، ويملي العظيم عليهم أهواء نفسه ، فيتآمرون جميعا على الحقّ . أفضلهم مثل العوسج ، وأكثرهم استقامة مثل سياج الشوك ( التوراة : سفر ميخا ، 7: 2-3 ) .
هذه النصوص التي تكشف حقيقة اليهود والعقلية التي يفكّرون ، لم تخطّها قلم كاتب عربي أو غربي حاقد على اليهود واليهودية ، من المعادين للسامية اليهودية ، وإنما جاءت في التوراة ، كتاب اليهود والنصارى المقدّس . وبالرغم من ذلك ما زال الكثير ، من مفكري وكتاب العرب في هذا العصر الأغبر ، ينكر أن هناك مؤامرة تُحاك ضد كل ما هو مسلم وضد كل ما هو عربي ، بل ضد كل ما هو غير يهودي ، ويتهمون كل من يقول بذلك ، بأنه من مؤيدي نظرية المؤامرة التي لا أصل لها من الصحة . أما ما نقوله نحن في هؤلاء أحد أمرين ، إما أن يكونوا شركاء في المؤامرة ، ويعملون ما بوسعهم لتجهيل الناس بعلم ، حتى لا يتنبّهوا لأسلحتها ورموزها فيُقاوموها ، وإما أن يكونوا أُناس يعيشون على سطح كوكبٍ غير الذي نعيش فيه ، يُدلون بدلوهم ليُضلّوا الناس بغير علم .
الديانة اليهودية :
لنعلم أن تسمية القرآن لبني إسرائيل باليهود ، أُطلقت عليهم لقولهم ( إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ (156 الأعراف ) ، وذلك بعد اتخاذهم العجل ، بمعنى أنهم أعلنوا التوبة عن فعلهم والرجوع إلى الله ، وفي الحقيقة كان ذلك قولهم بألسنتهم ، وأما قلوبهم فأُشربت وشُغفت بعبادة العجل ، حيث قال سبحانه ( قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93 البقرة ) ، وكان هذا حالهم بمعية نبيهم موسى عليه السلام . ولم يختلف حالهم مع نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، حيث قال فيهم سبحانه ( مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ، وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ، وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ ، وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ، وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا ، لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46 النساء ) .
وأما الديانة اليهودية : فهي معتقد ، اختلط فيه شيء من بقايا مشوّهة لكتب أنبيائهم ، مع آراء وتفسيرات أحبارهم ومعتقدات وأساطير وخرافات الأقوام ، التي عاشوا فيما بينها على مرّ العصور ، ومصدر هذه العقيدة في الأصل هو التوراة ، والتي سبق أن قلنا أنها كُتبت بشكلها النهائي في القرن الأول الميلادي ، قبل خروجهم النهائي من فلسطين وتشتّتهم في كافة أرجاء الأرض .
وفيما بعد السبي البابلي ، قام كهنتهم وأحبارهم ( حكمائهم ) بتأليف كُتب جمعوا فيها ، معتقداتهم وآرائهم وشروحهم للتوراة ، وقالوا أنها القانون الشفوي الذي لم يأتِ به موسى عليه السلام مكتوبا ، والذي تناقلوه شفاها عبر الأجيال ، وجُمعت هذه المؤلفات فيما سُمّي بالتلمود ، والذي يعتبرونه أكثر قُدسية من التوراة نفسها ، ولديهما تلمودان أحدهما جُمع في فلسطين عام 400 م وسُميَ تلمود أورشليم ، والآخر جُمع في بابل عام 500 م وسُميَ تلمود بابل وهو الأشهر ويقع في 36 مُجلّدا . وقد كان التلمود يُعامل بسرية فيما بين اليهود ، وقد تم طبعه في أوروبا في القرون الوسطى ، وكلّما أُكتشف أمره في الدول الأوربية ، كان يُصادر ويُجمع ويُحرق ، وكان اكتشافه سببا في كثير من حالات الاضطهاد وال***** وال*** والنفي لليهود . ومن هذا نخلص إلى أن الديانة اليهودية ، هي ما جاء من معتقدات في التلمود أولا وثانيا وثالثا … ، والتوراة على ما بقي فيها من وحي أخيرا .
ماهية التلمود ومعتقدات اليهود :
قال د. ( جوزيف باركلي ) أحد الباحثين في التلمود : وبعض أقوال التلمود مغالٍ ( مُبالغ فيه ) وبعضها كريه ، وبعضها الآخر كفر ، ولكنها تشكّل في صورتها المخلوطة أثراً غير عادي ، للجهد الإنساني ، وللعقل الإنساني ، وللحماقة الإنسانية .
ومما جاء في التلمود من تعاليم ، نعرض بعض المقتطفات التالية من كتابيّ ( تعاليم التلمود ) لظفر الإسلام خان ، و( بروتوكولات حكماء صهيون ) لعجاج نويهض :
يقول عجاج نويهض : هذه الكلمات للعلامة ( بولس حنا مسعد ) صاحب كتاب ( همجية التعاليم الصهيونية ) ، ومما قاله المؤلف في مقدمته : للمسيحي إنجيله يبشّر به العالم ، وللمسلم قرآنه ينشره بين جميع الشعوب ، أما الإسرائيلي فله كتابان ؛ كتاب معروف وهو التوراة لا يعمل به ، والآخر مجهول لا يعرفه العالم ( التلمود ) يفضّله على الأول ويدرسه خفية وهو أساس كل مصيبة . والنصارى يؤمنون بأن الله هو أبو الجميع ، والمسلمين يعترفون بأن الله رب العالمين . أما الصهيونيون يريدون أن يكون الإله لهم وحدهم ، زد على ذلك أن التلمود ينصّ على أن جميع خيرات الأرض ملك لبني إسرائيل ، وأن النصارى والمسلمين وعبدة الأوثان خلقوا عبيدا لهم . هم منحدرون من الله كما ينحدر الابن من أبيه ، وشعوب الأرض مشتّقة من الأرواح النجسة ، ولم يُعطوا صورة الإنسانية إلا إكراما لبني إسرائيل .
نظرة التلمود لكافة البشر :
المخلوقات نوعان ؛ علوي وسفلي . العالم يسكنه سبعون شعبا بسبعين لغة . إسرائيل صفوة المخلوقات ، واختاره الله لكي تكون له السيادة العليا على بني البشر جميعا سيادة الإنسان على الحيوان المُدجّن . إن نفوس اليهود منعّم عليها بأن تكون جزءا من الله ، فهي تنبثق من جوهر الله كما ينبثق الولد من جوهر أبيه ، وهذا السبب يجعل نفس اليهودي أكثر قبولا عند الله وأعظم شأنا عند الله من نفوس سائر الشعوب ، لأن هؤلاء تُشتقّ نفوسهم من الشيطان وهي مشابهة لنفوس الحيوانات والجماد .
ولهذا يقول التلمود : أن زرع ( نطفة ) الرجل غير اليهودي هي زرع حيواني . وزرع الأغراب كزرع الحصان . وإن غير اليهود كلاب عند اليهود . وإن غير اليهودي لا يختلف بشيء عن الخنزير البري . وإن بيوت غير اليهود زرائب للحيوانات ، وقد كُتب على شعوب الأرض : لحومكم من لحوم الحمير وزرعكم من زرع الحيوانات . وكما أن ربة البيت تعيش من خيرات زوجها ، هكذا أبناء إسرائيل يجب أن يعيشوا من خيرات الأمم دون أن يتحمّلوا عناء العمل .
نظرة التلمود إلى العرب ( القدماء ) :
أمة مُحتقرة ، من العار الزواج بعربية ، يعبدون الأصنام ، مرتكبو تسعة أعشار الجرائم في العالم ، صفتهم الغدر وكراهية اليهود ، كانوا قادة تخريب الهيكل مع نبوخذ نصر .
التعامل مع الملل الأخرى :
إن عبدة الأوثان الذين لا يعتنقون الدين اليهودي والمسيحيين والمسلمين ، هم في نظر اليهود أعداء الله وأعداء اليهود . و يسمح التلمود لأصدقاء الله وأقاربه في أن يُضلّوا الأشرار . و ممنوع السلام على الكفار ، ولكنّ الرياء مسموح به . و يُمكنك أن تغشّ الغريب وتدينه بالربا الفاحش . و يجب انتزاع قلب النصراني من جسده وإهلاك علية القوم منهم . و إذا ردّ أحد اليهود إلى الغريب ما أضاعه فالرب لا يغفر له أبدا . و أُ*** عبدة الأوثان ولو كان أكثر الناس كمالا . و إذا وقع وثني في حفرة فاسددها عليه بحجر . و من يسفك دم الكفار ( غير اليهود ) بيده يقدّم قربانا مُرضيا لله . وإجمالا يقول التلمود : أن من ينتهك الوصايا العشر مع غير اليهود فهو جائز بل واجب .
التجديف على الله :
اليهود يضعون التلمود فوق التوراة والحاخام فوق الله ، والله يقرأ وهو واقف على قدميه ، وما يقوله الحاخام يفعله الله ، إن تعاليم اللاهوتيين في التلمود لهي أطيب من كلام الشريعة ( كلام الله ) ، والخطايا المُقترفة ضد التلمود لهي أعظم من المقترفة ضد التوراة . و إن الرباني مناحيم يُطلعنا بالاتفاق مع كثير من العلماء ، على أن الله يأخذ رأي الربانيين على الأرض ، في المشاكل التي تنشأ في السماء . و إن كلمات الربانيين أشدّ عذوبة من كلمات الأنبياء … وذلك لأن كلماتهم هي كلمات الله .
و إن الله قد تاب عن تركه بني إسرائيل يرتطمون في الشقاء كمن يتوب عن إثم شخصي ، … . و أن الله عندما يُقسم في كل مرة بدون مُبرّر معقول ، فمن اللازم أن يحلّ قسمه بقسم آخر نظيره ، … . و أن الله قد أقسم بغير عدل ، وارتكب خطيئة الكذب لكي يلقي السلام والوئام بين سارة وإبراهيم . و أن اليهود أحبّ إلى الله من الملائكة ، فالذي يصفع اليهودي كمن يصفع العناية الإلهية سواء بسواء ، وهذا يُفسر لنا استحقاق الوثني وغير اليهودي الموت إذا ضرب يهوديا . و وإذا أراد الرجل أن يقترف ذنبا فعليه أن يذهب إلى مكان ، هو مجهول فيه ، لئلا يُهين الله علانية .
الملائكة :
إن عمل الملائكة الرئيسي سكب النوم على عيون البشر وحراستهم في الليل ، أما في النهار فإنهم يُصلّون عن البشر ، ولذلك يجب أن نلتجئ إليهم .
الأنبياء :
أن إبراهيم أكل 74 رجلا ، وشرب دمائهم دفعة واحدة ، ولذلك كان له قوة 74 رجلا . وصفوا عيسى عليه السلام بالأحمق والمجذوم و غشاش بني إسرائيل ، واتهموا أمه بالزنا ، وتلاميذه بالملحدين ، والإنجيل بالكتاب المملوء بالإثم .
التنجيم :
يعتقد التلمود اعتقادا جازما ، بأن التنجيم علم يتحكم بحياة الناس ، ومن أقوالهم : إن تأثير النجوم تجعل الرجل ذكيا ، وبنو إسرائيل تحت تأثير النجوم ، إن كسوف الشمس آية سوء للشعوب ، وخسوف القمر آية سوء لبني إسرائيل ، لأن إسرائيل تعتمد في بقائها على القمر .
السحر :
والتلمود مليء بطقوس السحر والشعوذة والعرافة ، وطرق الاتصال بالجنّ ، وفيه أن الأرواح الشريرة والشياطين والجنيات من ذرية آدم . وأنهم يطيرون في كل اتجاه ، وهم يعرفون أحوال المستقبل باستراق السمع ، وهم يأكلون ويشربون ويتكاثرون مثل الإنسان ، ويجوز للناس استشارة الشيطان في آخر أيام الأسبوع .
الروح والبعث والجزاء :
لهم فيها أقوال شتى ، تنتقل نفس اليهودي بعد موته إلى جسد آخر ، وعندما يلفظ المتقدم في السن أنفاسه ، تسرع نفسه إلى جنين في بطن أمه . ومنها ؛ أن اليهودي الذين ي*** يهوديا تدخل روحه في الحيوانات والنباتات ، ثم تذهب إلى الجحيم وتعذّب عذابا أليما مدة اثنيّ عشر شهرا ، ثم تعود ثانية لتدخل في الجمادات ، ثم في الحيوانات ، ثم في الوثنيين ، حتى ترجع إلى جسد يهودي بعد تطهيرها . ويقولون أن الجنة ليس فيها أكل أو شرب ، أو زواج أو تناسل … ، وإنما يجلس الصالح فيها بوقار وسكينة ، ويقولون أن نار جهنم لا سلطان لها على مُذنبي بني إسرائيل ، ولا سلطان لها على تلامذة الحكماء .
ويقولون أنه لا حساب بعد انفصال الروح عن الجسد . ويقولون المشروبات السماوية هي الخمور الفاخرة ، المعتّقة المحفوظة من يوم الخليقة السادس ، وهذه الجنّة اللذيذة لا يدخلها إلا اليهود الصالحون ، أما الباقون فيُزجّون في نار جهنم . و … ، ويأتي المسلمون بعد النصارى لأنهم لا يغسلون سوى أيديهم وأرجلهم وأفخاذهم وعوراتهم ، كل هؤلاء يُحشرون حشرا في جهنم ولا يغادرونها أبدا .
التطلع الدائم للملك :
إن المسيح ( الذي ينتظرون ظهوره ) يُعيد قضيب المُلك إلى إسرائيل ، فتخدمه الشعوب وتخضع له الممالك ، ولا يأتي ما لم ينقرض مُلك الشعوب غير اليهودية ، ذلك أن إسرائيل إذا كان صالحا ، يجب عليه أن يعمل بغير هوادة ، في العمل على أن ينبذ المتسلّطين ( الحكام ) على الشعوب نبذ النواة ، لأن السلطة على الشعوب غير اليهودية هي من نصيب اليهود فقط ، وفي كل مكان يدخله اليهود يجب أن يكونوا هم المتسلّطين ، وطالما هم بعيدون عن تحقيق هذه الفكرة فيعتبرون أنفسهم منفيين وغرباء .
( وهذا المقتطفات جزء يسير مما تحصّل لدينا لما جاء في التلمود من أفكار وأقوال لحاخامات اليهود ) .
قال تعالى ( مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46) يأَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ءَامِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47) إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (4Cool أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49) انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (50) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا سَبِيلًا (51) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52 النساء ) .
المؤامرة اليهودية :
هي شجرة شيطانية لا تراها فوق أنفك ، ولا ترى رسمها فوق السطور ، بذورها التوراة وجذورها التلمود ، وجذعها بروتوكولات الحكماء ، وفروعها الهيئات والمنظمات الدولية ، وأوراقها كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة ، وثمارها الإلحاد والانحلال . أُنتجت بذورها في ألمانيا ونقلت وزُرعت في بريطانيا وسُقيت بماء الذهب ، وأضيف إليها سماد الشهوة ، ولما استقام عودها نُقلت وغُرست في أمريكا ، ذات الأراضي الخصبة لمثل هذا النوع من الأشجار ، فاشتدّ عودها وارتفع حتى بلغ عنان السماء ، وامتدت جذورها إلى شتى بقاع الأرض ، وبدأنا نقطف شيئا من بواكير ثمارها ، وعندما ينضب ماء الذهب من الأرض ، ستعلن حربها المدمّرة على العالم ، لنقطف الفوج الثاني من ثمار الفقر والمجاعة والمرض ولا علاج . آنذاك يأتي يوم الحصاد ، قيام مملكة داود الدكتاتورية العالمية الأبدية ، على أطلال المسجد الأقصى في قدس الأقداس ، ليُنصّب العجل الذهبي إله أوحدا لكل البشر .
المؤامرة الأولى في تاريخ بني إسرائيل
قال تعالى ( لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ ءَايَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)
سورة يوسف وبالرغم من تسميتها باسمه عليه السلام ، فهي تحكي في الواقع قصة أُخوة يوسف ، وتروي تفاصيل أول مؤامرة حاكها ونفذها بنوا إسرائيل ( يعقوب ) بدم بارد ، ضد أبيهم وأخيهم يوسف عليهما السلام ، أحبّهم إلى قلب أبيه وبوحشية منقطعة النظير ، وقوله تعالى ( في يوسف وأخوته آيات للسائلين ) يؤكد أن موضوع السورة هو ما قام به أخوة يوسف من أفعال ، تدلّ على عدم إيمانهم بالله وما جاء به أنبياءه ، من علم وموعظة وحكمة ، وأنهم لما كادوا ليوسف ما كادوه ، كانوا قد أغفلوا كليا وجود الله سبحانه وتعالى ، وأنكروا قدرته على التدخل بمجريات الأمور ، وقلب نتائج ما يُخطّطون له رأسا على عقب ، وأنكروا أيضا نبوة أبيهم يعقوب عليه السلام .
أخوة يوسف ليسوا أنبياء :
جاء في تفسير القرطبي رحمه الله للآية التالية ( قَالَ يَبُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) ما نصه : ودل أيضا على أن يعقوب عليه السلام ، كان أحس من بنيه حسد يوسف وبغضه ، فنهاه عن قصص الرؤيا عليهم ، خوف أن تغلَّ بذلك صدورهم ، فيعملوا الحيلة في هلاكه ، ومن هذا ومن فعلهم بيوسف ، يدل على أنهم كانوا غير أنبياء ، في ذلك الوقت ( ولم يكونوا أنبياء في غير ذلك الوقت أيضا ) ، ووقع في كتاب الطبري لابن زيد ، أنهم كانوا أنبياء ، وهذا يردّه القطع بعصمة الأنبياء عن الحسد الدنيوي ، وعن عقوق الآباء ، وتعريض مؤمن للهلاك ، والتآمر في ***ه ، ولا التفات لقول من قال إنهم كانوا أنبياء ، ولا يستحيل في العقل زلة نبي ، إلا أن هذه الزلة قد جمعت أنواعا من الكبائر ، وقد أجمع المسلمون على عصمتهم منها وإنما اختلفوا في الصغائر .
لفظ سبط يُطلق على الأحفاد وليس على الأبناء :
وفي لسان العرب قيل السبط واحد الأسباط وهو ولد الولد ، وقال ابن سيده : السبط ولد الابن والابنة ، وفي الحديث الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهما ، ومعناه طائفتان وقطعتان منه ، ومنه حديث الضباب ، إن الله غضب على سبط من بني إسرائيل فمسخهم دواب ، والسبط من اليهود كالقبيلة من العرب ، وهم الذين يرجعون إلى أب واحد سُمّي سبطا ، ليفرق بين ولد إسماعيل وولد إسحاق وجمعه أسباط . قالوا والصحيح أن الأسباط في ولد إسحاق بن إبراهيم بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل عليهم السلام ، وإنما سمي هؤلاء بالأسباط ، وهؤلاء بالقبائل ليفصل بين ولد إسماعيل ، وولد إسحاق عليهما السلام . وجاء أيضا أن السبط لغة ، هو نبات ذو ساق طويلة مفردة عليها أوراق دقيقة تعلفه الإبل .
وبالتالي نستطيع القول بأن لفظ الأسباط ، أُطلق على أحفاد يعقوب عليهم السلام وليس على أبنائه الاثني عشر ، بل يتعدى ذلك إلى كل نسل بني إسرائيل حتى يومنا هذا ، وأمّا قوله تعالى ( وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ (136 البقرة ) المقصود هنا الأنبياء من الأحفاد على مرّ العصور ، ومنهم يوسف وموسى وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى ، ومن كُذّب وقُتل من أنبياء بني إسرائيل وهم كثير ممن لم تُذكر أسمائهم . والوحيد من أبناء يعقوب الاثني عشر ، الذي نصّ القرآن على نبوّته هو يوسف عليه السلام ، بدلالة قوله تعالى ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84 الأنعام ) وقوله ( وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا (34 غافر ) بالإضافة إلى ما جاء من آيات في سورة يوسف .
وانظر في قوله تعالى ( وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا (160 الأعراف ) وقوله تعالى ( أسباطا أمما ) أي تم فرزهم حسب انتساب كل فرد منهم ، إلى أحد أبناء يعقوب عليه السلام فنتج بالتالي اثنتي عشرة أمة ، وكل أمة أُطلق عليها لفظ سبط ، وسُمي كل سبط باسم أحد أبناء يعقوب ، وعلى ذلك يُطلق لفظ سبط على مجموعة من الأفراد ، يجمعهم انتسابهم إلى أب واحد ، فيقال سبط يوسف أي قبيلة يوسف .
فصول المؤامرة الأولى :
( إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا ، وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (Cool
1. قام أبناء يعقوب بعقد اجتماع سري ، بعيدا عن المعنيين بالأمر ( يعقوب ويوسف وأخيه )
2. كانت المشكلة مدار البحث حب أبيهم ليوسف وأخيه ، والدافع هو الحسد وحب التملّك .
3. كان هناك إقرار بالإجماع ، أنّ أبيهم يعقوب نبيّ الله ضالّ ، وضلاله واضح لا لُبس فيه .
4. كانوا يؤمنون بالقوة المتحصّلة من الكثرة ( فهم عشرة أشقّاء كبار مقابل اثنان صغار ) .
5. جمعتهم وحدة الغاية والمصلحة .
( اقْتُلُوا يُوسُفَ ، أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا ، يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ ، وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)
1. الطرح الأول كان ال*** أي حتمية الهلاك .
2. الطرح الثاني كان النفي إلى أرض بعيدة مع احتمالية الهلاك .
3. كانت الغاية الاستفراد بحبّ أبيهم .
4. الإقرار بعدم مشروعية عملهم وفساده ، وذلك قبل شروعهم بالتنفيذ .
5. تبييت نية التوبة والصلاح قبل ارتكاب الجريمة ، وهذا منطق أعوج لا يقبله ربّ ولا عبد .
6. إغفالهم للعناية الإلهية المُدّخرة في علم الغيب ، والتي تتدخل في الوقت المناسب لتسيير الأمور .
( قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ ، لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ ، وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ ، يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ ، إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)
1. كان أصلحهم فاسدا ، حيث وافقهم على فعل المنكر مع تخفيف الضرر .
2. كان هناك إصرار لدى الأغلبية .
3. كان القرار النهائي أخف الضرر : إلقاء يوسف في بئر مع توافر احتمالية الهلاك ، فيما لو لم يلتقطه أحد .
4. عدم الاكتراث بنبوة أبيهم ، وما كان يتنزّل عليه من الوحي .
5. غفلة وعمى بصر وبصيرة واتباع للهوى ، فليس فيهم ذو رأي سديد ولا حتى شيطان أخرس .
6. جهل بعواقب الأمور ، كالأثر النفسي والمعنوي البالغ ، على من يطمحون بالاستفراد بحبه ، وبالتالي عدم تحقق مرادهم .
7. تبييت النية للقيام بالفعل عندما تحين الفرصة .
( قَالُوا يَأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ ، وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ ، وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ ، وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ، وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ، إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14) فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ ، وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ ، وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15)
1. لم يكن يعقوب في العادة يأمنهم على يوسف وأخوه لمعرفته بعدم صلاحهم .
2. لم ينتظروا الفرصة للتنفيذ بل سعوا إلى خلقها وإيجادها باستخدام الحيلة والمكر والدهاء .
3. تجاهلوا تأكيد أبيهم لهم بأن غيبة يوسف عن وجهه ، ولو لفترة بسيطة تسبب له الحزن . فكيف إذا كان ذلك أبديا ؟! وكانت تلك محاولة منه عليه السلام لإحياء ضمائرهم لعلّهم يرجعون ، ولكنهم لم يشعروا بذلك فكان كما أخبره سبحانه .
4. كان أبوهم عليه السلام على علم بمخطّطهم قبل التنفيذ ، وقد أخبرهم بما كانوا قد خطّطوه مسبقا بشأن الذئب ، لكن ذلك لم يُثنهم عن عزمهم .
5. قرار التنفيذ اتُخذ بالإجماع .
6. تم إخفاء النوايا الإجرامية اتجاه يوسف ، تحت غطاء من الحرص على مصلحته ، لإقناع أبيهم بالاستجابة لمطلبهم .
( وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ ، وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا ، فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ، وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا ، وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ، قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا ، فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (1Cool
1. الاستخفاف بأبيهم واستضعافه لكبر سنّه .
2. التضليل واختلاق وفبركة الشواهد والأدلة لتبرئة أنفسهم وإدانة الذئب .
3. الجرأة في الكذب على نبيّ الله مع علمهم بذلك .
4. يقين يعقوب عليه السلام من كذبهم وتجنّيهم على الذئب .
5. ومما أحزنه عليه السلام هو ما كان عليه أبناءه من قلة إيمانهم وعقوقهم له ، وظلم لأخيهم ، وفسادهم وإفسادهم ، وصفات وطبائع غاية في السوء ، لا تليق بالأنبياء أو بأبناء أنبياء يتنزّل الوحي بين ظهرانيهم ، وفي المقابل لم يملك عليه السلام إلا الصبر والرجاء وطلب العون من الله لمجابهتم .
( وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ ، ءَاوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ ، قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ ، فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69) … ( قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ ، فَقدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ، فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ ، وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ ، قَالَ : أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77)
بعد أن مرّت سنين على تلك الحادثة ، وأصبح يوسف وزيرا لمالية فرعون ، وقدِمَ أخوته إليه في مصر ، احتال عليهم ليأمن منهم على أخيه ، ويرفع عنه ما كان قد وقع عليه من ظلم وكيد .
1. كان يوسف عليه السلام على علم ، بما كانوا يكيدون لأخيه ، عن طريق الوحي أو القياس .
2. عدم توبتهم عما فعلوه سابقا ، وبقائهم على نفس الحال .
3. خيانة يوسف بالغيب بعد كل هذه السنين ، واتهامه زورا وبهتانا بالسرقة ، فيوسف من عباد الله المخلصين ، وما كان له أن يسرق .
4. تأكيد يوسف على فسادهم وإفسادهم بما حدّث به نفسه ، حيث لم يجهر نبي الله بقوله ( أو بحكمه عليهم ) أنهم أسوء حالا ممن يسرق ( قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا ) فما فعلوه معه لا يُقارن بخطيئة السرقة التي اتهموه بها ، والتي أقرّوا بأنها أحد أشكال الإفساد في الأرض ( قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73 يوسف ) .
( وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) يَبَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)
1. عدم اكتراثهم بسوء حال يعقوب عليه السلام ، ومدى ما نزل به من أذى نفسي وجسدي .
2. قسوة قلوبهم باستنكارهم حزن أبيهم على يوسف .
3. يعقوب يقطع الرجاء من أبنائه ، ويشكو قسوة أبنائه وضعفه وقلة حيلته في مواجهة أفعالهم إلى الله .
4. لم يعترفوا لأبيهم بحقيقة فعلتهم مع يوسف ، مع علمهم ومعرفتهم ومعايشتهم لحال أبيهم ، وما وصلت إليه من سوء .
5. كان يعقوب على يقين من نجاة يوسف وكذب أبنائه عليه .
هنا تتضح مفارقة عجيبة ، توضح الكثير من معالم الشخصية اليهودية الإسرائيلية القديمة الحديثة ، فهم يعلمون علم اليقين أن يوسف ذهب إلى غير رجعة وأنه قُتل على الأرجح ، ولكنهم لم يعترفوا لأبيهم بحقيقة ما فعلوا ، وظلّوا مصرّين على حكاية الذئب ، فلا ضمير يؤنبهم ولا قلب يشعر مع أبيهم . وأبيهم يعلم علم اليقين من ربه ، أن يوسف على قيد الحياة ، وأنه نبي وسيكون له شأن كبير مستقبلا ، إذ كان عالما بتأويل رؤيا يوسف السابقة ، وأن أخوته سيسجدون له لعلو منزلته ، وهذا ما كان يُصبّره عليه السلام حين قال ( فصبر جميل ) أما ما كان يؤلمه عليه السلام ، هو إصرار أبنائه على ما هم عليه واستمرارهم ، وعدم التوبة والرجوع إلى الله .
( قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ ءَاثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92) … ( وَقَالَ يَأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) … ( ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103)
1. هنا يتضح خلق الأنبياء وأدبهم في يوسف عليه السلام ، حيث قابلَ السيئة بالحسنة ونسب خطيئة أخوته إلى الشيطان .
2. معطيات المعادلة كانت : جمع واجتماع في الخفاء + قرار بالإجماع + تنفيذ بمكر ودهاء = مؤامرة .
3. أخوة يوسف لم يكونوا أنبياء بأي حال من الأحوال .
انظر إلى الآيتين (102-103) التي جاءت تعقيبا على قصة يوسف عليه السلام وأخوته ، لتقول أن هذا هو حال نبي الله يوسف مع أخوته ، وحال نبي الله يعقوب مع أبنائه ، الذين لم يكونوا على الأقل مؤمنين بنبوة أبيهم ، إن لم يكونوا أصلا غير مؤمنين بالله ، فما بالك في عدم إيمان قومك بنبوتك ودعوتك ، وهم ليسوا بأبنائك ، فلا تكن شديد الحرص على من لا أمل في هدايته بعدما أضلّه الله ، ولكن أُدعُ الناس وفوّض أمر هدايتهم إلى الله ، كما فوّض يعقوب عليه السلام أمره إلى الله فيما كان من شأن أبنائه . أما من يستنكر فكرة أنهم غير أنبياء ، والله أعلم بحالهم ، فليرجع إلى القرآن وليقرأ قصة نوح عليه السلام مع ابنه ، وقصة إبراهيم عليه السلام مع أبيه ، وقصة أبو لهب عم رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ولاحظ أنه سبحانه نسبهم بالأخوة إلى يوسف عليه السلام ، في قوله : ( لقد كان في يوسف وأخوته آيات للسائلين ) ولم ينسبهم إلى يعقوب عليه السلام مع أنهم أبنائه .
ما تقدّم من أمر أخوة يوسف عليه السلام ، ليس بحاجة لزيادة أو توضيح أو تعليق ، فهذا ما جاء به القرآن الكريم ، وكان هذا أول فسادهم وإفسادهم في الأرض ، الذي كان موجّها ضد أخيهم وأبيهم . ومنذ ذلك اليوم ، احترف بنو إسرائيل فنون التآمر ومارسوه أولا فيما بينهم ، منذ نشأتهم وحتى نهاية مملكتهم الأولى في فلسطين . وبعد السبي البابلي وشتاتهم في شتى بقاع الأرض ، أصبح بعضا من تآمرهم يُحاك ضد الشعوب التي يقيمون فيما بينها . وكان تطلّعهم دائما وأبدا إلى الملك والقوة والغنى والأفضلية ، وكان سبيلهم إلى ذلك جمع المال بطرق غير مشروعة من ربا ونصب واحتيال ، والتقرب من أصحاب السلطة والنفوذ بالإغواء والإغراء ، للتلاعب بهم وتحريكهم من وراء الستار ، لإيقاع الفتن والحروب بين الشعوب ، لضمان السيطرة لتلبية مصالحهم واحتياجاتهم ، ولذلك تجدهم يجتمعون ويُخطّطون في السر والعلن ، ويعملون باستمرار بلا كلل أو ملل ، وتاريخهم قديما وحديثا غني بالأمثلة والشواهد .

__________________
تابعني :
يوتيوب
فيسبوك
بلوجر
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:33 PM.