اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #2  
قديم 30-06-2009, 08:44 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي سبحان الله !

تحدي الإله .
تلك مقالة نشرها العقاد في مجلة الأزهر عام 1959
وقف أحد الملاحدة الماركسيين أمام إحدى محطات الإذاعة فتحدى الله إن كان موجوداً لينسفن هذا البلد و يمحو تلك الدولة فإن لم يفعل فليعلم الناس أن الإله خرافة لا وجود لها !
هذا الملحد لا يفهم معنى الألوهية فهي عنده سلطة غاشمة تبطش بمن ينكرها و يستفزها التحدي فتظهر قدرتها و إلا فقدت حقها في إثبات وجودها .
هذا هو الفهم الوحيد لمعنى السلطة الذي يفهمه هذا المتحدي و يظن به أنه أفحم من يؤمنون بوجود الله .
أما المؤمن فيعلم أن الألوهية سلطة لها نظامها و حكمتها لا تهتز لهذا التحدي فتذهل عن حكمتها و عن نظام الأمور .
ليس طفلاً ذكياً ذاك الذي يقول لأبيه ابطش بفلان و اهلكه إن كنت ذا قدرة . فمن اليسير على الطفل الذكي أن يدرك أن أباه خليق أن لا يجيب على تحدٍ على هواه و لا ينفي ذلك عنه أنه ذو قدرة و أنه يستطيع القيام بالحمل المطلوب .
الملحد الماركسي أسخف من الطفل حين يخطر له أن يتحدى إلهاً حكيماً يضع الأشياء في مواضعها كما يقدرها فيزعم أنه غير موجود لأنه لو كان موجوداً لأبطل تلك الحكمة و أخل بملكه خوفاً من الشك في وجوده !
من يفهم الألوهية على أنها سلطة رشيدة فإنه لا يتحداها أن تفعل غير ما أرادت أن تفعله منذ الأزل و إلى آخر الزمان . فإنه إن استطاع بتحديه أن يغير اتجاهها فذلك برهان عدمها و انعدام حكمتها.
لو أراد الله أن ينكشف للفكر كما تنكشف الأشياء للبصر لفعل ذلك بإرادته منذ وجدت البصائر و الضمائر و لم ينتظر حتى يفعله منقاداً للخوف من الإتهام .
يكون سؤال الماركسي أكثر حكمة و أقرب للعقل لو أنه تساءل لماذا لا يشاء الله أن ينكشف للبصائر و يترك الناس يبحثون و يترددون و يكفرون و يؤمنون ، لماذا لا يكشف لنا وجوده على نحو يبطل الخلاف و الشك ؟
و كيف يكون هذا الشكل من الإيمان و كيف تكون تلك الضمائر ؟ إنها تكون آلات أو عجماوات .
إن العلم بوجود الله باستخدام حاسة البصر كما ندرك كل المحسوسات يلغي الضمائر و العقول و يبطل الجهد الإنساني في امتحان الخير و الشر و الهداية و الضلال .
المعرفة بحاسة البصر يتساوى فيها الإنسان مع الحيوانات فهل هذه هي المعرفة التي تليق بالإنسان المسئول عن ضميره الباحث عن هدايته ، المترقي بسعيه و اجتهاده ؟
و هل يطلبون أن يتساوى البشر في مدركات الحواس و ملكات الأجسام و الأفهام و الأعمار و الأيام ؟ هل هذه البشرية المكونة من نسخة واحدة مكررة هي البشرية المثالية التي تثبت حكمة الله و وجوده ؟!
إن ذرة التراب لا تعطينا حقيقتها في لمحة عين و نحتاج في معرفتها لجهود العمل و التفكير و التحليل لندرك بعض كنهها و ننتفع بها . و يبقى الكثير منها بعيداً عن مجال الإدراك إلى ما يشاء الله .
و يستوعب الملحد ذلك و لا يندهش له بل يعتبر أن الإنسان كلما وسع جهده و علمه و بحثه ارتقى و ازداد تحضراً .
الشمس على جلائها تخفى علينا كما خفيت على الأقدمين ، حتى بعد أن علمنا سرعتها و حجمها و درجة حرارتها فلازلنا نكتشف عنها العجائب . و العجب لأولئك الملحدين الذين يكيلون بمكايلين فيقبلون أن تكون شمس الكون الساطعة بهذا الخفاء ثم يريدون أن تكون الحقيقة الإلهية أقرب منالاً من حقائق الشمس التي يجهلون معظمها !
فلماذا ينتظرون أن يحيطوا بحقيقة الحقائق في لمح البصر و يستكثرون السعي إلى معرفة الخالق مهما كان الجهد المبذول لذلك .
إن بحث العقول و الضمائر عند الملحدين عن الخالق منتقد و غير مفهوم . و سؤالي لهم هو أيكون الصواب و الحكمة أن نستغني عن البحث في أمر الله وحده أو في في جميع الأمور ؟ أيكون الإله أكثر حكمة لو كانت مخلوقاته منقادة بحبال الغريزة بغير فهم و لا تمييز ، انقياد يسلبها الإرادة و الإختيار ؟
تعالى الله عمّـا يصفون .
هذا الإختيار الذي أعطاه الخالق لبني البشر في البحث عنه و الإيمان به مختارين هو أقوى ما يدعم قضية الإيمان بوجود الله و حكمته .

**************************

سبحان من تعطف بالعز و قال به، سبحان من لبس المجد و تكرم به، سبحان ذي الفضل و النعم، سبحان ذي المجد و الكرم، سبحان الذي أحصى كل شئ علمه.
سبحان الله ملء البر، سبحان الله ملء البحر، سبحان الله ملء السموات و الأرض، سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر و لا حول و لاقوة إلا بالله عدد ما خلق و عدد ما هو خالق و زنة ما خلق و زنة ما هو خالق و ملء ما خلق و ملء ما هو خالق و زنة عرشه و منتهى رحمته و مداد كلماته و مبلغ رضاه و حتى يرضى و إذا رضى. سبحان الله عدد ما ذكره به خلقه أبد الدنيا و الآخرة تسبيح لا ينقطع أولاه و لا ينفد أخراه.
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:11 PM.