اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-07-2006, 02:24 PM
الأسكندرانية الأسكندرانية غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,013
معدل تقييم المستوى: 0
الأسكندرانية is an unknown quantity at this point
Wink


الأرز

فيه حديثان باطلان موضوعان على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحدهما‏:‏ أنه‏:‏ ‏(‏لو كان رجلًا، لكان حليمًا‏)‏ الثاني‏:‏ ‏(‏كل شيء أخرجته الأرض ففيه داء وشفاء إلا الأرز، فإنه شفاء لا داء فيه‏)‏ ذكرناهما تنبيهًا وتحذيرًا من نسبتهما إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏
وبعد فهو حار يابس، وهو أغذى الحبوب بعد الحنطة، وأحمدها خلطًا، يشد البطن شدًا يسيرًا، ويقوي المعدة، ويدبغها، ويمكث فيها‏.‏ وأطباء الهند تزعم، أنه أحمد الأغذية وأنفعها إذا طبخ بألبان البقر، وله تأثير في خصب البدن، وزيادة المني، وكثرة التغذية، وتصفية اللون‏.‏
أرز‏:‏ بفتح الهمزة وسكون الراء‏:‏ وهو الصنوبر، ذكره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قوله‏:‏ ‏(‏مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع، تفيئها الرياح، تقيمها مرة، وتميلها أخرى، ومثل المنافق مثل الأرزة لا تزال قائمة على أصلها حتى يكون انجعافها مرة واحدة‏)‏، وحبه حار رطب، وفيه إنضاج وتليين، وتحليل، ولذع يذهب بنقعه في الماء، وهو عسر الهضم، وفيه تغذية كثيرة، وهو جيد للسعال، ولتنقية رطوبات الرئة، ويزيد في المني، ويولد مغصًا، وترياقه حب الرمان المر‏.‏





البطيخ

روى أبو داود والترمذي، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يأكل البطيخ بالرطب، يقول‏:‏ ‏(‏ نكسر حر هذا ببرد هذا، وبرد هذا بحر هذا‏)‏‏.‏وفي البطيخ عدة أحاديث لا يصح منها شيء غير هذا الحديث الواحد، والمراد به الأخضر، وهو بارد رطب، وفيه جلاء، وهو أسرع انحدارًا عن المعدة من القثاء والخيار، وهو سريع الإستحالة إلى أي خلط كان صادفه في المعدة، وإذا كان آكله محرورًا انتفع به جدًا، وإن كان مبرودًا دفع ضرره بيسير من الزنجيل ونحوه، وينبغي أكله قبل الطعام، ويتبع به، وإلا غثى وقيأ، وقال بعض الأطباء‏:‏ إنه قبل الطعام يغسل البطن غسلًا، ويذهب بالداء أصلًا‏.‏



البلح

روى النسائي وابن ماجه في سننهما‏:‏ من هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏كلوا البلح بالتمر، فإن الشيطان إذا نظر إلى ابن آدم يأكل البلح بالتمر يقول‏:‏ بقي ابن آدم حتى أكل الحديث بالعتيق‏)‏‏.‏ وفي رواية‏:‏ ‏(‏كلوا البلح بالتمر، فإن الشيطان يحزن إذا رأى ابن آدم يأكله يقول‏:‏ عاش ابن آدم حتى أكل الجديد بالخلق‏)‏، رواه البزار في مسنده وهذا لفظه‏.‏
قلت‏:‏ الباء في الحديث بمعنى‏:‏ مع، أي‏:‏ كلوا هذا مع هذا قال بعض أطباء الإسلام‏:‏ إنما أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأكل البلح بالتمر، ولم يأمر بأكل البسر مع التمر، لأن البلح بارد يابس، والتمر حار رطب، ففي كل منهما إصلاح للآخر، وليس كذلك البسر مع التمر، فإن كل واحد منهما حار، وإن كانت حرارة التمر أكثر، ولا ينبغي من جهة الطب الجمع بين حارين أو باردين، كما تقدم‏.‏ وفي هذا الحديث‏:‏ التنبيه على صحة أصل صناعة الطب، ومراعاة التدبير الذي يصلح في دفع كيفيات الأغذية والأدوية بعضها ببعض، ومراعاة القانون الطبي الذي تحفظ به الصحة‏.‏
وفي البلح برودة ويبوسة، وهو ينفع الفم واللثة والمعدة، وهو رديء للصدر والرئة بالخشونة التي فيه، بطيء في المعدة يسير التغذية، وهو للنخلة كالحصرم لشجرة العنب، وهما جميعًا يولدان رياحًا، وقراقر، ونفخًا، ولا سيما إذا شرب عليهما الماء، ودفع مضرتهما بالتمر، أو بالعسل والزبد‏.‏



البيض

ذكر البيهقي في شعب الإيمان أثرًا مرفوعًا‏:‏ أن نبيًا من الأنبياء شكى إلى الله سبحانه الضعف، فأمره بأكل البيض‏.‏ وفي ثبوته نظر، ويختار من البيض الحديث على العتيق، وبيض الدجاج على سائر بيض الطير، وهو معتدل يميل إلى البرودة قليلًا‏.‏
قال صاحب القانون‏:‏ ومحه‏:‏ حار رطب، يولد دمًا صحيحًا محمودًا، ويغذي غذاءًا يسيرًا، ويسرع الإنحدار من المعدة إذا كان رخوًا‏.‏ وقال غيره‏:‏ مح البيض‏:‏ مسكن للألم، مملس للحلق وقصبة الرئة، نافع للحلق والسعال وقروح الرئة والكلى والمثانة، مذهب للخشونة، لا سيما إذا أخذ بدهن اللوز الحلو، ومنضج لما في الصدر، ملين له، مسهل لخشونة الحلق، وبياضه إذا قطر في العين الوارمة ورمًا حارًا، برده، وسكن الوجع وإذا لطخ به حرق النار أو ما يعرض له، لم يدعه يتنفط، وإذا لطخ به الوجع، منع الإحتراق العارض من الشمس، واذا خلط بالكندر، ولطخ على الجبهة، نفع من النزلة‏.‏
وذكره صاحب القانون في الأدوية القلبية، ثم قال‏:‏ وهو ـ وإن لم يكن من الأدوية المطلقة ـ فإنه مما له مدخل في تقوية القلب جدًا أعني الصفرة، وهي تجمع ثلاثة معان‏:‏ سرعة الإستحالة إلى الدم، وقلة الفضلة، وكون الدم المتولد منه مجانسًا للدم الذي يغذو القلب خفيفًا مندفعًا إليه بسرعة، ولذلك هو أوفق ما يتلافى به عادية الأمراض المحللة لجوهر الروح‏.





البصل

روى أبو داود في سننه‏:‏ عن عائشة رضي الله عنها، أنها سئلت عن البصل، فقالت‏:‏ إن آخر طعام أكله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان فيه بصل‏.‏
وثبت عنه في الصحيحين أنه منع آكله من دخول المسجد‏.‏
والبصل‏:‏ حار في الثالثة، وفيه رطوبة فضلية ينفع من تغير المياه، ويدفع ريح السموم، ويفتق الشهوة، ويقوي المعدة، ويهيج الباه، ويزيد في المني، ويحسن اللون، ويقطع البلغم، ويجلو المعدة، وبزره يذهب البهق، ويدلك به حول داء الثعلب، فينفع جدًا، وهو بالملح يقلع الثآليل، وإذا شمه من شرب دواء مسهلًا منعه من القيء والغثيان، وأذهب رائحة ذلك الدواء، وإذا استعط بمائه، نقى الرأس، ويقطر في الأذن لثقل السمع والطنين والقيح، والماء الحادث في الأذنين، وينفع من الماء النازل في العينين اكتحالًا يكتحل ببزره مع العسل لبياض العين، والمطبوخ منه كثير الغذاء ينفع من اليرقان والسعال، وخشونة الصدر، ويدر البول، ويلين الطبع، وينفع من عضة الكلب غير الكلب إذا نطل عيها ماؤه بملح وسذاب، وإذا احتمل، فتح أفواه البواسير‏.‏
وأما ضرره‏:‏ فإنه يورث الشقيقة، ويصدع الرأس، ويولد أرياحًا، ويظلم البصر، وكثرة أكله تورث النسيان، ويفسد العقل، ويغير رائحة الفم والنكهة، ويؤذي الجليس، والملائكة، وإماتته طبخًا تذهب بهذه المضرات منه‏.‏
وفي السنن‏:‏ أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمر آكله وآكل الثوم أن يميتهما طبخًا ويذهب رائحته مضغ ورق السذاب عليه‏.‏


الباذنجان


في الحديث الموضوع المختلق على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏الباذنجان لما أكل له‏)‏، وهذا الكلام مما يستقبح نسبته إلى آحاد العقلاء، فضلًا عن الانبياء، وبعد‏:‏ فهو نوعان‏:‏ أبيض وأسود، وفيه خلاف، هل هو بارد أو حار‏؟‏ والصحيح‏:‏ أنه حار، وهو مولد للسوداء والبواسير، والسدد والسرطان والجذام، ويفسد اللون ويسوده، ويضر بنتن الفم، والأبيض منه المستطيل عار من ذلك‏.‏


التمر

ثبت في الصحيح عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏من تصبح بسبع تمرات وفي لفظ‏:‏ من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر‏)‏‏.‏ وثبت عنه أنه قال‏:‏ ‏(‏بيت لا تمر فيه جياع أهله‏)‏‏.‏ وثبت عنه أكل التمر بالزبد، وأكل التمر بالخبز، وأكله مفردًا‏.‏
وهو حار في الثانية، وهل هو رطب في الأولى، أو يابس فيها‏؟‏‏.‏ على قولين‏.‏ وهو مقو للكبد، ملين للطبع، يزيد في الباه، ولا سيما مع حب الصنوبر، ويبرئ من خشونة الحلق، ومن لم يعتده كأهل البلاد الباردة فإنه يورث لهم السدد، ويؤذي الأسنان، ويهيج الصداع، ودفع ضرره باللوز والخشخاش، وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن بما فيه من الجوهر الحار الرطب، وأكله على الريق ي*** الدود، فإنه مع حرارته فيه قوة ترياقية، فإذا أديم استعماله على الريق، خفف مادة الدود، وأضعفه وقلله، أو ***ه، وهو فاكهة وغذاء، ودواء وشراب وحلوى‏.‏


التين

لما لم يكن التين بأرض الحجاز والمدينة، لم يأت له ذكر في السنة، فإن أرضه تنافي أرض النخل، ولكن قد أقسم الله به في كتابه، لكثرة منافعه وفوائده، والصحيح‏:‏ أن المقسم به‏:‏ هو التين المعروف‏.‏
وهو حار، وفي رطوبته ويبوسته قولان، وأجوده‏:‏ الأبيض الناضج القشر، يجلو رمل الكلى والمثانة، ويؤمن من السموم، وهو أغذى من جميع الفواكه وينفع خشونة الحلق والصدر، وقصبة الرئة، ويغسل الكبد والطحال، وينقي الخلط البلغمي من المعدة، ويغذو البدن غذاء جيدًا، إلا أنه يولد القمل إذا أكثر منه جدًا‏.‏
ويابسه يغذو وينفع العصب، وهو مع الجوز واللوز محمود، قال جالينوس‏:‏ وإذا أكل مع الجوز والسذاب قبل أخذ السم القاتل، نفع، وحفظ من الضرر‏.‏
ويذكر عن أبي الدرداء‏:‏ أهدي إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ طبق من تين، فقال‏:‏ ‏(‏كلوا و أكل منه، وقال‏:‏ لو قلت‏:‏ إن فاكهة نزلت من الجنة قلت‏:‏ هذه، لأن فاكهة الجنة بلا عجم، فكلوا منها فإنها تقطع البواسير، وتنفع من النقرس‏)‏‏.‏ وفي ثبوت هذا نظر‏.‏
واللحم منه أجود، ويعطش المحرورين، ويسكن العطش الكائن عن البلغم المالح، وينفع السعال المزمن، ويدر البول، ويفتح سدد الكبد والطحال، ويوافق الكلى والمثانة، ولأكله على الريق منفعة عجيبة في تفتيح مجاري الغذاء وخصوصًا باللوز والجوز، وأكله مع الأغذية الغليظة رديء جدًا، والتوت الأبيض قريب منه، لكنه أقل تغذية وأضر بالمعدة‏.‏



الثلج

ثبت في الصحيح‏:‏ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد‏)‏‏.‏
وفي هذا الحديث من الفقه‏:‏ أن الداء يداوى بضده، فان في الخطايا من الحرارة والحريق ما يضاده الثلج والبرد، والماء البارد، ولا يقال‏:‏ إن الماء الحار أبلغ في إزالة الوسخ، لأن في الماء البارد من تصليب الجسم وتقويته ما ليس في الحار، والخطايا توجب أثرين‏:‏ التدنيس والإرخاء، فالمطلوب مداواتها بما ينظف القلب ويصلبه، فذكر الماء البارد والثلج والبرد إشارة إلى هذين الأمرين‏.‏
وبعد فالثلج بارد على الأصح، وغلط من قال‏:‏ حار، وشبهته تولد الحيوان فيه، وهذا لا يدل على حرارته، فإنه يتولد في الفواكه الباردة، وفي الخل، وأما تعطيشه، فلتهييجه الحرارة لا لحرارته في نفسه، ويضر المعدة والعصب، وإذا كان وجع الأسنان من حرارة مفرطة، سكنها‏.‏


الثوم


هو قريب من البصل، وفي الحديث‏:‏ ‏(‏من أكلهما فليمتهما طبخًا‏)‏‏.‏ وأهدي إليه طعام فيه ثوم، فأرسل به إلى أبي أيوب الأنصاري، فقال‏:‏ يا رسول الله، تكرهه وترسل به إلي‏؟‏ فقال‏:‏ ‏(‏إني أناجي من لا تناجي‏)‏‏.‏
وبعد فهو حار يابس في الرابعة، يسخن تسخينًا قويًا، ويجفف تجفيفًا بالغًا، نافع للمبرودين، ولمن مزاجه بلغمي، ولمن أشرف على الوقوع في الفالج، وهو مجفف للمني، مفتح للسدد، محلل للرياح الغليظة، هاضم للطعام، قاطع للعطش، مطلق للبطن، مدر للبول، يقوم في لسع الهوام وجميع الأورام الباردة مقام الترياق، وإذا دق وعمل منه ضماد على نهش الحيات، أو على لسع العقارب، نفعها وجذب السموم منها، ويسخن البدن، ويزيد في حرارته، ويقطع البلغم، ويحلل النفخ، ويصفي الحلق، ويحفظ صحة أكثر الأبدان، وينفع من تغير المياه، والسعال المزمن، ويؤكل نيئًا ومطبوخًا ومشويًا، وينفع من وجع الصدر من البرد، ويخرج العلق من الحلق، وإذا دق مع الخل والملح والعسل، ثم وضع على الضرس المتأكل، فتته وأسقطه، وعلى الضرس الوجع، سكن وجعه‏.‏ وإن دق منه مقدار درهمين، وأخذ مع ماء العسل، أخرج البلغم والدود، وإذا طلي بالعسل على البهق، نفع‏.‏
ومن مضاره‏:‏ أنه يصدع، ويضر الدماغ والعينين، ويضعف البصر والباه، ويعطش، ويهيج الصفراء، ويجيف رائحة الفم، ويذهب رائحته أن يمضع عليه ورق السذاب‏.‏




الحلبة

يذكر عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏(‏أنه عاد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بمكة، فقال‏:‏ ادعوا له طبيبًا، فدعي الحارث بن كلدة، فنظر إليه، فقال‏:‏ ليس عليه بأس، فاتخذوا له فريقة، وهي الحلبة مع تمر عجوة رطب يطبخان، فيحساهما، ففعل ذلك، فبرئ‏)‏‏.‏
وقوة الحلبة من الحرارة في الدرجة الثانية، ومن اليبوسة في الأولى، وإذا طبخت بالماء، لينت الحلق والصدر والبطن، وتسكن السعال والخشونة والربو، وعسر النفس، وتزيد في الباه، وهي جيدة للريح والبلغم والبواسير، محدرة الكيموسات المرتبكة في الأمعاء، وتحلل البلغم اللزج من الصدر، وتنفع من الدبيلات وأمراض الرئة، وتستعمل لهذه الأدواء في الأحشاء مع السمن والفانيذ‏.‏
وإذا شربت مع وزن خمسة دراهم فوة، أدرت الحيض، وإذا طبخت، وغسل بها الشعر جعدته، وأذهبت الحزاز‏.‏
ودقيقها إذا خلط بالنطرون والخل، وضمد به، حلل ورم الطحال، وقد تجلس المرأة في الماء الذي طبخت فيه الحلبة، فتنتفع به من وجع الرحم العارض من ورم فيه‏.‏
وإذا ضمد به الأورام الصلبة القليلة الحرارة، نفعتها وحللتها، وإذا شرب ماؤها، نفع من المغص العارض من الرياح، وأزلق الأمعاء‏.‏
وإذا أكلت مطبوخة بالتمر، أو العسل، أو التين على الريق، حللت البلغم اللزج العارض في الصدر والمعدة، ونفعت من السعال المتطاول منه‏.‏
وهي نافعة من الحصر، مطلقة للبطن، وإذا وضعت على الظفر المتشنج أصلحته، ودهنها ينفع إذا خلط بالشمع من الشقاق العارض من البرد، ومنافعها أضعاف ما ذكرنا‏.‏
ويذكر عن القاسم بن عبد الرحمن، أنه قال‏:‏ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏استشفوا بالحلبة‏)‏‏.‏ وقال بعض الأطباء‏:‏ لو علم الناس منافعها، لاشتروها بوزنها ذهبًا‏.‏




خبز

ثبت في الصحيحين، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار كما يكفؤ أحدكم خبزته في السفر نزلًا لأهل الجنة‏)‏‏.‏
وروى أبو داود في سننه‏:‏ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال‏:‏ كان أحب الطعام إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الثريد من الخبز، والثريد من الحيس‏.‏
وروى أبو داود في سننه أيضًا، من حديث ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال‏:‏ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏وددت أن عندي خبزة بيضاء من برة سمراء ملبقة بسمن ولبن، فقام رجل من القوم فاتخذه، فجاء به، فقال‏:‏ في أي شيء كان هذا السمن‏؟‏ فقال‏:‏ في عكة ضب، فقال‏:‏ ارفعه‏)‏‏.‏
وذكر البيهقي من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ ترفعه‏:‏ ‏(‏أكرموا الخبز، ومن كرامته أن لا ينتظر به الإدام‏)‏ والموقوف أشبه، فلا يثبت رفعه، ولا رفع ما قبله‏.‏
وأما حديث النهى عن قطع الخبز بالسكين، فباطل لا أصل له عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإنما المروي‏:‏ النهي عن قطع اللحم بالسكين، ولا يصح أيضًا‏.‏
قال مهنا‏:‏ سألت أحمد عن حديث أبي معشر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏لا تقطعوا اللحم بالسكين، فإن ذلك من فعل الأعاجم‏)‏‏.‏ فقال‏:‏ ليس بصحيح، ولا يعرف هذا، وحديث عمرو بن أمية خلاف هذا، وحديث المغيرة ـ يعني بحديث عمرو بن أمية ـ‏:‏ كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحتز من لحم الشاة‏.‏ وبحديث المغيرة أنه لما أضافه أمر بجنب فشوي، ثم أخذ الشفرة، فجعل يحز‏.‏
وأحمد أنواع الخبز أجودها اختمارًا وعجنًا ثم خبز التنور أجود أصنافه، وبعده خبز الفرن، ثم خبز الملة في المرتبة الثالثة، وأجوده ما اتخذ من الحنطة الحديثة‏.‏
وأكثر أنواعه تغذية خبز السميد، وهو أبطؤها هضمًا لقلة نخالته، ويتلوه خبز الحوارى، ثم الخشكار‏.‏
وأحمد أوقات أكله في آخر اليوم الذي خبز فيه، واللين منه أكثر تليينًا وغذاء وترطيبًا وأسرع انحدارًا، واليابس بخلافه‏.‏
ومزاج الخبز من البر حار في وسط الدرجة الثانية، وقريب من الإعتدال في الرطوبة واليبوسة، واليبس يغلب على ما جففته النار منه، والرطوبة على ضده‏.‏
وفي خبز الحنطة خاصية، وهو أنه يسمن سريعًا، وخبز القطائف يولد خلطًا غليظًا، والفتيت نفاخ بطيء الهضم، والمعمول باللبن مسدد كثير الغذاء، بطيىء الإنحدار‏.‏
وخبز الشعير بارد يابس في الأولى، وهو أقل غذاء من خبز الحنطة‏.‏



خل

روى مسلم في صحيحه‏:‏ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سأل أهله الإدام، فقالوا‏:‏ ما عندنا إلا خل، فدعا به، وجعل يأكل ويقول‏:‏ ‏(‏نعم الإدام الخل، نعم الإدام الخل‏)‏‏.‏
وفي سنن ابن ماجه عن أم سعد ـ رضي الله عنها ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏نعم الإدام الخل، اللهم بارك في الخل، فإنه كان إدام الأنبياء قبلي، ولم يفتقر بيت فيه الخل‏)‏‏.‏
الخل‏:‏ مركب من الحرارة، والبرودة أغلب عليه، وهو يابس في الثالثة، قوي التجفيف، يمنع من انصباب المواد، ويلطف الطبيعة، وخل الخمر ينفع المعدة الصلبة، ويقمع الصفراء، ويدفع ضرر الأدوية القتالة، ويحلل اللبن والدم إذا جمدا في الجوف، وينفع الطحال، ويدبغ المعدة، ويعقل البطن، ويقطع العطش، ويمنع الورم حيث يريد أن يحدث، ويعين على الهضم، ويضاد البلغم، ويلطف الأغذية الغليظة، ويرق الدم‏.‏
وإذا شرب بالملح، نفع من أكل الفطر القتال، وإذا احتسي، قطع العلق المتعلق بأصل الحنك، وإذا تمضمض به مسخنًا، نفع من وجع الأسنان، وقوى اللثة‏.‏
وهو نافع للداحس، إذا طلي به، والنملة والأورام الحارة، وحرق النار، وهو مشه للأكل، مطيب للمعدة، صالح للشباب، وفي الصيف لسكان البلاد الحارة‏.



الجبن

في السنن عن عبد الله بن عمر قال‏:‏ ‏(‏أتي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بجبنة في تبوك، فدعا بسكين، وسمى وقطع‏)‏ رواه أبو داود، وأكله الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ بالشام، والعراق، والرطب منه غير المملوح جيد للمعدة، هين السلوك في الأعضاء، يزيد في اللحم، ويلين البطن تليينًا معتدلًا، والمملوح أقل غذاء من الرطب، وهو رديء للمعدة، مؤذ للأمعاء، والعتيق يعقل البطن، وكذا المشوي، وينفع القروح، ويمنع الإسهال‏.‏
وهو بارد رطب، فإن استعمل مشويًا، كان أصلح لمزاجه، فإن النار تصلحه وتعدله، وتلطف جوهره، وتطيب طعمه ورائحته‏.‏ والعتيق المالح، حار يابس، وشيه يصلحه أيضًا بتلطيف جوهره، وكسر حرافته لما تجذبه النار منه من الأجزاء الحارة اليابسة المناسبة لها، والمملح منه يهزل، ويولد حصاة الكلى والمثانة، وهو رديء للمعدة، وخلطه بالملطفات أردأ بسبب تنفيذها له إلى المعدة‏.‏




الزيت

قال تعالى‏:‏ ‏{‏يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار‏}‏ ‏[‏النور‏:‏35‏]‏‏.‏ وفي الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏كلوا الزيت وادهنوا به، فإنه من شجرة مباركة‏)‏‏.‏
وللبيهقي، وابن ماجه أيضًا عن ابن عمر رضي الله عنه، قال‏:‏ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏(‏ائتدموا بالزيت، وادهنوا به، فإنه من شجرة مباركة‏)‏‏.‏
الزيت حار رطب في الأولى، وغلط من قال يابس، والزيت بحسب زيتونه، فالمعتصر من النضيج أعدله وأجوده، ومن الفج فيه برودة ويبوسة، ومن الزيتون الأحمر متوسط بين الزيتين، ومن الأسود يسخن ويرطب باعتدال، وينفع من السموم، ويطلق البطن، ويخرج الدود، والعتيق منه أشد تسخينًا وتحليلًا، وما استخرج منه بالماء، فهو أقل حرارة، وألطف وأبلغ في النفع، وجميع أصنافه ملينة للبشرة، وتبطئ الشيب‏.‏
وماء الزيتون المالح يمنع من تنفط حرق النار، ويشد اللثة، وورقه ينفع من الحمرة، والنملة، والقروح الوسخة، والشرى، ويمنع العرق، ومنافعه أضعاف ما ذكرنا‏.‏



الدهن

روى الترمذي في كتاب الشمائل من حديث أنس بن مالك رضي الله عنهما، قال‏:‏ كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكثر دهن رأسه، وتسريح لحيته، ويكثر القناع كأن ثوبه ثوب زيات‏.‏
الدهن يسد مسام البدن، ويمنع ما يتحلل منه، وإذا استعمل به بعد الاغتسال بالماء الحار، حسن البدن ورطبه، وإن دهن به الشعر حسنه وطوله، ونفع من الحصبة، ودفع أكثر الآفات عنه‏.‏
وفي الترمذي‏:‏ من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ مرفوعًا‏:‏ ‏(‏كلوا الزيت وادهنوا به‏)‏‏.‏ وسيأتي إن شاء الله تعالى‏.‏
والدهن في البلاد الحارة، كالحجاز ونحوه من آكد أسباب حفظ الصحة وإصلاح البدن، وهو كالضروري لهم، وأما البلاد الباردة، فلا يحتاج إليه أهلها، والإلحاح به في الرأس فيه خطر بالبصر‏.‏
وأنفع الأدهان البسيطة‏:‏ الزيت، ثم السمن، ثم الشيرج‏.‏
وأما المركبة‏:‏ فمنها بارد رطب، كدهن البنفسج ينفع من الصداع الحار، وينوم أصحاب السهر، ويرطب الدماغ، وينفع من الشقاق، وغلبة اليبس، والجفاف، ويطلى به الجرب، والحكة اليابسة، فينفعها ويسهل حركة المفاصل، ويصلح لأصحاب الأمزجة الحارة في زمن الصيف، وفيه حديثان باطلان موضوعان على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحدهما‏:‏ ‏(‏فضل دهن البنفسج على سائر الأدهان، كفضلي على سائر الناس‏)‏‏.‏
والثاني‏:‏ ‏(‏فضل دهن البنفسج على سائر الأدهان، كفضل الإسلام على سائر الأديان‏)‏‏.‏
ومنها‏:‏ حار رطب، كدهن البان، ولس دهن زهره، بل دهن يستخرج من حب أبيض أغبر نحو الفستق، كثير الدهنية والدسم، ينفع من صلابة العصب، ويلينه، وينفع من البرش والنمش، والكلف والبهق، ويسهل بلغمًا غليظًا، ويلين الأوتار اليابسة، ويسخن العصب، وقد روي فيه حديث باطل مختلق لا أصل له‏:‏ ‏(‏ادهنوا بالبان، فإنه أحظى لكم عند نسائكم‏)‏‏.‏ ومن منافعه أنه يجلو الأسنان، ويكسبها بهجة، وينقيها من الصدأ، ومن مسح به وجهه وأطرافه لم يصبه حصى ولا شقاق، وإذا دهن به حقوه ومذاكيره وما والاها، نفع من برد الكليتين، وتقطير البول‏.‏




الرطب

قال الله تعالى لمريم‏:‏ ‏{‏وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي واشربي وقري عينا ‏}‏ ‏[‏مريم‏:‏ 25‏]‏‏.‏
وفي الصحيحين عن عبد الله بن جعفر، قال‏:‏ رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأكل القثاء بالرطب‏.‏
وفي سنن أبي داود عن أنس قال‏:‏ كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات، حسا حسوات من ماء‏.‏
طبع الرطب طبع المياه حار رطب، يقوي المعدة الباردة ويوافقها، ويزيد في الباه، ويخصب البدن، ويوافق أصحاب الأمزجة الباردة ويغذو غذاء كثيرًا‏.‏
وهو من أعظم الفاكهة موافقة لأهل المدينة وغيرها من البلاد التي هو فاكهتهم فيها، وأنفعها للبدن، وإن كان من لم يعتده يسرع التعفن في جسده، ويتولد عنه دم ليس بمحمود، ويحدث في إكثاره منه صداع وسوداء، ويؤذي أسنانه، وإصلاحه بالسكنجبين ونحوه‏.‏
وفي فطر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الصوم عليه، أو على التمر، أو الماء تدبير لطيف جدًا، فإن الصوم يخلي المعدة من الغذاء، فلا تجد الكبد فيها ما تجذبه وترسله إلى القوى والأعضاء، والحلو أسرع شيء وصولًا إلى الكبد، وأحبه إليها، ولا سيما إن كان رطبًا، فيشتد قبولها له، فتنتفع به هي والقوى، فإن لم يكن، فالتمر لحلاوته وتغذيته، فإن لم يكن، فحسوات الماء تطفئ لهيب المعدة، وحرارة الصوم، فتتنبه بعده للطعام، وتأخذه بشهوة‏.‏



الريحان

قال تعالى‏:‏ ‏{‏فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم‏}‏ ‏[‏الواقعة‏:‏ 88‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏والحب ذو العصف والريحان‏}‏ ‏[‏الرحمن‏:‏ 12‏]‏‏.‏
وفي صحيح مسلم عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏من عرض عليه ريحان، فلا يرده، فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة‏)‏‏.‏
وفي سنن ابن ماجه‏:‏ من حديث أسامة رضي الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏ألا مشمر للجنة، فإن الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة، نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد وثمرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة في مقام أبدًا، في حبرة ونضرة، في دور عالية سليمة بهتة، قالوا‏:‏ نعم يا رسول الله، نحن المشمرون لها قال‏:‏ قولوا‏:‏ إن شاء الله تعالى، فقال القوم‏:‏ إن شاء الله‏)‏‏.‏
الريحان كل نبت طيب الريح، فكل أهل بلد يخصونه بشيء من ذلك، فأهل الغرب يخصونه بالآس، وهو الذي يعرفه العرب من الريحان، وأهل العراق والشام يخصونه بالحبق‏.‏
فأما الآس، فمزاجه بارد في الأولى، يابس في الثانية، وهو مع ذلك مركب من قوى متضادة، والأكثر فيه الجوهر الأرضي البارد، وفيه شيء حار لطيف، وهو يجفف تجفيفًا قويًا، وأجزاؤه متقاربة القوة، وهي قوة قابضة حابسة من داخل وخارج معًا‏.‏
وهو قاطع للإسهال الصفراوي، دافع للبخار الحار الرطب إذا شم، مفرح للقلب تفريحًا شديدًا، وشمه مانع للوباء، وكذلك افتراشه في البيت‏.‏
ويبرئ الأورام الحادثة في الحالبين إذا وضع عليها، وإذا دق ورقه وهو غض وضرب بالخل، ووضع على الرأس، قطع الرعاف، وإذا سحق ورقه اليابس، وذر على القروح ذوات الرطوبة نفعها، ويقوي الأعضاء الواعية إذا ضمد به، وينفع داء الداحس، وإذا ذر على البثور والقروح التي في اليدين والرجلين، نفعها‏.‏
وإذا دلك به البدن قطع العرق، ونشف الرطوبات الفضلية، وأذهب نتن الإبط، وإذا جلس في طبيخه، نفع من خراريج المقعدة والرحم، ومن استرخاء المفاصل، وإذا صب على كسور العظام التي لم تلتحم، نفعها‏.‏
ويجلو قشور الرأس وقروحه الرطبة، وبثوره، ويمسك الشعر المتساقط ويسوده، وإذا دق ورقه، وصب عليه ماء يسير، وخلط به شيء من زيت أو دهن الورد، وضمد به، وافق القروح الرطبة والنملة والحمرة، والأورام الحادة، والشرى والبواسير‏.‏
وحبه نافع من نفث الدم العارض في الصدر والرئة، دابغ للمعدة وليس بضار للصدر ولا الرئة لجلاوته، وخاصيته النفع من استطلاق البطن مع السعال، وذلك نادر في الأدوية، وهو مدر للبول، نافع من لذغ المثانة وعض الرتيلاء، ولسع العقارب، والتخلل بعرقه مضر، فليحذر‏.‏
وأما الريحان الفارسي الذي يسمى الحبق، فحار في أحد القولين، ينفع شمه من الصداع الحار إذا رش عليه الماء، ويبرد، ويرطب بالعرض، وبارد في الاخر، وهل هو رطب أو يابس‏؟‏ على قولين‏.‏ والصحيح‏:‏ أن فيه من الطبائع الأربع، ويجلب النوم،وبزره حابس للإسهال الصفراوي، ومسكن للمغص، مقو للقلب، نافع للأمراض السوداوية‏.‏



الرمان

قال تعالى‏:‏ ‏{‏فيهما فاكهة ونخل ورمان‏}‏ ‏[‏الرحمن‏:‏ 68‏]‏‏.‏ ويذكر عن ابن عباس موقوفًا ومرفوعًا‏:‏ ‏(‏ما من رمان من رمانكم هذا إلا وهو ملقح بحبة من رمان الجنة‏)‏ والموقوف أشبه‏.‏ وذكر حرب وغيره عن علي أنه قال كلوا الرمان بشحمه، فإنه دباغ المعدة‏.‏
حلو الرمان حار رطب، جيد للمعدة، مقو لها بما فيه من قبض لطيف، نافع للحلق والصدر والرئة، جيد للسعال، ماؤه ملين للبطن، يغذو البدن غذاءً فاضلًا يسيرًا، سريع التحلل لرقته ولطافته، ويولد حرارة يسيرة في المعدة وريحًا، ولذلك يعين على الباه، ولا يصلح للمحمومين، وله خاصية عجيبة إذا أكل بالخبز يمنعه من الفساد في المعدة‏.‏
وحامضه بارد يابس، قابض لطيف، ينفع المعدة الملتهبة، ويدر البول أكثر من غيره من الرمان، ويسكن الصفراء، ويقطع الإسهال، ويمنع القيء، ويلطف الفضول‏.‏
ويطفئ حرارة الكبد ويقوي الأعضاء، نافع من الخفقان الصفراوي، والآلام العارضة للقلب، وفم المعدة، ويقوي المعدة، ويدفع الفضول عنها، ويطفئ المرة الصفراء والدم‏.‏
وإذا استخرج ماؤه بشحمه، وطبخ بيسير من العسل حتى يصير كالمرهم واكتحل به، قطع الصفرة من العين، ونقاها من الرطوبات الغليظة، وإذا لطخ على اللثة، نفع من الأكلة العارضة لها، وإن استخرج ماؤهما بشحمهما، أطلق البطن، وأحدر الرطوبات العفنة المرية، ونفع من حميات الغب المتطاولة‏.‏
وأما الرمان المز، فمتوسط طبعًا وفعلًا بين النوعين، وهذا أميل إلى لطافة الحامض قليلًا، وحب الرمان مع العسل طلاء للداحس والقروح الخبيثة، وأقماعه للجراحات، قالوا ومن ابتلع ثلاثة من جنبذ الرمان في كل سنة، أمن من الرمد سنته كلها‏.‏



الزبيب

روي فيه حديثان لا يصحان‏.‏ أحدهما ‏(‏نعم الطعام الزبيب يطيب النكهة، ويذيب البلغم‏)‏‏.‏ والثاني ‏(‏نعم الطعام الزبيب يذهب النصب، ويشد العصب، ويطفئ الغضب، ويصفي اللون، ويطيب النكهة‏)‏‏.‏ وهذا أيضًا لا يصح فيه شيء عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏
وبعد فأجود الزبيب ما كبر جسمه، وسمن شحمه ولحمه، ورق قشره، ونزع عجمه، وصغر حبه‏.‏
وجرم الزبيب حار رطب في الأولى، وحبه بارد يابس، وهو كالعنب المتخذ منه، الحلو منه الحار، والحامض قابض بارد، والأبيض أشد قبضًا من غيره، وإذا أكل لحمه، وافق قصبة الرئة، ونفع من السعال، ووجع الكلى، والمثانة، ويقوي المعدة، ويلين البطن‏.‏
والحلو اللحم أكثر غذاء من العنب، وأقل غذاء من التين اليابس، وله قوة منضجة هاضمة قابضة محللة باعتدال، وهو بالجملة يقوي المعدة والكبد والطحال، نافع من وجع الحلق والصدر والرئة والكلى والمثانة، وأعدله أن يؤكل بغير عجمه‏.‏
وهو يغذي غذاء صالحًا، ولا يسدد كما يفعل التمر، وإذا أكل منه بعجمه كان أكثر نفعًا للمعدة والكبد والطحال، وإذا لصق لحمه على الأظافير المتحركة‏.‏
أسرع قلعها، والحلو منه وما لا عجم له نافع لأصحاب الرطوبات والبلغم، وهو يخصب الكبد، وينفعها بخاصيه‏.‏
وفيه نفع للحفظ قال الزهري من أحب أن يحفظ الحديث، فليأكل الزبيب، وكان المنصور يذكر عن جده عبد الله بن عباس عجمه داء، ولحمه دواء‏.‏



السمن

روى محمد بن جرير الطبري بإسناده، من حديث صهيب يرفعه ‏(‏عليكم بألبان البقر، فإنها شفاء، وسمنها دواء، ولحومها داء‏)‏‏.‏ رواه عن أحمد بن الحسن الترمذي، حدثنا محمد بن موسى النسائي، حدثنا دفاع بن دغفل السدوسي، عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه عن جده، ولا يثبت ما في هذا الإسناد‏.‏
والسمن حار رطب في الأولى، وفيه جلاء يسير، ولطافة وتفشية الأورام الحادثة من الأبدان الناعمة، وهو أقوى من الزبد في الإنضاج والتليين، وذكر جالينوس أنه أبرأ به الأورام الحادثة في الأذن، وفي الأرنبة، وإذا دلك به موضع الأسنان، نبتت سريعًا، وإذا خلط مع عسل ولوز مر، جلا ما في الصدر والرئة، والكيموسات الغليظة اللزجة، إلا أنه ضار بالمعدة، سيما إذا كان مزاج صاحبها بلغميًا‏.‏
وأما سمن البقر والمعز، فإنه إذا شرب مع العسل نفع من شرب السم القاتل ومن لدغ الحيات والعقارب، وفي كتاب ابن السني، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لم يستشف الناس بشيء أفضل من السمن‏.‏




السمك

روى الإمام أحمد بن حنبل، وابن ماجه في سننه من حديث عبد الله بن عمر، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏أحلت لنا ميتتان ودمان السمك والجراد، والكبد والطحال‏)‏‏.‏
أصناف السمك كثيرة، وأجوده ما لذ طعمه، وطاب ريحه، وتوسط مقداره، وكان رقيق القشر، ولم يكن صلب اللحم ولا يابسه، وكان في ماء عذب حار على الحصباء، ويغتذي بالنبات لا الأقذار، وأصلح أماكنه ما كان في نهر جيد الماء، وكان يأوي إلى الأماكن الصخرية، ثم الرملية، والمياه الجارية العذبة التي لا قذر فيها، ولا حمأة، الكثيرة الاضطراب والتموج، المكشوفة للشمس والرياح‏.‏
والسمك البحري فاضل، محمود، لطيف، والطري منه بارد رطب، عسر الإنهضام، يولد بلغمًا كثيرًا، إلا البحري وما جرى مجراه، فانه يولد خلطًا محمودًا، وهو يخصب البدن، ويزيد في المني، ويصلح الأمزجة الحارة‏.‏
وأما المالح، فأجوده ما كان قريب العهد بالتملح، وهو حار يابس، وكلما تقادم عهده ازداد حره ويبسه، والسلور منه كثير اللزوجة، ويسمى الجري، واليهود لا تأكله، وإذا أكل طريًا، كان ملينًا للبطن، وإذا ملح وعتق وأكل، صفى قصبة الرئة، وجود الصوت، وإذا دق ووضع من خارج، أخرج السلى والفضول من عمق البدن من طريق أن له قوة جاذبة‏.‏
وماء ملح الجري المالح إذا جلس فيه من كانت به قرحة الأمعاء في ابتداء العلة، وافقه بجذبه المواد إلى ظاهر البدن، واذا احتقن به، أبرأ من عرق النسا‏.‏
وأبرد ما في السمك ما قرب من مؤخرها، والطري السمين منه يخصب البدن لحمه وودكه‏.‏ وفي الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال بعثنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ثلاثمائة راكب، وأميرنا أبو عبيدة بن الجراح، فأتينا الساحل، فأصابنا جوع شديد، حتى أكلنا الخبط، فألقى لنا البحر حوتًا يقال لها عنبر، فأكلنا منه نصف شهر، وائتدمنا بودكه حتى ثابت أجسامنا، فأخذ أبو جميدة ضلعًا من أضلاعه، وحمل رجلًا على بعيره، ونصبه، فمر تحته‏.‏



العنب

في الغيلانيات من حديث حبيب بن يسار، عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال‏:‏ ‏(‏رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأكل العنب خرطًا‏)‏‏.‏ قال أبو جعفر العقيلي لا أصل لهذا الحديث، قلت وفيه داود ابن عبد الجبار أبو سليم الكوفي، قال يحيى بن معين كان يكذب‏.‏
ويذكر عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يحب العنب والبطيخ‏.‏
وقد ذكر الله سبحانه العنب في ستة مواضع من كتابه في جملة نعمه التي أنعم بها على عباده في هذه الدار وفي الجنة، وهو من أفضل الفواكه وأكثرها منافع، وهو يؤكل رطبًا ويابسًا، وأخضر ويانعًا، وهو فاكهة مع الفواكه، وقوت مع الأقوات، وأدم مع الإدام، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، وطبعه طبع الحبات الحرارة والرطوبة، وجيده الكبار المائي، والأبيض أحمد من الأسود إذا تساويا في الحلاوة، والمتروك بعد قطفه يومين أو ثلاثة أحمد من المقطوف في يومه، فإنه منفخ مطلق للبطن، والمعلق حتى يضمر قشره جيد للغذاء، مقو للبدن، وغذاؤه كغذاء التين والزبيب، وإذا ألقي عجم العنب كان أكثر تليينًا للطبيعة، والإكثار منه مصدع للرأس، ودفع مضرته بالرمان المز‏.‏
ومنفعة العنب يسهل الطبع، ويسمن، ويغذو جيده غذاء حسنًا، وهو أحد الفواكه الثلاث التي هي ملوك الفواكه، هو والرطب والتين‏.‏



اللحم

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون‏}‏ ‏[‏الطور‏:‏ 22‏]‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏{‏ولحم طير مما يشتهون‏}‏ ‏[‏الواقعة‏:‏ 21‏]‏‏.‏
وفي سنن ابن ماجه من حديث أبي الدرداء، عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏سيد طعام أهل الدنيا، وأهل الجنة اللحم‏)‏‏.‏ ومن حديث بريدة يرفعه‏:‏ ‏(‏خير الإدام في الدنيا والآخرة اللحم‏)‏‏.‏
وفي الصحيح عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام‏)‏‏.‏ والثريد‏:‏ الخبز واللحم، قال الشاعر‏:‏
إذا ما الخبز تأدمه بلحم ** فذاك أمانة الله الثريد
وقال الزهري‏:‏ أكل اللحم يزيد سبعين قوة‏.‏ وقال محمد بن واسع‏:‏ اللحم يزيد في البصر‏؟‏ ويروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏:‏ كلوا اللحم فإنة يصفي اللون ويخمص البطن، ويحسن الخلق‏.‏ وقال نافع‏:‏ كان ابن عمر إذا كان رمضان لم يفته اللحم، وإذا سافر لم يفته اللحم، ويذكر عن علي‏:‏ من تركه أربعين ليلة ساء خلقه‏.‏
وأما حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ الذي رواه أبو دواد مرفوعًا‏:‏ ‏(‏لا تقطعوا اللحم بالسكين، فإنه من صنيع الأعاجم، وانهسوه، فإنه أهنأ وأمرأ‏)‏‏.‏ فرده الإمام أحمد بما صح عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من قطعه بالسكين في حديثين، وقد تقدما‏.‏
واللحم أجناس يختلف باختلاف أصوله وطبائعه، فنذكر حكم كل جنس وطبعه ومنفعته ومضرته‏.‏
لحم الضأن‏:‏ حار في الثانية، رطب في الأولى، جيده الحولي، يولد الدم المحمود القوي لمن جاد هضمه، يصلح لأصحاب الأمزجة الباردة والمعتدلة، ولأهل الرياضات التامة في المواضع والفصول الباردة، نافع لأصحاب المرة السوداء، يقوي الذهن والحفظ‏.‏ ولحم الهرم والعجيف رديء، وكذلك لحم النعاج، وأجوده‏:‏ لحم الذكر الأسود منه، فإنه أخف وألذ وأنفع، والخصي أنفع وأجود، والأحمر من الحيوان السمين أخف وأجود غذاء، والجذع من المعز أقل تغذية، ويطفو في المعدة‏.‏
وأفضل اللحم عائذه بالعظم، والأيمن أخف وأجود من الأيسر، المقدم أفضل من المؤخر، وكان أحب الشاة إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مقدمها، وكل ما علا منه سوى الرأس كان أخف وأجود مما سفل، وأعطى الفرزدق رجلاً يشتري له لحمًا وقال له‏:‏ خذ المقدم، وإياك والرأس والبطن، فإن الداء فيهما‏.‏ ولحم العنق جيد لذيذ، سريع الهضم خفيف، ولحم الذراع أخف اللحم وألذه وألطفه وأبعده من الأذى، وأسرعه انهضامًا ‏.‏
وفي الصحيحين‏:‏ أنه كان يعجب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ولحم الظهر كثير الغذاء ، يولد دمًا محمودًا ‏.‏ وفي سنن ابن ماجه مرفوعًا ‏:‏ ‏(‏أطيب اللحم لحم الظهر‏)‏‏.‏
لحم الجمل
فرق ما بين الرافضة وأهل السنة، كما أنه أحد الفروق بين اليهود وأهل الإسلام، فاليهود والرافضة تذمه ولا تأكله، وقد علم بالإضطرار من دين الإسلام حله، وطالما أكله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه حضرًا وسفرًا‏.‏
ولحم الفصيل منه من ألذ اللحوم وأطيبها وأقواها غذاء، وهو لمن اعتاده بمنزلة لحم الضأن لا يضرهم البتة، ولا يولد لهم داء، وإنما ذمه بعض الأطباء بالنسبة إلى أهل الرفاهية من أهل الحضر الذين لم يعتادوه، فإن فيه حرارة ويبسًا، وتوليدًا للسوداء، وهو عسر الإنهضام، وفيه قوة غير محمودة، لأجلها أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالوضوء من أكله في حديثين صحيحين لا معارض لهما، ولا يصح تأويلهما بغسل اليد، لأنه خلاف المعهود من الوضوء في كلامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لتفريقه بينه وبين لحم الغنم، فخير بين الوضوء وتركه منها، وحتم الوضوء من لحوم الإبل‏.‏ ولو حمل الوضوء على غسل اليد فقط، لحمل على ذلك في قوله‏:‏ ‏(‏من مس فرجه فليتوضأ‏)‏‏.‏
وأيضًا‏:‏ فإن آكلها قد لا يباشر أكلها بيده بأن يوضع في فمه، فإن كان وضؤوه غسل يده، فهو عبث، وحمل لكلام الشارع على غير معهوده وعرفه، ولا يصح معارضته بحديث‏:‏ ‏(‏كان آخر الأمرين من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ترك الوضوء مما مست النار‏)‏‏.‏ لعدة أوجه‏:‏

أحدها‏:‏ أن هذا عام، والأمر بالوضوء، منها خاص‏.‏

الثاني‏:‏ أن الجهة مختلفة، فالأمر بالوضوء منها بجهة كونها لحم إبل سواء كان نيئًا، أو مطبوخًا، أو

قديدًا، ولا تأثير للنار في الوضوء وأما ترك الوضوء مما مست النار، ففيه بيان أن مس النار ليس بسبب للوضوء، فأين أحدهما من الآخر‏؟‏ هذا فيه إثبات سبب الوضوء، وهو كونه لحم إبل، وهذا فيه نفي لسبب الوضوء، وهو كونه ممسوس النار، فلا تعارض بينهما بوجه‏.‏


الثالث‏:‏ أن هذا ليس فيه حكاية ولفظ عام عن صاحب الشرع، وإنما هو إخبار عن واقعة فعل في أمرين، أحدهما‏:‏ متقدم على الآخر، كما جاء ذلك مباين في نفس الحديث، أنهم قربوا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لحمًا، فأكل، ثم حضرت الصلاة، فتوضأ فصلى، ثم قربوا إليه فأكل، ثم صلى، ولم يتوضأ، فكان آخر الأمرين منه ترك الوضوء مما مست النار، هكذا جاء الحديث، فاختصره الراوي لمكان الإستدلال، فأين في هذا ما يصلح لنسخ الأمر بالوضوء منه، حتى لو كان لفظًا عامًا متأخرًا مقاومًا، لم يصلح للنسخ، ووجب تقديم الخاص عليه، وهذا في غاية الظهور‏.




الطب النبوي

الإمام ابن قيم الجوزية





أتمنى إنكم تستفيدون من هذه المعلومات القيمة
__________________
__________________
إلى العضوة
من مدير الموقع عبقرينو
لو اردي الرجوع الرجاء مراسلتي لاعطائك كلمة المرور الجديدة
لقد قمت بتغير كلمة المرور الخاصة بك
فلا يمكنك الدخول بهذا الحساب دون الرجوع إلى الإدارة
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:30 PM.