|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
في ذكرى إعدام صدام حسين… ما الذي تحقق للعراق
في ذكرى إعدام صدام حسين… ما الذي تحقق للعراق
د. طارق ليساوي كلما إحتفل* المسلمون بعيد الأضحى المبارك، إلا و تذكر جزء واسع من المسلمين حدث إعدام الرئيس الشهيد “صدام حسين”، إذ تم إعدامه في *فجر يوم عيد الأضحى 10 ذو الحجة الموافق ل 30 كانون الأول 2006. و قلنا جزء من المسلمين لأن بعضهم يرى أنه طاغية ظالم و هلم جرا من الإتهامات، ولا يستحق تبعا* لذلك وصف “شهيد”، و برأيهم أن إعدامه بهذه الطريقة هو إنتصار للحق و العدل و هذا الرأي يسود لدى جزء واسع من* “الشيعة”، وأيضا أعداء صدام القدامى… *والجدير بالذكر، أن إعدامه تم صوريا من قبل الحكومة العراقية التي نصبها الإحتلال الأمريكي، وجاء أفرادها على ظهر الدبابة الأمريكية وبحماية المارينز.. فعلى الرغم، من أنه وفقا للقانون الدولي يعد أسير حرب إلا أن سلطات الاحتلال سلمته للحكومة العراقية تحايلا على مقتضيات القانون الدولي وخاصة اتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب المؤرخة في 12 آب/أغسطس 1949. *هذا وقد استنكرت العديد من الشعوب العربية و الإسلامية، و* قطاع واسع من الحقوقيين و المراقبين** الكيفية و التوقيت و السياق الذي تم فيه تنفيذ حكم الإعدام، *ورأى كثيرون أن “صدام حسين لم يحظى بالعدالة التي يستحقها مذنبا كان أم لا، ورأوا في شنقه في أول أيام العيد توقيتا أُسيء اختياره أو اختير مع سبق الإصرار والترصد…”. *و بعد مرور نحو عقد ونيف على إعدامه و نحو 15 سنة على احتلال العراق، و بالنظر إلى ما تحقق للعراق خلال هذه الفترة ، لا يسعنا إلا الترحم على الرجل، بل إن قطاع واسع من أولئك الذين عارضوا حكمه أصبحوا يتحسرون على أيام حكمه،* فرغم الحصار الذي فرض على العراق منذ غزو الكويت إلى حدود تاريخ الاحتلال الأمريكي للبلاد،* فمع كل هذا الحصار الغاشم، إلا أن* الشعب العراقي لم يعاني ما يعانيه في عهد “الديموقراطية” الأمريكية، و الاحتجاجات الشعبية بجنوب العراق، و التي تطالب بالكهرباء و الماء و الشغل، خير مثال على مانقول… كما أن وضع الإقليم العربي، والتغلغل الإيراني في العراق، و العديد من العواصم العربية، دليل على صواب رؤية و تصور نظام صدام حسين، وسعيه *لمحاصرة تمدد نظام ولاية الفقيه الذي سيطر على إيران في أعقاب الثورة التي أطاحت بنظام الشاه.. كما أن موقف الرجل من بعض الأنظمة الحاكمة في العالم العربي وخاصة بالخليج، كان فيه قدر من الحدس السياسي، فمن كان يتصور أن يتم سفك الدم العربي بمباركة و دعم مالي و سياسي من قبل دول الخليج، و في مقدمتها السعودية ، ومن كان يتصور أن تهرع البلدان العربية إلى الإرتماء في الحضن الصهيوني، و التحيز للصهاينة، و التفريط في القدس والتواطؤ على تسليمها للصهاينة بموجب ما أصبح يعرف بصفقة القرن و قرار “ترامب ” بالاعتراف* بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ولم نرى رد فعل رسمي أو حتى شعبي مؤثر و معترض على هذا القرار… و الواقع أني لا أدافع عن الرجل، فمن دون شك أنه كان طاغية، وارتكب أخطاء سياسية، وانتهاكات جسيمة في حق شعبه، لكن و نحن في شهر ذو الحجة، نعم ارتكب الرجل خطأ سياسيا جسيما بغزو الكويت، ودون شك استدرج لذلك من قبل الإدارة الأمريكية، لكن بالمقابل لماذا تتدخل اليوم السعودية و الإمارات في اليمن و تحاول احتلال مواقع حيوية فيها، ولماذا تتدخل روسيا في سوريا و “النيتو” في ليبيا، أليس في ذلك انتهاك لسيادة هذه البلدان ? فبأي حق** يحل هذا* التدخل العسكري وسفك دماء الشعب اليمني و الليبي و السوري ..? فالرجل كرمه الله بأن يعدم في أعظم أيام الله، و أعدم بأيدي قوات الإحتلال الأمريكي ، بينما رأينا في ثورات الربيع العربي أنظمة تسقط بأيدي شعوبها، ورئيسين عربيين ي***ون بأيدي من إستضعفوهم وظلموهم، و لولا التدخل الأجنبي و الثورات المضادة لرأينا المزيد من الأنظمة تسقط وتحاكم أو تعدم ، ورأينا كيف سفكت دماء العزل في ثورات الربيع العربي، ودمرت بلدان بأكملها لا لشيء سوى لأن الشعوب رفعت شعار الحرية، الكرامة و العدالة الاجتماعية… مات الرجل وهو يدافع عن شعبه، ومات أبناءه وهم يحملون السلاح في وجه المحتل، ولم يترك خلفه أموال طائلة في البنوك الغربية و الملاذات الضريبية، فحتى القصور و المنقولات كانت مملوكة للدولة العراقية…نترحم على الرجل ، لأنه لم ينهب بلده على غرار ما فعل حكام عرب سابقون و لاحقون…و على غرار ما فعل حكام العراق الجدد، فالثروات المنهوبة في العراق تقدر بمئات ملايير الدولارات من ثروات العراق النفطية التي تذهب لجيوب وحسابات خاصة…فيكفي الشعار الذي حمله المحتجين في البصرة “لا نعاني من قلة الموارد ولكن من كثرة اللصوص”… وننوه أنه لا ينبغي تفسير كلامنا هذا على أنه تعاطف أو تأييد* للطغيان و الإستبداد السياسي، و انتهاك حقوق و كرامة الإنسان ، فنحن نرفض كل هذه الممارسات و نستهجنا، لكن ندافع عن الرجل من منطلق مبدأ بسيط مفاده، أن كل من تعارضه أمريكا و إسرائيل و تحاربه و تعدمه، فهو تبعا لذلك، يخدم مصلحة شعبه و أمته، بينما من تكيل له الولايات المتحدة و الصهاينة المدح و الدعم والحماية، ينبغي النظر إليه بقدر كبير من التوجس، فهؤلاء من دون شك يخدمون مصالح أسيادهم و بالضرورة يتم ذلك على حساب مصالح الوطن و المواطن و قضايا الأمة… فالمؤكد أن الكل سيموت إن أجلا أم عاجلا، لكن بون شاسع بين من يشنق بأيدي أكبر قوة عسكرية شهدها التاريخ، وبين من يعدم بيد ضعفاء و مستضعفي وطنه الذين نهب ثرواتهم وخرب مستقبلهم، فصدام ديكتاتور و طاغية، لكن حتى أشد معارضيه، لم يتهموه باللصوصية و تهريب ثروات العراق لحسابه و حساب أفراد أسرته، لكن لننظر إلى حال عراق ما بعد الإحتلال،* فبدلا من ديكتاتور واحد أصبحت البلاد تعيش تحت وطأة 1000 ديكتاتور، وبعد مرور نحو 15 سنة من إسقاط نظام صدام لا أمن تحقق، و لا ديموقراطية أينعت، و لا عيش كريم تجذر، إذ لازالت غالبية الشعب العراقي تعاني التهجير والعوز و انعدام الأمن، والدمار و الفساد هو المشهد المهيمن.. *لكن غالبية الشعب العراقي أدركت أنها كانت ضحية للتضليل وتحريف الحقائق، وشيطنة صدام حسين ونظامه، لكن سبحان الله فالذين داسوا صور صدام بالأقدام أصبحوا يحملونها على الأكتاف إحتجاجا على الفساد والطائفية، و نهب ثروات البلاد، وهذا الوعي هو خير انتصار لذكري الرجل ، الذي نؤكد على أنه ارتكب أخطاءا و جانب الصواب،* لكنه لم يكن لصا و لا خائنا لوطنه وأمته، لكن* أصل الحكاية أن تطلعه لبناء عراق قوى مستقل لم ترضي أمريكا و ربيبتها إسرائيل فهل ينكر أحد أن* طائرات هذه الأخيرة دمرت في جنح الظلام، المفاعل النووي العراقي تموز ليلة7* حزيران 1981، خشية حصول العراق على قنبلة نووية?… والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون… إعلامي و أكاديمي مغربي متخصص في الاقتصاد الصيني و الشرق آسيوي |
العلامات المرجعية |
|
|