اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا

محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-06-2018, 06:34 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي














رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-06-2018, 06:54 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي








السيرة حياة - الحلقة الثامنة و العشرون - المقطع الاول
بكاء أبوبكر الصديق يوم عرفة .. هذا نعي رسول الله ﷺ
النبي قبل الوفاة بـ 15 يوم








السيرة حياة - الحلقة الثامنة و العشرون - المقطع الثاني - الجزء الأول
هؤلاء اشتاق لهم النبي ﷺ قبل الوفاة .. فهل نحن منهم؟








السيرة حياة - الحلقة الثامنة و العشرون - المقطع الثاني - الجزء الثاني
الأدب النبوي مع زوجاته حتى في لحظة الوفاة








السيرة حياة - الحلقة الثامنة و العشرون - المقطع الثالث
آخر خطبة للنبي ﷺ قبل الوفاة
كلمات النبي الأخيرة تبكي لها القلوب قبل العيون






السيرة حياة - الحلقة الثامنة و العشرون - المقطع الرابع
قصة آخر مرة نزل فيها جبريل عليه السلام إلى الأرض .. يوم وفاة النبي ﷺ
السيدة عائشة تحكي لحظة وفاة النبي








السيرة حياة - الحلقة الثامنة و العشرون
وفاة النبي .. ما أطيبك حيًا وميتًا يا رسول الله
العشر أيام الأخيرة من حياة النبي ﷺ لحظة بلحظة
ما أصعب لحظات فراق رسول الله.







السيرة حياة | وفاة النبي .. ما أطيبك حيًا وميتًا يا رسول الله - الحلقة 28


https://www.youtube.com/watch?v=yrzOxgolUtM











آخر تعديل بواسطة عزة عثمان ، 14-06-2018 الساعة 07:10 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14-06-2018, 07:17 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي



آخر تعديل بواسطة عزة عثمان ، 14-06-2018 الساعة 09:10 AM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14-06-2018, 08:42 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي







حجة الوداع
وصايا ودروس وعبر
**************
لكل شيء نهاية، ولكل أجل كتاب، ولكل قصة خاتمة،
وكثيرًا ما ينتهي عمر إنسان دون أن يرى حلمه يتحقق،
ودون أن يشاهد خطته تنجح،
ولكن من سعادة الإنسان حقًّا أن يطيل الله سبحانه وتعالى
في عمره حتى يرى ثمار عمله، ونتيجة جهده،
فيسعد بذلك أيَّما سعادة، ويشعر أن تعب السنين
لم يذهب هباءً منثورًا، ولا يشترط للإنسان المخلص
أن يرى نتيجة كَدِّه وتعبه، لكن لا شك أنها نعمة
من الله سبحانه وتعالى، ومِنّة عظيمة لا تقدر بثمن.
وانظروا إلى قول الله تعالى:
{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ
وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ}

[التوبة: 14].



فمع أنه ليس من الضروري لكل مقاتل في سبيل الله
أن يرى النصر، والتمكين، وهزيمة أعداء الإسلام،
إلا أنه مما لا شك فيه أن رؤية هذه الأمور نعمة من الله
سبحانه وتعالى يَمُنّ الله تعالى بها على بعض عباده.
وحيث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أحب الخلق إلى الله سبحانه وتعالى،
فإنه شاء ألا يموت الرسول عليه الصلاة والسلام
حتى تقرّ عينه برؤية ثمار جهده الطويل،
وتعبه المضني، وجهاده الذي لم ينقطع.



لقد عاش الرسول صلى الله عليه وسلم حتى رأى
الجزيرة العربية بكاملها تقريبًا تدخل في الإسلام،
وتُقِرُّ به بعد حرب ضروس، ومقاومة عنيفة.
ها قد دخل الناس في دين الله أفواجًا،
وها قد وصلت الدعوة إلى معظم أماكن المعمورة،
ها قد مُكِّن للإسلام، وارتفعت رايات التوحيد في كل مكان،
ها قد عادت الكعبة المشرفة إلى حقيقتها،
رجعت كما كانت أيام إبراهيم عليه السلام،
بيتًا يُوحَّد فيه الله، ولا يُشرك به أحدًا.



لا أستطيع وصف سعادة الرسول صلى الله عليه وسلم
بكل هذا الخير، لقد كان يسعد عليه الصلاة والسلام
إذا آمن رجل واحد، وكان يقول:
"لأَنْ يَهْدِي اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ".
وها هو الآن، لا يرى رجلاً ولا رجالاً يؤمنون فقط،
بل يرى الجموع الغفيرة، والقبائل العظيمة،
والبلاد الكثيرة تدخل في دين الله أفواجًا،
سعادة لا تدانيها سعادة في الدنيا،
أن تجد الأفراد والشعوب يختارون طريق الهدى،
ويَنْعَمون باتباع شرع الله رب العالمين.



لكن في الوقت نفسه، فإن رؤية كل هذا التمكين،
وكل هذا الفتح المبين كان يحمل معنى آخر
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولعموم المسلمين،
وهو أن مهمَّة الرسول عليه الصلاة والسلام
كرسول قد انتهت، أو أشرفت على الانتهاء.
إن مهمة الرسول عليه الصلاة والسلام كانت البلاغ،
وها قد تحققت مهمته على الوجه الأكمل،
فوصلت الرسالة بيضاء نقية إلى كل أهل الجزيرة العربية،
بل تجاوزت ذلك إلى ممالك العالم القديم،
فوصلت الدعوة إلى فارس والروم ومصر واليمن
والبحرين وعُمان وغيرها، واكتملت كل
-أو معظم- بنود الشرع الحكيم.
وإذا كان قد حدث ذلك، فمعناه أن حياة الرسول
عليه الصلاة والسلام قد قاربت هي الأخرى على الانتهاء.
ومع كل الألم الذي يصاحب النفس عند تخيل ذلك،
إلا أن الواقع يقول -كما ذكرنا قبل ذلك- أنه لكل شيء نهاية،
ولكل أجل كتاب، ولكل قصة خاتمة.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14-06-2018, 08:43 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي




حجة الوداع وعلامات اقتراب أجل الرسول


في أواخر العام العاشر من الهجرة،
كان واضحًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولصحابته أن أجل الحبيب عليه الصلاة والسلام قد اقترب،
ومن رحمة رب العالمين أنه مهد لهذا
الموت بأحداث ومواقف وعبارات،
وذلك ليهوّن على المسلمين مصابهم الفادح، وأزمتهم الطاحنة.



** كان فتح مكة نفسه، وإسلام هوازن وثقيف،
وقدوم الوفود تلو الوفود على المدينة المنورة لتعلن إسلامها،
كانت هذه الأمور نفسها علامة من علامات اقتراب الأجل؛
لأن المهمة - كما ذكرنا - قاربت على الانتهاء.



** ثم إنه في شهر رمضان من السنة العاشرة من الهجرة
اعتكف عليه الصلاة والسلام عشرين يومًا
بدلاً من عشرة أيام فقط، كما كان معتادًا،
وكان هذا وكأنه تمهيد لأمته أنه يعتزلها،
ويبعد عنها مدة أطول من المدة المعتادة،
وسيأتي وقت يبعد عنها بجسده تمامًا، وإن كان سيظل بروحه،
وسنته، وأقواله، وأفعاله، وتوجيهاته معهم إلى يوم القيامة.



** وفي شهر رمضان أيضًا راجعه جبريل عليه السلام
القرآن مرتين، بدلاً من مرة واحدة كما كان معتادًا،
وكأنه يؤكد قبل موت الرسول عليه الصلاة والسلام
على الدستور الذي سيبقى للأمة، وإلى يوم القيامة.
كان هذا في شهر رمضان،
وفي شهر شوال تُوُفِّي ابنه إبراهيم ،
ومع أن البعض كان يتمنى أن لو بقي شيء من عقبه.

جاء في مسند أحمد عن معاذ بن جبل
أنه بعثه إلى اليمن وقال له:
"يَا مُعَاذُ، إِنَّكَ عَسَى أَنْ لا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا،
أَوْ لَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي هَذَا أَوْ قَبْرِي".




وفي شهر ذي القعدة من السنة العاشرة بدأ الرسول
عليه الصلاة والسلام في الاستعداد للقيام بالحج
للمرة الأولى في حياته ،
والتي عُرفت في التاريخ بحجة الوداع،
ودعا إليها القبائل المختلفة من كل أنحاء الجزيرة العربية،
وتوافدت فعلاً القوافل متجهة إلى المدينة لصحبة الرسول
عليه الصلاة والسلام في طريقه من المدينة إلى مكة،
ومنهم من توجه مباشرة إلى مكة المكرمة،
وقد تجاوز المسلمون الذين حضروا هذه الحجة مائة ألف مسلم،
وذكر بعض الرواة أن عددهم كان يزيد على مائة ألف
وأربعة وأربعين ألفًا من المسلمين.



"أيها الناس، افسحوا وتباعدوا عن الطرقات،
ألا ترون ذلكم الركب المبارك، في يوم السبت لأربع
بقين من ذي القعدة سنة عشر من الهجرة المباركة"
،
هكذا نادى منادي رسول الله "صلى الله عليه وسلم".
نادى منادي رسول الله "صلى الله عليه وسلم" بقصده الحج
لهذا العام، فاجتمع حوله مائة وأربعة وأربعون ألفًا من الناس
في مشهد عظيم، فيه معان العزة والتمكين،
ألقى الرعب والفزع في قلوب أعداء الدعوة ومحاربيها،
وكان غصة في حلوق الكفرة والملحدين.


قبل ثلاثٍ وعشرين سنة من ذلكم الوقت،
كان هناك فرد وحيد، يعرض الإسلام على الناس فيردوه،
ويدعوهم فيكذبوه، في ذلكم الحين كان المؤمن لا يأمن
على نفسه أن يصلي في بيت الله وحرم الله.

ها هم اليوم مائة وأربعة وأربعون ألفًا يلتفون حول
الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم في مشهدٍ يوحي
بأكمل معان النصر والظفر، ويجسد صورة رائعة،
تحكي بأن الزمن وإن طال، فإن الغلبة لأولياء الله وجنده،
مهما حوربت الدعوة وضيق عليها،
وسامها الأعداء ألوان العداء والاضطهاد،
فإن العاقبة للحق ولأهل الحق العاملين المصلحين:
(وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم
مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَاء وَٱلضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ
ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ
أَلا إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ)

[البقرة:214].



سار ذلكم الركب المبارك يدوس الأرض،
التي عُذّب من عُذّب فيها، وسحب على رمضائها مَنْ سُحِب،
ساروا يمرّون على مواضع لم تزل عالقة في ذكراهم،
ذاقوا فيها ألوان العذاب والقهر والعنت،
سار "صلى الله عليه وسلم" ليدخل المسجد الحرام
الذي لطالما استقسم فيه بالأزلام، وعبدت فيه الأصنام،
دخله طاهرًا نقيًا، تردد أركانه وجنباته لا إله إلا الله،
ورجع الصدى من جبال بكة ينادي: لبيك اللهم لبيك.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14-06-2018, 08:44 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي



بعد أن أتم النبي صلى الله عليه وسلم إبلاغ الرسالة ،
وفُتحت مكة ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً ،
فرض الله الحج على الناس وذلك في أواخر السنة التاسعة من
الهجرة ، فعزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الحج ،
وأعلن ذلك ، فتسامع الناس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يريد الحج هذا العام ، فقدم المدينة خلق كثير كلهم يريد أن يحج
مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن يأتم به.



ولقد حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة واحدة،
كانت أعظم حجة في التاريخ وأفضلها،
أقام فيها شعائر الله تعالى، وعظّم حرماته،
وصدع بدينه، وبين للناس مناسكهم،
وخطب ينذرهم ويعلمهم ويبشرهم.



لما عزم عليه الصلاة والسلام على الحج أذّن في الناس به،
فتجهزوا للخروج معه، وسمع ذلك من حول المدينة،
فقدموا يريدون الحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ووافاه في الطريق خلائق لا يحصون،
فكانوا من بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله مدّ البصر،
(جاء ذلك في حديث جابر رضي الله عنه
في وصف حجة النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج
ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج،
فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله
عليه وسلم، ويعمل مثل عمله فخرجنا معه... "

أخرجه مطولاً مسلم [1905-1907-1908-1909]،
وابن ماجه [3074]).
كلهم شرفوا بالحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وهل حجة أفضل من حجة يؤمهم فيها أفضل البشر،
وخاتم الرسل؟! يهتدون بهديه، ويستنون بسنته،
ويقلدونه في أفعاله، وينعمون برؤيته، ويستمعون إلى خطابه،
ويأخذون عنه مناسكهم، ويشاركونه
في تعظيم الله تعالى وذكره وشكره



فيالله العظيم ما أعظم تلك الحجة!
ويا لسعادة من حضرها!
إن من حضرها طاف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت،
ووقف معه في عرفة، وفي المشعر الحرام في مزدلفة،
وشاركه في الهدي وفي الجمار، وبات معه في منى،
واستمع إليه وهو يخطب في الناس يعلمهم مناسكهم ودينهم،
ويحضهم على ما فيه فلاحهم، وينهاهم عما يضرهم.
فلو كان الأمر بالاختيار لاختار كل المسلمين
أن يحجوا معه عليه الصلاة والسلام،
ولكن ذلك فضل من الله تعالى يؤتيه من يشاء
والله ذو الفضل العظيم.



لماذا سميت حجة الوداع؟!


عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
"كنا نتحدث بحجة الوداع والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا،
ولا ندري ما حجة الوداع"

(رواه البخاري [4141] وأحمد [2-135]، وأبو يعلى [5586]).


وفي رواية:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
"وقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر
بين الجمرات في الحجة التي حج بهذا،
وقال: «هذا يوم الحج الأكبر»،
فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
«اللهم أشهد، وودع الناس»،
فقالوا: "هذه حجة الوداع"

(هذه رواية للبخاري [1655]).



قوله: "ولا ندري ما حجة الوداع"
كأنه شيء ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فتحدثوا به،
وما فهموا أن المراد بالوداع وداع النبي صلى الله عليه وسلم
حتى وقعت وفاته صلى الله عليه وسلم بعدها بقليل،
فعرفوا المراد، وعرفوا أنه ودّع الناس بالوصية التي أوصاهم بها:
أن لا يرجعوا بعده كفاراً،
وأكد التوديع بإشهاد الله تعالى عليهم
بأنهم شهدوا أنه قد بلغ ما أُرسل إليهم به،
فعرفوا حينئذ المراد بقولهم حجة الوداع
(فتح الباري لابن حجر [8-107]).


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14-06-2018, 08:46 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي




صفة حجة الرسول عليه الصلاة والسلام



خرج الرسول عليه الصلاة والسلام من المدينة في الخامس والعشرين
من ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة ،
وانطلق بعد الظهر حتى بلغ ذي الحليفة ،
فاغتسل لإحرامه وادهن وتطيب ، ولبس إزاره ورداءه ،
وقلد بُدنه ، ثم أهل بالحج والعمرة وقرن بينهما ،
وواصل السير وهو يلبي ويقول:
( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ،
إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك )
،
فلما قرب من مكة ، نزل بذي طوى ، وبات بها ليلة الأحد
من اليوم الرابع من ذي الحجة ، وصلى بها الصبح ، ثم اغتسل ،
ودخل مكة نهاراً من أعلاها ، فلما دخل المسجد الحرام طاف بالبيت ،
وسعى بين الصفا والمروة ، ولم يحل من إحرامه ، لأنه كان قارناً
وقد ساق الهدي معه ، وأمر من لم يكن معه هدي من أصحابه أن
يجعلوا إحرامهم عمرة ، فيطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة ،
ثم يحلوا من إحرامهم ،
وأقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بمكة
أربعة أيام من يوم الأحد إلى يوم الأربعاء .



وفي ضحى يوم الخميس الثامن من ذي الحجة
توجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن معه
من المسلمين إلى منى ، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب
والعشاء والفجر ، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس ،
وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة - وهو موضع
بالقرب من عرفات وليس من عرفات - ،
فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -حتى نزل بنمرة ،
ولما زالت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له ،
فأتى بطن وادي عرنة ، وقد اجتمع حوله الألوف من الناس ،
فخطب الناس خطبة جامعة ذكر فيها أصول الإسلام ،
وقواعد الدين ، وكان مما قاله -صلى الله عليه وسلم -:
( إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم ، كحرمة يومكم هذا
في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا كل شيء من أمر الجاهلية
تحت قدمي موضوع ، ودماء الجاهلية موضوعة ،
وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث ،
كان مسترضعا في بني سعد ف***ته هذيل ،
وربا الجاهلية موضوع ، وأول ربا أضع ربانا
ربا عباس بن عبد المطلب ، فإنه موضوع كله ،
فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمان الله ،
واستحللتم فروجهن بكلمة الله ،
ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ،
فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ،
ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ،
وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ،
كتاب الله ، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون ؟
قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ،
فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس :
اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، ثلاث مرات ) .



ثم أذن المؤذن ثم أقام فصلى بالناس الظهر ،
ثم أقام فصلى العصر ، ولم يصل بينهما شيئاً ،
ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
حتى أتى موقف عرفات ، فاستقبل القبلة ،
ولم يزل واقفاً حتى غربت الشمس ،
وهنالك أنزل عليه قوله تعالى:
{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي
ورضيت لكم الإسلام دينا }

( المائدة 3) .
وعندما سمعها عمر رضي الله عنه بكى،
فقيل له: ما يبكيك؟ قال: إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان.
أخرجه البخاري.



فلما غربت الشمس أفاض من عرفات،
وأركب أسامة بن زيد خلفه ،
ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول :
( أيها الناس عليكم السكينة ) ، حتى أتى المزدلفة ،
فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ،
ولم يصل بينهما شيئاً ، ثم نام حتى أصبح ،
فلما طلع الفجر صلاها في أول الوقت ،
ثم ركب ، حتى أتى المشعر الحرام - وهو موضع بالمزدلفة - ،
فاستقبل القبلة ، ودعا الله وكبره وهلله ووحده ،
ولم يزل واقفاً حتى أسفر الصبح وانتشر ضوء ه ،
ثم دفع إلى منى قبل أن تطلع الشمس ، وهو يلبي ولا يقطع التلبية ،
وأمر ابن عباس أن يلتقط له حصى الجمار سبع حصيات ،
فلما وصل إلى منى رمى جمرة العقبة راكباً بسبع حصيات ،
يكبر مع كل حصاة .



ثم خطب الناس خطبة بليغة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر
وفضله عند الله وحرمة مكة على غيرها ،
وأمرهم بالسمع والطاعة ، وأن يأخذوا عنه مناسكهم ،
ويبلغوا عنه ، ونهاهم أن يرجعوا بعده كفاراً
يضرب بعضهم رقاب بعض .

ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثاً وستين بُدنة بيده ،
ثم أمر علياً أن ينحر ما بقي من المائة .

فلما أكمل - صلى الله عليه وسلم - نحر الهدي
استدعى الحلاق فحلق رأسه ،
وقسم شعره بين من حوله من الناس .



ثم أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة راكباً ،
وطاف بالبيت طواف الإفاضة ، وصلى بمكة الظهر ،
ثم رجع إلى منى في نفس اليوم ، فبات بها ،
فلما أصبح انتظر زوال الشمس ، فلما زالت ودخل وقت الظهر
أتى الجمرات ، فبدأ بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة ،
يرمي كل جمرة بسبع حصيات ، ويكبر مع كل حصاة ،
وفعل ذلك في بقية أيام التشريق ،
وأقام النبي - صلى الله عليه وسلم - أيام التشريق بمنى
يؤدي المناسك ، ويعلم الشرائع ، ويذكر الله ،
ويقيم التوحيد ، ويمحو معالم الشرك .


وفي اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ،
نفر النبي صلى الله عليه وسلم من منى ،
فنزل بخيف بني كنانة من الأبطح ،
وأقام هناك بقية يومه وليلته ،
وصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ،
ونام نومة خفيفة ، وبعدها ركب إلى البيت ،
فطاف به طواف الوداع ، ثم توجه راجعاً إلى المدينة .
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:06 AM.