|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
إليك يا قمري المـسجى (قصيدة)
إلهي، قد طغى الموجُ العُبابُ وقد ضلَّت مسيرتَها الرِّكابُ وقد شدَّتْ معاصمَنا قيودٌ وغاصَتْ في جوانحِنا الحرابُ أَنبقى والسِّياطُ تشبُّ فينا مواقدها ويصهرُنا العَذابُ؟ وتكتبُنا الخناجرُ حاقداتٍ وتقطفُ في ظهيرتِنا الرِّقابُ ونحن نطيرُ من بابٍ لبابٍ ولم يُفتَحْ على الطُّرَّاقِ بابُ وما زالَتْ قوافلُنا عِطاشاً ويضحكُ من بلاهتِنا السَّرابُ ننامُ على الفجيعةِ والضحايا ونصحو والتراشقُ والسِّبابُ وتقرعُنا القوارعُ لا نبالي ويبقى العرسُ ما بقيَ المصابُ كأنَّ دماءَ إخوتِنا شرابٌ تُدارُ بهِ الكؤوسُ فيُسْتَطابُ فيا ذلَّ القوافلِ والقوافي إذا غابَ المُخَضَّبُ والخِضابُ وأسألُ: كيفَ لا تَلِدُ الليالي فتاها، والدُّجى ظِفْرٌ ونَابُ؟ ولم تَعشقْ رماحُ الفتحِ أفقاً أماتَتْ في أسنَّتها الرِّغابُ؟ وكيفَ تظلُّ واجمةً خيولٌ وفوقَ الشمسِ كانَ لها قِبابُ وتغفو أمةٌ ولها حُداءٌ متى نطقَتْ بهِ.. نطقَ الصوابُ وأسألْ عنكَ يا قَمري المُسَّجى أمَا همسٌ لديكَ.. أمَا جوابُ؟ ألم تبصرْ هَوَامَ الأرضِ سَكرى على دَمِنَا ويحتفلُ الذُّبابُ؟ صراخُ القدسِ في أذني شُوَاظٌ وفي لبنانَ قد نعَقَ الغرابُ ونحن نغطُّ تتخمُنا الأماني وتُسكُرنا الربيبةُ والربابُ وأعجبُ كيفَ ت***ُنا الصحارى وهذا البحرُ غمرٌ وانسكابُ وكيفَ يُمزِّقُ الآلافَ جوعٌ وفوقَ رؤوسِنا رقَصَ السَّحابُ؟ وكيفَ نظلُّ والصحراءُ تيهٌ ومثلَ الشمسِ قد سطعَ الكتابُ أفيقي أُمَّةَ الإسلامِ.. هُزِّي سيوفَ الفتحِ فالرومانُ آبوا أما آنَ الأوانُ ليومِ فصْلٍ بهِ تُشفَى المُصابةُ والمُصابُ فيا ربِّي لجأْتُ إليكَ أشكو وقد حطَّتْ بساحتِكَ الرِّكابُ نُمرِّغُ في حماكَ وجوهَ ذُلٍّ ونضرَعُ أن يكونَ لنا انتسابُ تلاحقُنا الكبيراتُ اللواتي ننوءُ بها ويفضحُنا الكتابُ ونقرأُ كيفَ نقرأُ شائهاتٍ من الأعمالِ.. طارَ بها الصوابُ فيا رُحماكَ إنَّ دَمِي سؤالٌ وإنَّ رضاكَ عن دَمِيَ الجوابُ إليكَ إليكَ ترتحلُ المطايا فأنتَ لنا البدايةُ والمَآبُ أ. محمود مفلح
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|