اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-10-2017, 08:53 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
Impp ضحايا لأهوائهم أم ضحايا لجهلهم؟!


ذاكَ الانفلاتُ الأخلاقِيُّ الذي صار وصمة عارٍ في مجتمعنا، يُمزِّقُ حِبالَنا المدعومةَ بالثقة، ويبثُّ في أرواحنا العبثَ والتشتُّت تجاهَ هذا الوطن المكلوم!
إحباطٌ يَتْلوه إحباطٌ، وخيبة تُشَيَّد فوق مثيلاتِها، فلا نحن أسوياء الفِطرةِ، ولا نحن مبدعو الفِكْر!
نُسطِّر بأنفسِنا صفحاتٍ قاتمةَ اللون في تاريخٍ مُعوجٍّ؛ تارةً يخشى البعض على بَنِيه من عَقبات تلك الفترة العصيبةِ في مستقبلٍ رُبَّما ليس ببعيدٍ عنَّا! والبعضُ يتجوَّل بفِكْره كيف يواجه بَنِيه بهذا التاريخ المشوب بعواصفِ الانحطاط والهمجيَّة!

لا تعجَبْ؛ فالجميع يَهابُ تلك الحفرةَ الصمغيَّةَ التي لا ينفلتُ مَن جُذب إليها إلا وهو مُشوَّه الجسدِ، مطعون الأُفق...
فلا بدَّ أن نكسوَ أنفسَنا صماماتٍ شوكيةً لا تمتزج مع ذاك الصمغ الذي يفتِك بنا.
ومن هنا... نحاولُ أنْ تقعَ أعينُنا على بعض المثيراتِ والأسباب التي تُزيِّن لفاقد الرؤية أن يُصبحَ أسيرًا لها!

ولكن يبقى السؤال هنا: أَهُمْ ضحايا لأهوائهم، أم ضحايا لجهلهم؟!
• ربَّما هُمْ ضحايا لتلك الأهواء والنفسِ الأمَّارة بالسوء في ظلِّ انعدام مجاهدتها، والانسياب المُفْرِط لشهواتها، وتناسي ثم نسيان تلك الأصول والمبادئ التي تغرسها الفطرة السليمة عند أُولِى الألباب...
وآثرتُ أن أقول: الفطرة، دون اقترانها بدَوْر الآباء؛ لأنَّ البعضَ منهم - لا أَجْزِم بالعامَّة - صار أسيرًا لجمع المال، معتقدًا أنَّ كلَّ ما يطلبه الشابُّ ويتمنَّاه هو العيشُ ثريًّا، فلا يُبالي بمَنْ يُخالِل؟ ولا بمن يقتدي؟ لا يُسائله أين يُنفِق الأموالَ التي يسوقها إليه؟ ولا حتى يمنحه أدنى حقوقه من الاحتواء، أو يفيض عليه مِنَ الحنان!

لتمرَّ الأيامُ ويُفزَع الوالدُ أو الراعي مِن غَفْوته على فاجعةٍ هي القاتلةُ حقًّا؛ والندم غير مُستباح، وجنة الدنيا باتت خاويةً على عروشها! وكيف لا؟! والرعيةُ هم الضحية؛ فمنهم مَن باتَ لا يركنُ إلى الإسلام، وخرَّ ساجدًا للداعين إلى الإلحاد! والأُخرى تخلَّت عن الحجاب وتتفاخرُ بفعلها الدنيء باسم الحرية، مشكِّكةً بالتبعية لأهوائها وأهواء المشكِّكين في آياتِ وأحكام القرآن... إلخ من الخيبة والحسرة، التي لا يَعِيها الرُّعاة إلا بعد أن تأكل الذئابُ قصعتها، وتنهَش الكلابُ عقول البشر!

• وربَّما مِن زاويةٍ أخرى أنهم ضحايا لجهلهم؛ فلا يملكون من العلم - حتى الضئيل - ما يُحصِّنون به أنفسهم من الاندراج في مصيدة العميان.
ربَّما لفَقْر التوجيه نحو تحمُّل مسؤوليةِ تثقيفِ الذات والبحث والتدبُّر؛ ليذوق حلاوة الإيمان، فلا تهُزُّه تلك الرياحُ العاصفة ولا تزعزعه، في ظلِّ القضاء المُمَنهج على مُمارسة الدعوة إلى الله، والمعرفة الحقيقة بالرحمن وتشريعات الإسلام، والردِّ على الشُّبهات!

ولا ضَيْرَ أنْ نُفجَع بأبناء بعضِ علَّامَةِ العصر مُقيَّدًا في سجن الظلام؛ فهل يُبَرَّأُ هؤلاء بدعوى انشغالِهم بالدعوة العامة والاعتكافِ على الاطِّلاع؟!
فلا يجدُ الشابُّ مَن يلتقطُه مِنْ بحرِ أفكارِه البائسة إلا متبنُّو القضاءِ على الإسلام، فيميل للحديث إليهم بداءةً باسم مناقشتِهم ومعرفة كيف يُفكِّرُ هؤلاء، ودون درايةٍ وبدون أيَّةِ مقدِّمات ينقاد لأفكارهم الجَهْلاء، ويتحدَّثُ بألسنتهم النَّتنَة، وبعقولهم البلهاء، مثيرًا لشبهاتهم، معلنًا حربَ العَداءِ مع ذاك العلَّامة الذي ربَّما أساءَ التقديرَ، أو جَهِل خُبثَ وغَدْرَ الفِتَنِ القاضية على أهلها!

كلُّ هذا التحذير والحُرقةِ لا تعني أنِّي أُلقِي جُرْمَ الأبناء على الآباء؛ أكانوا دعاةً وفقهاءَ، أم غيرهم من عامَّتِنا، ولنتذكر معًا أنَّ ابنَ سيدنا نوحٍ كان كافرًا؛ لكن الفكرة أننا لا نتوانى في أيِّ وسيلةٍ مباحة لجذب واحتواءِ الشباب؛ حتى نتمكَّن من الردِّ على هؤلاء الفَجَرة بالأدلَّة العقلية والمنطقية، فإنْ وُفِّقْنا فذاك فضلٌ من الله، وإنْ أَخْفَقنا فلنردِّد حينها: ابن سيدنا نوحٍ كان كافرًا... فلنتَّقِ اللهَ في أنفسنا ورعيَّتِنا وشباب أُمَّتِنا!

نعم، أيقنت بذاك العُسْر في سَرْد كلِّ ما يجول بخاطري تجاه هذا الخطر الذي يهدِّدنا، لكنَّها كلمات من صفحاتٍ، وصفحاتٌ من كتبٍ، أردتُ أنْ أَحفِرَ في العقول ضخامةَ هذا البلاء العظيم، وإلا سنندمُ، ولاتَ وقتَ الندم.

جهاد شرف الدين
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28-10-2017, 02:02 AM
Mr. Bayoumy Ghreeb Mr. Bayoumy Ghreeb غير متواجد حالياً
معلم لغة انجليزية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 9,181
معدل تقييم المستوى: 20
Mr. Bayoumy Ghreeb is on a distinguished road
افتراضي

خالص شكري و تقديري لحضرتك : بارك الله فيك
__________________
Minds, like parachutes, only work when opened
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:51 PM.