اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-01-2009, 12:44 AM
الصورة الرمزية إيهاب خميس إدريس
إيهاب خميس إدريس إيهاب خميس إدريس غير متواجد حالياً
مدرس اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 217
معدل تقييم المستوى: 17
إيهاب خميس إدريس is on a distinguished road
افتراضي صواريخ حماس أفضل من جيوش الدول العربية بالدليل الواقعي

تتبنى بعض العقول أطروحات في مجملها ثلاث أفكارٍ رئيسةٍ :
الفكرة الأولى : أنَّ صواريخ المقاومة و(ألاعيبها) القتاليةهي السبب المباشر فيما حدث لغزّةَ، وبالتالي فهي شريكة (للجزار) في جريمة (ال***)،بل هي التي وضعت الشاةَ بين يدي الجزار وأمسكتها ب*** ليتسنى له ال*** كما يريد!
الفكرة الثانية: أنّ المقاومة الفلسطينية الإسلامية إنّماتسعى إلى السلطة من جهة، وتحقيق أجندة خارجية من جهة أخرى، وكل ذلك على حسابالفلسطينيين المساكين، متاجِرةً بدمائهم، غير عابئة بأرواحهم!
الفكرة الثالثة: أنَّ المقاومة الفلسطينية لا تشكر جميلاً،ولا تحفظُ معروفاً، وأنّها تستلم تبرعاتِ الدولِ بيد وترجمهم بحجارة التخوين باليدالأخرى!
وجِماعُ هذهالأفكار الثلاثة أن المقاومة الفلسطينية المسلحة ( غلطانة من ساسها لراسها ) كماتقول العامة! أو هي غارقةٌ في الرَّطَأِ واللُّغابةِ والتَّهْتارِ والطَّرَطِ (كلهابمعنى الحماقةِ)،ورموزها أصحابُ هَذَرٍ وكَنْخَبةٍ ( كلها بمعنى الخلط في الكلام ) كما يقول العرب الأقحاح!
بعبارةٍ أخرى تفضيهذه المقولات إلى فكرةٍ مركزية واحدةٍ هي أنَّ خيار المقاومة المسلحة خيار خاطئٌ منكل جهةٍ. وأن الحل ّ – كما قال أحدهم - يكمنُ " في العقل والحكمة والسياسة الواعيةالمنضبطة، بعيداً عن الشعارات والهتافات الفارغة التي تضرّ أكثر مما تنفع".
وسأكون هنا معنياًبمناقشةِ الفكرةِ الأولى فحسب؛ لأنّه من العبثِ أن يصدق عاقل أن أولئك المقاتلينالذين حملوا أرواحهم على أكفّهم، واصطفوا في طوابير الشهادةِ منذ عشرات السنين همطلاب سلطة! نحن نفهم أن يكون الفارُّون من المعتركِ، والذين يعيشون في الرفاهيةِيجنون الملايين، والذين يكتفون بالتصريحات وهم آمنون، نفهم أن يكون أولئك طلابسلطة.. لكنْ كيف يكون طالبَ سلطةٍ من يشرع صدره للموتِ، ويطلبُ الشهادة بابتسام؟وكيف يكونُ طَلاّبَ سلطةٍ من لم تُغيِّر السلطةُ شيئاً من أحواله الماديةوالاجتماعية؟
كيف للمقاومة أنتكون باحثةً عن سلطةٍ وكل قياداتها تقريباً نالت الشهادةَ أو تعرضت لمحاولة اغتيال؟
ثم كيف تكون ( متفرّسةً ) ذات أجندة إيرانية (فارسية) وهي التي جاءت بطوعها إلى صلح مكةَ تلكالخطوة التي أغضبت إيران غضباً شديداً لأنّها أعطت للسعودية شرف السبق؟
وأمّا المنُّ علىإخواننا بتبرعاتِنا، والغضب إذا اشتكوا من بعض تقصيرنا، فلا أجد لها مثلاً إلاطالباً كلِّف بثلاث واجباتٍ، فأنجز واحداً منها على وجهه وأغفل اثنين، فلما لامهأستاذُهُ على ترك الواجبين غضب وقال: ألا يكفيك أنني حللتُ الواجبَ الأول بإتقان!!
حسناً .. لقدتبرعنا .. وأردنا بذلك وجه الله لا شكر الناس .. وقد شكرَنا إخواننا مع ذلك علناًورحبوا بوقفتنا لكنهم عتبوا علينا أننا تركناهم يموتون وي***ون وقد كان بوسعنا أننفعل أشياء كثيرة.
هل أخطؤوا ؟!! لا أظنّ !!
ولكن هكذا يظنُّمن يمنُّ على الناس بما أعطاهم ..بل .. بل بما أعطاهم غيره!!
ولو شئنا أن نجريَعلى هذا النفسِ من ( المَنِّ ) فإنَّ المنة هي لإخواننا الفلسطينيين، فهم الذيأوقفوا طموحاتِ إسرائيل التي لو تركت لالتهمتنا ولكانت طائراتها اليوم فوق بيوتنا! وعليهِ فإنّنا كل ما أعطيناهم لا يساوي جزءاً يسيراً من فضلهم علينا بصدّهم هذاالعدوان وإيقافِهِ عند حدوده.
لكل ماسبق قلتُ: إنني سأقتصر على مناقشة الفكرةالأولى .. فكرة أن صواريخ المقاومة هي سبب المشكلة.
مقارنةٌ تكشفُ الحقيقة ...
لنبدأ نقاشنا من هذه المقارنة التاريخية بين ماحدث قبل اثنتينوأربعين سنة ومايحدث الآن.
في حرب حزيران 67تمكّنت إسرائيلُ من تدمير كامل سلاح الجو الأردني ، ومعظمِ السلاح الجويّ السوريّ ،وعددٍ كبيرٍ من طائراتِ الجيش العراقي!! واستولت على منابع النفط في سيناء !! وسيطرت إسرائيل على منابع مياه الأردن!! وتحكمتْ في خليج العقبة!! واكتشف العربُأنّهم خسروا – في خمسة أيام فقط - عشرة آلاف شهيد وجريح ، وخمسة آلاف أسير ، وأنّهقد شُرّد نحو 330 ألف فلسطيني !! وأنَّ إسرائيل قد احتلت أراضي من خمس دول عربيةهي: مصر (شبه جزيرة سيناء وغزة)، وسوريا (هضبة الجولان)، ولبنان (مزارع شبعا)،والأردن (الضفة الغربية والغور)، والسعودية (جزيرتا تيران وصنافير على مدخل خليجالعقبة) .. واكتشفوا أيضاً أنّ ما احتلته إسرائيل في تلك الحرب ضاعف مساحتها ثلاثمراتٍ!! [ انظر : فلسطين دراسات منهجية : 304 ] و[الاستراتيجيات العسكرية : 315 ] .
وأبشع من هذا كله .. ضاعت القدس !!
لم تكن إسرائيلوقتها في مواجهةِ الفلسطينيين وحدهم بل واجهت العرب جميعاً ..
العرب الذين كانوايمتلكون قرابة ألفين وثلاثمئة دبابة مقابل ألف دبابة إسرائيلية !
العرب الذين كانوايمتلكون قرابة ستمئة طائرة بإزاء مئة وسبعٍ وتسعين طائرةً إسرائيلية !
العرب الذين كانتعداد مقاتليهم ثلاثمئة وثلاثين ألفاً بإزاء مئتين وخمسين ألفاً من الإسرائليين !
ومع تفوق ميزانالقوى لصالح العرب كان ما كان .. وشهد الخامس من حزيران يونيو 1967م أقصر حرب فيالتاريخ .. حرب لم تدم أكثر من خمسةِ أيام ضاع فيها كل شيء!!
انتهت المقاومة .. وانكسرت الجيوش .. واستسلم الجميع !!! وبقيتالجولان وسيناء وشبعا محتلةً حتى الآن أو في حكم المحتلة!!
واليوم ..
هانحنُ في اليومالحادي عشر من أيام حرب غزةَ الغاشمة ..
الحربُ التي بدأتبغتةً بعد تطميناتٍ (عربية) للفلسطينيين بألا شبحَ حربٍ يلوح في الأفق !!
الحرب التي اختارتإسرائيل لبدايتها توقيت الذروة ( الحادية عشر والنصف صباحاً ) ليزداد عدد الضحايا.
الحرب التي ألقتوتلقي فيها إسرائيل بثقلها العسكري أطناناً من القذائف على بقعةٍ صغيرة لاتتجاوزمساحتها 300 كلم مربع .
الحرب التي لمتتصد لها إلا المقاومة الفلسطينية دون أن يكون لها عون عسكريٌّ من أيِّ جهةٍخارجية.
الحربُ التي كانتفيها الأنظمة العربية عوناً على الفلسطينيين بإغلاق المعابر، وكبح المسيرات،والتباطؤ في عقد القمة، والتراخي في اتخاذ قرارات شجاعةٍ مؤثرةٍ.
الحرب التي كانفيها بعض الفلسطينيين عوناً على إخوانهم حتى إنهم لم يجدوا شيئاً يقولونه سوىالتصريح بأنهم ( جاهزون ) لملء الفراغ السياسي الذي سيحصل في غزة بعد العدوان!!!
الحرب التي لعبتْفيها الآلة الإعلامية لعبتها القذرة فجعلت الضحيةَ مجرماً وشغلت الناس بصواريخالمقاومة عن أطنان قذائف الأ****ي!!
ومع كل هذهالوقائع والحقائق .. إلا أنَّ صواريخ المقاومة مازالت تنطلق! بل إنها بلغت حيث لمتبلغ من قبل !! وأصابت أكبر قاعدةٍ جوية إسرائيلية!! وبدأ اليهود يختبئون فيالملاجئ!!
وما إن بدأالاجتياح البريّ حتى حصدتْ المقامةُ أرواح عشرات الجنود الإسرائيليين!!
هل لاحظنا الفرق بين الموقفين ؟
إنَّ يهودياًواحداً داخل إسرائيل لم يصب بالفزع عقيب حرب سبعة وستين .. وهانحن نرى في حرب غزةمليون إسرائيلي في دائرة الخوف ، يدخلون إلى الملاجئ ، ويعطلون دراستهم ، ويبكون !!
إنّ مسؤولاًيهودياً واحداً لم يساوره القلق عشية حرب سبعة وستين وفي حرب غزة يرى الملايين عبرشاشات التلفزة وزيراً يهودياً يغلبه الفزع ويختبئ تحت سيارة ليبث من هناك تهديداتهوتوعداته !!
كانت ابتسامةُليفي أشكول وموشي دايان تتسعُ مع مرور كل يوم من أيام الحرب وما بعدها، وهانحن نرىابتسامات أولمرت وباراك وليفني تتقلصُ مع مرور كل يوم!!
ماالذي تغير؟
ما الذي جعل دولالعربِ مجتمعةً تنهزم أمام حرب الأيام الخمسة بينما تصمدُ حركات مسلحةٌ في وجهِحربٍ ضروس؟
إنّ تبنّي فلسطينالداخل لخيار ( المقاومة المسلحة ) هو الذي أحدث هذا الفارق الجوهري ! إنّ ( حجر ) المقاومة ، و(مقلاع) المقاومة، (وبندقية) المقاومة، و(صاروخ) المقاومة .. هو ماأحدث هذا البون الشاسع.
وهذا ما يجب أننعيه جيداً .. قبل أن نزعم أن ( صواريخ المقاومة) هي مشكلة فلسطين.
باعتقادي أنالصواريخ هي ( حل ) وليست ( مشكلة ) .. فقد كنّا نُضربُ ونصمتُ و(نبوس) كفَّ منضربنا .. على الأقل الآن نُضربُ ونضرِبُ.
تاريخٌ حافلٌ بالدمِ ...
وربما كانبالإمكان تصديقُ أن صواريخ المقاومة وحدها كانت سبباً لعدوان إسرائيل لو لم تكنإسرائيل نفسها قد نفذت عشرات المجازر البشعة دون أن تستفزّها صواريخُ ولا حتى حجارة !
لقد ارتكبت إسرائيل نحو 70 مجزرة بحقِّ الفلسطينيين بهدف التهجير والتطهيرالعرقي، برزت منها 17 مجزرة بشعة منها دير ياسين وقبية واللد وعيلوط والطنطورةوالصفصاف وصبارين وغيرها.
وأكثر من هذاامتدت مجازر إسرائيل إلى خارج حدود فلسطين !!
في الـ11 منفبراير 1967 نفذ الجيش الإسرائيلي مجزرة أبو زعبل بمنطقة القاهرة و*** 69 عاملامصرياً فيما جرح مائة آخرون.
وفي الثامن منأبريل 1970 نفذت إسرائيل م***ة مدرسة بحر البقر بمنطقة بور سعيد *** خلالها 46طالبا بالصف الأول وجرح 16 آخرون.
وفي عام 1982 نفذتقوات الكتائب والقوات الإسرائيلية بقيادة وزير الدفاع وقتذاك أرييل شارون مجزرتيصبرا وشاتيلا اللتين ***ا فيهما نحو 1600 شخص.
وفي عام 18 أبريل 1996 استهدفت مجزرة "عناقيد الغضب" مدينة (قانا) و*** يومها 109 مدنيا لبنانياًكثيرون منهم أطفال ونساء احتموا داخل مقر لقوات الأمم المتحدة, وأصيب بالمجزرة 351شخصا آخرون. [ انظر تفصيلا أوسع لهذه المجازر فيhttp://www.almotamar.net/news/33318.htm ]
هذهنماذجُ فقط ..
فهلكانت صواريخ المقاومة التي لم توجد إذْ ذاك سبباً في هذه المجازر؟!
إنَّ قراءة تاريخكثير من هذه المجازر يبين بوضوح أنها كانت بمبادأة إسرائيلية! أي أنها لم تكن بسبباستفزازٍ ما! إلا إذا اعتبرنا أن بقاء الإنسانِ في أرضِهِ وعدم مغادرتِهِ لهااستفزازاً !!
ولو تتبعناالتاريخ لوجدنا أن كل انتخابات إسرائيلية سبقتها مجزرة عاصفة، فشارون تصدر بعدم***تِهِ (جهنم المتدحرجة)، وبيريز صعدتْ به إلى رئاسة الوزراء (عناقيد الغضب)،وليس سراً أن ليفني تخوضُ عبر هذه الحرب معركةً انتخابيةً، ويكفينا أنّ وكالةالأنباء الفرنسية ذكرت في بداية الحرب أنَّ باراك وليفني سجلا تقدما في الاستطلاعاتعلى نتنياهو جراء الحملة على غزة!
وقد نشرتْ وكالة فلسطين برس للأنباء بتاريخ 13/11/2008م – أي قبل عدوان غزة بشهرٍ ونصفٍ، وقبل أن تعلن المقاومة انتهاء الهدنةـ نشرت هذا التصريح : " حذّر الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطينالسفير محمد صبيح من خطورة الفترة التي تدخل فيها إسرائيل انتخابات جديدة والتييزداد خلالها الهوس واستعمال ال*** وال*** خارج نطاق القانون، المدان دوليا لتحقيقأهداف سياسية".
زد على ذلك أنجُلَّ الذين تولوا رئاسة وزراء إسرائيل كانوا أعضاء في منظماتٍ إرهابيةٍ لها تاريخحافلٌ بالجرائم.
فهل نظن بعد هذاأن المقاومة لو استسلمت لذَبْحِ الحِصار، ولم تحرك ساكناً لما أصاب غزة ما أصابها،ولما ***ها (الجزار)؟
ثم هل منالعقلانية و الواقعية الغفلة عن عشرات التقارير التي ملأت صحف العالم والتي تتحدّثعن إعداد لهذه الحرب المدمرة منذ ستة أشهر ؟ بل تحدثت عن تواطؤ دولي هنا وهناك؟وأضواء خضراء تلقتها إسرائيل من قريبٍ وبعيد؟
كيف تصبح صواريخالمقاومة سبباً بينما إسرائيل تعد للحرب وقت توقف هذه الصواريخ واشتغال الغزيينبمشكلة الحصار ؟
التزامٌ ووفاء ...
حماس لم تنهِالهدنة .. الهدنةُ كانت تنتهي تلقائيا في 19/12/2008م وما أعلنته حماس أنها لن تجددالهدنة . وعدم تجديد الهدنة شيءٌ آخرُ يختلف تماماً عن خرقها.
ولم يكن عدم تجديدالهدنة قرار حماس وحدها .. بل كان قرار جميع الفصائل الفسطينية في غزة .. كانقراراً إجماعياً .. يمكنُ أن نتفهّمه جيداً عندما نتذكر شروط التهدئة الرئيسة: (وقفالعدوان، رفع الحصار، فتح المعابر، نقل التهدئة إلى الضفة الغربية)، هذه هي شروطالتهدئة فهل نفذت إسرائيل منها شيئاً؟
وهل من العقل أنتوافق غزةُ على تمديد الهدنة بينما إسرائيل تنتهكها شروطها الرئيسة فتحاصر غزةوتخنقها وتمنع عنها الماء والغذاء والوقود والكهرباء؟ هدنة مع حصار وتجويع؟ أهذهسياسة أم تياسة ؟
أم أن العقلانيةوالحكمة لاتكون إلا بالتسليم المطلق والخضوع التام للإملاءات الإسرائيلة ؟
لقدأدرك (أردوغان) - وهو سياسيٌّ ذهب في التعاون مع إسرائيل إلى مدى بعيد _ هذهالحقيقة وكان شجاعاً في إعلانها حين حمّل إسرائيل المسؤولية لأنها هي التي لم تلتزمبالتهدئة ورفضت عرضا تركيا للوساطة بينها وبين حماس.
خيارات الداخل ...
المتكلمون عناستفزاز صواريخ المقاومة يصورون للناس أن فلاناً وفلاناً من القادة يتاجرونبالشعارات وأن الشعب هو الضحية!!
إنالجواب يأتي من الشعب نفسه ..
الشعب الفلسطينيالذي خرج قبل الحرب بأيامٍ قليلةٍ في حشودٍ ضخمةٍ مؤيداً لخيار المقاومة والجهاد .. ومصطفا مع الحكومة التي اختارها ، " ووفقاً لوكالات الإنباء فإن هذا الاحتشادالشعبي كان الأضخم في التاريخ الفلسطيني المعاصر" [ من مقالةللدكتور مهنا الحبيل ]
صدقوني هذهالملايين لم تخرج من أجل سواد عيون فلان أو فلانٍ، أو تعلقاً باسم حركةٍ أو حزب لقدخرجت تأييدا لخيار المقاومة الذي يمثله اليوم فلان وقد يمثله غداً غيره.
جرى ذلك في الوقتالذي عجز فيه ( خيار المفاوضات ) حتى عن عقد مؤتمره العام بسبب كثرة الانشقاقاتوالاختلافات التي كان حلها بفصل الكوادر المشاغبة كما قيل !!
الشعبُ الذي قيلإن ( المقاومة ) حشرته في ( صندوق ) ضيق، وتاجرت بدمه، وجعلته عرضةً للعذاب.. هذاالشعبُ هو الذي يخرج هاتفاً للمقاومة مؤيداً لبرنامجها، وهو الذي اختارها ابتداءًلتحكمه وقد كان على وعيٍ ببرنامجها ومعرفةٍ بمنطقها المقاوم... وهو الذي نسمعُهُعبر الفضائيات والاتصالات الهاتفية الشعبية- في قلبِ الحربِ يشدُّ على يد المقاومينويطلب منهم الانتقام من اليهود.
ثم نأتي نحن لنقول .. مسكين هذا الشعب!! قامر به أبطال حروب الحناجر!!
السؤال المعاكس ...
وهناك جانب يجبالالتفات إليه ..
دائماً ما يتحدثهؤلاء المتهمون للمقاومة بمنطق : انظروا ماذا سببت المقاومة من دمار باستفزازهالإسرائيل ..
ولكن أحداً منهملم يطرح السؤال بشكل معاكس : ماذا كانت ستفعل إسرائيل لو لم تكن هناك مقاومة ؟!!
ألم تكن إسرائيلإذْ قامت تتحدث عن دولة عظمى من البحر إلى النهر ؟ ألم تكن تتحدثُ عن إبادة كاملةٍللفلسطينيين ؟ هل نسينا تصريحات ليفي أشكول وجولدا مائير وموشي دايان وإسحاق رابين؟!! ماالذي خفض سقف الطموحات الإسرائيلية؟ وقلل أحلامها؟
أليست المقاومةالمستمرة هي التي أجبرت إسرائيل على بعض التنازلات ؟ أليست ( السلطة الوطنية ) التييدعو أربابها اليوم إلى ترك خيار القتال أليست هي وليدة المقاومة والقتال ؟ أكاناليهود يسمحون بشيء كهذا على هزاله لولا ما وجدوه من مقاومة صلبةٍ ؟
الصواريخ والنموذج الإدراكي ...
لنطرح المسألة من زاوية أخرى .. هي الزاوية الفكرية الاجتماعية :
يجب أن ندرك جيداًأنّ معظم المستوطنين الإسرائيليين الحاليين هم مجرد مرتزقة، فأكثرهم لم يأتِ به إلىفلسطين إلا الرخاء المادي الذي وفرته له الحكومة ، وإذا كانت الأجيال الأولى منالمستوطنين ذات بعدٍ دينيٍّ عقديٍّ في قدومها إلى فلسطين فإن الأجيال الحالية – ومعتزايد معدل العلمنة – تبحث عن العيش الرخيِّ الهانئ! ويدلك على هذا أن الإعلان عنالمستوطنات الإسرائيلية في الصحف الغربية لم يعد يتحدث بمنطق العودة إلى أرضالأجداد !! وإنما بات يتحدث عن مزايا المستوطنة مادياً فقط !!
إذنْ الخارطةالإدراكية للمستوطن اليهودي أنه سيأتي إلى أرض ينعم فيها بالرخاء المادي والنعيموالاستقرار .. إذا فهمنا ذلك جيداً أدركنا أنَّ ( كل ما ينغص على المستوطنين حياتهمهو في النهاية إحباطٌ للمخطط الصهيوني ) !
المسألة إذن ليستمسألة صواريخ لا تزيد على أن تثقب حفراً في شوارع إسرائيل.
المسألة أن هذهالصواريخ البسيطة تهز النموذج الإدراكي للمستوطنين من أساسه، وبالتالي تدفعهمللهرب، ومن ثم يفضي ذلك إلى زوال نموذج إسرائيل كدولة آمنة مستقرة. [ انظر ما كتبه د.المسيري في تجربته الفكرية ص : 524 ـ 526 ] .
هل فهمنا الآنقيمة الصواريخ ؟ بل حتى قيمة الحجر الذي يلقيه الطفل الفلسطيني على اليهود ؟
إنَّ تعطيل الدراسة في جنوب إسرائيل بسبب صواريخ المقاومة يعني شرخاً هائلاًُفي البنية الإدراكية التي صرفت إسرائيل مليارات الدولارات لتغرسها في نفوسمواطنيها.
إنّ صاروخالمقاومة لا يثقب حفرة في أرض إسرائيل فقط .. بل يثقب الكيان الإسرائيلي بأكمله.
الكيل بمكيالين ...
ومن عجيب هذهالقضية أن كل دولةٍ عربيةٍ – ومعها مؤرخوها وكتابها - تصوِّر حروبها التأسيسيةوالتحررية على أنها حروب كرامةٍ ووطنية ثم تُصَوَّرُ حرب المقاومة في فلسطين علىأنها حرب عبثية بصواريخ ورقية؟!!
في عام 1233هـ قررعبد الله بن سعود آخر أمراء الدولة السعودية الأولى مواجهة إبراهيم باشا والي مصر،على الرغم من الفارق الكبير في العدة والعدد بين دولةٍ ناشئةٍ ودولةٍ راسخةٍمدعومةٍ من قبل الخلافة العثمانية. انتهت المعركة باستسلام عبدالله بن سعود، وسقوطالدولة السعودية الأولى، ولم نسمع أحداً يصف تحركاتِهِ بالتهوّر والحماقة!
في عام 1319هـ سارالملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله بأربعين رجلاً وثلاثين بندقية ومائتي ريال إلىالرياض لفتحها!! أربعون رجلاً فقط ببنادق قديمة يخوضون حرباً لفتحِ مدينةٍ واسترجاعمُلْك!!
ومع الفارقالجنوني في العدة والعتاد .. لم نسمع أحداً من إخواننا الكتاب يصف هذه المواقفالسعوديّة بالجنون والتهوّر واستفزاز الخصمِ القويّ!
وفي قلبِ القاهرةينتصبُ شامخاً ( نصب الجندي المجهول )، لقد أقيم هذا البناء (تكريماً) للشهداءالذين قضوا في حرب الاستنزاف!! لقد كانوا أبطالاً إذن ولم يكونوا حمقى ولامتهورين!! وأكثر من هذا أنك ترى التاريخ المصريّ يتغنّى ببطولات المصريين الذينواجهوا الاستعمار الفرنسي بأسلحةٍ بدائيةٍ بعضُها السيوف والسكاكين!! [ اقرؤوا سيرةعمر مكرم ] ، كانوا أبطالاً إذن ولم يكونوا مستفزّين لدولة عظمى!!
التاريخ السورييتغنى بمعارك الأبطال مع فرنسا، والتاريخ الجزائري يفخر بالمليون شهيد في الحرب معالاستعمار، والتاريخ الليبي يكاد (يقدّس) عمر المختار الذي واجه جبروت إيطاليابخيلٍ وبندقية!! وقس على هذا كل دول العالم العربي .. كل الأنظمة العربية اليومتفخر بنضال شعوبها وتحتفل بيومها الوطني .. ألم يكن ذلك النضال غير متكافئ الأطراف؟ألم يسقط فيه الضحايا؟ ألم تحصل بسببه الكوارث؟ فلماذا كان بطولةً في كل تلكالأماكن وكان حماقةً وتهوراً في فلسطين؟ هل يجيبني أحد أولئك الذين يتهمون صواريخالمقاومة؟
القضية هنا ...
إن القضية ليست في( صواريخ ) تطلقها المقاومة ، بل المشكلة عند إسرائيل هي في المقاومة ذاتها، إنهالا تريد أن يوجد شخص واحدٌ يؤمن بخيار المقاومة ولو بعد مرحلةٍ من السياسةِوالمرونة، تريد الجميع أن يكونوا مستسلمين مدجّنين .. ولعلها بعد ذلك ألا ترضىأيضاً ! لأنها في النهاية تريد دولة يهودية خالصةً !! ولعلنا نتذكر تصريح وزيرةالخارجية الإسرائيلية مؤخراً حول أحلامها بدولةٍ يهوديةٍ نقيةٍ!! مما يعني طرد عرب 48 .. هؤلاء الذين ماحملوا سلاحاً ولا أطلقوا صاروخاً واحداً !!!
إنه من المحزن حقاأن نجد كاتباً يهودياً يتفهم هذه الحقيقة بينما يجهلها أو يتجاهلها بعضنا ، يقولكا****ز وزير المخابرات في جنوب أفريقيا ( وهو يهودي معاد للصهيونية ) : " كان هدفالصهيونية منذ البداية هو طرد المواطنين الأصليين حتى تصبح الدولة دولة يهوديةخالصة. وعندما أدرك الفلسطينيون هذا بدأوا في المقاومة" إنه يفهم جيداً أن المقاومةحالة طبيعية تُجاه مستعمر يريد طرد السكان الأصليين. ثم يقول: "هذا هو السببالرئيسي للصراع، من وجهة نظر الكثيرين ".
هكذا يفهم هذااليهوديّ أن علة الصراع هي العدوان الإسرائيلي ابتداءً، ويصرّ طائفةٌ من بني قومناعلى أن المشكلة كلها هي في صواريخ المقاومة !!!
حكاية التوازن ...
وأحسبُ أنَّالشعوب المستعمَرَةَ والمضطهَدَة لو أخذتْ بنصيحةِ هؤلاء (الواقعيين) القاضيةبضرورة توازن القوى وعدم المقاومة إلا عند تكافؤ العَدد والعُدد لبقيت إلى اليوممستعمرةً مستنزفةً خانعةً.
أخبرني عن حالةتحررية واحدةٍ في العصر الحديث أو القديم كان فيها ( المقاوِمُ ) أقوى من المحتل أوحتى في مثل قوتِهِ!
أين حصل مثل هذا؟في فيتنام؟ في جنوب أفريقيا؟ في الهند؟ في مجمل الدول العربية؟ في فرنسا إبان حربهامع النازيين؟ أين؟!!
كل تلك الحالاتالتحررية التي انتهت إلى استقلالٍ وردّ اعتبارٍ كانت كحالةِ فلسطين اليوم تماماً .. مقاومة أضعفُ عدداً وعدةً بكثير لكنها تملك إيماناً وعدالة قضية لا يمتلكهما المحتلالمدجج بالسلاح، "ولم تكن المقاومة في يوم من الأيام مماثلة أو قريبة في قوتها منعدوها بل كانت أضعف منه وهي من يُقدّم الشُهداء، ولكنها تنطلق من توازن الرعب الذييُجرد المحتل من القدرة على استقراره ويفرض عليه برنامجا مضطرباً من خلال الآلةالمقاومة الأضعف هكذا حتى يهتز الاحتلال ويندحر" [ محرقة غزة بغطاء عربي، مهناالحبيل ]
وبعد هذا كله .. فإنَّ المقاومة التي انتقلت من مرحلة الحجارة إلى مرحلة الصواريخ، والتي بدأتصواريخها ببضعةِ كيلومترات ثم وصلت إلى أسدود وسديروت، هذه المقاومة قادرة بإذنالله على مزيد من التطوير وتقليل الفارق يوماً بعد يومٍ.
ختاماً ...
إذا كانتالعقلانية تعني أن يصبح الضحية مجرماً، والمظلوم ظالماً، فلا بارك الله فيها!!
وإذا كانت العقلانية تعني التجرّد من المروءة والإنسانية، والولوغ في دماءال***ى والجرحى فلا مرحباً بها!! وحيهلاً بعقلانيةٍ تنصرُ المظلوم وتقول للظالم: كفى.

__________________
إذا لم تجد عدلا في محكمة الدنيا فارفع ملفك لمحكمة الآخرة فان الشهود ملائكة والدعوى محفوظة و القاضي أحكم الحاكمين
دكتور إيهاب خميس إدريس
معلم أول أ لغة عربية
  #2  
قديم 13-01-2009, 02:14 PM
الصورة الرمزية هانى الشرقاوى
هانى الشرقاوى هانى الشرقاوى غير متواجد حالياً
طالب جامعى
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 4,883
معدل تقييم المستوى: 21
هانى الشرقاوى is on a distinguished road
افتراضي

http://uk.youtube.com/watch?v=NPHOMHNiGd0

شوفوا الرابط دوت
__________________
يا رب
  #3  
قديم 13-01-2009, 08:30 PM
الصورة الرمزية أفنان أحمد
أفنان أحمد أفنان أحمد غير متواجد حالياً
مدرسة العلوم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 1,747
معدل تقييم المستوى: 18
أفنان أحمد will become famous soon enough
افتراضي

جزاك الله خيرا
__________________
لا تظلمن إذا كنـت مقتدرا فالظلــم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عينك والمظلـوم منتبـه يدعو عليك وعيـــن الله لم تنم
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:12 AM.