مجرد رأي و الله أعلم

[محمد حسين الشواربى]

متى نلجأ إلى الدعاء ؟
نحن مأمورون بالدعاء و بالتضرع لله عز و جل في كل وقت و حين و من ينكر ذلك فقد أنكر بعض آيات القرآن و لكن هل الدعاء وحده يكفي في مثل موقف غزة ؟ !!! و ماذا ننتظر بعد الدعاء ؟ هل ننتظر أن تنزل الملائكة لتقاتل اليهود و نحن كمليون صنم نقف متفرجون ؟
فمتى دعا النبي صلى الله عليه و سلم للمسلمين بالنصر ؟ و متى طلب الاستغاثة بجند الله ؟
بعد أن جيش الجيوش و أعد للمشركين ما استطاع من قوة و من رباط الخيل ليرهب به أعداء الدين الذين يحولون بين النبي و بين الدعوة لدين الله عز وجل. ثم طلب النجدة من المولى النصير فلما رأى الله عز وجل الصدق و الثبات في النبي صلى الله عليه و سلم و في أصحابه الغر الميامين أيدهم بنصره و أنزل جنودأً لم يروها و جعل كلمة الله هي العليا و كلمة الذين كفروا السفلى.
أما نحن فما فعلنا شيء من هذا القبيل فنحن نتوجه إلى الشرق الملحد تارة و إلى الغرب الكافر تارة لينصورور دين الله فبالله عليكم هل هذا يعقل ؟!!! و الله لن يأتينا النصر أبداً ما دمنا على هذا الحال. فالله ينصر من ينصره و نحن لم ننصر دين الله في أرضه و يحضرني هنا مقال أحد المجاهدين الصادقين عندما قال لجنوده إياكم و معصية الله فالله ينصرنا بإيماننا فإن تساوينا و أعدائنا في المعصية جعل الله النصر للأقوى في العدد و العدة و هذا ما يحدث اليوم فقد سافرت إلى فرنسا بلد العلمانية الأولى في العالم فما وجدت من فارق كبير بين ما يحدث عندنا و عندهم فنحن متساوون معهم في المعصية و لكنهم سبقونا بقرون عديدة في الديمقراطية و العلم فقادونا و ساقونا حيث يريدون لا حيث نريد .
فلنعم و ليعلم الجميع أن أول عوامل النصر هي العودة إلى الله عز وجل بأعمالنا و سلوكنا و معاملاتنا ثم الأخذ بعوامل النصر و عدم الاعتماد لا على الشرق و لا على الغرب لأنهم لم و لن يحلوا لنا قضيتنا ثم أخيراً نلجأ للدعاء فهو آخر أسلحتنا و ليس سلاحنا الوحيد الذي نعتمد عليه في النصر.
هذا و الله أعلى و أعلم
" فستذكرون ما أقول لكم و أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد "