نصب ولكن باسم الحب

[أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى]

بسم الله الرحمن الرحيم

حكاية حصلت لبنت وبتحكى عنها شوفوا قالت ايه :

هى اتعرفت على شاب فى احدى الكافيهات , شغلها بنظراته وابتساماته

اعتادت ان تراه كل يوم عندما تذهب مع صحباتها للكافيه , فبدأت تتعلق به وتنجذب له

وهو أخذ يلاحقها أينما ذهبت بعيونه, الى أن تقرب منها وبدأ بينهم حوار وكلام

وبالفعل حبته وتعلقت به ولم تقدر على بعده يوم واحد, وأصبح كل شئ فى حياتها

حبته أكثر من نفسها , اتفق معها على أن يتقدم لخطبتها عندما ظروفه تسمح بذلك

وفى يوم اتصل بها وهو يبكى حزين وصوته فيه ألم وحزن شديدين, فقالت له فى لهفة وخوف :

مالك ياحبيبى صوتك فيه ايه احكيلى ايه الى حصل.

فقال لهما بصوت كله يأس وألم :

ولا حاجة ياحبيبتى مجرد تعب بسيط وهيروح لحاله.

فخفق قلبها من صوته الحزين وبدأت تشعر شعور غريب

وقالت له وحياة حبنا تتكلم وتقول مالك فيه ايه ؟

فقال لها: كنت عند الدكتور النهارده وعملت تحاليل واشاعات وقالى:
لابد من عملية فوراااااااا !!!

فصدمت البنت وقالت له : عملية ايه ياحبيبى ؟

قال لها :انا كنت مخبى عليكى انى مريض بالكلى !!!

فاندهشت من الخبر وقالت له : والعملية دى نسبة نجاحها مضمون؟
قال: الدكتور أكدلى انها مضمونة وكتير عملوها ونجحت

لكن المشكلة ياحبيبتى انى عاوز حد يتبرعلى( بكليته) عشان اعيش
فقالت له بلهفة : انا افديك ياحبيبى ومستعدين فى أى تضحية علشانك
قالها : مستحيل طبعا اوافقك على حاجة زى دى مستحيل
قالتله: انا وانت روح واحدة فى جسدين ومستحيل اتخلى عنك انت لازم تعيش
انا ما اقدرش اعيش من غيرك أبداا ولو موتنا نموت مع بعض
وبعد حوار وكلام كتير وافق انها تتبرعله بكليتها لأن ده طلبها وهو مابيحبش يرفض لها طلب أبداااا.

اتفق معاها على يوم يروحوا يعملوا فيه تحاليل عشان يطمن على سلامة صحتها ( وكليتها طبعا) ولما أتأكد من سلامتها طلب منها ان لاتخبر أى حد بالتضحية اللى هتعملها دى
وقالها لما اهلك يسألوا هنقول انك عملت ( الزائدة الدودية )فجأة .

وبالعفل صحيت بدرى من نومها وخرجت الى المستشفى وهناك كان ينتظرها حبيبها

فأخذها وصعد الى الدور العلوى للمستشفى ودخلوا سويا الى حجرة العمليات,

وبعد عدة ساعات أفاقت من العملية وسألت على حبيبها وهى خائفة عليه ومتوترة

وهى تتألم من شدة التعب والام الجرح.

فقالت لها الممرضة انه فى احسن حال والعملية نجحت الحمد لله

وبعد ساعات طلبت من الممرضة ان توصلها الى حجرة حبيبها لتطمئن عليه بعد العملية

فذهبت معها الممرضة الى حجرة المريض وعندما دخلت لم ترى حبيبها !!

فقالت لها : لا ليس هذا الذى عمل العملية معى انتى دخلتينى حجرة غير حجرة حبيبى.

فقالت لها الممرضة بكل ثقة: يابنتى ماهو ده الى انتى اتبرعتيله بالكلية واخوكى الى كان معاكى اخذ الفلوس وذهب ليطمئن والدك عليكى.

فسقطت على الارض فاقدة الوعى من شدة الصدمة
انها وقعت تحت عملية نصب كبيرة الشاب الذى أوهمها بحبه وجعلها تتعلق به كان يخدعها وكل ما يحتاجه منها هى الكلية التى باعها لرجل ثرى بمبلغ كبير
ووقعت هذه الفتاة ضحية للنصب والسرقة التى نسمع عنها هذه الايام

ولكنها اخذت تلوم نفسها لانها وثقت به واعطته الامان
وايضا اخفت على اهلها هذه الجريمة التى فعلتها فى حق نفسها

لقد اختفى الشاب تماما ولم يعثر عليه رجال الشرطة ولا احد يعرف عنه شئ

لقد فعل فعلته وهرب
وترك الفتاة للعذاب والالم وحسرة القلب على ( كليتها ) وعلى قلبها


ياترى فيه ناس بالقسوة دى مفيش حاجة تهمهم غير الفلوس وخلاص؟