اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > أخبار و سياسة

أخبار و سياسة قسم يختص بعرض الأخبار و المقالات من الصحف يوميا (المصرية والعربية والعالمية )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-09-2011, 04:22 AM
غاربله غاربله غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 337
معدل تقييم المستوى: 0
غاربله is an unknown quantity at this point
افتراضي السلف والسلفيون: رؤية من الداخل (1)

السلف والسلفيون: رؤية من الداخل (1)
05-2-2008

غض الطرف عن مبدأ التعديل (الذاتي) أوقع "السلفيين" فيما انتقدوا عليه الناس قديماً، فنبذ التعصب للرجال، ومقولة الرجال يعرفون بالحق، وليس العكس، من أوائل المبادئ التي رفعوها، ثم لما أصبح لهم رجال رموز وقعوا في جدلية الرجال والمبادئ، صاروا يدورون حول الرجال وفوق المبادئ والعجيب أنهم وقعوا في إشكالية الازدواجية في حمل المبدأ: فهم إذا تكلموا عن الآخرين "فكلامهم صراحة وتصحيح، وتقديم للمبادئ على العلاقات والأشخاص. أما إذا تكلم غيرهم عنهم، فلا بد أن يحترم العلماء، ويتأدب معهم، إنها ظاهرة الكيل بمكيالين!


بقلم إبراهيم العسعس

المقدمة

ألا لا يمنعن رجلا هيبةُ الناس،

أن يقول بحق إذا علمه ([1])

إنها رؤية من الداخل، لأن التغيير يبدأ من الداخل.

وهي رؤيةٌ من الداخل، لأن كاتبها يؤمن بأن منهج السلف هو السبيل إلى إصلاح حال الأمة.

وهي رؤية من الداخل، فرضتها أحداث ومواقف كثيرة، مست المنهج، وتعدت الخطأ الفردي، فلم يعد يجدي أن تقول: لعل له عذراً وأنت تلوم. تأتي هـذه الدراسة في وقت الحاجة إلى البيان، بعد أن أصبحت "السلفية" وصفاً محتكراً في أيدي مجموعة من الناس، يظن الواحد منهم أنه قيم على منهج السلف، فينادي بأعلى صوته "أنا السلفية"، فمن كان "أنا" فهو "سلفي"، وإلا فليخرج من "السلفية" مذؤوماً مدحوراً.

وما كنا نحسب أنه سيأتي زمان يخرجنا فيه نقاد "السلفيين" من دائرة منهج السلف! ويخرجون فيه أهل العلم المعروفين بالتزامهم منهج السلف ويخرجون فيه العاملين المجاهدين المتمسكين بالسنة الرافعين لوائها. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يتعداه إلى وصف المسلمين بأنهم، جماعات الغلو، وأنهم أصحاب فتنة، وأنهم خوارج وأنهم يذكرون بالفئات المارقة عن الإسلام.. وانتهى الحال إلى تأليف كتب ورسائل، وإصدار أشرطة تسجيل في شتم المسلمين، وتصنيف العبادة من حيث قربهم من إلى السلفية".

لقد شوهت ممارسات "السلفيين" منهج السلف، وقزمته في قضايا معينة، وانعزلت به عن الواقع، حتى صار الانتساب إلى السلف، والمناداة بالسنة منقصة في نظر الناس، إذ عندما يسمعون عن السلف "والسلفية" يظنون أنهم المختصون بالأسماء والصفات، وبتحقيق الكتيبات... الخ الأمر الذي اضطرنا عند الانتساب إلى السلف أن نبيين للناس أن منهج السلف غير ما يرون، وخلاف ما يسمعون.

وكان من نتائج هذا الوضع أن عادت مقالات أهل الأهواء، ومناهجهم إلى الظهور، بعد أن عجز أهل السنة عن الارتفاع إلى مستوى منهجهم، والدعوة إليه، واستيعاب الناس الذين سروا بهم في البداية، ثم نبذوهم نبذ النوى، لما رأوهم تجمدوا عند قضايا لا يحيدون عنها([2]).

إن واقع "السلفيين" بحاجة إلى دراسة ومراجعة! والمأمول أن تكون هذه الدراسة دافعا للمخلصين الناضجين من أتباع المنهج! إلى دراسة الواقع وتشخيص حاجاته وأدوائه، وإلى إعادة دراسة أصول التوحيد، ومن ثم التفكير جدياً في إعادة جدولة الاهتمامات، وترتيب الأولويات.

إن غض الطرف عن مبدأ التعديل (الذاتي) أوقع "السلفيين" فيما انتقدوا عليه الناس قديماً، فنبذ التعصب للرجال، ومقولة الرجال يعرفون بالحق، وليس العكس، من أوائل المبادئ التي رفعوها، ثم لما أصبح لهم رجال رموز وقعوا في جدلية الرجال والمبادئ، صاروا يدورون حول الرجال وفوق المبادئ والعجيب أنهم وقعوا في إشكالية الازدواجية في حمل المبدأ: فهم إذا تكلموا عن الآخرين "فكلامهم صراحة وتصحيح، وتقديم للمبادئ على العلاقات والأشخاص. أما إذا تكلم غيرهم عنهم، فلا بد أن يحترم العلماء، ويتأدب معهم، إنها ظاهرة الكيل بمكيالين!

لقد أشفق بعض الاخوة بعض الصراحة، التي قد تزعج بعض "السلفيين، فطلبوا تغيير بعض العبارات، لا اعتراضا على ما تحمله من مضامين، لكن خشية أن تحمل ما لا تحتمل، أو أن تستغل في تفويت الفائدة المرجوة من الدراسة. ولم تكن هذه وجهة نطري، فإن قناعتي أن السائر في درب الإصلاح عليه أن يوطن النفس على ما سيصيبها من أذى.

وأنا لست مسؤولا عمن سيبحث عن صيد يشنع به على الحقيقة، "ومريض القلب تجرحه الحقيقة"، لأنني صاحب قضية، أكتب لنشر قضيتي. وأسلوب "رفقاً بالقوارير"، لا ينسجم مع فهمي للصراحة المطلوبة لتصحيح مسار السلفية، والدعوة إلى عقيدة التوحيد التي يراد لها أن تنحرف عن طريقها الصحيح. وحسبي أنني لم أتجاوز أدب العلم، ومنطق النقد المقبول. وإنني على أمل - إن شاء الله - من أن المخلصين الواعين من "السلفيين" سيرحبون بهذه الصراحة المنضبطة.

ولا بأس من التمادي في الأمل، فلأطمع - إذن - من* السلفيين. أن يطالعوا هذه الدراسة بتركيز وموضوعية، وليتوقف أحدهم قبل أن يغضب أو يتهم وليفكر ملياً، وليضع نصب عينيه مصلحة الإسلام والدعوة، قبل أن يتوتر من أجل بعض العبارات، التي قد يرى فيها شيئاً من شدة، وليتجنب الحيلة المتبعة للهروب من المسؤولية، ومواجهة المشكلة، حيث يصب كل الجهد في تضخيم بعض الشكليات، مصادراً بذلك الأفكار الجادة التي عرضتها الدراسة.

ونحن ـ في الحقيقة ـ لا نطمع كثيرا بمن ارتبطت مصالحه "بالسلفية" في شكلها القائم، فإن من هذه حاله يصعب عليه الانعتاق من شبكة العلاقات المعقدة التي يتصل معها، ويفيد منها، ولذلك فإننا نتوقع رفضه وبشدة.

ولكننا نخاطب الشباب المعتقد بمنهج السلف، الذي يرى أن لا نهضة للمسلمين إلا بإحياء الشباب الذي لا مصلحة له.

ونخاطب المسلمين ليعرفوا المنهج السلفي الحقيقي، وموقفه من القضايا المدروسة لعلنا نلتقي وإياهم لحمل الإسلام بدعوته؛ دعوة التوحيد…

نخاطبهم ونطمع منهم أن ينسوا النماذج التي بقيت زمناً ـ ولا زالت واجهات معروضة ـ باسم السلف والسلفية.

وأما من سيقول: إن الكلام يضر المنهج، وإن كان ولا بد فليكن في الغرف المغلقة! فأقول له: بل إنَّ الصمتَ هو الذي يضر المنهج وإن الصمت هو الذي يغتال المنهج، ويخنق الحق. ولم يزل معظم أهل الحق ـ منذ صفين ـ صامتين، متذرعين بالحكمة، ومتعللين بدرء الفتنة، حتى غصت الحلوق بالصمت، وساحت الفتنة في الأرض. ألا إن الصمت عار، عندما تكون الحقيقة مرة! أما حكاية الغرف المغلقة فهذه تصلح لمناقشة الشؤون الشخصية، أما عندما يتعلق الأمر بالمنهج، وبالممارسات العلنية المرتبطة بالفكرة، فإنها - أي الغرف - ليست محلاً للكلام. وبما أن الانحراف علني، فلا بد أن يكون التصويب علنياً.

وإذا كان الخطأ في العلن، فلا يجوز أن يكون التبرؤ منه في السر.

إن هذا البيان يجدد الدعوة إلى السنة، بمفهومها العام، وإلى منهج السلف. ويبين من هو السلفي وما هي قضية "السلفية"!

وأخيراً، فلقد حاولت ـ قدر استطاعتي ـ التزام آداب الحوار، وأصول النقد، وأسأل الله العفو إن أخطأت.

وسأحاول ـ بإذن الله ـ ألا أدخل في مهاترات وسفاهات من سيبقى واضعاً رأسه في الرمال، ناظراً إلى الأمور بعين واحدة، محولاً القضية عن مسارها الصحيح والمقصود.

وأتعب من ناداك من لا تجيبه، وأغيظ من عاداك من لا تشاكل.



عندما...



عندما يُخالف الشعارُ، فيُعرف الحقَّ بالرجال...

عندما يُقدم الأشخاصُ على المبادئ...

عندما تُزَور الحقائق، وتُنكًس الموازين...

عندما " يقرطس " الكتاب، فيُبدى بعضه، ويُخفى بعضه...

عندما يؤكل بالعلم، وتتحول الدعوة إلى حرفة...

عندما يُجَرحُ العامل المجاهد، ويعدل حِلسَ بيته...

عندما يحْجز التوحيد في القبور...

عندما تصبح المبادىء و الأصول في خطر...

وعندما لا يحتمل الوضع السكوت و التأجيل...

عندها يصبح...

الصمت خيانة،

السكوت جبناً،

التجاوز إثماً.

عندها لا بد من الكلام وبصوت مرتفع وعندها يَفْرِض علينا حق العلم أن لانُحابي أحداً.

بالتعاون مع موقع التغيير:
http://www.altaghyeer.com




([1])[رواه الإمام احمد 3 / 9والترمذي/ الفتن / باب ما جاء ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى يوم القيامة وقال: وهذا حديث حسن صحيح].
([2]) ومما يؤسف له أن صورة مشوهة تركزت في أذهانهم عن منهج السلف، ولكننا -وبإذن الله - سنحاول محو هذه الصورة بهذه الدراسة وبغيرها
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-09-2011, 04:27 AM
غاربله غاربله غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 337
معدل تقييم المستوى: 0
غاربله is an unknown quantity at this point
افتراضي السلف والسلفيون: رؤية من الداخل (2)

السلف والسلفيون: رؤية من الداخل (2)
09-2-2008

فإنني أعجب كثيرا من بعض المشايخ، وكثير من الأخوة، الملتزمين بنهج السلف، من حساسيتِهم تجاه هذا الموضوع ومحاولاتهم المستمرة على إثبات سلفيتهم عند بحث مسألة من المسائل التي يختلفون فيها مع محتكري الختم! فلماذا هذا الرعب؟! وهل غيركم أولى بالسلف منكم؟!

بقلم إبراهيم العسعس

كلمة في "المنهج":

تتردد كلمة المنهج في هذه الدراسة كثيرا، وبما أنها كلمة غامضة لدى كثير من الناس، يستخدمونها ويقرؤونها وهم لا يعرفون معناها، الأمر الذي أدى إلى خلط كبير، فقد رأيت أن أعرفها باختصار يُلقي بعض الضوء على معناها.

فالمنهج: طريق محدد يعتمد على خطة واعية.

أو هو: طائفة من القواعد العامة التي تنظم المعلومات والأفكار من أجل الوصول إلى الحقيقة العلمية، فعندما نقول مثلا: منهج "السلفيين" في التعبير، نعني: الطريق المحدد المعتمد على خطة واعية لإحداث التغيير. وعندما نقول: منهج علماء الحديث، نعني: مجموعة القواعد التي يعتمد عليها علماء الحديث لمعرفة صحيح الحديث من ضعيفة.

إن وضوح هذا البُعد، يقيد المتشدقين ـ أيا كانوا ـ، ويلزمهم بيانَ ما يقصدون من كلامهم: منهجنا في كذا..، فيظهر هل لهم منهجَ أم لا.

وهو ـ من بعدُ ـ يضمن لنا عدم انحراف أتباع المنهج ـ أي منهج ـ عن معالم! منهجهم، لأن وضوح المعالم يظل المقياس الذي نُرجِعُ إليه الأقوال والأفعال. وبهذا لن يعلو أحد على المنهج، بل سيبقى الكل تحته يخضعون له ويأتمرون بأمره. وبهذا تعرف قصد من قال (ولقد صدق): "خيرٌ للإنسان أن يعدل عن التماس الحقيقة، من أن يحاول ذلك من غير منهج".

* مقدمات:

(1) لست مضطراً لأن أذكر ـ معتذراًـ بأنني سلفي، وأنني أحترم فلاناً وفلاناً، وأكِن لهم خالِصَ التقدير، وأنني رضعتُ السلفية منذ نعومةِ أظفاري! لا أجدني مضطراً لهذه الاعتذارات التي تُقدم ـ عادةً ـ بين يدي حاملي ختم السلفية، خوفا من سلب وصف السلفية عن الناس، واتهامهم بالخَلفية. فإنَك ستعلم أخي القارئ فيما بعد بأن خَتْم السلفية ليس ملكا لأحد، ولا حكراً عليه "وسيرى الأخوةُ الذين ينتسبون إلى منهج أهل السنة، ويلتزِمون هَديَ السلف، بأنَهم إذا أخرجوا من السلفية من باب، فإن من أخرجهم سيُخرَجُ منها من مائةِ باب.

لا أحد بعد اليوم قيًمَ على السلفية، ومن اليوم لا بأس على المتبعين - على الحقيقة- لمنهج السلف مِن سَلبهم السلفية على أيدي إقطاعيي السلفية الذين انحرفوا بها عن الجادةِ، وملؤوها بالبدع. ولقد أشفقْتُ على الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق وهو يقدم لمقالاتِه المنشورةِ في مجلة "الفرقان" تحت عنوان "حوار في المنهج" بما يُثبِتُ سلفيتهُ خوفاً من سلبهاِ منه من محتكري الختم.

وأيضا، فإنني أعجب كثيرا من بعض المشايخ، وكثير من الأخوة، الملتزمين بنهج السلف، من حساسيتِهم تجاه هذا الموضوع ومحاولاتهم المستمرة على إثبات سلفيتهم عند بحث مسألة من المسائل التي يختلفون فيها مع محتكري الختم! فلماذا هذا الرعب؟! وهل غيركم أولى بالسلف منكم؟!

(2) ليكن معلوما بأن كلامنا في هذا البحث لا يعتني بالمسائل الفرعية، ولا يهدف إلى ترجيح قول على قول، فهو ليس بحثا فقهيا، ولكنه بحث منهجي، يذكر بالأصول، ويهتم بالقواعد.

(3) مصطلح "السلفية" بدعة، فهو لذلك مرفوض، وسيأتي بيان ذلك، إلا أنني مضطر لاستخدامه لأنه أصبح عَلما على فئة من أهل السنة. ومن هنا، فإن استخدامي له وصف للواقع وحسب. ومع ذلك ـ وحتى احتفظ بحقي في رفض المصطلح ـ فإنني سأستخدمه بين قوسين، تماما كاللفظ المترجَم ترجمة حرفيَة، تدليلاً على غرابته.

(4) قد يقال تسويغا لما سأورده من ملاحظات: إنها حالات فردية، وليست حجة على المنهج. فأقول: هذا موال سمعناه من الجماعات الإسلامية- حتى حفظناها. وشربنا منه حتى ارتوينا، ولو قبل ذلك قيل لوجدنا له مكانا، فابحث لك - يا أيها القائل - عن غيره. إن ما سأذكره ليس حالات فردية، بل هو انعكاس لمنهج، وانفعال بطريقة، وتأثر بتربية وتعليم، واقتداء برموز.

أرأيت عشرة إخوه، تسعة منهم على شاكلة واحدة، وطبع مشترك في سوء الخُلق، والاعتداء على الناس، هل لك أن تقول عن أحوالهم: سلوك فردي! أم لك أن تقول: قبح اللهُ بيتاً خرجتم منه؟ وهكذا الحال في موضوعنا، لأنك تجد نمطاً سلوكياً واحداً، وطريقة في التعامل مع الأحداث والمسائل سائدة، أفلا يدل كل هذا على منهج واحد في التربية؟.

(5) مضامين هذا البحث ليست رأياً لكاتبها وحده، وإنما هي لسان حال كثير من أهل السنة السائرين على هدي السلف، وهي كذلك مقال بعضهم ـ على استحياء ـ في المجالس الخاصة. وأسباب عدم تصريح هؤلاء وأولئك كثيرة منها: أن كثيراً من الأخوة تأخذهم هيبة الشيخ ناصر (رحمه الله) واحترامهم لعلمه وسنه واعترافهم بفضله وخدماته للسنة، لمعرفتهم بأن بعض الكلام سيصيب الشيخ (رحمه الله) وبعضه ستصيبه شظاياه.

ومع الاعتراف بعلم الشيخ وفضله وسنه، فهيبته محفوظة،غير أن هيبة الحق مقدمة عندنا، وخوفنا على منهج السلف من الانحرافات التي أصابته تضطرنا إلى تجاوز كل الاعتبارات الشخصية، وتوجب علينا تصحيح الأصول السنية التي بتنا نخشى عليها من التزوير والتلفيق.

وبمناسبة هذا الكلام، فإننا نرفض تحميل من حول الشيخ من التلامذة والمريدين القريبين كل الخطأ، وتبرئة الشيخ من كل ما يجري، على قاعدة إن الشيخ آخر من يعلم، بل الشيخ يعلم الكثير وإن الشيخ وطريقته ومنهجه من أسباب ما آلت إليه السلفية.
وبعد ….. فلا يفرحن مبتدع معلوم الإبتداع، أو من في قلبه مرض بما سيقرأ، فإن صراحتنا ليست قدحاً في منهج أهل السنة، ولا انتقاصاً من نهج السلف، وإنما هي تأكيد له، وتنقية له من كل شائبة تؤثر على انطلاقته الكبرى، التي ستقلع كل البدع، بدع القرن الثاني، وبدع قرننا هذا، بسيف التوحيد المتكامل، الذي لن يوفر شركاً من حدّه.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-09-2011, 04:48 AM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 27,929
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor is a glorious beacon of lightaymaan noor is a glorious beacon of light
افتراضي

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الرائع
و قد أعجبتنى هذه المقوله


اقتباس:
أرأيت عشرة إخوه، تسعة منهم على شاكلة واحدة، وطبع مشترك في سوء الخُلق، والاعتداء على الناس، هل لك أن تقول عن أحوالهم: سلوك فردي! أم لك أن تقول: قبح اللهُ بيتاً خرجتم منه؟ وهكذا الحال في موضوعنا، لأنك تجد نمطاً سلوكياً واحداً، وطريقة في التعامل مع الأحداث والمسائل سائدة، أفلا يدل كل هذا على منهج واحد في التربية؟.
فهو يقصد بذلك ألا يهان اللفظ أو المذهب نتيجة لسلوك بعض الأشخاص المنتمين اليه ،
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-09-2011, 04:31 AM
غاربله غاربله غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 337
معدل تقييم المستوى: 0
غاربله is an unknown quantity at this point
افتراضي السلف والسلفيون: رؤية من الداخل (3)

السلف والسلفيون: رؤية من الداخل (3)
16-2-2008

لقد حارب "السلفيون" اللافتات والألقاب التي يرفعها العاملون للإسلام، خاصة تلك التي تقتضي تحزباً وتكتلاً، وذلك لآثارها السلبية والخطيرة والتي أهمَها شق صف الأمَة، والتميز عنها بحيث تصبح اللافتات مقاييس اللقاء والمفارقة، وميزان التقوى وصحة الإسلام... حتى لقد كانت هذه القاعدة من أهم معالم المدرسة السلفية. وبعد أن اقتنع كثير من المسلمين بهذه القاعدة، إذ بدعاة الأمس، ومحاربي تلك البدعة من أكثر الناس وقوعا فيها، ومن اًكثر الدعاة التزاما بمعايير تفصلهم عن المسلمين


بقلم إبراهيم العسعس

* إشكالية النسبة وبدعية اللقب:

جاء رجل إلى الإمام مالك فقال: يا أبا عبد الله أسألك عن مسالة أجعلك حجة بيني وبين الله عز وجل، قال مالك: "ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، سل. قال: مَن أهل السنة؟. قال: أهل السنة الذين ليس لهم لقب يعرفون به".

(1) لقد حارب "السلفيون" اللافتات والألقاب التي يرفعها العاملون للإسلام، خاصة تلك التي تقتضي تحزباً وتكتلاً، وذلك لآثارها السلبية والخطيرة والتي أهمَها شق صف الأمَة، والتميز عنها بحيث تصبح اللافتات مقاييس اللقاء والمفارقة، وميزان التقوى وصحة الإسلام، وهذا ـ طبعا ـ بعد التأكيد على بدعتها، فالله سبحانه لم ينزل بها سلطانا. هكذا سمعنا كبار "السلفيين" يرددون ليل نهار، حتى لقد كانت هذه القاعدة من أهم معالم المدرسة السلفية.

(2) وبعد، أن اقتنع كثير من المسلمين بهذه القاعدة، واصبحوا يمقتون الحزبية والتفرق، والتميز عن المسلمين، وشق صفهم بالألقاب واللافتات، بعد كل هذا، إذ بدعاة الأمس، ومحاربي تلك البدعة من أكثر الناس وقوعا فيها، ومن اًكثر الدعاة التزاما بمعايير تفصلهم عن المسلمين.

لقد أصبحت "السلفية" لافتة، إن لم يكن بلسان المقال، فبلسان الحال، وإن لم يكن تصريحا فواقع التصرفات يُصرًح بذلك، وأي شئ تنفع بعد ذلك الدعاوى التي تنص على أن "السلفية" ليست حزبا، وأن "السلفيين" ليسوا متكتلين، إذا كان السلوك سلوكا حزبياً. أليس التقيد بالمصطلحات في مثل هذه الحالات سذاجة وسطحية!

إنَ هذا الوضع يتطلب منا أن نُبين الموقف من هذه الظاهرة التي تشكل خطراً على الدعوة إلى منهج أهل السنة. وكلامنا في هذا المبحث على مستويين، الأول: بدعية اللقب. والثاني: أنه مع افتراض شرعيته، فإن نتائجه تلزمنا بعدم استخدامه.

(3) لسنا "السلفيين" ولكننا المسلمون:

هكذا كانت البداية، وهكذا يجب أن تظل، وإذا كان ابتداء هذا اللقب من الآخرين، فلا ينبغي أن نفقد مناعتنا وننساق وراءه فنسمي أنفسنا به.

إن الاسم الذي ارتضى لنا رب العزةِ الانتساب إليه هو الإسلام، قال تعالى: (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج، ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل) الآية (الحج: 78) وهذا الاسم هو الذي أراده لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع التحذير من غيره، فقال صلى الله عليه وسلم: "من دعا بدعوة الجاهلية، فهو من جُثا جهنم، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم، فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها: المسلمين عباد الله"[1].

ولقد سأل معاويةُ ابن عباس رضي الله عنهم فقال: أنت على ملة عثمان أو على ملة علي؟ فقال: لستُ على ملة علي، ولا ملة عثمان، بل أنا على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم".

(4) لسنا "السلفيين" ولكننا على منهج السلف:

كما علمتَ فإن الأصل الانتساب إلى الإسلام، والتمسك بالسنة. هذا هو الأصل، ومن كان على الأصل فلا يحتاج لإضافات أخرى. لكن عندما وقعت الفتنة، ورفعت البدعة ُ رأسها وانتَسبت، اضطر أهل السنة إلى الانصياع لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من التزام النهج الصحيح، فأعلنوا تمسكهم بمنهج السلف: أهل القرون الأولى (القرن هنا الجيل وليس مائة عام) في التلقي، فصاروا يعرفون بأهل السنة، وصاروا ينتسبون إلى منهج السلف، ولم يزيدوا على هذا. أما الذي يدعي بأن الانتساب إلى الإسلام، والتسمي بالسنة لا يكفي، لأن الكل ينتمي إلى الإسلام، والكل يقول: أنا على السنة. فنرد عليه:

أولا: نرفض "عند الحاجة" فنقول: نحن أهل السنة المقتفون لمنهج السلف. وثانيا نقول: أرأيت لو قال البعض ـ وقد قيل ـ: ونحن "سلفيون أيضا، وعلى منهج السلف، فهل عليك عندها أن تضيف قيدا آخر. فإن قال: الخضوع في مثل هذه الحالة للدليل، وليس للدعوى. فنقول: وهذا ما نريده، فالرجوع في تحديد موقف الناس من الكتاب والسنة إلى الدليل، وليس ادعاؤك "السلفية" بمُعفيكَ من طلب الدليل، ولا تجرد غيرك من الدعوى بمخصصه بالسؤال عن الدليل.

(5) سلفية: شرعة ومنهاجاً، لا في الفروع والفتاوى:

من أساليبنا نحن العرب في التعبير، التعميمُ والقطع بمناسبة وبدون مناسبة، وهو أسلوب نغطي به عجزنا عن التتبع والفصل بين الأشباه والنظائر، أي أنه أسلوب يُربحنا.

وهو أسلوب ينفعنا حيث نركَنُ إليه لقمع الآخر ولجمهم عن مناقشتنا أو التثبت مما نقول، فتجدنا نُكثر من مثل هذه الألفاظ: هذا هو الحقَ، أو كل ما عدا هذا باطل، أو أتحدى، أو أجمع علماء([2])الأمة... وبالطبع فإنَ الآخر عندما يسمع مثل هذه الألفاظ يصاب بالرعب.. ويلجأ إلى الصمت طلبا للسلامة من مخالفة "الحق" أو الوقوع في "الباطل" أو ثقب "الإجماع".

ومن هذه الألفاظ التي غدت سلاحا نُخرِس به الخصوم: ادعاؤنا بأننا "السلفيون"، وأن كلَ ما نقوله ونفعله: على منهج السلف، وهي عبارات يفهم منها "السلفية" قبل غيره أن أيً اختيار يَتعبد به فهو ـ وحده ـ موافق لمنهج السلف، وما عداه مخالف لمنهجهم.

وهذا فهم خاطئ، فالمسلم مُتبع لمنهج السلف في طرق الفهم، وأصول الأدلة وترتيبها، وليس في الفروع الفقهية.ولذلك فإنه لا يحق لأحد أن يدعيَ أن فتواه هي الفتوى السلفية، وأن ما عداها فَخَلفِيه وليس له أن يوالي أو يعادي على أساس هذه الفتوى، وليس له إقامة ركن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بهذه الفتوى، وليس له أن يجعل فتواه من أصول فكرته، وأولويات دعوته، التي لن يَصلحَ حالُ المسلمين إلا بالتمسك بها، وليس له ـ أخيرا ـ أن يدعيَ بان هذا ما كان عليه السلف إلا أن يجيءَ بإجماع مُثبت، وهيهات.. هيهات، وأنى له أن يأتي بالإجماع على كل المسائل، عِلما بأنه لا إجماع إلا في عصر الصحابة وفي مسائل محدودة.

(6) بدعية اللقب:

إذن فنحن مسلمون، وإن طلِب منا عرض منهجنا، فإننا نعرضه بالأدلة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، مستعينين باجتهادات واختيارات السلف من الأجيال الثلاثة الأولى. والسلف غير "السلفية" والانتساب إليها. والمسلمون ليسوا "السلفيين".

قال ابن تيمية رحمه الله: "والواجب على المسلم إذا سئل عن ذلك أن يقول: لا أنا شُكيلي، ولا قرفندي، بل أنا مسلم مُتبع لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم".

وقال رحمه الله: "والله تعالى قد سمانا في القرآنِ المسلمين المؤمنين عبادَ الله، فلا نعدل عن الأسماء التي سمانا بها إلى أسماء أحدثها قوم وسموها هم وآباؤهم ما أنزل الله بها من سلطان".

(7) أما المستوى الثاني:

فلنفترض شرعية التلقب بهذا اللقب، فإن حال من ينتسب إليه يقتضي تركه ونبذه لوقوعه في البدعة. والبدعة في هذا المستوى تظهر فيما يلي:

(أ) أنَ هذا الاسم أصبح لافتة تنضوي تحتها مجموعة معينة، تتخذ من بعض الاختيارات الفقهية ـ وليس المنهج ـ شعارا عليها.

(ب) امتحان المسلمين بهذه الاختيارات، وجعل اللقب معيارا للولاء والبراء، والحب والبغض.

قال ابن عبد البر رحمه الله: "لا يجوز لأحد أن يمتحن الناس بها([3]) ولا يوالي بهذه الأسماء، ولا يعادي عليها، بل أكرم الخلق عند الله أتقاهم"([4]).

وقال ابن تيمية رحمه الله: "وليس لأحد أن يعلق الحمد والذم والحب والبعض. والموالاة والمعاداة واللعن بغير الأسماء التي علق الله بها ذلك: مثل أسماء القبائل، والمدائن، والمذاهب، والطرائق المضافة اٍلى الأئمة والمشايخ، ونحو ذلك مما يُراد به التعريف.... فمن كان مؤمنا وجبت موالاته من أي صنف كان، ومن كان كافراً وجبت معاداته من أي صِنف كان" ([5]).

(ج) أصبح هذا اللقب من عوامل تفريق الأمة، داعيا إلى التعصب له، ولاختيارات علمائه، بدلاً من أن يكون ـ كما أريد له ابتداء ـ سببا في تجميع الأمة، ودافعا إلى الإلتزام بالسنًة وطريقة السلف!

إن الله سبحانه هو الذي سمى المهاجرين "مهاجرين" وهو عزَ وجل الذي سمى الأنصارَ "أنصاراً"، يعني أنهما لقبان شرعيان، ومع ذلك فانهما عندما استخدما في معرض العصبية، والتحيز لفريق ضد فريق آخر، صار استخدامهما ممقوتا، فقد أخرج الشيخان عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- أنه: "اقتتل غلامان غلام من المهاجرين، وغلام من الأنصار، فنادى المهاجرين: يا للمهاجرين، ونادى الأنصار: يا للأنصار، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا؟ أدعوى الجاهلية،... الحديث".

قال ابن تيميه رحمه الله: (فهاهنا الاسمان "المهاجرون" و"الأنصار" اسمان شرعيان، جاء بهما الكتاب والسنة، وسماهما الله بهما، كما سمانا المسلمين من قبل... وانتساب الرجل إلى المهاجرين والأنصار انتساب حسن محمود عند الله وعند رسوله، ليس من المباح الذي به التعريف فقط، كالانتساب إلى القبائل والأنصار ولا من المكروه أو المحرم، كالانتساب إلى ما يفضي إلى بدعة أو معصية أخرى. ثم مع هذا لما دعا كل واحد منهما طائفته منتصرا بها أنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وسماها "دعوى الجاهلية").

أقول: هذا في الاسم الشرعي الحسن المحمود، فماذا تقول في الاسم الذي يفضي الانتساب إليه إلى بدعة أو معصية، كما هو الحال في الانتساب إلى "السلفية".

(8) تنبيه لا بد منه:

سنعمد في المبحث اللاحق إلى اطلاع "السلفيين" على ما يجري حولهم، وكان مناسبا أن نأتي بالملاحظة التالية في ذلك المبحث. لكن لا بأس من ذكرها هنا لعلاقتها بموضوع المبحث، فهي من جهة علاقة "السلفيين" بالحياة تناسب المبحث اللاحق، ومن جهة علاقتها بإشكالية النسبة، تناسب هذا المبحث، فلا مانع من ذكرها في المبحثين.

ليكن معلوما أن مصطلح "السلفية" يستخدم من قِبل جهتين، كل جهة تقصد من إطلاقه قوما معنيين.

إما الجهة الأولى: فهي العاملين للإسلام، فإنهم يطلقون "السلفية" ويريدون بها تحديداً: تلك المدرسة الإسلامية التي تتًبع منهجا معينا تدعو إليه المسلمين، يعني أن مقصود هذه الجهة هم "السلفيون" الذين نتكلم عنهم.

وأما الجهة الثانية: فهم الآخرون، ممن هم خارج الدائرة الإسلامية العاملة للإسلام. من علمانيين، ومثقفين! ومستشرقين، ويسار إسلامي! وغيرهم من القائمة القاتمة.

وهؤلاء يطلقون "السلفية" ويقيسون بها كلً الدعاةِ إلى الإسلام، لأنهم يتمسكون بالماضي ويسعون إلى إحيائه، فمدلولُ المصطلح عندهم غير مدلوله عندنا، وهم يستخدمونه، ويستخدمون معه ـ كمرادف ـ أكثر من لقب مثل: الأصولية، الماضوية، المتطرفين.... إن إدراك هذا الفرق ليس ترفا فكريا، بل إنه على درجة، كبيرة من الأهمية، ليعرف حجم أفكاره ومدى تأثيرها في الواقع، وموقف الجاهلية منها.

فإذا عرفت هذا، فلك أن تعجب من كلام الشيخ محمد شقرة في رسالته "لا دفاعا عن السلفية لا، بل دفاعا عنها" في معرض رده على من يتهم "السلفيين" بأنهم خطر يتهدد أنظمة الحكم ويستهدف رؤوس الحكام، حيث يقول الشيخ: (أما عن التهمة الثانية، فهي التهمة التي يدندن حولها أعداء الإسلام هذه الأيام! وفي مقدمتهم اليهود إذ تناقلت وكالات الأنباء - منذ فترة - قول واحد منهم وهو (بيريز): "إن السلفية ليست خطرا على إسرائيل وحدها بل على كل أنظمة الحكم"، وقد عرفت - عزيزي القارئ - على ضَوءِ التفريق السابق أن (بيريز) يقصد من كلامه المسلمين الداعين إلى إعادة تحكيم الشرع في الأرض.

لقد نبهت إلى هذا الخطأ، حتى لا يظن "السلفيون" بأنهم يُقلقُون (بيريز) أو أنَ أعداء الإسلام المراقبين لحركته، باتوا يخشون من حركة تصحيح الأحاديث!! ومن حركةِ الدعوةِ إلى زي معين!! ومن جهود "تجار الورق" بإحياء كتيًباتٍ من مثل "القذْاذة في تحقيق محل الاستعاذة"، أو من مئات الكتب التي تتكلم عن الجنة والنار! فمثل هذه الكتيبات لا شك أنها أقلقت الدوائر الاستعمارية والصهيونية! كيف لا وهي تهدد وجودها.

وكم ذا بعمان من المضحكات *** ولكـــنه ضـحك كالبكاء.

واُذكًر بقاعدة مهمة، ذات علاقة وشيجة بهذه النقطة، وهي أن رفض الجاهلية لأفكارنا يدل على مدى تأثير أفكارنا عليها.. هذا وإن "السلفية" التي يقصدها (بيربز) هي "السلفية" التي هاجمها الأستاذ محمد شقرة في رسالته المشار إليها آنفا، وسمى حملتها، جماعات الغلو، لأنها تذكَره "بالطوائف المارقة من الإسلام، التي لا زالت دماء فتنتها تفوح حتى يومنا هذا"، هكذا وصف الأستاذ أتباع منهج السلف المدافعين عن شرع الله بما أداهم إليه اجتهادهم.

([1]) رواه الإمام أحمد 4/130/205، والترمذي كتاب الأمثال باب ما جاء في مثل الصلاة والصيام والصدقة، وقال :حديث حسن صحيح غريب . والجثاء جمع جثوة بالضم وهو الشيء المجموع.

([2]) وعندما تبحث لا تجد جمهوراً فضلاً عن أن تجد إجماعا

([3]) أي النسبة إلى المذاهب.

([4]) الانتقاء صفحة (35).
([5]) الفتاوى: جزء 28/ ص 227-2
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-09-2011, 04:33 AM
غاربله غاربله غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 337
معدل تقييم المستوى: 0
غاربله is an unknown quantity at this point
افتراضي السلف والسلفيون: رؤية من الداخل (4)

السلف والسلفيون: رؤية من الداخل (4)
19-2-2008

فما الذي فعله السلفيون في هذا العصر؟ الذي فعلوه أنهم استحضروا مسألة الصفات وجعلوها عديل التوحيد، عليها يوالون، وعليها يعادون. واستحضروا مع هذه المسألة خصوم الإمام أحمد رحمه الله وأخذوا يناقشونهم وي***ونهم. واستحضروا مسالة شرك القبور والتمائم والرقي... وجعلوها شُغلهم الشاغل


بقلم إبراهيم العسعس

* "السلفيون" والتوحيد:

"ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت" (النحل: 36) "وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون" (الأنبياء:25).

(1) العقيدة أولاً، نعم.. لأن بداية الأنبياء عليهم السلام كانت بها، وبداية محمد صلى الله عليه وسلم كانت بها، ولأن منطق البناء يقتضي أن يكون البدء بالأساس، والعقيدة هي الأساس. ومن المعلوم أن شعار عقيدة الإسلام وأسسها، ومنطلقَها هو التوحيد متمثلا بلا إله إلا الله. فبهذه الكلمة تُصلحُ انحرافاتُ العباد وضلالاتهم، وبها تُؤسس المفهمات السليمة المستقيمة. وهذا ما حصل، فلقد واجه وعالج النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة انحرافاتِ عصره عن العقيدة الحقَة. وذلك لأن لهذه الكلمةِ مراتب، كُل مرتبة تواجه وتعالج انحرافا معينا، أي أنَها تنقضه وتعرضُ بديله، ولقد شرحت آياتُ القرآن الكريم، وأحاديث النبيً صلى الله عليه وسلم مراتبَ هذه ا لكلمة، وهي:

1 - إثبات وجود الله سبحانه وتعالى ووحدانيته.

2 - أن هذا الإله سبحانه هو وحده الخالق المتصرف في شؤون البشر.

3- أن هذا الإله سبحانه هو وحده المستحق للعبادة، والاتباع، والطاعة والخضوع...

(2) ولقد عرض النبي صلى الله عليه وسلم التوحيد بمراتبه كلها، لانه صلى الله عليه وسلم يؤسًس لعقيدة جديدة، ولأن الانحرافات في عصره كانت متعددة الأوجه. لكننا نعلم من آي القران الحكيم، ومن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن التركيز الأكبر كان على المرتبة الأخيرة، وهي استحقاقه وحده سبحانه! للعبادة والخضوع والطاعة والاتباع، وذلك لأنَ الانحراف الأكبر والمهم كان في هذه المرتبة، ولأن المراتب قبلها داخلة فيها، والإيمان بها يستلزمها جميعا.

(3) ولقد فهم كفار قريش لا إله إلا الله كما ينبغي لها أن تُفهم، فهموا أنَ الله موجود، وهذا أمر كانت تؤمن به أغلبيتُهم، وفهموا أنَ الله خالق متصرف رازق.... الخ، وهذا أمر كانت تؤمن به أغلبيتهم أيضا، وفهموا أن الخضوع والإتباع والطاعة يجب أن تختصً بالله وحده، ولكنه فهم لم يناسبهم فرفضوه، وقاوموا الدعوة لأجله.! وهكذا كان أقوام الأنبياء السابقين، فلقد رفض السابقون ـ ولا زال الناس فيه كذلك ـ اختصاصَ اللهِ بالحكم والتشريع، فقضية الأنبياء مع أقوامهم كانت في توحيد الإلهية، وبعبارة أخرى ـ إن شئت ـ: كان الصراعُ قائما حول النسبةِ المسموح بإعطائها لله سبحانه ليتدخل في الأرض، فأعداء التوحيد يصرون على بقاء الرب في السماء، والأنبياء يصرون على أنه سبحانه: (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) (الزخرف:84).

إذن كان الانحراف الرئيس عند مشركي ذاك الزمان في توحيد الإلهية، وهو التوحيد الذي وُسِمُوا بالشرك لعدم تحقيقهم له، فهو لب العقيدة الإسلامية وهدفُها ا لأساس.

(4) فكيف كان منهجُ السلف في عرض العقيدة؟

كان منهجُهم يتمثل عرض لا إله إلا الله بشموليتها وبمراتبها، ولكل مقتضياتها، مع تركيزهم على ما ركز الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عليه، أعني توحيدَ الإلاهية، لإدراكهم أنه مفتاحُ الدخول في الإسلام، في حين قد يظنُ كثير من الناس أن توحيد الربوبية هو المفتاح مع العلم أن توحيد الربوبية أمره بين، فالذي يُنكر تفرُد الله سبحانه بفعل من أفعاله يكفر عند صبيان المسلمين، أما توحيدُ الإهيةِ فقد ينحرف فيه الإنسانُ وهو يظن أنَه يُحسِن صنعا. هكذا كان منهجهم في الظرف الطبيعي دعوة وتعليما.

فكيف كان منهجهم عند سماعهم بانحراف ما؟ ذلك يعتمد على إدراكهم لواقع ذلك الانحراف، فإذا أدركوه عالجوه بلا إله إلا الله، ومراتبها ومقتضياتها المتعلقة بذلك الانحراف، بل كنت تجدهم إذا خشوا انتشار بدعةٍ عقدية في المجتمع يجعلونها شغلهم الشاغل، وهمهم الوحيد، ومقياسهم في الانتساب إلى أهل السنة، موالين ومعادين على أساسها([1]). وهذا يفسر لك ـ عزيزي القارئ ـ تركيزَ الأئمة على مسائل بعينها في مراحل التاريخ المختلفة، والامتحان بها.

فلا تتعجب إذا وجدت كتابا في العقيدة لا يتكلم إلا في مسائل الصفات، أو القدر والإرجاء، أو كتابا لا يتحدث إلاَ في مسائل الكلام ومتعلقاته، فهنا الكتب لا تمثل كل العقيدة، وإنما تمثل القضايا المثارة في تلك الأزمان. وبعد هذا ندرك لماذا ركز السلفُ في مرحلة معينة على مسائل الصفات، وجعلوها المعيار، حتى ليعتقد الدارسُ أنًها مفتاحُ الإسلام، ومقياسُ الولاء والبراء([2]).

(5) لقد كان من فقه السلف أنهم تجاوبوا مع حاجات واقعهم، وتفاعلوا معه، وكانوا بالفعل أبناء عصرهم. وأنت عندما تسمع الشافعي رحمه الله يقول: "القول في السنة التي أنا عليها، ورأيت أصحابنا عليها، أهلَ الحديث الذين رأيتهم، وأخذتُ عنهم، مثل سفيان ومالك وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وأنَه تعالى ينزل إلى سماء الدنيا كيف شاء([3]).

أقول: عندما تسمع هنا الكلام فلا تعتقد أن الشافعي يقصد عرض العقيدة؟ الإسلامية بأركانها وشروطها عرضا أكاديميا تفصيليا، ولا تعتقد أنَ الذي ذكره هو جميع السنة([4]). كلا... فالذي يريده الشافعي رحمه الله بيان مسألة شَغَلت الرأي العام في عصره فيقضي فيها ناقلاً موقف السلف منها.

وعندما تقرأ كلاما لابن تيميه رحمه الله يقول فيه: "وقد يراد به أهلَ الحديث والسنة المحضة، فلا يدخل فيه إلا من أثبت الصفات لله تعالى". ويقول: "إن القرآن غير مخلوق، وإن الله يُرى في الآخرة* ويُثبت القدر وغير ذلك من الأصول المعروفة عند أهل الحديث والسنة"([5])، تدرك أن ابن تيميه رحمه الله يتكلم عن مسائل أثيرت في عصرٍ من العصور، حتى لقد اصبح مصطلح أهل السنة والحديث لا يُطلق إلا على من يُثبت الأصول المذكورة، وبالطبع ليست هذه المسائل هي وحدها التي يُعرف بها أهلُ الحديث والسنة، وإنما الكلام عن مرحلة معينة، وموضوع محدد.

إن كل مصطلح تسمى به أهلُ السنة، إنَما كان في مواجهة انحراف معين، فهم أهل السنة في مقابلة أهل البدع والمقالات المحدثة، كالشيعة والخوارج، وهم أهل الحديث في مقابلة التوسع في الأخذ بالرأي، وهم أهل الإثبات في مقابلة أهل التأويل... وإنه ونتيجة لظروف تاريخية خاصة صار يتبادر إلى الذهن عند سماع لفظ السلف مسائل الأسماء والصفات، من كلام، ورؤية... الخ، أي أنَ هذه المسائل غَدَت فاصلاً بين السلف والخلف. وبهذا اختلط التاريخي المؤقت المرتبط بظرف خاص، بالشرعي العام المطرد الشامل.

(6) فما الذي فعله السلفيون في هذا العصر([6])؟

الذي فعلوه أنهم استحضروا مسألة الصفات وجعلوها عديل التوحيد، عليها يوالون، وعليها يعادون. واستحضروا مع هذه المسألة خصوم الإمام أحمد رحمه الله وأخذوا يناقشونهم وي***ونهم. واستحضروا مسالة شرك القبور والتمائم والرقي... وجعلوها شُغلهم الشاغل.

واستدراكا، وقبل أي اعتراض، فليس الاعتراض على ضرورة تعليم الناس الحق، ولا على ضرورة توضيح هذه المسائل المهمة، ولكن الاعتراض أن تجعل هذه المسائل موضوعا للنهضة، وأولوية من أولوياتِ العمل الإسلامي في هذا العصر، مع وجود الانحراف الأكبر، والشرك الأعظم، وهو الانحراف عن شرع الله سبحانه، والشركُ في طاعته، وعدم الخضوع لحكمه، الذي ينبغي أن يكون موضوع التغيير، وأول المطلوب، لا أن يوضع على الرف، أو يُذكر على استحياء رفعا للعتب.

(7) إن الانتساب لهذا الدين لا يتحقق إلا بالكفر بالطاغوت، وإن رأس الطواغيت من يحكم بغير ما أنزل الله.. وما نراه من "السلفيين" غير هذا، وهم إن ذكروا هذه المسألة، فإنما يذكرونها بين يدي ضرورة نبذِ التعصب للمذاهب، أو في معرض الكلام النظري لتحقيق المسألة. أي أنهم لا يتعاملون معها على أنها هدف من أهدافهم.

إنَهم لا يتعاملون معها على أساس أنها اعظم شرك في هذا العصر، وأنها بدعة القرن، فأين العقيدة أولاً؟ وأين لا إله إلا الله؟ وأين الدعوة إلى التوحيد؟، والتحذير من الشرك([7])؟ مع انك عرفت - الحق عزيزي القارئ - أن توحيد الإلاهية هو أصل عقيدة الإسلام، وأن الدعوة إليه هو الواجب الأول والأهم، وبه تُعالج انحرافاتُ الخلق.

وكما عارض به ابنُ تيمية وابن عبد الوهاب شرك القبور، علينا أن نرفض به شرك القصور. لكن "السلفيين" قزموا التوحيد، وحصروه في مسائل معيًنة، فَشَوهوا حقيقة الدعوة إلى منهج السلف، بحيث أصبحت الدعوةُ إلى "السلفية" دعوة إلى شعبة من شعب الإيمان! ومن يقرأ كلام ابن تيمية وابن عبد الوهاب رحمهما الله، ثم ينظر في أحوال من ينتسب إليهما لا ينتهي عَجَبُه، وتكفيني قراءة النص التالي لابن عبد الوهاب رحمه الله، ليُقارَن بين فقه هذا الإمام وقضيتهِ، وبين "سلفية" هذا العصر!

قال رحمه الله:

"فالله الله يا إخواني، تمسكوا بأصل دينكم وأولِه وآخره ورأسه، ورأسه شهادة أن لا إله إلا الله، واعرفوا معناها، وأحبوها وأحبوا أهلها، واجعلوهم إخوانكم ولو كانوا بعيدين، واكفروا بالطواغيت وعادوهم، وأبغضوا من أحبهم، أو جادل عنهم، أو لم يُكَفرهُم أو قال ما علي منهم، أو قال ما كَلفني اللهُ بهم، فقد كَذَب على الله وافترى، فقد كَلفه اللهُ بهم، وافترض عليه الكفرَ بهم، والبراءةَ منهم، ولو كانوا إخوانَهم وأولادَهم"([8]).

(8) لا أريد ـ في الحقيقة ـ أن أشرح قضية الطاغوت، والحكم بما أنزل الله، فلهاتين المسألتين بحثهما في كتاب آخر، ولكنني أقول وحَسْبِي: إن بدعة هذا العصر الكبرى هي الحكمُ بغير ما أنزل الله. وإن الشرك الأكبرَ في هذا العصر هو شرك الحاكمية. وإن "السلفية" الحقيقية هي التي تحارب البدعةَ القائمة، والشركَ الواقع، وإلا فإن شتم ابنَ عربي، ونقدَ المعتزلة، واتهامَ القبوريين، سهلٌ جداً لأنه نقاش مع الأموات، وصراعَ مع طواحين الهواء!

نقمت على المبرد ألفَ بيت *** كذاك الحي يَغلبُ ألفَ مَيتِ

ثم لا بد من تحديد الموقف وبوضوح، هل "االسلفيةُ" مدرسةً متخصصةَ بمسائل معينة، فليس لنا ـ عندئذ ـ أن نلومها؟ أم هي حركة إسلامية شمولية، هدفها تغيير واقع المسلمين. واستئناف الحياة الإسلامية، كما يقولون؟ فلتحدد أولوياتها، ولتبين بماذا ستبدأ، وبأي شيء سَتَمتعن ( ستمتحن )، وعلى أي شيء ستوالي وتعادي. أما أن يبقى مقياس العقيدة الصحيحة و"السلفية" النقية، مسألة الأسماء والصفات، مع عدم الالتفات إلى الأمور الأخرى، فأمر مرفوض، وليست هذه هي "السلفية" حتما.

(9) أمَا "السلفيون" الحقيقيون، بل: أمَا أهل السنة أما المسلمون، فإنهم يخاطبون الأمة بلا إله إلا الله كما أمر ربهم، ووصى نبيهم صلى الله عليه وسلم، لا إله إلا الله بأركانها وشروطها ومقتضياتها. وهم يركًزون على توحيد الإلوهية التي جعلهُ اللهُ سبحانه وتعالى الدليلَ على إسلام المرء، وإن مقياسَهم في الولاءِ والبراءِ هو موقفُ الناس من الحاكم بغير ما أنزل الله، ومن الراضي عن الطاغوت.

إنَ مقياسَ العقيدة النقية و"السلفيةِ" الصحيحة، توحيدُ الألوهية، وتوحيدُ الإلوهية هو توحيد الطاعةِ والاتباع والخضوع.... بهذا التوحيدِ نَمْتَحن وبه نوالي وبه نعادي. وإن الحكم بشريعة رب الأنام، هو الذي ينبغي أن يكون شعاراً لأهل السنة، وفارقا لهم عن أهلِ البدع الذين يُهونون من شأنِ هذه القضية الخطيرة! هذا هو منهجُ السلف، وهذا هو فقههم، وغير ذلك.... فغاية القُصورِ في التوحيد أن يقبع التوحيد في القُبور.



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) من الفقه أن يكبر العالم الانحراف البارز في عصره ويضخمه، ويشتغل به ليلاً ونهاراً ليكون حديث الناس.

([2]) منعا للتصيدِ، وتوضيحا أقول: لا أقصد التهوين من شأن هذا المسألة. بل أدعو إلى التفريق بين وجوب تعليمها والدعوة إلى القول الحق فيها، وبين جعلها موضوع امتحان، ومعيار ولاء وبراء في كل الأوقات في الوقت الذي تكون فيه، وقد يرد به القضايا مقصراً فيها، إن الكلام في ترتيب الأولويات فقط.

([3]) مختصر العلو ص 176.

([4]) السنة في استخدام السلف تعني أصول العقيدة.

([5]) منهاج السنة النبوية 2/ 1، كلامه رحمه الله عن لفظ (أهل السنة).

([6]) الكلام في واقع الحال، وليس في الدعاوى.
([7]) وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل تعداه إلى اتهام من يعمل من أجل هذا القضية بأنه من الخوارج، وجماعات الغلو..، كما سترى قريباً.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-09-2011, 04:35 AM
غاربله غاربله غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 337
معدل تقييم المستوى: 0
غاربله is an unknown quantity at this point
افتراضي السلف والسلفيون: رؤية من الداخل (5)

السلف والسلفيون: رؤية من الداخل (5)
22-2-2008

فقد كان المأمول أن يبقى "السلفيون" متمسكين بالشعارات التي رفعوها عن التعصب المذهبي والغلو في الأئمة، وجمع شمل الأمَّة، والتواضع العلمي، والتضلع بالعلم،... ولكنهم ـ وللأسف ـ تنكًبوا كل ما رفعوه، فخالفوا منهج السلف. والناظر في أحوالهم يلمس غلواً في مشايخهم، وتعصبا لأقوالهم التي غدت مذهباً يوالون ويعادون عليه، واستعلاءً علميا، بحيث لا عالم عندهم إلا الذي يقرأ بعض الكتب، ويتشدق بمصطلحات خاصة.


بقلم إبراهيم العسعس

* "السلفيون" والجرح والتعديل

"اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"

كان يحيى بن معين يقول في عروة بن عبيد إنه دهري([1])...

(1) ليس الجرحُ والتعديل المذكور في رأس الصفحة هو الجرح والتعديل الخاص بعلم مصطلح الحديث، فذلك علم توقف على رأس المائة الثالثة، كما قال الذهبي رحمه الله. لكنه الجرح والتعديل من حيث هو قياس المسلم على مجموعة القيم والثوابت الإسلامية. هذه القيم والثوابت هي التي ينبغي أن يقوم المسلم على ضوءها، وأن يُوالى أو يُعادَى عليها، وهي من الوضوح والاتفاق عليها بحيث يُسمَى المخل بواحدة منها كافراً أو فاسقا أو عاصيا([2]) أما غيرها من المسائل التي تحتمل الاجتهاد، ويسوغ فيها الخلاف، أو المباحات، أو المسائل التي تقتنع بها مجموعة من الناس، فهذه ليست ميزاناً للقاء والمفارقة، فاللقاء على المنهج وليس على مثل هذه المسائل.

(2) هذه القضية واضحة، أو هكذا يجب أن تكون، لكن المشاهد من حال الجماعات الإسلامية غير ذلك، فكل جماعة تبنت مجموعة من المسائل في الفقه أو في طريقة التغيير... الخ، وجعلتها علامةً على الوعي أو على صدق الانتماء أو على صحة وصفاء العقيدة... الخ، وغيرها من مصطلحات التعديل.

(3) "والسلفيون" من هذه الجماعات التي تبنت مجموعة من الاختيارات، مَن وافقهم عليها فقد نجا، ومن خالفهم فليس سلفيا!

ولقد أصبح قولهم: ليس سلفيا، عبارة من عبارات التجريح التي يرفعونها في وجه من يجرؤ على مخالفتهم، ولأن كلمة "السلفية" كلمة عزيزة على قلوب المسلمين، فقد باتوا يَخْشَوْن أن تُسلب منهم، فصاروا لذلك يشعرون بضعف أمام "السلفيين".

(4) والمختلط.. بـ"السلفيين" يلاحظ ـ من واقع الحال ـ أنهم ينظرون اٍلى "المتبَنْطِل" نظرةَ انتقاص، وينظرون إلى "المسبل" نظرةَ استعلاء، ويتكلمون عن أفراد يوم السبت بالصوم من غير الفريضة كأنهم يتكلمون في التوحيد…الخ ثم إنهم يقيّمون المسلمين بهذه المسائل، هذا مع أنها مسائل فقهية يسوغ فيها الاجتهاد، ويُقبل فيها الخلاف، ولها تخريجات أخرى غير الذي يراه الشيخ ناصر الألباني ـ رحمه الله ـ.

أين هذا السلوك من قول يحيى بن سعيد: "ما برح أولو الفتوى يُفْتُون، فيحل هذا، ويُحرًمَ هذا، فلا يرى المحرم أن المحل هلك لتحليله، ولا المحلُّ أن المحـرمَ هلك لتحريمه".

(5) ضعف أحدهم رجلا، فقيل له: لم ضعفته؟ فرد الناقدُ "الشاطر": ذكِرَ مرة عند حماد فامتخط([3]). فأي سذاجة هذه؟!

ولا تظن ـ أخي القارئ ـ أن الأمَة قد خسرِت هذه الشطارة، فلا زال أمثال هذا الناقد البصير موجودين، يجرحون بما ليس بمجرِّج، فتجدهم يتهمون من يعمل في السياسة! وتراهم يتندرون على من يدرس فقه الواقع([4]) ثم إنَهم ابتكروا مرتبة جديدة من مراتب الجرح والتعديل، واستخدموا لها عبارة دقيقة جداً!. بلغ من دقتها أنك لا تستطيع فهمها إلا وأنت واقف على رأسك!. فلقد سئل الشيخ مرة عن أحد الدعاة الملتزمين بمنهج أهل السنة([5])، ولكنَه يهتم بفقه الواقع ويتابع السياسة([6])، فأجاب الشيخ قائلاًً: هو سلفي العقيدة، إخواني المنهج! فلتقًف النقاد الصغار هذه العبارة ووصفوا بها من كان على شاكلة ذلك الأخ المسؤول عنه!

فإذا سئل أحدهم عن العبد الفقير مثلاً، قال: هو سلفي العقيدة، تحريري المنهج! وأنا أجزم بأنه لو سئل عن معنى هذه العبارة لما وجد جواباً، كيف لا وهو كابنة الجبلِ، مهما يقل يقل.

ومن العبارات التي يقمعون بها إخوانهم قولهم: هذا سُروري! والعجيب أنَ "السلفيين" ما إن يسمعوا هذا الوصف حتى يعادوا الموصوف! ولك أن تتساءل متعجبا: لماذا؟ هل قناعة "السلفي" بأنه لا بد من الحياة ضمن الخارطة، وداخل التاريخ، يجعله: سلفي العقيدة، (إخواني أو تحريري أو سروري) المنهج؟!! وهل فقه الحياة خارج عن منهج السلف؟!.

لقد صدق من قال: عش رجباً ترى عجبا! وما زالت الأعاجيب تترى، كلما انقضى عجبٌ تبعه عجب! وكأن الشاعر قَصَدَ القوم عندما قال:

جعلتم ذنبنا أنا سمعنا وما الآذان إلاّ للسماع.

(6) والأدهى والأمر من كل ما مر، تعديلُ وتفضيل الموافق حتى لو عمل ما عمل!

فالسلفيون يجعلون إثبات الأسماء والصفات عقد الولاء والبراء، فمن أثبت فليفعل ما يشاء، حتى لو انحرف في توحيد الإلاهية، وفي الولاء والبراء، ووقع فـي محظوراتٍ شرعيةٍ بينة، وهذا عكس للقضية، فإن أهل السنة يُفضًلون الأتقى لله، ويعدلون بتوحيد الالاهية الذي من انحرف فيه فقد وقع في الشرك خلافا لمسألة الأسماء والصفات.

قال يعقوب الفسوي: "سمعت إنسانا يقول لأحمد بن يونس: عبد الله العمري ضعيف؟. قال: إنَما يضعفه رافضي مبغض لآبائه، ولو رأيت لحيتَه وخضابَه وهيئتَهُ لعرفت أنه ثقة". أرأيت؟ لقد وثقه لطول لحيته، وشكل لباسه، ولون خضابه! فما أدقهُ من توثيق! وبما أن الرجل محقق لهذه المهمات فهو ثقة، والذي يمسه بكلمة مبغض لآبائه! ويخيل إلي أنَ لسان حال "االسلفيين" يقول: "لا يضر مع إثبات الأسماء والصفات ذنب، كما لا تنفعُ مع فقه الواقع طاعة"([7]).

إن هذه الحالة، حالة نفسية، فالملتزم مع جهة معينة يظن من كثرة ما يسمع من اهتمامات جهته أن ما يسمعه هو الدين، فتراه ـ لذلك ـ ينظر إلى الآخرين نظرة استعلاء، ثم ينظر إلى نفسه وإلى من يحمل آراءه بأنَهم حققوا قمة الالتزام، فلا تثريب عليهم بعدها إن صدر عنهم أي شئ. ومجموعة التبرير جاهزة لتفنيدِ أي([8]) تهمة، فالسرقة اقتباس، وطمس توحيد الإلاهية تكتيك، حتى من كثرة التسويغات وكأنهم المعنيون بقوله صلى الله عليه وسلم "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"([9]).

* "السلفيون" والفـقــه : "سلفية" أم - ناصرية؟!

ما اختلف فيه الفقهاء فلا أنهى أحداً من إخواني أن يأخذ به "سفيان الثوري

(1) يتعامل "السلفيون" مع مسائل الفقه كما يتعامل المسلمون مع قوله تعالى: (أفي الله شك) (إبراهيم:10)، فالرأي الذي يَرونَه هو الرأي، والقاعدة عندهم معكوسة منكوسة، فرأيهم صواب لا يحتمل الخطأ، ورأي غيرهم خطأ لا يحتمل الصواب!.

وهذا المنحى مخالف لمنهج السلف في الاجتهاد([10])، فما زال العلماء يختلفون فلا يُنكر بعضهم على بعض، ومازالوا يُنبهون على أن الخلاف في مسائل الفقه، لا يقتضي موقفا من الآخرين، وهذه بعض عباراتهم:

قال سفيان رحمه الله: "إذا رأيتَ الرجل يعمل العمل الذي قد اختُلِفَ فيه وأنت ترى غيره فلا تنههُ".

وقال أحمد رحمه الله: "لا ينبغي للفقيه أن يحمل الناسَ على مذهب ولا يُشدد عليهم"

وقال ابن تيمية رحمه الله: "والواجب على الناس اتباع ما بعث الله به رسوله، وأما إذا خالف قولَ بعض الفقهاء، ووافق قول بعض آخرين، لم يكن لأحد اًن يُلزمه بقول المخالِف، ويقول: هذا خالف الشرع"

(2) وقد سبق وأشرتُ إلى بعض المسائل في المبحث السابق التي ألحقها "السلفيون" بدائرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر([11])، مثل مسألة اللباس، والإسبال، وصيام السبت،... وللحقيقة فإن البعض ما عاد يُثير هذه المسائل، لكن الجو العام عند "السلفيين" النظر لمن يخالفهم فـي هذه المسائل نظرة انتقاص، حتى إن بعضهم يتحرج من الصلاة خلف المتَبَنْطِل!.

ولعلهم ـ وهذا ظن مني ـ يَعدون الأخذ باختياراتهم في هذه المسائل من الأولويات، أولويات الدعوة، لأنهم يفهمون (وهذا ظن مني أيضا) أن الالتزام بهذه المسائل داخل في قول الإمام مالك رحمه الله: "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها"!.

(3) والذي يظهر لي ـ والله أعلم ـ أن الآفة السابقة مرتبطة ارتباطا عضوياً بالآفة التالية: وهي أن "السلفيين" يتعاملون مع فقه الشيخ ناصر الألباني ـ مثلاً ـ واختياراته، وكأنه فقه السلف، هكذا بالألف واللام الدالتين على العهد والاستغراق "ونتيجة لهذه الآفة تتشكل القضية في عقل "السلفي" على النحو التالي:

إذا كان هذا هو فقه السلف، فالفقه الآخر خارج عن فقه السلف، وهي معادلة تلقي في رُوع "السلفي" تلقائيا أن الفقه الآخر فقه مذموم. وهي نتيجة لها انعكاس على السلوك والمواقف.

(4) علم نفس الدليل!

والسؤال المهم في هذا السياق هو: لماذا يتصرف "السلفيون" هكذا؟! لأن هذه الآفة مبنية على مقدًمات عن الإتباع، والدليل، والسلف، والحديث الصحيح، والتزام السنة، وفتح باب الإجتهاد،....، وكما ترى فإنها مقدمات صحيحة، فلا اعتراض عليها، وإنما البحث في كيفية التعامل معها، وفي المآل الذي آلت إليه طريقة "السلفيين" في استخدامها. والذي يحدث أن المسلم إذا عرف عن عالم بأنه يأخذ بهذه المقدمات ويدعو إليها، ينشأ عنده نوع من التسليم لفتاوى هذا العالم من دون نقاش، وقد كنت ألحظ هذا المزلق من نفسي: فعندما كنت أسمع فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله -مثلاً- أجد اطمئنانا وقبولاً لا أجده عندما أسمع فتوى للشافعي رحمه الله، أو لغيره من المجتهدين، وكأنهم يُفتون بلا أدلة! وهذا هو موقف "السلفي" من فتاوى الشيخ ناصر -رحمه الله - حيث يتقبلها باستسلام لوجود نفس المقدمات - المشار إليها - في ذهنه، وهو بعد ذلك يحاول فرض الفتوى على الآخرين من خلال التقديم بهذه المقدمات، فتفعل فعلها في نفوسهم. ولك أن تُسمًيَ هذه الحالة بعقدة الدليل، أو برعب الدليل([12]). هذا هو السبب ـ باختصارـ الذي يؤدي إلى التعامل مع فتوى الشيخ بما يلي:

1- بنظرة أحادية، أي أنها الحق الذي لا مِرية فيه، وغيرها خطأ لا صواب فيه!.

2- بأنها هي "الفتوى السلفية".

(5) لقد أدى هذا الوضع إلى قيام مذهب جديد، بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، أو لنقل بكل الأركان التي لا بد من توفرها لقيام مذهب، فهناك: إمام مجتهد، ومؤلفات، ومنهج أصولي، وفتاوى، ومقلدون متعصبون! فماذا بقي؟! أليس هذا مذهباً؟.

وحتى لا اُفهم بصورة خاطئة فإنني أًبين ما يلي:

لا اعتراض على أن الإمام مجتهد، ولا على أن الفتاوى مهمَّة ونافعة، ولا على أن المنهج الأصولي ـ في أغلبه ـ صحيح، ولا على أن الفتاوى المستمدة من هذا المنهج علميَة([13]) ـ في أغلبها ـ، إنما الاعتراض على المقلدين المتعصبين، وعلى المقلد الذي يرى ويسمع ولا تعليق!.

(6) وعليه فلك أن تعجب، إذا عرفت أن منهج أهل السنة العلمي الذي دعا إليه "السلفيون" منذ زمن - عدمُ وضع أي عالم مهما بلغت درجته العلمية في منزلة من لا يُسأل عما يُفتي، أو عمَا يُصحح ويُضعف من الأحاديث. وإليك بعض الأمثلة الدالة على ما قلت: المثال الأول: يعرف طلاب الحديث أن وصفَ عالم لكتابه بالصحيح لا يعني أنه كذلك، ويعرف طلاب الحديث - لذلك عدم كفاية الإحالة - عند التخريج - على كتاب وُسِم بالصحة، أو على حديث صحًحه أحد النقاد دون مراجعة. وهذه قاعدة أكد عليها "السلفيون" كثيراً، وقد سِرنا على ذلك مع أمثال أبي داود، والترمذي، وابن خزيمة، وابن حبَان... حتى إذا استقرت القاعدة أو كادت، إذا بالكتبة "السلفيين" يُخرجون الأحاديث في الحواشي بطريقة رفضوها في حق الترمذي وأقرانه، وقبلوها في حق الشيخ ناصر فما ينفع القارئ أن يقول له كاتب "سلفي" صحيح الجامع، أو صححه شيخنا؟! هذا مع أنَهم لا يقبلون من مخرج قوله: حسنه الترمذي.

فإن قيل: ثبت أن تحسين الترمذيَ لا َيطرِد قلنا: وثبت أيضا أن تصحيح الشيخ لا يطرد.

المثال الثاني: ما معنىْ أن يؤلف "السلفيون" كتباً عارية من الدليل؟ ولماذا علي أن أقبلها، في الوقت الذي يحرم علي فيه أن أعتمد على كتاب لعالمٍ ليس "سلفياً" خلى من الدليل؟ الجواب واضح إذا استحضرت عقدة الدليل: فالأول يقول لك: لقد اعتمدتُ الدليلَ الصحيح، ولقد تحريتُ اتباع السنة، ولم أتعصب، ولم أقَلد الرجال؟. الخ هذه العناوين التي ما أنْ يقرأها المسلم حتى يَقبل تبنًيات الكاتب "السلفي" باستسلام مُطلق.

وهذا تجده في بعض رسائل الشيخ ناصر، وكتب الشيخْ محمد شقرة، فلماذا هذا التراجع عن المنهج؟!

المثال الثالث: حذر العلماء سابقاً من نمطٍ من الطلاب الذين يعتمدون على الكتب وحَسْب، وسمَوا من هذه حاله بـ"الصُحفي". ومع تقدم وسائل الإتصال! نَبَتَ طلاب من نمط جديد يعتمدون على الهاتف، لا مانع من تسمية من هذه حاله "بالهاتفي"! فمن هذا "الهاتفي"؟ إنه الذي يتصل بالشيخ ناصر الألباني ليستفتيه، فيجيبه الشيخ باختصار يتناسب مع الوقت المخصص للمكالمات، فإذا حاول السائل التحقق والإضافة يضيق الشيخ به، ولا يسمح بالإطالة، وإلى هنا، لا حرج ولا تثريب.

لكن الحرج والتثريب في طيران ذلك.. "الهاتفي" بالفتوى لينشرها على الملأ، وهو لا يدري ـ لأنه "هاتفي" ـ من أين أخذها الشيخ، ولا كيف استنبطها، وهل إذا كانت صالحة لنازلته، تصلح لكل نازلة؟ وكيف يُحقق مناطها؟ وتجده إذا سئل أجاب، وإذا نوقِش ناقش، فإذا سألته من أين لك هذا؟ أجابك ـ وهو مسرور ـ: سألت الشيخ على الهاتف: ثم بعد ذلك يقول لك أنا مجتهد، أنا مُتبع! حبذا الصحف، وحبذا التقليد، في زمن الهواتف والتقييد.

(7) هناك ظاهرة أخرى مهمة، وهي صالحة لتُجعل سبباً من أسباب رفض كثير من الناس اتَباع منهج السلف، وهي صالحة ـ كذلك ـ لتُلحَقَ بكل المباحث، لأنها سبب في مخالفات "السلفيين" لأهل السنة، إنها ظاهرة الضعف في الأصول، والفهم الدقيق الذي يفصل بين الامور. وهي ظاهرة شكى وحذر منها العلماء قديماً أعني علماء الحديث من أهل السنة، وليس غيرهم: فلقد شكى الخطيب البغدادي من صِنف ينتسب إلى الحديث، ولا يتفقه فيصبح بسلوكه ومواقفه مثلبةً للمدرسة التي ينتمي إليها.

قال رحمه الله: "وإنما أسرعت ألسنةُ المخالفين إلى الطعن على المحدثين لجهلهم أصول الفقه وأدلته في ضمن السنن، مع عدم معرفتهم بمواضعها"([14]). وقال: "وليُعلم أنَ الإكثار من كتب الحديث وروايته لا يصير بها الرجل فقيها، إنما يتفقه باستنباط معانيه وإمعان التفكر فيه"([15]). وقال: "ولا بد للمتفقه من أستاذ يدرس عليه، ويرجع في تفسير ما أشكِل إليه، ويتعرف منه طرق الاجتهاد، وما يُفَرق به بين الصحة والفساد"([16]).

وقد لاحظ الذهبي رحمه الله! ما لاحظه الخطيب، فقال عن محدثي زمانه: "فغالبهم لا يفقهون"([17]). ونحن إذ اصطدمنا بما اصطدم به الخطيب والذهبي رحمهما الله، لا نزيد عن التحذير مما حذرا، ونُسجل رفضنا السلوكات وفقهيات صارت عنواناً على مدرسة الحديث ومنهج السلف، فإن أحفاد أولئك([18]) متوافرون يشوهون المدرسة، ويسيئون للمنهج.

(8) ظاهرة أخيرة، وهي تصدر الأصاغر للفتيا، وهجومهم على التصنيف! وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: "لن يزال الناس بخير ما اخذوا العلم عن أكابرهم، فإذا اًتاهم عن أصاغرهم فقد هلكوا".

الملاحظ أن الإكثار من جمع كتب الحديث، وحفظ الأحاديث الضعيفة، أصبحا دليلا -شبه وحيد - من أدلة تحقق العلم والانتساب إليه، ولما كانت هذه ميسورة هذه الأيام أصبح الأصاغر مقصودين! وانتشرت.. "جرثومة" اسمها. "جرثومة" التحقيق والفهرسة، فما أن يدور "الفتى" حول نفسه دورة أو دورتين حتى تصبح غاية طموحه، ومنتهى أربه تحقيق كتيب، أو إعداد فهرس، وهو إن فعل ذلك أصبح من المشار إليهم بالعلم!.

لقد تحول الواجب الذي نادى "السلفيون" به وهو (العلم قبل العمل)، إلى نوع من الاحتراف، وأصبح التصنيف ممسوخاً في شكل تحقيقات لكتيبات في مواضيع ممجوجة أنهكِت بحثا، مع أن المكتبة الإسلامية تفتقر لأبحاث جادة تجبر النقص، وتغذًي احتياجات الحياة المعاصرة؟. ولكن لأنها مواضيع يلزمها علماء حقيقيون، يتمّ الهروب إلى الفهرسة واجترار الرسائل التي وَصَفتُ، فهذه يستطيعها الفنيون([19]).

(9) وأخيراً، فقد كان المأمول أن يبقى "السلفيون" متمسكين بالشعارات التي رفعوها عن التعصب المذهبي والغلو في الأئمة، وجمع شمل الأمَّة، والتواضع العلمي، والتضلع بالعلم،... ولكنهم ـ وللأسف ـ تنكًبوا كل ما رفعوه، فخالفوا منهج السلف.

والناظر في أحوالهم يلمس غلواً في مشايخهم، وتعصبا لأقوالهم التي غدت مذهباً يوالون ويعادون عليه، واستعلاءً علميا، بحيث لا عالم عندهم إلا الذي يقرأ بعض الكتب، ويتشدق بمصطلحات خاصة.

إن الأصل الأصيل من أصول أهل السنة جمعُ شمل الأمة، وعدم تمزيقها إلى مذاهب وفرق، ولقد كان الظن "بالسلفيين" تحقيق هذا الأصل، ولكنهم تحولوا إلى مذهب جديد، فرسخوا التشرذم، وعمقوا ـ بممارساتهم المذهبية ـ الفُرقة، فانطبق عليهم ما قاله الشاعر:
أتينا إلى سعد ليجمع شملنا فشتتنا سعد فمالنا من سعد




([1]) ميزان الاعتدال 3/ 273، وعلق الذهبي فقال: "لعن الله الدهرية فإنهم كفار، وما كان عمرو هكذا".

([2]) لا يكفر إلا من أنكر معلوما من الدين بالضرورة، أو اعتقد عكسه، وكذلك الحال في التفسيق فلا يفسق إلا بما ثبت أنه فسق... انظر الفصَل لابن حزم 3/ 5291 وإلاٍ حكام له 1/ 42 1، والمحرر في الفقه لابن تيميه الجد 2/ 9 5َ 2، ونزهة النظر لابن حجر ص 5.

([3]) قال الخطيب: "امتخاط حماد عند ذكره لا يوجب رد خبره" (الكفاية ص 185).

([4]) وهل في هذا مثلبة؟.

([5]) تعديل.

([6]) جرح..

([7]) تستطيع أن تضع مكان (فقه الواقع) أي عبارة يرفضها "السلفيون".

([8]) مجموعة التبرير هذه موجودة في كل الأحزاب والجماعات، وينطبق على الكل ما ينطبق على "السلفيين".

([9]) جزء من حديث علي رضي الله عنه في قصة حاطب، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لعل الله اطلع على أهل بدر فقال.... " الحديث. البخاري مع الفتح: كتاب المغازى / باب فضل من شهد بدراً / حديث 3983.

([10]) من المعلوم أن اللقاء يكون على المنهج، والمنهج في الفقه هو: اتباع السنة. وتحري الصحيح، وعدم التعصب للمذاهب...

([11]) ذكر غير واحد من العلماء المحققين أن الخلاف الفقهي في مسألة ما يخرجها من دائرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأشير بأن للقاعدة استثناء لا علاقة له بمحل البحث.

([12]) لا يفوتنك أن لكل جماعة عقدة، فعقدة الاخوان: الكثرة والأولية، وعقدة التحريريين: الوعي السياسي والعمق الفكري، وعقدة التبليغيين: التجرد عن الدنيا، والخروج في سبيل الله، والزهد.... فما المعدوم طبعاً!.

([13]) لا تلازم بين وصف الفتوى بالعِلمِية، وبين الموافقة والمخالفة، فهذا بحث آخر.

([14]) نصيحة أهل الحديث ص 40.

([15]) السابق ص 37.

([16]) السابق، ص 42.

([17]) زغل العلم ص 37. وقد سئل بعضهم: متى يكون الأدب ضاراً؟ فقال: إذا نقصت القريحة، وكثرت الرواية.

([18]) أصحاب الخطيب والذهبي رحمهما الله.
([19]) الفني هو الذي يستطيع التعامل مع معطيات موجودة أمامه فينظمها، ويصلحها. ويختصرها.... لكنه لا يمتلك القدرة على الابتكار أو الربط أو الابداع، فهو دائماً يدور في فلك المبدعين لذلك تجده يبلع ولا يهضم، فيجتره فيلفظ.... ثم يقبض. (يتبع)
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-09-2011, 05:24 AM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 27,929
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor is a glorious beacon of lightaymaan noor is a glorious beacon of light
افتراضي

اقتباس:
ما اختلف فيه الفقهاء فلا أنهى أحداً من إخواني أن يأخذ به "سفيان الثوري

(1) يتعامل "السلفيون" مع مسائل الفقه كما يتعامل المسلمون مع قوله تعالى: (أفي الله شك) (إبراهيم:10)، فالرأي الذي يَرونَه هو الرأي، والقاعدة عندهم معكوسة منكوسة، فرأيهم صواب لا يحتمل الخطأ، ورأي غيرهم خطأ لا يحتمل الصواب!.
جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02-09-2011, 06:56 AM
الصورة الرمزية على سبيل الحق
على سبيل الحق على سبيل الحق غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 1,228
معدل تقييم المستوى: 15
على سبيل الحق will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غاربله مشاهدة المشاركة
السلف والسلفيون: رؤية من الداخل (5)
22-2-2008

فقد كان المأمول أن يبقى "السلفيون" متمسكين بالشعارات التي رفعوها عن التعصب المذهبي والغلو في الأئمة، وجمع شمل الأمَّة، والتواضع العلمي، والتضلع بالعلم،... ولكنهم ـ وللأسف ـ تنكًبوا كل ما رفعوه، فخالفوا منهج السلف. والناظر في أحوالهم يلمس غلواً في مشايخهم، وتعصبا لأقوالهم التي غدت مذهباً يوالون ويعادون عليه، واستعلاءً علميا، بحيث لا عالم عندهم إلا الذي يقرأ بعض الكتب، ويتشدق بمصطلحات خاصة.


بقلم إبراهيم العسعس

* "السلفيون" والجرح والتعديل

"اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"

كان يحيى بن معين يقول في عروة بن عبيد إنه دهري([1])...

(1) ليس الجرحُ والتعديل المذكور في رأس الصفحة هو الجرح والتعديل الخاص بعلم مصطلح الحديث، فذلك علم توقف على رأس المائة الثالثة، كما قال الذهبي رحمه الله. لكنه الجرح والتعديل من حيث هو قياس المسلم على مجموعة القيم والثوابت الإسلامية. هذه القيم والثوابت هي التي ينبغي أن يقوم المسلم على ضوءها، وأن يُوالى أو يُعادَى عليها، وهي من الوضوح والاتفاق عليها بحيث يُسمَى المخل بواحدة منها كافراً أو فاسقا أو عاصيا([2]) أما غيرها من المسائل التي تحتمل الاجتهاد، ويسوغ فيها الخلاف، أو المباحات، أو المسائل التي تقتنع بها مجموعة من الناس، فهذه ليست ميزاناً للقاء والمفارقة، فاللقاء على المنهج وليس على مثل هذه المسائل.

(2) هذه القضية واضحة، أو هكذا يجب أن تكون، لكن المشاهد من حال الجماعات الإسلامية غير ذلك، فكل جماعة تبنت مجموعة من المسائل في الفقه أو في طريقة التغيير... الخ، وجعلتها علامةً على الوعي أو على صدق الانتماء أو على صحة وصفاء العقيدة... الخ، وغيرها من مصطلحات التعديل.

(3) "والسلفيون" من هذه الجماعات التي تبنت مجموعة من الاختيارات، مَن وافقهم عليها فقد نجا، ومن خالفهم فليس سلفيا!

ولقد أصبح قولهم: ليس سلفيا، عبارة من عبارات التجريح التي يرفعونها في وجه من يجرؤ على مخالفتهم، ولأن كلمة "السلفية" كلمة عزيزة على قلوب المسلمين، فقد باتوا يَخْشَوْن أن تُسلب منهم، فصاروا لذلك يشعرون بضعف أمام "السلفيين".

(4) والمختلط.. بـ"السلفيين" يلاحظ ـ من واقع الحال ـ أنهم ينظرون اٍلى "المتبَنْطِل" نظرةَ انتقاص، وينظرون إلى "المسبل" نظرةَ استعلاء، ويتكلمون عن أفراد يوم السبت بالصوم من غير الفريضة كأنهم يتكلمون في التوحيد…الخ ثم إنهم يقيّمون المسلمين بهذه المسائل، هذا مع أنها مسائل فقهية يسوغ فيها الاجتهاد، ويُقبل فيها الخلاف، ولها تخريجات أخرى غير الذي يراه الشيخ ناصر الألباني ـ رحمه الله ـ.

أين هذا السلوك من قول يحيى بن سعيد: "ما برح أولو الفتوى يُفْتُون، فيحل هذا، ويُحرًمَ هذا، فلا يرى المحرم أن المحل هلك لتحليله، ولا المحلُّ أن المحـرمَ هلك لتحريمه".

(5) ضعف أحدهم رجلا، فقيل له: لم ضعفته؟ فرد الناقدُ "الشاطر": ذكِرَ مرة عند حماد فامتخط([3]). فأي سذاجة هذه؟!

ولا تظن ـ أخي القارئ ـ أن الأمَة قد خسرِت هذه الشطارة، فلا زال أمثال هذا الناقد البصير موجودين، يجرحون بما ليس بمجرِّج، فتجدهم يتهمون من يعمل في السياسة! وتراهم يتندرون على من يدرس فقه الواقع([4]) ثم إنَهم ابتكروا مرتبة جديدة من مراتب الجرح والتعديل، واستخدموا لها عبارة دقيقة جداً!. بلغ من دقتها أنك لا تستطيع فهمها إلا وأنت واقف على رأسك!. فلقد سئل الشيخ مرة عن أحد الدعاة الملتزمين بمنهج أهل السنة([5])، ولكنَه يهتم بفقه الواقع ويتابع السياسة([6])، فأجاب الشيخ قائلاًً: هو سلفي العقيدة، إخواني المنهج! فلتقًف النقاد الصغار هذه العبارة ووصفوا بها من كان على شاكلة ذلك الأخ المسؤول عنه!

فإذا سئل أحدهم عن العبد الفقير مثلاً، قال: هو سلفي العقيدة، تحريري المنهج! وأنا أجزم بأنه لو سئل عن معنى هذه العبارة لما وجد جواباً، كيف لا وهو كابنة الجبلِ، مهما يقل يقل.

ومن العبارات التي يقمعون بها إخوانهم قولهم: هذا سُروري! والعجيب أنَ "السلفيين" ما إن يسمعوا هذا الوصف حتى يعادوا الموصوف! ولك أن تتساءل متعجبا: لماذا؟ هل قناعة "السلفي" بأنه لا بد من الحياة ضمن الخارطة، وداخل التاريخ، يجعله: سلفي العقيدة، (إخواني أو تحريري أو سروري) المنهج؟!! وهل فقه الحياة خارج عن منهج السلف؟!.

لقد صدق من قال: عش رجباً ترى عجبا! وما زالت الأعاجيب تترى، كلما انقضى عجبٌ تبعه عجب! وكأن الشاعر قَصَدَ القوم عندما قال:

جعلتم ذنبنا أنا سمعنا وما الآذان إلاّ للسماع.

(6) والأدهى والأمر من كل ما مر، تعديلُ وتفضيل الموافق حتى لو عمل ما عمل!

فالسلفيون يجعلون إثبات الأسماء والصفات عقد الولاء والبراء، فمن أثبت فليفعل ما يشاء، حتى لو انحرف في توحيد الإلاهية، وفي الولاء والبراء، ووقع فـي محظوراتٍ شرعيةٍ بينة، وهذا عكس للقضية، فإن أهل السنة يُفضًلون الأتقى لله، ويعدلون بتوحيد الالاهية الذي من انحرف فيه فقد وقع في الشرك خلافا لمسألة الأسماء والصفات.

قال يعقوب الفسوي: "سمعت إنسانا يقول لأحمد بن يونس: عبد الله العمري ضعيف؟. قال: إنَما يضعفه رافضي مبغض لآبائه، ولو رأيت لحيتَه وخضابَه وهيئتَهُ لعرفت أنه ثقة". أرأيت؟ لقد وثقه لطول لحيته، وشكل لباسه، ولون خضابه! فما أدقهُ من توثيق! وبما أن الرجل محقق لهذه المهمات فهو ثقة، والذي يمسه بكلمة مبغض لآبائه! ويخيل إلي أنَ لسان حال "االسلفيين" يقول: "لا يضر مع إثبات الأسماء والصفات ذنب، كما لا تنفعُ مع فقه الواقع طاعة"([7]).

إن هذه الحالة، حالة نفسية، فالملتزم مع جهة معينة يظن من كثرة ما يسمع من اهتمامات جهته أن ما يسمعه هو الدين، فتراه ـ لذلك ـ ينظر إلى الآخرين نظرة استعلاء، ثم ينظر إلى نفسه وإلى من يحمل آراءه بأنَهم حققوا قمة الالتزام، فلا تثريب عليهم بعدها إن صدر عنهم أي شئ. ومجموعة التبرير جاهزة لتفنيدِ أي([8]) تهمة، فالسرقة اقتباس، وطمس توحيد الإلاهية تكتيك، حتى من كثرة التسويغات وكأنهم المعنيون بقوله صلى الله عليه وسلم "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"([9]).

* "السلفيون" والفـقــه : "سلفية" أم - ناصرية؟!

ما اختلف فيه الفقهاء فلا أنهى أحداً من إخواني أن يأخذ به "سفيان الثوري

(1) يتعامل "السلفيون" مع مسائل الفقه كما يتعامل المسلمون مع قوله تعالى: (أفي الله شك) (إبراهيم:10)، فالرأي الذي يَرونَه هو الرأي، والقاعدة عندهم معكوسة منكوسة، فرأيهم صواب لا يحتمل الخطأ، ورأي غيرهم خطأ لا يحتمل الصواب!.

وهذا المنحى مخالف لمنهج السلف في الاجتهاد([10])، فما زال العلماء يختلفون فلا يُنكر بعضهم على بعض، ومازالوا يُنبهون على أن الخلاف في مسائل الفقه، لا يقتضي موقفا من الآخرين، وهذه بعض عباراتهم:

قال سفيان رحمه الله: "إذا رأيتَ الرجل يعمل العمل الذي قد اختُلِفَ فيه وأنت ترى غيره فلا تنههُ".

وقال أحمد رحمه الله: "لا ينبغي للفقيه أن يحمل الناسَ على مذهب ولا يُشدد عليهم"

وقال ابن تيمية رحمه الله: "والواجب على الناس اتباع ما بعث الله به رسوله، وأما إذا خالف قولَ بعض الفقهاء، ووافق قول بعض آخرين، لم يكن لأحد اًن يُلزمه بقول المخالِف، ويقول: هذا خالف الشرع"

(2) وقد سبق وأشرتُ إلى بعض المسائل في المبحث السابق التي ألحقها "السلفيون" بدائرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر([11])، مثل مسألة اللباس، والإسبال، وصيام السبت،... وللحقيقة فإن البعض ما عاد يُثير هذه المسائل، لكن الجو العام عند "السلفيين" النظر لمن يخالفهم فـي هذه المسائل نظرة انتقاص، حتى إن بعضهم يتحرج من الصلاة خلف المتَبَنْطِل!.

ولعلهم ـ وهذا ظن مني ـ يَعدون الأخذ باختياراتهم في هذه المسائل من الأولويات، أولويات الدعوة، لأنهم يفهمون (وهذا ظن مني أيضا) أن الالتزام بهذه المسائل داخل في قول الإمام مالك رحمه الله: "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها"!.

(3) والذي يظهر لي ـ والله أعلم ـ أن الآفة السابقة مرتبطة ارتباطا عضوياً بالآفة التالية: وهي أن "السلفيين" يتعاملون مع فقه الشيخ ناصر الألباني ـ مثلاً ـ واختياراته، وكأنه فقه السلف، هكذا بالألف واللام الدالتين على العهد والاستغراق "ونتيجة لهذه الآفة تتشكل القضية في عقل "السلفي" على النحو التالي:

إذا كان هذا هو فقه السلف، فالفقه الآخر خارج عن فقه السلف، وهي معادلة تلقي في رُوع "السلفي" تلقائيا أن الفقه الآخر فقه مذموم. وهي نتيجة لها انعكاس على السلوك والمواقف.

(4) علم نفس الدليل!

والسؤال المهم في هذا السياق هو: لماذا يتصرف "السلفيون" هكذا؟! لأن هذه الآفة مبنية على مقدًمات عن الإتباع، والدليل، والسلف، والحديث الصحيح، والتزام السنة، وفتح باب الإجتهاد،....، وكما ترى فإنها مقدمات صحيحة، فلا اعتراض عليها، وإنما البحث في كيفية التعامل معها، وفي المآل الذي آلت إليه طريقة "السلفيين" في استخدامها. والذي يحدث أن المسلم إذا عرف عن عالم بأنه يأخذ بهذه المقدمات ويدعو إليها، ينشأ عنده نوع من التسليم لفتاوى هذا العالم من دون نقاش، وقد كنت ألحظ هذا المزلق من نفسي: فعندما كنت أسمع فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله -مثلاً- أجد اطمئنانا وقبولاً لا أجده عندما أسمع فتوى للشافعي رحمه الله، أو لغيره من المجتهدين، وكأنهم يُفتون بلا أدلة! وهذا هو موقف "السلفي" من فتاوى الشيخ ناصر -رحمه الله - حيث يتقبلها باستسلام لوجود نفس المقدمات - المشار إليها - في ذهنه، وهو بعد ذلك يحاول فرض الفتوى على الآخرين من خلال التقديم بهذه المقدمات، فتفعل فعلها في نفوسهم. ولك أن تُسمًيَ هذه الحالة بعقدة الدليل، أو برعب الدليل([12]). هذا هو السبب ـ باختصارـ الذي يؤدي إلى التعامل مع فتوى الشيخ بما يلي:

1- بنظرة أحادية، أي أنها الحق الذي لا مِرية فيه، وغيرها خطأ لا صواب فيه!.

2- بأنها هي "الفتوى السلفية".

(5) لقد أدى هذا الوضع إلى قيام مذهب جديد، بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، أو لنقل بكل الأركان التي لا بد من توفرها لقيام مذهب، فهناك: إمام مجتهد، ومؤلفات، ومنهج أصولي، وفتاوى، ومقلدون متعصبون! فماذا بقي؟! أليس هذا مذهباً؟.

وحتى لا اُفهم بصورة خاطئة فإنني أًبين ما يلي:

لا اعتراض على أن الإمام مجتهد، ولا على أن الفتاوى مهمَّة ونافعة، ولا على أن المنهج الأصولي ـ في أغلبه ـ صحيح، ولا على أن الفتاوى المستمدة من هذا المنهج علميَة([13]) ـ في أغلبها ـ، إنما الاعتراض على المقلدين المتعصبين، وعلى المقلد الذي يرى ويسمع ولا تعليق!.

(6) وعليه فلك أن تعجب، إذا عرفت أن منهج أهل السنة العلمي الذي دعا إليه "السلفيون" منذ زمن - عدمُ وضع أي عالم مهما بلغت درجته العلمية في منزلة من لا يُسأل عما يُفتي، أو عمَا يُصحح ويُضعف من الأحاديث. وإليك بعض الأمثلة الدالة على ما قلت: المثال الأول: يعرف طلاب الحديث أن وصفَ عالم لكتابه بالصحيح لا يعني أنه كذلك، ويعرف طلاب الحديث - لذلك عدم كفاية الإحالة - عند التخريج - على كتاب وُسِم بالصحة، أو على حديث صحًحه أحد النقاد دون مراجعة. وهذه قاعدة أكد عليها "السلفيون" كثيراً، وقد سِرنا على ذلك مع أمثال أبي داود، والترمذي، وابن خزيمة، وابن حبَان... حتى إذا استقرت القاعدة أو كادت، إذا بالكتبة "السلفيين" يُخرجون الأحاديث في الحواشي بطريقة رفضوها في حق الترمذي وأقرانه، وقبلوها في حق الشيخ ناصر فما ينفع القارئ أن يقول له كاتب "سلفي" صحيح الجامع، أو صححه شيخنا؟! هذا مع أنَهم لا يقبلون من مخرج قوله: حسنه الترمذي.

فإن قيل: ثبت أن تحسين الترمذيَ لا َيطرِد قلنا: وثبت أيضا أن تصحيح الشيخ لا يطرد.

المثال الثاني: ما معنىْ أن يؤلف "السلفيون" كتباً عارية من الدليل؟ ولماذا علي أن أقبلها، في الوقت الذي يحرم علي فيه أن أعتمد على كتاب لعالمٍ ليس "سلفياً" خلى من الدليل؟ الجواب واضح إذا استحضرت عقدة الدليل: فالأول يقول لك: لقد اعتمدتُ الدليلَ الصحيح، ولقد تحريتُ اتباع السنة، ولم أتعصب، ولم أقَلد الرجال؟. الخ هذه العناوين التي ما أنْ يقرأها المسلم حتى يَقبل تبنًيات الكاتب "السلفي" باستسلام مُطلق.

وهذا تجده في بعض رسائل الشيخ ناصر، وكتب الشيخْ محمد شقرة، فلماذا هذا التراجع عن المنهج؟!

المثال الثالث: حذر العلماء سابقاً من نمطٍ من الطلاب الذين يعتمدون على الكتب وحَسْب، وسمَوا من هذه حاله بـ"الصُحفي". ومع تقدم وسائل الإتصال! نَبَتَ طلاب من نمط جديد يعتمدون على الهاتف، لا مانع من تسمية من هذه حاله "بالهاتفي"! فمن هذا "الهاتفي"؟ إنه الذي يتصل بالشيخ ناصر الألباني ليستفتيه، فيجيبه الشيخ باختصار يتناسب مع الوقت المخصص للمكالمات، فإذا حاول السائل التحقق والإضافة يضيق الشيخ به، ولا يسمح بالإطالة، وإلى هنا، لا حرج ولا تثريب.

لكن الحرج والتثريب في طيران ذلك.. "الهاتفي" بالفتوى لينشرها على الملأ، وهو لا يدري ـ لأنه "هاتفي" ـ من أين أخذها الشيخ، ولا كيف استنبطها، وهل إذا كانت صالحة لنازلته، تصلح لكل نازلة؟ وكيف يُحقق مناطها؟ وتجده إذا سئل أجاب، وإذا نوقِش ناقش، فإذا سألته من أين لك هذا؟ أجابك ـ وهو مسرور ـ: سألت الشيخ على الهاتف: ثم بعد ذلك يقول لك أنا مجتهد، أنا مُتبع! حبذا الصحف، وحبذا التقليد، في زمن الهواتف والتقييد.

(7) هناك ظاهرة أخرى مهمة، وهي صالحة لتُجعل سبباً من أسباب رفض كثير من الناس اتَباع منهج السلف، وهي صالحة ـ كذلك ـ لتُلحَقَ بكل المباحث، لأنها سبب في مخالفات "السلفيين" لأهل السنة، إنها ظاهرة الضعف في الأصول، والفهم الدقيق الذي يفصل بين الامور. وهي ظاهرة شكى وحذر منها العلماء قديماً أعني علماء الحديث من أهل السنة، وليس غيرهم: فلقد شكى الخطيب البغدادي من صِنف ينتسب إلى الحديث، ولا يتفقه فيصبح بسلوكه ومواقفه مثلبةً للمدرسة التي ينتمي إليها.

قال رحمه الله: "وإنما أسرعت ألسنةُ المخالفين إلى الطعن على المحدثين لجهلهم أصول الفقه وأدلته في ضمن السنن، مع عدم معرفتهم بمواضعها"([14]). وقال: "وليُعلم أنَ الإكثار من كتب الحديث وروايته لا يصير بها الرجل فقيها، إنما يتفقه باستنباط معانيه وإمعان التفكر فيه"([15]). وقال: "ولا بد للمتفقه من أستاذ يدرس عليه، ويرجع في تفسير ما أشكِل إليه، ويتعرف منه طرق الاجتهاد، وما يُفَرق به بين الصحة والفساد"([16]).

وقد لاحظ الذهبي رحمه الله! ما لاحظه الخطيب، فقال عن محدثي زمانه: "فغالبهم لا يفقهون"([17]). ونحن إذ اصطدمنا بما اصطدم به الخطيب والذهبي رحمهما الله، لا نزيد عن التحذير مما حذرا، ونُسجل رفضنا السلوكات وفقهيات صارت عنواناً على مدرسة الحديث ومنهج السلف، فإن أحفاد أولئك([18]) متوافرون يشوهون المدرسة، ويسيئون للمنهج.

(8) ظاهرة أخيرة، وهي تصدر الأصاغر للفتيا، وهجومهم على التصنيف! وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: "لن يزال الناس بخير ما اخذوا العلم عن أكابرهم، فإذا اًتاهم عن أصاغرهم فقد هلكوا".

الملاحظ أن الإكثار من جمع كتب الحديث، وحفظ الأحاديث الضعيفة، أصبحا دليلا -شبه وحيد - من أدلة تحقق العلم والانتساب إليه، ولما كانت هذه ميسورة هذه الأيام أصبح الأصاغر مقصودين! وانتشرت.. "جرثومة" اسمها. "جرثومة" التحقيق والفهرسة، فما أن يدور "الفتى" حول نفسه دورة أو دورتين حتى تصبح غاية طموحه، ومنتهى أربه تحقيق كتيب، أو إعداد فهرس، وهو إن فعل ذلك أصبح من المشار إليهم بالعلم!.

لقد تحول الواجب الذي نادى "السلفيون" به وهو (العلم قبل العمل)، إلى نوع من الاحتراف، وأصبح التصنيف ممسوخاً في شكل تحقيقات لكتيبات في مواضيع ممجوجة أنهكِت بحثا، مع أن المكتبة الإسلامية تفتقر لأبحاث جادة تجبر النقص، وتغذًي احتياجات الحياة المعاصرة؟. ولكن لأنها مواضيع يلزمها علماء حقيقيون، يتمّ الهروب إلى الفهرسة واجترار الرسائل التي وَصَفتُ، فهذه يستطيعها الفنيون([19]).

(9) وأخيراً، فقد كان المأمول أن يبقى "السلفيون" متمسكين بالشعارات التي رفعوها عن التعصب المذهبي والغلو في الأئمة، وجمع شمل الأمَّة، والتواضع العلمي، والتضلع بالعلم،... ولكنهم ـ وللأسف ـ تنكًبوا كل ما رفعوه، فخالفوا منهج السلف.

والناظر في أحوالهم يلمس غلواً في مشايخهم، وتعصبا لأقوالهم التي غدت مذهباً يوالون ويعادون عليه، واستعلاءً علميا، بحيث لا عالم عندهم إلا الذي يقرأ بعض الكتب، ويتشدق بمصطلحات خاصة.

إن الأصل الأصيل من أصول أهل السنة جمعُ شمل الأمة، وعدم تمزيقها إلى مذاهب وفرق، ولقد كان الظن "بالسلفيين" تحقيق هذا الأصل، ولكنهم تحولوا إلى مذهب جديد، فرسخوا التشرذم، وعمقوا ـ بممارساتهم المذهبية ـ الفُرقة، فانطبق عليهم ما قاله الشاعر:
أتينا إلى سعد ليجمع شملنا فشتتنا سعد فمالنا من سعد




([1]) ميزان الاعتدال 3/ 273، وعلق الذهبي فقال: "لعن الله الدهرية فإنهم كفار، وما كان عمرو هكذا".

([2]) لا يكفر إلا من أنكر معلوما من الدين بالضرورة، أو اعتقد عكسه، وكذلك الحال في التفسيق فلا يفسق إلا بما ثبت أنه فسق... انظر الفصَل لابن حزم 3/ 5291 وإلاٍ حكام له 1/ 42 1، والمحرر في الفقه لابن تيميه الجد 2/ 9 5َ 2، ونزهة النظر لابن حجر ص 5.

([3]) قال الخطيب: "امتخاط حماد عند ذكره لا يوجب رد خبره" (الكفاية ص 185).

([4]) وهل في هذا مثلبة؟.

([5]) تعديل.

([6]) جرح..

([7]) تستطيع أن تضع مكان (فقه الواقع) أي عبارة يرفضها "السلفيون".

([8]) مجموعة التبرير هذه موجودة في كل الأحزاب والجماعات، وينطبق على الكل ما ينطبق على "السلفيين".

([9]) جزء من حديث علي رضي الله عنه في قصة حاطب، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لعل الله اطلع على أهل بدر فقال.... " الحديث. البخاري مع الفتح: كتاب المغازى / باب فضل من شهد بدراً / حديث 3983.

([10]) من المعلوم أن اللقاء يكون على المنهج، والمنهج في الفقه هو: اتباع السنة. وتحري الصحيح، وعدم التعصب للمذاهب...

([11]) ذكر غير واحد من العلماء المحققين أن الخلاف الفقهي في مسألة ما يخرجها من دائرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأشير بأن للقاعدة استثناء لا علاقة له بمحل البحث.

([12]) لا يفوتنك أن لكل جماعة عقدة، فعقدة الاخوان: الكثرة والأولية، وعقدة التحريريين: الوعي السياسي والعمق الفكري، وعقدة التبليغيين: التجرد عن الدنيا، والخروج في سبيل الله، والزهد.... فما المعدوم طبعاً!.

([13]) لا تلازم بين وصف الفتوى بالعِلمِية، وبين الموافقة والمخالفة، فهذا بحث آخر.

([14]) نصيحة أهل الحديث ص 40.

([15]) السابق ص 37.

([16]) السابق، ص 42.

([17]) زغل العلم ص 37. وقد سئل بعضهم: متى يكون الأدب ضاراً؟ فقال: إذا نقصت القريحة، وكثرت الرواية.

([18]) أصحاب الخطيب والذهبي رحمهما الله.
([19]) الفني هو الذي يستطيع التعامل مع معطيات موجودة أمامه فينظمها، ويصلحها. ويختصرها.... لكنه لا يمتلك القدرة على الابتكار أو الربط أو الابداع، فهو دائماً يدور في فلك المبدعين لذلك تجده يبلع ولا يهضم، فيجتره فيلفظ.... ثم يقبض. (يتبع)
كنت قد جهزت ردا مطولا وكتبته في مسودة
ولكني رأيت أن الموضوع لا يستحق هذا الرد
لأن كاتب المقال
يكفيه جمل:
1)"التناقض ظاهر في المقالة".
2)"كل المسلمين أهل السنة والجماعة سلفيون".
3)"يا من سمعتم عنا هلا سمعتم منا".
4)"المسائل الفقهية المختلف فيها ليس فيها إنكار مطلقا ومنها ما ذكر".
5)"ليس هناك مسلم ينظر لأخيه نظرة استعلاء ولوفعل ذلك لكان علامة على نفسه وليس على منهج المسلمين".
6)"الكاتب يجهل علم الجرح والتعديل ولا يدري شيئا عنه مطلقا".
7)"المذكور في أمر التوحيد هزل ليس غير وليأت بالدليل".

8)"كان ينبغي ألا يضيع الوقت في الرد على مثل هذا".
9)"نشكر الأخ أيمن نور الذي اقتطع ما مال إليه هواه وجزاه خيرا عليه وأي خير يجزى عليه المرء وهو ينقض( وليس ينقد) إخوانه".
10)"ينبغي أن يغلق الموضوع كما أغلق قبل ذلك موضوع علاء الأسواني الذي رددت فيه على الكاتب المتشيع أو المحب للشيعة ردا فائضا".


تلك عشرة كاملة
__________________
قال الله عز وجل:
"وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ"سورة الأعراف(170)
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق . لا يضرهم من خذلهم . حتى يأتي أمر الله وهم كذلك "مسلم
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 02-09-2011, 11:55 PM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
مشرف ادارى الركن الدينى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,321
معدل تقييم المستوى: 22
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة على سبيل الحق مشاهدة المشاركة
كنت قد جهزت ردا مطولا وكتبته في مسودة
ولكني رأيت أن الموضوع لا يستحق هذا الرد
لأن كاتب المقال
يكفيه جمل:
1)"التناقض ظاهر في المقالة".
2)"كل المسلمين أهل السنة والجماعة سلفيون".
3)"يا من سمعتم عنا هلا سمعتم منا".
4)"المسائل الفقهية المختلف فيها ليس فيها إنكار مطلقا ومنها ما ذكر".
5)"ليس هناك مسلم ينظر لأخيه نظرة استعلاء ولوفعل ذلك لكان علامة على نفسه وليس على منهج المسلمين".
6)"الكاتب يجهل علم الجرح والتعديل ولا يدري شيئا عنه مطلقا".
7)"المذكور في أمر التوحيد هزل ليس غير وليأت بالدليل".

8)"كان ينبغي ألا يضيع الوقت في الرد على مثل هذا".
9)"نشكر الأخ أيمن نور الذي اقتطع ما مال إليه هواه وجزاه خيرا عليه وأي خير يجزى عليه المرء وهو ينقض( وليس ينقد) إخوانه".
10)"ينبغي أن يغلق الموضوع كما أغلق قبل ذلك موضوع علاء الأسواني الذي رددت فيه على الكاتب المتشيع أو المحب للشيعة ردا فائضا".


تلك عشرة كاملة
زادك الله علما .
__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 03-09-2011, 01:30 AM
raf11111 raf11111 غير متواجد حالياً
عضو سوبر
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 655
معدل تقييم المستوى: 14
raf11111 is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة على سبيل الحق مشاهدة المشاركة
كنت قد جهزت ردا مطولا وكتبته في مسودة
ولكني رأيت أن الموضوع لا يستحق هذا الرد
لأن كاتب المقال
يكفيه جمل:
1)"التناقض ظاهر في المقالة".
2)"كل المسلمين أهل السنة والجماعة سلفيون".
3)"يا من سمعتم عنا هلا سمعتم منا".
4)"المسائل الفقهية المختلف فيها ليس فيها إنكار مطلقا ومنها ما ذكر".
5)"ليس هناك مسلم ينظر لأخيه نظرة استعلاء ولوفعل ذلك لكان علامة على نفسه وليس على منهج المسلمين".
6)"الكاتب يجهل علم الجرح والتعديل ولا يدري شيئا عنه مطلقا".
7)"المذكور في أمر التوحيد هزل ليس غير وليأت بالدليل".

8)"كان ينبغي ألا يضيع الوقت في الرد على مثل هذا".
9)"نشكر الأخ أيمن نور الذي اقتطع ما مال إليه هواه وجزاه خيرا عليه وأي خير يجزى عليه المرء وهو ينقض( وليس ينقد) إخوانه".
10)"ينبغي أن يغلق الموضوع كما أغلق قبل ذلك موضوع علاء الأسواني الذي رددت فيه على الكاتب المتشيع أو المحب للشيعة ردا فائضا".


تلك عشرة كاملة
بارك الله فيك

المقال مليئ بالتناقضات فضلا عن البعد عن المنهجية العلمية فهو جملة يحمل رؤية مشبعة بعداء الكاتب الأردنى لمنهج اهل السنة والجماعة وبرغم انه حاول ان يغلفها بإدعاء النقد العلمى إلا انه فشل فشلا ذريعا حيث عكس المقال الكاتب نفسه من الداخل وليس العكس


فقد أظهر لنا مدى جهله بعلم العقيدة والتوحيد وعلم الجرح والتعديل


ربنا يهدينا ويهديه
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 02-09-2011, 03:31 PM
hragaey hragaey غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 1,063
معدل تقييم المستوى: 0
hragaey is an unknown quantity at this point
افتراضي

كلام جميل
ولكن من تكلم
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 02-09-2011, 09:57 PM
الصورة الرمزية على سبيل الحق
على سبيل الحق على سبيل الحق غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 1,228
معدل تقييم المستوى: 15
على سبيل الحق will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hragaey مشاهدة المشاركة
كلام جميل
ولكن من تكلم
أين كنت يا ها رجائي عندما قطعت معك موعدا ورددت عليك وعلى كل ما سخّفت به ولم تأت وحذف الموضوع؟!!!!!!!
__________________
قال الله عز وجل:
"وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ"سورة الأعراف(170)
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق . لا يضرهم من خذلهم . حتى يأتي أمر الله وهم كذلك "مسلم
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 02-09-2011, 05:59 PM
الصورة الرمزية maths city
maths city maths city غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 675
معدل تقييم المستوى: 0
maths city is an unknown quantity at this point
افتراضي

مفيش فايده
لا ياس مع الحياة ولكن لا حياه لمن تنادى
__________________
ادعو معايا ....... ربنا يحفظ البلد دى
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 02-09-2011, 06:01 PM
محب السلف محب السلف غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 41
معدل تقييم المستوى: 0
محب السلف is on a distinguished road
افتراضي

كاتب الموضوع شخصية فاسقة يجب نصحها وإن لم يستتب عن هذا الكلام الفاضى ف يجب تعزيره
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 02-09-2011, 10:00 PM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
مشرف ادارى الركن الدينى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,321
معدل تقييم المستوى: 22
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب السلف مشاهدة المشاركة
كاتب الموضوع شخصية فاسقة يجب نصحها وإن لم يستتب عن هذا الكلام الفاضى ف يجب تعزيره

بعيد جدا أنك تتبع المنهج السلفى فى العقيدة والأخلاق والسلوك ، وهذه العضوية كل ما فعلته هو مجموعة من السباب والشتائم لتشويه السلفيين ، ولتعلم أن الأعضاء ليسوا سذج حتى يشربو هذه الخديعة ، فللمنهج علامات تظهر فى أخلاق وأقوال وأعمال وإعتقادات أصحابه ، والكثير من الأعضاء فى هذا المنتدى يعرفون الكثير عن المنهج السلفى و أخلاقياته .
__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:11 PM.