ذم الكَسَل في واحة الشِّعر
إذا دُعِيت إلى قوت أَجِبْه ولو *** تُدعى إلى قريةٍ واحذرْ مِن الكَسَلِ
لا تحقرِ النَّاسَ واشكرْ ما قد اصطنعوا *** إنَّ احتقارَك كَبْوٌ بيِّنُ الخللِ
وقال أبو بكر الخوارزمي:
لا تصحبِ الكَسَلانَ في حالاتِه *** كم صالحٍ بفسادِ آخرَ يفسدُ
عدوى البليدِ إلى الجليدِ سريعةٌ *** والجمرُ يُوضعُ في الرمادِ فيخمدُ
وقال آخر:
يا بنيَّ اسمعْ وصايا جمعتْ *** حكمًا خصَّت بها خيرُ الملل
اطلبِ العلمَ ولا تكسلْ فما *** أبعدَ الخيرَ على أهلِ الكَسَل
وقال آخر:
ضيَّعت عمرَك يا مغرورُ في غفلٍ *** قمْ للتَّلاقي فأنت اليوم في مهلِ
بادرْ إلى صالحِ الأعمالِ مجتهدًا *** فالنُّجْحُ في الجِدِّ والحِرْمَانُ في الكَسَلِ
كنْ لا محالةَ في الدُّنيا كمغتربٍ *** على رحيلٍ دنا أو عابرِ السُّبلِ
دارُ الخلودِ مقامًا دارُ آخرةٍ *** إنَّ الإقامةَ في الدُّنيا إلى أجلِ
وقال آخر:
العلمُ نورٌ فلا تهملْ مجالسَه *** واعملْ جميلًا يُرَى فالفضلُ في العملِ
لا ترقدِ اللَّيل ما في النَّومِ فائدةٌ *** لا تكسلنَّ ترى الحِرْمَانَ في الكَسَلِ
وقال آخر:
الجِدُّ بالجِدِّ والحِرْمَان في الكَسَلِ *** فانصبْ تُصِبْ عن قريبٍ غايةَ الأملِ
وقال آخر:
يا أيُّها المغرورُ ما هذا العملْ *** إلى متى هذا التَّراخي والكَسَلْ
لو يعلمُ الإنسانُ قدرَ موتِه *** ما ذاق طولَ الدَّهر طعمَ قوتِه
ما لي أراك لم تُفِد فيك العبرْ *** ويحك هذا القلبُ أقسى مِن حجرْ
وأفلسُ النَّاسِ طويلُ الأملِ *** مضيِّعُ العمرِ كثيرُ الخطلِ
نهارُه ممضيه في البطالة *** وليلُه في النَّومِ بئس الحالة