
15-11-2013, 11:29 PM
|
عضو لامع
|
|
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
|
|
يرزق من يشاء بغير حساب
تتناقل الأخبار أمر مدرسة زوجها كُسر ذراعه كسرًا سيئًا و انفصل مفصل كوعه في حادثة سيارة و احتاج لمسمار جراحي و تلوث جرحه و ازداد أمره سوءًا بانقطاعه عن عمله كما تناقلت أمر صندوق يجمع مالًا تضامنًا معه.
يخطر ببالي أن أغيث زميلتي فورًا ، في ظرف المرتب مال لا أحتاجه حالًا، هو لاحتياجات الأسبوع المقبل.
أجلس إلى مكتبي ، أحاول أن أنظم أفكاري لكن الجدل الدائر حولي و دور البرد الذي اعتراني يضعضعان قوتي . آخذ إذنًا و أعود للبيت ، ألتحف فراشي و أنام طويلًا.
في اليوم التالي يشتد دور البرد و الجدل ينقضان غزلي أنكاثًا ، فيتباعد ما نويته في خلفية تفكيري. تستحضر نفسي الشح ، تسألني ماذا عن أجر الخادمة و الطبيب و فاتورة الكهرباء و تكلفة الطعام والوقود و ما يستجد؟
لا فكرة على صوابها في عقلي حين يصيبني البرد. لذلك أستخير خالق الخلق فيما نويته من إغاثة زميلتي في محنتها. الآن أعلم أن الأمر ألطف من نسمة هواء ، هذا مال لن يلزمني و لن أفتقده.
في اليوم الثالث يوحي المرض بأن أتغيب عن عملي ، شيء من حزم يحملني للمدرسة ، الامتحانات اليوم ، علي التواجد.
في وقت الامتحان ، يفتعل الجدل المشاكل بين الأشخاص فألمهم بحزم و حسن تصرف و ينتهي الامتحان على خير.
نتجاوز الامتحان فيكثر الجدل كالمعتاد ، يحاول التراخي الالتفاف من ورائي ليسرق مني انجازي. يؤذن للظهر و ما يلفتني إلى ما نسيته طويلًا . أفرغ جزء لا بأس به من ظرف البيت في ظرف و اتجه إلى حجرة المدرسات بجوارالمسجد . أضع الظرف بيد صاحبة الشأن فتتردد في قبوله ثم تقتنع بجديتي فتأخذه.
بعد الصلاة أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي مرضانا. عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته.
في اتجاهي للبيت تتسارع سيارتان نحوي، لكنني أتجاوز الكرب بسلام.
أصل البيت فتحكي لي أمي أن ابنة أختي فيروز ذات العامين آذت كوعها و انفك مفصلها من موضعه و أن ألمها كان شديدًا و أن أمها ذهبت بها لطبيب العظام.
لا يمضي وقت طويل حتى تحضر أختي فتخبرنا أن الطبيب وضع يده المحترفة على المفصل فضبطه ، فارتاحت الصغيرة و أبويها ، لا لم يأخذ الطبيب منهما أجرًا. أضم ابنتي في حضني و نلعب بمرح زمنًا طويلًا.
لا لم تأتِ الخادمة وبذلك لن أنعى هم أجرها الكبير.
طعام يوم يكفي يومين ، لا لم يلقوا منه شيئًا و لم يعترضوا على كونه بائت.
أحسب ما كان ينبغي أن أنفقه فأجده مقاربًا لما دفعته في الصدقة ، لم ينقص مالي بسبب تلك الصدقة فأطيب نفسًا.
*********
|