الموضوع: حسام وشيرين
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 10-08-2012, 07:48 AM
الصورة الرمزية عاشقة الطفولة
عاشقة الطفولة عاشقة الطفولة غير متواجد حالياً
Faculty of Veterinary Medicine, South Valley University
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
العمر: 31
المشاركات: 6,901
معدل تقييم المستوى: 22
عاشقة الطفولة is on a distinguished road
افتراضي


و لكن كلام ام حسام معه ، جعله

يعيد التفكير ، انه يريد ان يراها ،

من حقه ان يكلمها ، و يسمع

منها ، ولو لمره واحده قبل ان يسافر

و لكن كيف ؟ من الممكن ان

يذهب لمقابلتها و يمنعوه مثل

المره الماضيه

لكنه وجد نفسه ينزل لسيارته ، و

هو لا يزال يفكر كيف يراها ، و

قاده الطريق الى هناك ، الى

منزلها ، لم تكن اول مره ، كان

يمر بالمنزل وحوله مرات كل

يوم بحجج مختلفه عله يرى منها

لمحه واحده تعينه على طول الفراق



ماذا يفعل فى هذا الملعون الصغير

قلبه

انه لا يزال ينبض بحبها و يتغنى باسمها كما كان

و اكثر





امام منزلها ، و جد ثلاث سيارات

فان كبيره فى الشارع مفتوحة

الابواب الخلفيه و الجانبيه

و يتم انزال عدد كبير من

الحقائب فيها ، وقف على مقربه

من المنزل بحيث لا يراه احد ، مترقبا ملهوفا

و نبضات قلبه تتسارع

و راى امها تنزل مرتديه ملابس

بيضاء و حجابا ابيض
ثم راى والدها يرتدى جلبابا ابيض
و

بعد برهه

وجد شريف يخرج من الباب
و بصحبته ....شيرين

كانت شيرين ترتدى ملابس

بيضاء فضفاضه هى الاخرى

اخفت هزالها و انخفاض وزنها ،

و تلف راسها بطرحه بيضاء

كبيره ، و عيناها خلف نظاره

سوداء اخفت معظم وجهها

و مع ذلك عرفها ، من اول وهله

عرفها



فوجىء حسام بنفسه ، و قد انتابته

شجاعه لم يعرفها قط فى نفسه

قطع الطريق جريا ليجد نفسه

يقف وجها لوجه امامها ، و

يتاملها مليا

وهو يلتقط انفاسه المبهوره بصعوبه

لم يدر هل الجرى ما تسبب فى

النهجان ، ام اثارة الموقف و نظر الى وجهها

ياه ، هل من الممكن ان يطعن

هذا الضعف و الجمال احدا حتى

الموت كما فعلت معه




نظرت اليه شيرين ذاهله غير

مصدقه لمجيئه هنا

غير مصدقه انها راته قبل ان

تسافر ، و قد باتت ليلتها امس

تتمنى رؤيته ولو فى الاحلام

هل جرحته لهذه االدرجه ، كان

يبدو مختلفا تماما ، اصابه هزال

و لم يحلق ذقنه منذ ايام ، حتى

ملابسه كانت غير مهندمه ، و

عيناه زائغتان كانه لم ينم منذ سنوات

حزنت لما اصابه ، رغم انه اثبت

لها عمق حبه ، يكفى مجيئه فى

هذه اللحظه ليثبت مدى هذا العمق

لا تدرى هل تفرح ام تحزن

.......هل تستمر فى التمثيليه

بعدما راها بهذا الضعف

ام تنهار و تخبره بالحقيقه



و اصاب الذهول كلا من شريف

و والديه فلم ينبس احدهم ببنت

شفه ، و ظلا يراقبان ما يسفر

عنه لقاء العاشقان
.
.
.
.
.
.
نظر حسام لشيرين بعينان
زائغتان تملؤهما الدموع و لم يقل غير : ليه ؟؟
نظرت اليه شيرين و قد بدات الدموع تنهمر من عيناها و قالت : عشان بحبك
حسام : بتحبينى ؟ حقيقى يا شيرين ؟
شيرين : ايوه يا حسام باحبك ، و ربنا عالم انك اغلى من حياتى
حسام وهو يهز راسه يمنه ويسره : و انا بحبك يا شيرين ، و مش حاسالك ليه ، خلاص مش عايز اعرف سيبتينى ليه ، انا بس عاوزنا نرجع لبعض ، نرجع دلوقتى و عمرى ما حاسألك ليه

اندهشت شيرين ،و ازداد المها و

حزنها على ما سببته له من جراح

، للدرجه دى ؟ ده حتى مش

زعلان منى ، ولا من بابى ، ده

زعلان بس على الفراق ، اعمل

ايه بس يا ربى ، خلعت شيرين

نظارتها و بدا وجهها ذابلا من

اثر المرض و لكن عيناها ، كما

هما تلمعان بحبه و بدموع فراقه

شيرين : انا مش عايزه اعذبك يا حسام ، انا مريضه يا حسام ، قلبى ضعيف و مسافره اعمل عمليه ممكن تنجح و ممكن لا ، ممكن اعيش و ممكن لا ، عشان كده سبتك عشان ما تتعذبش بموتى او على احسن الظروف لو العمليه نجحت تتعذب بمرضى و بعدم قدرتى على الحياه الطبيعيه و على الانجاب
نظر اليها حسام و هو غير

مصدق لما يسمعه ، ليته مات

قبل ان يرى عذابها ، و لاول مره

منذ حواره مع شهيره تتفتح

عيناه ، لاول مره يرى ان وزنها

انخفض الى النصف ، و وجهها ،

احقا عين المحب ترى غير

الناس ، ان وجهها ذابل و حزين

و هتف من اعماقه :
فداكى عمرى يا شيرين

كان هذا هتاف قلبه و لسانه فى

نفس اللحظه و استمر الدمع

يجرى من عيناه و قد ركع على

الارض و امسك بيدها التى

كانت لا تزال تحمل دبلته و لثم يداها بشفتيه

قائلاً : تتجوزينى يا شيرين ؟

نزلت شيرين هى الاخرى امامه

على ركبتيها ، و سحبت كفها

من بين يديه لتربت راسه و

تمسك بوجهه و تقول :
من يوم ما عرفتك ، و انا معتبره انى خلاص اتجوزتك و دبلتك و قلبك لسه لابساهم و وصيت لو مت ، اموت و انا لابساهم

حسام : كده يا شيرين ؟ كنت عايزه تسيبينى ؟ حتى لو ربنا كتب الفراق ، ما يبقاش بايدينا يا شيرين
شيرين : ما هانش على تتعذب معايا
حسام : اتعذب معاكى احسن ما اتعذب من غيرك طول عمرى
شيرين : كان نفسى تفضل صورتى فى قلبك زى ما هى ، من غير مرض من غير الم ، من غير ..... شفقه

حسام : الشفقه دى بين اتنين اغراب ، و انت لسه اجمل بنت و حاتفضلى طول عمرك كده فى نظرى حتى لما يبقى عندك تمانين سنه

شيرين : تمانين طيب قول تسعتاشر سنه
لملمت نفسها و كتمت دموعها

حين رات دموعه بسبب جملتها

الاخيره و قالت :
انا مسافره السعوديه اعمل عمره مع مامى و بابى و شريف ، و شاهى سبقتنى على امريكا عشان حجز المستشفى و الاتفاق مع الدكاتره و باذن الله حانحصلها كمان اسبوع

حسام : ان شاء الله حاكون معاكى

شيرين : انا محتجالك يا حسام ، كذبت على نفسى كتير ، لكن انا محتاجاك اوى ، بس فى نفس الوقت محتاجه احس انى ما اثرتش على حياتك و حرمتك من بعثتك و دراستك

، حسام : و انا بين ايديكى يا حبيبتى ، و حافضل كده طول عمرى و البعثه ممكن تتاجل

شيرين : كنت اتمنى من قلبى انى اكون سبب سعادتك مش سبب حزنك و وجعك فى الدنيا دى يا حسام ، بس مش بايدى ، صدقنى انا ما كنتش اعرف انى عيانه

حسام : و مين فينا بيختار يا شيرين ، لكن لازم نرضى بقضاء الله

و لاول مره يتدخل هشام بك فى الحوار :
انا آسف يا حسام يا ابنى ، دى كانت غلطتى انا من الاول ، صدقنى ما كانش المقصود نخبى عليك انت ، كان بس غرضى شيرين ما تعرفش حاجه الا بعد ما تخلص السنه دى ، عشان تركز فى دراستها ، و عشان كان المفروض العمليه تتعمل فى الصيف الجاى ده
لكن حانقول ايه ، و ما تشاءون الا ان يشاء الله ، ربنا اراد ان حالتها تتاخر و بكده العمليه اصبحت ضروريه دلوقت

حسام : انا اللى اسف يا عمى ، كان المفروض اقابل حضرتك و اتكلم معاك ، لكن صدقنى لما بعت لى الفلوس حسيت انها اهانه و انك مش عايز تشوفنى تانى ، و افتكرت ان شيرين خلاص باعتنى ، و لو كنت اعرف من اول يوم شفتها فيه انها مريضه ، كل اللى كان حايحصل انى احبها زياده ، انا باترجاك يا عمى ، تكتب كتابنا قبل ما تسافروا السعوديه ارجوك ، عشان فى خلال اليومين الجايين انا هاعمل كل جهدى احصلكم فى امريكا

شيرين : لا يا حسام ارجوك ما تسبش البعثه بتاعتك ، ، ده بالضبط اللى ما كنتش عايزاه ، انى اقف فى طريقك ، ممكن تسافر بعثتك و تطمئن على بالتليفون ، كفايه يكون قلبك معايا

حسام : ربنا يسهل ما تشيليش انتى بس اى هم ، ممكن نكتب الكتاب يا شيرين ؟
ممكن يا عمى ؟

هشام :بس يا بنى الطياره فاضل عليها تلات ساعات بس ، و احنا كنا نازلين نكشف على شيرين قبل السفر

حسام : خلاص حضرتك اسبقنى على المستشفى و انا هاحصلكم و معايا المأذون

رقص قلب شيرين الضعيف بين

ضلوعها ، وهى لا تتخيل انها

على بعد خطوات من تحقيق

الحلم الذى كانت قد فقدت الامل

فيه و قالت :

بس على شرط يا حسام ، ما تسيبش بعثتك و تيجى امريكا ، سيبها على الله و انا خلاص حابقى مراتك و حاطمنك بنفسى بعد العمليه ان شاء الله

حسام : ان شاء الله ، اللى انتى عايزاه انا هاعمله ، و مش هاسيب البعثه
شيرين : احلف
حسام : و حيات شيرين

اقبلت ام شيرين على حسام و

احتضنته بحب و كانت دموعها

ملء عينيها منذ لحظة وصول

حسام ثم قبلت راسه قائله : سامحنا يا حسام يا حبيبى ، انا لو اعرف انك بتحبها كده ما كنتش خبيت عليك من الاول ، بس انا خفت قلبها ينجرح و هى ما كانتش ناقصه ،لكن النهارده لما شفتها بتبتسم بعد طول غياب ، عرفت انت ايه بالنسبه لها ، ربنا يشفي حبيبتى و حبيبتك و يوفقكم سوا يا رب

قبلها حسام بحب و اخذ يطيب

خاطرها وكان فعلا يعذرها الان

فيم فعلت ، فقد كانت تعلم ان

شيرين ليست على ما يرام ، و

خافت يوم الحادث ان تتفاقم

حالتها وهو ما حدث بالفعل ، و

احس ان ما فعلته كان مجرد

تنفيس عن خوفها و هلعها على

ابنتها و على شريف ايضا .

فسامحها من قلبه
رد مع اقتباس