فصل
هذا وسابع عشرها اخباره*** سبحانه في محكم القرآن
عن عبده موسى الكليم وحربه*** فرعون ذي التكذيب والطغيان
تكذيبه موسى الكليم بقوله*** لببه ربي في السماء نباني
ومن المصائب قولهم أن اعتقا***د الفوق من فرعون ذي الكفران
فإذا اعتقدتم ذا أشياع له*** أنتم وذا من أعظم البهتان
فأسمع إذا من ذا الذي أولى بفر***عون المعطل جاحد الرحمن
وانظر الى ما جاء في القصص التي*** تحكي مقال أمامهم ببيان
والله قد جعل الضلالة قدوة*** بأئمة تدعو الى النيران
فامام كل معطل في نفسه*** فرعون مع نمرود مع هامان
طلب الصعود الى السماء مكذبا*** موسى ورام الصرح بالبنيان
بل قال موسى كاذب في زعمه*** فوق السماء الرب ذو السلطان
فابنوا لي الصرح الرفيع لعلني*** ارقى اليه بحيلة الانسان
وأظن موسى كاذبا في قوله*** اله فوق العرش ذو السلطان
وكذاك كذبه بأن الهه*** ناداه بالتكليم دون عيان
هو أنكر التكليم والفوقية الـ*** ـعليا كقول الجهمي ذي صفوان
فمن الذي أولى بفرعون اذا*** منا ومنكم بعد ذا التبيان
يا قومنا والله ان لقولنا*** ألفا تدل عليه بل الفان
عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الأ***ولى وذوق حلاوة القرآن
كل يدل بأنه سبحانه*** فوق السماء مباين الأكوان
أترون أنا تاركون ذا كله*** لحباجع التعطيل والهذيان
يا قوم ما انتم على شيء الى*** أن ترجعوا للوحي بالاذعان
وتحكموه في الجليل ودقه*** تحكيم تسليم مع الرضوان
قد أقسم الله العظيم بنفسه*** قسما يبين حقيقة الايمان
أن ليس يؤمن من يكون محكما*** غير الرسول الوضح البرهان
بل ليس يؤمن غير من قد حكم الـ*** وحيين حسب فذاك ذو ايمان
هذا وما ذاك المحكم مؤمنا*** ان كان ذا حرج وضيق بطان
هذا وليس بمؤمن حتى يسلم للذي يقضي به الوحيان
يا قوم بالله العظيم نشدتكم*** وبحرمة الايمان والقرآن
هل حدثتكم قط أنفسكم بذا*** فسلوا نفوسكم عن الايمان
لكن رب العالمين وجنده** ورسوله المبعوث بالقرآن
هم يشهدون بأنكم أعداء من*** ذا شأنه أبدا بكل زمان
ولأي شيء كان أحمد خصمكم**** اعني ابن خنبل الرضي الشيباني
ولأي شيء كان بعد خصومكم*** أهل الحديث وعسكر القرآن
ولأي شيء كان أيضا خصمكم*** شيخ الوجود العالم الحراني
أعني أبا العباس ناصر سنة المختـ***ـار قامع سنة الشيطان
والله لم يك ذنبه شيئا سوى*** تجريده لحقيقة الايمان
اذ جرد التوحيد عن شرك كذا*** تجريده للوحي عن بهتان
فتجرد المقصود عن قصد له*** فلذاك لم ينصف الى انسان
ما منهم أحد دعا لمقالة*** غير الحديث ومقتضى الفرقان
فالقوم لم يدعو الى غير الهدى*** ودعوتم أنتم لرأي فلان
شتان بين الدعوتين فحسبكم*** يا قوم ما بكم من الخذلان
قالوا لنا لما دعوناهم الى*** هذا مقالة ذي هوى ملآن
ذهبت مقادير الشيوخ وحـ***ـمة العلماء بل عبرتهم العينان
وتركتم أقوالهم هدرا وما*** أصغت اليها منكم أذنان
لكن حفظنا نحن حرمتهم ولم*** نعد الذي قالوه قدر بنان
يا قوم والله العظيم كذبتم*** وأتيتم بالزور وبالهتان
ونسبتم العلماء للأمير الذي*** هم منه أهل براءة وأمان
والله ما أوصاكم أن تتركوا*** قول الرسول لقولهم بلسان
كلا ولا في كتبهم هذا بلى*** بالعكس أوصاكم بلا كتمان
اذ قد أحاط العلم منهم أنهم*** ليسوا بمعصومين بالبرهان
كلا وما منهم أحاط بكل ما*** قد قاله المبعوث بالقرآن
فلذاك أوصاكم بأن لا تجعلوا*** اقوالهم كالنص في الميزان
لكن زنوها بالنصوص فإن توا***فقها فتلك صحيحة الأوزان
لكنكم قدمتم أقوالهم*** أبدا على النص العظيم الشان
والله لا لوصية العلماء نفـ***ـذتم ولا لوصية الرحمن
وركبتهم الجهلين ثم تركتم النصـ***ـين مع ظلم ومع عدوان
قلنا لكم فتعلموا قلتم أما*** نحن الأئمة فاضلوا الأزمان
من أين والعلماء أنتم فاستحوا*** اين النجوم من ثرى التحتاني
لم يشبه العلماء الا أنتم*** أشبهتم العلماء في الأذقان
والله لا علم ولا دين ولا*** عقل ولا بمروءة الانسان
عاملتم العلماء حين دعوكم*** للحق بل بالبغي والعدوان
ان أنتم الا الذباب اذا رأى*** طعما فيا لمساقط الدبان
واذا رأى فزعا تطاير قلبه*** مثل البغاث يساق بالعقبان
واذا دعوناكم الى البرهان كا***ن جوابكم جهلا بلا برهان
نحن المقلدة الألى ألفو كذا*** آباءهم في سالف الأزمان
قلنا فكيف تكفرون وما لكم*** علم بتكفير ولا ايمان
اذ أجمع العلماء أن مقلدا*** للناس والأعمى هما أخوان
والعلم معرفة الهدى بدليله*** ما ذاك والتقليد مستويان
حرما بكم والله لا أنتم مع العلمـ***ـاء تنفادون للبرهان
كلا ولا متعلمون فمن ترى*** تدعون نحسبكم من الثيران
لكنها والله أنفع منك*** للأرض في حرث وفي دوران
نالت بهم خيرا ونالت منكم المعهـ***ـود من بغي ومن عدوان
فمن الذي هير وأنفع للورى*** أنتم أم الثيران بالبرهان