الموضوع: شيرين وحسام
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 06-08-2009, 03:19 AM
الصورة الرمزية Prof.Dr/A.T.M
Prof.Dr/A.T.M Prof.Dr/A.T.M غير متواجد حالياً
طالبه جامعية ( طب بنى سويف )
الفائزة بالحلقة الاولى من مسابقة انا والاذكياء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
العمر: 33
المشاركات: 479
معدل تقييم المستوى: 18
Prof.Dr/A.T.M is on a distinguished road
افتراضي

الحلقه التلاته وعشرون (الجزء الاول)
فى ذاكرة الانسان
تحفر صور
و جوه و اشخاص و احداث
لكن بالتاكيد
ذاكرة شيرين ، حفر فيها هذا اللقاء مكاناً غائراً ، لا يمحوه الزمن
مهما طال
وكم كانت تتمنى فى تلك اللحظه للزمن ان يطول

نظرت شيرين اليه ، غير مصدقه ، انه هو ، امامها ، كم استحلفته بلسانها الا ياتى معها
و قلبها يكذب لسانها ، و يحلم بوجوده الى جوارها ، حتى النهايه ، بيده تمسك بيدها حتى باب حجرة العمليات

يا الله ، كم انت كريم و رحيم

لم تقل أى كلمات ، كان انفعالها و انفعاله اقوى من اى كلمات ، فقط دست جسدها الضئيل بين ذراعيه الممدودتان و صوته يرن فى اذنها منذ اخر لقاء ، فداكى عمرى يا شيرين

اما هو ، فأحس انه فى بيته ، رغم الغربه و البرد و الظروف ، انها فى احضانه الان ، اذن هو فى بيته حيث توجد .......... حبيبته

زوجته

حملها كطفله صغيره و دار بها حول نفسه ، و عيناه مغلفة بالدموع

و توقف لينظر اليها مليا ، و هى الاخرى نظرت الى عينيه ، و لم تقل اى كلمه و كل منهما بوجه نصفه ابتسامه و نصفه عينان تدمعان


مما جعله ينهار على يداها تقبيلاً و هو غير مصدق انها لم تأبه للناس حولها ولا لوالديها ، فقط عبرت عما بداخلها
و لم يكن بداخلها فقط حب فى هذه اللحظه ، كان نوع من العرفان ، كانت تريد ان تبلغه بغير كلام ، كم تقدر وقوفه الى جوراها ، و قطعه لنصف الكره الارضيه ليكون معها

لم يكن يدرى كيف كانت ستسير به الايام ، لو فقد هذه المخلوقه ، لو اختفت من عالمه
لكن شيرين كان وجودها مثل العطر

قد يختفى الشخص ، و يبقى عطره للابد ، دليلاً دامغاً على وجوده
دليلا يقول : كان هنا انسان جميل ، نبيل ، لا تمحو ذكراه السنين

اندهش والدا شيرين نفسيهما عندما وجدا حسام ، لكن وجوده اورثهما الكثير من الارتياح ، احسا انه سيسهم فى ارتفاع معنويات شيرين للسماء ، خاصةً بعد ما لمسا تبدل حالها تماماً بمجرد ما رأته .

كان ميعاد المستشفى فى اليوم التالى ، و امامهما ليله باكملها
ليله من العمر ، قد تكون اخر لقاءهم
طلبت شيرين من امها ان تتركها مع حسام تلك الليله .

نظرت الام نظره ذات مغزى لحسام ، الذى طمأنها بنظره واحده ، انه لم يكن ليؤذيها او ليجهدها تحت اى ظروف و لم تقل الام غير : انا واثقه فيك يا حسام يابنى

ابتسم حسام ابتسامه حزينه قائلاً : اطمنى يا طنط ، انا باخاف على شيرين اكتر من نفسى
خرج حسام وشيرين من الفندق بعد انزال الحقائب ، و حجز الغرف

و اخذ حبيبته الى احد المطاعم الذى اخبره اشرف عنه ، و على ضوء الشموع الخافته ، نظر لوجهها كانه يراها لاول مره ، عيناها حبيبتاه ، هل من الممكن ان يحرم منهما للابد ، هل من الممكن ان يوقف الزمن لياخذ منها كفايته الان ، و هل هناك فعلاً ما يكفيه عمراً كاملاً بدونها

و هى كانت تنظر اليه دون ان تتكلم ، فقط تراقب انفعالاته و عيناه ، و تشعر بكل ما فى داخله ، انه لازال كما هو ، منذ وقعت عليه عيناها ، لا ينظر اليها ، ينظر بداخلها ، و احست انها تريد ان تحيا فقط لكى تجعل هذا الرجل سعيداً
وهى لاتدرى ان مجرد وجودها بجوراه ، جعله بالفعل اسعد الرجال

و بعد فتره طويله من ضجيج الصمت قال لها : بحبك يا شيرين
انا عارف انى باقولها كتير و باكرر نفسى ، حاولت ادور فى كل القواميس على كلمه جديده تعبر عن شعورى بيكى ، و مش لاقى برضه غير بحبك

اغمضت شيرين عينيها لتتشرب الكلمه بكل احساسها ثم قالت : باحبك

و اردفت مصطنعه الغضب : بس زعلانه منك يا حسام ، مش اتفقنا تروح البعثه و انت وعدتنى

حسام : مانا رحت البعثه اهوه

شيرين : ازاى بأه ؟

حسام بمرح : شغل عالى اوى ، سجلت للدكتوراه هنا فى نفس الجامعه اللى فيها الدكتور اشرف جوز اختك ، و اللى ان شاء الله حاتكملى فيها دراستك انت كمان

ردت شيرين و قد دار راسها من المفاجأه :ا
ايه ايه ، قول تانى معلش ، دراستى و دراستك فين ؟

حسام : انت فاكره انك بعد ما تطلعى بالسلامه ان شاء الله حاسيبك ترجعى مصر و تبعدى عن جوزك ، لا يا مدام ، حاتفضلى معايا هنا ، انا عملت اجراءاتى خلاص

شيرين : اجراءاتك ؟

حسام : يا حبيبتى انت مراتى دلوقتى ، و نجحتى بحمد الله فى الترم الاول ، طبعا عرفت كده وانا فى مصر ، و كلمت شهيره و هى ساعدتنى انى انقل اوراقك ، و طبعا كانت معايا قسيمة الجواز يا عروسه ، و خلاص ، انت اتدبستى فيا رسمى

لم تطق شيرين نفسها من الفرحه فانتصبت واقفه و هى تقول و قد ملأها ما فعله حسام بالامل : يعنى انت ما خسرتش البعثه يا حسام

قام حسام هو الاخر واقفا : و لا انت خسرتى النص ترم ده يا عيون حسام ، و ان شاء الله نخلص دراستنا و نرجع بلدنا

و بدون اتفاق انسحبا الى جانب طاولتهما ، و ذابا فى احضان بعضهما ، و كانت موسيقى الكمان بدات بالعزف فى المطعم الراقى

و لاول مره يرقصا سويا بحق ، اذ كانا خلال رقصتهما فى الخطوبه متباعدين عن بعضهما ، لم تكن زوجته بعد
لكن سرعان ما انتهت الرقصه ، و بعدها انتهى العشاء و عادا الى الفندق

ذهبا سوياً لغرفة شيرين ، و اول ما فعلا هو الوضوء و الصلاه ، و تبعاها بصلاة شكر لله تعالى الذى جمعهما ، و بدأ حسام يدعو دعاء الحاجه بصوت رخيم ، و تردد خلفه شيرين شيرين بعينان دامعتان و هما يبتهلان الى الله الذى جمعهما ، الا يفرقهما قط

---------------------------------------------------------------
شيرين : فاكر اول يوم قلت لى فيه انك بتحبنى ؟

حسام و قد احمر وجهه : فاكر طبعاً ، صدقينى يا شيرين انا عمرى ما كنت جرىء و لا مقتحم زى ما نتى فاكره ، انا كتبت الكلام ده بينى و بين نفسى ، و فجاه لقيت نفسى بادوس انتر و الكلام وصل عندك

شيرين : الكلام وصل عندى قبل اليوم ده بكتير ، من ساعة ما بصتلى بعد ما صحيت من الاغماءه ، ساعتها حسيت انك بتحبنى من غير ما تقول ولا كلمه
عمرى ما تخيلت ان ربنا يكون بيحبنى لدرجة انى اشوف معاك السعاده دى كلها

اطرق حسام و فكر بينه و بين نفسه : انها بالرغم من كل الامها و مرضها سعيده ، الحمد لله ان وضعنى فى طريق هذا الملاك ، حتى لو اورثتنى حزن العمر كله ، يكفينى اسعادها ولو لحظه واحده



كان الفجر قد اقترب ، فظلا يرقبان الشرفه التى كانت تطل على بحيره رائعه الجمال ، لكنها تقترب من التجمد ، و على جانبيها الاشجار قاربت على الجفاف من شدة البرد و لم يتبق فيها ورقه واحده ، و تساءل الاثنان فى نفس اللحظه ، هل ستتاح لهما رؤية هذا المنظر ، معاً ، الربيع القادم ، و قد اكتست جنبات المكان بالخضره ، و اينعت الزهور و سالت مياه البحيره باشراقة شمس الربيع الدافئه عليها ؟

__________ ___
__________________
I am not afraid to stand alone

آخر تعديل بواسطة Prof.Dr/A.T.M ، 06-08-2009 الساعة 04:46 AM
رد مع اقتباس