اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد نبينا .. للخير ينادينا

محمد نبينا .. للخير ينادينا سيرة الحبيب المصطفى بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-06-2008, 01:10 AM
الصورة الرمزية الاستاذ محمد سرور
الاستاذ محمد سرور الاستاذ محمد سرور غير متواجد حالياً
العبد الفقير الى الله
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 3,915
معدل تقييم المستوى: 20
الاستاذ محمد سرور will become famous soon enough
افتراضي رجال حول النبى ....هل تريد معرفتهم ...تفضل بالدخول


المقدمه





الحياة بالنسبة للمسلم عمل وعبادة يتقرب بها الى الله سبحانه


ونهج المسلم في التقرب الى الله هو سنة نبيه محمد صلى الله عليه

وسلم ثم سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده التي امرنا أن نعض

عليها بالنواجذ ولقد اغفل الكثير منا الإطلاع على سيرة هذا الجيل

القرآني الفريد الذي نشأ وتربى في ظل المدرسة المحمدية لذلك

هذا الكتيب الذي يحمل في طياته شذا هذه السيرة العطرة

لنستفيد منها ونتأمل أروع الأمثلة التي ضربوها لنا في مدى محبتهم

للنبي صلى الله عليه وسلم و سرعة استجابتهم لأوامره وكيف آثروه

على أنفسهم وأموالهم وأزواجهم وأولادهم حتى أكرمهم الله سبحانه

وقال عنهم :

( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا )


رضي الله عنهم وارضاهم وجمعنا معهم في مستقر رحمته

وباذن الله ساتناولهم واحد تلو الاخر

ودة رابط اشتقت الى طاعة ربى
http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=52607

وباذن الله ابدأ

__________________
تمنيت أن أسجد لله سجدة لا أنهض بعدها أبدا" إلا لأرى ربى

اقتباس:
فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت)

صححه الالبانى

لو دخلتوا الجنة ومالقتونيش ...
إسألوا على واشفعولى عند ربى

آخر تعديل بواسطة الاستاذ محمد سرور ، 30-06-2008 الساعة 01:11 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-06-2008, 01:14 AM
الصورة الرمزية الاستاذ محمد سرور
الاستاذ محمد سرور الاستاذ محمد سرور غير متواجد حالياً
العبد الفقير الى الله
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 3,915
معدل تقييم المستوى: 20
الاستاذ محمد سرور will become famous soon enough
افتراضي منقول

صهيب بن سنان رضي الله عنه


لقد كان والده حاكم ( الأبله ) وواليا عليهـا لكسرى ، فهو من العرب الذين

نزحوا الى العراق قبل الاسلام بعهد طويل ، وله قصـر كبير على شاطئ

الفرات ، فعاش صهيب طفولة ناعمة سعيدة ، الى أن سبي بهجوم رومي ،

وقضى طفولته وصدر شبابه في بلاد الروم ، وأخذ لسانهم ولهجتهم ، وباعه

تجار الرقيق أخيرا لعبد اللـه بن جدعان في مكة وأعجب سيده الجديد بذكائه

ونشاطه واخلاصه ، فاعتقه وحرره ، وسمح له بالاتجار معه .


اسلامه


يقول عمار بن ياسر رضي الله عنه :

( لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقلت له :

ماذا تريد ؟

فأجابني : ماذا تريد أنت ؟

قلت له : أريد أن أدخل على محمد ، فأسمع ما يقول

قال : وأنا أريد ذلك

فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض علينا الاسلام ، فأسلمنا

ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا ، ثم خرجنا ، ونحن مستخفيان )

فكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلا ..

عرف صهيب رضي الله عنه طريقه الى دار الأرقم ..

عرف طريقه الى الهدى والنور ، وأيضا الى التضحية الشاقة والفداء العظيم..

فعبور الباب الخشبي الذي كان يفصل داخل دار الأرقم عن خارجها لم

يكن يعني مجرد تخطي عتبة ، بل كان يعني تخطي حدود عالم بأسره..

عالم قديم بكل ما يمثله من دين وخلق ، ونظام وحياة.

واقتحام تلك العتبة ، كان ايذانا بعهد زاخر بالمسؤليات الجسام ، وبالنسبة

للفقراء ، والغرباء ، والرقيق ، كان اقتحام عقبة دار الأرقم يعني تضحية

تفوق كل مألوف من طاقات البشر.

وان صهيبا رجل غريب وصديقه الذي لقيه على باب الدار ، عمار بن ياسر

رجل فقير ، فما بالهما يستقبلان الهول ويشمران سواعدهما لملاقاته ؟؟

انه نداء الايمان الذي لا يقاوم ..

انها شمائل محمد عليه الصلاة والسلام الذي يملؤ عبيرها أفئدة الأبرار هدى وحبا..

انها روعة الجديد المشرق ، تبهر عقولا سئمت عفونة القديم ، وضلاله وافلاسه ..

انها قبل هذا كله رحمة الله يصيب بها من يشاء ، وهداه يهدي اليه من ينيب .

أخذ صهيب رضي الله عنه مكانه في قافلة المؤمنين ، وأخذ مكانا فسيحا

وعاليا بين صفوف المضطهدين والمعذبين ، ومكانا عاليا كذلك بين صفوف الباذلين والمفتدين.

و أخذت علاقاته بالناس ، وبالدنيا، بل وبنفسه ، طابعا جديدا.

يومئذ امتشق نفسا صلبة ، زاهدة متفانية ، وراح يستقبل بها الأحداث فيطوعها .والأهوال فيروعها.

ولقد مضى يواجه تبعاته في اقدام جسور ، فلا يتخلف عن مشهد ولا عن خطر

منصرفا ولعه وشغفه عن الغنائم الى المغارم .


هجرته الى المدينة


ولقد افتتح أيام نضاله النبيل وولائه الجليل بيوم هجرته ، ففي ذلك اليوم

تخلى عن كل ثروته وجميع ذهبه الذي أفاءته عليه تجارته الرابحة خلال سنوات كثيرة قضاها في مكة..

تخلى عن كل هذه الثروة وهي كل ما يملك في لحظة لم يشب جلالها تردد ولا نكوص.

فعندما هم الرسول بالهجرة ، علم صهيب بها، وكان المفروض أن يكون ثالث

ثلاثة ، هم الرسول .. وأبو بكر .. وصهيب ..

بيد أن القرشيين كانوا قد بيتوا أمرهم لمنع هجرة الرسول صلى الله عليه

وسلم ، ووقع صهيب في بعض فخاخهم ، فعوق عن الهجرة بعض الوقت

بينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه قد اتخذا سبيلهما على بركة الله..

وحاور صهيب وداور ، حتى استطاع أن يفلت من شانئيه ، وامتطى ظهر

ناقته ، وانطلق بها الصحراء وثبا..

بيد أن قريشا أرسلت في أثره قناصتها فأدركوه.. ولم يكد صهيب يراهم

ويواجههم من قريب حتى صاح فيهم قائلا :

( يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا وأيم والله لا تصلون الي حتى

ارمي كل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي حتى لا يبقى في يدي

منه شيء، فأقدموا ان شئتم ، وان شئتم دللتكم على مالي، وتتركوني وشاني )

ولقد استاموا لأنفسهم ، وقبلوا أن يأخذوا ماله قائلين له :

أتيتنا صعلوكا فقيرا ، فكثر مالك عندنا ، وبلغت بيننا ما بلغت ، والآن تنطلق

بنفسك وبمالك..؟؟

فدلهم على المكان الذي خبأ فيه ثروته ، وتركوه وشأنه ، وقفلوا الى مكة

راجعين ، والعجب أنهم صدقوا قوله في غير شك ، وفي غير حذر ، فلم يسألوه

بينة.. بل ولم يستحلفوه على صدقه.. وهذا موقف يضفي على صهيب كثيرا من

العظمة يستحقها كونه صادق وأمين ..

واستأنف صهيب هجرته وحيدا سعيدا ، حتى أدرك الرسول صلى الله عليه وسلم في قباء..

كان الرسول صلى الله عليه وسلم جالسا وحوله بعض أصحابه حين أهل عليهم

صهيب ولم يكد يراه الرسول صلى الله عليه وسلم حتى ناداه متهللا :

" ربح البيع أبا يحيى .. ربح البيع أبا يحيى "

وآنئذ نزلت الآية الكريمة :

(( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله، والله رؤوف بالعباد ))

أجل لقد اشترى صهيب نفسه المؤمنة ابتغاء مرضات الله بكل ثروته التي

أنفق شبابه في جمعها، ولم يحس قط أنه المغبون..

فما المال ، وما الذهب وما الدنيا كلها ، اذا بقي له ايمانه ، واذا بقيت لضميره سيادته.. ولمصيره ارادته..؟؟


صورة ايمانه


يتحدث صهيب رضي الله عنه عن ولائه للاسلام فيقول :

( لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط ، الا كنت حاضره ،

ولم يبايع بيعة قط الا كنت حاضرها ، ولم يسر سرية قط الا كنت حاضرها ،

ولا غزا غزاة قط ، أول الزمان وآخره ، الا كنت فيها عن يمينه أو شماله ،

وما خاف المسلمون أمامهم قط ، الا كنت أمامهم ، ولا خافوا وراءهم ،

الا كنت وراءهم ، وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين العدو أبدا حتى لقي ربه )

وكان الى جانب ورعه خفيف الروح ، حاضر النكتة ، فقد رآه الرسول صلى

الله عليه وسلم يأكل رطبا ، وكان باحدى عينيه رمد ، فقال له الرسول صلى

الله عليه وسلم ضاحكا : " أتأكل الرطب وفي عينيك رمد "

فأجاب قائلا : ( وأي بأس ؟ اني آكله بعيني الأخرى )


الخصال الثلاث


قال عمر لصهيب رضي الله عنهما : ( أي رجل أنت لولا خصال ثلاث فيك )

قال وما هن ؟ )

قال :

( اكتنيت وليس لك ولد ، وانتميت إلى العرب وأنت من الروم ، وفيك سرف في الطعام )

قال صهيب :

( أما قولك : اكتنيت ولم يولد لك ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني

أبا يحيى ، وأما قولك : انتميت إلى العرب وأنت من الروم ، فإني رجل من النمر

بن قاسط ، سبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام قد عرفت نسبي ، وأما

قولك : فيك سرف في الطعام ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول : " خياركم من أطعم الطعام "


فضله


- قال رسول اللـه صلى الله عليه وسلم :

" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليحب صهيبا حب الوالدة لولدها "


- وقال صلى اللـه عليه وسلم : " لا تبغضوا صهيبا "


- وقال صلى اللـه عليه وسلم :

" السباق أربعة ، أنا سابق العرب ، وصهيب سابق الروم ، وسلمان سابق

الفرس ، وبلال سابق الحبش "

- ولئن كانت حياة صهيب مترعة بالمزايا والعظائم ، فان اختيار عمر بن الخطاب

رضي الله عنه اياه ليؤم المسلمين في الصلاة مزية تملأ حياته ألفة وعظمة..

فعندما اعتدي على أمير المؤمنين وهو يصلي بالمسلمين صلاة الفجر..

وعندما احس نهاية الأجل ، فراح يلقي على اصحابه وصيته وكلماته الأخيرة

قال : ( وليصل بالناس صهيب )

لقد اختار عمر يومئذ ستة من الصحابة، ووكل اليهم أمر الخليفة الجديد

وخليفة المسلمين هو الذي يؤمهم في الصلاة ، ففي الأيام الشاغرة بين

وفاة أمير المؤمنين ، واختيار الخليفة الجديد ، من يؤم المسلمين في الصلاة.

ان عمر رضي الله عنه وخاصة في تلك اللحظات التي تأخذ فيها روحه

الطاهرة طريقها الى الله ليستأني ألف مرة قبل أن يختار .. فاذا اختار ،

فلا أحد هناك أوفر حظا ممن يقع عليه الاختيار..

ولقد اختار عمر صهيبا ..

اختاره ليكون امام المسلمين في الصلاة حتى ينهض الخليفة الجديد ، بأعباء مهمته..

اختاره وهو يعلم أن في لسانه عجمة ، فكان هذا الاختيار من تمام نعمة

الله على عبده الصالح صهيب بن سنان..


وفاته


توفي في المدينة في شوال عام ( 38 هـ )
__________________
تمنيت أن أسجد لله سجدة لا أنهض بعدها أبدا" إلا لأرى ربى

اقتباس:
فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت)

صححه الالبانى

لو دخلتوا الجنة ومالقتونيش ...
إسألوا على واشفعولى عند ربى

آخر تعديل بواسطة الاستاذ محمد سرور ، 30-06-2008 الساعة 01:12 PM سبب آخر: وضع عنوان
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30-06-2008, 12:55 PM
الصورة الرمزية الأستاذة أم معتصم
الأستاذة أم معتصم الأستاذة أم معتصم غير متواجد حالياً
مشرفة للغة الفرنسية
الصف الاول الثانوى
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 1,753
معدل تقييم المستوى: 18
الأستاذة أم معتصم is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله كل خير اخى فى الله محمد

اسمح لى ان اهنئك لاختيارك موضوعاتك وعناوين موضوعاتك الاكثر من رائعة

وأفكارك الجميلة

ولكن لن ادعك تحصل على الثواب وحدك

فسوف أشاركك فى هذه الموضوعات الأكثر من رائعة

أدعو الله ان يتقبل منك ومنا ومن كل من يسعى لفعل الخير ونشره
__________________
اسالكم الدعاء بظهر الغيب
عَن أَبي الدَّردَاءِ رَضِي اللَّه عنْهُ أَنَّهُ سمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ : (ما مِن عبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعُو لأَخِيهِ بِظَهرِ الغَيْبِ إِلاَّ قَالَ المَلكُ و لَكَ بمِثْلٍ) رواه مسلم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30-06-2008, 01:19 PM
الصورة الرمزية الاستاذ محمد سرور
الاستاذ محمد سرور الاستاذ محمد سرور غير متواجد حالياً
العبد الفقير الى الله
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 3,915
معدل تقييم المستوى: 20
الاستاذ محمد سرور will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جنة مشاهدة المشاركة
جزاك الله كل خير اخى فى الله محمد

اسمح لى ان اهنئك لاختيارك موضوعاتك وعناوين موضوعاتك الاكثر من رائعة

وأفكارك الجميلة

ولكن لن ادعك تحصل على الثواب وحدك

فسوف أشاركك فى هذه الموضوعات الأكثر من رائعة

أدعو الله ان يتقبل منك ومنا ومن كل من يسعى لفعل الخير ونشره
وجزاك الله ما افضل منه من الخير فى الدنيا والاخرة

اذا اردت الثواب معى فانتظرى
الموضوع الثالث

من يسابقنى على طريق الجنة ........ هل من منافس

بس لسة بجمع اركان وخطة الموضوع والمادة العلمية علشان يكون اكثر فائدة

ولسة محتار فى اى قسم اضعه
__________________
تمنيت أن أسجد لله سجدة لا أنهض بعدها أبدا" إلا لأرى ربى

اقتباس:
فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت)

صححه الالبانى

لو دخلتوا الجنة ومالقتونيش ...
إسألوا على واشفعولى عند ربى

آخر تعديل بواسطة الاستاذ محمد سرور ، 30-06-2008 الساعة 02:03 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30-06-2008, 10:24 PM
أ. محمود العربى أ. محمود العربى غير متواجد حالياً
مدرس الفيزياء
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 65
معدل تقييم المستوى: 17
أ. محمود العربى is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله كل خير

من الرياضيات للدعوة الى الخير والعلم الدينى

ربنا ينفع بك
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30-06-2008, 10:54 PM
الصورة الرمزية Ra2oF
Ra2oF Ra2oF غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 1,467
معدل تقييم المستوى: 18
Ra2oF is on a distinguished road
افتراضي

شكرااا و بارك الله فيك
__________________

LibEral pErsOn
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30-06-2008, 11:47 PM
الصورة الرمزية الأستاذة أم معتصم
الأستاذة أم معتصم الأستاذة أم معتصم غير متواجد حالياً
مشرفة للغة الفرنسية
الصف الاول الثانوى
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 1,753
معدل تقييم المستوى: 18
الأستاذة أم معتصم is on a distinguished road
افتراضي

انا أطمع فى ان أشارك فى كل الموضوعات

بعد اختيارك الرائع اخى الكريم لشخصية من الشخصيات الرائعة التى أثرت حياتنا بمآثرها وهى صهيب الرومى
وكم كانت من الشخصيات الرائعة ومن خير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

سأعرض لكم شخصية من الشخصيات التى لها طابع خاص ومواقف رائعة فى الاسلام وخاصة قصتها الجميلة عند اعتناقها الاسلام



انها شخصية الباحث عن الحقيقة
واحدا من كبار الصحابة
اذا سئل من انت ؟ قال انا ابن الاسلام

اتدرون من هو ؟



انه
سلمان الفارسى


كان سلمان رجلا فارسيا من أصبهان من أهل قرية يقال لها "جى"، أبوه كان دهقان قريته، زعيم المزارعين الفلاحين هناك.وكان سلمان احب الناس اليه ومن شدة ما يخاف عليه ما كان يخرجه من البيت وهو صغير فكان يحبسه فى البيت كما تحبس الجارية

وكان مجوسيا من عباد النار
حتى انه كان قطن النار الذى يوقدها لا يتركها تخبو ساعة.

وكان لأبيه ضيعة عظيمة
ذات يوم كان والده منشغلاً ببنيان له فأرسله الى ضيعته ليتفقدها وقال له " لا تحتبس عنى أى لا تتأخر فانك ان احتبست عنى كنت أهم الى من ضيعتى وشغلتنى عن كل شيء من أمرى.

وأثناء سيره بالطريق مر بكنيسة من كنائس النصارى فسمع أصواتهم فيها وهم يصلون راح يريد أن يستفصل ماذا يفعل هؤلاء وسألهم عن هذا الدين فقالوا انه بالشام فلم يبرحهم حتى غربت الشمس ولم يذهب الى ضيعة ابيه فتأخر عن أبوه حتى رجع على البيت فشرح لأبوه ماذا رأى فخاف عليه أن يترك المجوسية ويعتنق النصرانية فقيد رجليه وحبسه فى البيت فبعث خبر للنصارى انه اذا جاءهم ركب من بلاد الشام يخبروه حتى يذهب معهم الى الشام فلما قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة الى بلادهم اخبروه. قال فألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام، فهرب من أصبهان إلى بلاد الشام مع هؤلاء النصارى وذهب عند أسقف الكنيسة.

فقال له إني قد رغبت في هذا الدين وأحببت أن أكون معك وأخدمك في كنيستك وأتعلم منك فأصلي معك، فوافق القسيس ولزمه سلمان فوجده رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها فإذا جمعوا له شيئا كنزه لنفسه ولم يعطه للمساكين حتى جمع سبع قلال (القلة هى الجرة) من ذهب وورق (الورق هو الفضة) قال وأبغضته بغضا شديدا لما رأيته

وعندما مات اخبر سلمان القوم بذلك ودلهم على مكان القلال وعندما تأكدوا قالو ان هذا رجل سوء قالوا لا ندفنه أبدا فصلبوه ورجموه بالحجارة وقاموا بتعيين رجل افضل منه مكانه وقام سلمان بخدمته فوجده من خير الرجال رجلا صالحا زاهدا فى الدنيا وراغبا فى الآخرة وأقام سلمان معه حتى موته
وعند موته قال له سلمان انى كنت معك وأحببتك حبا لم احبه شيئا قبلك وقد حضرك ما ترى من امر الله تعالى فإلى من توصى بى، وبم تأمرنى ؟ قال : اى بنى ، والله ما اعلم اليوم احدا على ما كنت عليه ! لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه إلا رجلا بالموصل وهو فلان وهو على ما كنت عليه ، فالحق به .

فلما مات وغيب لحق سلمان بصاحب الموصل واخبره ان القسيس اوصاه قبل موته بان يلحق به وأقام عنده ووجده خير رجل على امر صاحبه .. فلم يلبث أن حضرته الوفاة وسأله سلمان كما سال امن كان قبله عن رجلا مثله يلحق به وقال له : والله ما اعلم رجلا على ما كنا عليه الا رجلا بنصيبين وهى على طريق القوافل الى الشام وبينها وبين الموصل ستة ايام بسير الابل
فذهب سلمان اليه وأقام عنده وعندما حضرته الوفاة سأله كما سال من كانوا قبله واخبره عن رجل بعمورية من ارض الروم
وذهب اليه سلمان وأقام عنده واكتسب حتى اصبحت له بقرات وقليل من الغنم ولما حضرته الوفاة قال له لمن توصى بى ؟وبم تأمرنى ؟

أتدرون ماذا قال له احبابى ؟
قال له انه لا يعلم احد اصبح اليوم على ما كانوا عليه ولكن اخبره انه قد أظل زمان نبى مبعوث بدين ابراهيم يخرج بأرض العرب مهاجره ( الأرض التى يهاجر إليها ) ارض بين حرتين (جبلين أسودين ) بينهما نخل به علامات لا تخفى : يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، بين كتفيه خاتم النبوة وقال له ان استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل ثم مات ومكث سلمان بأرض عمورية
ما شاء الله أن يمكث .




أما كيف استطاع ان يصل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف اعتنق الاسلام فهذا سأحكيه لكم غدا ان شاء الله
معذرة أطلت عليكم
لأنكم كما رأيتم بأنفسكم قصة البحث عن الحقيقة استغرقت سنوات وسنوات ولم يكل سلمان ولم يمل من الانتقال من بلد الى بلد بحثا عن الدين الصحيح
__________________
اسالكم الدعاء بظهر الغيب
عَن أَبي الدَّردَاءِ رَضِي اللَّه عنْهُ أَنَّهُ سمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ : (ما مِن عبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعُو لأَخِيهِ بِظَهرِ الغَيْبِ إِلاَّ قَالَ المَلكُ و لَكَ بمِثْلٍ) رواه مسلم
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 01-07-2008, 01:17 PM
سيد عثمان سيد عثمان غير متواجد حالياً
كبير مشرفى الكيمياء بالمنتدى
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
المشاركات: 2,359
معدل تقييم المستوى: 0
سيد عثمان is an unknown quantity at this point
Icon114 الزبير بن العوام

اشكر الأستاذ محمد سرور والأستاذة جنه على هذا الموضوع واحب ان تعجبكم هذه المشاركة مني وتنال رضاكم يارب

الزبير بن العزام
لكل نبي حواري وحواريي الزبير
رسول الله صلى الله عليه وسلم

طلحة والزبير جاراي بالجنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم

أسلم الزبير بن العوام وهو ابن ثماني سنين وهاجر وهو ابن ثماني عشرة سنة وكان عم الزبير يعلق الزبير في حصير ويدخن عليه بالنار وهو يقول ارجع إلى الكفر فيقول الزبير لا اكفر أبدا
محمد بن عبد الرحمن بن نوفل

قاتل الزبير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة فكان يحمل على القوم
عمرو بن مصعب

أخبرني من رأى الزبير ان في صدره مثل العيون من الطعن والرمي
علي بن زيد

وكانت فضيلته كمقاتل، تتمثل في الثبات، وقوة الأعصاب..

رأى مشهد خاله حمزة يوم أحد وقد مثّل المشركون بجثمانه القتيل في قسوة، فوقف أمامه كالطود ضاغطا على أسنانه، وضاغطا على قبضة سيفه، لا يفكر الا في ثأر رهيب سرعان ما جاء الوحي ينهى الرسول والمسلمين عن مجرّد التفكير فيه..!!

وحين طال حصار بني قريظة دون أن يستسلموا أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم مع علي ابن أبي طالب، فوقف أمام الحصن المنيع يردد مع علي قوله:

" والله لنذوقنّ ما ذاق حمزة، أو لنفتحنّ عليهم حصنهم"..

ثم ألقيا بنفسيهما وحيدين داخل الحصن..


لا يجيء ذكر طلحة الا ويذكر الزبير معه..

ولا يجيء ذكر الزبير الا ويذكر طلحة معه..

فحين كان الرسول عليه الصلاة والسلام يؤاخي بين أصحابه في مكة قبل الهجرة، آخى بين طلحة والزبير.

وطالما كان عليه السلام يتحدث عنهما معا.. مثل قوله:

" طلحة والزبير جاراي في الجنة".
وكلاهما يجتمع مع الرسول في القرابة والنسب.

أما طلحة، فيجتمع في نسبه مع الرسول في مرة بن كعب.

وأما الزبير، فيلتقي في نسبه مع الرسول في قصّي بن كلاّب كما أن أمه صفية عمة الرسول صلى الله عليه وسلم..

وكل منهما طلحة والزبير كان أكثر الناس شبها بالآخر في مقادير الحياة..

فالتماثل بينهما كبير، في النشأة، في الثراء، في السخاء، في قوة الدين، في روعة الشجاعة، وكلاهما من المسلمين المبكرين باسلامهم...

ومن العشرة الذين بشّرهم الرسول بالجنة. ومن أصحاب الشورى الستة الذين وكّل اليهم عمر اختيار الخليفة من بعده.

وحتى مصيرهما كان كامل التماثل.. بل كان مصيرا واحدا.

ولقد أسلم الزبير، اسلاما مبكرا، اذ كان واحدا من السبعة الأوائل الذين سارعوا الى الاسلام، وأسهموا في طليعته المباركة في دار الأرقم..

وكان عمره يومئذ خمس عشر سنة.. وهكذا رزق الهدى والنور والخير صبيا..

ولقد كان فارسا ومقداما منذ صباه. حتى ان المؤرخين ليذكرون أن أول سيف شهر في الاسلام كان سيف الزبير.

ففي الأيام الأولى للاسلام، والمسلمون يومئذ قلة يستخفون في دار الأرقم.. سرت اشاعة ذات يوم أن الرسول ***.. فما كان من الزبير الا أن استلّ سيفه وامتشقه، وسار في شوارع مكة، على حداثة سنه كالاعصار..!

ذهب أولا يتبيّن الخبر، معتزما ان ما ألفاه صحيحا أن يعمل سيفه في رقاب قريش كلها حتى يظفر بهم أو يظفروا به..

وفي أعلى مكة لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله ماذا به....؟ فأنهى اليه الزبير النبأ.. فصلى عليه الرسول، ودعا له بالخير، ولسيفه بالغلب.

وعلى الرغم من شرف الزبير في قومه فقد حمل حظه من اضطهاد قريش وعذابها.

وكان الذي تولى *****ه هو عمه.. كان يلفه في حصير، ويدخن عليه بالنار كي تزهق أنفاسه، ويناديه وهو تحت وطأة العذاب:" أكفر برب محمد، أدرأ عنك العذاب".

فيجيبه الزبير الذي لم يكن يوم ذاك أكثر من فتى ناشئ، غضّ العظام.. يجيب عمه في تحدّ رهب:

" لا..

والله لا أعود لكفر أبدا"...

ويهاجر الزبير الى الحبشة، الهجرتين الأولى والثانية، ثم يعود ليشهد المشاهد كلها مع رسول الله. لا تفتقده غزوة ولا معركة.
وما أكثر الطعنات التي تلقاها جسده واحتفظ بها بعد اندمال جراحاتها، أوسمة تحكي بطولة الزبير وأمجاده..!!

ولنصغ لواحد من الصحابة رأى تلك الأوسمة التي تزدحم على جسده، يحدثنا عنها فيقول:

" صحبت الزبير بن العوّام في بعض أسفاره ورأيت جسده، فرأيته مجذّعا بالسيوف، وان في صدره لأمثال العيون الغائرة من الطعن والرمي.

فقلت له: والله لقد شهدت بجسمك ما لم أره بأحد قط.

فقال لي: أما والله ما منها جراحة الا مع رسول الله وفي سبيل الله"..

وفي غزوة أحد بعد أن انقلب جيش قريش راجعا الى مكةو ندبه الرسول هو وأبو بكر لتعقب جيش قريش ومطاردته حتى يروا أن المسلمين قوة فلا يفكروا في الرجوع الى المدينة واستئناف القتال..
وقاد أبو بكر والزبير سبعين من المسلمين، وعلى الرغم من أنهم كانوا يتعقبون جيشا منتصرا فان اللباقة الحربية التي استخدمها الصديق والزبير، جعلت قريشا تظن أنها أساءت تقدير خسائر المسلمين، وجعلتها تحسب أن هذه الطليعة القوية التي أجاد الزبير مع الصديق ابراز قوتها، وما هي الا مقدمة لجيش الرسول الذي يبدو أنه قادم ليشن مطاردة رهيبة فأغذّت قريش سيرها، وأسرعت خطاها الى مكة..!!
ويوم اليرموك كان الزبير جيشا وحده.. فحين رأى أكثر المقاتلين الذين كان على رأسهم يتقهقرون أمام جبال الروم الزاحفة، صاح هو" الله أكبر".. واخترق تلك الجبال الزاحفة وحده، ضاربا بسيفه.. ثم قفل راجعا وسط الصفوف الرهيبة ذاتها، وسيف يتوهج في يمينه لا يكبو، ولا يحبو..!!

وكان رضي الله عنه شديد الولع بالشهادة، عظيم الغرام بالموت في سبيل الله.

وكان يقول:

" ان طلحة بن عبيد الله يسمي بنيه بأسماء الأنبياء، وقد علم ألا نبي بعد محمد...

واني لأسمي بنيّ بأسماء الشهداء لعلهم يستشهدون".!

وهكذا سمى ولده، عبدالله بن الزبير تيمنا بالصحابي الشهيد عبدالله بن جحش.

وسمى ولده المنذر، تيمنا بالشهيد المنذر بن عمرو.

وسمى عروة تيمنا بالشهيد عروة بن عمرو.

وسمى حمزة تيمنا بالشهيد الجليل عم الرسول حمزة بن عبدالمطلب.

وسمّى جعفر، تيمنا بالشهيد الكبير جعفر بن أبي طالب.

وسمى مصعبا تيمنا بالشهيد مصعب بن عمير.

وسمى خالد تيمنا بالصحابي الشهيد خالد بن سعيد..

وهكذا راح يختار لأبنائه أسماء الشهداء. راجيا أن يكونوا يوم تأتيهم آجالهم شهداء.

ولقد قيل في تاريخه:

" انه ما ولي امارة فط، ولا جباية، ولا خراجا ولا شيئا الا الغزو في سبيل الله".

وكانت ميزته كمقاتل، تتمثل في في اعتماده التام على نفسه، وفي ثقته التامة بها.

فلو كان يشاركه في القتال مائة ألف، لرأيته يقاتل وحده في لمعركة.. وكأن مسؤولية القتال والنصر تقع على كاهله وحده.

وكان فضيلته كمقاتل، تتمثل في الثبات، وقوة الأعصاب..

رأى مشهد خاله حمزة يوم أحد وقد مثّل المشركون بجثمانه القتيل في قسوة، فوقف أمامه كالطود ضاغطا على أسنانه، وضاغطا على قبضة سيفه، لا يفكر الا في ثأر رهيب سرعان ما جاء الوحي ينهى الرسول والمسلمين عن مجرّد التفكير فيه..!!

وحين طال حصار بني قريظة دون أن يستسلموا أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم مع علي ابن أبي طالب، فوقف أمام الحصن المنيع يردد مع علي قوله:

" والله لنذوقنّ ما ذاق حمزة، أو لنفتحنّ عليهم حصنهم"..

ثم ألقيا بنفسيهما وحيدين داخل الحصن..

وبقوة أعصاب مذهلة، أحكما انزال الرعب في أفئدة المتحصنين داخله وفتحا أبوابه للمسلمين..!!

ويوم حنين أبصر مالك بن عوف زعيم هوزان وقائد جيش الشرك في تلك الغزوة.. أبصره بعد هزيمتهم في حنين واقفا وسط فيلق من أصحابه، وبقايا جيشه المنهزم، فاقتحم حشدهم وحده، وشتت شملهم وحده، وأزاحهم عن المكمن الذي كانوا يتربصون فيه ببعض زعماء المسلمين، العائدين من المعركة..!!

ولقد كان حظه من حب الرسول وتقديره عظيما..

وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يباهي به ويقول:

" ان لكل نبي حواريا وحواريي الزبير بن العوّام"..

ذلك أنه لم يكن ابن عمته وحسب، ولا زوج أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين، بل كان ذلك الوفي القوي، والشجاع الأبيّ، والجوّاد السخيّ، والبائع نفسه وماله لله رب العالمين:

ولقد أجاد حسان بن ثابت وصفه حين قال:

أقام على عهد النبي وهديه

حواريّه والقول بالفعل يعدل

أقام على منهاجه وطريقه

يوالي وليّ الحق، والحق أعدل

هو الفارس المشهور والبطل الذي

يصول، اذا ما كان يوم محجّل

له من رسول الله قربى قريبة

ومن نصرة الاسلام مجد موثّل

فكم كربة ذبّ الزبير بسيفه

عن المصطفى، والله يعطي ويجزل




وكان رفيع الخصال، عظيم الشمائل.. وكانت شجاعته وسخاؤه كفرسي رهان..!!

فلقد كان يدير تجارة رابحة ناجحة، وكان ثراؤه عريضا، ولكنه أنفقه في الاسلام حتى مات مدينا..!!

وكان توكله على الله منطلق جوده، ومنطلق شجاعته وفدائيته..

حتى وهو يجود بروحه، ويوصي ولده عبدالله بقضاء ديونه قال له:

" اذا أعجزك دين، فاستعن بمولاي"..

وسال عبدالله: أي مولى تعني..؟

فأجابه: الله، نعم المولى ونعم النصير"..

يقول عبدالله فيما بعد:

" فوالله ما وقعت في كربة من دينه الا قلت: يا مولى الزبير اقضي دينه، فيقضيه".
وفي يوم الجمل، كانت نهاية سيدنا الزبير ومصيره..

فبعد أن رأى الحق نفض يديه من القتال، وتبعه نفر من الذين كانوا يريدون للفتنة دوام الاشتعال، وطعنه القاتل الغادر وهو بين يدي ربه يصلي..

وذهب القاتل الى الامام علي يظن أنه يحمل اليه بشرى حين يسمعه نبأ عدوانه على الزبير، وحين يضع بين يديه سيفه الذي استلبه منه، بعد اقتراف جريمته..

لكن عليّا صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن، صاح آمرا بطرده قائلا:

" بشّر قاتل ابن صفيّة بالنار"..

وحين أدخلوا عليه سيف الزبير، قبّله الامام وأمعن بالبكاء وهو يقول:

" سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله"..!!

أهناك تحيّة نوجهها للزبير في ختام حديثنا عنه، أجمل وأجزل من كلمات الامام..؟؟

سلام على الزبير في مماته بعد محياه..

سلام، ثم سلام، على حواري رسول الله...
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 01-07-2008, 01:34 PM
سيد عثمان سيد عثمان غير متواجد حالياً
كبير مشرفى الكيمياء بالمنتدى
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
المشاركات: 2,359
معدل تقييم المستوى: 0
سيد عثمان is an unknown quantity at this point
افتراضي سليمان الفارسي

سلمان منا أهل البيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم

من لكم بمثل لقمان الحكيم ذلك امرؤ منا والينا أهل البيت ادرك العلم الأول والعلم الاخر وقرا الكتاب الأول والاخر وبحر لا ينزف
علي بن أبي طالب لما سئل عن مثيل لسلمان


ووضعت خطة الحرب الغادرة، على أن يهجم جيش قريش وغطفان "المدينة" من خارجها، بينما يهاجم بنو قريظة من الداخل، ومن وراء صفوف المسلمين، الذين سيقعون آنئذ بين شقّى رحى تطحنهم، وتجعلهم ذكرى..!

وفوجىء الرسول والمسلمون يوما بجيش لجب يقترب من المدينة في عدة متفوقة وعتاد مدمدم.

وسقط في أيدي المسلمين، وكاد صوابهم يطير من هول المباغتة.

وصوّر القرآن الموقف، فقال الله تعالى:

(إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا).

أربعة وعشرون ألف مقاتل تحت قيادة أبي سفيان وعيينة بن حصن يقتربون من المدينة ليطوقوها وليبطشوا بطشتهم الحاسمة كي ينتهوا من محمد ودينه، وأصحابه..


أشتري خوصا بدرهم فأعمله فأبيعه بثلاثة دراهم فأعيد درهما فيه وأنفق درهما على عيالي وأتصدق بدرهم، ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عنه ما انتهيت.

مصدر رزقه يوم كان أميرا على المدائنإنما مثل المؤمن في الدنيا كمثل المريض معه طبيبه الذي يعلم داءه ودواءه فإذا اشتهى ما يضره منعه وقال لا تقربه فانك ان اتيته أهلكك, فلا يزال يمنعه حتى يبرأ من وجعه وكذلك المؤمن يشتهي أشياء كثيرة مما قد فضل به غيره من العيش فيمنعه الله عز وجل اياه ويحجره حتى يتوفاه فيدخله الجنة

من بلاد فارس، يجيء البطل هذه المرة..

ومن بلاد فارس، عانق الإسلام مؤمنون كثيرون فيما بعد، فجعل منهم أفذادا لا يلحقون في الإيمان، وفي العلم.. في الدين، وفي الدنيا..
وإنها لإحدى روائع الإسلام وعظائمه، ألا يدخل بلدا من بلاد الله اا ويثير في إعجاز باهر، كل نبوغها ويحرّك كل طاقاتها، ويحرج خبء العبقرية المستكنّة في أهلها وذويها.. فإذا الفلاسفة المسلمون.. والأطباء المسلمون.. والفقهاء المسلمون.. والفلكيون المسلمون.. والمخترعون المسلمون.. وعلماء الرياضة المسلمون..

وإذا بهم يبزغون من كل أفق، ويطلعون من كل بلد، حتى تزدحم عصور الإسلام الأولى بعبقريات هائلة في كل مجالات العقل، والإرادة، والضمير.. أوطانهم شتى، ودينهم واحد..!!

ولقد تنبأ الرسول عليه السلام بهذا المد المبارك لدينه.. لا، بل وعد به وعد صدق من ربه الكبير العليم.. ولقد زوي له الزمان والمكان ذات يوم ورأى رأي العين راية الإسلام تخفق فوق مدائن الأرض، وقصور أربابها..

وكان سلمان الفارسي شاهدا.. وكان له بما حدث علاقة وثقى.
كان ذلك يوم الخندق. في السنة الخامسة للهجرة. إذ خرج نفر من زعماء اليهود قاصدين مكة، مؤلبين المشركين ومحزّبين الأحزاب على رسول الله والمسلمين، متعاهدين معهم على أن يعاونوهم في حرب حاسمة تستأصل شأفة هذا الدين الجديد.

ووضعت خطة الحرب الغادرة، على أن يهجم جيش قريش وغطفان "المدينة" من خارجها، بينما يهاجم بنو قريظة من الداخل، ومن وراء صفوف المسلمين، الذين سيقعون آنئذ بين شقّى رحى تطحنهم، وتجعلهم ذكرى..!

وفوجىء الرسول والمسلمون يوما بجيش لجب يقترب من المدينة في عدة متفوقة وعتاد مدمدم.

وسقط في أيدي المسلمين، وكاد صوابهم يطير من هول المباغتة.

وصوّر القرآن الموقف، فقال الله تعالى:

(إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا).

أربعة وعشرون ألف مقاتل تحت قيادة أبي سفيان وعيينة بن حصن يقتربون من المدينة ليطوقوها وليبطشوا بطشتهم الحاسمة كي ينتهوا من محمد ودينه، وأصحابه..

وهذا الجيش لا يمثل قريشا وحدها.. بل ومعها كل القبائل والمصالح التي رأت في الإسلام خطرا عليها.

إنها محاولة أخيرة وحاسمة يقوم بها جميع أعداء الرسول: أفرادا، وجماعات، وقبائل، ومصالح..

ورأى المسلمون أنفسهم في موقف عصيب..

وجمع الرسول أصحابه ليشاورهم في الأمر..

وطبعا، أجمعوا على الدفاع والقتال.. ولكن كيف الدفاع؟؟

هنالك تقدم الرجل الطويل الساقين، الغزير الشعر، الذي كان الرسول يحمل له حبا عظيما، واحتراما كبيرا.
تقدّم سلمان الفارسي وألقى من فوق هضبة عالية، نظرة فاحصة على المدينة، فألفاها محصنة بالجبال والصخور المحيطة بها.. بيد أن هناك فجوة واسعة، ومهيأة، يستطيع الجيش أن يقتحم منها الحمى في يسر.

وكان سلمان قد خبر في بلاد فارس الكثير من وسائل الحرب وخدع القتال، فتقدم للرسول صلى الله عليه وسلم بمقترحه الذي لم تعهده العرب من قبل في حروبها.. وكان عبارة عن حفر خندق يغطي جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة.

والله يعلم ، ماذا كان المصير الذي كان ينتظر المسلمين في تلك الغزوة لو لم يحفروا الخندق الذي لم تكد قريش تراه حتى دوختها المفاجأة، وظلت قواتها جاثمة في خيامها شهرا وهي عاجزة عن اقتحام المدينة، حتى أرسل الله تعالى عليها ذات ليلة ريح صرصر عاتية ا***عت خيامها، وبدّدت شملها..

ونادى أبو سفيان في جنوده آمرا بالرحيل إلى حيث جاءوا.. فلولا يائسة منهوكة..!!
خلال حفر الخندق كان سلمان يأخذ مكانه مع المسلمين وهم يحفرون ويدأبون.. وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يحمل معوله ويضرب معهم. وفي الرقعة التي يعمل فيها سلمان مع فريقه وصحبه، اعترضت معولهم صخور عاتية..

كان سلمان قوي البنية شديد الأسر، وكانت ضربة واحدة من ساعده الوثيق تفلق الصخر وتنشره شظايا، ولكنه وقف أمام هذه الصخرة عاجزا.. وتواصى عليها بمن معه جميعا فزادتهم رهقا..!!

وذهب سلمان الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذنه في أن يغيّروا مجرى الحفر تفاديا لتلك الصخرة العنيدة المتحدية.

وعاد الرسول عليه الصلاة والسلام مع سلمان يعاين بنفسه المكان والصخرة..

وحين رآها دعا بمعول، وطلب من أصحابه أن يبتعدوا قليلا عن مرمى الشظايا..

وسمّى بالله، ورفع كلتا يديه الشريفتين القابضتين على المعول في عزم وقوة، وهوى به على الصخرة، فإذا بها تنثلم، ويخرج من ثنايا صدعها الكبير وهجا عاليا مضيئا.

ويقول سلمان لقد رأيته يضيء ما بين لا بتيها، أي يضيء جوانب المدينة.. وهتف رسول الله صلى الله عليه وسلم مكبرا:

"الله أكبر..أعطيت مفاتيح فارس، ولقد أضاء لي منها قصور الحيرة، ومدائن كسرى، وان أمتي ظاهرة عليها"..
ثم رفع المعول، وهوت ضربته الثانية، فتكررت الظاهرة، وبرقت الصخرة المتصدعة بوهج مضيء مرتفع، وهلل الرسول عليه السلام مكبرا:

"الله أكبر.. أعطيت مفاتيح الروم، ولقد أضاء لي منها قصورها الحمراء، وإن أمتي ظاهرة عليها".
ثم ضرب ضربته الثالثة فألقت الصخرة سلامها واستسلامها، وأضاء برقها الشديد الباهر، وهلل الرسول وهلل المسلمون معه.. وأنبأهم أنه يبصر الآن قصور سورية وصنعاء وسواها من مدائن الأرض التي ستخفق فوقها راية الله يوما، وصاح المسلمون في إيمان عظيم:

هذا ما وعدنا الله ورسوله..

وصدق الله ورسوله..!!
كان سلمان صاحب المشورة بحفر الخندق.. وكان صاحب الصخرة التي تفجرت منها بعض أسرار الغيب والمصير، حين استعان عليها برسول الله صلى الله عيه وسلم، وكان قائما إلى جوار الرسول يرى الضوء، ويسمع البشرى.. ولقد عاش حتى رأى البشرى حقيقة يعيشها، وواقعا يحياه، فرأى مدائن الفرس والروم..

رأى قصور صنعاء وسوريا ومصر والعراق..

رأى جنبات الأرض كلها تهتز بالدوي المبارك الذي ينطلق من ربا المآذن العالية في كل مكان مشعا أنوار الهدى والخير..!!
**وها هو ذا، جالس هناك تحت ظل الشجرة الوارفة الملتفة أما داره "بالمدائن" يحدث جلساءه عن مغامرته العظمى في سبيل الحقيقة، ويقص عليهم كيف غادر دين قومه الفرس إلى النصرانية، ثم إلى الاسلام..

كيف غادر ثراء أبيه الباذخ، ورمى نفسه في أحضان الفاقة، بحثا عن خلاص عقله وروحه..!!!

كيف بيع في سوق الرقيق، وهو في طريق بحثه عن الحقيقة..؟؟

كيف التقى بالرسول عليه الصلاة والسلام.. وكيف آمن به..؟؟

تعالوا نقترب من مجلسه الجليل، ونصغ إلى النبأ الباهر الذي يرويه..
كنت رجلا من أهل أصبهان، من قرية يقال لها "جي"..

وكان أبي دهقان أرضه.

وكنت من أحب عباد الله إليه..

وقد اجتهدت في المجوسية، حتى كنت قاطن النار التي نوقدها، ولا نتركها نخبو..

وكان لأبي ضيعة، أرسلني إليها يوما، فخرجت، فمررت بكنيسة للنصارى، فسمعتهم يصلون، فدخلت عليهم أنظر ما يصنعون، فأعجبني ما رأيت من صلاتهم، وقلت لنفسي هذا خير من ديننا الذي نحن عليه، فما برحتهم حتى غابت الشمس، ولا ذهبت إلى ضيعة أبي، ولا رجعت إليه حتى بعث في أثري...

وسألت النصارى حين أعجبني أمرهم و صلاتهم عن أصل دينهم، فقالوا في الشام..

وقلت لأبي حين عدت اليه: اني مررت على قوم يصلون في كنيسة لهم فأعجبتني صلاتهم، ورأيت أن دينهم خير من ديننا..

فحاورني وحاورته.. ثم جعل في رجلي حديدا وحبسني..

وأرسلت إلى النصارى أخبرهم أني دخلت في دينهم وسألتهم إذا قدم عليهم ركب من الشام، أن يخبروني قبل عودتهم إليها لأرحل إلى الشام معهم، وقد فعلوا، فحطمت الحديد وخرجت، وانطلقت معهم الى الشام..

وهناك سألت عن عالمهم، فقيل لي هو الأسقف، صاحب الكنيسة، فأتيته وأخبرته خبري، فأقمت معه أخدم، وأصلي وأتعلم..

وكان هذا الأسقف رجل سوء في دينه، اذ كان يجمع الصدقات من الناس ليوزعها، ثم يكتنزها لنفسه.

ثم مات..

وجاءوا بآخر فجعلوه مكانه، فما رأيت رجلا على دينهم خيرا منه، ولا أعظم منه رغبة في الآخرة، وزهدا في الدنيا ودأبا على العبادة..

وأحببته حبا ما علمت أني أحببت أحدا مثله قبله.. فلما حضر قدره قلت له: إنه قد حضرك من أمر الله تعالى ما ترى، فبم تأمرني وإلى من توصي بي؟؟

قال: أي بني، ما أعرف أحدا من الناس على مثل ما أنا عليه إلا رجلا بالموصل..

فلما توفي، أتيت صاحب الموصل، فأخبرته الخبر، وأقمت معه ما شاء الله أن أقيم، ثم حضرته الوفاة، فسألته فأمرني أن ألحق برجل في عمورية في بلاد الروم، فرحلت إليه، وأقمت معه، واصطنعت لمعاشي بقرات وغنمات..

ثم حضرته الوفاة، فقلت له: إلى من توصي بي؟ فقال لي: يا بني ما أعرف أحدا على مثل ما كنا عليه، آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث بدين ابراهيم حنيفا.. يهاجر الى أرض ذات نخل بين جرّتين، فان استطعت أن تخلص اليه فافعل.

وإن له آيات لا تخفى، فهو لا يأكل الصدقة.. ويقبل الهدية. وإن بين كتفيه خاتم النبوة، إذا رأيته عرفته.

ومر بي ركب ذات يوم، فسألتهم عن بلادهم، فعلمت أنهم من جزيرة العرب. فقلت لهم: أعطيكم بقراتي هذه وغنمي على أن تحملوني معكم إلى أرضكم؟.. قالوا: نعم.

واصطحبوني معهم حتى قدموا بي وادي القرى، وهناك ظلموني، وباعوني إلى رجل من يهود.. وبصرت بنخل كثير، فطمعت أن تكون هذه البلدة التي وصفت لي، والتي ستكون مهاجر النبي المنتظر.. ولكنها لم تكنها.

وأقمت عند الرجل الذي اشتراني، حتى قدم عليه يوما رجل من يهود بني قريظة، فابتاعني منه، ثم خرج بي حتى قدمت المدينة!! فوالله ما هو إلا ان رأيتها حتى أيقنت أنها البلد التي وصفت لي..

وأقمت معه أعمل له في نخله في بني قريظة حتى بعث الله رسوله وحتى قدم المدينة ونزل بقباء في بني عمرو بن عوف.

وإني لفي رأس نخلة يوما، وصاحبي جالس تحتها إذ أقبل رجل من يهود، من بني عمه، فقال يخاطبه: قاتل الله بني قيلة إنهم ليتقاصفون على رجل بقباء، قادم من مكة يزعم أنه نبي..

فوالله ما إن قالها حتى أخذتني العرواء، فرجفت النخلة حتى كدت أسقط فوق صاحبي!! ثم نزلت سريعا، أقول: ماذا تقول.؟ ما الخبر..؟

فرفع سيدي يده ولكزني لكزة شديدة، ثم قال: مالك ولهذا..؟

أقبل على عملك..

فأقبلت على عملي.. ولما أمسيت جمعت ما كان عندي ثم خرجت حتى جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء.. فدخلت عليه ومعه نفر من أصحابه، فقلت له: إنكم أهل حاجة وغربة، وقد كان عندي طعام نذرته للصدقة، فلما ذكر لي مكانكم رأيتكم أحق الناس به فجئتكم به..

ثم وضعته، فقال الرسول لأصحابه: كلوا باسم الله.. وأمسك هو فلم يبسط إليه يدا..

فقلت في نفسي: هذه والله واحدة .. إنه لا يأكل الصدقة..!!

ثم رجعت وعدت إلى الرسول عليه السلام في الغداة، أحمل طعاما، وقلت له عليه السلام: إني رأيتك لا تأكل الصدقة.. وقد كان عندي شيء أحب أن أكرمك به هدية، ووضعته بين يديه، فقال لأصحابه كلوا باسم الله..

وأكل معهم..

قلت لنفسي: هذه والله الثانية.. إنه يأكل الهدية..!!

ثم رجعت فمكثت ما شاء الله، ثم أتيته، فوجدته في البقيع قد تبع جنازة، وحوله أصحابه وعليه شملتان مؤتزرا بواحدة، مرتديا الأخرى، فسلمت عليه، ثم عدلت لأنظر أعلى ظهره، فعرف أني أريد ذلك، فألقى بردته عن كاهله، فإذا العلامة بين كتفيه.. خاتم النبوة، كما وصفه لي صاحبي..

فأكببت عليه أقبله وأبكي.. ثم دعاني عليه الصلاة والسلام فجلست بين يديه، وحدثته حديثي كما أحدثكم الآن..

ثم أسلمت.. وحال الرق بيني وبين شهود بدر وأحد..

وفي ذات يوم قال الرسول عليه الصلاة والسلام:" كاتب سيدك حتى يعتقك"، فكاتبته، وأمر الرسول أصحابه كي يعاونوني. وحرر الله رقبتي، وعشت حرا مسلما، وشهدت مع رسول الله غزوة الخندق، والمشاهد كلها.
هذه القصة مذكورة في الطبقات الكبرى لابن سعد ج4.
بهذه الكلمات الوضاء العذاب.. تحدث سلمان الفارسي عن مغامرته الزكية النبيلة العظيمة في سبيل بحثه عن الحقيقة الدينية التي تصله بالله، وترسم له دوره في الحياة..

فأي إنسان شامخ كان هذا الإنسان..؟

أي تفوق عظيم أحرزته روحه الطلعة، وفرضته إرادته الغلابة على المصاعب فقهرتها، وعلى المستحيل فجعلته ذلولا..؟

أي تبتل للحقيقة.. وأي ولاء لها هذا الذي أخرج صاحبه طائعا مختارا من ضياع أبيه وثرائه ونعمائه إلى المجهول بكل أعبائه، ومشاقه، ينتقل من أرض إلى أرض.. ومن بلد إلى بلد.. ناصبا، كادحا عابدا.. تفحص بصيرته الناقدة الناس، والمذاهب والحياة.. ويظل في إصراره العظيم وراء الحق، وتضحياته النبيلة من أجل الهدى حتى يباع رقيقا.. ثم يثيبه الله ثوابه الأوفى، فيجمعه بالحق، ويلاقيه برسوله، ثم يعطيه من طول العمر ما يشهد معه بكلتا عينيه رايات الله تخفق في كل مكان من الأرض، وعباده المسلمون يملؤن أركانها وأنحاءها هدى وعمرانا وعدلا..؟!!
ماذا نتوقع أن يكون إسلام رجل هذه همته، وهذا صدقه؟

لقد كان إسلام الأبرار المتقين.. وقد كان في زهده، وفطنته، وورعه أشبه الناس بعمر ابن الخطاب.

أقام أياما مع أبي الدرداء في دار واحدة.. وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقوم الليل ويصوم النهار.. وكان سلمان يأخذ عليه مبالغته في العبادة على هذا النحو.

وذات يوم حاول سلمان أن يثني عزمه عن الصوم، وكان نافلة..

فقال له أبو الدرداء معاتبا: أتمنعني أن أصوم لربي، وأصلي له..؟ّ

فأجابه سلمان قائلا:

إن لعينيك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، صم وأفطر، وصل ونم..

فبلغ ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:

" لقد أشبع سلمان علما ".

وكان الرسول عليه السلام يطرى فطنته وعلمه كثيرا، كما كان يطري خلقه ودينه..

ويوم الخندق، وقف الأنصار يقولون: سلمان منا.. ووقف المهاجرون يقولون بل سلمان منا..

وناداهم الرسول قائلا:" سلمان منا آل البيت".

وإنه بهذا الشرف لجدير..

وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يلقبه بلقمان الحكيم سئل عنه بعد موته فقال:

[ذاك امرؤ منا وإلينا أهل البيت.. من لكم بمثل لقمان الحكيم..؟

أوتي العلم الأول، والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر، وكان بحرا لا ينزف].

ولقد بلغ في نفوس أصحاب الرسول عليه السلام جميعا المنزلة الرفيعة والمكان الأسمى.

ففي خلافة عمر جاء المدينة زائرا، فصنع عمر ما لا نعرف أنه صنعه مع أحد غيره أبدا، إذ جمع أصحابه وقال لهم:

"هيا بنا نخرج لاستقبال سلمان".!!

وخرج بهم لاستقباله عند مشارف المدينة.

لقد عاش سلمان مع الرسول منذ التقى به وآمن معه مسلما حرّا، ومجاهدا وعابدا.

وعاش مع خليفته أبي بكر، ثم أمير المؤمنين عمر، ثم الخليفة عثمان حيث لقي ربه أثناء خلافته.

وفي معظم هذه السنوات، كانت رايات الاسلام تملأ الأفق، وكانت الكنوز والأموال تحمل إلى المدينة فيئا وجزية، فتوزع على الناس في صورة أعطيات منتظمة، ومرتبات ثابتة.

وكثرت مسؤوليات الحكم على كافة مستوياتها، فكثرت الأعمال والمناصب تبعا لها..

فأين كان سلمان في هذا الخضم..؟ وأين نجده في أيام الرخاء والثراء والنعمة تلك..؟

افتحوا ابصاركم جيدا..

أترون هذا الشيخ المهيب الجالس هناك في الظل يضفر الخوص ويجدله ويصنع منه أوعية ومكاتل..؟

إنه سلمان..

انظروه جيدا..

انظروه جيدا في ثوبه القصير الذي انحسر من قصره الشديد إلى ركبته..

إنه هو، في جلال مشيبه، وبساطة إهابه.

لقد كان عطاؤه وفيرا.. كان بين أربعة وستة آلاف في العام، بيد أنه كان يوزعه جميعا، ويرفض أن يناله منه درهم واحد، ويقول:

"أشتري خوصا بدرهم، فأعمله، ثم أبيعه بثلاثة دراهم، فأعيد درهما فيه، وأنفق درهما على عيالي، وأتصدّق بالثالث.. ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عن ذلك ما انتهيت"!
ثم ماذا يا أتباع محمد..؟

ثم ماذا يا شرف الإنسانية في كل عصورها وواطنها..؟؟

لقد كان بعضنا يظن حين يسمع عن تقشف بعض الصحابة وورعهم، مثل أبي بكر الصديق وعمر وأبي ذر وإخوانهم، أن مرجع ذلك كله طبيعة الحياة في الجزيرة العربية حيث يجد العربي متاع نفسه في البساطة..

فها نحن أمام رجل من فارس.. بلاد البذخ والترف والمدنية، ولم يكن من الفقراء بل من صفوة الناس. ما باله يرفض هذا المال والثروة والنعيم، ويصر أن يكتفي في يومه بدرهم يكسبه من عمل يده..؟

ما باله يرفض الإمارة ويهرب منها ويقول:

"إن استطعت أن تأكل التراب ولا تكونن أميرا على اثنين؛ فافعل..".

ما باله يهرب من الإمارة والمنصب، إلا أن تكون إمارة على سريّة ذاهبة إلى الجهاد.. وإلا أن تكون في ظروف لا يصلح لها سواه، فيكره عليها إكراها، ويمضي إليها باكيا وجلا..؟

ثم ما باله حين يلي على الامارة المفروضة عليه فرضا يأبى أن يأخذ عطاءها الحلال..؟؟

روى هشام عن حسان عن الحسن:

" كان عطاء سلمان خمسة آلاف، وكان على ثلاثين ألفا من الناس يخطب في عباءة يفترش نصفها، ويلبس نصفها.."

"وكان إذا خرج عطاؤه أمضاه، ويأكل من عمل يديه..".

ما باله يصنع كل هذا الصنيع، ويزهد كل ذلك الزهد، وهو الفارسي، ابن النعمة، وربيب الحضارة..؟

لنستمع الجواب منه. وهو على فراش الموت. تتهيأ روحه العظيمة للقاء ربها العلي الرحيم.

دخل عليه سعد بن أبي وقاص يعوده فبكى سلمان..

قال له سعد:" ما يبكيك يا أبا عبد الله..؟ لقد توفي رسول الله وهو عنك راض".

فأجابه سلمان:

" والله ما أبكي جزعا من الموت، ولا حرصا على الدنيا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهدا، فقال: ليكن حظ أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب، وهأنذا حولي هذه الأساود"!!
يعني بالأساود الأشياء الكثيرة!

قال سعد فنظرت، فلم أرى حوله إلا جفنة ومطهرة، فقلت له: يا أبا عبدالله اعهد إلينا بعهد نأخذه عنك، فقال:

" يا سعد:

اذكر عند الله همّتك إذا هممت..

وعند حكمتك إذا حكمت..

وعند يدك إذا قسمت.."
هذا هو إذن الذي ملأ نفسه غنى، بقدر ما ملأها عزوفا عن الدنيا بأموالها، ومناصبها وجاهها.. عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه وإلى أصحابه جميعا: ألا يدعو الدنيا تتملكهم، وألا يأخذ أحدهم منها إلا مثل زاد الركب..

ولقد حفظ سلمان العهد ومع هذا فقد هطلت دموعه حين رأى روحه تتهيأ للرحيل، مخافة أن يكون قد جاوز المدى.

ليس حوله إلا جفنة يأكل فيها، ومطهرة يشرب منها ويتوضأ ومع هذا يحسب نفسه مترفا..

ألم أقل لكم انه أشبه الناس بعمر..؟
وفي الأيام التي كان فيها أميرا على المدائن، لم يتغير من حاله شيء. فقد رفض أن يناله من مكافأة الإمارة درهم.. وظل يأكل من عمل الخوص.. ولباسه ليس إلا عباءة تنافس ثوبه القديم في تواضعها..

وذات يوم وهو سائر على الطريق لقيه رجل قادم من الشام ومعه حمل تين وتمر..

كان الحمل يؤد الشامي ويتعبه، فلم يكد يبصر أمامه رجلا يبدو أنه من عامة الناس وفقرائهم، حتى بدا له أن يضع الحمل على كاهله، حتى إذا أبلغه وجهته أعطاه شيئا نظير حمله..

وأشار للرجل فأقبل عليه، وقال له الشامي: احمل عني هذا.. فحمله ومضيا معا.

وإذ هما على الطريق بلغا جماعة من الناس، فسلم عليهم، فأجابوا واقفين: وعلى الأمير السلام..

وعلى الأمير السلام..؟

أي أمير يعنون..؟!!

هكذا سأل الشامي نفسه..

ولقد زادت دهشته حين رأى بعض هؤلاء يسارع صوب سلمان ليحمل عنه قائلين:

عنك أيها الأمير..!!

فعلم الشامي أنه أمير المدائن سلمان الفارسي، فسقط في يده، وهربت كلمات الاعتذار والأسف من بين شفتيه، واقترب ينتزع الحمل. ولكن سلمان هز رأسه رافضا وهو يقول:

" لا، حتى أبلغك منزلك"..!!

سئل يوما: ما الذي يبغض الإمارة إلى نفسك.؟

فأجاب: " حلاوة رضاعها، ومرارة فطامها"..

ويدخل عليه صاحبه يوما بيته، فإذا هو يعجن، فيسأله:

أين الخادم..؟

فيجيبه قائلا:

" لقد بعثناها في حاجة، فكرهنا أن نجمع عليها عملين.."

وحين نقول بيته فلنذكر تماما، ماذا كان ذاك البيت..؟ فحين همّ سلمان ببناء هذا الذي يسمّى مع التجوّز بيتا، سأل البنّاء: كيف ستبنيه..؟

وكان البنّاء حصيفا ذكيا، يعرف زهد سلمان وورعه.. فأجابه قائلا:" لا تخف.. إنها بناية تستظل بها من الحر، وتسكن فيها من البرد، إذا وقفت فيها أصابت رأسك، وإذا اضطجعت فيها أصابت رجلك"..!

فقال له سلمان: "نعم هكذا فاصنع".

لم يكن هناك من طيبات الحياة الدنيا شيء ما يركن إليه سلمان لحظة، أو تتعلق به نفسه أثارة، إلا شيئا كان يحرص عليه أبلغ الحرص، ولقد ائتمن عليه زوجته، وطلب إليها أن تخفيه في مكان بعيد وأمين.

وفي مرض موته وفي صبيحة اليوم الذي قبض فيه، ناداها:

"هلمي خبيّك التي استخبأتك"..!!

فجاءت بها، وإذا هي صرة مسك، كان قد أصابها يوم فتح "جلولاء" فاحتفظ بها لتكون عطره يوم مماته.

ثم دعا بقدح ماء نثر المسك فيه، ثم ماثه بيده، وقال لزوجته:

"انضحيه حولي.. فإنه يحضرني الآن خلق من خلق الله، لا يأكلون الطعام، وإنما يحبون الطيب".

فلما فعلت قال لها:" اجفئي علي الباب وانزلي".. ففعلت ما أمرها به..

وبعد حين صعدت إليه، فإذا روحه المباركة قد فارقت جسده ودنياه.

قد لحقت بالملأ الأعلى، وصعدت على أجنحة الشوق إليه، إذ كانت على موعد هناك مع الرسول محمد، وصاحبيه أبي بكر وعمر.. ومع ثلة مجيدة من الشهداء والأبرار.
لطالما برّح الشوق الظامئ بسلمان..

وآن اليوم أن يرتوي، وينهل..
ثلاث أعجبتني حتى اضحكتني:
1- مؤمل دنياوالموت يطلبه
2- وغافل وليس بمغفول عنه
3- وضاحك ملء فيه لا يدري اساخط رب العالمين عليه أم راض عنه
وثلاث احزنني حتى ابكينني:
1- فراق محمد وحزبه
2- وهول المطلع
3- والوقوف بين يدي ربي عز وجل ولا ادري إلى جنة أو إلى نار

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 01-07-2008, 02:02 PM
الصورة الرمزية الاستاذ محمد سرور
الاستاذ محمد سرور الاستاذ محمد سرور غير متواجد حالياً
العبد الفقير الى الله
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 3,915
معدل تقييم المستوى: 20
الاستاذ محمد سرور will become famous soon enough
افتراضي

جزاك الله كل خير اخى الكريم سيد عثمان

يا ريت نشوفك معانا على اشتقت الى طاعة ربى ..........فى قسم على الفلاح
__________________
تمنيت أن أسجد لله سجدة لا أنهض بعدها أبدا" إلا لأرى ربى

اقتباس:
فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت)

صححه الالبانى

لو دخلتوا الجنة ومالقتونيش ...
إسألوا على واشفعولى عند ربى
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 02-07-2008, 12:38 AM
سيد عثمان سيد عثمان غير متواجد حالياً
كبير مشرفى الكيمياء بالمنتدى
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
المشاركات: 2,359
معدل تقييم المستوى: 0
سيد عثمان is an unknown quantity at this point
افتراضي

ابوعبيدة بن الجراح
إن لكل أمة امينا وان اميننا ايتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح
رسول الله صلى الله عليه وسلم

إن أدركني أجلي وأبو عبيدة حي استخلفته
عمر بن الخطاب

أتمنى لو أن هذا الدار مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح
عمر بن الخطاب
ومضى يضرب بسيفه الأمين مثله، في جيش الوثنية الذي جاء باغيا وعاديا يريد أن يطفئ نور الله..



وكلما استدرجته ضرورات القتال وظروف المعركة بعيدا عن رسول الله صلى اله عليه وسلم قاتل وعيناه لا تسيران في اتجاه ضرباته.. بل هما متجهتان دوما الى حيث يقف الرسول صلى الله عليه وسلم ويقاتل، ترقبانه في حرص وقلق..

وكلما تراءى لأبي عبيدة خطر يقترب من النبي صلى الله عليه وسلم، انخلع من موقفه البعيد وقطع الأرض وثبا حيث يدحض أعداء الله ويردّهم على أعقابهم قبل أن ينالوا من الرسول منالا..!!

وفي احدى جولاته تلك، وقد بلغ القتال ذروة ضراوته أحاط بأبي عبيدة طائفة من المشركين، وكانت عيناه كعادتهما تحدّقان كعيني الصقر في موقع رسول الله، وكاد أبو عبيدة يفقد صوابه اذ رأى سهما ينطلق من يد مشرك فيصيب النبي


من هذا الذي أمسك الرسول بيمينه وقال عنه:

" ان لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح"..؟

من هذا الذي أرسله النبي في غزوة ذات السلاسل مددا اعمرو بن العاص، وجعله أميرا على جيش فيه أبو بكر وعمر..؟؟

من هذا الصحابي الذي كان أول من لقب بأمير الأمراء..؟؟

من هذا الطويل القامة النحيف الجسم، المعروق الوجه، الخفيف اللحية، الأثرم، ساقط الثنيتين..؟؟

أجل من هذا القوي الأمين الذي قال عنه عمر بن الخطاب وهو يجود بأنفاسه:

" لو كان أبو عبيدة بن الجرّاح حيا لاستخلفته فان سالني ربي عنه قلت: استخلفت أمين الله، وأمين رسوله"..؟؟

انه أبو عبيدة عامر بن عبد الله الجرّاح..
أسلم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الأيام الأولى للاسلام، قبل أن يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم دار الرقم، وهاجر الى الحبشة في الهجرة الثانية، ثم عاد منها ليقف الى جوار رسوله في بدر، وأحد، وبقيّة المشاهد جميعها، ثم ليواصل سيره القوي الأمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في صحبة خليفته أبي بكر، ثم في صحبة أمير المؤمنين عمر، نابذا الدنيا وراء ظهره مستقبلا تبعات دينه في زهد، وتقوى، وصمود وأمانة.

عندما بايع أبو عبيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أن ينفق حياته في سبيل الله، كان مدركا تمام الادراك ما تعنيه هذه الكلمات الثلاث، في سبيل الله وكان على أتم استعداد لأن يعطي هذا السبيل كل ما يتطلبه من بذل وتضحية..
ومنذ بسط يمينه مبايعا رسوله، وهو لا يرى في نفسه، وفي ايّامه وفي حياته كلها سوى أمانة استودعها الله اياها لينفقها في سبيله وفي مرضاته، فلا يجري وراء حظ من حظوظ نفسه.. ولا تصرفه عن سبيل الله رغبة ولا رهبة..

ولما وفّى أبو عبيدة بالعهد الذي وفى به بقية الأصحاب، رأى الرسول في مسلك ضميره، ومسلك حياته ما جعله أهلا لهذا اللقب الكريم الذي أفاءه عليه،وأهداه اليه، فقال عليه الصلاة والسلام:

" أمين هذه الأمة، أبو عبيدة بن الجرّاح".
ان أمانة أبي عبيدة على مسؤولياته، لهي أبرز خصاله.. فففي غزوة أحد أحسّ من سير المعركة حرص المشركين، لا على احراز النصر في الحرب، بل قبل ذلك ودون ذلك، على اغتيال حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، فاتفق مع نفسه على أن يظل مكانه في المعركة قريبا من مكان الرسول..

ومضى يضرب بسيفه الأمين مثله، في جيش الوثنية الذي جاء باغيا وعاديا يريد أن يطفئ نور الله..

وكلما استدرجته ضرورات القتال وظروف المعركة بعيدا عن رسول الله صلى اله عليه وسلم قاتل وعيناه لا تسيران في اتجاه ضرباته.. بل هما متجهتان دوما الى حيث يقف الرسول صلى الله عليه وسلم ويقاتل، ترقبانه في حرص وقلق..

وكلما تراءى لأبي عبيدة خطر يقترب من النبي صلى الله عليه وسلم، انخلع من موقفه البعيد وقطع الأرض وثبا حيث يدحض أعداء الله ويردّهم على أعقابهم قبل أن ينالوا من الرسول منالا..!!
وفي احدى جولاته تلك، وقد بلغ القتال ذروة ضراوته أحاط بأبي عبيدة طائفة من المشركين، وكانت عيناه كعادتهما تحدّقان كعيني الصقر في موقع رسول الله، وكاد أبو عبيدة يفقد صوابه اذ رأى سهما ينطلق من يد مشرك فيصيب النبي، وعمل سيفه في الذين يحيطون به وكأنه مائة سيف، حتى فرّقهم عنه، وطار صوب رسول الله فرأى الدم الزكي يسيل على وجهه، ورأى الرسول الأمين يمسح الدم بيمينه وهو يقول:

" كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيّهم، وهو يدعهم الى ربهم"..؟

ورأى حلقتين من حلق المغفر الذي يضعه الرسول فوق رأسه قد دخلتا في وجنتي النبي، فلم يطق صبرا.. واقترب يقبض بثناياه على حلقة منهما حتى نزعها من وجنة الرسول، فسقطت ثنيّة، ثم نزع الحلقة الأخرى، فسقطت ثنيّة الثانية..

وما أجمل أن نترك الحديث لأبي بكر الصديق يصف لنا هذا المشهد بكلماته:

" لما كان يوم أحد، ورمي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخلت في وجنته حلقتان من المغفر، أقبلت أسعى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا، فقلت: اللهم اجعله طاعة، حتى اذا توافينا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واذا هو أبو عبيدة بن الجرّاح قد سبقني، فقال: أسألك بالله يا أبا بكر أن تتركني فأنزعها من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم..

فتركته، فأخذ أبو عبيدة بثنيّة احدى حلقتي المغفر، فنزعها، وسقط على الأرض وسقطت ثنيته معه..

ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنية أخرى فسقطت.. فكان أبو عبيدة في الناس أثرم."!!
وأيام اتسعت مسؤوليات الصحابة وعظمت، كان أبو عبيدة في مستواها دوما بصدقه وبأمانته..

فاذا أرسله النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الخبط أميرا على ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا من المقاتلين وليس معهم زاد سوى جراب تمر.. والمهمة صعبة، والسفر بعيد، استقبل ابو عبيدة واجبه في تفان وغبطة، وراح هو وجنوده يقطعون الأرض، وزاد كل واحد منهم طوال اليوم حفنة تملا، حتى اذا أوشك التمر أن ينتهي، يهبط نصيب كل واحد الى تمرة في اليوم.. حتى اذا فرغ التمر جميعا راحوا يتصيّدون الخبط، أي ورق الشجر بقسيّهم، فيسحقونه ويشربون عليه الامء.. ومن اجل هذا سميت هذه الغزوة بغزوة الخبط..

لقد مضوا لا يبالون بجوع ولا حرمان، ولا يعنيهم الا أن ينجزوا مع أميرهم القوي الأمين المهمة الجليلة التي اختارهم رسول الله لها..!!
لقد أحب الرسول عليه الصلاة والسلام أمين الأمة أبا عبيدة كثيرا.. وآثره كثيرا...

ويوم جاء وفد نجران من اليمن مسلمين، وسألوه أن يبعث معهم من يعلمهم القرآن والسنة والاسلام، قال لهم رسول الله:

" لأبعثن معكم رجلا أمينا، حق أمين، حق أمين.. حق أمين"..!!

وسمع الصحابة هذا الثناء من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتمنى كل منهم لو يكون هو الذي يقع اختيار الرسول عليه، فتصير هذه الشهادة الصادقة من حظه ونصيبه..

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

" ما أحببت الامارة قط، حبّي اياها يومئذ، رجاء أن أكون صاحبها، فرحت الى الظهر مهجّرا، فلما صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر، سلم، ثم نظر عن يمينه، وعن يساره، فجعلت أتطاول له ليراني..

فلم يزل يلتمس ببصره حتى رأى أبا عبيدة بن الجرّاح، فدعاه، فقال: أخرج معهم، فاقض بينهم بالحق فيما اختلفوا فيه.. فذهب بها أبا عبيدة؟..!!

ان هذه الواقعة لا تعني طبعا أن أبا عبيدة كان وحده دون بقية الأصحاب موضع ثقة الرسول وتقديره..

انما تعني أنه كان واحدا من الذين ظفروا بهذه الثقة الغالية، وهذا التقدير الكريم..

ثم كان الواحد أو الوحيد الذي تسمح ظروف العمل والدعوة يومئذ بغيابه عن المدينة، وخروجه في تلك المهمة التي تهيئه مزاياه لانجازها..

وكما عاش أبو عبيدة مع الرسول صلى الله عليه وسلم أمينا، عاش بعد وفاة الرسول أمينا.. يحمل مسؤولياته في أمانة تكفي أهل الأرض لو اغترفوا منها جميعا..



ولقد سار تحت راية الاسلام أنذى سارت، جنديّا، كأنه بفضله وباقدامه الأمير.. وأميرا، كأن بتواضعه وباخلاصه واحدا من عامة المقاتلين..

وعندما كان خالد بن الوليد.. يقود جيوش الاسلام في احدى المعارك الفاصلة الكبرى.. واستهل أمير المؤمنين عمر عهده بتولية أبي عبيدة مكان خالد..



لم يكد أبا عبيدة يستقبل مبعوث عمر بهذا الأمر الجديد، حتى استكتمه الخبر، وكتمه هو في نفسه طاويا عليه صدر زاهد، فطن، أمين.. حتى أتمّ القائد خالد فتحه العظيم..

وآنئذ، تقدّم اليه في أدب جليل بكتاب أمير المؤمنين!!

ويسأله خالد:

" يرحمك الله يا أبا عبيدة. و ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب"..؟؟

فيجيبه أمين الأمة:

" اني كرهت أن أكسر عليك حربك، وما سلطان الدنيا نريد، ولا للدنيا نعمل، كلنا في الله اخوة

ويصبح أبا عبيدة أمير الأمراء في الشام، ويصير تحت امرته أكثر جيوش الاسلام طولا وعرضا.. عتادا وعددا..

فما كنت تحسبه حين تراه الا واحدا من المقاتلين.. وفردا عاديا من المسلمين..

وحين ترامى الى سمعه أحاديث أهل الشام عنه، وانبهارهم بأمير الأمراء هذا.. جمعهم وقام فيهم خطيبا..

فانظروا ماذا قال للذين رآهم يفتنون بقوته، وعظمته، ومكانته..

" يا أيها الناس..

اني مسلم من قريش..

وما منكم من أحد، أحمر، ولا أسود، يفضلني بتقوى الا وددت أني في اهابه"..ّّ

حيّاك الله يا أبا عبيدة..

وحيّا الله دينا أنجبك ورسولا علمك..

مسلم من قريش، لا أقل ولا أكثر.

الدين: الاسلام..

والقبيلة: قريش.

هذه لا غير هويته..

أما هو كأمير الأمراء، وقائد لأكثر جيوش الاسلام عددا، وأشدّها بأسا، وأعظمها فوزا..

أما هو كحاكم لبلاد الشام،أمره مطاع ومشيئته نافذة..

كل ذلك ومثله معه، لا ينال من انتباهه لفتة، وليس له في تقديره حساب.. أي حساب..!!

ويزور أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الشام، ويسأل مستقبليه:

أين أخي..؟

فيقولون من..؟

فيجيبهم: أبو عبيدة بن الجراح.

ويأتي أبو عبيدة، فيعانقه أمير المؤمنين عمر.. ثم يصحبه الى داره، فلا يجد فيها من الأثاث شيئا.. لا يجد الا سيفه، وترسه ورحله..

ويسأله عمر وهو يبتسم:

" ألا اتخذت لنفسك مثلما يصنع الناس"..؟

فيجيبه أبو عبيدة:

" يا أمير المؤمنين، هذا يبلّغني المقيل"..!!
وذات يوم، وأمير المؤمنين عمر الفاروق يعالج في المدينة شؤن عالمه المسلم الواسع، جاءه الناعي، أن قد مات أبو عبيدة..

وأسبل الفاروق جفنيه على عينين غصّتا بالدموع..

وغاض الدمع، ففتح عينيه في استسلام..

ورحّم على صاحبه، واستعاد ذكرياته معه رضي الله عنه في حنان صابر..

وأعاد مقالته عنه:

" لو كنت متمنيّا، ما تمنيّت الا بيتا مملوءا برجال من أمثال أبي عبيدة"..

ومات أمين الأمة فوق الأرض التي طهرها من وثنية الفرس، واضطهاد الرومان..

وهناك اليوم تحت ثرى الأردن يثوي رفات نبيل، كان مستقرا لروح خير، ونفس مطمئنة..

وسواء عليه، وعليك، أن يكون قبره اليوم معروف أو غير معروف..

فانك اذا أردت أن تبلغه لن تكون بحاجة الى من يقودك اليه..

ذلك أن عبير رفاته، سيدلك عليه..!!

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 02-07-2008, 06:16 AM
الصورة الرمزية الاستاذ محمد سرور
الاستاذ محمد سرور الاستاذ محمد سرور غير متواجد حالياً
العبد الفقير الى الله
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 3,915
معدل تقييم المستوى: 20
الاستاذ محمد سرور will become famous soon enough
افتراضي



أبو ذر الغفاري أمير الزهاد

قالوا عنه


" ما اقلت الغبراء ولا اظلت الخضراء من رجل اصدق من أبي ذر "

رسول الله صلى الله عليه وسلم

" رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث يوم القيامة وحده "

رسول الله صلى الله عليه وسلم

" إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم قيل يا رسول الله سمهم لنا قال

" علي منهم يقول ذلك ثلاثا وأبو ذر والمقداد وسلمان أمرني بحبهم وأخبرني أنه يحبهم "

رسول الله صلى الله عليه وسلم



السيرة


أقبل على مكة نشوان مغتبطا..

صحيح أن وعثاء السفر وفيح الصحراء قد وقذاه بالضنى والألم ، بيد أن الغاية

التي يسعى اليها ، أنسته جراحه ، وأفاضت على روحه الحبور والبشور.

ودخلها متنكرا ، كأنه واحد من أولئك الذين يقصدونها ليطوفوا بآلهة الكعبة

العظام أو كأنه عابر سبيل ضل طريقه ، أو طال به السفر والارتحال فأوى اليها يستريح ويتزود.

فلو علم أهل مكة أنه جاء يبحث عن محمد صلى الله عليه وسلم ، ويستمع اليه لفتكوا به.

وهو لا يرى بأسا في أن يفتكوا به ، ولكن بعد أن يقابل الرجل الذي قطع الفيافي

ليراه ، وبعد أن يؤمن به ، ان اقتنع بصدقه واطمأن لدعوته..

ولقد مضى يتسمع الأنباء من بعيد ، وكلما سمع قوما يتحدثون عن محمد صلى الله

عليه وسلم اقترب منهم في حذر ، حتى جمع من نثارات الحديث هنا وهناك ما دله

على محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى المكان الذي يستطيع أن يراه فيه.

في صبيحة يوم ذهب الى هناك ، فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم جالسا وحده ،

فاقترب منه وقال : نعمت صباحا يا أخا العرب ..

فأجاب الرسول عليه الصلاة والسلام : " وعليك السلام يا أخاه "

قال أبو ذر : أنشدني مما تقول ..

فأجاب الرسول عليه الصلاة والسلام : " ما هو بشعر فأنشدك ، ولكنه قرآن كريم "

قال أبو ذر رضي الله عنه : اقرأ علي .

فقرأالرسول صلى الله عليه وسلم ، وأبو ذر رضي الله عنه يصغي ..

ولم يمضي من الوقت غير قليل حتى هتف أبو ذر رضي الله عنه :

( أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله )

وسأله النبي صلى الله عليه وسلم : ممن أنت يا أخا العرب..؟

فأجابه أبو ذر رضي الله عنه : من غفار ..

وتألقت ابتسامة على فم الرسول صلى الله عليه وسلم ، واكتسى وجهه الدهشة والعجب..

وضحك أبو ذر رضي الله عنه كذلك ، فهو يعرف سر العجب الذي كسا وجه الرسول

عليه السلام حين علم أن هذا الذي يجهر بالاسلام أمامه انما هو رجل من غفار ..

فغفار هذه قبيلة لا يدرك لها شأو في قطع الطريق ..

وأهلها مضرب الأمثال في السطو غير المشروع .. انهم حلفاء الليل والظلام ، والويل

لمن يسلمه الليل الى واحد من قبيلة غفار.

أفيجيء منهم اليوم ، والاسلام لا يزال دينا غصا مستخفيا ، واحد ليسلم..؟

يقول أبو ذر رضي الله عنه وهو يروي القصة بنفسه :

( فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يرفع بصره ويصوبه تعجبا ، لما كان من غفار ، ثم قال : ان الله يهدي من يشاء )

ولقد كان أبو ذر رضي الله عنه أحد الذين شاء لهم الهدى ، وأراد بهم الخير.

وانه لذو بصر بالحق ، فقد روي عنه أنه أحد الذين شاء الله لهم الهدى ، وأراد بهم الخير.

وانه لذو بصر بالحق ، فقد روي عنه أنه أحد الذين كلنوا يتألهون في الجاهلية ،

أي يتمردون على عبادة الأصنام ، ويذهبون الى الايمان باله خالق عظيم.

وهكذا ما كاد يسمع بظهور نبي يسفه عبادة الأصنام وعبادها ، ويدعو الى عبادة

الله الواحد القهار ، حتى حث اليه الخطى ، وشد الرحال.


أسلم أبو ذر من فوره


كان ترتيبه في المسلمين الخامس أو السادس..

وحين أسلم كان الرسول صلى الله عليه وسلم يهمس بالدعوة همسا..

يهمس بها الى نفسه ، والى الخمسة الذين آمنوا معه ، ولم يكن أمام أبي ذر رضي الله

عنه الا أن يحمل ايمانه بين جنبيه ، ويتسلل به مغادرا مكة ، وعائدا الى قومه...

ولكن أبا ذر "جندب بن جنادة " رضي الله عنه ، ، يحمل طبيعة فوارة جياشة.

فتوجه الى الرسول عليه الصلاة والسلام فور اسلامه بهذا السؤال : يا رسول الله ، بم تأمرني ..؟

فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم: " ترجع الى قومك حتى يبلغك أمري "

فقال أبو ذر رضي الله عنه : والذي نفسي بيده لا أرجع حتى أصرخ بالاسلام في المسجد..

هنالك دخل المسجد الحرام ونادى بأعلى صوته :

[ أشهد أن لا اله الا الله.. وأشهد أن محمدا رسول الله ]

كانت هذه الصيحة أول صيحة بالاسلام تحدت كبرياء قريش وقرعت أسماعها.. صاحها رجل

غريب ليس له في مكة حسب ولا نسب ولا حمى ..

ولقد لقي ما لم يكن يغيب عن فطنته أنه ملاقيه .. فقد أحاط به المشركون وضربوه


وترامى النبأ الى العباس رضي االله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء يسعى ،

وما استطاع أن ينقذه من بين أنيابهم الا بالحيلة لذكية ، قال له :

( يا معشر قريش ، أنتم تجار ، وطريقكم على غفار ، وهذا رجل من رجالها ، ان يحرض قومه عليكم ، يقطعوا على قوافلكم الطريق )

فثابوا الى رشدهم وتركوه.

ولكن أبا ذر ، وقد ذاق حلاوة الأذى في سبيل الله ، لا يريد أن يغادر مكة حتى يظفر من طيباته بمزيد ...

وهكذا لا يكاد في اليوم الثاني وربما في نفس اليوم ، يلقى امرأتين تطوفان بالصنمين

( أساف ، واثلة ) ودعوانهما ، حتى يقف عليهما ويسفه الصنمين تسفيها مهينا..

فتصرخ المرأتان ، ويهرول الرجال كالجراد ، ثم لا يفتون يضربونه حتى يفقد وعيه

وحين يفيق يصرخ مرة أخرى بأنه ( يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله )

ويدرك الرسول عليه الصلاة والسلام طبيعة تلميذه الجديد الوافد ، وقدرته الباهرة على مواجهة الباطل.

بيد أن وقته لم يأت بعد ، فيعيد عليه أمره بالعودة الى قومه ، حتى

اذا سمع بظهور الدين عاد وأدلى في مجرى الأحداث دلوه..

ويعود أبو ذر رضي الله عنه الى عشيرته وقومه ، فيحدثههم عن النبي الذي ظهر

يدعو الى عبادة الله وحده ويهدي لمكارم الأخلاق ، ويدخل قومه في الاسلام ، واحدا اثر واحد..

ولا يكتفي بقبيلته غفار ، بل ينتقل الى قبيلة أسلم فيوقد فيها مصابيحه ..

وتتابع الأيام رحلتها في موكب الزمن ، ويهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة ، ويستقر بها والمسلمون معه.

وذات يوم تستقبل مشارفها صفوفا طويلة من المشاة والركبان ، أثارت أقدامهم النقع..

ولولا تكبيراتهم الصادعة ، لحبسهم الرائي جيشا مغيرا من جيوش الشرك

اقترب الموكب اللجب.. ودخل المدينة.. ويمم وجهه شطر مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومقامه..

لقد كان الموكب قبيلتي غفار وأسلم ، جاء بهما ابو ذر رضي الله عنه مسلمين جميعا

رجالا ونساء شيوخا وشبابا ، وأطفالا..

وكان من حق الرسول عليه الصلاة والسلام أن يزداد عجبا ودهشة ..

فبالأمس البعيد عجب كثيرا حين رأى أمامه رجلا واحدا من غفار يعلن اسلامه وايمانه ، وقال معبرا عن دهشته :

" ان الله يهدي من يشاء "

أما اليوم فان قبيلة غفار بأجمعها تجيئه مسلمة ، وقد قطعت في الاسلام بضع سنين منذ

هداها الله على يد أبي ذر ، وتجيء معها قبيلة أسلم ..

ان عمالقة السطور وحلفاء الشيطان ، قد أصبحوا عمالقة في الخير وحلفاء للحق.

أليس الله يهدي من يشاء حقا ؟

لقد ألقى الرسول عليه الصلاة والسلام على وجوههم الطيبة نظرات تفيض غبطة وحنانا وودا..

ونظر الى قبيلة غفار وقال :

"غفار غفر الله لها "

ثم الى قبيلة أسلم فقال :

"وأسلم سالمها الله "

وأبو ذر رضي الله عنه هذا الداعية الرائع .. القوي الشكيمة ، العزيز المنال..

سوف تفنى القرون والأجيال ، والناس يرددون رأي الرسول صلى الله عليه وسلم فيه :

" ما أقلت الغبراء ، ولا أظلت الصحراء أصدق لهجة من أبي ذر"



أصدق لهجة في أبي ذر..؟


لقد قرأ الرسول عليه الصلاة والسلام مستقبل صاحبه ، ولخص حياته كلها في هذه

الكلمات..فالصدق الجسور ، هو جوهر حياة أبي ذر كلها..

صدق باطنه ، وصدق ظاهره..

صدق عقيدته وصدق لهجته..

وألقى الرسول يوما هذا السؤال :

" يا أبا ذر كيف أنت اذا أدركك أمراء يستأثرون بالفيء ؟ "

فأجاب قائلا :

" اذن والذي بعثك بالحق، لأضربن بسيفي "

فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام :

"أفلا أدلك على خير من ذلك ؟ اصبر حتى تلقاني"

ترى لماذا سأله الرسول هذا السؤال بالذات..؟؟

لان تلك قضية أبي ذر التي سيهبها حياته ، وتلك مشكلته مع المجتمع ومع المستقبل..

ولقد عرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى عليه السؤال ، ليزوده هذه النصيحة الثمينة :

" اصبر حتى تلقاني "

ولسوف يحفظ أبوذر رضي الله عنه وصية معلمه ، فلن يحمل السيف الذي تود به

الأمراء الذين يثرون من مال الأمة.. ولكنه أيضا لن يسكت عنهم لحظة من نهار..

أجل اذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهاه عن حمل السيف في وجوههم ،

فانه لا ينهاه عن أن يحمل في الحق لسانه البتار .. ولسوف يفعل ..

ومضى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن بعده عصر أبي بكر ، وعصر عمر

رضي الله عنهما في تفوق كامل على مغريات الحياة ودواعي الفتنة فيها..

ولقد طال عهد أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، فارضا على ولاة المسلمين وأمرائهم

وأغنيائهم في كل مكان من الأرض ، زهدا وتقشفا يكاد يكون فوق طاقة البشر..

ان واليا من ولاته في العراق ، أو في الشام ، أوفي صنعاء أو في أي من البلاد

النائية البعيدة ، لا يكاد يصل اليها نوعا من الحلوى ، لا يجد عامة الناس قدرة على

شرائه ، حتى يكون الخبر قد وصل الى عمر بعد أيام. وحتى تكون أوامره الصارمة

قد ذهبت لتستدعي ذلك الوالي الى المدينة ليلقى حسابه العسير ..

وما دام لا يضايق أبا ذر رضي الله عنه في حياته شيء مثلما يضايقه استغلال السلطة ،

واحتكار الثروة ، فان ابن الخطاب رضي الله عنه بمراقبته الصارمة للسلطة ، وتوزيعه

العادل للثروة سيتيح له الطمأنينة والرضا..

وهكذا تفرغ لعبادة ربه ، وللجهاد في سبيله.. غير لائذ بالصمت اذا رأى مخالفة هنا ، أو هناك.. وقلما كان يرى..

بيد أن أعظم ، وأعدل ، وأروع حكام البشرية قاطبة يرحل عن الدنيا ذات يوم ، تاركا

وراءه فراغا هائلا ، ومحدثا رحيله من ردود الفعل ما لا مفر منه ولا طاقة للناس به.

وتستمر الفتوح في مدها ، ويعلو معها مد الرغبات والتطلع الى مناعم الحياة وترفها.. ويرى أبو ذر رضي الله عنه الخطر ..

ان ألوية المجد الشخصي توشك أن تفتن الذين كل دورهم في الحياة أن يرفعوا راية الله..

ان الدنيا بزخرفها وغرورها الضاري ، توشك أن تفتن الذين كل رسالتهم أن يجعلوا منها مزرعة للأعمال الصالحات..

رأى أبو ذر رضي الله عنه كل هذا فلم يبحث عن واجبه ولا عن مسؤوليته..

بل راح يمد يمينه الى سيفه.. وهز به الهواء فمزقه ، ونهض قائما يواجه المجتمع

بسيفه الذي لم تعرف له كبوة.. لكن سرعان ما رن في فؤاده صدى الوصية التي

أوصاه بها الرسول صلى الله عليه وسلم ، فأعاد السيف الى غمده ، فما ينبغي أن يرفعه في وجه مسلم..

لقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم يوما وعلى ملأ من أصحابه ، أن الأرض لم تقل ،

وأن السماء لم تظل أصدق لهجة من أبي ذر..

ومن كان يملك هذا القدر من صدق اللهجة ، وصدق الاقتناع ، فما حاجته الى السيف..؟

ان كلمة واحدة يقولها ، لأمضى من ملء الأرض سيوفا ..

وخرج أبو ذر رضي الله عنه الى معاقل السلطة والثروة ، يغزوها بمعارضته معقلا معقلا..

وأصبح في أيام معدودات الراية التي التفت حولها الجماهير والكادحون ..

حتى في الأقطار النائية التي لم يره أهلها بعد.. طاره اليها ذكره.

وأصبح لا يمر بأرض ، بل ولا يبلغ اسمه قوما الا أثار تسؤلات هامة تهدد مصالح ذوي السلطة والثراء.

فقد جعل نشيده وهتافه الذي يردده في كل مكان وزمان .. ويردده الانس عنه كأنه نشيد.. هذه الكلمات :

( بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة )

ولم يعد الانس يبصرونه قادما الا استقبلوه بهذه الكلمات :

" بشر الكانزين بمكاو من نار"


لا حاجة لي في دنياكم


هكذا قال أبو ذر للخليفة عثمان رضي الله عنهما بعد أن وصل الى المدينة ، وجرى بينهما حوار طويل.

لقد خرج عثمان رضي الله عنه من حواره مع صاحبه ، بقرار أن يحتفظ به الى جواره

في المدينة ، محددا بها اقامته ولقد عرض عثمان رضي الله عنه قراره على أبي ذر

رضي الله عنه عرضا رفيقا ، رقيقا ، فقال له :

( ابق هنا يجانبي ، تغدو عليك القاح وتروح )

وأجابه أبو ذر رضي الله عنه :

( لا حاجة لي في دنياكم )

ولقد طلب من الخليفة عثمان رضي الله عنه أن يأذن له الخروج الى الربدة فأذن له..

ولقد ظل وهو في احتدام معارضته أمينا لله ورسوله ، حافظا في اعماق روحه النصيحة

التي وجهها اليه الرسول عليه الصلاة والسلام ألا يحمل السيف.. لكأن الرسول صلى الله

عليه وسلم رأى الغيب كله .. غيب أبي ذر رضي الله عنه ومستقبله ، فأهدى اليه هذه النصيحة الغالية.

جاءه يوما وهو في الربدة وفد من الكوفة يسألونه أن يرفع راية الثورة ضد الخليفة ، فزجرهم بكلمات حاسمة :

( والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة ، أو جبل ، لسمعت ، وأطعت ، وصبرت واحتسبت ، ورأيت ذلك خيرا لي..

ولوسيرني ما بين الأفق الى الأفق ، لسمعت وأطعت ، وصبرت واحتسبت ، ورأيت ذلك خيرا لي..

ولو ردني الى منزلي ، لسمعت وأطعت ، وصبرت واحتسبت ، ورأيت ذلك خيرا لي )

و لقيه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يوما ، فلم يكد يراه حتى فتح له ذراعيه وهو يصيح من الفرح بلقائه :

( مرحبا أبا ذر .. مرحبا بأخي )

ولكن أبا ذر رضي الله عنه دفعه عنه وهو يقول :

( لست بأخيك ، انما كنت أخاك قبل أن تكون واليا وأميرا )

كذلك لقيه أبو هريرة رضي الله عنه يوما واحتضنه مرحبا، ولكن أبا ذر نحاه عنه بيده وقال له :

( اليك عني .. ألست الذي وليت الامارة ، فتطاولت في البنيان ، واتخذت لك ماشية وزرعا )

ومضى أبو هريرة رضي الله عنه يدافع عن نفسه ويبرئها من تلك الشائعات..

وقد يبدو أبو ذر رضي الله عنه مبالغا في موقفه من الجكم والثروة..

ولكن لأبي ذر رضي الله عنه منطقه الذي يشكله صدقه مع نفسه ، ومع ايمانه ، فأبو ذر رضي الله عنه يقف بأحلامه وأعماله..

بسلوكه ورؤاه ، عند المستوى الذي خلفه لهم رسول الله وصاحباه..

أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ..

عرضت عليه الامارة بالعراق فقال :

( لا والله.. لن تميلوا علي بدنياكم أبدا )

ورآه صاحبه يوما يلبس جلبابا قديما فسأله :

أليس لك ثوب غير هذا..؟ لقد رأيت معك منذ أيام ثوبين جديدين..؟

فأجابه أبو ذر رضي الله عنه :

( يا بن أخي.. لقد أعطيتهما من هو أحوج اليهما مني )

قال له : والله انك لمحتاج اليهما ..

فأجاب أبو ذر رضي الله عنه :

( اللهم اغفر له.. انك لمعظم للدنيا ، ألست ترى علي هذه البردة ؟

ولي أخرى لصلاة الجمعة ، ولي عنزة أحلبها ، وأتان أركبها ، فأي نعمة أفضل ما نحن فيه )

وجلس يوما يحدث ويقول :

أوصاني خليلي بسبع..

أمرني بحب المساكين والدنو منهم..

وأمرني أن أنظر الى من هو دوني، ولاأنظر الى من هو فوقي..

وأمرني ألا أسأل أحد شيئا..

وأمرني أن أصل الرحم..

وأمرني أن أقول الحق وان كان مرا..

وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم..

وأمرني أن أكثر من : لا حول ولا قوة الا بالله )

ولقد عاش هذه الوصية ، وصاغ حياته وفقها، حتى صار " ضميرا " بين قومه وأمته..

ويقول الامام علي رضي الله عنه :

( لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر )

عاش يناهض استغلال الحكم، واحتكار الثروة..

يمنعونه من الفتوى ، فيزداد صوته بها ارتفاعا ، ويقول لمانعيه :

( والذي نفسي بيده ، لو وضعتم السيف فوق عنقي ، ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من

رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تحتزوا لأنفذتها )


مشهد الختام


ان هذه السيدة السمراء الضامرة ، الجالسة الى جواره تبكي ، هي زوجته..

وانه ليسألها : ( فيم البكاء والموت حق..؟ )

فتجيبه بأنها تبكي : لأنك تموت ، وليس عندي ثوب يسعك كفنا .

( لا تبكي ، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول :

ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض ، تشهده عصابة من المؤمنين..

وكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية ، ولم يبق منهم غيري ..

وهأنذا بالفلاة أموت ، فراقبي الطريق ، فستطلع علينا عصابة من المؤمنين ، فاني والله ما كذبت ولا كذبت )

وفاضت روحه الى الله..ولقد صدق..

فهذه القافلة التي تغذ السير في الصحراء ، تؤلف جماعة من المؤمنين ، وعلى رأسهم

عبدالله بن مسعود رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وان ابن مسعود رضي الله عنه ليبصر المشهد قبل أن يبلغه مشهد جسد ممتد يبدو كأنه

جثمان ميت ، والى جواره سيدة وغلام يبكيان..

ويلوي زمام دابته والركب معه صوب المشهد ، ولا يكاد يلقي نظرة على الجثمان ، حتى

تقع عيناه على وجه صاحبه وأخيه في الله والاسلام أبي ذر رضي الله عنه .

وتفيض عيناه بالدمع ، ويقف على جثمانه الطاهر يقول :

( صدق رسول الله نمشي وحدك ، وتموت وحدك ، وتبعث وحدك )

ويجلس ابن مسعود رضي الله عنه لصحبه تفسير تلك العبارة التي نعاه بها :

( تمشي وحدك.. وتموت حدك.. وتبعث وحدك )

كان ذلك في غزوة تبوك سنة تسع من الهجرة، وقد أمر الرسول عليه السلام بالتهيؤ

لملاقاة الروم ، الذين شرعوا يكيدون للاسلام ويأتمرون به.

وكانت الأيام التي دعى فيها الناس للجهاد أيام عسر وقيظ.. وكانت الشقة بعيدة.. والعدو مخيفا..

ولقد تقاعس عن الخروج نفر من المسلمين ، تعللوا بشتى المعاذير..

وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه.. وكلما أمعنوا في السير ازدادوا جهدا

ومشقة ، فجعل الرجل يتخلف ، ويقولون يا رسول الله تخلف فلان، فيقول :

" دعوه فان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم.. وان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه "

وتلفت القوم ذات مرة ، فلم يجدوا أبا ذر.. وقالوا للرسول عليه الصلاة والسلام :

لقد تخلف أبو ذر ، وأبطأ به بعيره..

وأعاد الرسول صلى الله عليه وسلم مقالته الأولى ..

كان بعير أبي ذر رضي الله عنه قد ضعف تحت وطأة الجوع والظمأ والحر وتعثرت من الاعياء خطاه..

وحاول أبو ذر رضي الله عنه أن يدفعه للسير الحثيث بكل حيلة وجهد ، ولكن الاعياء كان يلقي ثقله على البعير..

ورأى أبو ذر رضي الله عنه أنه بهذا سيتخلف عن المسلمين وينقطع دونهم الأثر ،

فنزل من فوق ظهر البعير ، وأخذ متاعه وحمله على ظهره ومضى ماشيا على قدميه ،

مهرولا ، وسط صحراء ملتهبة ، ليدرك رسوله عليه السلام وصحبه..

وفي الغداة ، وقد وضع المسلمون رحالهم ليستريحوا ، بصر أحدهم فرأى سحابة من

النقع والغبار تخفي وراءها شبح رجل يغذ السير..

وقال الذي رأى : يا رسول الله ، هذا رجل يمشي على الطريق وحده.. وقال الرسول عليه الصلاة والسلام :

" كن أبا ذر "

وعادوا لما كانوا فيه من حديث ، ريثما يقطع القادم المسافة التي تفصله عنهم ، وعندها يعرفون من هو ..

وأخذ المسافر الجليل يقترب منهم رويدا .. ي***ع خطاه من الرمل المتلظي ا***اعا ،

وحمله فوق ظهره بتؤدة.. ولكنه مغتبط فرحان لأنه أردك القافلة المباركة ، ولم يتخلف عن رسول الله واخوانه المجاهدين..

وحين بلغ أول القافلة ، صاح صائهحم : يارسول الله : انه والله أبا ذر.. وسار أبو ذر صوب الرسول.

ولم يكد صلى الله عليه وسلم يراه حتى تألقت على وجهه ابتسامة حانية واسية ، وقال :

" يرحم الله أبا ذر .. يمشي وحده .. ويموت وحده .. ويبعث وحده "

وبعد مضي عشرين عاما على هذا اليوم أو تزيد ، مات أبو ذر رضي الله عنه وحيدا ، في فلاة الربدة..

بعد أن سار حياته كلها وحيدا على طريق لم يتألق فوقه سواه.. ولقد بعث في التاريخ

وحيدا في عظمة زهده ، وبطولة صموده..

ولسوف يبعث عند الله وحيدا كذلك ، لأن زحام فضائله المتعددة ، لن يترك بجانبه مكانا لأحد سواه..
__________________
تمنيت أن أسجد لله سجدة لا أنهض بعدها أبدا" إلا لأرى ربى

اقتباس:
فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت)

صححه الالبانى

لو دخلتوا الجنة ومالقتونيش ...
إسألوا على واشفعولى عند ربى
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 02-07-2008, 01:31 PM
الصورة الرمزية الأستاذة أم معتصم
الأستاذة أم معتصم الأستاذة أم معتصم غير متواجد حالياً
مشرفة للغة الفرنسية
الصف الاول الثانوى
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 1,753
معدل تقييم المستوى: 18
الأستاذة أم معتصم is on a distinguished road
افتراضي

نكمل معا بفضل الله تعالى قصة الباحث عن الحقيقة




سلمان الفارسى




لقد توقفنا عند موت رجل الدين بعمورية بعد أن أخبر سلمان بمقدم النبى محمد صلى الله عليه وسلم 0
بالدين الجديد
وأعطاه علامته وبشائر نبوته

ومكث سلمان بعد موته فى ارض عمورية ما شاء الله أن يمكث

ثم مر به نفر من بنى كلب تجار ، فقال لهم احملوني إلى ارض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه فقالوا : نعم
فأعطاها لهم وحملوه معهم حتى إذا بلغو "وادي القرى " ظلموه وباعوه إلى رجل يهودى عبدا ، فكان عنده ورأى النخل فرجي أن يكون هذا هو البلد الذي وصف له صاحبه ولم يحق فى نفسه

فبينا هو عنده إذ قدم عليه ابن عم له من بنى قريظة من المدينة، فابتاعه منه فاحتمله إلى المدينة . فيقول سلمان : والله ما هو إلا أن رايتها فعرفتها بصفة صاحبي لها ،فأقمت بها .

وكانت بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام بمكة ما أقام ولم يسمع سلمان بذلك مما هو فيه من شغل الرق . ثم هاجر إلى المدينة ...

وذات يوم وهو فوق نخلة صغيرة لسيده يعمل فيها بعض العمل وسيده جالس تحت النخلة إذ اقبل ابن عم له حتى وقف عليه ، فقال : يا فلان ، قاتل الله بنى قيله ( وهم العرب الأنصار من الأوس والخزرج ) والله إنهم مجتمعون الآن فى قباء على رجل قدم من مكة اليوم يزعمون انه نبي

فلما سمع سلمان أخذته الرعدة حتى ظن انه سيسقط على سيده ، فنزل من النخلة واخذ يقول للرجل ماذا تقول ؟ فغضب سيده ولكمه لكمة شديدة وقال له : مالك بهذا ؟ اقبل على عملك .

وكان عند سلمان طعام كان قد جمعه فلما حل المساء أخذه وذهب إلى قباء ودخل على رسول الله وقرب الطعام من الرسول وقال له انه من الصدقة له ولأصحابه الغرباء فوجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه
كلوا وامسك بيده فلم يأكل شيئاً
فقال سلمان لنفسه هذه واحده من العلامات . ثم انصرف فجمع شيئاً وتحول رسول الله إلى المدينة ثم جاء إلى الرسول وقال له إني رايتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها فأكل الرسول صلى الله عليه وسلم منها وأمر أصحابه فأكلوا معه . فقال سلمان لنفسه هذه العلامة الثانية .

ثم جاء إلى الرسول الكريم وهو ببقيع الغرقد وقد تبع جنازة رجل من أصحابه فسلم عليه ثم استدبره لينظر إلى ظهره لكي يرى خاتم النبوة الذي وصفه له صاحبه فلما رآه الرسول عرف انه يستثبت من شيء فألقى رداءه عن ظهره فنظر سلمان إلى الخاتم فعرفه فأكبب عليه يقبله ويبكى فحوله الرسول صلى الله عليه وسلم بين يديه وقص سلمان على رسولنا الكريم القصة .
ثم شغل سلمان بالرق حتى فاته مع رسول الله غزوة بدر وغزوة احد ثم قال له الرسول صلى الله عليه وسلم : كاتب يا سلمان ( أي يقوم بالاتفاق مع سيده على شراء حريته بمبلغ من المال) فكاتب سلمان على ثلاثمائة نخله يحييها له فى الأرض وأربعين أوقية

وقال الرسول لأصحابه : أعينوا صاحبكم . فأعانوه بالنخل الرجل بثلاثين والرجل بعشرين والرجل بما يقدر عليه حتى اجتمعت له الثلاثمائة ودية ( أي نخله صغيرة عند زراعتها )
فأمره الرسول بان يحفر لها فى الأرض حتى إذا فرغ وضعها الرسول صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة فى الأرض فما ماتت منها نخله واحده .

وهكذا انتهت مشكلة النخل وبقيت مشكلة الأربعين أوقية
فأتى الرسول صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المعادن وقال له : " ماذا فعل الفارسى المكاتب ؟ "
وأمره أن يأخذ هذه ويؤدها مما عليه فقال سلمان وأين تقع هذه مما على يا رسول الله ؟
فقال له نبينا الكريم خذها فان الله سيؤدى بها عنك
فأخّّذها سلمان فوزنها لهم . فوجدها سلمان أربعين أوقية كاملة فأوفاهم حقهم

وهكذا أصبح سلمان حر
وشهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها ( أي الغزوات ) ولم يفته مشهد




أرأيتم أحبابي
كم كانت المشقة والتعب من اجل البحث عن الحقيقة
من اجل البحث عن الدين الصحيح
من اجل البحث عن الذات المؤمنة
من اجل حب الله



أدعو الله إن يستفيد كل منا من قصة هذا الصحابي الجليل وتعبه وصبره واصراره وعزمه الذى لم تقهره اى من الظروف التى مرت به وتحمله المشقات من اجل الوصول الى هدفه الحقيقى

و أن يتعلم كل منا
إن كل شيء يأتي بالتعب والمشقة يكون له معنى أخر أجمل من الذي يأتي بسهولة وبغير مشقة

أعانكم الله اخوتى فى الله وحقق لكم امنياتكم فى الخير
ووفقكم لما فيه الخير دائماااااا
__________________
اسالكم الدعاء بظهر الغيب
عَن أَبي الدَّردَاءِ رَضِي اللَّه عنْهُ أَنَّهُ سمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ : (ما مِن عبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعُو لأَخِيهِ بِظَهرِ الغَيْبِ إِلاَّ قَالَ المَلكُ و لَكَ بمِثْلٍ) رواه مسلم

آخر تعديل بواسطة الأستاذة أم معتصم ، 02-07-2008 الساعة 08:13 PM
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 05-07-2008, 10:19 PM
الصورة الرمزية الاستاذ محمد سرور
الاستاذ محمد سرور الاستاذ محمد سرور غير متواجد حالياً
العبد الفقير الى الله
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 3,915
معدل تقييم المستوى: 20
الاستاذ محمد سرور will become famous soon enough
افتراضي

معاذ بن جبل رضي الله عنه


عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبابع الأنصار بيعة العقبة الثانية ،

كان يجلس بين السبعين الذين يتكون منهم وفدهم ، شاب مشرق الوجه ،

رائع النظرة، براق الثنايا ، يبهر الأبصار بهدوئه وسمته ، فاذا تحدث ازدادت الأبصار انبهارا ..

ذلك كان معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه وكنيته

أبو عبدالرحمن أسلم وعمره ثماني عشرة سنـة بايع النبي صلى الله عليه وسلم

وحضر المشاهـد كلها وروى عن النبـي صلى الله عليه وسلم الشيء الكثير من الأحاديث

النبوية كان شبيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في استنارة عقله ، وشجاعة ذكائه .


قربه من الرسول


لزم معاذ بن جبل رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم منذ هجرته الى المدينة

فأخذ عنه القرآن وتلقى شرائع الاسلام حتى صار أقرأ الصحابة لكتاب الله وأعلمهم

بشرعه وهو أحد الستة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

وحسبه شهادة له قول الرسول صلى الله عليه وسلم :

" استقرئـوا القرآن من أربعـة : من ابن مسعـود وسالم مولى أبي حذيفـة وأبي ومعاذ بن جبل "

وقوله صلى الله عليه وسلم :

" وأعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل "

قال له الرسول صلى الله عليه وسلم :

" يا مُعاذ ، والله إني لأحبك فلا تنس أن تقول في عقب كل صلاة :

اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك "

ولقد حَـذق معاذ رضي الله عنه الدرس وأجاد التطبيـق فقد لقيه الرسول صلى الله

عليه وسلم ذات صباح فسأله :

- " كيف أصبحت يا معاذ ؟ "

- قال رضي الله عنه : ( أصبحت مؤمنا حقا يا رسول الله )

- قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" إن لكل حق حقيقة ، فما حقيقة إيمانك ؟ "

- قال معاذ رضي الله عنه :

( ما أصبحت صباحا قط إلا ظننت أني لا أمسي ، ولا أمسيت مساء إلا ظننت أني

لا أُصبح ، ولا خطوت خطوة إلا ظننت أني لا أتبعها غيرها ، وكأني أنظر الى

كل أمة جاثية تُدعى الى كتابها ، وكأني أرى أهل الجنة في الجنة يُنعمون ، وأهل النار في النار يُعذبون )

فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : " عرفت فالزم "


ارساله الى اليمن

وبعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ مع رسل ملوك اليمن يعلم الناس دينهم وأوصاه

بأمور عدة ، فقد سأله النبي صلى الله عليه وسلم :

- " بما تحكم يا معاذ ؟ "

- قال معاذ رضي الله عنه : ( بكتاب الله )

- قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " فان لم تجد ؟ "

- قال معاذ رضي الله عنه : ( بسنة رسول الله )

- قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " فان لم تجد ؟ "

- قال معاذ رضي الله عنه : ( أجتهد رأي ولا آلو )

فتهلل وجه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال :

" الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله ".


فضله

لقد كان عمـر بن الخطـاب رضي اللـه عنه يستشيـره كثيرا وكان يقول في بعـض

المواطـن التي يستعيـن فيها برأي مُعاذ رضي الله عنه وفقهـه :

( لولا معاذ بن جبـل لهلك عمـر )

ولقد أجاد ابـن مسعـود رضي الله عنه وصفه حيـن قال :

( إن معـاذا كان أمة قانتـا للـه حنيفـا ، ولقد كنا نشبـه معاذا بإبراهيـم عليـه السـلام )

دخل ( عائذ الله بن عبد الله ) المسجد يوما مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

في أول خلافة عمر رضي الله عنه فيحدثنا ويقول :

فجلست مجلسا فيه بضع وثلاثون كلهم يذكرون حديثا عن رسول الله صلى الله عليه

وسلم ، وفي الحلقة شاب شديد الأدمة حلو المنطق وضيء ، وهو أشب القوم سنا ،

فإذا اشتبـه عليهم من الحديـث شيء ردوه إليه فأفتاهم ، ولا يحدثهم إلا حين يسألونه،

ولما قضي مجلسهم دنـوت منه وسألته : من أنت يا عبد الله ؟

قال : ( أنا معاذ بن جبل )

ويقول ( أبو مسلم الخولاني ) :

دخلت مسجد حمص فإذا جماعة من الكهول يتوسطهم شاب براق الثنايا صامت لا يتكلم ،

فإذا امترى القوم في شيء توجهوا إليه يسألونه ..

فقلت لجليس لي : من هذا ؟

قال : مُعاذ بن جبل

فوقع في نفسي حبه

كما قال ( شهر بن حوشب ) :

كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تحدثوا وفيهم معاذ بن جبل ، نظروا إليه هيبة له .


حُب العلم


كان معاذا رضي الله عنه دائب الدعوة الى العلم والى ذكر الله ، فقد كان يقول :

( احذروا زيغ الحكيم ، واعرفوا الحق بالحق ، فإن للحق نورا )

وكان يرى العبادة قصدا وعدلا ، قال له يوما أحد المسلمين :

- علمني

- فسأله معاذ : ( وهل أنت مطيعي إذا علمتك ؟ )

- قال الرجل : إني على طاعتك لحريص

- فقال له معاذ رضي الله عنه :

( صم وأفطر وصل ونم واكتسب ولا تأثم ولا تموتن إلامسلما وإياك ودعوة المظلوم )

وكان يرى العلم معرفة وعملا فيقول :

( تعلموا ماشئتـم أن تتعلموا ، فلن ينفعـكم الله بالعلم حتى تعملوا )

وكان يرى الإيمان بالله وذكره استحضارا دائما لعظمته ومراجعة دائمة لسلوك النفس ،

يقول الأسود بن هلال : كنا نمشي مع مُعاذ ، فقال لنا :

( اجلسوا بنا نُؤمن ساعة )


طهارته


مات الرسول صلى الله عليه وسلم ومعاذ بن جبل في اليمن ، وفي خلافة أبي بكر

رضي الله عنه رجِع معاذ رضي الله ، وكان عمر بن الخطاب قد علم أن معاذا أثرى

فاقترح على الخليفة أبي بكر أن يشاطره ثروته وماله ، ولم ينتظر عمر رضي الله

عنه بل نهض مسرعا الى معاذ وأخبره ، وقد كان معاذ رضي الله عنه طاهر الكف

والذمة ، ولئن كان قد أثرى فإنه لم يكتسب إثما ومن ثم فقد رفض عرض عمر

رضي الله عنه وناقشه رأيه ، وتركه عمر رضي الله عنه وانصرف ، وفي الغداة

سارع معاذ الى عمر رضي الله عنهما يلقاه ولا يكاد يراه حتى يعانقه ودموعه

تسبق كلماته ويقول :

( لقد رأيت الليلة في منامي أني أخوض حومة ماء ، أخشى على نفسي الغرق ، حتى جئت فخلصتني يا عمر )

وذهبا معا الى أبي بكر رضي الله عنه وطلب معاذ إليه أن يشاطره ماله فقال

أبو بكر رضي الله عنه : ( لا آخذ منك شيئا )

فنظر عمر الى معاذ رضي الله عنهما وقال له : ( الآن حل وطاب )

فما كان أبو بكر رضي الله عنه الورع ليترك لمعاذ درهما واحدا ، لو علم أنه أخذه بغير حق .


أمانته وورعه

كما أرسله عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى بني كلاب ليقسم فيهم أعطياتهم

ويوزع على فقرائهم صدقات أغنيائهم فقام بواجبه خير قيام وعاد الى زوجـه

بحلسه ( ما يوضع على ظهر الدابة ) الذي خرج به فقالت له امرأته :

أين ما جئت به مما يأتي به الولاة من هدية لأهليهـم ؟

فقال معاذ رضي الله عنه : ( لقد كان معي رقيب يقظ يحصي علي )

فقالت امرأته : لقد كنت أمينا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي

الله عنه ثم جاء عمر فبعث معك رقيبا يحصي عليك .

وشاعت ذلك عند نساء عمر رضي الله عنه وشكته لهن فبلغ عمر رضي الله عنه

فأرسل الى معاذ رضي الله عنه وسأله :

( أنا أرسلت معك رقيبا )

فقال رضي الله عنه :

( يا أمير المؤمنين لم أجد ما اعتذر به الا هذا وقصدت بالرقيب الله عزوجل )

فأعطاه عمر رضي الله عنه شيئا وقال : ( أرضها به )


معلما ثم واليا للشام


وفي خلافة عمر رضي الله عنه أرسل اليه واليه على الشام يقول :

يا أمير المؤمنين ان أهل الشام قد كثروا وملأوا المدائن واحتاجوا الى من يعلمهم

القرآن ، ويفقههم في الدين ، فأعني يا أمير المؤمنين برجال يعلمونهم ..

فأرسل اليه عمر رضي الله عنه من يعلمهم وكان أحدهم معاذ بن جبل رضي الله عنه

فلما مات أمير الشام ( أبو عبيدة ) استخلفه أمير المؤمنين على الشام ، ولم يمض

عليه في الإمارة سوى بضعة أشهر حتى يلقى ربه منيبا ، وكان عمر بن الخطاب

رضي الله عنه يقول :

( لو استخلفت معاذ بن جبل فسألني ربي : لماذا استخلفته ؟

لقلت : سمعت نبيك يقول : إن العلماء إذا حضروا ربهم عز وجل كان معاذ بين أيديهم )

وهذا رأيه على خلافة المسلمين جميعا


طاعون عمواس


أصيب معاذ رضي الله عنه بالطاعون ، فلما حضرته الوفاة قال :

( مرحبا بالموت مرحبا ، زائر بعد غياب وحبيب وفد على شوق )

ثم جعل ينظر الى السماء ويقول :

( اللهم إني كنت أخافك ، لكنني اليوم أرجوك ، اللهم انك تعلم أني لم أكن أحب

الدنيا وطول البقاء فيها لغرس الأشجار ، وجري الأنهار ، ولكن لظمأ الهواجر،

ومكابدة الساعات ، ومزاحمة العلماء عند حلق الذكر ، اللهم فتقبل نفسي بخير ما تتقبل به نفسا مؤمنة )

ثم فاضت روحه بعيدا عن الأهل داعيا الى الله مهاجرا في سبيله وكانت وفاته

في السنة السابعة عشرة من الهجرة النبوية في طاعون عمواس وعمره ثلاث وثلاثون سنة
__________________
تمنيت أن أسجد لله سجدة لا أنهض بعدها أبدا" إلا لأرى ربى

اقتباس:
فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت)

صححه الالبانى

لو دخلتوا الجنة ومالقتونيش ...
إسألوا على واشفعولى عند ربى
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 06-07-2008, 11:18 AM
سيد عثمان سيد عثمان غير متواجد حالياً
كبير مشرفى الكيمياء بالمنتدى
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
المشاركات: 2,359
معدل تقييم المستوى: 0
سيد عثمان is an unknown quantity at this point
افتراضي البراءبن مالك

كم من ضعيف متضعف ذي طمرين لو اقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك
رسول الله صلى الله عليه وسلم

كان شجاعا *** مائة مبارزة
ابن الجوزي

لا تستعملوا البراء على جيش من جيوش المسلمين فانه مهلكة يقدم بهم!!
عمر بن الخطاب

وصل المسلمون إلى حصن قد اغلق بابه فيه رجال من المشركين فجلس البراء بن مالك على ترس وقال ارفعوني برماحكم فالقوني إليهم ففعلوا فادركوه و*** منهم عشرة
محمد بن سيرين
ولقد كانت بطولة البراء يوم اليمامة خليقة به.. خليقة بالبطل الذي كان عمر بن الخطاب يوصي ألا يكون قائدا أبدا، لأن جسارته واقدامه، وبحثه عن الموت.. كل هذا يجعل قيادته لغيره من المقاتلين مخاطرة تشبه الهلاك..!!

وقف البراء يوم اليمامة وجيوش الاسلام تحت امرة خالد تتهيأ للنزال، وقف ينتظر مستبطئا تلك اللحظات التي تمرّ كأنها السنين، قبل أن يصدر القائد أمره بالزحف..

وعيناه الثاقبتان تتحركان في سرعة ونفاذ فوق أرض المعركة كلها، كأنهما تبحثان عن أصلح مكان لمصرع البطل..!!

أجل فما كان يشغله في دنياه كلها غير هذه الغاية..
هو ثاني أخوين عاشا في الله، وأعطيا رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا نما وأزهر مع الأيام..

أما أولهما فهو أنس بن مالك خادم رسول الله عليه السلام.

أخذته أمه أم سليم الى الرسول وعمره يوم ذاك عشر سنين وقالت:

"يا رسول الله..
هذا أنس غلامك يخدمك، فادع الله له"..

فقبّله رسول الله بين عينيه ودعا له دعوة ظلت تحدو عمره الطويل نحو الخير والبركة..

دعا له لرسول فقال:

" اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له، وأدخله الجنة"..

فعاش تسعا وتسعين سنة، ورزق من البنين والحفدة كثيرين، كما أعطاه الله فيما أعطاه من رزق، بستانا رحبا ممرعا، كان يحمل الفاكهة في العام مرتين..!!
وثاني الأخوين، هو البراء بن مالك..

عاش حياته العظيمة المقدامة، وشعاره:

" الله، والجنة"..

ومن كان يراه، وهو يقاتل في سبيل الله، كان يرى عجبا يفوق العجب..

فلم يكن البراء حين يجاهد المشركين بسيفه ممن يبحثون عن النصر، وان يكن النصر آنئذ أجلّ غاية.. انما كان يبحث عن الشهادة..

كانت كل أمانيه، أن يموت شهيدا، ويقضي نحبه فوق أرض معركة مجيدة من معارك الاسلام والحق..

من أجل هذا، لم يتخلف عن مشهد ولا غزوة..

وذات يوم ذهب اخوانه يعودونه، فقرأ وجوههم ثم قال:

" لعلكم ترهبون أن أموت على فراشي..

لا والله، لن يحرمني ربي الشهادة"..!!

ولقد صدّق الله ظنه فيه، فلم يمت البراء على فراشه، بل مات شهيدا في معركة من أروع معارك الاسلام..!!

ولقد كانت بطولة البراء يوم اليمامة خليقة به.. خليقة بالبطل الذي كان عمر بن الخطاب يوصي ألا يكون قائدا أبدا، لأن جسارته واقدامه، وبحثه عن الموت.. كل هذا يجعل قيادته لغيره من المقاتلين مخاطرة تشبه الهلاك..!!

وقف البراء يوم اليمامة وجيوش الاسلام تحت امرة خالد تتهيأ للنزال، وقف يتلمظ مستبطئا تلك اللحظات التي تمرّ كأنها السنين، قبل أن يصدر القائد أمره بالزحف..

وعيناه الثاقبتان تتحركان في سرعة ونفاذ فوق أرض المعركة كلها، كأنهما تبحثان عن أصلح مكان لمصرع البطل..!!

أجل فما كان يشغله في دنياه كلها غير هذه الغاية..

حصاد كثير يتساقط من المشركين دعاة الظلام والباطل بحدّ سيفه الماحق..

ثم ضربة تواتيه في نهاية المعركة من يد مشركة، يميل على أثرها جسده الى الأرض، على حين تأخذ روحه طريقها الى الملأ الأعلى في عرس الشهداء، وأعياد المباركين..!!

ونادى خالد: الله أكبر، فانطلقت الصفوف المرصوصة الى مقاديرها، وانطلق معها عاشق الموت البراء بن مالك..

وراح يجندل أتباع مسيلمة الكذاب بسيفه.. وهم يتساقطون كأوراق الخريف تحت وميض بأسه..

لم يكن جيش مسيلمة هزيلا، ولا قليلا.. بل كان أخطر جيوش الردة جميعا..

وكان بأعداده، وعتاده، واستماتة مقاتليه، خطرا يفوق كل خطر..

ولقد أجابوا على هجوم المسلمين شيء من الجزع. وانطلق زعماؤهم وخطباؤهم يلقون من فوق صهوات جيادهم كلمات التثبيت. ويذكرون بوعد الله..

وكان البراء بن مالك جميل الصوت عاليه..

وناداه القائد خالد تكلم يا براء..

فصاح البراء بكلمات تناهت في الجزالة، والدّلالة، القوة..

تلك هي:

" يا أهل المدينة..
لا مدينة لكم اليوم..

انما هو الله والجنة"..

كلمات تدل على روح قائلها وتنبئ بخصاله.

أجل..

انما هو الله، والجنة..!!

وفي هذا الموطن، لا ينبغي أن تدور الخواطر حول شيء آخر..

حتى المدينة، عاصمة الاسلام، والبلد الذي خلفوا فيه ديارهم ونساءهم وأولادهم، لا ينبغي أن يفكروا فيها، لأنهم اذا هزموا اليوم، فلن تكون هناك مدينة..

وسرت كلمات البراء مثل.. مثل ماذا..؟

ان أي تشبيه سيكون ظلما لحقيقة أثرها وتأثيرها..

فلنقل: سرت كلمات البراء وكفى..

ومضى وقت وجيز عادت بعده المعركة الى نهجها الأول..

المسلمون يتقدمون، يسبقهم نصر مؤزر.

والمشركون يتساقطون في حضيض هزيمة منكرة..

والبراء هناك مع اخوانه يسيرون راية محمد صلى الله عليه وسلم الى موعدها العظيم..

واندفع المشركون الى وراء هاربين، واحتموا بحديقة كبيرة دخلوها ولاذوا بها..

وبردت المعركة في دماء المسلمين، وبدا أن في الامان تغير مصيرها بهذه الحيلة التي لجأ اليها أتباع مسيلمة وجيشه..

وهنا علا البراء ربوة عالية وصاح:

" يا معشر المسلمين..

احملوني وألقوني عليهم في الحديقة"..

ألم أقل لكم انه لا يبحث عن النصر بل عن الشهادة..!!

ولقد تصوّر في هذه الخطة خير ختام لحياته، وخير صورة لمماته..!!

فهو حين يقذف به الى الحديقة، يفتح المسلمين بابها، وفي نفس الوقت كذلك تكون أبواب الجنة تأخذ زينتها وتتفتح لاستقبال عرس جديد ومجيد..!!

ولم ينتظر البراء أن يحمله قومه ويقذفوا به، فاعتلى هو الجدار، وألقى بنفسه داخل الحديقة وفتح الباب، واقتحمته جيوش الاسلام..

ولكن حلم البراء لم يتحقق، فلا سيوف المشركين اغتالته، ولا هو لقي المصرع الذي كان يمني به نفسه..

وصدق أبو بكر رضي الله عنه:

" احرص على الموت..

توهب لك الحياة"..!!
صحيح أن جسد البطل تلقى يومئذ من سيوف المشركين بضعا وثمانين ضربة، أثخنته ببضع وثمانين جراحة، حتى لقد ظل بعد المعركة شهرا كاملا، يشرف خالد بن الوليد نفسه على تمريضه..

ولكن كل هذا الذي أصابه كان دون غايته وما يتمنى..

بيد أن ذلك لا يحمل البراء على اليأس.. فغدا تجيء معركة، ومعركة، ومعركة..

ولقد تنبأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه مستجاب الدعوة..

فليس عليه الا أن يدعو ربه دائما أن يرزقه الشهادة، ثم عليه ألا يعجل، فلكل أجل كتاب..!!
ويبرأ البراء من جراحات يوم اليمامة..

وينطلق مع جيوش الاسلام التي ذهبت تشيّع قوى الظلام الى مصارعها.. هناك حيث تقوم امبراطوريتان خربتان فانيتان، الروم والفرس، تحتلان بجيوشهما الباغية بلاد الله، وتستعبدان عباده..

ويضرب البراء بسيفه، ومكان كل ضربة يقوم جدار شاهق في بناء العالم الجديد الذي ينمو تحت راية الاسلام نموّا سريعا كالنهار المشرق..
وفي احدى حروب العراق لجأ الفرس في قتالهم الى كل وحشية دنيئة يستطيعونها..

فاستعملوا كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل محمأة بالنار، يلقونها من حصونهم، فتخطف من تناله من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكا..

وكان البراء وأخوه العظيم أنس بن مالك قد وكل اليهما مع جماعة من المسلمين أمر واحد من تلك الحصون..

ولكن أحد هذه الكلاليب سقط فجأة، فتعلق بأنس ولم يستطع أنس أن السلسلة ليخلص نفسه، اذ كانت تتوهج لهبا ونارا..

وأبصرالبراء المشهد لإاسرع نحو أخيه الذي كانت السلسلة المحمأة تصعد به على سطح جدار الحصن.. وقبض على السلسلة بيديه وراح يعالجها في بأس شديد حتى قصمها وقطعها.. ونجا أنس وألقى البراء ومن معه نظرة على كفيه فلم يجدوهما مكانهما..!!

لقد ذهب كل ما فيهما من لحم، وبقي هيكلهما العظمي مسمّرا محترقا..!!

وقضى البطل فترة أخرى في علاج بطيء حتى بريء..
أما آن لعاشق الموت أن يبلغ غايته..؟؟

بلى آن..!!

وهاهي ذي موقعة تستر تجيء ليلاقي المسلمون فيها جيوش فارس

ولتكون لـ البراء عيدا أي عيد..

احتشد أهل الأهواز، والفرس في جيش كثيف ليناجزوا المسلمين..

وكتب امير المؤمنين عمر بن الخطاب الى سعد بن أبي وقاص بالكوفة ليرسل الى الأهواز جيشا..

وكتب الى أبي موسى الأشعري بالبصرة ليرسل الى الأهواز جيشا، قائلا له في رسالته:

" اجعل امير الجند سهيل بن عديّ..

وليكن معه البراء بن مالك"..

والتقى القادمون من الكوفة بالقادمين من البصرة ليواجهوا جيش الأهواز وجيش الفرس في معركة ضارية..

كان الاخوان العظيمان بين الحنود المؤمنين.. أنس بن مالك، والبراء بن مالك..

وبدأت الحرب بالمبارزة، فصرع البراء وحده مائة مبارز من الفرس..

ثم التحمت الجيوش، وراح ال***ى يتساقطون من الفرقين كليهما في كثرة كاثرة..

واقترب بعض الصحابة من البراء، والقتال دائر، ونادوه قائلين:

" أتذكر يا براء قول الرسول عنك: ربّ أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبرّه، منهم البراء بن مالك..؟

يا براء أقسم على ربك، ليهزمهم وينصرنا"..

ورفع البراء ذراعيه الى السماء ضارعا داعيا:

" اللهم امنحنا أكتافهم..

اللهم اهزمهم..

وانصرنا عليهم..

وألحقني اليوم بنبيّك"..

ألقى على جبين أخيه أنس الذي كان يقاتل قريبا منه.. نظرة طويلة، كأنه يودّعه..

وانقذف المسلمون في استبسال لم تألفه الدنيا من سواهم..

ونصروا نصرا مبينا.
**
ووسط شهداء المعركة، كان هناك البراء تعلو وجهه ابتسامة هانئة كضوء الفجر.. وتقبض يمناه على حثيّة من تراب مضمّخة بدمه الطهور..

لقد بلغ المسافر داره..

وأنهى مع اخوانه الشهداء رحلة عمر جليل وعظيم، ونودوا:

( أن تلكم الجنة، أورثتموها بما كنتم تعملون)....



رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:46 AM.