رجلا قد نساه الزمان
كيف سيكون حالنا اذا نسينا الزمان .. كيف يكون اذا نسينا من حولنا .. كيف يكون حالنا اذا فارقنا الدنيا ونحن احياء...............
فى ظهر يوما من الايام كنت امشى وحدى وسط صحراء واسعه , شمسها ساطعه , رمالها تلمع كالؤلؤ ,رياحها عنيفه كالامواج , سكونها مخيف , فاخذت انظر حولى واقول لنفسى اين انا , وما الذى أتى بى الى هنا , وكيف صرت على هذا الحال , فتابعة سيرى وانا ابحث عن احد يغيثنى ويرشدنى الى الطريق الصحيح , فلم اجد احد حولى , ولا اسمع اى شىء غير صوت الرياح المخيف , فتابعة سيرى والخوف يكاد ي***نى , وفجاءة وانا اتابع سيرى , وجدت بوصلة منغمسة وسط الرمال فحمدت ربى واخذتها فوجدتها مكسورة ولا تعمل , فاخذت اتابع محاولاتى كى تعمل ولكن للاسف كان سوء الحظ حليفى , فتركتها وقد فقدت الامل فى شىء يدلنى على الطريق الصحيح , ثم تابعت سيرى وخيبة املى كانت تكبر بداخلى شيئا فشيئا , فمرت ساعة وانا امشى وسط الصحراء المخيفه والتعب والارهاق قد غلبونى , فجلست قليلا ارتاح على الرمال وفجاءة وجدت بجانبى ثعبان فخفت قليلا , لكن قلت لنفسى اساله اذا كان يعرف الطريق الصحيح فسالته فقال لى :انا تائه مثلك فماذا لو بحثنا معا عن الطريق ؟ ففكرت قليلا ووافقت ثم تابعت سيرى معه , مرت ساعه اخرى ونحن نتابع سيرا وقد غلبنى العطش بشده , فوقعت عيناى على بئرا صغيرا فحمدت ربى على وجوده فجريت عليه بهروالة وانا احمد ربى , وفجاءة اوقفنى الثعبان وقال: توقف لا تشرب منه, فقلت له : لماذا اذا لم اشرب منه سوف اموت , فقال لى : انظر الى مياهه انها ملوثة لقد رايت احدا من قبل يشرب منه وقد مات , فنظرت له ثم نظرت الى البئر بخوف , فقال لى : ارجوك لا تشرب منه انى اريدك معى , اريدك رفيقا لى فى ذلك الطريق , فتراجعت عن ظمأى وتنازلت ثم تابعة السير معه , مرت ساعة اخرى ونحن نتابع سيرنا , وفجأة وجدنا بحيرة صغيرة جدا ويوجد على طرفها سمكة صغيرة فأقتربنا منها فوجدتها تحاول التنفس وهى تحتضر , فمسكتها بيدى وانا اشفق عليها بنظراتى , فسمعت صوتا خافتا ينبعث منها , فسمعتها تقول:متجمده بداخلى بدون لمستك , بدون حبك عزيزى ,فقط انت تعنى لى الحياة وسط الاموات , كنت فى الظلام وكنت دائما امامى , لقد كنت نائمة لسنوات طوال ماضيه , كنت الاحظ كل شىء بلا عقل .بلا صوت . بلا روح , لا تتركنى اموت هنا مؤكد هناك خطأ , اعدنى للحياه , هيا انقذنى , ايقظ روحى داخلى , اعدنى للحياه اعدنى ,فأرتعدت يداى عندما سمعت صوتها فوقعت من بين يداى بدون قصدا منى فقال الثعبان:دعها هيا نكمل سيرنا فالشمس سوف تغيب وسوف يصعب السير فى ذلك الطريق , فنظرت له ثم نظرت الى السمكه وانا كلى شفقة من حالها , ثم تابعنا سيرنا , فمرت ساعة اخرى على سيرنا وقد تغلب على الجوع , فأخذت ابحث حولى عن شيئا اى شىء كى اسد به جوعى فوقعت عيناى على بعض النباتات التى تنمو من طلقاء نفسها فى وسط الصحراء فجريت عليها وانا اهلل والفرحه تبدو على وجهى , فجريت عليها وانا اجمعها واقطفها بكل جشع وطمع وفجأة سكت قليلا وتوقفت عن الاكل وانا احدث نفسى ماذا لو جاء احد غيرى الى هنا وكان على مثل حالى , ماذا لو بحث عن شيئا يأكله ولم يجد , يجب عليا ان اترك القليل لأحد غيرى ,وفجأة حدثنى الثعبان : لماذا توقفت عن الاكل , هيا تابع أكلك , فحدثته عما يدور داخلى , فقال لى : هيا يا رجل لا عليك , هيا اقطف وجمع ولا يهمك فأن الطريق طويل امامنا وسوف تجوع مرة اخرى , هيا , فأخذت اجمع واقطف مرة ثانية بكل جشع وطمع , ثم تابعنا السير , ومر الوقت وقد غابت الشمس وبدء الظلام يعم , وفجأة وانا اتابع سيرى دوست بقدمى على شيئا فنظرت لاعرف ما هذا , فوجدتها ساعة رمليه ففرحت بها جدا فقال لى الثعبان: هل ستأخذها معك , فقلت له: نعم سوف نعرف بها الوقت , فضحك الثعبان وقال: يا رجل ماهذا ما الذى نفعل بها دعك منها ,هيا نكمل سيرنا هيا , فتركتها مكانها وانا بداخلى متردد على تركها ثم تابعنا السير , وفجأة اصبحنا بين عتمات الليل وسكونة والبرد اصبح قارس , فقال لى الثعبان: هيا نجلس هنا وننام الليل ,فلن نستطيع متابعة السير هكذا , فجلسنا اعلى تل صغير من الرمال , ثم فردت جسدى انا وهو وكنا نستعد للنوم قليلا فنظرت الى السماء وانا افكر وانظر الى النجوم فقلت له : هل حلمت يوما بأن تصعد الى ذلك العالم وتكتشف ما به من غموض ؟ فضحك الثعبان وهو يستهزأ بكلامى , فقال: دعك من تلك التفاهات يا رجل , وماذا سوف يكون هناك , انا افضل العيش هنا بين سائر المخلوقات , فهذه حياتنا ثم وضع يده على رأسه وقال: لقد تعبنى كلامك كثيرا فلتصمت يا رجل قليلا طوال سيرنا وانت تتحدث ولا تقول غير التفاهات فهيا لننام , فنظرت له وقد اقنعنى كلامه ثم اغمضت عيناى , مرت بضع ساعات وانا نائم لا اشعر بشيئا ولكنى صحيت فجأة , صحيت بسبب كابوس قد حلمت به , فنهضت من نومى وانا كالمسروع واخذت انظر حولى وكان الليل لا يزال فنظرت بجانبى فلم اجد الثعبان , فأخذت انظر بعيناى حولى وانا ابحث عنه وانا مذعور فلم اجده وفجأة سمعت صوت مخيف يأتى من بعيد فأخذت ادقق فى ذلك الصوت وانا احاول معرفة صوت من وفجأه وجدت ثعلب يأتى من بعيد وهو يجرى على , فنهضت بسرعه من مكانى واخذت اجرى بهروله كالمجنون كى انقذ نفسى من الموت وعندما جريت قليلا تذكرت بأنى تركت النباتات التى اجمعتها فى مكانى فتضايقت ثم تابعت الجري , والثعلب خلفى يجرى بكل قوة , مرت ساعات واشرق الصباح وانا لا ازال اجرى من الثعلب وفجأة وجدت شجرة كبيرة وضخمه جدا توجد فى وسط الصحراء غصونها كبيرة ومخيفه , وجذوعها متينه كأن عمرها الاف السنين , فأختبئت خلفها وانا خائف واتنهد بشده وقلبى يكاد ي***ع من صدرى من شدة الخوف , فمرت 5 دقائق وقد غادر الثعلب فحمدت ربى ثم جلست اسفل الشجرة , واخذت افكر فيما حدث لى والدموع فى عينى , وفجأة وجدت صوتا يحدثنى , الصوت: ماذا تفعل هنا ايها العابر , فخفت قليلا لكن حمدت ربى بأنى وجدت احد معى فنظرت حولى فلم اجد احد غيرى , فشعرت بخيبة امل شديدة ثم جلست مرة اخرى وعاودت التفكير , وفجأة حدثنى ذلك الصوت مرة اخرى : الا تسمعنى قولت لك ماذا تفعل هنا ايها العابر , فنهضت مرة اخرى وانا انظر حولى كالمجنون , فتحدثت بصوتا عالى : من هنا من الذى يحدثنى , فقال الصوت : انا التى جئت تحتمى بها , فخفت قليلا ثم نظرت للشجرة فقلت : انتى , فقالت : نعم انا ماذا تفعل هنا ولما انت على هذا الحال , فقلت لها : انا لا اعلم اين انا ولا كيف جئت الى هنا لقد رأيت اشياء كثيرة وحدث لى الكثير ولا اعرف لماذا كل هذا , فقالت لى : اتريد تفسيرا لما حدث فقلت لها : اتعلمين بما حدث لى , وقد اخذتنى الدهشة , فقالت لى : نعم اعرف فدعنى افسر لك من بدء الامر , هذه الصحراء هى دنيتك التى ولدت فيها هى المكان الذى نزلت فيه , فى بداية عمرك لم تكن تعرفها ولم تعرف اى شىء بها وعندما وجدت البوصله , فالبوصلة هى مرشدك و موجهك للطرق الصحيح , فالبوصله هى اولياء امرك الذين حاولوا ارشادك للصواب وللطريق الصحيح , لكنك تخليت عنها وتركتها , وفقدت الامل فى محاولاتها معك , ثم تابعت سيرك فى دنياك بدونها , فكنت كالتائه الذى لا يعرف رأسه من قدميه بدونها , فقاطعت حديثها وقلت: لقد كانت مكسورة ولا تعمل , فقالت لى : انت الذى نظرت لهم هكذا كلنا نعلم بأنه لا يوجد احدا كاملا فى هذه الحياه حتى وان كان اولياء امورنا , وعندما جلست كى ترتاح وجدت ذلك الثعبان , فرافقته, فذلك الثعبان هو صديق السوء الذى أعجبت به وبأفكاره الذى ابعدك عن حياتك واحلامك وطموحاتك وخدعك عندماقال لك انه سوف يرافقك طوال الطريق فقد تركك فى نهايته ولكنك انخدعت فيه وتابعت سيرك معه وعندما وجدت ذلك البئر الصغير وهو علامك ,فقد منعك من الشرب منه ,كى لا تكون ذو خبرة و تكون افضل منه فتركك جاهل لا تعلم شيئا بالحياه فأذا كنت قد شربت منه وتعلمت كنت تستطيع اكمال حياتك وانت مرتوى بعلمك وعقلك الواعى وعندما رأيت تلك البحيرة الصغيرة وهى قلبك ووجدت تلك السمكه التى كانت ملقاه حوله وقد فارقتها فهى محبوبتك التى نسيت حبها التى فارقتها واخترت حياتك بدونها ,فكانت على اكمل استعداد بأن تضحى بحياتها من اجلك وكانت تطلب منك استغاثة كى تعيد لها حبك وتعيدها للحياة , وطلب منك الثعبان ان تتركها وترحل فهو يعلم بأنها سر سعادتك فى الدنيا ,فأراد بأن تعيش فى هذه الدنيا بدون حب , وتلك النباتات التى رأيتها وأكلت منها بكل جشع وطمع فهى الاموال , الاموال التى لا تخصك فجعلك تمد يدك عليها وتنهب منها ولم تأخذك الرحمه او الشفقه بأن تترك القليل لغيرك كى يعيشوا مثلك , وتلك الساعه التى وجدتها وقال لك دعها فأراد متعمدا ان ينسيك الوقت فى اللاشىء وقال لك اتركها كى لا تشعر بوقتك الذى تضيعه فى اللهو والفراغ , وعندما كنت تنظر الى السماء وتساله فذلك السؤال هو احلامك وطموحاتك التى تفكر بها دائما وهو يحبطك دائما ويخيم على تفكيرك دائما بخيبة الامل فسكتت الشجرة فنظرت لهاوانا اريد ان تكمل كلامها فقلت لها وماذا عنالثعلب فقالت لى: الثعلب هواول الصعاب التى واجهتك فى الحياه وعندما رأه الثعبان وعلم بقدومه تركك وحدك وغادر , فقلت لها : ولماذا فعل ذلك لقد عاهدنى بأن يكون رفيقى طوال الطريق فقالت لى : لايكون الوفاء بالعهود فى شخصا لايعرف الحب , لايعرف الخير , لا يعرف الرحمة ولا الاخلاص فلتختار الصديق قبل الطريق , وفجأة سكتت الشجرة وعم السكون المكان مرة اخرى , فأخذت أنظر لها وانا انده عليها , فقلت لها :فلتكملى حديثك ,فلتعرفينى ماذاافعل واين اذهب , فلتكملى حديثك ,فأخذت اضرب فى جذوعها كالمجنون وانا ابكى واقول : هيا فلتكملى هيا لترشدينى لطريقى , وفجأة جلست اسفلها وانا ابكى كالطفل الصغير وانا تائه لا اعرف ماذا افعل , وفجأة بعد بضع دقائق سمعت صوت صهيل يأتى من بعيد فأخذت اتحقق من الصوت وانا لا اصدق ما اسمع , فنهضت من مكانى وانا انظر حولى فوجدت حصان ابيض يأتى من بعيد وهو يأتى نحوى , ففرحت بشدة , فأقترب منى فأخذت أطبطب عليه وانا فرح وفجأه وجدته يحدثنى : هيا فلتركب على , هيا لنغادر ذلك المكان , فقلت له : واين سنذهب ومن انت , فقال لى: انا يد الزمان , فنظرت له بدهشة ثم نظرت الى الشجرة وعندى امل بأنها سوف تحدثنى و ترشدنى , فقال لى : لا تنظر لها هكذا فالشجرة كانت صوت ضميرك وصوت الضمير ينصح فقط ولكن لا يرشد المرء , فهيا امسك بيدى فأنا يد الزمان , فأنت حقا رجلا قد نساه الزمان ..................
اهداء الى من الهمنى تلك الفكرة
12-03-2010, 02:31 AM
رجلا قد نساه الزمان قصة مشوقه جدا
العرض العادي
