#1
|
||||
|
||||
عادات وتقاليد الشعوب فى رمضان
عادات وتقاليد الشعوب الإسلامية في شهر رمضان المبارك يتبارى المسلمون في استقباله لأنه خير الشهور يعتبر شهر رمضان المبارك سيد الشهور وافضلها على الاطلاق، فهو شهر الصيام ركن الدين الخامس، وشهر انزل فيه القرآن الكريم دستور الامة ومنهجها وصراطها المستقيم وحبل الله المتين، وفيه ليلة بألف شهر وهي ليلة القدر... ونظرا لمكانة هذا الشهر الفضيل وقدره العظيم عند الله عز وجل فإن المسلمين يستقبلونه استقبالا خاصا يليق بقدره ومنزلته نظرا كونه من اهم المواسم العبادية لديهم، ولانه محطة دينية روحية يهتم بها المؤمنون لانهم يتخذون منه زادا للروح وطاقة ايمانية فينهلون من معين القرآن الكريم، ويعمرون بيوت الله بالصلاة والذكر والدعاء، ومن المؤكد ان هنا الجو الايماني ينعكس على الناس في معاملاتهم وعلاقاتهم فتنتشر قيم التراحم والتسامح والتقارب والتوادد والمواساة هذه الصورة موجودة في كل بقاع العالم الاسلامي إلا انها تزدهر في هذا الشهر الفضيل، اضافة الى ان لهذا الشهر عادات وتقاليد حياتية واجتماعية يعرف بها كل اقليم وتعتبر احدى خصوصياته في شهر رمضان. ففي دول الخليج مثلا نلاحظ ان الاجواء الرمضانية متشابهة وتكاد تكون متماثلة، فلا يزال لاهل الخليج عامة عاداتهم وتقاليدهم الرمضانية التي توارثوها جيلا بعد جيل وهي تعكس روح التراث والاصالة وتجسد قيم المحبة والتواصل الديني والاجتماعي وتنم عن التجانس بين المجتمعات الخليجية عامة. فلا فرق في العادات والتقاليد الرمضانية في دول الخليج، فالاجواء الرمضانية والانشطة الاجتماعية والثقافية والدينية متماثلة الى حد كبير، كما ان المائدة الخليجية في رمضان واحدة في مكوناتها سواء في السعودية او الكويت او الامارات العربية او سلطنة عمان او قطر او البحرين. ففي السعودية لشهر رمضان نكهة خاصة حيث الحرمين الشريفين اللذين يقصدهما جموع المسلمين للصلاة فيهما، وتأنس الروح بقربها من بيت الله الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم. وفي دولة قطر كغيرها من الدول الخليجية والعربية يستعد الناس لاستقبال الشهر الكريم فيتبادل الناس التهاني بهذا الشهر الكريم من دخول اول ليلة ويدعو بعضهم لبعض ان يعينه على قيام وصيام رمضان، كما تزدحم الاسواق والمتاجر والجمعيات بالمواطنين والمقيمين لشراء المواد التموينية. وفي الكويت تعد الديوانيات مظهرا يميز الشهر الكريم حيث تشكل هذه الديوانيات ملتقى للكويتيين وتغص الشوارع عقب صلاة التراويح بالناس الحريصين على زيارة الديوانيات وعادة ما يقدم اصحاب الديوانية القهوة العربية والتمر والحلوى لضيوفهم. والى الاجواء الرمضانية في بلاد الشام خصوصا في سورية ولبنان التي يتفنن اهلها في استقبال الشهر الكريم فيعدون مختلف انواع الحلوى والمشروبات وتتزين الشوارع والبيوت والطرقات احتفاء بقدوم الضيف الكريم، يستقبلون شهر رمضان بلهفة وشوق ومحبة حيث يستيقظ الناس على مدفع السحور وصوت المسحراتي الذي يسمى شعبيا (ابو طبلة). غيران ما يميز رمضان في لبنان هو موائد الافطار الجماعية التي يقيمها السياسيون ورجال الدين من مختلف الطوائف والاديان وهي عادة درج عليها اللبنانيون منذ القدم وتعكس التآلف وتشد من الاواصر الاجتماعية. وفي العراق يستعد العراقيون لاستقبال الشهر الكريم بتنظيف المساجد التي تغص بالمصلين خلال الشهر الكريم، كما اعتاد العراقيون على جلسات الافطار الجماعية التي تضم الاهل والاقارب والجيران، وفي بعض المناطق يتبادل الجيران الاطباق الرمضانية كنوع من التعاون والتعبير عن المودة التي تربط كل اهل العراق. وفي الاردن تتزين البيوت والمساجد في المدن والارياف لاستقبال الشهر الكريم حيث يقتني الناس الفوانيس الرمضانية والقناديل المختلفة الالوان والاشكال والاحجام وكذلك هلال رمضان وهو عبارة عن شريط كهربائي على شكل هلال تتوسطه نجمة تتزين به البيوت والمساجد والمحلات والشوارع والطرقات. وكما في غيرها من البلاد العربية تعمر بيوت الله بالصلوات والتلاوة والذكر والدعاء ويحتفي الاردنيون باليالي القدر فيخضونها بمزيد من الاجتهاد في العبادة وترعى وزارة الاوقاف والمقدسات الاسلامية الانشطة الدينية في مثل هذه الليلة المباركة. وفي مصر فللشهر الكريم طقوسه وعادته التي يطول الحديث عنها فالمساجد تستعد لاستقبال الشهر الكريم واحتضان جموع المصلين كما تقام الدروس الدينية وحلقات الذكر ودروس القرآن، كما يجتمع الناس في المساجد والساحات العامة يستمعون الى الاناشيد والمدائح النبوية والمحاضرات الدينية. ولرمضان مذاق خاص ونكهة مميزة في هذا البلد خاصة في مناطق القاهرة القديمة فما ان يعلن عن ميلاد هلال رمضان حتي تأخذ الشوارع والحارات والبيوت والمساجد زينتها وتتلألأ مداخل البيوت بالانوار والفوانيس المبهرة والاعلام المتعددة الالوان. ومن مظاهر رمضان في مصر انتشار موائد افطار الصائم التي يدعى اليها الفقراء والمحتاجون، وقالت ان هذا التقليد متبع في مصر منذ الدولة الطولونية وقيل منذ العهد الفاطمي وهي منتشرة الان في المدن والاحياء الشعبية ويرعاها الموسرون واهل الخير. اما في السودان فإن الاستعدادات للشهر الفضيل منذ قدوم شهر شعبان وذلك باعداد مشروب (الحلو مر) الذي يعرف كذلك باسم (الابري) وهو يصنع على شكل اقراص من دقيق الذرة الذي يخمر بطريقة معينة ثم يضاف اليه بعض البهارات المطحونة مثل الهيل والحبة السوداء، ويعتبر المشروب الشعبي الرئيسي في وجبة افطار رمضان والذي لا يخلو منه بيت سوداني غنيا كان او فقيرا وله خاصية الارواء بدرجة كبيرة، ولون الحلو مر بين السواد والاحمرار ويوجد نوع اخر لونه ابيض لكنه اخف منه ويشبه لحد ما الرقاق. اما بلاد المغرب العربي فقد احتفظت بعاداتها وتقاليدها وخاصة الرمضانية منها حيث يحظى رمضان باستقبال خاص ومازال له مكانته في نفوس الناس وافئدتهم. ومن المظاهر الرمضانية حرص الناس كبارا وصغارا على اداء الصلوات في المساجد وعقد الجلسات والدورات التي يرعاها الملك المغربي طوال شهر رمضان حيث يحييها عدد من المشايخ والعلماء من مختلف بقاع العالم الاسلامي. وفي رمضان يحرس سكان تايلند على تعليم ابنائهم القرآن ويعتنون بتحفيظه ويحمل حفظة القرآن على الاكتاف ويطاف بهم في شوارع المدينة في مظاهرات حافلة تشجيعا لامثالهم، ويحتفلون ب*** الخراف، اما الفقراء فيكتفون بنوع من الطيور ولا يأكل المسلم الفطور مع عائلته في بيته بل يخرج الجميع فيجلسون على الطرقات قرب منازلهم حلقات متفرقة منها الخاصة بالرجال والاخرى بالنساء ولا يأكل الرجل من الاكل الذي طبخته زوجته بل يقدمه الى جاره. وفي ماليزيا يعلقون لافتات كتبت باللغة العربية ابتهاجا برمضان على واجهات المحلات والحوانيت وفي القرى النائية تقرع الطبول ايذانا ببدء الصوم وتقام في الساحات العامة موائد الافطار عليها مالذ وطاب يدفع تكاليفها الاغنياء مساعدة منهم للفقراء ويعد الارز غذاء رئيسيا في ماليزيا الى جانب اللحوم والدجاج وتشجع الدولة على حفظ القرآن الكريم.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
حفاوة وسعادة بالغة في استقبال الشهر الكريم وتنوّع في الوجبات ووسائل الاحتفال,,, ينتظر المسلمون في جميع بقاع الأرض شهر رمضان المبارك ويشتاقون إليه اشتياقاً عجيباً لا يوجد في أي دين آخر، فيبدأ المسلمون استعدادهم للشهر الكريم منذ شهر شعبان الذي كان يصومه النبي صلى الله عليه وسلم جُلَّه. ويعود اهتمام المسلمين بقدوم شهر رمضان لأنه يعظم فيه الأجر وتفتح فيه أبواب الخير لكل راغب، وهو شهر الخير والبركات وشهر التقوى والصلاح، وشهر الصوم والصلاة وقراءة القرآن.. تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفّد فيه مردة الشياطين.. ويسعد فيه المسلمون أكثر من سعادتهم في أي وقت آخر طوال العام، حيث يضفي الفرحة على جميع البيوت والأفراد ويتساوى في ذلك المسلمون كافة في مشارق الأرض ومغاربها على اختلاف أجناسهم وألوانهم. وقد اعتاد المسلمون منذ مئات السنين على مظاهر شتى لاستقبال شهر رمضان مثل رؤية الهلال والموائد الرمضانية التي يقيمها الأغنياء وأهل الخير لإطعام الفقراء، والمسحراتي ودوره في إيقاظ الصائمين لطعام السحور، ومدفع الإفطار الموجود في بعض الدول الإسلامية، إلى غير ذلك من مظاهر الحفاوة بشهر الصيام. *** في مصر وفي مصر تزيَّن الشوارع والحارات بالأعلام والبيارق الورقية منذ الأسبوع الأخير من شهر شعبان، بحيث تشهد الأحياء والأزقة في مصر ظاهرة جميلة بربط الحبال بين البيوت المتقابلة، تعلّق عليها الرايات والفوانيس. وقصة استعمال الفوانيس بكثرة في رمضان هي قصة طويلة تعاد فصولها في كل رمضان ضرورة، فقد كان المصريون في القديم يستعملون الفوانيس (الشمعية) التي تستعمل الشمع كأداة للإضاءة. والأطفال في الشهر الفضيل حكاية ظريفة وجميلة، فهؤلاء يخرجون ليلة رؤية هلال رمضان إلى الطرقات سواء مع أقرانهم من الأطفال، أو إلى جانب أفراد عائلتهم، مرتدين أحلى ما عندهم من ثياب، وحاملين الأعلام والفوانيس الرمضانية، يغنون الأناشيد والأهازيج الخاصة بهذا الشهر الكريم في فرحة جماعية عارمة. *** في السودان مثل كثير من الدول الإسلامية يترقّب الناس في السودان قدوم هذا الشهر الفضيل بفيض من الشوق والاستعداد، ويدخرون له ما طاب من المحاصيل الزراعية والبقوليات والتمر منذ وقت مبكر، وقبيل حلول الشهر الكريم يقوم السودانيون بشراء التوابل وقمر الدين ويقومون بإعداد مكونات شراب شهير يسمى (الحلومر) وهو يصنع من عدة مواد أهمها الذرة والتوابل وغيرها، وتحتوي المائدة السودانية على بعض الأكلات المقلية والحلويات و(العصيدة ) والسلطات، وأنواع عديدة من المشروبات المحلية والعصائر المعروفة، فضلاً عن (سلطة الروب) والشوربة وغيرها من مكونات المائدة الرمضانية العامرة. شيء مهم ولافت للنظر في العادات السودانية في رمضان وهو إفطار الناس في المساجد وفي الساحات التي تتوسط الأحياء، وعلى الطرقات تحسباً لوجود مارة ربما يكونون بعيدين عن منازلهم أو وجود عزّاب في الأحياء قد لا يتوفر لديهم الوقت لصنع الطعام بالطريقة التي يريدونها، فقبل الغروب بدقائق تجد الناس يتحلَّقون في جماعات خلال لحظات الإفطار لاصطياد المارة ودعوتهم لتناول الإفطار معهم. وبعد الفراغ من الإفطار يتناولون القهوة ثم يقضون بعض الوقت قبل الذهاب إلى صلاة التراويح. *** في فلسطين ولا يختلف رمضان كثيراً في فلسطين، فرغم الاحتلال الإسرائيلي، فإن شهر رمضان له عاداته من إفطار وسحور وحلويات، وصلاة تراويح وقيام ليل وقراءة القرآن وزيارات الأهل. من أهم الأطعمة الفلسطينية المقلوبة، وهي مكونة من الأرز ومقلي الباذنجان أو الزهرة أو البطاطس، وكذلك البصل المقلي والثوم، توضع اللحمة بعد النضج أسفل الوعاء (الحلة) ثم يوضع الثوم المقلي ثم يوضع الأرز وتوضع بعد ذلك التوابل ويسكب المرق وتوضع على نار هادئة حتى النضج، ثم توضع ملعقة سمن على الأرز، وبعد ذلك تقلب في صينية وتقدَّم كما هي مع اللبن (الزبادي) أو سلطة خضار. ومن الأكلات الشعبية أيضاً الفتة، وهي مكونة من الرقاق والأرز، يوضع الرقاق بعد أن يقطع قطعاً صغيرة ويسكب عليه المرق ثم يوضع الأرز وبنسب مختلفة حسب المزاج والرغبة، وهناك من يضع على الأرز اللوز أو الصنوبر المقلي على الوجه ثم توضع اللحوم. كذلك هناك أكلة تسمى السماقية، مكونة من السلق والسماق واللحم المفروم والحمص والبصل والطحينية الحمراء والجرادة (الشبت) والثوم وبمقادير تناسب كمية السماق. *** بلاد الشام هناك أيضاً المنسف وهو مشهور في بلاد الشام مكون من الأرز والحمص والثوم والتوابل والبصل واللحم، وهناك المفتول (الك***ون) وهو من طحين السميد ودقيق القمح المفتول بطريقة خاصة، ويطبخ على البخار، وكذلك يطبخ له مرق من مرق اللحم والبصل والتوابل، وبعد نضج المفتول يوضع في الصينية ويسكب عليه المرق والبصل، وهناك من يضع في المرق طماطم أو القرع. *** في سوريا وتستقبل سورية رمضان بتعليق لافتات في الشوارع، لتهنئة المسلمين بقدوم شهر رمضان، كتب في بعضها أهلاً بك يا رمضان والبعض الآخر أحاديث نبوية عن فضل الشهر الكريم، مع تزيين الشوارع بالأنوار والمصابيح، وكذلك بعض مداخل البنايات. كما يطلق البعض الألعاب النارية بألوانها وأنواعها الجميلة. ويزداد الإقبال على المأكولات والمشروبات والحلويات. وفي سورية تشتهر التبولة والبطاطا المقلية والفطائر بالسبانخ والكبة النيئة، بالإضافة إلى السنبوسك وحساء العدس المجروش. أما الأكلة الرئيسة ففتة المكدوس (وهي من الباذنجان واللحم المسلوق وخبز مقلي ولبن) وفتة المقادم، والفوارغ والقبوات وهي عبارة عن خروف محشو بالأرز واللحم والصنوبر. أما على السحور فالطبق الناعم يؤكل عادة وهو عبارة عن رقاقات من العجين ترش عليها دبس العنب والحلويات فالقطايف العصافيري وهي عبارة عن عجينة دائرية تُحشى بالقشطة البلدي ويرش عليها القطر. *** في لبنان ويستقبل الناس شهر رمضان في لبنان بشوق إلى لياليه ذات الطابع الخاص، فتضج الطرقات بالناس وخاصة ساعة الإفطار، حيث يهرعون إلى بيوتهم قبل أذان المغرب، ونرى الزينة في الطرقات وكأنها عروس. كما تزدحم الجوامع بالمصلين خاصة مسجد السلام الذي يحضر فيه الشيخ محمد جبريل سنوياً في العشر الأواخر من هذا الشهر لإقامة صلاة التراويح. كما يتبادل الناس التهنئة بمناسبة قدوم هذا الشهر. ويشيع في لبنان شرب الحساء بجميع أنواعه والفتوش المؤلَّف من الخس والبندورة والخيار والحامض، والبطاطا المقلية والحمص بالطحينة المشهور لبنانياً. أما الأكل الرئيسي فالشائع الملوخية الورق مع الدجاج بالإضافة إلى الكبة المقلية. أما بالنسبة للحلويات فالشعيبيات والأرز بالحليب من أهم الأنواع المفضلة. *** في المغرب وفي المغرب يستقبلونه بفرحة عارمة وقلوب تواقة، ويعيش أكثرهم هذا الشهر في صيام حقيقي وطاعة مطلوبة، فكلنا يعرف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي معناه أن كثيراً من الناس ليس لهم من الصوم إلا الجوع والعطش. ولذلك يحاول البعض أن يستفيد من هذا الشهر بالتقليل من الأكل والإكثار من الطاعات كالتصدق وتقديم وجبات الإفطار للمحتاجين وقيام الليل وقراءة القرآن الكريم. وفي المغرب تشتهر الموائد في رمضان بشربة الحريرة، والتمر والحليب و(الشباكية) و(البغرير) و(الملوي).. فيما تعتبر شربة الحريرة في مقدمة الوجبات؛ إذ لا يعتبرون كثيرون للإفطار قيمة بدونها؛ ولذلك بمجرد ذكر شهر رمضان تذكر معه (الحريرة) عند الصغار والكبار على السواء، كما ينتشر الباعة المتجولون على الطرقات والأماكن الآهلة بالسكان ليبيعوا هذه الوجبات دون غيرها. وبعد الحريرة تأتي (الشباكية) وهي حلوى تصنع غالباً في البيوت بحلول الشهر الكريم. *** في الجزائر ويختص الشعب الجزائري خلال شهر رمضان بعادات نابعة من تعدد وتنوّع المناطق التي تشكله كما يشترك في كثير من التقاليد مع الشعوب العربية والإسلامية الأخرى. وتتميز الجزائر بالحمامات التي تلقى إقبالاً كبيراً من العائلات في الأيام الأخيرة من شهر شعبان للتطهّر واستقبال رمضان للصيام والقيام بالشعائر الدينية وتنطلق إجراءات التحضير لهذا الشهر الكريم قبل حلوله بشهور من خلال ما تعرفه تقريباً كل المنازل الجزائرية من إعادة طلاء المنازل أو تطهير كل صغيرة وكبيرة فيها علاوة على اقتناء كل ما يستلزمه المطبخ من أوانٍ جديدة وأغطية لاستقبال هذا الشهر. وتتسابق ربات البيوت في تحضير كل أنواع التوابل والبهارات والخضر واللحوم البيضاء منها والحمراء لتجميدها في الثلاجات حتى يتسنى لهن تحضير ما تشتهيه أفراد عائلتهن بعد الصيام. *** في الكويت وفي الكويت تتلخص ملامح رمضان في إقبال الناس على المساجد وتلاوة القرآن والذهاب إلى الأسواق والدواوين والسهر أمام الفضائيات والبعض يقيم الليل بعد الساعة الثانية صباحاً، وهناك مظاهر أخرى كثيرة من التواصل مع الأرحام وإعداد الولائم ودعوة العائلات لها وتبادل الزيارات وحضور دروس العلم بالمساجد. ويكتسب رمضان في الكويت مذاقاً خاصاً، يحرص من خلاله الكويتيون على إحياء تقاليد وعادات توارثوها من أزمنة بعيدة عن الأجداد ونكهة خاصة وأجواء روحانية في ظل ترابط اجتماعي متميز. وفي الكويت تشتهر (الهريس) كطبق رئيسي، حيث تصنع من القمح المهروس مع اللحم مضافاً إليها السكر الناعم والسمن البلدي والدارسين (القرفة) المطحونة، وهناك أكلة التشريب وهي عبارة عن خبز الخمير أو الرقاق مقطعاً قطعاً صغيرة ويسكب عليه مرق اللحم الذي يحتوي غالباً على القرع والبطاطس وحبات من الليمون الجاف الذي يعرف ب (لومي)، حيث يفضّل الصائم أكلة التشريب لسهولة صنعها وخفة هضمها على المعدة ولذة طعمها، وهي عبارة عن خبز التنور إلا أنه في الوقت الحاضر يستخدم خبز الرقاق وهو خبز رقيق. وهناك الجريش الذي يطبخ من القمح واللقيمات وهي حلويات، وتعرف بلقمة القاضي وتصنع من الحليب والهيل والسمن والزعفران والعجين المختمر وتقطع لقيمات وتلقى في الدهن المغلي حتى الاحمرار ثم توضع في سائل السكر أو الدبس، وهناك أيضاً البثيث والخبيص اللتان تصنعان من الدقيق والتمر والسمن. *** في العراق وفي العراق يشتري المسلمون مستلزمات رمضان قبيل حلوله بعشرين يوماً، وتوضع الزينة والإنارة الضوئية على معظم محلات الملابس والحلويات. ويتكون الإفطار من الشوربة التي تتكون من: عدس وشعيرية وكرافس أخضر، والأرز والمرقة التي تتكون من فاصوليا وبامية وباذنجان، إضافة إلى الكباب المشوي والكبب المقلية والنية. وبعد صلاة العشاء والتراويح يتم تناول الحلويات التي أشهرها البقلاوة والزلابية والشعيرية والكنافة. في الصومال ويستقبل الصوماليون رمضان بالطلقات النارية ويقومون الليالي العشر الأواخر بالاعتكاف في المساجد وحلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم وتفسير الأحاديث ويقوم الوعاظ بترجمة فورية للقرآن من اللغة العربية إلى الصومالية. وتقدَّم على مائدة الفطور في رمضان مشروبات ومأكولات خفيفة مثل عصير المانجو والجوافة، كما يتم تناول الموز والبطيخ والباباي، كما يشكِّل اللبن وجبة أساسية وخاصة في المناطق الجنوبية وحتى في العاصمة ثم يتوجه بعد ذلك لأداء صلاة المغرب ثم يتناولون فطوراً مكوناً من الأرز والخضراوات والشعيرية والمكرونة والعصيدة واللحوم. ويحرص الصوماليون على طبخ كل وجبة من وجبات شهر رمضان المعظم في موعدها على أن تكون عملية الطبخ جديدة بمعنى، أن لا يأكل الصوماليون بقية الوجبة السابقة، بل يطبخون من جديد في كل وجبة، أما السحور فيعتمد على الحليب والشعيرية والمكرونة. *** جزر القمر وفي جزر القمر يسهر الناس على السواحل حتى الصباح استعداداً لشهر رمضان بدءاً من شهر شعبان، ويعدون المساجد فيشعلون مصابيحها ويعمرونها بالصلاة وقراءة القرآن الكريم كما يكثرون من الصدقات وفعل الخير. وفي الليلة الأولى من رمضان يخرج السكان حاملين المشاعل ويتجهون إلى السواحل، حيث ينعكس نور المشاعل على صفحة المياه ويضربون الطبول إعلاناً بقدوم رمضان ويظل السهر حتى السحور. ومن الأطعمة الرئيسية على مائدة الفطور الثريد إضافة إلى اللحم والمانجو والحمضيات ومشروب الأناناس. *** في إندونيسيا رغم أن إندونيسيا تتكون من أكثر من 3000 جزيرة تتناثر على امتداد جنوب شرق آسيا وأستراليا، وتمتد بين الملايو وغينيا الجديدة، لكن تقاليد هذه الجزر الكثيرة تتوحّد خلال شهر رمضان رغم اختلافها من جزيرة إلى أخرى في غيره من الشهور، حيث يستقبل جميع الإندونيسيين الشهر المبارك ب*** الذبائح ابتهاجاً بقدومه. ويذهب الإندونيسيون إلى المساجد التي تفتح أبوابها طوال النهار لتلاوة القرآن الكريم ويسمى (تداروس) ومن أشهر المساجد في البلاد مسجد (رابا)، ومسجد (الشهداء)، ومسجد (بيت الرحيم) في ساحة القصر الجمهوري في جاكرتا.. وتتزيّن المساجد والبيوت طوال شهر رمضان المبارك بالفوانيس الجميلة المزخرفة وتسمى (قلمان). ومن عادات أهل البلاد عند انتهاء صلاة التراويح وذهاب كل إلى بيته أن ترى شباب كل قرية وقد تجمعوا بالقرب من المسجد للغناء والابتهالات حتى موعد السحور فتقوم الجماعة صاحبة النوبة بإيقاظ الأهالي للسحور، باستخدام آلة تُسمى (بدوق)، وفي الليلة التالية تقوم جماعة أخرى من الشباب بنفس العمل أي في شكل مناوبات، أما المدن الكبيرة فتنطلق المدافع لإيقاظ السكان للسحور، كما تنطلق مرة أخرى للإمساك إيذاناً ببدء صوم يوم جديد، كما تبرز مظاهر التكافل الاجتماعي بين شرائح المجتمع، حيث تقيم الأسر الغنية موائد الرحمن للفقراء والمحتاجين طوال الشهر، وتزيد في العطايا والصدقات خلال ليلة القدر، كما تنشط الجمعيات الخيرية في ربوع البلاد لتجمع زكاة الفطر قبل يوم العيد ليتم توزيعها على المحتاجين. *** في هولندا تخلو شوارع المدن الهولندية الكبرى من أي مظاهر توحي بوجود الشهر الكريم، لكن مقرات المساجد والجمعيات الإسلامية والمقاهي وسائر الأماكن العامة التي يتجمع فيها أبناء الأقلية المسلمة تعكس بوضوح استثنائية وأهمية هذا الشهر لدى غالبية المسلمين على اختلاف أعمارهم وقومياتهم وانتماءاتهم. وتشهد الساحة الإسلامية في هولندا خلال شهر رمضان، تنظيم برامج خاصة من قبل جمعيات ومؤسسات أهلية تابعة للأقلية المسلمة، تتوزع على الإفطار الجماعي الذي يدعى إليه المسلمون والهولنديون على السواء، ومحاضرات ومؤتمرات تعالج قضايا عامة تخص الأمة الإسلامية، وخاصة تتعلق بالمشاكل التي تواجه الأقلية المسلمة في هولندا. وتعتبر منظمات العمل الخيري الإسلامية، شهر رمضان فرصة ذهبية لعملها، حيث تنظم حملات تبرع خلاله، تجند لها عشرات الدعاة الذين يتنقلون بين المساجد ومقرات المنظمات الإسلامية، للتعريف بأهدافها وحث المصلين على التصدق لمساعدة المحتاجين. *** في أمريكا من أهم عادات المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر رمضان المبارك إقامة موائد إفطار جماعية تتبعها صلاة التراويح مما يعد مناسبة مهمة للتقارب الاجتماعي بين المسلمين. ويلمس المراقب لحياة المسلمين خلال الشهر الكريم نشاطاً غير عادي مثل ترددهم على مساجدهم لأسباب مختلفة على رأسها صلاة التراويح كعلامة على انتشار الإسلام والمسلمين ووجودهم بالمدن والقرى الأمريكية المختلفة، وعلى أن التجمعات المسلمة المحلية في طريقها إلى النضج وإلى أن تصبح جزءاً لا يتجزأ من النسيج الديني للمجتمع الأمريكي. ونتيجة للزيادة الملموسة في أعداد المسلمين وتدفق المهاجرين المسلمين على العاصمة الأمريكية وضواحيها جعل الطلاب المسلمين يشعرون بحرية أكبر في التعبير عن دينهم بعكس الأجيال السابقة التي اضطر بعضها لإخفاء صيامهم رغبة منهم في التوافق مع البيئة المحيطة بهم, ودفع كثير من المدارس للتكيف مع حاجات طلابها المسلمين خلال شهر رمضان المبارك. وتخصص بعض المدارس قاعات خاصة لطلابها المسلمين خلال فترات الاستراحة بعيدة عن غرف تناول الطعام، يستخدمها الطلاب المسلمون للقيام بأنشطة مختلفة مثل دراسة التاريخ الإسلامي ومناقشة العبرة من الصيام فيما بينهم بدلاً من تناول طعام الغذاء مثل بقية زملائهم. *** السحور ولحرص المسلمين على طعام السحور تعددت وسائل وأساليب تنبيه الصائمين وإيقاظهم وقت السحر، ففي العهد النبوي كانوا يعرفون وقت السحور بأذان بلال، ويعرفون الإمساك بأذان ابن أم مكتوم، ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية وتعدد الولايات بدأت تظهر وسائل أخرى للسحور فظهرت وظيفة المسحراتي في العصر العباسي، حيث يعتبر عتبة بن إسحاق والي مصر أول من طاف شوارع القاهرة ليلاً في رمضان لإيقاظ أهلها لتناول طعام السحور عام 238هـ وكان يتحمل مشقة السير من مدينة العسكر إلى الفسطاط منادياً الناس (عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة). وفي العصر الفاطمي أصدر الحاكم بأمر الله الفاطمي أمراً بأن ينام الناس مبكرين بعد صلاة التراويح وكان جنود الحاكم يمرون على البيوت يدقون الأبواب ليوقظوا النائمين للسحور، ومع مرور الأيام عين أولو الأمر رجلاً للقيام بمهمة المسحراتي كان ينادي يا أهل الله قوموا تسحروا، ويدق على أبواب البيوت بعصا كان يحملها في يده تطورت مع الأيام إلى طبلة يدق عليها دقات منتظمة. وعلى امتداد العالم الإسلامي اتخذ المسحرون أشكالاً مختلفة، ففي عمان يوقظ المسحراتي النائمين على الطبلة، وفي الكويت يقوم المسحراتي ومعه أولاده بترديد بعض الأدعية وهم يردون عليه، وفي اليمن يدق أحد الأهالي بالعصا على باب البيت وهو ينادي على أهله قائما: قوموا كلوا، وفي السودان يطرق المسحراتي البيوت ومعه طفل صغير يحمل فانوساً ودفتراً به أسماء أصحاب البيوت، حيث ينادي عليهم بأسمائهم قائلاً (يا عباد الله وحّدوا الدايم ورمضان كريم). أما في سوريا ولبنان وفلسطين فكان المسحراتي يوقظ النائمين بإطلاق الصفارة، وقبل رمضان يطوف على البيوت ويكتب على باب كل بيت أسماء أفراده حتى يناديهم بأسمائهم أثناء التسحير، وفي الأيام العشرة الأخيرة من رمضان التي يصنع فيها الناس الكعك يقول المسحراتي: (جوعوا تصحوا حديث عن سيد السادات.. له العيان بينة والتجربة إثبات.. إن كنت تسمع نصيحتي والنصيحة تفيد.. قلّل من الأكل ما أمكن بدون ترديد.. وأكل الكعك بعد الصيام يوم العيد يتعب الصحة، يسبب الضرر ويزيد). وفي المغرب العربي يقوم المسحراتي بدق الباب بعصاه ليوقظ النائمين.. وفي مصر اعتاد الصائمون على مدفع الإفطار والإمساك قبل الأذان مباشرة، حيث عرف مدفع الإفطار في العصر المملوكي، وكانت القاهرة أول مدينة إسلامية تستخدم هذه الوسيلة عند الغروب إيذاناً بالإفطار في رمضان. وقد استمر المدفع يعمل بالذخيرة الحيَّة حتى عام 1859م ميلادية، ولكن امتداد العمران حول مكان المدفع قرب القلعة، وظهور جيل جديد من المدافع التي تعمل بالذخيرة (الفشنك) غير الحقيقية، أدى إلى الاستغناء عن الذخيرة الحية. ويستقر المدفع الآن فوق هضبة المقطم، وهي منطقة قريبة من القلعة، ونصبت مدافع أخرى في أماكن مختلفة من المحافظات المصرية، ويقوم على خدمة المدفع أربعة من رجال الأمن الذين يُعِدُّون البارود كل يوم مرتين لإطلاق المدفع لحظة الإفطار ولحظة الإمساك. ***
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
مظاهر سلبية توجد بعض المظاهر السلبية التي تتمثّل في سلوكيات البعض في استقبال هذا الشهر العظيم أهمها كثرة الطعام التي تنافي الحكمة من فريضة الصيام وتخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم بجعل ثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس، ثم السهرات الليلية في أمور فارغة والنوم طيلة النهار، وانتشار الخيام الرمضانية التي تسمى (سهرات رمضانية) والتي تبث أيضاً عبر التلفاز ويتخللها الغناء والرقص والنارجيلات!! ومن طول السهر يفوِّت الكثيرون القيام بسنة السحور ويفوتون حتى صلاة الفجر. هذا عدا الإكثار من المسلسلات التي يقولون إنها (خصيصاً بمناسبة حلول شهر رمضان)، مما يشغل الصائم عن صلاته وقراءته للقرآن والدعاء... ويتضاعف في الشهر الكريم العرض والطلب في السوق، كما تتضاعف الوجبات التي تقدم في البيت مقارنة مع غير رمضان وهو ما ينافي الحكمة من صيام الشهر الكريم، كما تزدحم المحلات بالناس لشراء التمر وقمر الدين والحلويات والدواجن والألبان.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
شهر رمضان شهر التوبة والغفران لكل شعوب الأمة الإسلامية؛ يتميز هذا الشهر الكريم، فضلا عن زيادة رغبة الروح في التعبد والإقبال على طلب الثوبة والمغفرة، بعادات وتقاليد خاصة بكل شعب وبكل دولة إسلامية بل والأكثر من هذا تختلف العادات والتقاليد في هذا الشهر الكريم بين كل مدينة واخرى في نفس الدولة. 1.المغرب في المغرب يتميز هذا الشهر الكريم بعبق خاص؛ فتزدان الحوانيت والمحلات التجارية بالزينات، في الوقت الذي تغلق فيه جميع المقاهي والمطاعم أثناء النهار حيث يعاقب القانون المغربي من يجهر بإفطاره علانية..يروى أن النساء كن تجتمعن في سطوح المنازل في انتظار رؤية هلال الأول من رمضان لتطلق الزغاريد فرحا بقدوم ضيف عزيز، يليها “النفار” الذي يحمل مزمارا طويلا ينفخ فيه سبع نفخات إما في صومعة المسجد أومتجولا في الأزقة العتيقة للمدينة معلنا قدوم موسم الطاعات والصيام والتعبد. يبدأ استعداد المغاربة لاستقبال شهر الصوم في وقت مبكر، ويستعدون له بالصيام في شهر شعبان الذي يبشرهم بهلال رمضان، حيث يعدون بعض أنواع الحلويات الأكثر استهلاكًا على موائد الإفطار. وبمجرد أن يتأكد دخول الشهر حتى تنطلق التهاني فتملئ عبارة “عواشر مبروكة” كل البيوت والأزقة والأحياء. وفي شهر رمضان يقبل المغاربة على تلاوة القرآن الكريم والذهاب إلى المساجد وأداء الصلاة جماعة..ومن العادات المميزة أيضا أن يخرج الشباب إلى ممارسة الرياضة بين العصر والمغرب. 2. تركيا تطلق الزغاريد عند ثبوت الرؤية، خاصة في البيوت التي ما زال فيها كبار السن، وتنثر العطور والمسك والعنبر وماء الورد على أعتاب البيوت والمساجد والحدائق، طيلة أيام الشهر. وتتميز تركيا بظاهرة «المحيا» وهي احتفالية كبيرة تقام في منطقة السلطان أحمد، حيث يضاء 77 ألف مسجد منذ المغرب وحتى صلاة الفجر. وفي تركيا تظل المساجد مضاءة من صلاة المغرب وحتى صلاة الفجر، الأمر الذي يعد أحد أهم مظاهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم، ويتم إقرار رؤية هلال شهر رمضان في تركيا على الطريقة الفلكية. ويقبل المسلمون الأتراك سواء من الرجال أو النساء أو الأطفال على صلاة التراويح بالمساجد، ويلاحظ انتشار صناعة الحلويات الرمضانية، مثل الكنافة بالمكسرات، والجلاش والبقلاوة، بالإضافة إلى الاعتماد على المشروبات العربية كالتمر الهندي، والكركديه المصري. ومن عادات الأتراك في شهر رمضان، بدء الإفطار بتناول التمر أو الزيتون، والجبن بأنواعه، وفي رمضان، تخبز الأفران والمخابز خبز خاص لا يُرى إلاّ في شهر رمضان ويسمونه «بيدا»، وهي كلمة فارسية تعني الفطير، وهو نوع من الخبز المستدير بأحجام مختلفة، ويباع بسعر أغلى من سعر الخبز العادي، ويقف الأطفال في صفوف طويلة قبل موعد الإفطار بقليل للحصول على الفطائر الطازجة. 3. ماليزيا يعلن مسلمو ماليزيا عن قدوم شهر رمضان عن طريق القرع على الدفوف، بجانب إذاعة بيان في وسائل الإعلام الماليزية عن قدوم شهر رمضان، وترش الشوارع الرئيسة، وتنظف الساحات العامة، وتعلّق أسلاك الزينة والمصابيح الكهربائية في الشوارع والمساجد. وتطوف السيدات بالمنازل لقراءة القرآن ما بين الإفطار والسحور، وترش الشوارع بالمياه عند ثبوت الرؤية، وتنظف المساجد ويضعون فيها البخور. وبالريف الماليزي، يجتمع يوميا أهل الريف الماليزي للإفطار مع بعضهم البعض، ويصنعون «فتري مندي» وهي وجبة شهيرة في شهر رمضان، كما توجد عادة ماليزية في المناطق الريفية، حيث يتولى كل منزل في القرية إطعام أهل قريته خلال يوم من أيام الشهر الكريم لزيادة التماسك والتراحم. ويتعاهد أفراد الأسرة الماليزية على قراءة القرآن كاملاً في البيوت خلال شهر رمضان، ويصبح الشغل الشاغل للجميع قراءة القرآن وارتياد المساجد. وفي رمضان، يحرص الصبية في ماليزيا على ارتداء ملابسهم الوطنية، فيضعون على رؤوسهم القبعات المستطيلة، في حين ترتدي الفتيات الحجاب والملابس الطويلة الفضفاض. وتحرص المساجد على إشعال البخور طوال أيام شهر رمضان، وكذلك يرش البعض العطور والروائح الزكيّة في المساجد، تقديرًا منهم لمكانة هذا الشهر في نفوسهم. وتفتح المساجد أبوابها طوال هذا الشهر في الليل والنهار، ولا تغلق مطلقًا، على خلاف بقية أيام العام، وعند صلاة المغرب يُحضر أهل الخير بعض المأكولات والمشروبات، فتوضع على مفارش طويلة في الأروقة، وتكون الدعوة عامة ومفتوحة للجميع للمشاركة في تناول طعام الإفطار. وعند اقتراب موعد أذان المغرب يتوجّه الرجال والأطفال إلى المساجد القريبة من منازلهم، في حين تبقى النساء في المنازل لتحضير طعام الإفطار، ومع أذان المغرب، يفطر الرجال في المساجد على شراب محلّي يعدّونه مع بعض التمر، ثم يؤدون صلاة المغرب، ويعودون إلى بيوتهم لتناول طعام الإفطار مع عائلاتهم، ثم يخرج الجميع لأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد. ومن أشهر الأطعمة التي تحضر على مائدة الإفطار في شهر رمضان وجبة «جتري مندي» التي تعتبر الطبق الماليزي الأشهر، وكذلك «البادق» المصنوع من الدقيق، وهناك الدجاج والأرز إلى جانب التمر والموز والبرتقال. 4. الصين تنشط في الصين الجهود الخيرية والدينية قبل شهر رمضان، فتلقي الدروس الدينية الخاصة بآداب الصوم والصلوات، ومن أهم المظاهر الرمضانية في الصين، وجود المطابخ الإسلامية التي تقدم الكعك والحلويات التقليدية. ويفطر مسلمو الصين على التمر والشاي بالسكر، ومن ثم يتناولون الإفطار بعد أداء صلاة المغرب، ويعيش مسلمو الصين مع طائفة تسمى «هان» ويجدون شهر رمضان فرصة للتقارب وتبادل الهدايا بين بعضهم البعض.
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
5. إندونيسيا
اعتاد مسلمو إندونيسيا على وجه الخصوص على استقبال شهر رمضان بمظاهر احتفالية تميزهم عن سائر مسلمي العالم, حيث تتبدل أنماط معيشتهم وتتغير بصورة كبيرة خلال شهر رمضان ويصبح شاغلهم الأول على مدى أيام الشهر هو العبادة وتلاوة القرآن والإكثار من ارتياد المساجد. ومن مظاهر استقبال الشهر الكريم في إندونيسيا -وهي أكبر دولة من حيث عدد السكان المسلمين في العالم والتي يمثل فيها السكان المسلمون نسبة تزيد علي 85% من إجمالي عدد سكانها البالغ حوالي 238 مليون نسمة (وفق إحصاء عام 2010)- الاهتمام بمنازلهم وتزيينها ووضع الزخارف عليها وكذلك تزيين الشوارع ورفع اللافتات, وصولا إلى العناية بالمساجد على نحو خاص, حيث يحرصون على آداء صلاة التراويح في كافة مساجد الأرخبيل الإندونيسي خاصة مسجد الاستقلال بجاكرتا أكبر مساجد إندونيسيا ومنطقة جنوب شرق آسيا. ومن التقاليد والعادات الرمضانية في إندونيسيا قيام المطاعم والمقاهي بإغلاق أبوابها في نهار رمضان كما تغلق النوادي الليلية خلال الشهر كمظهر من مظاهر الاحترام, كما تقدم المساجد وجبات الإفطار المجانية للصائمين, وتستقبل إندونيسيا الشهر الكريم بقرع الطبول الإندونيسية التقليدية المعروفة باسم “البدوق”, وهي طبول ضخمة يتم قرعها فور الإعلان عن حلول شهر رمضان حيث تجوب الشوارع شاحنات صغيرة تحمل “البدوق”, ويقوم الشباب بقرعها للاحتفال بقدوم رمضان كما تقرع هذه الطبول قبيل أذان المغرب مباشرة إيذانا بحلول موعد الإفطار وتعتبر هذه الطبول رمزا للشهر الكريم في إندونيسيا. ولا تتخلف المدارس والمعاهد الدينية عن الظهور في المشهد, حيث يقوم المسؤولون بتنظيم تجمعات حاشدة لطلاب تلك المدارس والمعاهد لتقديم البرامج المناسبة لهم من أجل توعيتهم بآداب وعظمة الشهر الكريم. ومن العادات المحمودة لدى بعض الأسر الميسورة الحال الذهاب إلى أحد ملاجئ الأيتام لتناول طعام الإفطار معهم. وتختلف موائد الإندونيسيين في أيام رمضان حيث يقبلون على تناول أنواع معينة من المشروبات والأطعمة والفواكه ويبدأ الصائمون إفطارهم بأنواع مختلفة من المشروبات مثل شراب “تيمون سورى” وهو نوع من الشمام, كما يحرص الكثيرون منهم على الإفطار على التمر واللبن اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم, ويقبل الإندونيسيون على تناول البطاطا حيث يقومون بسلقها وخلطها بالسكر البني وجوز الهند ويطلق الإندونيسيون على هذا النوع من حلوى البطاطا “الكولاك”. 6. باكستان رمضان في باكستان شيء مختلف. صحيح أنه توجد هناك عادات وطقوس كثيرة تشبه معظم الدول الإسلامية، مثل الإقبال على الصلاة في المساجد، وحضور حلقات الذكر ودروس التفسير وموائد الرحمن وتلك الأجواء الحميمية التي تجمع الناس وتؤلف بين قلوبهم.. لكن تبقى للشهر الفضيل في باكستان خصوصية تميزه. ويشكل رمضان فرصة للباكستانيين للتقرب إلى الله تعالى، بكل العبادات وأعمال الخير، بل والتقرب من بعضهم البعض، حيث تزيد المحبة والتواد بين الناس، فيتبادلون الأطباق والزيارات وتقام موائد الإفطار الجماعي. وتبدو أجواء رمضان جلية في الشارع الباكستاني بالأزياء المحتشمة التي ترتديها جميع النساء، بما في ذلك السافرات. ومن عادة السيدات الباكستانيات تغطية الرأس عند سماع الأذان حتى لو كانت المرأة غير متحجبة في العادة. 7. نيجيريا مع ثبوت هلال رمضان يتجمع المسلمون في نيجيريا في احتفال حاشد وكبير يطوف شوارع المدن الرئيسة، يدقون الطبول، ويرددون الأغاني ابتهاجًا بقدوم شهر الخير، شهر الصيام والقيام وشهر الجود والإحسان . يعتمد المسلمون في نيجيريا في ثبوت شهر رمضان على رؤيتهم الخاصة لهلال رمضان، فهم لا يتبعون أو يقلدون أي دولة أخرى ثبت لديها شهر رمضان ما لم يثبت رؤية الهلال عندهم . ومن العادات الشائعة عند مسلمي نيجيريا أن تتناول الأسر المتجاورة وجبة الإفطار معًا؛ فتجمع الصواني والأواني من البيوت وتوضع في أماكن قريبة من المساجد، وبعد أن يؤدي الجميع صلاة المغرب جماعة، يجلس الرجال يتناولون طعام إفطارهم معًا، وأيضًا تجلس النساء معًا في المكان الذي خصص لهن لتناول طعام إفطارهن . ومن أشهر الأكلات الرمضانية في هذا البلد المسلم أكلة ( العصيدة ) وهي أكلة تصنع مع ( اللحم ) وتعد من أفخر الأكلات التي تعد خلال هذا الشهر الكريم. وأيضًا هناك أكلة تسمى ( الدويا ) وهي تحضر من ( اللحم ) و( الأرز ) و( القمح ) وإلى جانب هذه الأكلات الشهيات توجد سلطة الخضار، ويسمونها ( أذنجي ) مع ( اللوبيا ) . وبعد الإفطار يذهب الرجال والنساء إلى المساجد لتأدية صلاة العشاء والتراويح، ولسماع دروس الوعظ، ويعودون إلى منازلهم حوالي منتصف الليل . ومن العادات عند مسلمي نيجيريا في صلاة التراويح تخصيص كل ليلة من ليالي رمضان بصلوات خاصة، وأذكار معينة، إضافة إلى الاجتماع لقراءة أذكار فضائل كل ليلة من ليالي الشهر المبارك . ويعظم المسلمون النيجيريون ليلة القدر، وهم يميلون إلى الاعتقاد بأنها ليلة السابع والعشرين من رمضان . ويبدأ السحور في ساعة متأخرة من الليل. ومن الأكلات المشهورة في وجبة السحور ( التو ) وهي عبارة عن صلصة الأرز والخضار، و( العصيدة ) ثم اللبن والشاي . 8. موريتانيا أول ما يلاحظ عند الموريتانيين في شهر رمضان اختلافهم في ثبوت هلاله. ذلك أن الدولة قد عينت لجنة خاصة لمراقبة الأهلة، للبت في أمر رؤية الهلال. غير أن فريقًا من الناس لا يعبأ بما تصدره تلك اللجنة من قرارات، فلا يصوم إلا حين تثبت رؤية الهلال لديه من خلال أشخاص يثق بعدالتهم وصدقهم ودينهم، أو بتمام شعبان ثلاثين يومًا. وغالب الناس هناك يخرجون لالتماس الهلال عملاً بالسُّنَّة . والشعب الموريتاني كغيره من شعوب أهل الإسلام يستقبل شهر الصيام بالفرح والابتهاج والسرور؛ ومن عبارات التهنئة المتعارف عليها هناك قولهم: ( مبارك عليكم رمضان ) و( الله يعيننا على صيامه وقيامه ) . وتكثر في هذا الشهر الزيارات، وصلات الأرحام. وتمتلئ المساجد بالشيوخ والأطفال والشباب والنساء، وتقام المحاضرات الدينية في أكثر المساجد . على الصعيد الرسمي تقوم الدولة بإرسال عشرات الشاحنات المحملة بالتمور والأرز والقمح والسكر والحليب والزبدة وغيرها من المواد الاستهلاكية إلى مختلف أنحاء البلاد، ليتم توزيعها في المساجد على الصائمين لتساعد في وجبات الإفطار . وتشرف الجمعيات والمؤسسات الخيرية على توزيع الأطعمة والأغطية على المرضى في المستشفيات، كما يتم تقديم مساعدات مادية لسكان البوادي والمناطق النائية . وللموريتانيين عادات وتقاليد في شهر رمضان؛ منها الاستماع إلى صلاة التراويح منقولة على الهواء مباشرة من الحرمين، ولا عجب في ذلك، إذ ثمة فرق في التوقيت بين مكة وموريتانيا يصل إلى ثلاث ساعات، وهم يحسبون أن في ذلك تعويضًا روحًيا عن أداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي في هذه الفترة… وينهمك بعضهم في تسجيل أشرطة عن الصلاة في الحرمين، ويتباهون في تقليد قراءة الشيخين: علي الحذيفي، وعبد العزيز بن صالح. ومن عادات الموريتانيين في مجال العبادة المثابرة على قراءة كتب التفسير في المساجد والبيوت، كما تُنظَّم بعض الحلقات لتدريس كتب الحديث، ولا سيما صحيحي البخاري ومسلم. ويتولى أمر هذه الدروس عادة أئمة المساجد، أو رجال الدعوة، أو طلبة العلم الذين ينشطون خلال هذا الشهر المبارك . ولا يزال الناس هناك يحافظون على سُنَّة السحور، ومن الأكلات المشهورة على طعام السحور ما يسمى عندهم ( العيش ) وهو ( العصيدة ) عند أهل السودان . وللموريتانيين عاداتهم في وجبات الإفطار، مثل الحرص على تناول بعض التمر، ثم يتناولون حساءً ساخنًا، ويقولون: إن معدة الصائم يلائمها الساخن في بداية الإفطار أكثر مما يلائمها البارد. ثم يقيمون الصلاة في المساجد أو البيوت، وعند الانتهاء منها يشربون شرابًا يسمونه ( الزريك ) وهو عبارة عن خليط من اللبن الحامض والماء والسكر. أما الحلويات فالمشهور عندهم منها التمر المدعوك بالزبد الطبيعي. ومن ثَمَّ تأتي وجبة الإفطار الأساسية التي قد تتكون من ( اللحم ) و( البطاطس ) و( الخبز )…والناس هناك تختلف عاداتهم في توقيت هذه الوجبة؛ فمنهم من يتناولها مباشرة بعد الفراغ من صلاة المغرب، ومنهم من يُؤخرها إلى ما بعد صلاة العشاء والتراويح، ثم يشربون بعدها الشاي الأخضر. والجدير بالذكر أن تناول الشاي الأخضر لا توقيت له عندهم، بل وقته مفتوح، فهم يشربونه الليل كله، ولا يستثنون منه إلا وقت الصلاة . والأكلات على طعام الإفطار تختلف من مكان لآخر، ومن الأكلات المشهورة على مائدة الإفطار طعام يسمى ( أطاجين ) وهو عبارة عن لحم يطبخ مع الخضروات، ويؤدم به مع الخبز . وتقام صلاة التراويح في مساجد البلاد كافة، وتصلى ثماني ركعات في أغلب المساجد، ويحضرها غالبية السكان، بينما يصليها العجزة والمسنون في البيوت. وفي ليلة السابع والعشرين يختم القرآن الكريم في أكثر المساجد. وفي البعض الآخر لا يختم القرآن إلا ليلة الثلاثين من رمضان، وبعض المساجد تختم القرآن مرة في كل عشر من رمضان، أي أنها تختم القرآن ثلاث مرات خلال هذا الشهر الفضيل. وتشارك النساء في صلاة التراويح بشكل ملحوظ. ومن العادات المعهودة عند الموريتانيين في صلاة التراويح قراءة الأذكار والأدعية والقرآن بشكل جماعي. أما الدروس الدينية أثناء صلاة التراويح فقلما يُعتنى بها . ومن العادات عند ختم القرآن في صلاة التراويح أن يُحضِر بعض الناس إناء فيه ماء ليتفل فيه الإمام، ثم يتبركون بذلك الماء . 9. أوغندا يطلق عليها جوهرة أفريقيا وقلبها، إنها بلاد الأقزام المشهورة والدولة الوحيدة التي لا يتغير فيها عدد ساعات الصوم في نهار مضان في أي فصل من فصول السنة، حتى الصيف والشتاء لا يتغير ميعاد الإفطار، وذلك بسبب موقعها على خط الاستواء، حيث يتساوى طول الليل والنهار على مدار السنة. كانت أوغندا من قبل حلماً أسطورياً لكل المكتشفين والرحالة، الذين انطلقوا بحثاً عن منابع نهر النيل وعن بحيراتها الكثيرة وغاباتها الواسعة. الموز هو المصدر الأساسي للغذاء في أوغندا ويتناولونه في وجبات الإفطار والسحور، ويتم استخدامه في وجبة غذائية تعرف بـ «الماتوكي» وهي عبارة عن الموز المطبوخ، وهي من أشهر الأكلات التي تعرف بها أوغندا، وهناك أيضاً الأفاكادو والفول السوداني المطبوخ. ومسجد أونداجيه من أكبر المساجد في العاصمة كمبالا ويمتلئ بالمصلين عند الإفطار الجماعي، أهم مظاهر رمضان في أوغندا، وفي كل منطقة في شوارع أوغندا خاصة في القرى تعمل على إعداد مائدة كبيرة ليجتمع عليها أهالي كمبالا العاصمة من المسلمين، لتناول طعام الإفطار. يقبل الأوغنديون على التمر السعودي الذي ينتشر في المحلات قبل حلول شهر رمضان بقليل، فيفطرون عليه بجانب كوب من اللبن ثم يبدؤون عند الساعة الثامنة تناول وجبة الإفطار الأساسية رغبة منهم في السير على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم. ويوجد في أوغندا نحو 10 ملايين مسلم يشكلون ما بين 27 بالمئة و 30 بالمئة من مجموع عدد السكان. وفي أوغندا يتم انتخاب المفتي من جانب الفقهاء والزعماء المسلمين، خلال جلسة خاصة، ويظل في منصبه حتى بلوغه الـ75 عاماً. قبل الغروب يخرج الأطفال في القرى المسلمة في أوغندا ويتجمعون وينادون على الكبار عند كل بيت، خاصة في القرى ويذهب معهم الكبار ويتجمعون عند أحد المنازل التي بها الإفطار الجماعي لهذا اليوم ثم يؤذن للمغرب فيفطرون على التمر واللبن ثم يصلون جماعة، وبعد الصلاة توضع المائدة وهي عبارة عن الماتوكي والشوربة والموز المشوي والخبز وتنتقل في اليوم التالي إلى منزل آخر. وضمن أطرف العادات في رمضان لدى قبائل اللانجو في منطقة شمال وسط أوغندا، من عاداتهم ضرب الزوجات عند غروب الشمس على رؤوسهن بشكل يومي، وانتقلت هذه العادة إلى المسلمين من الأصول نفسها فأصبحت الزوجات يضربن على رؤوسهن قبل الإفطار، وبرضا تام، ثم تقوم المرأة بتجهيز الإفطار وهو عبارة عن طبقين أو ثلاثة، بالإضافة إلى شوربة الموز. 10. الهند فور ثبوت شهر رمضان في المناطق المسلمة في الهند تعم الفرحة جميع المسلمين، ويتبادلون عبارات التهاني والفرح, وتكتسي الشوارع في الأحياء المسلمة حلة جديدة، حيث تضاءالمساجد ومآذنها، وتكثر حلقات تلاوة القرآن، وتمتلئ المساجد بالمصلين، ويبدأ الأطفال بالتجول في الأحياء الشعبية فرحين مسرورين بما أنعم الله عليهم من خيرات هذا الشهر، وهم ينشدون الأناشيد الدينية بلغتهم المحلية، ثم يسرع الجميع لأداء صلاة التراويح من أول ليلة في رمضان، ويجتهد كل مسلم هناك في قراءة ختمة واحدة على الأقل في شهر رمضان، وتهتم المساجد في الهند بتنظيم الدروس الدينية والمحاضرات التي يقدّمها دعاة يحضرون من شتى بقاع الدولة. تمتاز المائدة الهندية بأكلات خاصة عند الإفطار والسحور حيث يتناولون “الغنجي” وهي شوربة اعتادوا على شربها, لما تمنحه للصائم من قوة وتذهب الظمأ، فهي تصنع من ( دقيق الأرز وقليل من اللحم وبعض البهارات وتطبخ في الماء) فيتناولونها في الإفطار ويبعثون ببعضها للمساجد, إضافة إلى اهتمامهم بأكل الفواكه بأنواعها في هذا الشهر الفضيل, سواء التمر أو البرتقال أو العنب و… غيرها الكثير. وكذلك شراب “الهرير” الذي يعد مشروبهم المفضل في هذه الأيام عند الإفطار ولا يتطلب عمله سوى ( طبخه بالحليب والسكر واللوز). ومن عادات المسلمين هناك توزيع الحلوى والمرطبات على المصلين عقب الانتهاء من صلاة التراويح. يستعد المسلمون في الهند، لاستقبال شهر رمضان الكريم من أواخر شهر شعبان حيث يقومون بتحضير المستلزمات الرمضانية، وتبدأ الزيارات الأسرية، هذا بالإضافة إلى أن المطاعم التي يملكها مسلمون تغلق أبوابها طيلة فترة النهار أيام الشهر الفضيل، وأغلب المسلمين في الهند يحافظون على لبس (الطاقية) خصوصًا في هذا الشهر. وفي الهند ليس هناك إجازة رسمية أو تعديل في المواعيد الرسمية سواء العمل أو الدراسة خلال الشهر، أما عيدا الفطر والأضحى ففيهما إجازة عامة على مستوى البلاد، كما يراعى أن تبتعد مواسم الامتحانات العامة والانتخابات عن شهر رمضان والأعياد. يقدس المسلمون عامة في الهند، هذا الشهر ويعتبرون كل ما يخل بحرمة هذا الشهر أمر منكر ومرفوض، أما غير المسلمين فأكثرهم يقيمون حرمة لهذا الشهر، ويراعون مشاعر المسلمين فيه، فيباركون لهم بقدوم هذا الشهر الكريم، ويشاركونهم موائد الإفطار. ويهتم المسلمون في رمضان، أكثر من غيره بكل أنواع العبادات فالمساجد تكتظ بالمسلمين في أوقات صلاة الجماعة، وأغلب المساجد يكون فيها درس أو محاضرة بعد صلاة الظهر أو بعد صلاة التراويح، فيما يختار كثير من المسلمين هذا الشهر موعداً لأداء الزكاة ويكثرون الصدقات فيه, وأغلبهم يوزّع زكاته بنفسه. كما ينظّم المحسنون – وخاصة في المدن – إفطاراً جماعياً في المساجد وأحياناً في القاعات, ويستفيد منه المسافرون والمعسرون ومَن لا يتأتى لهم الوصول إلى منازلهم من الموظفين وغيرهم، وهذه الظاهرة تعبّر عن روح التكافل والإخاءبين المسلمين في الهند. وتجتمع كل جماعة في المسجد الذي في حيِّهم على طعام الإفطار، حيث يُحْضِرُ كل واحد منهم ما تيسر له من الطعام والشراب والفواكه، ويشترك الجميع في تناول طعام الإفطار على تلك المائدة. ومن المناظر المألوفة هنا أن ترى الصغار والكبار قبيل أذان المغرب بقليل وقد حملوا في أيديهم أو على رؤسهم الصحون والأطباق متجهين بها نحو المساجد بانتظار وقت الإفطار. 11. السودان مما يلفت النظر عند أهل السودان أن ربّات البيوت اعتدن على تجديد وتغيير كل أواني المطبخ، احتفالاً وابتهاجًا بقدوم شهر رمضان، وحالما يتم الإعلان عن بدء شهر الصوم، تبدأ المساجد في إضاءة المصابيح الملونة على المآذن والأسوار، وتظل الأضواء الخاصة طوال ليالي رمضان، كما تبدأ المدافع في الانطلاق عند كل أذان مغرب، معلنة حلول موعد الإفطار، وقبل الفجر للتنبيه على الإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات. ومن المعتاد في هذا البلد تأخير أذان المغرب، وتقديم أذان الفجر، احتياطًا للصيام ! . أما المساجد فتظل عامرة طوال هذا الشهر المبارك بالرواد من المصلين والمتعبدين. وذلك منذ خروج المواطنين من أعمالهم وقت الظهيرة، وخاصة بعد صلاة العصر حيث تبدأ دروس العلم، وحلقات القرآن وتستمر إلى قبيل أذان المغرب بقليل . ومع حلول موعد الإفطار يتم شرب ( الآبريه ) ويُعرف بـ ( الحلو – مر ) وهو شراب يروي الظمآن، ويقضي على العطش الذي تسببه تلك المناطق المرتفعة الحرارة. و( الآبريه ) كما يصفه أهل تلك البلاد، عبارة عن ذرة تنقع بالماء حتى تنبت جذورها، ثم تُعرَّض لأشعة الشمس حتى تجفَّ، ثم تطحن مع البهارات، وتعجن وتوضع على هيئة طبقات في الفرن حتى تنضج . ويستعد الناس عادة لتحضير هذا الشراب قبل رمضان بأشهر، فإذا جاء الشهر الفضيل تقوم النساء بنقع ( الآبريه ) بالماء فترة حتى يصبح لونه أحمر، ويفطر عليه الصائمون، فيشعرون بالري والارتواء بعد العطش والظمأ طوال النهار . ومن الأشربة المشهورة عند أهل السودان في هذا الشهر الكريم شراب يُصنع من رقائق دقيق الذرة البيضاء، حيث تطهى على النار، ويُعمل منها مشروب أبيض يُعرف بـ ( الآبري الأبيض ) له خاصية الإرواء والإشباع، إضافة إلى شراب ( المانجو ) و( البرتقال ) و( الكركدي ) و( قمر الدين ) ونحو ذلك . أما المائدة الرمضانية السودانية فتتم على بسط من سعف النخيل مستطيلة الشكل، يصطف الناس حولها صفين متواجهين. ويبدأ الإفطار بتناول التمر ثم ( البليلة ) وهي عبارة عن الحِمّص المخلوط مع أنواع أخرى من البقول المسلوقة، ومضاف إليها التمر. وهو طعام لا غنى عنه عند الفطور . ثم يتبع ذلك تناول ( عصير الليمون ) إذا كان الجو حارًا، أو ( الشوربة ) إذا كان الجو بارداً. وتلي ذلك الوجبات العادية، وأشهرها ( الويكة ) وهي نوع من ( البامية ) مع ( العصيدة ) وهناك أيضًا طعام يسمى ( ملاح الروب ) وهو عبارة عن لبن رائب ممزوج بقليل من الفول السوداني. وطعام يسمى ( القرَّاصة ) ويؤكل مع الإدام . ويُعدُّ طبق ( العصيدة ) من الوجبات التقليدية عند أهل السودان، ويتكون من خليط عجين الذرة المطهي، ويؤكل مع طبيخ ( التقلية ) ذات اللون الأحمر، ومكوناته تتألف من ( البامية ) الجافة المطحونة وتسمى ( الويكة ) مع اللحمة المفرومة. وبعد تناول طعام الإفطار، يحتسي الصائمون شراب الشاي والقهوة . وأهم مايلفت الانتباه عند أهل السودان خلال هذا الشهر الكريم ظاهرة الإفطار الجماعي، حيث تُفرش البُسط في الشوارع إذا كانت متسعة، أو في الساحات العامة، وتأتي كل عائلة بطعام إفطارها جاهزًا مجهزًا، وتضعه على تلك البسط، وحالما يتم الإعلان عن دخول وقت المغرب يبدأ الجميع في تناول الطعام معًا، ثم يلي ذلك صلاة المغرب جماعة، وبعد تناول شراب القهوة ينصرف الجميع كل إلى شأنه وأمره . ومن عادات السودانيين في هذا الشهر ولا سيما في القرى، خروج كل واحد من بيته قبل الأذان حاملاً إفطاره وبكمية تزيد على حاجته، ثم يجلس إما في المسجد، وإما في الشارع ناظرًا ومنتظرًا أي شخص غريب ليفطر معه . ومن العادات الرمضانية عند أهل السودان كثرة التهادي بين الناس في هذا الشهر الكريم، ويكون ذلك بإرسال الطعام والشراب قبل المغرب بين الأُسر، ويقبل الأغنياء من الفقراء هداياهم وأطعمتهم، لئلا يشعروهم بالحرج في قبول ما يرسلونه لهم هم بعد ذلك . في الخميس الأخير من رمضان يعد السودانيون طعامًا خاصًا يعرف بـ ( الرحمات ) يتصدقون به على الفقراء والمساكين، وهم يعتقدون في هذا أن أرواح الموتى تأتي في هذا اليوم لتسلم على أهلها . ويُقبل الناس من أهل السودان على القرآن الكريم بطريقة تستحق الإعجاب والتقدير، حيث تعقد الحلقات في المساجد من بعد صلاة العصر حتى قبيل المغرب بقليل، وتكثر الدروس الدينية في هذا الشهر، ويتولى الأئمة السودانيون والدعاة أمر القيام على هذه الدروس والحلقات. ويكون هذا الشهر بالفعل شهرًا إسلاميًا . أما صلاة التراويح فإن الناس في السودان يهتمون بها جدًا، كما هو الحال عند باقي المسلمين؛ وتُقام هناك صلاة التراويح في المساجد أو في الخلاوي والزوايا التي تجمع بعض أهل الحي فيصلون التراويح، ويسمعون المواعظ التي تتخلل صلاة التراويح. ويصلي أهل السودان صلاة التراويح عادة ثماني ركعات. وتشهد صلاة التراويح إقبالاً ملحوظًا، وحضورًا مشهودًا؛ حيث تزدحم المساجد بالمصلين من الرجال والنساء والشباب والأطفال في مشهد يُسر الناظرين. ولا تلتزم أغلب المساجد هناك بختم القرآن في هذه الصلاة، لكن بعضها يحرص على ذلك. وفي بعض المساجد يحرصون على قراءة بعض الأذكار عقب كل ركعتين من صلاة التراويح، كقولهم: ( اللهم إنك عفو كريم، تحب العفو، فاعفُ عنا ) . وتنتشر في بلاد السودان – كما في العديد من بلاد الإسلام – عادة السهر إلى وقت متأخر من الليل، حيث يمضي الكثير أوقاتهم خلف شاشات التلفزة. وتُلْحظ أيضًا عادة النوم حتى وقت الظهيرة، وعند البعض قد يستمر النوم إلى الساعة الثانية بعد الظهر. نسأل الله السلامة والعافية .
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
12. النرويج
يمثل المسلمون القطاع الأكبر من الجاليات الأجنبية في النرويح، البالغ تعدادهم (61774) نسمة.. وتحتل الجالية الباكستانية المرتبة الأولى، تليها الجالية الصومالية، والعراقية، ثم ال***يات الأخرى.. نتيجة للموقع الجغرافي للنرويج -في أقصى شمال الكرة الأرضية- فإننا نجد مفارقات مناخية غاية في الغرابة، وبالذات في أقصى شمال النرويج الذي يقع داخل الدائرة القطبية.. حيث يطول النهار في الصيف جداً فيأخذ أغلب ساعات اليوم.. بل إن الشمس -في بعض المناطق- لا تغرب لحوالي الشهر.. كما يقصر النهار جداً -لبضع ساعات- في فصل الشتاء.. بل إن الشمس في بعض المناطق لا تشرق لمدة شهر كذلك. هذه البلبلة المناخية تجعل المسلمين في حيرة من أمرهم عندما يطول عليهم نهار الصيف.. وفي حيرة أخرى في الشتاء عندما لا تتعدى لحظات النهار بضعة ساعات، أو عدة دقائق، فيهرع المسلمون إلى العلماء والفقهاء؛ ليفتونهم في أمر دينهم.. وتظهر سماحة الإسلام، مواكبته لكل زمان ومكان.. وأذكر زيارات لعدد من العلماء السودانيين للنرويج، أبرزهم فضيلة الشيخ د. عبد الحي يوسف، والشيخ محمد عبد الكريم، مما كان له وقع عظيم لدى الجالية المسلمة. تختلف الأنظمة الغذائية لدى مسلمي النرويج باختلاف الجاليات، فالجالية الباكستانية تفضل الأكل الحار، كثير البهار والشطة.. بينما يفضل الصوماليون “المكرونة الاسباقتة”، والموز، ويدخل الموز تقريباً في جميع الوجبات.. أما الإرتريون فيفطرون على العصير و “السامبوكسة”، وإنك لتحسب أن ذلك هو كل الإفطار، لتفاجأ بعد قليل بالمائدة الكبرى من جديد.. المغاربة يحبون “الك***ي” الذي هو أشبه بالبرغل، ويطبخ مع القرع والكوسة والجزر.. وهو وجبة دسمة للغاية. المراكز الإسلامية والمساجد في النرويج يربو عددها على الـ(40) مسجداً ومركزاً.. ولكن للأسف فإن حالهم مثل الحال في بقية الدول الأوروبية؛ من حيث كثرة الخلافات، والتنافر في بعض الأحيان..، والصحيح أن هذا المرض قد نقلوه معهم من مجتمعاتهم الأصلية، وعلى الرغم من ذلك فالمراكز الإسلامية والمساجد تمثل منطلقاً للدعوة، ومقراً يلتقي منه المسلمون، فتقام فيه الشعائر، وتتوطد أواصر المحبة والتكافل.. وبالذات في شهر رمضان، وتقام صلاة التراويح والتهجد في كثير من المساجد، وهناك عدد كبير من حفظة القرآن الكريم، من الصومال، والباكستان، على الرغم من أعجميتهم. 13. فلسطين لحظة أن يرتفع أذان المغرب تجتمع العائلة حول مائدة الإفطار وأشهر أطباقها: مقلوبه و فريكه و المنسف والمحاشي و ورق العنب والملفوف و الخبز العربي .. العصائر شيء أساسي على المائده: عصير الرمان و البرتقال و قمر الدين والتمر هندي أما الحلويات بعد الفطور: ماأشهى القطايف مغمسة بالقطر بطعمي القشطة والمكسرات و ماألذ الكنافه حلاوتها كحلاوة إجتماع العائلة على أكواب الشاي الساخنه مع النعنع المنعش !! كما أن الإفطار الجماعي لايغيب عن الشارع الفلسطيني، حيث تقوم المساجد بدورها وتبقى احتفالات الأطفال الصغار لبعد صلاة العشاء اما الكبار فيذهبون في المساء إلى صلاة التراويح ثم لدروس حفظ القران التي تقام بالمساجد بعد صلاة التراويح ، ثم إلى الأسواق والمتاجر ويشترون الأكلات الرمضانية ويبدأون بتزيين البيوت ومداخلها. في رمضان النهار للعمل والليل للعبادة من صلاة وقراءة قرآن وجلسات ذكر وتسبيح ويتسابق المتسابقون في ضم القرآن ، ويذهب الناس للنوم ليستيقظوا قبل أذان الفجر بقليل على صوت المسحر ليتناولوا السحور ، يصلون الفجر حاضرَا ويقرأون القرآن ومن ثم يبدأ يوم جديد من أيام رمضان الجميلة. 14. مصر على الرغم من تعدّد الأنماط الاجتماعية في مصر – تبعاً لتنوع مظاهر الحياة من الشمال إلى الجنوب – ، إلا أن الجميع قد أطبق على إبداء البهجة والسرور بدخول هذا الشهر الكريم ، فما إن تبدأ وسائل الإعلام ببيان دخول الشهر وثبوت رؤية الهلال ، حتى يتحوّل الشارع المصري إلى ما يشبه خلايا النحل ، فتزدحم الأسواق ، وتزدان الشوارع ، وتنشط حركة التجارة بشكل ملحوظ ، حيث يتنافسون في توفير اللوازم الرمضانية المختلفة ، وينطلق الأطفال في الشوارع والطرقات ، حاملين معهم فوانيس رمضان التقليدية وهم ينشدون قائلين : ” رمضان…..حلّو يا حلّو ” ، عدا عبارات التهنئة التي تنطلق من ألسنة الناس لتعبّر عن مشاعر الفرحة التي عمّت الجميع . ولعلّ من أبرز الأمور التي تُلفت النظر هناك ، زيادة معدّل الزيارات بين الأهل والأقارب ، والأصدقاء والأحباب ، كل هذا في جوٍّ أخوي ومشاعر إنسانيّة فيّاضة ، فرمضان فرصة للتقارب الأسري من جهة وتعميق الروابط الاجتماعية من جهة أخرى . ومما يلاحظ في هذا الوقت انخفاض معدّل الحركة الصباحية بحيث تكون أقل مما هي في المساء ، وتظل كذلك طيلة الصباح وحتى صلاة العصر ، وهذه هي البداية الحقيقية لليوم هناك ، حيث يبدأ تدفّق الناس إلى الأسواق والمحال التجارية لشراء لوازم الإفطار من تمور وألبان وغيرهما ، ولعل أوّل ما يقفز إلى الذهن هنا شراء الفول ، وهذا الطبق الرمضاني لا تكاد تخلو منه مائدة رمضانية ، إذ إنها أكلة محبّبة لجميع الناس هناك ، على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية ، ويمكنك أن تلمس ذلك بملاحظة انتشار باعة الفول في كل مكان ، بصوتهم المميّز الذي يحث الناس على الشراء قائلين : ” إن خلص الفول….أنا مش مسؤول ” ” ما خطرش في بالك…يوم تفطر عندنا ” . ومن العادات التي تميّز هذا البلد ، ما يُعرف بالمسحّراتي ، وهو شخص يقوم بالمرور على الأحياء والبيوت كي يوقظهم وقت السحور بندائه الشهير : ” اصح يا نايم…وحّد الدايم….السعي للصوم..خير من النوم…سحور يا عباد الله ” ، وقد ظهرت عادة المسحّراتي – أو المسحّر كما في بعض الدول – في القرن الثالث الهجري ، ومن ثمّ انتشرت في كثير من البلاد العربيّة ، وكان المسحّراتي يقوم بالضرب على طبلة معلّقة عليه بحبل ويدقّ أبواب البيوت بعصاه منادياً لهم بأسمائهم ، إلا أن هذه العادة قد بدأت بالانحسار نتيجة توافر أدوات الإيقاظ الحديثة من منبّه وغيرها ، فلم تعد تتواجد إلا في القرى والأحياء الشعبية . 15.ألبانيا يبدأ استعداد المسلمين في ألبانيا لاستقبال شهر رمضان بتوزيع بعض الكتيبات والمطويات التعريفية، التي تبين فضل الشهر الكريم على غيره من الشهور؛ كما يقوم أئمة المساجد والدعاة بتقديم بعض الدروس والمحاضرات والتي يكون محورها فضل شهر رمضان. ويتم عادة استقدام بعض الأئمة والعلماء من تركيا خلال هذا الشهر الفضيل، للاستفادة من علمهم وتوجيههم؛ وإمامتهم في صلاة التراويح خاصة، حيث يحرص أئمة المساجد في ألبانيا على ختم القرآن في هذا الشهر، فيتلو الإمام “التركي” جزءًا من القرآن يوميًا في المسجد بعد صلاة الظهر، ويلتف حوله المصلون يستمعون إليه وهو يقرأ آيات الذكر الحكيم . ومن جملة استعداد المسلمين في ألبانيا لاستقبال هذا الشهر تهيئة الأماكن الخاصة بأداء صلاة التراويح التي تشهد حضورًا مميزًا، وإقبالاً عامًا . المسلمون في ألبانيا ينتظرون هذا الشهر بشوق شديد، ويستعدون له أتم استعداد؛ وما أن تُعلن المشيخة الإسلامية عن بدء الصوم حتى تعم الفرحة قلوب الجميع، ويتبادلون عبارات التهنئة بقدوم الشهر الفضيل، كقولهم: ( عيدكم مبارك ) و( رمضان مبارك ) و( رمضان كريم ) ( Gezuar Ramazanin ) . ومع ثبوت دخول شهر رمضان تُسمع أصوات الطبول في أماكن متفرقة من ألبانيا؛ إعلانًا وإعلامًا بثبوت هلال رمضان. ولا تقتصر عملية قرع الطبول ليلة ثبوت رمضان على فترتي السحور والإفطار، بل تستمر في بعض المناطق أثناء النهار ليوم أو يومين، ابتهاجًا وفرحًا بقدوم شهر الطاعة وشهر المغفرة. بعدها تقتصر عملية قرع الطبول على وقت السحور ووقت الإفطار فحسب. كما يُبث أذان المغرب عبر القناة الرئيسة كل يوم من أيام الشهر الفضيل . ومع بدء شهر الصوم يصوم جميع المسلمين الألبان، المتدينون منهم وغير المتدينين على حد سواء. ومن العادات الحميدة عند الألبان أنهم لا يسهرون، وهم يأوون إلى مضاجعهم مبكرين، ويستيقظون لتناول وجبة السحور، عونًا لهم على صيام يومهم . وشخصية ( المسحراتي ) موجودة في تلك الديار، ولعلها منقولة عن طريق الأتراك إليها؛ حيث يمر رجل يحمل ( طبلة ) يوقظ الناس بها، مرددًا بعض الأدعية والابتهالات الدينية. ومع نهاية الشهر يعطيه السكان ما تجود به أيديهم من المال أو العطايا . والإفطارات الجماعية تكثر في الشمال والوسط الألباني حيث يكثر تواجد المسلمين هناك؛ ويقوم عليها بعض الجمعيات الخيرية، وقد كانت تلك الجمعيات الخيرية فيما مضى من الزمن تقوم بنشاط محمود ومشهود في مجال أعمال البر والخير، وقد قل نشاطها في الآونة الأخيرة نتيجة التطورات والتداعيات التي تشهدها الساحة العالمية، والتي منها تضيق الخناق على نشاط هذه الجمعيات، والحد من فعاليتها . ومن العادات المحمودة عند الألبان في رمضان ازدياد الألفة والمودة بين الناس، حتى بين المسلمين والنصارى؛ فتقل الخصومات، وتكثر الزيارات، ويتأثر النصارى بجو رمضان، بل إن بعضهم يسأل عن موعد ليلة القدر، ويحرص على تحريها، والأعجب أن بعضهم يصومها؛ لأنهم يعرفون قدرها ومنزلتها !! . وتعقد في مساجد ألبانيا خلال شهر رمضان دروس العلم، وحلقات تلاوة القرآن، يقوم بها الأئمة من تلك البلاد، والمقيمون هناك من العرب والأتراك . ومن أهم المساجد هناك، مسجد ( دينه خوحا = Dine Hoxha ) وهو في العاصمة، ومسجد ( أنهم بي = Ethem Beu ) . ويمضي الألبان ليالي هذا الشهر بين صلاة التراويح، وقيام الليل، ومجاذبة أطراف الحديث . وفي هذا الشهر تكثر أعمال البر والإحسان بين الناس، فيُخرج الناس صدقات أموالهم بأنفسهم، أو يدفعون بها إلى الجهات الخيرية حيث تتولى أمر توزيعها على مستحقيها. ويصل الناس أرحامهم وذويهم، وتكثر اللقاءات والاجتماعات بين المسلمين في أيام وليالي هذا الشهر الكريم، حيث يتبادل الناس الأحاديث الدينية، ويتناقشون في شؤون وشجون إخوانهم المسلمين في بقاع العالم الإسلامي . صلاة التراويح عند مسلمي ألبانيا لها مزية خاصة، إذ تلقى إقبالاً غير معتاد، وتصلى عادة في المساجد إن تيسر ذلك، وإلا تصلى في بيوت أحد الناس. وتصلى في أغلب المساجد عشرين ركعة، وتصلى في بعض المساجد ثمان ركعات فقط. ويحرص الكثير من النساء المسلمات في ألبانيا على حضور وأداء هذه الصلاة. ويختم القرآن في بعض المساجد أثناء صلاة التراويح. وبعد الفراغ من صلاة التراويح يكون دعاء جامع يتولاه إمام الصلاة، أو أحد الصالحين، ويؤمِّن الجميع من ورائه . ثم إن من الغريب هناك أن بعض الجهال يصلون صلاة التراويح فحسب، ولا يصلون الصلوات الخمس المفروضة، لا في رمضان ولا في غير رمضان . أما سُنَّة الاعتكاف فهي غير معهودة عند كبار السن من المسلمين الألبان، غير أن الشباب المسلم الجديد، وخاصة الذين تلقوا دراستهم في العديد من البلدان الإسلامية يحرصون على إحياء هذه السنة، والمحافظة عليها، فهم يعتكفون في المساجد في العشر الأخير من هذا الشهر، ويمضون أوقاتهم في طاعة الله وعبادته، وينبهون من حولهم لأهمية إحياء هذه السُّنَّة المباركة . وليلة القدر عند مسلمي ألبانيا هي ليلة السابع والعشرين، وهم يحتفلون بها غاية الاحتفال، ويجتهدون في العبادة فيها وسعهم، ويمضون معظم الليل قائمين خاشعين لله . 16. العراق لشهر رمضان في العراق خصوصية وطعم خاص, اذ تبدأ المرأة بالتحضير لهذا الشهر الكريم من خلال مبادرتها بالذهاب إلى شراء المواد الغذائية التي تحتاجها العائلة في وجبات إلافطار والسحور، والتي تشتمل عادةً المواد الغذائية الأساسية، فضلاً عن الحلويات والعصائر وخاصة «شراب نومي البصرة» الذي لا تكاد تخلو منه مائدة أفطار. ومن العادات المعروفة في هذا الشهر المبارك هي كثرة الزيارات بين الجيران والأقارب في ليالي رمضان، اذ يتبادل الجيران انواع الاطعمة, فضلاً عن تبادل اطباق الحلوى, كون العراقيون اعتادوا في هذا الشهر الكريم على جلسات الإفطار الجماعية التي تلم شمل الأقارب والأحبة والتي من شأنها زيادة الألفة والمحبة بين العائلات العراقية، لكن في الوقت الحاضر بدأ العراقيون يقللون من هذه الزيارات بسبب الوضع الأمني في البلاد الذي القى بظلالهِ على اغلب عاداتنا الجميلة. تختار كل امرأة «ام البيت» لكل يوم من ايام رمضان بعض الأكلات العراقية المعروفة, كالشوربة، والتشريب والدولمة والكبة والغالب تكون كبة حلب، كبة برغل، كبة حامض، والباجة الاكلة العراقية الاكثر شهرة وعروكَ كباب مشوي او مقلي وغيرها من الطبخات العراقية المعروفة، لتكون سفرتها مميزة خلال هذه الايام المباركة, فضلاً عن الحلويات المعروفة كالبقلاوة والزلابية وغيرها من الحلويات المعروفة بنكهتها العراقية. ومع حلول شهر رمضان المبارك من كل عام تنتشر لعبة المحيبس التراثية في الشارع العراقي الشعبي بنحو لافت للنظر وتستهوي هذه اللعبة آلاف العراقيين من لاعبين ومشجعين، وتمارس في الأحياء والمقاهي الشعبية منذ مئات السنين. وقد اشتهرت في أقدم المحال البغدادية القديمة كالكاظمية والأعظمية والجعيفر والرحمانية فتقام مباريات بين ابناء المنطقة الواحدة، وبين المناطق المجاورة مثل المباريات التي تقام كل عام بين منطقة الكاظمية ومنطقة الأعظمية. تتكون اللعبة من فريقين كل فريق يتكون من عدد من الأشخاص قد يتجاوز العشرين و يجلس الفريقان بصورة متقابلة وبنحو صفوف ويقوم أحد أشخاص الفريق الأول بوضع خاتم (محبس) بيد أحد أشخاص فريقه ويتم أختيار أحد الأشخاص من الفريق الثاني ليعرف (يحزر) مكان الخاتم، و يتم تسجيل النقاط لكلا الفريقين حسب عدد المرات التي تمكن خلالها من معرفة مكان الخاتم، والفريق الذي يحقق الحد الأعلى من النقاط (21 نقطة) هو الفائز. ومن طقوس هذه اللعبة أن يتناول الفريقان والجمهور بعد انتهاء اللعبة بعض الحلويـات العراقيـة المعروفـة (الزلابية والبقلاوة) التي يتحمل ثمنها الفريق الخاسر. تهدف لعبة المحيبس الى تقوية أواصر المحبة والصداقة بين أبناء الحي الواحد، والتعارف وتوطيد المحبة والألفة بين ابناء المناطق المتعددة. اما في الثلث الأخير من شهر رمضان يبدأ الناس بالاستعداد لاستقبال عيد الفطر المبارك من خلال تزيين البيوت لاستقبال المهنئين من الجيران، والأقارب، والأصدقاء، وتقوم ربات البيوت بصنع الحلويات والمعجنات خاصة (الكليجة) لتقديمها مع العصائر للضيوف الذين يأتون في العيد. 17. السعودية لرمضان في المملكة العربية السعودية جو روحاني خاص ربما لا يوجد في غيرها من بقاع العالم الإسلامي؛ وذلك لاحتواء تلك الديار على الحرمين الشريفين، وهما من المنزلة في قلوب المؤمنين بمكان . ومع ثبوت هلال رمضان تعم الفرحة قلوب الجميع في المملكة، وتنطلق من الأفواه عبارات التهنئة، من مثل قول: ( الشهر عليكم مبارك ) و( كل عام وأنتم بخير) و( أسأل الله أن يعيننا وإياك على صيامه وقيامه ) و( رمضان مبارك ) . وعادة أهل المملكة عند الإفطار أن يتناولوا التمر والرطب والماء، ويسمونه ( فكوك الريق ) وبعد وقت قصير من انتهاء أذان المغرب يرفع المؤذن صوته بالإقامة، فيترك الجميع طعامهم ويبادرون إلى الصلاة . وبعد الانتهاء من صلاة المغرب ينطلق الجميع لتناول وجبة الإفطار الأساسية، التي يتصدرها طبق الفول المدعوم بالسمن البلدي، أو زيت الزيتون، حيث لا ينازعه في هذه الصدارة طعام غيره، ولا يقدم عليه شيء. وطبق الفول في المملكة ذو فنون وشجون؛ فهناك الفول العادي، والقلابة، وفول باللحم المفروم، والكوكتيل، والفول بالبيض، والفول باللبن. أما أفضل أصنافه فهو الفول المطبوخ بالجمر، والذي توضع فيه جمرة صغيرة فوق السمن، ويغطى بطبق آخر لإعطاء نكهة مميزة . ومن الأكلات الشائعة التي تضمها مائدة الإفطار إلى جانب طبق الفول ( السمبوسك ) وهي عبارة عن عجين محشو باللحم المفروم، و( الشوربة ) وخبز ( التميس ) وغير ذلك من الأكلات التي اشتهر أهل المملكة بصنعها في هذا الشهر الكريم. وبجوار تلك الأطعمة يتناول الناس شراب ( اللبن الرائب ) وعصير ( الفيمتو ) . وأشهر أنواع الحلويات التي تلقى رواجًا وطلبًا في رمضان خاصة عند أهل المملكة ( الكنافة بالقشدة ) و( القطايف بالقشدة ) و( البسبوسة ) و ( بلح الشام ) . وقبيل صلاة العشاء والتراويح يشرب الناس هناك الشاي الأحمر، ويطوف أحد أفراد البيت – وخاصة عندما يكون في البيت ضيوف – بمبخرة على الحاضرين . وهناك تقاليد لدى بعض العائلات بأن يعين إفطار كل يوم من أيام رمضان عند واحد من أفراد العائلة بشكل دوري بادئين بكبير العائلة . وبعد تناول طعام الإفطار يتجه الجميع – رجالاً ونساءً – لأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد. وهناك بكل مسجد قسم خاص بالنساء. أما عن عدد ركعات صلاة التراويح، فهي تصلى عشرين ركعة في الحرمين، وفي باقي مساجد المملكة بعض المساجد تكتفي بصلاة ثمان ركعات، وبعضها الآخر يصليها عشرين ركعة. ويختم بالقرآن في أغلب مساجد المملكة خلال شهر رمضان. ويعقب صلاة التراويح في كثير من المساجد درس ديني يلقيه إمام المسجد، أو يُدعى إليه بعض أهل العلم في المملكة . والناس هناك يجتمعون عادة كل ليلة في أحد البيوت، يتسامرون لبعض الوقت، ثم ينصرفون للنوم، وينهضون عند موعد السحر لتناول طعام السحور، والذي يتميز بوجود ( الخبز البلدي ) و( السمن العربي ) و( اللبن ) و( الكبدة ) و( الشوربة) و( التقاطيع ) وأحيانًا ( الرز والدجاج ) وغيرها من الأكلات الشعبية. وتنتشر بشكل عام في جميع أنحاء المملكة المناسبات الخيرية ( البازارات ) لجمع التبرعات والصدقات، وتوجه الدعوات للمساهمة في إفطار المحتاجين والمساكين، وتقديم المساعدات والمعونات لهم. كما ويحرص أهل الخير على إقامة الموائد الرمضانية الخيرية، وتقديم الأطعمة على نفقاتهم الخاصة. أما الماء فيوزع في برادات مثلجة . وبعد أداء صلاة العشاء والتراويح يعود الناس إلى مجالسهم وسهراتهم التي قد تدوم عند البعض – وخاصة الشباب منهم – حتى السحور. والسيدات يسهرن وحدهن في البيوت، والعادة أن تحدد السهرة عند واحدة منهن في الحي أو الأسرة، ويكون ذلك بشكل دوري بين سيدات الحي أو القريبات أو الصديقات، ويسمى مكان السهرة ( الهرجة ). ومن أهم العادات الرمضانية في المملكة تزاور العائلات بعد صلاة العشاء . وفي النصف الثاني من رمضان يلبس كثير من السعوديين ثياب الإحرام لأداء العمرة، أما في العشر الأواخر منه فإن البعض منهم يشد رحاله للاعتكاف في الحرم النبوي أو المكي . وتبدأ صلاة التهجد في مساجد المملكة بعد صلاة التراويح، وتصلى عشر ركعات، يُقرأ خلالها في بعض المساجد بثلاثة أجزاء من القرآن الكريم يوميًا، وتستمر تلك الصلاة حتى منتصف الليل أو نحوه . وبعد يوم السابع والعشرين من رمضان يبدأ الأهالي بتوزيع زكاة الفطر، وصدقاتهم على الفقراء والمساكين وابن السبيل، ويستمرون في ذلك حتى قبيل صلاة العيد . وقد انتشرت في المملكة وبكثرة عادة طيبة، وهي إقامة موائد إفطار خاصة بالجاليات الإسلامية والعمالة الأجنبية المقيمة في المملكة، وتقام تلك الموائد بالقرب من المساجد، أو في الأماكن التي يكثر فيها تواجد تلك العمالة، كالمناطق الصناعية ونحوها . ومن العادات المباركة في المملكة أيضًا توزيع وجبات الإفطار الخفيفة عند إشارات المرور للذين أدركهم أذان المغرب وهم بعدُ في الطريق إلى بيوتهم، عملاً بسُنَّة التعجيل بالإفطار . 18. تونس يستقبل التونسيون شهر رمضان الكريم قبل قدومه بأيام عديدة، لما له من مذاق خاص، وعادات فريدة، وأجواء روحانية جليلة، ففي النهار كما في الليل يغدو رمضان في أرض الزيتونة كله حركة وحياة في أجواء من المشاعر الدينية العميقة، والاحتفالات الخاصة بهذا الشهر الكريم. تنشط الأسواق والمحلات التجارية قبل وخلال أيام رمضان، وتدب حركة غير عادية في الشوارع تصل إلي أوجها في أواخر الشهر الفضيل مع حلول عيد الفطر، كما تتزين واجهات المقاهي وقاعات الشاي، وتتلألأ صوامع الجوامع في كل المدن بالمصابيح. ويحتل شهر رمضان مكانة روحية عميقة لدي التونسيين، حيث تمتلئ الجوامع في كل محافظات البلاد بروادها الذين يفترشون الشوارع والأحياء التي تقع بالقرب من الجوامع، وتصدح المآذن بتلاوات خاشعة للقرآن يؤمنها أئمة من خريجي جامعة الزيتونة للعلوم الإسلامية. ويتسابق التونسيون عقب إفطارهم إلى حضور صلاة التراويح، ومواكبة مجالس الذكر وحلقات الوعظ الديني والمحاضرات والمسامرات الدينية، وتلاوة ما تيسر من القرآن إلى جانب عدد كبير من الأختام والإملاءات القرآنية، وحصص لختم الحديث النبوي الشريف. وكل رمضان وانتم بخير وانشالله صيامكم مقبول وذنبكم مغفور.
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
رمضان في الصين.. بـــاتشــــاي" ونكهة مختلفة
ولائم الإفطار الجماعية عادة متأصلة عند كثير من المسلمين في الصين للمسلمي فى الصين عادات وتقاليد خاصة جدا تميزهم عن غيرهم، إذ يسمى شهر رمضان في الصين "بــاتــشـــاى "، ويبلغ عدد المسلمين حوالي 20 مليون مسلم يتركزون في شمال غرب البلاد. فالمساجد تنتشر وتحيط بها المطاعم الإسلامية، التي تنشط في رمضان وتقدم الحلويات الرمضانية المشهورة في الدول العربية والإسلامية، بجانب أكلات وحلويات المطبخ الصيني الذي يخلو من الكولسترول، لأنهم لا يستعملون الدهون في الأكل. فرمضان في المجتمع الإسلامي الصيني يشمل المناطق ذات التجمع الانفرادي للمسلمين أو يشكلون أغلبية سكانية، وهذا يشمل منطقة نينغشيا ذاتية الحكم ذات الأغلبية السكانية من قوميه الهوى، إحدى الـ56 قومية التي تتكون منها الصين، وهي أكبر القوميات المسلمة العشر في الصين، إضافة إلى منطقة شينجيانغ ذات الأغلبية من قومية الويغورية المسلمة ذات الحكم الذاتي المستقل أيضا. وحسب الإحصائيات الرسمية، يشكل المسلمون يشكلون حوالي 20 مليون مسلم مقارنة بالتعداد السكاني الهائل المكون لدولة الصين (ربع سكان العالم، مليار و300 مليون نسمة). ووفقا لوكالة شينخوا الصينية للأنباء، فإن المسلمين الصينيين عند دخول وقت الافطار يأكلون أولا قليلا من التمر والحلوى ويشربون الشاي بالسكر، وعقب ذلك يتوجهون إلى المساجد القريبة لصلاة المغرب، وبعد الانتهاء يتناولون الفطور مع أفراد العائلة. أما عن المسلمين أنفسهم فهم يتعايشون مع طائفة "الهان"، أكبر مجموعة عرقية في الصين، وفي المناسبات الدينية، يقدم هؤلاء المسلمون لجيرانهم من " الهان" أطعمتهم التقليدية وفي نفس الوقت يعطي "الهان" بدورهم الهدايا لجيرانهم من المسلمين. ومن أقدم المساجد في بكين العاصمة، نجد مسجدي "نيوجيه" الذي بني منذ ما يقرب من 1000 عام، ومسجد "دونغ سي" الذي يعود تاريخ بنائه إلى 500 عام، وقد تم تجديدهما عدة مرات خلال 50 عامًا. وبحلول شهر رمضان يبدأ الدعاة وأئمة المساجد في إلقاء دروس للمسلمين حول تعاليم القرآن وآداب السنة النبوية، خاصة تلك التي ترتبط بالصيام وأخلاق الصائمين. ويوجد في الصين أكثر من 988 مطعم ومتجر للأطعمة الإسلامية، ومن أشهر الأطعمة التي تنتشر في رمضان بين المسلمين في رمضان لحم الضأن المشوي، ويحرص المسلمون أيضا على تبادل الحلوى والتمر والشاي. أما فوانيس رمضان فهي تعد من أشهر السلع التي تصدرها الصين للعالم العربي والإسلامي، فهي بدأت منذ القدم إذ استخدمها الناس في الانارة وكذلك لتزيين المنازل والأحياء السكنية ولكنها تحولت الى عادة واستمر الناس عليها كل عام وبناء علية تحولت فوانيس رمضان إلى تجارة كبيرة. قبل الإفطار يبدأ الصينيون عادة طعامهم بحبات تمر وقليل من الماء يزداد الاقبال على المساجد خلال الشهر الفضيل
__________________
آخر تعديل بواسطة ميس هدى خليفة ، 02-06-2018 الساعة 11:11 PM |
#8
|
||||
|
||||
جدير بالذكر أن الإسلام وصل إلى الصين سنة 29 للهجرة تقريبًا وانتشر عن طريق الفتوحات الإسلامية بعدما فتح قتيبة بن مسلم الباهلي تركستان الشرقية، وانتشر الدين الجديد من خلال التجارة البحرية في المناطق الساحلية، وعن طريق الدعوة والانتقال إلى المناطق الداخلية لا سيما المجاورة لتركستان الشرقية. شهر رمضان في الصين
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
رمضان في السويد.. كيف يصوم المسلمون 22 ساعة في البلد التي لا تغرب عنها الشمس أبدًا ؟
الســــــــــــــــويــــد في السويد حيث يعيش أكثر من نصف مليون مسلم، لا يكاد المسلمون ينتهون من وجبة الإفطار حتى يبدأوا الاستعداد لوجبة السحور، بسبب أن الشمس لا تغرب عن سماء معظم مناطق السويد في الصيف إلا لأربعة ساعات فقط، وفي مناطق أخرى لا تغيب عنها أبدا. لذلك تتراوح عدد ساعات صيام رمضان في السويد بين 18 ساعة في أقصى الجنوب حيث تقع مدينة مالمو، وحتى 22 ساعة في أقصى الشمال في مدينة كيرونا. في السويد لا توجد قوانين تقلل من عدد ساعات العمل في رمضان، لذلك يلجأ بعض المسلمين القاطنين في شمال السويد إلى الصيام وفقا لتوقيت موطنهم الأم، ومنهم من يصوم وفقا لمدينة مالمو السويدية، والتي تقل فيها عدد ساعات الصيام لوقوعها في أقصى جنوب البلاد، ومنهم من يصوم حسب توقيت مكة المكرمة أو توقيت تركيا لأنها الدولة الاسلامية الأقرب إلى شمال أوروبا، ولكن الأغلبية تصوم وفقا للتوقيت المحلى المتبع في أوقات الصلاة في الأجزاء الشمالية من السويد، متحملين مشقة هذا الأمر في سبيل تحصيل ثواب صيام الشهر الفضيل إيمانا واحتسابا. وتكثّف الجمعيات الإسلامية في السويد، نشاطاتها مع حلول شهر رمضان، حيث تتنوع بين إقامة النشاطات داخل المراكز الإسلامية و المساجد وبين التواصل مع المجتمع السويدي من أجل التعريف بالدين الإسلامي. القوانين السويدية تجيز للمسلمين أن يقيموا ويشيّدوا مساجدهم في أماكن تواجدهم أو في أيّ مكان يرغبون في أن يبنى مسجدهم عليه، لذلك انتشرت هناك المساجد مع زيادة عدد الوافدين العرب على الدولة الهادئة، ولكن يبقى مسجد "استوكهولم الكبير" والذي شيّده الشيخ زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة السابق، أكبر مسجد في عموم السويد. المسلمون في السويد أغلبهم من البوسنة وتركيا والعراق وإيران ومصر والجزائر والمغرب وسوريا، وينشط كل أبناء دولة محددة في إحياء طقوس موطنه الأصلي الرمضانية، لذلك تعرف السويد خلال شهر رمضان حلويات شرقية مثل القطايف والبقلاوة، فضلا عن مشروباتنا المحلية كالخروب والعرقسوس، وكذلك التمور المحشوّة بالمكسرات والتي لا تغيب عن مائدة الفطار نظرا لقدرتها على مد الجسم بالطاقة مع عدد ساعات الصيام الطويلة التي يعانيها المسلمون هناك.
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
رمضان في بريطانيا .. المساجد في قبضة الشرطة بعد جريمة دهس المصلّين أمام مسجد " فينسبري"
موقع حادث الدهس الذي وقع قرب أحد مساجد حي فينسبري بارك شمال لندن ثلاثة ملايين مسلم من ***يات مختلفة يعيشون في بريطانيا، ويتبعون ما يعلنه المسجد المركزي بشأن تحري هلال شهر رمضان الكريم، وعادة ما تتبع إدارة المسجد أيام الصيام وأول أيام العيد تبعًا لما تعلنه المملكة العربية السعودية التي تتحرى هلال شهر الصيام وهلال العيد وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، بينما لا يتسنى للمسلمين في بريطانيا أن يفعلوا ذلك. ويعتبر شهر رمضان الحالي من أصعب الشهور الرمضانية التي مرت على المسلمين هناك، إذ تبلغ عدد ساعات الصيام هناك نحو 19 ساعة بسبب تزامن موعد حلول الشهر الفضيل مع فصل الصيف، فيما يتبقى أمام المسلمين خمس ساعات فقط للإفطار والسحور وأداء صلاتي العشاء والتراويح. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت بريطانيا قِبلة للعديد من المسلمين الذين سافروا إليها واستقروا فيه، إذ أفاد مكتب الإحصاء البريطاني أخيرًا بأن عدد المسلمين في إنجلترا وويلز تجاوز ثلاثة ملايين لأول مرة، وهو ما يمثل 5.4% من تعداد سكان البلاد، موضحًا أن عدد الجالية المسلمة تضاعف خلال عقد، نتيجة ارتفاع معدلات الهجرة والمواليد. وقالت صحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية إن واحدًا من بين كل عشرين مواطنًا بريطانيًّا مسلمًا، وهو ما من شأنه أن يثير جدلًا بشأن تغيير وجه بريطانيا في ظل الدعوات المتزايدة لاندماج المسلمين في البلاد. وذكر مكتب الإحصاء أن المسلمين يمثلون نصف السكان في بعض مناطق العاصمة البريطانية لندن، وإذا استمرت وتيرة الزيادة السكانية للمسلمين فإنهم سيشكلون الأغلبية في تلك المناطق في غضون عشر سنوات، لذلك تنتشر في بريطانيا المساجد، إذ يعتبر الإسلام هو ثانية الديانات الأكثر انتشارًا في المملكة المتحدة. ومع بدايات شهر رمضان الكريم تكثفت زيارات المسلمين - رجالًا ونساء - إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، وكاد الشهر الكريم أن يمر بسلام على مدينة الضباب لولا الحادث الإرهابي الذي وقع فجر الاثنين الماضي، حينما ارتكب أحد الإرهابيين جريمة دهس لعدد من المصلين وهم في طريقهم لمغادرة مسجد فينسبري بارك شمال لندن، مما أسفر عن م*** شخص، وسقوط عشرة جرحى. المسجد الذي تأسس في العام 1994 وحرص على حضور افتتاحه ولي العد البريطاني الأمير تشارلز يعد أحد أكبر المساجد في لندن ويقع قرب حديقة فينسبري في حي إيزلينجتون، حيث يقيم زعيم حزب العمال البريطاني والنائب في مجلس العموم جيريمي كوربن، شمالي العاصمة البريطانية. المسجد الذي يتسع لأكثر من 10 آلاف مصلٍ، عملت إدارته على تغيير الصورة الذهنية التي راجت عنه باعتباره بؤرة لنشر الأفكار المتطرفة إلى مركز لنشر التسامح والاعتدال، عبر الأنشطة والخدمات المتعددة التي يقدمها مثل وجبات الطعام اليومية المجانية للمشردين بغض النظر عن دياناتهم. وفي محاولة منها لطمأنة المجتمع الإسلامي المتنامي في لندن، قالت رئيس الوزراء تيريزا ماى أن الشرطة ستقوم بنشر قوات إضافية لحماية المساجد في عموم بريطانيا، كي يتمكن المسلمون من أداء شعائرهم خلال شهرهم المقدس في سلام.
__________________
|
#11
|
||||
|
||||
رمضان في المالديف..المصلّون ينتظرون الفجر على الشواطئ...و"كرات السمك" مكّون رئيسي لوجبة الإفطار
جزر المالديف لا يعرف سكان جزر المالديف ديانة غير الإسلام، حيث إن إجمالي عدد سكانها الذي يقدر بـ 309 ألف يدينون بالإسلام، وينحدر غالبيتهم من أصول هندية وسيرلانكية، فهى من البلاد القليلة جدًا بعد الحرمين الشريفين التي لا تقع عيناك فيها إلا على مسلم. وما لا يعرفه الكثيرون عن المجتمع المالديفي أنه يحترم الدين الإسلامي ويقدم أحكامه ونصوصه على أي نصوص, ويتمتع أهل العلم والعلماء بمكانة خاصة جدًا عند أهل هذه الجزر . ومع بدايات شهر شعبان يبدأ المالديفيون استعداداتهم لاستقبال شهر رمضان، ويتم إعلان رؤية هلال شهر رمضان الكريم من خلال مفتي الدولة بعد مراقبته من قبل اللجنة المتخصصة، فتتغير ملامح الشوارع لتكتسي طابعًا روحانيًا مميزًا، من خلال إشعال المصابيح في المساجد والسهر على السواحل حتى في انتظار أذان الفجر ومن ثم نسمات الصباح. طقوس رمضان في المالديف تشبه كثيرًا طقوسه في سائر البلدان العربية والإسلامية، فهم يعرفون المسحراتي بوظيفته وشكله التقليدي، وكذلك مدفع الإفطار. وفي رمضان يتم تقليص عدد ساعات العمل، وتنشط حركة التسوق وزيارة العائلات، إضافة إلى الخصومات التي تقدمها الشركات والمؤسسات والتجار ابتهاجًا بالشهر الفضيل. السلوكيات الإسلامية تبدو واضحة على سطح الحياة العامة في الشارع المالديفي خلال الشهر الكريم، فينتشر الحجاب وتغلق المطاعم نهارًا، وتنقطع الحياة عن الصخب عند الإفطار، ولا يمكن لأحد المجاهرة بالفطر فيه. تتنوع المائدة الرمضانية المالديفية بشكل يجعلها شهيّة ومفيدة في آن واحد، فالمطبخ المالديفي ماهو إلا مزيج من المطبخين العربي والهندي، وبحكم طبيعة البلاد المتكونة من جزر تحيطها مياه البحر من كل اتجاه فإن المطبخ المالديفي يعتمد كثيرًا على الأسماك والتونة. ومن أشهى أصناف المأكولات البحرية في المالديف فطائر "الباجياو" و فطائر "الماسروشي" إضافة إلى كرات السمك، أما الشوربة التي لا تخلو منها أبدًا مائدة الفطار في المالديف فهي أيضًا تتأثر بالنكهات البحرية من خلال حساء "الجاروديا"، وهناك العديد من الحلويات الشهية التي ربما تكون كعكة "الفونيبواكا" المصنوعة من الطحين أشهرها في شهر رمضان. عرفت المالديف الإسلام مع مطلع عام 548 هـ على يد تاجر مغربي يسمى بأبي البركات البربري كان حافظا للقرآن الكريم دارسا لمعانيه، تمكن من نشر تعاليم الإسلام السمحة بين سكان الجزر التي سحرت العالم بجمال طبيعتها. وتجاوب الشعب المالديفي كله مع دعوة الإسلام - حكومة وشعبًا- فاعتنق الملك آنذاك " ماهاكا لامنجا " الإسلام وأطلق على نفسه اسم" محمد بن عبد الله" تيمنًا باسم رسول الله، وطلب من الدول الإسلامية قوافل لنشر الوعي الديني واللغة العربية بين سكان الجزر الأخرى .
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
رمضان في باكستان.. وجبة العشاء بديلة عن الإفطار.. ومشروب "شاتوو" المنعش لتفادي حر الصيام رمضان في باكستان
رمضان في باكستان يشكل المسلمون أكثر من 97% من سكان باكستان، لذلك تبدو أجواء رمضان جلية في الشارع الباكستاني من خلال الحشمة والحجاب الذي ترتديه كل الباكستانيات خلال رمضان حتى غير المحجبات منهن، فمن عادات السيدات الباكستانيات تغطية الرأس عند سماع الأذان حتى لو كانت المرأة غير محجبة، ومن عادتهن أيضا المواظبة على غطاء الرأس في الشهر الفضيل. قبل آذان المغرب تزدحم محلات الحلويات الباكستانية لتقديم وجبة "الإفطار" ساخنة والتي عادة لا تصنع في المنزل وإنما تشترى جاهزة، وتتكون من السمبوسة و"الباكورة" وهي عبارة عن خليط من البطاطا وطحين الحمص مع التوابل المقلية، فيما تصنع سلطة الفواكه في المنزل. في باكستان لا يتجاوز وقت تناول الإفطار أكثر من خمس دقائق لينطلق الرجال لأداء صلاة المغرب جماعة في المسجد، ويحرص الباكستانيون على تناول وجبة العشاء بعد صلاة التراويح عوضًا عن اللقيمات القليلة التي يتناولونها في الإفطار، ويعتبر الباكستانيون السحور وجبة طعامهم الرئيسية. ومن أبرز الطقوس الرمضانية في باكستان تحضير شراب "شاتوو" قبل قدوم الشهر الفضيل بفترة من الوقت، ويتكون هذا الشراب المحلي من خليط من الفواكه المجففة والسكر وعصير الليمون، ويحرص عليه الباكستانيون لأنه منعش للغاية ويعوضهم عن فقد أجسامهم للسوائل طوال ساعات الصيام الحارة. ويمكن خلط الشراب الباكستاني المنعش مع أي نوع من السوائل الأخرى مثل الماء أو الحليب، ويضيف إليه معظم الناس لوزًا مبشورًا. وما زال المسحراتي يقوم بدوره التاريخي في باكستان، إذ يطوف الشوارع والميادين بطبلته التقليدية التي يعلن بالدق عليها عن قرب وقت السحور، ولكن مهمته هذه ليست تطوعية إذ يتناوب سكان الحي في تقديم السحور له ويتقاضى أجرته من زكاة الفطر في آخر الشهر. وللأطفال الصائمون في باكستان تقدير خاص إذ يتم تشجيعهم على الصيام من خلال ذكر الأجر والثواب والبركة لصيام شهر رمضان المبارك، وتحرص الأمهات الباكستانيات على تجهيز بعض الأكلات الخاصة المحببة لأطفالهن على الإفطار ، وتكون مائدة الإفطار معدة بشكل احتفالي لتكريمهم على ما بذلوه من جهد. رمضان في باكستان رمضان في باكستان رمضان في باكستان رمضان في باكستان رمضان في باكستان
__________________
|
#13
|
||||
|
||||
رمضان في اليونان.. جبل "بيندلي" يستطلع هلال الشهر الكريم.. ومكافآت مادية للصغار على الصيام | صور
اجواء رمضان في اليونان في اليونان حيث يشكل المسلمون أقلية إذ تعتبر المسيحية هي الديانة الرسمية، بدأ المسلمون في السنوات الأخيرة يحصلون على بعض الامتيازات الرمضانية التي لم تكن متاحة لهم من قبل. فحاليًا يتم السماح لرابطة المسلمين في اليونان بالصعود إلى جبل "بيندلي" والتمكن من دخول مركز الأرصاد هناك لاستطلاع هلال شهر رمضان الكريم، وذلك خلافًا لما كان معتادا قبل ذلك، حيث كان يتم اتباع دار الإفتاء في شمال البلاد التابعة لدار الإفتاء في تركيا، أو اتباع ما يتم الإعلان عنه من دور الإفتاء في الدول العربية والإسلامية، وهو ما كان يتسبب في اختلافات وانشقاقات. من جهة أخرى تتزاحم المحال التجارية التي تبيع مستلزمات رمضان في وسط العاصمة أثينا، من قبل الأسر المسلمة، وأيضًا من قبل القائمين على الإعداد لموائد الإفطار التي عادة ما تكون في الزوايا والمصليات المتناثرة في أحياء العاصمة اليونانية. كما تجمع زكاة الفطر في مساجد أثينا وتوزع على فقراء المسلمين في المدينة أو ترسل إلى بلاد أخرى. وشهد شهر رمضان في العام 2015 إقامة أول مسجد رسمي في العاصمة أثينا. أما على الصعيد الأسري، فقد اعتادت الأسر العربية المسلمة المقيمة في العاصمة الإفطار الجماعي مع أسر أخرى صديقة، بحيث يجلس الكبار والصغار معًا على مائدة واحدة. أما في "ثراكي" شمال اليونان فالوضع يختلف قليلا عن العاصمة، إذ تقطن هناك أغلبية مسلمة حافظت رغم مرور الزمن على عاداتها وتقاليدها. طوال شهر رمضان في "ثراكي" يجتمع بعد صلاة العصر من كل يوم المسلمون في المساجد ليستمعوا إلى أحد حفاظ القرآن وهو يتلو جزءا كاملا من القرآن الكريم، وعند الإفطار تجتمع عدة أسر في بيت واحد يتم تغييره بالتناوب على مدار الشهر الفضيل. أما المأكولات الرمضانية فهي مشابهة تماما للمأكولات التركية، شأنها شأن سائر عاداتهم وتقاليدهم، خاصة في "ثراكي" حيث يتحدث المسلمون هناك اللغة التركية فيما بينهم. وتختلف عادات مسلمي الجزر اليونانية "رودوس وكو" عن عادات المسلمين في "ثراكي"، فمسلمو الجزيرة خلال شهر رمضان الكريم يقيمون نشاطات تشمل حلقات تلاوة القرآن في المنازل وفي المساجد أيضًا ، تتم في هذه الحلقات قراءة جزء كامل من القرآن الكريم بعد صلاة العصر. وما بين المغرب والعشاء يُقرأ ما تيسر من القرآن الكريم، ثم تلقى الخطبة على المصلين. ومن أكثر العادات التي يمتاز بها المسلمون في اليونان، هي حرص الآباء على مكافأة أبنائهم الصغار على الصيام ببعض الهدايا التشجيعية. أما مسلمو "كريت" وأغلبهم من الجالية العربية، فيقيمون إفطارًا جماعيًا بشكل يومي في المسجد، حيث تبدأ الدروس يوميًا من بعد صلاة العصر إلى المغرب، ثم تتابع بعد ذلك إلى موعد صلاة التراويح، وتتنوع الدروس اليومية بين قراءة القرآن والتفسير وشرح الأحاديث النبوية الشريفة. اجواء رمضان في اليونان اجواء رمضان في اليونان اجواء رمضان في اليونان
__________________
|
#14
|
||||
|
||||
رمضان في أوغندا.. الصيام 12 ساعة و"الماتوكي" وجبة الإفطار الرئيسية | صور
رمضان في أوغندا تعرف على مر التاريخ بأنها جوهرة إفريقيا وقلبها، بلاد الأقزام المشهورة والتي كانت من قبل حلماً أسطورياً لكل المكتشفين والرحالة، الذين انطلقوا بحثاً عن منابع نهر النيل وعن بحيراتها الكثيرة وغاباتها الواسعة.. أوغندا. دائما ما تتغير مواعيد الإفطار والسحور في شهر رمضان، من كل عام في كل البلدان، وتحدد عدد ساعات الصوم وفقا لخطوط الطول والعرض، ومواعيد غروب الشمس وشروقها، لكن أوغندا هي الدولة الوحيدة التي لا يتغير فيه أبدًا موعد الإفطار والسحور بسبب موقعها الجغرافي، إذ تقع على خط الاستواء، ويتساوى فيها طول الليل والنهار طوال شهور العام، وهكذا اعتاد مسلمو أوغندا الذين يشكلون 30% من إجمالي السكان على الصيام لمدة 12 ساعة كاملة في رمضان منذ دخول الإسلام إلى بلادهم. ومن أشهر الطقوس الأوغندية المرتبطة بالشهر الفضيل، تجمع الأطفال بعد الغروب قبيل الإفطار في كافة القرى المسلمة، ويبدأون بالنداء على ذويهم عند كل بيت، ليتجمع أهالي الأطفال جميعا ويتناولوا وجبة الإفطار في المنزل الذي يختاره الأطفال، وفي اليوم التالي، يتم اختيار منزل آخر للإفطار فيه، وهكذا حتى انقضاء الشهر الفضيل. في أوغندا يعتبر الموز هو المصدر الأساسي للغذاء، لذلك يتناوله الصائمون كمكوّن رئيسي في وجبتي الإفطار والسحور، ويتم استخدامه في وجبة غذائية محلية شهيرة تعرف بـ "الماتوكي" وهي عبارة عن موز مشوي، وتعتبر هي وجبة الإفطار الأوغندية الرئيسية. ويعتبر امتلاء مسجد "أونداجيه" _ أكبر المساجد في العاصمة كمبالا_ بالمصلين عند الإفطار الجماعي، من أهم مظاهر رمضان في أوغندا، خاصة أن فيه تعد مائدة رحمن كبيرة ليجتمع عليها أهالي كمبالا من المسلمين، لتناول طعام الإفطار سويا حتى لو لم يكن بينهم سابق معرفة. في رمضان، يقبل الأوغنديون على التمر السعودي الذي ينتشر في المحلات، إذ يفطرون عليه بجانب كوب من اللبن تقليدا للسنة النبوية الشريفة، على أن يتناولوا وجبتهم الرئيسية بعد أداء صلاة المغرب. رمضان في أوغندا.. رمضان في أوغندا..
__________________
|
#15
|
||||
|
||||
رمضان في إيران.. رمي "الكتل الترابية" لمحو الذنوب.. والمسحراتي يطوف "أفيقوا.. فقد حلّ السحر" | صور
رمضان في إيران تحظى إيران بعادات وتقاليد رمضانية خاصة نوعًا ما عن بقية الدول، وقد تم تصنيف هذه العادات ضمن قائمة التراث المعنوي في إيران نظرًا للأهمية التي تحتلها هذه العادات لدى الشعب الإيراني. تنظيف المساجد في آخر جمعة من شهر شعبان، تقوم النساء والفتيات على شكل مجموعات بتنظيف مسجد الحيّ الذي يقطنون فيه، استقبالًا لشهر الصيام، وتبادر بعض العوائل بإهداء سجادات صلاة من نوع "البسط" إلى مسجد الحيّ. مراسم المصالحة ومن أبرز العادات التي يمارسها الإيرانيون أيضًا، قبل شهر رمضان، تنظيم مراسم المصالحة، حيث يبادر شيوخ كل حيّ بدعوة من وقع بينهم الشجار وتدهورت علاقاتهم إلى شرب الشاي في أحد البيوت من دون إطلاع الطرفين على الأمر، حيث تجري حينها المصالحة بينهم. رمي الكتل الترابية وفي مدينة شيراز، مركز محافظة فارس، يمارس أهالي شيراز في آخر جمعة من شهر شعبان مراسم تُسمّى "رمي الكتل الترابية"، حيث يقف الناس، كبيرهم وصغيرهم، عند غروب الشمس باتجاه القبلة وهم يحملون بأيديهم "كتلة ترابية" مردّدين هذه العبارات: "ربّنا تركنا ذنوبنا ومعاصينا الماضية وحطمنا أغلالها وها نحن على استعداد تامّ للعبادة وصيام شهر رمضان"، ومن ثمّ يرمون الكتل الترابية بقوّة الى الأرض لتتكسّر، إيمانًا منهم بأنه مع تكسّر هذه الكتل الترابية، تُمحى سيئاتهم. المسحراتي الإيراني والمؤذن يستيقظ أهالي مدينة "خنداب" بإيران على صوت الطبل الذي يضرب عليه بالعصا الفتى المكبر الذي يصاحبه أكبر المؤذنين وهو يردد مقاطع بعض الأدعية وينادي "أفيقوا.. فقد حلّ السحر"، ويتجوّل المؤذن والفتى في الأحياء والأزقة، حيث يتقدّم المؤذن الفتى الذي يضرب على الطبل أو الطست ويستمرّان في عملهما هذا حتى تضاء مصابيح البيوت. ولا تخلو مدينة خمين وهي من مدن هذه المحافظة، من هذا التقليد الرمضاني، حيث يصعد الفتى في عدد كبير من قرى هذه المدينة، سطح البيت ويبدأ بالضرب على الطست أو الطبل، وكلّما اقترب موعد السحر من أذان الصبح، يزيد الضرب على الطبل أكثر وأكثر إعلانًا من الفتى بأنّ موعد أذان الصبح قريب وبالطبع يجب الإمساك عن تناول السحور، ثم يرفع الفتى نفسه صوته بالأذان على سطح البيت. أكياس البركة واحد من أهم التقاليد الخاصة بشهر الصيام، في محافظة "همدان" بإيران، هي خياطة أكياس البركة في اليوم الـ27 من شهر رمضان الكريم. في هذا اليوم تحديداً، وعندما تتوجّه النساء الصائمات الى المسجد لأداء صلاتي الظهر والعصر، يحملن معهنّ كمية من القماش والخيط والإبرة؛ حيث يبدأن بخياطة كيس أو أكياس ما بين الصلاتين. يعتقد أهالي همدان بأنّ كل من يدخل مبلغاً من المال في هذه الأكياس، يضاعف الله سبحانه وتعالى من ماله ويكثر من رزقه. تتزين الموائد الإيرانية في رمضان بمختلف الأطعمة والمقبلات كالتمر (الرطب) المحشو بلبّ الجوز، وحلاوة الطحين والحساء (الشوربة) والهريسة والمحلبي وما الى ذلك، ومن المستحسن لدى الإيرانيين أن يفطر الصائم على التمر او الماء الساخن او الحلاوة. من أشهر الأكلات الإيرانية "الهريسة" (هريسة الحنطة)، من اكثر الأكلات الشعبية التقليدية شهرة في ايران ويتناولها الصائمون على مائدة الافطار كأحد المقبلات، أما عند السحور فتعتبر وجبة رئيسية أيضًا أو وجبة عند السحور. للهريسة أنواع مختلفة بحسب تنوع مكوناتها الأصلية. طريقة عمل الهريسة (هريسة الحنطة) مثلا: تهيأ من مقدار من القمح والبصل ولحم العجل أو الدجاج والزيت. ومن أبرز الأكلات الإيرانية أيضًا، حساء أو شوربة الشعرية، وشوربة شله قلمكار، والزردة، وحلوى رنكينك، والحليب بالأرز، والمحلّبي وغيرها. رمضان في إيران رمضان في إيران رمضان في إيران رمضان في إيران رمضان في إيران
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|