#1
|
||||
|
||||
في نظرة سريعة إلى التاريخ البشري نرى الكثير من العلامات التي تدل على أن الإنسان القديم كان يبحث في المصادر الطبيعية المتوفرة لديه عما يخفف من آلامه ومشاكله الصحية . فاستخدم النار على سبيل المثال في تدفئته حتى يقي نفسه من الأمراض الناتجة عن البرودة والتغيرات المناخية . ومع تطور الحضارة استخدم الإنسان الكثير من المصادر الطبيعية وسخرها بالشكل الذي يريده، وطورها لخدمة احتياجاته المختلفة ولاسيما العلاجية منها .
لم يظهر العلاج الطبيعي فجأة ، بل إن تاريخه يمتد على مدى كثير من العصور ، فقد وجد في الآثار الفرعونية بعض البصمات التي تدل على شيوعه فيها منذ حوالى سبعة آلاف سنة . وقد روت أساطير الإلياذة والأوديسيا أن النساء الإغريقيات كن يعالجن المحاربين بما توافر لديهن من الأساليب الطبيعية لتخفيف مشاكلهم العضلية والجسدية بعد عودتهم من الحروب . ومع التقدم الحضاري والنهضة العلمية ازدهر العلاج الطبيعي ، وظهر كتخصص مستقل ولاسيما بعد الحرب العالمية الثانية ، حيث برزت حاجة ماسة إلى إعادة تأهيل الجنود وضحايا الحرب . وعرف العلاج الطبيعي بأنه أحد التخصصات الطبية الذي يعني بتشخيص العجز والمرض وعلاجهما بالوسائل الطبيعية. وقال روبرت شيستاك (Robert Shestack) في كتابه (Hand Book of Physical Therapy) إن العلاج الطبيعي يعرف الآن بأنه الأقدم والأحدث في مجال الطب الممارس. يعد الأقدم لأن الرجل البدائي الذي استلقى تحت أشعة الشمس ليستفيد من تأثيرها المعقم والحراري، كان يمارس ما يسمى حاليا بالعلاج المناخي. وكذلك فإن الرجل الأول الذي عمل حماما مائيا لجرحه في روافد أحد الأنهار لإزالة الألم ، كان يمارس ما يعرف في وقتنا الخالي بالعلاج المائي . أما الأحدث فلأنه بدأ خلال الأربعين إلى الخمسين سنة الماضية يصبح مميزا وجزءا مكملا للمعالجة المنتظمة.. ما العلاج الطبيعي؟؟ إن كلمة العلاج تعني لغة المداواة ، أما الطبيعي فهي مستمدة من الطبيعة التي حبانا الله إياها .. أما من الناحية العملية ، فإنه من الصعب جدا تخصيص العلاج الطبيعي بتعريف محدد في بضعة أسطر ، حيث وضع الاتحاد العالمي للعلاج الطبيعي وصف المهنة في مجلد ضم حوالي 400 صفحة ، ويعرف شيستاك العلاج الطبيعي بأنه علاج العجز الذي يصيب المرضى جراء إصابتهم أو مرضهم أو فقدانهم أحد أجزاء جسمهم ، وذلك باستخدام التمارين العلاجية ، والحرارة ، والبرودة، والماء، والضوء، والكهرباء، والموجات فوق الصوتية، والمساج . وقالت ثيلما هولمز، أستاذ مشارك في جامعة فلوريدا ، إن العلاج الطبيعي هو فن وعلم يسهم في تطوير الصحة ومنع المرض من خلال فهم حركة الجسم، وهو يعمل على تصحيح آثار المرض والإصابة وتخفيفها. كما يهتم بصحة المجتمع بشكل عام عن طريق وسائل مختلفة، وتشتمل هذه الوسائل على التقويم والعلاج للمرضى، والإدارة والإشراف على خدمات العلاج الطبيعي والعاملين به ومشاورة الأنظمة الصحية الأخرى، وإعداد السجلات والتقارير، ، والمشاركة في التخطيط للمجتمع والمشروعات والخطط المستقبلية ، وتقويم البرامج التعليمية . أخصائيي العلاج الطبيعي يعد العلاج الطبيعي جزءا متكاملا من برنامج الرعاية الصحية والطبية ، وهو يؤدي دورا حيويا في المحافظة على صحة الفرد والمجتمع . ويساهم اختصاصيو العلاج الطبيعي من خلال أنشطتهم المهنية في منع العجز وحالات الإعاقة الشديدة وتقويمها. وفي الصحة العامة يؤدي اختصاصيو العلاج الطبيعي واجبات تشتمل على تخطيط وتنظيم وتقييم وتوضيح وتنسيق وتطبيق برامج العلاج الطبيعي، ومشاورة ونصح العاملين بالمهن والمنظمات الأخرى المساهمة في تطوير المفهوم الاجتماعي للدراسات الصحية ، والقيام بهذه الدراسات من أجل المجتمع ، وتعليم الأفراد والجماعات ، بالإضافة إلى منح الرعاية المباشرة للمرضى . وتنفذ هذه الأنشطة من خلال المشاركة المستمرة للإدارة والمنظمات ذات العلاقة . وبما أن العلاج الطبيعي هو علم تخصصي في مجال الطب الممارس فإن العاملين في هذا المجال يجب أن يكونوا ذوي كفاءات علمية ، ودرجات جامعية بما يكفل تلقيهم لمتطلبات التعليم الأساسية والتطبيقية لهذا التخصص ، بحيث تشتمل على : علم التشريح، وعلم وظائف الأعضاء، وعلم الحركة، وعلم الأمراض، والأمراض النفسية، والفيزياء الطبية، والأمراض العصبية والعظمية، وأمراض الأطفال، بالإضافة إلى عدد من الأمراض الباطنية وغيرها . هذا بالإضافة إلى المواد التخصصية مثل تطبيق العلاج الطبيعي على الأمراض المذكورة سابقا ، وأخلاقيات المهنة ، والإدارة، والتثقيف الصحي، والعلاج الكهربائي والمائي ، والعلاج اليدوي والميكانيكي ، والعلاج بالأشعة ، والتمارين العلاجية، والتأهيل الطبي ، وغيرها .. ولكي يقدم اختصاصي العلاج الطبيعي الخدمة الكاملة فإنه يجب أن يعمل على أسس ، وبمستوى تفاهم قوي مع الأطباء، واختصاصيي العلاج الوظيفي ، والأطراف الصناعية ، والطب النفسي ، والخدمة الاجتماعية، والإرشاد العملي . الحاجة الدولية إلى خدمات العلاج الطبيعي تتزايد الحاجة إلى العلاج الطبيعي في مجالات الصحة المختلفة بشكل مطرد، يعتمد على ما يمكن توفيره من اختصاصيين مؤهلين في هذا المجال، وذلك لعوامل كثيرة نذكر منها ما يلي : - التقدم السريع في المعرفة الطبية ، وفي تطبيق العلاج الطبيعي في منع الحالات المرضية المتزايدة المتنوعة وعلاجها . - زيادة المعرفة بمشاكل الأمراض المزمنة والإعاقات الجسدية والعقلية، والتي نتج عنها امتداد سريع في برامج الرعاية الصحية مشتملة على التأهيل لكل الفئات العمرية .. - تطوير برامج العلاج الطبيعي على المستوى المحلي والدولي في الأقسام الصحية كنتيجة لتحديث أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم .. - الدراية المتزايدة ، وفهم أن العناية بالمرضى المزمنين تتطلب طرقا محددة وتخصصية تأخذ في الحسبان الأوجه النفسية والاجتماعية والتعليمية والمهنية للحالة الطبية . - زيادة احتياجات البرامج التعليمية وطلبها للخدمات الاستشارية والتعليمية لاختصاصي العلاج الطبيعي . أمراض تحتاج إلى علاج طبيعي تقدم خدمة العلاج الطبيعي لكثير من الحالات بناء على احتياجات المريض، وما يقرره الفريق الطبي . ومن هذه الحالات : - أمراض الجهاز العضلي وإصاباته : مثل ضمور العضلات والشد العضلي ، ووهن العضلات . - أمراض الجهاز العظمي وإصاباته : مثل التواء العمود الفقري ، وإصابات الكسور ، وعمليات العظام . - أمراض الجهاز العصبي وإصاباته : مثل الشلل بجميع أنواعه، والتهاب الأعصاب ، ومشاكل الديسك ، وإصابات العمود الفقري . - الأمراض الباطنية والقلب : مثل اضطرابات الدورة الدموية، وارتفاع الضغط الشرياني ، والذبحة الصدرية، وما بعد عمليات القلب المفتوح . - أمراض الجهاز التنفسي : مثل الربو ، والتهاب القصبات، وتليف الحويصلات الهوائية . - أمراض المفاصل : مثل الروماتيزم ، وتآكل الغضاريف المفصلية ، وخشونة المفاصل ، وتصلب العمود الفقري ، والتهاب المفاصل . - أمراض الجهاز البولي والتناسلي : مثل سلس البول الناتج عن الضعف العضلي ، والتهاب البروستات . - الأمراض والإصابات الجلدية : مثل الحروق والجروح ، والصدفية ، وبعض اضطرابات الجلد الناتجة عن التلوثات البكتيرية . ونختم حديثنا بأن التقدم العلمي والتطور الهائل في تقنية الحاسوب أدى إلى ظهور العديد من التقنيات العلاجية الحديثة مثل الليزر وغيرها ، والتي أثبتت الدراسات فعاليتها في علاج كثير من الأمراض والإصابات . وما زال هناك الكثير من التقنيات الأخرى التي مازالت قيد البحث والدراسة . وفي ظل هذا التقدم السريع فإن نتائج الأبحاث تبشر بمزيد من التطوير في الأساليب العلاجية لأمراض و اعتلالات لم يكن لها علاج . منقول مقالة عن/ مجلة الملتقى الصحي – السعودية بقلم/ وسيم فواز لبان- جمعية الإمارات الطبية
__________________
قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم
إنَّ الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ والصمَّتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفُ وفيه أيضاً لصونِ العرضِ إصلاحُ أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتة والكلبُ يخسى لعمري وهو نباحُ |
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله كل الخير
مقال رائع
__________________
سبحان الله وبحمده,,,سبحان الله العظيم
|
#3
|
|||
|
|||
تسلم يا درش يا حبي رائع مقال رهيب قوي قوي
|
#4
|
|||
|
|||
مصطفي يا مصطفي انا بحبك يا مصطفي
مش ممكن ياجماعة مصطفي دة جدع جدا جدا عمل معايا موقف جدعان جابلي نتيجة الثانوية علي الموبايل بعد مالنت فصل عندي موضوع هايل يادرش د/احمدعبدالمنصف
__________________
" فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلوات واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " صدق الله العظيم |
#5
|
||||
|
||||
شكرا فلاور للمرور
ههه شكرا يا محمد على المرور هههههههه ايد يا دكتور دا انتا هتصيتلى فى المنتدى دا اققل واجب اعملو معاك شكرا ياباشا للمرور
__________________
قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم
إنَّ الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ والصمَّتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفُ وفيه أيضاً لصونِ العرضِ إصلاحُ أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتة والكلبُ يخسى لعمري وهو نباحُ |
العلامات المرجعية |
|
|