اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > أخبار و سياسة

أخبار و سياسة قسم يختص بعرض الأخبار و المقالات من الصحف يوميا (المصرية والعربية والعالمية )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-02-2013, 08:14 AM
الصورة الرمزية simsim elmasry
simsim elmasry simsim elmasry غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,873
معدل تقييم المستوى: 15
simsim elmasry has a spectacular aura about
Mnn آفة الإعلام . . الاختلاق!

بسم الله الرحمن الرحيم
آفة الإعلام . . الاختلاق!

د. محمّد سعيد باه
أستاذ جامعي - السنغال


عذرًا، أستعير هنا ما كتبته في مناسبة أخرى عالجت فيها موضوع الكلمة ومسؤوليتها: «إنه سلطان الكلمة حين تمتلئ وتنطلق، وعندها قد تجزّ الرقاب وتجندل الرؤوس التي أينعت، فإن كنت في شك فاسأل أبا الطيب، طاوعت له الكلمة فصاغ منها ما شاءت له عبقريته لكنها كمنت له بالمرصاد، وجاءت لحظة الانتقام حين رام اللياذ بالفرار فردته كليمات كان قد صاغها لاهيًا ثم طاشت قبل أن ترتد لتطيح برأس لم تحمه من الحمام عمامة التفت وكثفت».
تحتاج المجتمعات، كي تستقر وتنمو، إلى نوع خاص من الصحة يوازي ما تتطلبه الأبدان من العافية، لأنه حين يحدث اختلال في المنظومة التي تستقر بها الأحوال بسبب ما يداهمها من العلل، تتعطل ويصبح سيرها نحو العلياء في غاية البطء، وربما انتهى بها الأمر إلى التفكك الداخلي أو التصارع، وفي كل الأحوال فإن الوهن سيمد رواقه، وهي الظاهرة التي يصفها علماء العمران بالأزمات ويشخصها القرآن على أنها ظهور الفساد في الأرض.
وبالتبعية، فلا خلاف في أن الوظيفة الأولى للإعلام هي البناء بإيجابية وإن سلك في ذلك طرائق شتى بإبلاغ ما يجب أو يحسن إبلاغه من الأخبار مع تخير الزمان والمكان واللغة، وتارة بالنقد البنّاء الذي يزيل ما خبث وضر ويحلّ ما طاب ونفع، ويدل على مواطن الزلل، لكن القيد الذي لا يمكن الفكاك منه بحال هو الالتزام بمبدأ الصدق الذي هو بمنزلة البوصلة التي تحدد المسار.
ومن روائع ما أدّب الله به المؤمنين بمنهجه حين يسوقون القول، دقّ أو جلّ، أن يكون الصدق – ولا شيء سوى الصدق المطلق – هو الأساس الذي يبنون عليه: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ} سورة الكهف.
خلافًا لهذا، بُليت الأمّة هذه الأيام بنمط سيئ من الإعلام يحذق فن الكذب بل يحترفه، ويمارس البعض منه اللون الخطير الذي يعرفه علماء الحديث بأنه: «الوضع» الذي يلجأ إليه صنف رديء من الإعلاميين تارة بقبض أثمان زهيدة من أسياد سيركلونهم في نهاية المشوار، وتارة أخرى يرسلون الكذب البارد تبرعا من عند أنفسهم تنفيسا لشعور دفين نتيجة الإصابة بعلة نفسية مدمرة وهي الحقد الرخيص، وفي كل الاحتمالات فإن المجتمع هو الذي يتعرض للخطر ويصاب أمنه بالاهتزاز.
ومن أشد تلك الآفات فتكا بالمجتمعات ذيوع أخبار لا سند لها في الواقع ولا رصيد لها من الحقيقة، وتتفاقم الأوضاع حين يتم الدفع بهذه الأخبار الملفقة إلى صفوف المجتمع وفقا لخطط موضوعة بعناية وسعيًا إلى تحقيق أهداف رسمت بدهاء، وهنا يأتي الدور التخريبي الذي تكل به خفافيش الظلام إلى إعلام الإفساد الذي تخلّى عن رسالته الأصيلة واختار احتراف الاختلاق قصد الإيذاء والتخريب.
وقد ضاعف من الجرم الذي يرتكبه من ينفخون في أبواق الدعاية المتخصصة في صياغة وتمرير الأكاذيب – هجومًا على الشرفاء أو تلميعًا لأهل الباطل – أن يتخيروا لحظات تتميز بالدقة البالغة من حياة أمّة ما لينفثوا سمومهم، كأن يعينوا الطغاة على كبت الحريات وسلق الشرفاء الذين يأبون تجرع كؤوس الضيم، بألسنة حداد، أو حين ينشطون في الظلام لنسف ما ينجزه المجاهدون لإعادة تشييد ما حطمه المفسدون من قيم الصلاح ومقومات النهوض، لأنهم يخشون سطوع ضوء النهار.
وإلى من يحترفون الكذب على الله وعلى الناس إلى حد الاستمراء الذي يتحوّل إلى الإدمان، نسوق هذه الهمسة القرآنية، علّهم يتعظون فتنفعهم الذكرى إن بقيت فيهم ذرة من خير: {وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} سورة الأحزاب.
وإن لم يرعووا، فإننا نبشرهم بأن حملة أمانة القول السديد من الجهابذة سيعيشون لأكاذيبهم – كما قال الإمام الذهبي للوضّاعين في قرون قد خلت من قبلهم ممن أسندوا إلى رسول الله " صلى الله عليه وسلم" نصوصًا مكذوبة لتخدير إرادة الأمّة أو لتحقيق أغراض هابطة وسيجالدونهم بالكلمة الطيبة التي تؤتي أكلها كل حين حتى يحكم الله بين الفريقين وتندحر جيوش الباطل فتأرز إلى جحورها ليخلو الجو لمن يُوردون الصحاح من الروايات ويقولون الحسن من القول يبنون به القيم ويُحصنون به المجتمع من أن يستباح حماه.
ألم تروا كيف بكّت الله من يسلكون النهج المخالف ب***:{وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ...} (سورة النحل: 116)
تم بحمد الله
__________________________________________________ ______________________
مجلة الوعى الاسلامى العدد570

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:03 PM.