استعراض الخِسّة :ريهام حماد

[حمدى حسام]

 استعراض الخِسّة

http://www.masralarabia.com/%D8%A7%D...B3%D9%91%D8%A9






ريهام حماد




يقول القضاء إن النظام الذي يدعو أنصاره إلى التظاهر بهدف إرهاب المعارضين ويشجع مؤيديه على استخدام القوة عبر خطاب عدائي فأنه يكون نظاماً "يتواطأ" إلى البلطجة ويستعرض قوته ويستحق السجن المشدد عقاباً على فعلته.
جميل، هذا كل ما أردنا أن نعرفه !
(أن تقولوا يوم الحساب إنا كنا عن هذا غافلين).
* * *
تخيل معي نظاماً يدعي رأسه أنه أحرص الناس على الديمقراطية وحرية التعبير وقبول الرأي الآخر ولكنه لا يرضى مجرد أن يقر أحدهم بحقيقة وصفه.
كتب مؤخراً أحد المصفقين المسبحين مقالاً أراد من خلاله أن يسديخدمة جليلة للنظام، فأقر فيه أننا بصدد حكم عسكري بالفعل وأسهب في سرد محاسنه وشرح أسباب حاجتنا الشديدة حالياً إلى هذا النوع من الحكم الذي لن تستقيم الأمور في مصر إلا به .. إلى آخر هذه الأسطوانة السخيفة. حاول الرجل التقدم خطوة جديدة في مجال التنظير للنظام، ولكن حتى هذه الهدية المجانية لم تلق القبول وتم منع نشر المقال، إذ كيف يجرؤ "أحدهم" على التجرؤ بادعاء أن ثمة دنسا ما يشوب الثوب الأبيض الناصع؟ وكيف يجرؤ أحد على مخالفة المقولة الحكيمة الخالدة: لا والله ما هو حكم عسكر ؟!
* * *
يقول أحد المحافظين تعليقاً على حادثة تسمم مئات من المواطنين بعد يومين من غرق صندل محمل بمئات الأطنان من الفوسفات في مياه النيلإنه لا يستبعد أن يكون الإخوان هم من سمموا المياه، فـ "هؤلاء الكفرة يريدون تسميم اللقمة بل والحياة كلها فلم لا يسممون المياه؟" هكذا قال المحافظ الحافظ، متناسياً أن الصندل البحري الغارق تابع أصلاً للقوات المسلحة، وأنه كي يسمم علينا الإخوان المياه قبل أن يسمموا علينا اللقمة والحياة فإن الأمر يستلزم أن يخدع هؤلاء الأشرار قائد الصندل.
ألا يرى سيادة المحافظ أن هذا الافتراض،إن صح، فهو يشكل دليلاً مباشراً على قلة كفاءة القوات المسلحة؟الإجابةلا تهم، فلا مجال للاعتراف بالخطأ أو الاعتذار عنه أو اتخاذ خطوات جدية للتعرف على سببه ومعاقبة من أخطأ واتخاذ ما يلزم لمنع تكراره، فالمهم إلقاء اللوم على الغير والتنصل من المسئولية ومعاقبة من يتذمر.
نعم نحن بصدد حكم عسكري ولكنه ليس بهذا السوء، حتماً هناك ما هو أسوأ، ولكننا لم نسمع عنه بعد.
* * *
يجد النظام جميع المبررات ل*** مواطنيه، ويدعي الحزن ويعلن الحداد على مجزرة الأرمن التي حدثت قبل مائة عام، ولهذا تفسير واحد من ثلاثة: فإما أن ال*** على الهوية أصبح الآن مباحاً،أو أن ال*** على الهوية يشكل جريمة فقط إن ارتكبت ضد غير المصريين، أو أن المكايدة السياسية فكرة والفكرة لا تموت .. ولكن الثابت أن المصريين يموتون بلا ثمن.
* * *
يقول النظام إن حرية التعبير مكفولة، لكن إن لم يلق رأيك كامل القبول من قبله النظام فأنه قد يعتقلك، وإن اعتقلك قد يعذبك، وإن عذبك قد ي***ك، وإن لم يتمكن من اعتقالك لسبب ما فقد يعتقل أقرب المقربين إليك كي يجبرك على تسليم نفسك، أما إن أردت أن تعبر عن رأيك دون أن تدفع هذا الثمن الباهظ فقد تضطر اضطراراً إلى أن تشد الرحال إلى خارج مصر كي تستمر في قول كلمة الحق في وجه سلطان جائر، حينها سيصفك بأنك جبان غير وطني تستقوي بالخارج وسيتساءل: إن كنت حقاً سليم الطوية فلم لا تعارض من الداخل؟
وإن انخدعت بهذه المقولة وعدت إلى مصر أحالوك إلى القضاء (غالباً العسكري) أو المدني الشامخ الذي يرى في قناص العيون جندياً مسكيناً لم يكن يقصد إيذاء أحد بينما يرى في المتظاهرين أبالسة، ثم يفتح لك أبواب معتقلقد لا تغادره إلا إلى المشرحة أو متجهاً إلى بلدك الثاني بعد أن يجبروك على التخلي عن ***يتك المصرية إن كنت تحمل غيرها.

حسناً. علمنا عقوبة استعراض القوة، ولكن ما هي عقوبة استعراض الخسّة؟

[حمدى حسام]

يقول أحد المحافظين تعليقاً لا يستبعد أن يكون الإخوان هم من سمموا المياه، فـ "هؤلاء الكفرة يريدون تسميم اللقمة بل والحياة كلها فلم لا يسممون المياه؟" هكذا قال المحافظ الحافظ، متناسياً أن الصندل البحري الغارق تابع أصلاً للقوات المسلحة،،إن صح، فهو يشكل دليلاً مباشراً على قلة كفاءة القوات المسلحة؟الإجابةلا تهم، فلا مجال للاعتراف بالخطأ أو الاعتذار عنه أو اتخاذ خطوات جدية للتعرف على سببه ومعاقبة من أخطأ واتخاذ ما يلزم لمنع تكراره، فالمهم إلقاء اللوم على الغير والتنصل من المسئولية ومعاقبة من يتذمر.