#1
|
|||
|
|||
"يتيم" .. لأول مرة في رمضان
"يتيم" .. لأول مرة في رمضان
شهر رمضان هو شهر الطقوس والعادات والتجمعات الأسرية والحضور الأبوي والاهتمام الأمومي.. في بداية الشهر الكريم يحضر الأب الفوانيس لأبنائه ويعلق معهم الزينات.. وعلى الإفطار تكون الأم في غاية الإنشغال إلا أنها لا تنسى أن تطعم فلذات أكبادها وتهتم بهم وتصنع لهم أشهى المأكولات التي يحبونها.. ولكن ماذا لو كان هناك طفلا فقد أحد أبويه خلال الأيام أو الأشهر السابقة لرمضان.. كيف نعوضه ذلك اليتم ونحتوى مشاعر الافتقاد الهائلة لديه، ونحن على يقين أن هذه المشاعر السلبية ستتجدد لديه من جديد وكأن كل صغير قد فقد والده أو والدته مرة أخرى مع حلول الشهر الكريم.. طلباتهم أوامر وحتى يتم التخفيف عن هذا الولد أو هذه الفتاة الصغيرة فإنه يجب على الجميع ممن حولهم ألا يشعروهم بحالة الفقد هذه من جديد، وذلك بأن يلبوا لهم كل طلباتهم وألا ينقصوهم شيئا مما كان يفعله أحد والديهم الذي توفته المنية.. كذلك لا يجب أن تتغير الطقوس التي تعودوا عليها كثيرا. لا للأحزان نقطة أخرى، وهي متعلقة بفتح باب العزاء في المتوفي مرة أخرى في المناسبات ومنها شهر رمضان وهذا متبع في بعض الأماكن وبعض العائلات.. وفي هذه الحالة يجب ألا نعرض الصغار لهذا الموقف مرة أخرى، بأن يأتي كل الأقارب باكين ليعزوا أهل المتوفي وأبنائه، ولكن الأفضل أن يتم تحويل هذا العزاء إلى شىء إيجابي لمواساة الأطفال وتعويضهم.. بأن يقوم أحد الأقارب بإحضار الفوانيس ويساعد آخر الأطفال في تعليق الزينة، ويقوم ثالث باستضافتهم أول يوم رمضان بحيث لا يفكرون كثيرا فيمن فقدوه وماذا كان سيفعل معهم لو كان موجودا الآن. من الممكن أيضا أن يقوم أحد الأقارب بدعوة جميع أطفال العائلة وعمل حلقة لقراءة القرآن والدعاء للمتوفى بالرحمة، وحكي قصة عن معنى الحياة الدنيا والحياة الآخرة وأن الجميع سينتقلون إلى الرفيق الأعلى، ولكن كل في الوقت الذي كتب له. وأنه ليس بيدنا حيلة الآن سوى الدعاء للمتوفى حتى يتغمده الله برحمته الواسعة. وبهذا نكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد، فلم يتم تجاهل الأب أو الأم المتوفاه ولكن هذا الشخص أصبح موجودا معنا بشكل مختلف بدعائنا له وتذكرنا له، والشىء الثاني أنه تم إفهام الأطفال قصة مهمة عن الحياة والموت يستوعبون من خلالها ما حدث لهم ولأبيهم. عطاء الأحبة في خطوات ومن جانبها تقول أميرة بدران ،الأخصائية النفسية والمستشارة الاجتماعية: الله سبحانه وتعالى وصف الموت بالمصيبة حين قال "مصيبة الموت"، والأطفال حين يفقدون أحد أبويهم يكون هذا الحدث مثل الزلزال الذي يزلزل كيانهم النفسي الذي كان مستقرًا مع الوالد أو الوالدة بالأمان والعطاء والحب غير المشروط والثقة والسند؛ لذا فإن اليتيم يحتاج لتطمين كبير جدًا ودعم عاطفي عالي ليعوض النقص في هذه المشاعر قدر الإمكان. وكلما كان هذا العطاء من الأقارب المحبوبين لديهم كلما كان أكثر تأثيرًا ، كذلك يحتاج لدعم نفسي يشمل توفير الأمان والراحة الجسدية، والتشجيع على تقبل قدر الله تعالى الذي يقدر كل شيء بمقدار، لذا من أهم واجبات من سيقوم بهذا الدور مع اليتيم أن يقوم بالآتي: • تشجيع اليتيم على البوح بمشاعره السلبية دون أن يقاطعه، وأن يقوم بتشجيعه على البوح دون أن يقول له كفى، أو حرام البكاء، أو غيره من تلك الجمل المعتادة التي تعمل على كبت تلك المشاعر ويتصور البعض أنها تساعده على ضبط نفسه؛ فالبوح يعمل على إخراج الطاقة السلبية التي إذا تراكمت تساعد على المرض النفسي والانطواء وصعوبة التكيف وغيره من الارتباكات النفسية. • كذلك مهم أن يتمتع بمهارة التعاطف؛ وهي مهارة فيها أوصل لليتيم أننا نقدر مشاعره وحزنه بل ونحترمه جدا؛ فلا يكون هناك تقييم لتلك المشاعر ولا استهتار، ولا كبت، وكلما قدمنا مهارة التعاطف كلما كسبنا اليتيم واقترابه منا وبالتالي التناغم معنا من جديد. • مهارة الحوار الفعال؛ حيث يقوم المتحدث بمناقشة بعض مشاعره دون تقييم ليوضح له حكمة الله، أو الرد على استفساراته بشكل صحيح هادئ ذكي. • ثم بعد ذلك تدريب اليتيم على مهارات المواجهة والتكيف من خلال المواقف المختلفة وتشجعيه، وتعامله مع أيتام مروا بنفس التجربة ونجحوا في تخطي هذا الأمر. • كذلك جعله ينخرط شيئًا فشيئًا في أمور مفيدة كالعمل التطوعي للأيتام، فكثيرًا ما وجدنا أن تقديم العون لمثل من يمر بنفس ظروفنا يساعد كثيرًا. • كذلك انخراطه في الرياضة، الترفيه، التطوير الذاتي بإلحاقه بكورسات تخاطب مواهبه وغيره من الأنشطة الاجتماعية والثقافية. • يفضل استغلال فترة الشهر الكريم في فعل الخيرات، وحضور دروس دينية خفيفة، وكذلك سماع أشرطة دينية لداعية يحبه، أو القيام بعمل برنامج ايماني يناسبه ويقدم له بشكل لطيف وجذاب بعيد عن المحاضرات والوعظ المباشر.
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|